الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
فخر الدين الرازي:
أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني، لقبه (ابن خطيب الري) ، أشعري متصوف، وقد اختلفوا فيه هل هو فيلسوف متكلم أم متكلم متفلسف أم معارض للفلسفة أم أنه مر بمراحل من حياته، من أبرز علماء الأشاعرة الذين طوروا المذهب الأشعري وأدخلوا فيه مذاهب المعتزلة، كانت له اجتهاداته الخاصة في المذهب الأشعري، وكانت له انتقادات على بعض أعلام الأشاعرة مثل: أبي حامد الغزالي وعبد القاهر البغدادي والشهرستاني، يعتبر من أكثر الأشاعرة اضطراباً وتناقضاً في أقواله، وكان كثيراً ما يأتي بعبارات الشك والإشكال والحيرة، ووقع في التناقض في بعض المسائل التي يقررها مثل:(تماثل الأجسام) وأن (الأدلة النقلية لا تفيد اليقين) ، وكان يأتي بأدلة الأشاعرة ويستنبط أدلة جديدة من عنده مما أوقعه في التناقض، وقد انشغل بكتب الفلاسفة كابن سينا وأمثاله وأعجب بها فشرحها ودافع عنها وخلط الكلام بالفلسفة مما جعل العلماء يختلفون فيه بين قادح ومادح، فممن مدحه واعتذر له: السبكي (الابن) والصفدي وأبو حيان وأبو شامة، وممن انتقده: ابن جبير والطوفي الصرصري والذهبي والشهرزوري، وكان السنوسي – على أشعريته – يحذر المبتدئين من قراءة كتبه، وقد وافق الفلاسفة في بعض أقوالهم كـ (المثل الأفلاطونية) و (العقول المجردة) وأن (لكل ملك نفس) ، وأخطر ما وافق فيه الرازي الفلاسفة قولهم بالتنجيم وأن للكواكب أرواحاً تؤثر في الحوادث الأرضية، وكان من النتائج الخطيرة لذلك أنه ذكر أن من الأنواع المعتبرة في هذا الباب اتخاذ القرابين وإراقة الدماء وتعظيم المزارات والقبور وأن الدعاء عندها فيه فائدة، ولعله تاب من ذلك كله، ألف في السحر كتابه:(السر المكتوم في مخاطبة النجوم) ، وقد قال تقي الدين ابن تيمية والذهبي بأنه قد ارتد بذلك ولكن (لعله!) قد تاب في آخر حياته، من المسائل التي كان
مضطرباً أمامها ويميل إلى أقوال الفلاسفة فيها: (النبوة) و (خصائص النبي) ، ضعّف دليل الأشاعرة العقلي في مسألة (الرؤية) واقتصر في إثباتها على السمع وانتقد دليلهم على إثبات (السمع) و (البصر) وبيَّن أنه لا دليل لديهم على تأويل (المحبة) بـ (الإرادة) وضعف أدلتهم العقلية في إثبات صفة (الكلام) وبيَّن بأن منازعتهم للمعتزلة ضعيفة وصرح بأن الحروف والأصوات محدثة، كان يميل إلى مذهب المعتزلة في الصفات فقال بتأويل صفتي (الإرادة) و (القدرة) إلى صفاة (العلم) ، كان يعتذر لنفاة الصفات بأنهم أرادوا بنفسها إثبات كمال الوحدانية لله تعالى، دافع عن تكفير المعتزلة والخوارج والشيعة، رجَّح نجاة أهل التقليد خلافاً لكثير من الأشاعرة وأن الجاهل بصفات الله لا يكفر، كان تصوفه قريباً من تصوف أبي حامد الغزالي فهو تصوف فلسفي، وكان يلتقي مع غلاة الصوفية في أقوالهم كالقول بالجبر خلافاً لشيوخه القائلين بأن القول بالكسب لا يؤدي إلى القول إلى القول بالجبر في القدر، صرح في آخر حياته برجوعه إلى طريقة القرآن وطريقة السلف، صرح بأن أول ظهور للتشبيه في الإسلام كان من الشيعة، من تلاميذه: الأبهري والأرموي والخسروشاهي والخونجي، من مؤلفاته:(المحصول في أصول الفقه) و (المباحث الشرقية) و (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين) و (معالم أصول الدين) و (الآيات البينات) و (عصمة الأنبياء) و (مفاتح الغيب) و (اعتقادات فرق المسلمين) و (الأربعين في أصول الدين) و (الملخص في الحكمة والمنطق) و (شرح عيون الحكمة لابن سينا) و (أقسام اللذات) – وهو آخر كتبه – و (تأسيس التقديس) – رد تقي الدين ابن تيمية على كتابه في كتاب أسماه (نقض التأسيس) وهو المعروف حالياً باسم (بيان تلبيس الجهمية) –، ت 606 هـ