المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقام العبودية وذكر أنواعها - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ١

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة تأملات قرآنية [1]

- ‌القرآن جامع العلوم

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم)

- ‌براهين البعث والنشور

- ‌التلازم بين العبادة والتقوى

- ‌فضل الله على عباده في بسط الأرض وإنزال المطر

- ‌تحريم الشرك بالله تعالى

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا)

- ‌ذكر آيات التحدي

- ‌ذكر حقيقة التحدي في القرآن الكريم

- ‌مقام العبودية وذكر أنواعها

- ‌بيان المراد بالحجارة التي توقد بها النار

- ‌معنى قوله تعالى (أعدت للكافرين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وبشر الذي آمنوا وعملوا الصالحات)

- ‌وصف الجنات

- ‌بيان معنى قوله تعالى (قالوا هذا الذي رزقنا من قبل)

- ‌وصف نساء الجنة

- ‌الخلود في الجنة

- ‌عظم نعيم الجنة وبعث تذكره على العمل

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة)

- ‌انتفاع المؤمنين بالأمثال المضروبة دون غيرهم

- ‌صفات الفاسقين الضالين عن الانتفاع بالهدى

- ‌تفسير قوله تعالى: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)

- ‌بيان معنى قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء)

- ‌عدد السماوات وعدد الأرضين

الفصل: ‌مقام العبودية وذكر أنواعها

‌مقام العبودية وذكر أنواعها

ذلك هو أول ما دلت عليه الآيات، وقد دلت الآيات أيضاً على صدق رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، كما أن في قوله جل وعلا:{وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [البقرة:23] بيان أن مقام العبودية أرفع مكان وأجل منزلة، وكلمة (عبد) تأتي في الشرع لثلاثة معان: الأول: العبودية بمعنى القهر، وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر، فكل الناس المؤمنون والكافرون عبيد لله، والدليل:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم:93]، هذه عبودية مطلقة يستوي فيها المؤمن والكافر والملائكة والجن والإنس.

الثاني: العبودية في الشرع، وهي ضد كلمة:(حر) قال الله جل وعلا: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة:178]، وهذا الذي يُستَرقُ في الجهاد ويؤخذ كأسير بصرف النظر عن لونه، فيسمى عبداً في الشرع، الثالث: العبودية بالطاعة والاتباع، وتنقسم إلى قسمين: الأول: طاعة لله، وهذا الأمر الذي يتنافس فيه عباد الله الصالحون.

الثاني: عبودية لغير الله أعاذنا الله، وهذا الأمر بابه واسع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:(تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم)، أي: الذي يطيع هواه، ويطيع ديناره، ويطيع درهمه.

فتحرر أن العبد ثلاثة أقسام عبد مقهور، فكل الناس في هذه العبودية سواء، ودليلها قوله تعالى:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم:93]، وعبد بالشرع، ودليل ذلك قوله تعالى:{الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة:178]، وعبد طاعة وتنقسم إلى قسمين: طاعة لله، وهذا هو الأمر الواجب شرعاً، وهو الذي يتنافس فيه عباد الله الصالحون، وعبد لغير الله عياذاً بالله، وهو عبد الهوى، وعبد الدينار، وعبد الجمال، وعبد الدرهم، وعبد لأي شيء، وهذا مصيره الضلالة والخسران.

ص: 11