المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما - تاج المفرق في تحلية علماء المشرق

[خالد البلوي]

الفصل: ‌وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

فجاد على أرجائها الغيث إنها

منازل جيران كرام ومعشر

ودخلت عند أذان العصر من يوم الاثنين المذكور فاجتمع والحمد لله الشمل وسر الأحباب والأهل:

وألقت عصاها واستقرت بها النوى

كما قر عينا بالإياب مسافر

فاستوطناها قرار، ولم نشم بعد العشية من نجد عراران وذكرت عند ذلك مخاطبا أهلا ودارا:

صب يحث مطاياه بذكركم

فليس ينساكم إن حل أو سارا

لو يستطيع طوى الأيام نحوكم

حتى يبيع بعمر القرب أعمارا

يرجو النجاة من البلوى يقربكم

والقرب يلهب في أحشائه النارا

وحللتها حلول الحياة بالجسم، والأعراب في آخر الاسم، فاتقد سراج الأنس في ليل ذلك التوهم، وأومض برق التبسم في وجه ذلك التجهم، ومضى لنا من ذهول الألباب، ومحادثة الأحباب، ومجاذبة أهداب الآداب:

يوم كأن نسيمه من عنبر

وتخال أن أديمه من جوهر

لو باعت الأيام آخر متله

بالعمر أجمع كنت أول مشتري

وقد قيل ليس تعدل ساعة الفراق إلا ساعة اللقاء:

فلولا البعد ما حمد التداني

ولولا البين ما طاب التلاقي

فجاءت هذه الغيبة المباركة خمسة أعوام إلا شهرين اثنين وثمانية عشر يوما.

ومن النادر أني لما أتممت هذه الرحلة المباركة وأصبحت بمنزلي أول صباح أصبحته فيه صليت الصبح وجعلت أقرأ في مصحف كريم بين يدي إلى أن غلبتني عيناي فسمعت هاتفا يهتف بي وأنا بين النائم والمستيقظ وهو ينشدني هذين البيتين ولم أكن قط سمعتهما وهما:

تم للعشاق أمرهم

وكذلك الأجر قد كملا

فاعذر العشاق أنهم

قد جفاهم كل من عذلا

وها أنا أقف موقف الخجل والتقصير، وأسأل الله العلي الكبير، بجاه سيدنا ومولانا محمد رسوله البشير النذير، أن يجعله حجا مبرورا سعيا مباركا مشكورا وعملا صالحا متقبلا مذخورا وأرغب ممن وقف على التقييد من الأولياء أن يخلص في التأمين على هذا الدعاء، وأن يتفضل بالسمح والصفح والأغضاء ويعلم أن اللسان يقصر ومعاني الكلام لا تنصحر، وقديما قيل من ألف فقد استهدف ومن ركب الأكثار، لم يسلم من العثار والمرء مستور ما لم يؤلف تأليفا أو يقل شعرا، وهذا ما سنح مع الكد والاجتهاد، واجتهاد مقصر خير من تقصير ذي اجتهاد، وأختم هذا المجموع بما أنشدني لنفسه بحرم القدس الشريف الشيخ الإمام الأوحد جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن نباتة المتقدم الذكر وذلك:

دعوني في حلي من العيش مائسا

ومرتقبا من بعده عفو راحم

أد إلى ذات الأساور مقلتي

وأسأل للأعمال حسن الخواتم

اللهم اختم لنا بالحسنى وبوئنا من رضاك المحل الأشرف الأسنى، انك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا ومولانا خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وأزواجه وذريته وصحابته أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كملت الرحلة المباركة بفضل الله تعالى وحسن عونه الموالي والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وحسبنا الله سبحانه مفوضا إليه وكفى.) وبخط عبيد الله سبحانه الفقير الخائف المشفق الراجي المستغفر خالد بن أحمد بن خالد المؤلف بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي ابن أبي خالد البلوي تاب الله عليه، ورده ردا جميلا إليه، برحمته وفضله وأكملها في اليوم الحادي والعشرين لصفر المبارك من عام تسعة عشر وثمانمائة، وذلك برشانة المحروسة بفضل الله من خط جدي رحمه الله المؤلف والد والدي رحمة الله عليهم أجمعين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أثيرا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

‌بسم الله الرحمن الرحيم

‌وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

قال خالد بن أحمد بن خالد المؤلف رحمه الله تعالى: نقلت من خط مولاي الجد ما كان مكتوبا على ظهر نسخته التي انتسخت هذا منها ما هذا لفظه:

ص: 143

كملت الرحلة المباركة التي هذه آخر نسخة منها بخطي وهي التي اعتمدتها وعولت عيها بفضل الله تعالى وحسن عونه الموالي، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وحسبنا الله سبحانه مفوضا إليه وكفى، وبخط مؤلفها ومنشئها عبيد الله الفقير الخائف المشفق الراجي المستغفر خالد بن عيسى بن احمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أبي خالد البلوي تاب الله تعالى عليه ورده ردا جميلا إليه برحمته وفضله، وأكملها في اليوم الآخر من الشهر المبارك السعيد شهر ربيع الأول من عام سبعة وستين وسبعمائة، وذلك برشانة من وادي المنصورة حرسها الله مدة ولايتي للقضاء بها حسن الله فيه العاقبة وأجمل الإنابة إليه سبحانه وتعالى، وختم بخير وسعادة أبدية برحمته وكرمه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وعلى جميع النبيين والمرسلين والملائكة والمقربين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين انتهى ما ألفيته بخط جدي رحمه الله تعالى وصلى على سيدنا محمد وآله، وبعد هذا بخطه رحمه الله تعالى ما نصه قال خالد بن أبي خالد: وخط بيده لطف الله تعالى به بفضله ورحمته لله سبحانه وتعالى وصلاته وسلامه الأكملان على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه هؤلاء العلماء الفضلاء الذين أثبت أسماءهم هنا بعد هذا القسم الثاني من الذين مدحوا هذا الكتاب المفروغ منه قبل هذه الكراسة وكتبوا ما نظموه ونثروه من ذلك بخطوطهم في المبيضة الأولى من هذه الرحلة المذكورة وهم الذين أشرت إليهم ونبهت عليهم في الوراق الأوائل من ظاهر هذا الكتاب قبل ترجمتها فأولهم الشيخ الفقيه القاضي العالم المحدث القدوة أبو القاسم بن سلمون بن علي بن سلمون الكناني أبقى الله بركته كتب بخطه من نظمه على أول مبيضة منه بعدما طالعه واستوفاه نظراً واستحسنه غاية الاستحسان أدباً ونثراً ما نصه: وقرأته عليه وسمعته من لفظه وذلك لفظه بالمرية المحروسة مدة قضائه بها في وسط شهر ربيع الأول المبارك من عام ستة وخمسين وسبعمائة:

يا روضة من جنان الخلد يانعة

أتى بها خالد تندى أزاهرها

تحوي غرائب من شعر ومن أدب

ومن علوم بانت سرائرها

فيا لها رحلة أو حلية بهرت

لأهل فضل بهم جلت مفاخرها

صيغت قلائد من بحر البيان لهم

فيا لها حلية فاقت جوارها

وحق للشرق أن يزهى بطلعتها

إذ هي شمس أنار الأفق باهرها

وللمعارف أن تسمو بمطلعها

أبى البقا خالد إذ هو ماهرها

الشيخ الفقيه القاضي العدل الرضي المتفنن الفاضل أبو عبد لله محمد بن سعد المعروف بابن النجار، كتب بخطه من نظمه على المبيضة الأولى من هذه الرحلة المذكورة بعد أن طالعها واستوفى، واستحسن وأثنى ما نصه: وقد سمعته منه وقرأته عليه، وذلك بالمرية في عقب شهر ربيع الأول المبارك من عام ستة وخمسين وسبعمائة:

خلدت يا خالد فوق السماك

بهذه الرحلة قدرا علاك

نزهت منها في رياض ندا

أيادي كبرى اقتضاها نداك

سميتها اجا تحلت به

مفارق الأعلام درا ثناك

الست صدرا في القضاة العدول

اقتبست أنوارها من سناك

فأنت ما حليتهم إنما

قسمت بالعدل عليهم حلاك

أريتنا مفترقا فيهم

ما فيك بالإجماع مجموع ذاك

فبارك الله تعالى اسمه فيما به

من ذي المعالي حباك

ودمت لا تمد للثم في

أندية التعظيم الأيداك

الفقيه الأجل الكاتب البارع الناظم الناثر ذو الخط الفاتن الساحر والأدب البارع الباهر والشمائل الزكية المفاخر العذبة الأوائل والأواخر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سلمة الغرناطي وقف على المبيضة الأولى بمنزلي من وطني قتورية مهنئا لي به بعد قدومي من الوجهة المشرقية المشروحة في هذه الرحلة المذكورة فكتب عليها بخطه الرائق المعجب البديع ما نظمه على البديهية بحضري وسمعته منه وقرأته عليه ونصه:

أيها الحبر الذي

فاق علما وأدب

وسجاياك التي

دونها ضوء الشهب

أن ما تكتبه

لغريب المكتتب

تلقح الأذهان عنها

نهى لا تستلب

إنها من درر

وسواها من خشب

حق أن تكتبها

أو نوفي ما يجب

بسواد العين ل

يس بصفرة الذهب

ص: 144

الفقيه الأجل الأفضل الأزكى العدل الرضي الأسدي، الأكمل أبو الحجاج ابن حصن وقف على النسخة الأولى من هذه الرحلة ببلده بلش في وجهتي إلى) مالقة (وإلى غريبها برسم لقاء العلماء الفضلاء وذلك في شهور ست وخمسين وسبعمائة فكتب عليها بخطه ما نصه، وعليه قرأته ومنه سمعته، لما وقف العبد الفقير إلى مولاه الغني به عمن سواه يوسف بن علي بن محمد بن علي بن محمد الخولاني ثم ابن حصن الشاطبي المحتد البلشي المولد على هذه النسخة بل الرحلة المباركة المآثر الشريفة الأوائل والأواخر، انشد بلسان المتلعثم مرتجلا وقريحة التقصير مستعجلا:

لاح من الشرق هلال سما

فاق به مغربنا مشرقا

جاء من اليم بدر يضيء

قلبا من الغم له مشرقا

رحلة الحج من حلا خالد

حاز من المجد بها مفرقا

) الفقيه الوزير الكاتب (الماهر الناظم الناثر أبو جعفر احمد بن زرقالة وقف عليها وكلف بها ونسخ بخطه البارع الرائق العجيب نسخا منها وقرأها علي بلفظه وسمعها بلفظي وبلفظ غيري بالمرية المحروسة مرات كثيرة ونظم في مدحها مقطوعات عديدة وقصائد جملة جميلة واعتني بها غاية الاعتناء وجمع كل من نظم فيها شيئا من النظم أو النثر في مجموع رائق أنيق حافل منفرد بنفسه وعرف بهم تعريفا حسنا نفعه الله بقصده، فمما نقلت هنا من نظمه الذي كتبه على النسخة الأولى من هذه الرحلة، ما نصه مقترنا بما قبله وبعده، وذلك الحمد لله حق حمده وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده، يقول كاتب هذه بخطه عبد الله الراجي رحمته أحمد بن محمد بن زرقالة ختم الله له تعالى بالسعادة لما وقفت على هذه الرحلة البارعة من إنشاء شيخنا رئيس الأدباء وإمام الفصحاء البلغاء أبي البقاء أطال الله بقاءه ووالى سموه وارتقاءه نظمت بديها بتاريخ اليوم التاسع عشر لشهر ربيع الأول من سنة ست وخمسين وسبعمائة:

لله تاج وأي تاج

حلى بالدرر والجواهر

نزهتني منه في رياض

مختلف النور والأزاهر

جرت عليه الصبا ذيولا

فنم عرف شذاه عاطر

ثم كتبت ونظمت بعد ذلك:

وشيت التاج يا تاج المعالي

فجل على المفارق والرؤوس

رقمت جهاته ورشقت فيها

بمسك الحبر كافور الطروس

فلم أر قبله في الطرس تاجا

يرصع عاجه بالأبنوس

ومما كتبت هنا في قصائده التي نظمها في ذلك وكتبها هنالك قوله، وكتبتها هنا بما قبلها وبعدها الحمد لله حق حمده، ومما نظمه كاتب الأبيات أسفل الصفح يسرته أحمد بن محمد بن زرقالة وفقه الله وخاطب به مصنف هذه الرحلة شيخه القاضي الجليل الحسيب الفاضل ذاتا وأداوة وخلقا وبيتا أبا البقاء خالدا حفظ الله مجده وبتاريخ اليوم الثالث والعشرين لربيع الأول من سنة ست وخمسين وسبعمائة ما نصه:

توجت أهل الشرق تاج جلالة

أزرى بتيجان بني قحطان

ونظمت ذكرهم بأسلاك العلي

نظما كنظم الدر والمرجان

ورفعت راية كجدهم وفخارهم

وكسوتهم حللا من الإحسان

من دونها ما دبجته يد الندا

في الروض غب العارض الهتان

خلدت خالد من حلى آثارهم

كجدا تقر بمثله العينان

وأتيت من بدع البديع برحلة

بل حلة موشية الأردان

أو روضة قد جادها صوب الحيا

فتزينت بزخارف الألوان

تهديك من نفحاتها أرج الصبا

مسكا يضوع شذاه كل أوان

شغفت بها مهج سمت لكنها

حلت محل الروح من جثمان

لا سيما إذ أفحصت بحديث من

حل الحما من ساكني نعمان

سحرت محاسنها النهى فكأنها

وكأنه كالورد للظمئان

وترى القلوب تصيخ نحو حديثها

آذانها سبقا إلى الآذان

قد أمحضت من لؤلؤ ألفاظها

وصفت معانيها من لعقيان

مارئ قط بمثلها فيما مضى

من سالف الأحقاب والأزمان

ظرفا وترتيبا وحسن عبارة

لا يحتذى منها مزيد بيان

لم لا تكون بهذه الأثر التي

قد أشرفت شرفا على كيوان

وحللت من رتب البراعة ذروة

بوئت منها في أعز مكان

فيمد فكرتك البيان بديمة

لسحابها سمو يدا سحبان

ومتى رقمت الطرس أو وشيته

أنسيت وشى أزاهر البستان

ص: 145

فاهنأ بما أحرزت من خصل ومن

نوعي كمال بيان أو تبيان

وابق الزمان أبا البقاء مرفعا

في ظل عيش أخضر ريان

وإليكهما من شاعر لم يحتكم

في النثر حنكته وفي الأوزان

غر صغير السن مبتدئ أتى

في حين سوق كاسد وأوان

لم يلف مسعده على طلب العلى

والعلم فهو مبدد الأحيان

ولتسمحن إن كان جهلا أن لي

عذرا مقال زيادة الذبيان

ثم كتب بعد هذا بخطه البارع ما نصه، خذها على حالها، وأنر بنورك أفق هلالها، فهذا الشأن وإن كان لآبائي فيه سبق السبق ولا مفاخرة، فبضاعتي فيه مزجاة قاصرة فأوف في سماحك الكيل، وأجد وإن وجدت خللا في القول فهي وإن كانت أقرب لسبيل الوهن. ومبتاعها يرجع على بائعها بالغبن، فمثلي على حداثة سنه، وتبلد حسه وذهنه، إن كان منه خطأ فواقع من محله وهو من ذويه وأهله، والله تعالى يعلى قدركم، ويسمة ذكركم والسلام الكريم الكريم الطيب العاطر، يخص به محلكم الطاهر كاتبها وناظمها عبد الله الراجي رحمته احمد بن محمد ابم زرقالة وفقه الله تعالى بمنه وكرمه) انتهى (الفقيه الخطيب العالم العامل الصالح لورع الفاضل نخبة العلماء صدر الفضلاء وزين الخطباء الصلحاء رافع راية الفضائل وحامل اللواء أبو عبد الله محمد بن حسين أحسن الله إليه برحمته، سمع هذه الرحلة من لفظي مررا وقرأها بلفظه على مرارا وكان أكلف الناس بها وأحبهم فيها وأعرفهم بقدرها وأذكرهم لمحاسنها وأبر البارين بمؤلفها وأحب المحبين فيه نفعه الله تعالى ونفع به وكان مما كتبه بخطه العجيب البارع المغرب على أول نسخة منها ما نصه لما من الله تعالى على كاتب هذا عبيد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن حسين الأموي بان أتحفه بقراءة جميع كتاب تاج المفرق هذا على مؤلفه أعجوبه دهره، وفريد عصره، الإمام، الأوحد جمال الأدباء وزين الحسبان، وسليل السادة الأدباء القاضي الخطيب المحدث الرحالة الراوية المسند أبو البقاء خالد بن الشيخ الفقيه القاضي الخطيب العلم الأعلم الأعرف المتفنن الأكمل المبرور المقدس الأطهر المرحوم أبي الأصبغ عيسى بن خالد وصل الله سعده وحرس مجده ووالي آلاءه عنده كان مما أنطقته به محاسنها التي تكاد تصير الجماد إنسانا وينقلب بأقل العي سحبان بيانا ولسانا: قوله:

في تاجك المجد كله خالد

لا ينقضي والسناء يا خالد

تاج إذا رءاه اللبيب رءا

منك جميع النام في واحد

بالحسن إن شئت حده كأنما

خلدته ضمنه بلا زائد

من ذا الذي شام منه برق سناه

ثم أضحى لفضله جاحد

من لم يذق طعم ما حواه جنى

فليطلبن غير آدم والد

أطلعته تاج مفرق فغدا

شرقا وغربا بفضلكم شاهد

فالحافظ الله ربنا الواحد

عليك من كل عائن وحاسد

ص: 146

وكتب بأثر هذا مصلا به ما نصه وكان نظمي لهذه الأبيات في آخر إتمام القراءة للكتاب المذكور قراءة السماع لبعضه وذلك في شهر ربيع الأول عام ستة وخمسين وسبعمائة ثم قرأتها الآن كلها مرة أخرى على المؤلف أبقاه الله في مجالس بعضها بحمة مرشانة وبعضها بحمة بجاية وبعضها) جزاء (وبه كمل جميعها بمدينة المرية. قال هذا كله وكتبه بخطه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن المذكور بتاريخ وسط شوال اصطفى) الفقيه (الخطيب الأستاذ المتفنن القاضي العدل الفاضل حامل أو فرحظ من العلم بالتقى والعقل والحكم أبو عبد الله بن الشيخ الفقيه القاضي العارف الفاضل المرحوم أبي عبد الله محمد بن جعفر بن مشتمل معرفة ويعرف أيضا) بالبلياني (نفع الله ببركاته سمعها بجملتها علي واغتبط بها لما وقف على النسخة الأولى منها أعظم الاغتباط وكتب بخطه على ظاهر النسخة التي يسمعها على من هذه الرحلة ما هذا نصه، بما قبل النظم وما بعده ثم قرأ جميعها علي بلفظه بعد ذلك مرة أخرى الحمد لله كما يجب لجلاله وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد الكريم المصطفى وعلى آله، لما أظفر الله تعالى بأسنى الآمال بعد لي من الزمان وطول مطال برؤية هذه الرحلة الواجب لها على الخفة والثقل السفر والرحلة وروايتها عن مبتدعها الذي خلد بها المآثر والمفاخر وفضح الأوائل من البلغاء الفصحاء والأواخر وسماعها عليه من أولها إلى آخرها حملني على النظم فيها وإن لم أكن هنالك فمن أنصاف المرء أن يسلم في كل فضيلة إلى أهلها الذين يحملونها حق حملها ولا يدخل في شيء ليس في يده طرق سببه ويدع الهوى لأناس يعرفون به، لكنني حين عن النظر في ذلك غفلت فتجرأت وقلت:

أبا البقاء لقد أبقيت للزمن

تاجا بمفرقه يجل عن ثمن

رصعته من بدائع الربيع

وأنواع البديع بكل رائق حسن

لقد بلغت مدى البلاغة لم

يبلغه في لسن اللسان ذو لسن

شأوت من شئت في شأو الفصاحة

فالبليغ أضحى لديك وهو ذو لكن

فئال أهتم اهتم مفوههم

يفوه باللحن بعد الفوه باللحن

) فخالد النثر لم تخلد محاسنه

وخالد إذ أتى بمعجز الفطن (

وعمر نظمهم إذ جاء ما عمرت

به المجالس في سر وفي علن

جئت بها رحلة تقضي برحلتنا

بكل ذي رحلة لها من البدن

جمال رونقها ودر منطقها

مكحال العين أو مشنف الأذن

غدت صبا سحر على ربا زهر

أو ظفر ذي سهر بشارد الوسن

نشيان نشوتها ميسان نسوتها

فإنها الخمر تهمى بقوى حصن

ملنا من السكر من سماعها طربا

من قاري يطرب القمري في الغصن

فخر السراة وعادل القضاة ومعرب

النحاة وحبر الفرض والسنن

خلدت يا خالد فخرا لأندلس

بمصر والشام والعراق واليمن

خلت بك الغر من أعلامهن فكم

لها عليهن من حق ومن منن

فاسلم ودم في المعالي والجلال كما

تحب في المال والأهلين والوطن

ص: 147

قال ذلك وخطه بيده المعترف بتقصيره الناشئ عن قصوره الراغب إلى مولاه الكريم وربه في العفو عن عظيم ذنبه، محمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن يوسف بن مشتمل الأسلمي شملته الآلاء من الآهة سبحانه والنعم، وسالمه بدعائه صلى الله عليه وسلم لمنتماه أسلم وذلك في السادس عشر لشهر شوال عام سبعة وخمسين وسبعمائة، قال مؤلف هذه الرحلة خالد بن أبي خالد لطف الله به، وهنا انتهى ما أوردناه، من إثبات ما قصدناه مما أشرنا في أول الأوراق ظاهر هذا الكتاب إليه ونبهنا هنالك عليه، وقد بقي من لم أذكره هنا من الفضلاء الذين اعتنوا بذلك، وسلكوا بنظمهم ونثرهم هذه المسالك، توغلوا إكثارا فدعاني الإشفاق والخجل إلى أن حذفتهم اختصارا، واقتصرت على من ذكرت هنا اقتصارا، والله عز وجل يجمل الستر وينعم بالسمح، ويمن بالتجاوز والعفو والحمد لله عودا على بدء وشكرا له سبحانه على كل نعمة وصلاته وسلامه على سيدنا محمد نبيه ورسوله الكريم المصطفى، وعلى آله وصحبه وجميع عباده الذين اصطفى، وحسبنا الله تعالى مفوضا إليه وكفى قال خالد بن أحمد بن خالد المؤلف انتهى ما وجدت بخط مولاي الجد رحمه الله والد والدي وما قيدت منه وكان تمامه في اليوم الخامس عشر لربيع الأول المبارك عام تسعة عشر وثمانمائة عرف الله خيره أمين.

انتهى والحمد لله رب العالمين.

ص: 148