المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما يبشر به المؤمن عند سؤال منكر ونكير - بشرى الكئيب بلقاء الحبيب

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌ذكر ما يبشر به المؤمن عند سؤال منكر ونكير

‌ذكر الترحيب بالمؤمن في القبر

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:) إذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحباً وأهلاً أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي، فإذا وليتك اليوم وصيرت إلي فسترى صنعي بك فيتسع له مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنة (.

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (.

‌ذكر ما يبشر به المؤمن عند سؤال منكر ونكير

عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، قال: يأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقولان: أُنظر إلى مقعدك في النار وقد أبدلك الله به مقعداً من الجنة. فيراهما جميعاً (.

قال قتادة: وذُكِرَ لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضراً.

ص: 35

ومن حديث أنس نحوه وزاد في آخره) فيقول دعوني حتى أذهب فأبشِّرَ أهلي: فيقال له اسكن (.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين عرضاً، ثم ينور له فيقول: دعوني أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم نومة العروس بالذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله تعالى من مضجعه ذلك (.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) والذي نفسي بيده إن الميت إذا وضع في قبره أنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإذا كان مؤمنا جاءت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن شماله، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ليس من قبلي مدخل، فيؤتى من قبل يمينه فتقول الزكاة: ليس من قبلي مدخل، فيؤتى من قبل شماله فيقول الصوم: ليس من قبلي مدخل، فيؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات وما يليها من المعروف والإحسان إلى الناس: ليس من قبلنا مدخل، فيقال له اجلس: فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد قربت من الغروب، فيقال له: أخبرنا عما نسألك؟ فيقول: دعوني أصلي، فيقولون: إنك

ص: 36

مشتغل فأخبرنا عما نسألك؟ فيقول عما تسألوني؟ فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا، فيقال، صدقت على هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله من الآمنين. ويفتح له في قبره مد بصره، ويقال: افتحوا له بابا إلى النار فيفسح له فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، فيزداد غبطة وسروراً، ويقال: افتحوا له باباً إلى الجنة، فيفتح له، فيقال: هذا منزلك وما أعد الله لك، فيزداد غبطة وسروراً، فيعاد الجسد إلى أصله من التراب، ويجعل روحه في النسيم الطيب، وهي طير أخضر تعلق في شجر الجنة (.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا وضع الميت في قبره جاءت أعماله الخالصة فاحتوشته، فإن أتاه من قبل رأسه جاءت قراءة القرآن، وإن أتاه من قبل رجليه جاء قيام الليل، وإن أتاه من قبل يديه قالت اليدان: كان والله يبسطنا للدعاء والصدقة لا سبيل لكم عليه، وإن أتاه من قبل فيه جاء ذكره وصيامه، وكذلك الصلاة والصبر ناحية، فيقول أما إن لو رأينا خللاً كنت صاحبه، وتجاحش عنه أعماله الصالحة، كما يجاحش الرجل عن أخيه وصاحبه وأهله وولده،

ص: 37

ويقال له عند ذلك: نم بارك الله في مضجعك، فنعم الحال حالك، ونعم الأصحاب أصحابك.

وعن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) إذا دخل الإنسان في قبره، فإن كان مؤمناً أحف به عمله: الصلاة والصوم، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده، ومن نحو الصيام فيرده، فيأتيه فيناديه اجلس فيجلس فيقول ما تقول في هذا الرجل؟ قال: محمد، فيقول أشهد أنه رسول الله، فيقول: ما يدريك؟ أدركته؟ قال: أشهد أنه رسول الله. قال: فيقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث (.

ص: 38

وعن بحر بن نصر الصائغ قال: كان أبي مولعاً بالصلاة على الجنائز، فقال: يا بني حضرت يوماً جنازة فلما ذهبوا بذلك ودفنوها نزل القبر نفسان ثم خرج واحد، وبقي الآخر، وحثى الناس التراب، فقلت: يا قوم يدفن حي مع ميت؟ فقالوا: ما ثَمَّ أحد، فقلت: لعله شُبِّهَ لي، رجعت فقلت: لا أبرح حتى يكشف الله لي ما رأيته، فجئت القبر فقرأت عشر مرات يس وتبارك الملك وبكيت، فقلت: يا رب اكشف لي عما رأيت فإني خائف على عقلي وديني، فانشق القبر وخرج منه شخص فولى مدبراً، فقلت: يا هذا بمعبودك إلا وقفت لي أسألك فما التفت إلىّ، فقلت له الثانية والثالثة، فالتفت وقال: أنت نصر الصائغ؟ قلت: نعم: فما تعرفني؟ قلت: لا. قال: نحن ملكان من ملائكة الرحمة وكلنا بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم نزلنا حتى نلقنهم الحجة وغاب عني (.

وعن شقيق البلخى قال: طلبنا ضياء القبور فوجدناه في صلاة الليل، وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناه في قراءة القرآن، وطلبنا العبور على الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة، وطلبنا ظل يوم الحساب فوجدناه في الخلوة.

ص: 39

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) ما من مسلم أو مسلمة يموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا وقي عذاب القبر، وفتنة القبر، ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع (.

وقد وردت الأحاديث ونصوص العلماء بإستثناء جماعة من السؤال منهم الشهداء والصديقون والمرابطون والمطيعون وكذلك الأطفال في أرجح القولين.

ص: 40