المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نيل معالي الأمور بالإنفاق في سبيل الله - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ٥

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة تأملات قرآنية [5]

- ‌تفسير قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)

- ‌نيل معالي الأمور بالإنفاق في سبيل الله

- ‌مسارعة الصحابة في الإنفاق من المحبوب

- ‌بيان أهمية الوسع في الإنفاق

- ‌فوائد نحوية

- ‌بيان المقصود بالبر

- ‌ذكر معاني (حتى) في النحو

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل)

- ‌ذكر سبب نزول الآية

- ‌تفسير قوله تعالى: (فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل صدق الله)

- ‌دلالات في سورة آل عمران

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة)

- ‌ذكر المدة الزمنية بين بناء المسجد الحرام وبيت المقدس

- ‌قصة بناء قبة الصخرة

- ‌بيان معنى (بكة)

- ‌بيان بركة البيت الحرام

- ‌الآيات الموجودة في البيت الحرام

- ‌بيان معنى قوله تعالى (ومن دخله كان آمناً)

- ‌الأمر بحج البيت

- ‌حد الاستطاعة لحج البيت الحرام

- ‌بيان معنى قوله تعالى (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)

- ‌الفرق بين أسلوب ذكر الأحكام وأسلوب الوعظ

الفصل: ‌نيل معالي الأمور بالإنفاق في سبيل الله

‌نيل معالي الأمور بالإنفاق في سبيل الله

الحمد لله خالق الكون بما فيه، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فهذا درس في تفسير كتاب الله جل وعلا، وما زلنا في سورة آل عمران، وتفسير هذا الدرس سيكون حول قول الله عز وجل:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92] إلى قوله جل وعلا: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97].

فنقول مستعينين بالله عز وجل: قال ربنا تباركت أسماؤه وجل ثناؤه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران:92].

المعنى الإجمالي للآية: أن الله جل وعلا يخبر أن معالي الأمور، والجوامع لكل خير التي هي رأس كل غاية، وأمل كل مؤمن، لا تنال إلا بإنفاق الإنسان لأشياء يحبها، والله جل وعلا جبل القلوب على حب المال، كما قال سبحانه:{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر:20]، وقال جل ذكره:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات:8].

والمال هنا ليس حصراً على النقدين الذهب والفضة، وإنما المال كل ما يتموله الإنسان ويملكه من نقدين، أو أراض، أو عقار، أو غير ذلك، كعروض التجارة، فهذا كله يدخل تحت مسمى المال.

فالله جل وعلا يقول: إن النفوس جبلت على حب المال، فإذا بلغ الإنسان مرتبة يتخلى فيها عما يحب لشيء أعظم -وهو حبه لله جل وعلا- كان ذلك موصلاً لطريق الخير والبر.

يقول تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} [آل عمران:92] أي: لن تحصلوا عليه، ولن تدركوه {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92] أي: لكي يتخلى الإنسان عن محبة الدنيا والتعلق بها ولكي يصل بنفسه إلى مرحلة عليا عليه أن يتخلى عما يحب من أجل ما عند الله جل وعلا من ثواب وعطاء وجزاء.

ثم قال سبحانه: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران:92]، فكل ما ينفقه الإنسان مما عظم أو حقر يعلمه الله جل وعلا ويكتبه له، إن خيراً فخير، وإن كان غير ذلك فغير ذلك.

ص: 3