المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم نسخ القرآن بالقرآن ونسخه بالسنة - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ٢٧

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ تأملات في سورة النحل [2]

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)

- ‌بيان المراد بالعدل والإحسان

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وإيتاء ذي القربى)

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا بدلنا آية مكان آية)

- ‌حكم نسخ القرآن بالقرآن ونسخه بالسنة

- ‌بيان ما وقع من نسخ الحكم قبل وقوعه

- ‌تفسير قوله تعالى: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)

- ‌بيان معنى قوله تعالى: (وتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)

- ‌بيان معنى قوله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)

- ‌بيان المشاكلة اللفظية في قوله تعالى (بمثل ما عوقبتم به)

- ‌بيان حكم الظفر

- ‌بيان جرم الخيانة

- ‌بيان فضيلة الصبر

- ‌بيان معية الله تعالى للمتقين والمحسنين

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاستنجاء باليد اليمنى

- ‌مصير الذنب الذي قد تاب المرء منه

- ‌حكم لعن الكافر المعين

- ‌حكم أخذ مال المدين الكاذب في الوعد بالوفاء

- ‌حكم الدعاء لمن يظن تركه للصلاة

- ‌حكم المسح على الأحذية في الوضوء

- ‌حكم تارك صلة بعض أرحامه

- ‌حكم حلق شعر الصدر

- ‌حكم الصلاة عن يسار الإمام لازدحام المكان

- ‌دليل جواز نسخ القرآن بالسنة

الفصل: ‌حكم نسخ القرآن بالقرآن ونسخه بالسنة

‌حكم نسخ القرآن بالقرآن ونسخه بالسنة

وهذا يسوقنا -من حيث التأصيل العلمي- إلى مسألة النسخ في كلام الرب جل وعلا.

فنقول: اتفق العلماء على جواز نسخ القرآن بالقرآن، وهذا ظاهر لا يمكن رده إلا من متكبر، فالله جل وعلا يقول:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184] والمراد صيام رمضان، فالله جل وعلا يقول في القرآن:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} [البقرة:184] أي: الصيام {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184] يعني أن الإنسان الذي يقدر على الصيام ولا يريد أن يصوم يطعم مسكيناً، فهل يجوز هذا الآن!!

و

‌الجواب

لا يجوز، فهذا منسوخ، فالآية منسوخة حكماً غير منسوخة تلاوة، والدليل على نسخها قول الله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، فقول الله جل وعلا:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185] نسخ لقوله تبارك وتعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184]، وهذا كثير، كآية المصابرة وآية المرأة التي توفى عنها زوجها وغير ذلك.

فالاتفاق قائم على نسخ القرآن بالقرآن، وإنما اختلف العلماء رحمهم الله في نسخ القرآن بالسنة.

فبعض العلماء يثبته، وبعض العلماء ينفيه، ولكل حجته، ولكن الذي ندين الله جل وعلا به، والذي عليه أكثر العلماء من المحققين: أنه يجوز نسخ القرآن بالسنة.

ومن أدلة من قال: إن القرآن لا ينسخ بالسنة -حتى تعلم أن العلماء لا يمكن أن يقولوا بقول جزافاً- قول الله جل وعلا: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة:106].

قالوا: فالسنة ليست خيراً من القرآن، وليست مثله، والله يقول: بخير منها أو مثلها.

وأجاب القائلون بجواز نسخ القرآن بالسنة بأن الله قال: (نأتِ) والذي يأتي بذلك هو الله، فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتي بحكم شرعي من السنة ينسخ به حكماً في القرآن لا يأتي به من عند نفسه، وإنما يأتي به من عند الله، فلا تعارض بين قول الله جل وعلا:{نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة:106]، وبين نسخ القرآن بالسنة.

ص: 7