المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رجال هذه الطبقة على حروف المعجم: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ١٦

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌رجال هذه الطبقة على حروف المعجم:

وعبد الحميد بن صالح البُرْجُميّ، وعبد العزيز بن يحيى المَدنيّ، نزيل نَيْسَابُور، وعليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن محمد الطّنَافِسيّ، وعَوْن بن سلّام الكوفيّ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سَمِينَة، ومحمد بن سَعْد كاتب الواقديّ، وأبو غسّان مالك بن عبد الواحد المِسْمَعيّ، ومحبوب بن موسى الأنطاكيّ، ومهديّ بن جعفر الرَّمْليّ.

"ذكر قتال الأعراب حول المدينة":

وفيها عاشت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بُغا الكبير، فدوّخهم وأسرَ وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حمّاد ابن جرير الطبريّ القائد، فقُتِل هو وعامّة أصحابه، واستباحوا عسكره.

وحَبَس بُغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس فنقبوا الحبْس فأخبرت بهم امرأة، فأحاط بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثمّ برزوا1 للقتال بُكرةً، وكان مقدّمهم عزيزة السّلميّ، فكان يحمل ويرتجز:

لا بد من رحِم وإنْ ضاق البابْ

وإني أنا عُزيزة بن قطّابْ

الموت خيرٌ للفتى مِن العذابْ

وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومَه. ثمّ قُتِلَ، وقُتِلَتْ عامّة بني سليم، وقتل جماعة من الأعراب2.

1 أي: خرجوا بعد خفاء.

2 انظر تاريخ الطبري "9/ 129-131"، والكامل في التاريخ "7/ 13".

ص: 18

‌رجال هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ:

"حَرْفُ الأَلِفِ":

1-

أحمد بن جميل المَرْوَزِيّ أبو يوسف1.

حدَّث ببغداد عن: عبد الله بن المبارك. ومُعْتَمِر بن سليمان.

وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 44"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 284"، وتاريخ الطبري "9/ 263"، وتاريخ بغداد "4/ 76-78".

ص: 18

ووثقه ابن معين.

توفي سنة ثلاثين. وكان يبيع البز.

2-

أحمد بن جناب بن المغيرة1 -م. د. س- أبو الوليد المصّيصيّ.

قيل إنّه بغداديّ الأصل.

عن: عيسى بن يونس، والحَكَم بن ظُهَيْر الفزاريّ، وخالد بن يزيد بن أسد القَسْريّ.

وعنه: "م". "د"، وإبراهيم بن هانئ، وأحمد بن الحَسَن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو يعلى الموصلي، وخلق.

ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب.

قال صالح جزرة: صدوق.

وروى له النَّسائيّ، عن رجلٍ، عنه.

مات سنة ثلاثين ومائتين

3-

أحمد بن حاتم بن يزيد الطّويل2.

سمع: مالكًا ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وعِدّة.

وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.

وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.

وتُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين ببغداد.

4-

أحمد بن حاتم بن مخشيّ3.

بصريّ.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 45"، والثقات لابن حبان "8/ 17"، وتاريخ الطبري "5/ 347، 389"، والثقات لابن حبان "8/ 17"، والمجروحين "2/ 64".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 395"، وتاريخ بغداد للخطيب "4/ 112-114"، وتعجيل المنفعة للحافظ "24".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 48"، والثقات لابن حبان "8/ 11"، والوافي بالوفيات "6/ 295".

ص: 19

سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد.

وعنه: أبو زُرْعة الرازيّ.

5-

أحمد بن الحجاج البكريّ الشّيبانيّ المرزويّ1.

عن: أبي ضَمْرة، وحاتم بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن عُيَيْنة، وجماعة.

وعنه: "خ" وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، والدّراميّ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقد حدَّث ببغداد.

تُوُفّي يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين.

6-

أحمد بن الحُرَيْش2. أبو محمد.

قاضي نَيْسَابور ثمّ هَرَاة. وكان من أفضل القُضاة وأعلمهم. قيل إنّه من مَرْو الرُّوذ.

سمع: سُفْيان بن عتيبة، ووكيعًا، وابن فُضَيْل، وأبا أُسامة.

وعنه: عثمان الدّارميّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وجعفر بن محمد بن الحسين، ومحمد بن نصر.

روى عنه أبو زيد أنّه سمع وكيعًا، عن سُفْيان قال: لا يتّقى الله أحدٌ إلاّ اتقاه الناس شاؤوا أمّ أبَوْا.

تُوُفّي فجأةً سنة ثلاثين.

7-

أحمد بن الحَكَم3 أبو عليّ العبديّ.

حدَّث بمصر عن مالك، وشريك.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 45"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 3"، والصغير له "228"، والثقات لابن حبان "8/ 6".

2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 27، 28، 31"، والأنساب لابن السمعاني "2/ 25، 26"، ومعجم البلدان "1/ 318".

3 انظر الضعفاء والمتروكين للدارقطني "51"، وتاريخ بغداد للخطيب "4/ 122"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 94".

ص: 20

وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.

متفق على تركه.

توفي سنة ثلاث وعشرين.

8-

أحمد بن داود1. أبو سعيد الواسطي، الحداد.

عن: جمّاد بن زيد، وخالد الطحان.

وعنه: محمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبو بكر الصنعاني.

وثقه ابن معين.

توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

وقال ابن حبان: كان حافظا متقنا.

9-

أحمد بن سليمان بن أبي الطيب2.

أبو سليمان المروزي الحافظ، نزيل بغداد، ونزيل الري أيضا.

روى عن: إبراهيم بن سَعْد، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، وعُبَيْد الله الرَّقّيّ، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وطبقتهم.

وعنه: الذهلي، والبخاري، وقد مر في الطبقة الماضية.

10-

أحمد بن شبيب بن سعيد3.

أبو عبد الله الحبطي، البصري، نزيل مكة.

والحبطات من تميم.

سمع: أباه، ويزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وجماعة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "2/ 50"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 4"، وتاريخ بغداد "4/ 138-140".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 52"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 3، 4"، وتاريخ بغداد للخطيب "4/ 173"، وتهذيب الكمال "1/ 357".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 54، 55"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 4"، والثقات لابن حبان "8/ 11"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 327".

ص: 21

وعنه: "خ"، والنَّسائيّ بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، والذهلي، ويعقوب الفسوي، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي سنة تسع وعشرين.

وآخر من روى عنه محمد بن علي بن زيد الصائغ.

11-

أحمد بن عاصم1. أبو محمد البلخي.

عن: عبد الرزاق، والأصمعي، وحيوة بن شريح الحمصي.

وعنه: البخاري في "كتاب الأدب"، وعبد الله بن محمد الجوزجاني.

توفي في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.

12-

أحمد بن عاصم الأنطاكي2.

أبو عبد الله الزاهد الواعظ.

كتب العلم وحدَّث عن: أبي معاوية، ومَخْلَد بن الحسين، والهيثم بن جميل، وإسحاق الحنينيّ.

وعنه: أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة النّصريّ، ومحمود بن خالد السَّهْميّ، وعبد العزيز بن محمد الدّمشقيّ، وآخرون.

وسكن دمشق مدّة.

قال أبو حاتم الرّازيّ: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزُهْد.

وقال السُّلَميّ: أحمد بن عاصم أبو عليّ.

وقال: أبو عبد الله من أقران بشر الحافي، وسريّ السّقطيّ.

وكان قال: هو جاسوس القلوب.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 66"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 5"، والثقات لابن حبان "8/ 12"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 363".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 66"، والثقات لابن حبان "8/ 20"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 363"، وميزان الاعتدال "1/ 106".

ص: 22

وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح.

"هذه" غنيمة باردة: أصلحْ فيما بقي يُغْفَر لك ما مضى.

ما أغبط أحدًا إلّا مَن عرف مولاه.

وقال: يسير اليقين يُخْرج كلَّ الشَّكّ من القلب. ويسير الشَّكّ يُخْرِج كلّ اليقين من القلب.

وقال ابن أبي حاتم: قال لي عليّ بن عبد الرحمن: قال لي أحمد بن عاصم: قلّة الخوف من قلّة الحزن في القلب. وإذا قلّ الحزن خرِب القلب. كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ.

وقال أبو زُرْعة: أملى عليّ أحمد بن عاصم الحكيم: النّاس ثلاث طبقات: مطبوعٌ غالب، وهم المؤمنون، فإنْ غفِلوا ذكروا.

ومطبوع مغلوب، فإذا بَصروا أبصروا، ورجعوا بقوّة العقل.

ومطبوع مغصوب، غير ذي طباع، فلا سبيل إلى ردّه بالمواعظ.

13-

أحمد بن عبد الله بن يونس1 -ع.

أبو عبد الله التّميميّ اليربوعيّ الكوفيّ الحافظ.

وُلد سنة اثنتين وثلاثين ومائة تقريبًا.

وسمع من: سُفْيان الثَّوريّ، وزُهَير بن معاوية، وزائدة، وإسرائيل، وعاصم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر، وعبد العزيز الماجِشُون، وجدّه يونس بن عبد الله بن قيس اليَرْبُوعيّ، وخلْق.

وعنه: "خ". "م". "د"، والباقون بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وعبد بن حُمَيْد، وأبو زرعة، وحصين الوادعيّ، وإبراهيم بن شَرِيك، وأحمد بن يحيى الحَلَوانيّ، وخلق.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 405"، والجرح والتعديل "2/ 57"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 5"، والصغير له "230"، والثقات لابن حبان "8/ 9".

ص: 23

قال أبو داود: سألت أحمد بن يونس فقال: لا يُصلَّى خَلْف من يقول: القرآن مخلوق. هؤلاء كُفّار.

قال الفضل بن زياد: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل، وسأله رجل: عمّن أكتب؟ قال: ارحل إلى أحمد بن يونس، فإنّه شيخ الإسلام.

وقال أبو حاتم: كان ثقة متقنًا.

وقال البخاريّ: مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبْعٍ وعشرين، وهذا من كبار شيوخ مسلم.

14-

أحمد بن عبد الملك بن واقد1 -خ. ن. ق.

أبو يحيى الأسديّ. مولاهم الحَرّانيّ.

عن حمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سَعْد، وأبي المُليح الرَّقّيّ الحَسَن بن عمر، وزُهَير بن معاوية، وعُبَيْد الله بن عمرو، وأبي عوانة، وطائفة.

وعنه: "خ" و"ن". و"ق". بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وطائفة.

قال أحمد بن حنبل رأيته حافظًا لحديثه صاحب سُنَّةٍ.

فقيل له: أهل حرانّ يُسيئون الثّناء عليه، فقال: أهل حَرانّ قَلَّ ما يَرْضَون عن إنسان، هو يَغْشَى السُّلطان، بسبب ضَيْعة له.

وقال أبو حاتم: كان نظير النُّفَيْليّ في الصِّدْق والإتقان.

وقال أبو عَرُوبة: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

15-

أحمد بن عَبْدَوَيْه المَرْوَزِيّ2.

سمع: ابن مبارك وصحبه، وخارجه بن مُصْعَب.

وعنه: أحمد بن سَيّار، ومحمد بن قُهْزاد.

وَثّقَهُ ابن ماكولا.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 61، 62"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 3"، والثقات لابن حبان "8/ 7"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 391-393".

2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 5"، والإكمال "6/ 32".

ص: 24

16-

أحمد بن عبيد الله بن سهيل1 -خ. د.

أبو عبد الله الغدانيّ البصريّ وغدانة، هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

سمع: جرير بن عبد الحميد، وخالد بن الحارث، وأبا أُسامة، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: "خ". "د"، وحرب الكِرمانيّ، وأحمد بن داود المكي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.

وهم ابن عساكر في "النبل" أنّ التِّرْمِذِيّ روى عنه.

تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين.

17-

أحمد بن عثمان المرزوي2.

سمع: ابن المبارك وغيره.

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.

روى عنه البخاريّ في بعض تواليفه.

18-

أحمد بن عِمران بن عبد الملك3.

أبو جعفر الأخنسيّ الكوفيّ. نزيل بغداد.

عن: أبي خالد الأحمر، وعبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس. وجماعة.

وعنه: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والبغويّ، وغيرهم.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 58"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 4"، والثقات لابن حبان "8/ 20"، وتهذيب الكمال "1/ 400، 401".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 63"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 4"، والثقات لابن حبان "8/ 9"، والضعفاء للعقيلي "1/ 126".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 64"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 202"، والثقات لابن حبان "8/ 13"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2279".

ص: 25

ومنهم من سمّاه محمدًا كالبخاريّ، وقال: مُنْكَر الحديث.

وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: لا بأس به.

19-

أحمد بن غسّان البصْريّ العابد.

أحد مشايخ العابدين بالبصرة. صَحِبَ أحمد بن عطاء الهيجيميّ الزّاهد، وبني دارًا للزُّهّاد. وكان يعظ ويتكلّم على الأهوال بعد شيخه، ولكن كان يقول بالقَدَر، ورجع عنه. فلمّا كانت المحنة أيّام المعتصم أبى أن يقول بخلْق القرآن، فحُمل إلى بغداد وحُبِس بها. فاتفق معه في الحبْس أحمد بن حنبل، والبُوَيْطيّ.

قال عليّ بن عبد العزيز البَغَويّ: سَمِعْتُ البُوَيْطيّ يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما أحسن كلام هذا الرجل، يعني أحمد بن غسّان.

قال: إنّه بصْريّ وأخاف عليه، يعني القَدَر.

إلّا أنهما سمعا كلامه، وأعجبهما هديه، وخاطباه في القَدَر، فرجع عنه.

قال ابن الأعرابيّ: وأخبرني بعضهم أنّ هذا كان يتهيّأ للجمعة، ويجيء إلى باب السّجن، فيردّه السَّجّان، فيقول: اللهمّ أشْهَدْ.

وذكر عُبَيْد الله بن مُعَاذ العَنْبَريّ أنّ كتابًا وردَ عليهم من بغداد برجوع ابن غسّان عند القَدَر.

قال ابن الأعرابي: إلا أنّ أولاده وأصحابه يُنْكِرون ذلك.

قال: ومات فيما أحسب ببغداد في السجن. فأخبرني أحمد بن محمد الحَرّانيّ أنّه سمع أبا داود يقول: قال أحمد بن حنبل: ما خرجت حَتّى رجع أحمد بن غسّان عن القَدَر.

20-

أحمد بن محمد بن الوليد1. أبو الوليد الأزرقيّ المكّيّ.

قد مرّ في الطبقة الماضية، ثمّ وجدت أبا عبد الله الحافظ قد أرّخ وفاته في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

1 تقدمت ترجمته.

ص: 26

21-

أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان1 -د- أبو الحسن الخزاعيّ المروزيّ.

وهو أحمد بن شَبُّويْه. والد عبد الله بن أحمد بن شَبُّويْه.

حافظ رحّال، سمع: ابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، وسفيان بن عيينة، وأبا أسامة، وجماعة.

وعنه: "د"، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وآخرون.

ومن أقرانه: يحيى بن مَعِين، وغيره.

قال النَّسائيّ: ثقة.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن شبويه: سَمِعْتُ أبي يقول: من أراد علم القَبْر فعليه بالأَثَر. ومن أراد عِلْم الخُبز فعليه بالرأي.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حدَّثني ثابت بن أحمد بن شَبُّويْه قال: كان يُخَيَّل إليّ أنّ لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد، وفكاك الأَسرى، ولُزُوم الثُّغُور. فسألت أخي عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. فلم أقتنع بقوله، فأُرِيتُ كأن شيخًا حوله النّاس ويسمعون منه، ويسألونه. فسألته فقلت: يا أبا عبد الله، أخْبِرْني عن أحمد بن حنبل، وأحمد بن شَبُّويْه أيُّهما عندك أعلى؟ فقال: سبحان الله، إنّ أحمد بن حنبل، ابتُليَ فصبر، وإنّ ابن شَبُّويْه عُوفي. المبتَلَى الصّابر كالمُعَافَى؟ هيهات.

قال البخاريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومُطَيّن: مات سنة ثلاثين.

وزاد البخاري: وهو ابن ستّين سنة.

وقال ابن ماكولا: مات بطرسوس سنة تسعٍ وعشرين.

قال المِزّيّ: روى "خ". في الوضوء، والأضاحي، والجهاد، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك.

وقال الدّارقطنيّ: هو ابن شبّويه هذا.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 55"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/5"، والثقات لابن حبان "8/ 13"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 433-436".

ص: 27

وقال أبو نصر الكَلاباذيّ، وغير واحد، إنّه أحمد بن موسى بن موسى المَرْوَزِيّ السّمسار مَرْدَوَيْه.

وهو من أهل الطبقة الآتية، ومن شيوخ "ت". "ن".

22-

أحمد بن محمد بن أيّوب البغداديّ1.

صاحب المغازي أبو جعفر الورّاق.

كان ناسخًا للفضل بن يحيى البرمكيّ.

سمع: إبراهيم بن سَعْد، وأبا بكر بن عيّاش.

وعنه: "د"، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي.

وآخر من روى عنه: أبو يعلى.

قال عثمان الدارمي: كان أحمد، وابن المديني يحسنان القول فيه. وكان يحيى بن معين يحمل عليه.

قلت: رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قال: هو كذّاب لم يسمع من إبراهيم.

وروى عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين قال: ليس بثقة.

وقال يعقوب بن شبيه: ليس هو مِن أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطَّلَب، وإنّما كان ورّاقًا، فذكر أنّه نسخ كتاب "المغازي" لبعض البرامكة، فأمره أن يأتي إبراهيمَ بن سَعْد يصحّحها، فزعم أنّ إبراهيم قرأها عليه وصحّحها.

وقال ابن عَديّ: روى عن إبراهيم بن سَعْد، وأُنْكِرَت عليه.

وحدَّث عن أبي بكر بن عيّاش بالمناكير.

وهو صالح الحديث ليس بمتروك.

وقال محمد بن سَعْد: مات لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 353"، والجرح والتعديل "2/ 70"، والثقات "8/ 12، 17"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 431-433".

ص: 28

قلت: له في السُّنَن حديث واحد في الأذان، عن امرأة من الأنصار قالت:"كانت بيني من أطول بيتٍ حول المسجد، فكان بلال يؤذّن عليه الفجر"1.

23-

أحمد بن معاوية المَذْحِجيّ2.

عن: الوليد بن مسلم، وأبي معاوية الأسود، والحرّ بن وسيم العابد.

وعنه: محمد بن وَهْب بن عطيّة، والقاسم الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري.

وأظنه كان من الصّالحين بدمشق.

24-

أحمد بن المفضَّل3. أبو عليّ الكوفيّ.

عن: وَكِيع، وأسباط بن نصر.

وعنه: يعقوب الفَسَويّ، وأهل الكوفة.

قال ابن حِبّان: ثقة، قديم الموت.

25-

أحمد بن المنذر الْجُدّيّ القَزّاز4.

عن: حمّاد بن مَسْعَدَة.

وعنه عبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ.

تُوُفّي سنة ثلاثين.

26-

أحمد بن أَبِي سَلَمَةَ نصر5. أبو بكر البغداديّ الكاتب.

ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون. شاعر مليح الألفاظ، رقيق الحاشية.

روى عنه: عَوْن بن محمد، وعبد الرحمن بن أحمد الكاتب، وغيرهما. وكتب لبعض أمراء بغداد.

1 أخرجه أبو داود في سننه "519".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 76"، والأنساب "11/ 214".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 410"، والجرح والتعديل "2/ 77"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 5"، والثقات لابن حبان "8/ 28".

4 انظر الجرح والتعديل "2/ 78"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 490"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 158".

5 انظر الوافي بالوفيات "8/ 211".

ص: 29

وهو القائل:

معتدلُ القامةِ مثلُ القضيب

يهتزُّ في لينٍ وحسنٍ وطيبْ

يعذلني فيه جميعُ الورى

كأنّني جئت بأمرٍ عجيبْ

أظنُّ نفسي لو تعشقتها

بلبيت فيها بملامِ الرَّقيبْ

ومن شعره:

آه ويلي على الشّباب وفي أيّ

زمانٍ فقدتُ شرخ الشّباب

حين مات الغيور وارتحض المهـ

ـر وزال الحجابُ عن كلّ باب

27-

أحمد بن يحيى الضَّبّيّ الكوفيّ1. أبو جعفر.

حدَّث بإصبهان عن: هُشيم، ويزيد بن زُرَيْع، وجماعة.

وعنه: إسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا.

28-

أحمد بن يحيى بن حُمَيْد بن تَيْرَوَيْه الطّويل2.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وغيره.

وعنه: أبو خليفة الْجُمَحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ.

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

29-

أحمد بن أبي الْجُرْجَانيّ3.

أبو محمد، نزيل طرابلس الشّام.

سمع: ابن عُليّة، ومحمد بن يزيد الواسطيّ.

وعنه: محمد بن عَوْف، ومحمد بن يزيد بن عبد الصَّمد.

30-

أحمد بن يوسف الترمذي4. قاضي الرّيّ.

1 انظر تاريخ خليفة "36".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 81"، والثقات لابن حبان "8/ 10".

3 ستأتي ترجمته.

4 انظر الجرح والتعديل "2/ 81".

ص: 30

روى عن: فُضَيْل بن عِيَاض، وعبّاد بن العوّام، وطبقتهما.

وعنه: أبو حاتم، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس.

31-

إبراهيم بن إسحاق1.

أبو إسحاق الصِّينيّ الْجُعْفيّ، مولاهم الكوفيّ.

عن: قيس بن الربيع، ومالك بن أنس.

وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطْميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن، وغيرهم.

وكان صدوقًا ضريرًا، ورّخه مُطَيِّن سنة ثلاثين.

وقال ابن قانع: سنة اثنتين وثلاثين.

قال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.

32-

إبراهيم بن الأشعث البخاري2.

خادم الفُضَيْل بْن عِياض.

روى عَنْ: الفُضَيْل، ومعن القَزّاز، وابن عيينة، وغنجار.

وعنه: سعيد بن سعد البخاري، وعلي بن صالح.

روى حديثا باطلا.

قال أبو حاتم: كنا نظن به الخير فقد جاء بمثل هذا.

وقال أبو الفضل السليماني: لقبه لام.

وروى عنه: عبد بن حميد، ونصر بن الحسين البخاري.

مات يالشاش.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 85، 86"، والثقات لابن حبان "8/ 78"، والضعفاء والمتروكين للدارقطني "49"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 18".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 88"، والثقات لابن حبان "8/ 66"، والمجروحين له "1/ 24"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 20، 21".

ص: 31

33-

إبراهيم بن بشار الرّماديّ1 -د. ت.

أبو إسحاق البصريّ. وأصله من جَرْجَرايا.

عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأبي معاوية، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن الطّرائفيّ، وغيرهم.

وعنه: "د"، "ت". بواسطة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وإسماعيل القاضي، وتَمْتَام، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وآخرون، ويوسف بن يعقوب القاضي.

قال البخاري يهمّ في الشيء، وهو صَدُوق.

وروى عنه في غير "الصّحيح".

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أبي يقول: كأنّ سُفْيان الذي يروى عنه إبراهيم بن بشّار ليس سُفْيان بن عُيَيْنة، يعني ممّا يُغْرب عنه.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقويّ.

وقال أبو الفتح الأزديّ: صدوق لكنّه يهِمّ.

وقال ابن عَديّ: سألت محمد بن أحمد الزُّرَيْقيّ بالبصرة، عن الرماديّ فقال: كان والله أزْهَد أهل زمانه.

وقال ابن عَديّ: لا أعلم أُنكِر عليه إلّا هذا الحديث الذي ذكره البخاريّ، يعني حديثًا رواه النّاس، عن ابن عُيَيْنة مُرْسَلًا فَوَصَله هو.

قال: وباقي حديثه، عن ابن عُيَيْنة، وأبي معاوية، وغيرهما، من الثّقات مستقيم. وهو عندنا من أهل الصِّدْق.

وقال ابن حِبّان: كان متقنًا ضابطًا، صحب سُفْيان سِنِين كثيرة، فإنّه قال: ثنا سُفْيان بمكّة وعبّادان، وبين السَّماعَيْن أربعون سنة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "2/ 89، 90"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 277"، والثقات لابن حبان "8/ 72".

ص: 32

تُوُفّي سنة أربعٍ وقيل: سنة سبعٍ وعشرين.

ومن أقرانه:

- إبراهيم بن بشّار الخُراسانيّ الزّاهد.

سيأتي في الطبقة الآتية:

34-

إبراهيم بن جابر الباهليّ القَزّاز1.

عن: يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ومهديّ بن ميمون، والحمَّادَيْن.

وعنه: أبو زُرْعة.

35-

إبراهيم بن حِبّان بن البراء بن النَّضْر بن أنس بن مالك الأنصاريّ البخاريّ البصْريّ2.

نزيل الموصل.

روى عن: الحمّادين، ومالك بن أنس، وشَرِيك.

وعنه: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، ومحمد بن سِنَان بن سرح الشَّيْزَريّ، وأبو حاتم الرّازيّان، والحسن بن سعيد ابن مهران.

تُوُفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وعشرين.

وهو متَّهم بالكذِب.

36-

إبراهيم بن الحَسَن الثعلبيّ الكوفيّ3.

عن: شَرِيك، ويحيى بن أبي زائدة.

وعنه: أبو أُسَامة عبد الله الكلبيّ، وأحمد بن يحيى الصوفيّ.

قال أبو حاتم: شيخ.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 92".

2 انظر الإكمال "2/ 312".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 92".

ص: 33

37-

إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مُصْعَب بن عبد الله بن الزُّبَيْر1 -خ. د- أبو إسحاق القرشيّ الزّبيريّ المدنيّ.

عن: إبراهيم بن سَعْد، ويوسف بن الماجِشُون، ووَهْب بن عثمان المخزوميّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وجماعة.

وعنه: "خ"؛ و"د"، وإسماعيل القاضي، وأخوه حماد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن نصر الصائغ، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن سعد: ثقة، صدوق في الحديث. يأتي الربذة كثيرا للتجارة ويقيم بها، ويشهد العيدين بالمدينة.

وقال البخاري: مات سنة ثلاثين ومائتين.

38-

إبراهيم بن زياد البغدادي سبلان2 -م. د. ن- أبو إسحاق.

عن: إسماعيل بن مَخْلَد، وحمّاد بن زيد، وعبّاد بن عبّاد، ومُفرج بن فَضَالَةَ، وهُشَيْم.

وعنه: "م". "د". و"ن". بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وخلْق.

قال أبو بكر أحمد بن عثمان كُرَيْب: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا مات سَبَلان ذهب علم عبّاد بن عبّاد.

وقال مهنا: سألت أحمد بن حنبل عن سَبَلان فقال: لا بأس به، كان معنا عند هُشَيْم. وقد سمع من عبّاد بن عبّاد المُهَلَّبيّ.

وقال أبو زرعة: ثقة.

وقال أبو موسى بن هارون: كان قد ضبّب أسنانه بالذّهب.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 441"، والجرح والتعديل "2/ 95"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 283"، والثقات لابن حبان "8/ 72".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 351"، والجرح والتعديل "2/ 100"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 286"، والثقات لابن حبان "8/ 77".

ص: 34

وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين.

- إبراهيم بن سَيّار النَّظّام1.

في الآخر، يأتي بكنيته.

39-

إبراهيم بن شَماس2.

أبو إسحاق السَّمَرْقَنْديّ الغازي، نزيل بغداد.

عن: مسلم الزّنْجيّ، وابن المبارك، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، وطبقتهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن مُلاعب، وأبو زُرْعة، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وعبّاس الدُّوريّ، وآخرون.

قال الأثرم: سَمِعْتُ أبا عبد الله يحسن الثناء عليه.

وقال: كتب إليّ بعض أصحابنا أنّه أوصى بمائة ألف يستفك بها أسرى من التُّرّك.

قال: فاشترينا مائتي نفس.

قال أبو عبد الله: وقَتَلَتْه التُّرّك أيضًا، فانظُر بما خُتِم له.

وكان صاحب سُنَّةٍ، له نكاية في التُّرْك.

وقال أحمد بن سَيّار: كان صاحب سنةٍ وجماعة، كتب العِلْم وجالَس النّاس. رأيت إسحاق بن رَاهَوَيْه يعظّم من أمره، ويحرّضنا على الكتابة عنه. وكان ضخمًا عظيم الهامة، حسن الصِّبغة، أحمر الرأس واللّحية، حَسَن المجالسة يَفِدُ على الملوك، وله حظٌّ في الغَزْو. وكان فارسًا شجاعًا قتله التُّرْك وهو جاء من ضيْعته وهو غارٌّ لم يشعر بهم، وذلك خارج سمرقند، ولم يعرفوه.

وقيل: يوم الإثنين في المحرَّم سنة إحدى وعشرين.

وقال أبو سَعْد الإدريسي: كان شجاعًا بطلًا مبارِزًا، وعالمًا عاملًا، ثقة، متعصّبًا لأهل السُّنّة، كثير الغزو. رحمه الله.

1 ستأتي ترجمته.

2 انظر الجرح والتعديل 2/ 105"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 293"، والثقات لابن حبان "8/ 69"، والمجروحين له "3/ 71".

ص: 35

40-

إبراهيم بن صُبَيْح الطَّلْحي1.

روى عن: ابن جُرَيْج وتأخّر. لكنّه ليس بثقة.

روى مُطَيِّن عنه، عن ابن جُرَيْج خبرًا باطلًا.

وأول سماع مُطَيِّن سنة خمسٍ وعشرين. قاله الخطيب.

41-

إبراهيم بن العبّاس بن عيسى بن عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ2. القاضي أبو العبّاس.

ولي قضاء قُرْطُبة بمشورة يحيى بن يحيى، فحُمِدَت سيرته، وزانه تواضُعُه.

تُوُفّي سنة بضعٍ وعشرين ومائتين.

42-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر الدّمشقيّ3. أبو إسحاق.

روى عن: أبيه، وعن سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة.

روى عنه: البخاريّ خارج "الصّحيح"، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وآخرون.

قال النَّسائيّ في الكنى: ليس بثقة.

ولد سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، وتوفي في حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.

43-

إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ البصريّ4. أخو موسى.

روى عن: أبيه، وجعفر بن سليمان، وبُرَيْه بن عمر بن سَفِينَة، وابن عُيَيْنة، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.

1 انظر السابق واللاحق للخطيب البغدادي "269"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 37".

2 انظر.

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 109"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 304"، والجرح والتعديل "2/ 109"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 39".

4 انظر الجرح والتعديل "2/ 112"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 296"، والثقات لابن حبان "8/ 67"، والمجروحين له "1/ 111".

ص: 36

وعنه: أحمد الدورقي، وأبو أمية، وهارون الجمال، ويعقوب الفسوي، والكديمي، وجماعة.

وله مناكير.

44-

إبراهيم بن مهدي المصيصي1 -د.

عن: شَرِيك القاضي، وأبي عَوَانة، وإبراهيم بن سَعْد، وحمّاد بن زيد، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر الرَّقّيّ، وعليّ بن مُسْهِر، وشَبِيب بن سُلَيم البصْريّ، وطبقتهم.

وعنه: د، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وإسحاق بن سَيّار النَّصيبيّ، والحَسَن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقوليّ، وطائفة كبيرة.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

وقال ابن قانع: مات سنة خمسٍ وعشرين.

وقال آخر: سنة أربع.

أمّا:

- إبراهيم بن مهديّ الأَيْليّ: فسيأتي سنة ثمانين.

45-

إبراهيم بن المهديّ محمد بن المنصور أبي جعفر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلي أَبُو إسحاق العبّاسي الهاشميّ الأسود، المُلَقَّب بالمبارك2.

ويُلقب أيضًا بالتَّيْس لسُمْنه وضخامته.

كان فصيحًا مُفَوَّهًا بارعًا في الأدب والشِّعْر. بارعًا إلى الغاية في الغناء ومعرفه الموسيقى. ويُقال له ابن شَكْلَةَ، وهي أُمّه.

روى عن: المبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن يحيى الأبحّ.

وعنه: ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 138، 139"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 331"، والثقات لابن حبان "8/ 71"، وتاريخ الطبري "1/ 326".

2 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 269، 270"، وتاريخ الطبري "8/ 211"، وسير أعلام النبلاء "10/ 557-561".

ص: 37

قال علي بن المغيرة الأثرم: حدَّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمرة دمشق سنتين، ثمّ أربع سِنين لم يُقْطع على أحدٍ في عمله طريق. وأُخْبِرتُ أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنُّعمان مَوْلَيان لبني أُمَيّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلْقاء. وأنّهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم.

قال: فكتب إليه النُّعْمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يُفسِد في عمله ما دام واليًا.

قال: ودخل إلى دعامة سامعًا مطيعًا، وأعلمني أنّ النُّعْمان قد صدق وأنّه يفي. وأعلمني أنّ اليهوديّ كتب إليه أنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أمانًا تحلِف لي فيه أنّك لا تُحْدِثُ فيّ حدثًا حنّى تَرُدْني إلى مأمني. فأجبته.

قال: فقدِم عليّ شابً أشعَر أمعَر، عليه أقبية ديباج ومِنْطَقة وسيف مُحَلّى. فدخل إلى دار معاوية، وكنتُ في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفِع.

فقال: أيُّها الأمير إنّ للبساط ذمامًا، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولستُ أدري ماذا تسومني.

فقلت له: أَسْلِمْ واسْمَعْ وأَطِعْ.

فقال: أمّا الطاعة فأرجو. وأمّا الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلِمْني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك.

قال: فقلت لا بدّ من أداء الجزية.

فقال: يعفيني الأمير.

قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك.

قال: فأنا منصرف على أماني.

فأذِنْتُ له، وأمرتُهم بأن يَسْقُوا فَرَسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّةٍ شاكريّة، فرَكِبَها وترك دابّتَه، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئًا قد أرتفق منكم بمرفقٍ فأحاربكم عليه.

قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلمّا دخل قلتُ: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد.

ص: 38

قال: وكيف ذاك؟ قلت: لأنّك قد انصرفت من عندي ثمّ عُدت إليّ.

قال شرطك أن تصيّرني إلى مأمني. فإنْ كان دارك مأمني فلستُ بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء.

فجهدتُ به إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السّنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأَذِنْتُ له في الرجوع إلى مأمنه. فرجعَ ثمّ أسعرَ الدُّنيا شرًّا.

ثمّ حُمِل إلى عُبَيْد الله بن المهديّ مالٌ من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضًا له، فكتب إليّ النُّعْمان بذلك، فكتبتُ إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إنْ عرض للمال. فخرج النُّعْمان ملتقيًا للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النُّعْمان اليهوديّ الانصراف، فأبى وقال: إنْ شئتَ خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإنْ شئتَ تَبَارَزْنَا، فإنْ ظفرتُ بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة، وإنْ ظفرتَ بي صار أصحابي إليك. فقال له النُّعْمان: يا يحيى، ويْحَكَ أنت حدثٌ، وقد بُليت بالعُجْب. ولو كنت من قريش لما أمكنك مُعَارة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فَرَّقَنا الدّينُ أحبُّ أن لا يجري على يديّ قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحبّ من السّلامة فأخرج إليّ، ولا يُبْتلى بك وبي مَن يَسوءُنا قتله.

قال: فخرجا جميعًا وقت العصر، فلم يزالا في مبارزةٍ إلى الظّلام، فوقف كلٌّ منهما على فَرَسه، واتّكأ على رمحه، إلى أن غلبت النُّعْمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سِنَان رُمْحه في مِنْطَقة النُّعْمان، فدارت المِنْطَقة وصار السِّنان يدور بدَوَران المِنْطَقة إلى الظَّهْر، فاعتنقه النُّعْمان وقال لَهُ: أغدرًا يا ابن اليهوديّة؟ فقال له: أوَ محاربٌ ينام يا ابن الأمة واتّكئ عليه النُّعْمان عند مُعانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النُّعْمان ضخْمًا، فصار فوق اليهوديّ، فذبحه وبعث إليَّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد. ثمّ ولي بعدي دمشقَ سليمانُ بنُ المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسَبَوْا حُرُمَه، ثمّ ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثمّ لم يُعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشقَ عبدُ الله بنُ طاهر سنة عشرٍ ومائتين.

وكان السّبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى أنّني اشتهيت الاصطباح فأغلقتُ الأبواب.

ص: 39

قال: فحضر الكاتب، فصار إليه بعض الحَشَم، فسأله أن يكتب له إلى صاحب المنزل، فلم يمكن إخراج الدواة، واستعجله ذلك الغلام، فأخذ فحمةً، وكتب في خَزَفة لحاجته، فأخذ سُلَيم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط: كاتبٌ يكتب بفحمة في الخَزَف، وحاجِبٌ لا يصل. فوافى صاحب البريد، فقرأ ما كتب سُلَيم، فكتب بذلك إلى الرشيد، فوافى كتابُه الرَّقَّةَ يوم الرابع، فساعةَ وقع بصرُه على الكتاب عزلني، وحبسني مائة يوم، ثمّ رضي عنّي بعد سنة. ثمّ قال لي بعد سنتين: بحقّي عليك لَمَا تخيّرت ولاية أُولِّيكَها فقلت: دمشق فسألني عن سبب اختياري لها، فأخبرته باستطابتي هواءها، واستمرائي ماءها، واستحساني مسجدَها وغُوطَتها.

فقال: قدرُك اليوم عندي يتجاوز ولاية دمشق، ولكن أجمع لك مع ولاية الصّلاة والمعادن ولايةَ الخراج، فعقد لي عليها.

وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحَسَن بنَ سهل، فهزمه إِبْرَاهِيم، فتوجَّه نحو حُمَيْد الطُّوسيّ فقاتله فهزمه حُمَيْد واستخفى إبراهيم زمانًا حَتّى ظفر به المأمون، فعفا عنه.

وكان أسودَ حالِكَ1، عظيم الْجُثّة. لم يُرَ في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجْوَد شِعرًا وكان وافر الأدب، جوادًا حاذقًا بالغناء معروفًا به.

وفيه يقول دِعْبِل بن عليّ الخُزَاعيّ:

نَفَر ابن شَكْلَة بالعراق وأهلها

وهفا إليه كلّ أطلَسَ مائق

إن كان إبراهيم مضطلعا بها

فلتصلحن من بعده لمُخارِقِ

وقال ابن ماكولا: وُلِد سنة اثنتين وستين ومائة.

وقال الخطيب2: بايع أهلُ بغداد لإبراهيم في داره، ولقّبوه بالمبارك، وقيل: المَرْضِيّ، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد. فلمّا أشرف المأمون على العراق ضعُف إبراهيم. قال: وركب إبراهيم بُأُبَّهة الخلافة إلى المُصلى يوم النَّحْر، فصلّى بالنّاس وهو ينظر إلى عسكر المأمون. ثمّ انصرف من الصّلاة وأطعمَ النّاس بقصر الخلافة بالرّصافة، ثم استتر وانقضى أمره.

1 أي شديد السواد.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 142".

ص: 40

قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقى مُكْرَمًا إلى أن تُوُفّي في رمضان سنة اربعٍ وعشرين.

روى المبرّد عن أبي محلّم قال: قال إبراهيم بن المهديّ حين أُدْخِلَ على المأمون: ذنبي أعظم من أن يحيط به عُذْر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذَنْب1.

وعن حُمَيْد بن قُرَّةَ أن المأمون قال لعمّه إبراهيم: يا إبراهيم أنت المتوثّب علينا تدّعي الخلافة؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثّأر، والمحكَّم في القِصاص، والعفو أقرب للتَّقْوى. وقد جعلك الله في كلّ ذي ذنب. فإنْ أخذتَ أخذتَ بحقّك، وإنْ عفوتَ عَفَوْتَ بفضل. ثمّ ذكر له حديثًا في العَفْو فقال: قد قبلت الحديث وعفوت عنك. هاهنا يا عمّ2.

وقال ابن الأنباريّ: ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن المهديّ، ثنا جماعة، والأصحّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: $"من نُوقش يوم الحساب عُذِّب". كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة إبراهيم، وهو إبراهيم بن مهديّ المِصِّيصيّ إن شاء الله.

وقال إبراهيم الحربيّ: نُودي سنة ثمانٍ ومائتين أنّ أمير المؤمنين قد عفا عن عمّه إبراهيم.

وكان إبراهيم حَسَن الوجه، حَسَن الغناء، حَسَن المجلس، رأيته وأنا مع القواريريّ يَوْمًا، وكان على حمار، فقبّل القواريريّ فخذه3.

وقال داود بن سليمان الأنباريّ: حَدَّثَنَا ثُمامة بن أشرس، قال: قال لي المأمون: قد عزمتُ على تفْزيع عمّي.

قال: فحضرتُ، فبينا نحن على السِّماط إذ سَمِعْتُ صلصلة الحديد، فإذا بإبراهيم موقوف على البساط، ممسوك بضبعَيْه4، مغلولة5 يده إلى عنقه، قد تبدل

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 146".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 146".

3 انظر تاريخ بغداد "6/ 146".

4 الضبع: ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها وهما ضبعان.

5 أي مربوطة.

ص: 41

شعره على عينيه، فسلَّم، فقال المأمون: لا سلَّم الله عليك، أكُفْرًا يا إبراهيم بالنّعمة وخروجا على أمير المؤمنين؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ القُدرة تُذْهِب الحفيظة. ومَن مُدَّ له في الاغترار هجمت به الأناة على التَّلف. وقد رفعك الله فوق كلّ ذي ذنب، كما وضع كل ذي ذنب دونك، فإن تُعاقِبْ فبحقّك، وإنْ تعفُ فبفضلك.

فقال: إنّ هذين قد أشارا عليّ بقتلك، وأومأ إلى المعتصم أخيه، وإلى العبّاس ابنه. فقال: أشارا عليك بما يُشار به على مثلك، وفي مثلي من حُسْن السياسة وإنّ المُلْك عقيم. ولكنّك تأبى أنْ تستجلب نصرًا إلّا من حيث عوَّدك الله. وأنا عمُّك، والعمُّ صِنْو الأب. وبكى، فتغرغرت عينا المأمون.

ثمّ قال: يا ثُمامة، إنّ الكلام كلامٌ كالدُّرّ، يا غلْمان حلّوا عن عمّي، وغيّروا من حالته في أسرع وقت، وجيئوني به.

ففعلوا ذلك، فأحضره مجلسه، ونادمه، وسأله أن يُغنّي، فأبى وقال: نذرتُ لله عند خلاصي تَرْكَه، فعزم عليه، وأمر أن يوضع العود في حُجْره، فغنّى.

وعن منصور بن المهديّ قال: كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرِبَ من يسمعه، فإذا غنّى أصْغَتِ الوحوش ومدّت أعناقها إليه حَتّى تضع رؤوسها في حجْره. فإذا سكت نَفَرَت وهربت. وكان إذا غنى لم يبقَ أحدٌ إلّا ذُهِلَ، ويترك ما في يده حَتّى يفرغ.

وقال عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن الربيع: ما اجتمع أخٌ وأختٌ أحسن غناءً من إبراهيم بن المهديّ وعُلَيّة. وكانت عُليّة تُقَدَّم عليه.

وقال عَوْن بن محمد: استتر إبراهيم، فكان يتنقّل في المواضع، فنزل بقريب أخت له، فوجهت إليه بجاريةٍ حسناء لتخدمه، وقالت: أنتِ له. ولم يدر إبراهيم، فأعجبته، فقال:

بأبي ومن أنا قد أصبحـ

ـت مأسورًا1 لديه

والذي أجللت خذّي

يه فقبَّلتُ يديهِ

والذي يقتلني ظُلْمًا

ولا يُعْدَى عليه

أنا ضيف وجزا

ء الضّيف إحسان إليه

1 أي أسير.

ص: 42

ومن شعره:

قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب

إن الحريص على الدنيا لفي تعب

لو كان يصدقني ذهني بفكرته

ما أشتد غمي على الدنيا ولا نصبي

بالله ربك كم بيتٍ مررت به

قد كان يعمر باللذات والطرب

طارت عقاب المنايا في جوانبه

وصار من بعدها للويل والحرب

وقيل: إن المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء، وإن عفوت فما لك نظير.

قلت: لا يُعَدّ إبراهيم من الخلفاء، لأنّه شقّ العصا وكانت أيّامه سنتين إلّا شهرًا. وله ترجمة طويلة في "تاريخ دمشق" تكون في سبْعٍ عشرة ورقة.

46-

إبراهيم بن مهران بن رستم1. أبو إسحاق المَرْوَزِيّ.

حدّث ببغداد عن: الَّليْث، وابن لَهِيعَة، وشريك.

وعنه: عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.

47-

إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زادان2 -ع.

أبو إسحاق التّميميّ الرازيّ الحافظ الفرّاء، المعروف بالصَّغير. وكان الإمام أحمد يُنكر هذا ويقول: هو كبير في العِلْم والْجَلالة.

سمع: أبا الأحْوَص سلّام بن سُلَيم، وخالد بن عبد الله، وجرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وعيسى ابن يونس، وبقيّة، والوليد بن مسلم، وطبقتهم بالشّام والعراق وغير موضع.

وعنه: خ. م. د. والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إبراهيم الطَّيَالسيّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وجماعة.

وكان أحد الأئمّة الأعلام.

1 ستأتي ترجمته.

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 137"، والتاريخ الكبير البخاري "1/ 327"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 219-221".

ص: 43

قال أبو زُرْعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وأصحّ حديثًا؛ وأتقن وأحفظ من صالح بن صالح.

وقال أبو حاتم: هو من الثّقات، أتقن من محمد بن مِهران الجمّال.

وقال صالح بن جَزَرَة: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يقول: كتبتُ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرّازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، مائة ألف حديث.

وقال النَّسائيّ: ثقة.

48-

إبراهيم بن يحيى بن عَبّاد بن هانئ المَدنيّ الشَّجَريّ1 -ت.

كان ينزل الشَّجَرَة بذي الحُلَيْفَة.

روى عن: أبيه، وإبراهيم بن سَعْد.

وعنه إسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن إسماعيل البخاري في "جامع الترمذي"، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، والعباس بن الفضيل الأسفاطي، ومحمد بن الضريس، وآخرون.

قال أبو حاتم: ضعيف.

وقال محمد بن إسماعيل الترمذي: لم أر أعمى قلبا من الشجري. قلت له: حدّثكم إبراهيم بن سَعْد. فقال: حدّثكم إبراهيم بن سَعْد.

وقلت: حدثك أبوك.

فقال: حدّثك أبوك.

وقال مرّة: حدَّثني إبراهيم بن سَعْد ولم أسمعه منه.

وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي "الثِّقَاتِ".

وَرَوَى له التِّرْمِذِيّ.

يقع حديثه بعُلُوّ في الدعاء للمَحَامِليّ.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 147"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 336"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 230، 231".

ص: 44

وقال بعضهم: تُوُفّي قبل أيّوب بن سليمان بن بلال. ومات أيّوب سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

49-

إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللُّغَويّ1.

كان من أئمّة العربيّة، ومن أعيان الشّعراء.

أخذ عن: أبيه وأبي يزيد الأنصاريّ، والأصْمَعيّ.

وله كتاب "ما أتقن لفظه واخْتَلَفَ معناه"، وهو نهاية في فنِّه، يكون مجلّدين. وله كتاب "مصادر القرآن"، وكتاب "بناء الكعبة"، وغير ذلك.

أدرك خلافة المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشّراب.

وهو القائل يخاطب المأمون:

أنا المذنبُ الخطّاء والعفو الواسع

ولو لم يكن ذنبٌ لما حَسُنَ الْعَفْوُ

سَكِرْتُ فأبدتْ منّي الكأس بعضَ ما

كرهتُ وما إن يستوي السّكر والصّحو

ولا سيما إذ كنتُ عند خليفةٍ

وفي مجلسٍ ما إنْ يَليق به اللَّغْوُ

في أبياتٍ، نسأل الله العفْو والسَّتْر.

50-

إبراهيم بن أَبِي سُوَيْد الذّراع الحافظ2.

هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سُوَيْد البصْريّ.

سمع: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبا عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وعُمارة بن زاذان، وجماعة.

روى عنه: محمد بن بشّار، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، وخلْق كثير.

ذُكِرَ ليحيى بن مَعِين فقال: كثير التصحيف.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 209، 210"، والأغاني "20/ 249-256"، والوافي بالوفيات "6/ 165، 166".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 301"، والجرح والتعديل "2/ 122، 123"، والثقات لابن حبان "8/ 69".

ص: 45

وقال أبو حاتم: ثقة رضيّ.

قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.

51-

إبراهيم بن أبي العبّاس1 -ن.

ويقال ابن العبّاس. أبو إسحاق السامريّ.

كوفي نزل بغداد.

وقال ابن ماكولا: السّامَرِيّ بفتح الميم وتخفيف الراء.

عن: شَرِيك، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وأيّوب بن جابر، وبقيّة، وإسماعيل بن عياش، وعدّة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن رافع، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأحمد بن عليّ البَرْبَهاريّ، وجماعة.

وَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ.

وروى له النَّسائيّ حديثًا واحدًا في الخمر.

واختلط بأخره، فحجبه أهله حتّى مات.

52-

أزرق بن عَذَوَّر بن دُحَيْن العنبريّ البصْريّ2.

عن: أبيه، عن جدّه.

وعنه: أبو حفص الفلّاس، وأبو زُرْعة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وهشام بن عليّ السِّيرافيّ.

53-

الأزرق بن عليّ الحنفيّ3.

أبو الجهم. كوفيّ مشهور.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 346"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 309"، والجرح والتعديل "2/ 121"، والثقات لابن حبان "8/ 68".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 339"، والإكمال "3/ 314".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 339"، والثقات لابن حبان "8/ 136"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 317".

ص: 46

سمع: حسّان بن إبراهيم الكِرّمانيّ، وعَمْرو بن يونس اليَمَاميّ.

وعنه: أبو زُرْعة، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.

تُوُفّي في حدود الثلاثين ومائتين.

54-

إسحاق بن إبراهيم1.

أبو النّصر القُرَشيّ الأُمَويّ، مولاهم الدّمشقيّ الفَرَاديسيّ.

عن: سعيد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن عيّاش، وصَدَقَة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وطائفة.

وعنه: د، وخ. ورُبّما نَسَبه إلى جدّه فقال إسحاق بن يزيد، ون. بواسطة، وأبو زُرْعة النَّصْريّ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم السَّرِيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وطائفة.

وقال أبو زُرْعة: كان من الثّقات البكّائين.

وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.

تُوُفّي في ربيع الأول عن ستٍّ وثمانين سنة.

55-

إسحاق بن إسماعيل الطّالْقانيّ2. أبو يعقوب، نزيل بغداد.

سمع: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنة، وعَثّام بن عليّ، وحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وحكام بن سلم، وسليمان بن الحكم بن عوانة، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.

وعنه: د، وأبو يعقوب الحربيّ، وابن أبي الدُّنيا، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 208"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 379"، والثقات لابن حبان "6/ 50"، وتهذيب الكمال "2/ 389".

2 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 99"، والثقات لابن حبان "8/ 113"، وتاريخ بغداد "6/ 334-337"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 409-412".

ص: 47

قال إبراهيم بن الجنيد: سئل ابن معين، وأنا أسمع، عن إسحاق بن إسماعيل، فقال: صَدُوق.

ولقد كلَّمني أن أُكَلِّمَ أُمّه أن تأذن له في الخروج إلى جرير بن عبد الحميد، فكلَّمتُها، فأجابتني، فخرج معي اثنا عشر رجلاّ مشاة1.

ولم يكن له تلك الأيام شيء. قال: وبُلي من النّاس.

قال: كيف هذا.

قال: يكذّبونه وهو صَدُوق.

وقال ابن المَدِيني: كان معنا عند جرير، وكان غلامًا ولم يكن يضبط.

وقال الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة: ثقة.

وقال البَغَويّ: مات في رمضان سنة ثلاثين، وقطع الحديث2 قبل أن يموت بخمس سنين.

56-

إسحاق بن بِشْر بن مقاتل3. أبو يعقوب الكاهليّ الكوفيّ.

عن: مالك، وأبي مَعْشَر، وحفص بن سُليمان، وغيرهم، وكثير بن سُلَيم.

وعنه: محمد بن عليّ الأزْديّ، وأحمد بن حفص السَّعْديّ، وإسحاق بن إبراهيم السِّجِسْتانيّ، وعمر بن حفص السَّدُوسيّ، وآخرون.

قال مُطَيِّن: ما سمعت أبا بكر بن أبي شبيه كذَّب أحدًا إلّا إسحاق بن بِشْر الكاهليّ.

وقال ابن عَديّ: كَانَ يضع الحديث.

وقال موسى بن هارون: مات بالمدينة سنة ثمانٍ وعشرين، وهو كذّاب.

قُلْتُ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ عَلَى أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رفعه:

1 أي على الأرجل.

2 أي توقف عن التحديث.

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 214"، والمجروحين لابن حبان "1/ 135، 136"، والضعفاء للعقيلي "1/ 98-100".

ص: 48

"يَدْخُلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةُ نفرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتُ، وَالْحَاجُّ عَنْهُ، وَالْمُنْفِذُ لَهُ بِذَلِكَ".

وَبِهِ قَالَ: مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ.

روى الحديث الأول عبد الرّزّاق، عن أبي معشر.

57-

إسحاق بن بِشْر1.

أخو حُذيفة البخاريّ، صاحب المبتدأ.

وقد ذُكر.

58-

إسحاق بن بشر الرازيّ البزّار2.

عن: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم، وأبو زُرْعة.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

59-

إسحاق بن عبد الواحد القُرَشيّ المَوْصِليّ3 -ن.

سمع: مالكًا، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.

وعنه: سليمان بن وَهْب، وعليّ بن جابر، وتَمْتَام، وعبد اللله بن عبد الصَّمد بن أبي خِداش، وإدريس بن سُلَيم المَوْصِليّان.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين. قاله يزيد بن محمد الأزْديّ.

60-

إسحاق بن عمر بن سليط4 -م.

أبو يعقوب البصريّ، هُذَليّ النَّسَب.

يروي عن: مبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة.

1 تقدمت ترجمته.

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 214"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 100".

3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 115"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 102، تهذيب الكمال للمزي "2/ 454-456".

4 انظر الطبقات الكبري لابن سعد "7/ 303"، والجرح والتعديل "2/ 230"، والثقات لابن حبان "8/ 111"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 460".

ص: 49

وعنه: م؛ وأبو حاتم، وأبو داود في غير السُّنَن، وموسى بن هارون، وجماعة.

توفي سنة تسعٍ وعشرين.

61-

إسحاق بن كعب1.

بغداديّ.

سمع: شَرِيكًا، وعبّاد بن العوّام.

وعنه: ابن أبي الدّنيا، وتمتام2، وأبو حاتم، وقال: صَدُوق.

وقال النَّسائيّ: يُكنى أبا يعقوب.

62-

إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن أبي فروة3 -خ. ت. ق- أبو يعقوب الفرويّ.

المدنيّ، مولى عثمان رضي الله عنه.

سمع: مالكا، ونافع بن أبي نُعَيْم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعُبَيْدة بن نابِل، وعبد الله بن جعفر المُخَرّمي، وسليمان بن بلال، وجماعة.

وعنه: خ. وت. ق. بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن شندر، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل الصّائغ، وطائفة.

قال أبو حاتم: صَدُوق. ولكن ذهب بصره. ورُبما لُقِّن. وكُتُبُه صحيحة. وذكره ابن حِبّان في "الثّقات".

ووهّاه أبو داود، ونقَم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف. وقد روى عنه خ. ويوبّخونه على هذا.

وقال البخاري: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 232"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 400"، وتاريخ بغداد للخطيب "6/ 333، 334".

2 لعله تمام وأخطأ الناسخ.

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 233"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 401"، والصغير له "230"، والثقات لابن حبان "8/ 114".

ص: 50

63-

إسحاق بن المنذر1.

عن: أبي عُقَيْل يحيى بن المتوكّل، وعبد الحميد بن بهرام.

وعنه: الحَسَن بن محمد بن سَلَمَةَ الرّازيّ النَّحْويّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وغيرهما.

ذكره ابن أبي حاتم. وما لينه أحد.

64-

إسماعيل بن جعفر بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب الهاشميّ2.

عن: الحَسَن بن زيد العلويّ، وحسين بن عليّ العلويّ، وعبد الله بن عبد العزيز العُمَريّ.

وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وغيره.

قال أبو حاتم: لم يكن به بأس.

65-

إسماعيل بن الخليل3 -خ. م.

أبو عبد الله الكوفيّ الخزّار.

عن: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وعليّ بن مُسْهِر، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.

وعنه خ. م، وبِشْر بن موسى، والحسين بن جعفر القتّات، وتمتام، ويعقوب الفسوي، وجماعة.

وثقه مطين وقال: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

66-

إسماعيل بن سعيد4. أبو إسحاق الطّبري الكسائيّ الشّالنجيّ.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 235"، وتاريخ الطبري "1/ 326".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 163، 164"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 350"، وتاريخ الطبري "7/ 37"، والثقات لابن حبان "8/ 92".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 167"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 352"، والثقات لابن حبان "8/ 99"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 83-85".

4 انظر الجرح والتعديل "2/ 173"، والثقات لابن حبان "8/ 97"، وتاريخ جرجان "141-143".

ص: 51

والشّالَنْج من بيع المِخْلاة والمِقْوَد.

وسكن إسْتَرَاباذ.

وحدَّث عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبّاد بن العوّام، وجماعة.

وعنه: الضّحّاك بن الحسين، وأهل إسْتَرَاباذ وجُرْجان.

وكان صدوقًا.

صنّف كتاب "البيان في الفقه" على مذهب أبي حنيفة.

وتُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين.

67-

إسماعيل بن عبد الله بن زُرارة1. أبو الحَسَن الرَّقّيّ.

عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو، ويعلى بن الأشدق، وحمّاد بن زيد، وحَجّاج بن أبي منيع، وخالد بن عبد الله، وشَرِيك، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة.

وعنه: ابنه إبراهيم، وأحمد بن بِشْر المرثديّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، وإسماعيل سمّويه، والحسن بن عليّ ابن الوليد الفَسَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وطائفة.

وَثّقَهُ ابن حِبّان، والدَّارَقُطْنيّ، وغيرهما.

وقال أبو الفتح الأزدي: مُنْكَر الحديث.

وقال ابنه: مات أبي بالبصرة سنة تسعٍ وعشرين.

قال شيخنا أبو الحَجّاج، قال أبو القاسم في "الشيوخ النُّبْل": روى عنه ابن ماجة، وروى النَّسائيّ، عن رجلٍ عنه. وإنّما الذي روى عنه ابن ماجة: إسماعيل بن عبد الله بن خالد القُرَشيّ الرَّقّيّ.

ولم يدرك ق. ابن زُرَارة. وأما النّسائيّ فلم نقف على روايته، عن رجل، عنه.

ثمّ قال شيخنا: وذكر الدَّارَقُطْنيّ، والبرقاني، وابن طاهر أنّ خ. روى عن ابن زرارة المذكور.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 181"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 366"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 119-123".

ص: 52

وقد روى البخاريّ عِدّة أحاديث عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك، وغيره، وهو إسماعيل بن أبي أُوَيْس والله أعلم.

68-

إسماعيل بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أُوَيْس بن مالك بن أبي عامر1.

أبو عبد الله بن أُوَيْس الأشجعيّ، المَدنيّ. أخو عبد الحميد بن أبي أُوَيْس. قرأ القرآن على نافع، وهو آخر أصحابه.

وعليه قرأ: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره.

وروى عن: خاله مالك بن أنس، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وكثير بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وَسَلَمَةُ بن وَرْدان، وطائفة.

وعنه: خ. م، ود. ت. ق. بواسطة، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وعبد الله الدّارميّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وعليّ بن جَبَلَة الإصبهانيّ، وخلْق كثير.

وقال أحمد: لا بأس به.

وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن مَعِين: صَدُوق، ضعيف العقل. ليس بذاك، يعني أنّه لا يُحسن الحديث، ولا يعرف يؤدّيه أو يقرأ من غير كتابه.

وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق، وكان مغفَّلًا.

وقال النَّسائيّ: ضعيف. وقال مرّة: ليس بثقة.

وقال ابن عَديّ: روى عن خاله غرائب لا يُتابعه عليها أحد، وهو خير من أبيه.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ليس أختاره في الصّحيح.

قلت: روى عنه الشيخان، وروى مسلم أيضًا، عن رجلٍ، عنه. مات سنة ستٍّ. ويقال سنة سبعٍ وعشرين، وله ثمانٍ وثمانون سنة.

قال محمد بن وضّاح: قال لي ابن أبي أُوَيْس: ليس اليوم بالمدينة أحد قرأ على نافع غيري.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 438"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 364"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "285"، والثقات لابن حبان "1/ 99".

ص: 53

قلت: ولم يكن مُتصدّيًا للإقراء، بل للحديث.

قال الفضل بن زياد: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل وقيل له: بالمدينة اليوم؟

قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العِلْم، أو نحو هذا.

وقال أحمد بن حنبل مرّة: هو ثقة. قام في أمر المحنة، مقامًا محمودًا.

وقال البَرْقَانيّ: قلت للدَّارَقُطْنيّ: لِم ضعّف النَّسائيّ إسماعيل بن أبي أُوَيْس؟ فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشميّ وهو إمام كان النَّسائيّ يخصّه بما لم يخصّ به ولده. فقال: حكى لي النّسائيّ أنه حكى له سلمة ابن شَبِيب، عنه، قال: ثمّ توقف أبو عبد الرحمن النَّسائيّ، فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية، حَتّى قال: قال لي سَلَمَةُ: سَمِعْتُ إسماعيل بن أبي أُوَيْس يقول: ربّما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم.

فقلت للدَّارَقُطْنيّ: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ قال: الوزير، يعني ابن حنزابة، وكتبتها من كتابه.

وقال ابن مَعِين مرّة: ليس بذاك، ضعيف العقل.

وقال مرّة: ليس بشيء. سمعهما منه ابن أبي خيثمة.

ثمّ قال ابن مَعِين: قال لنا عبد الله بن عُبَيْد الله الهاشميّ صاحب اليمن: خرجتُ ومعي إسماعيل بن أبي أُوَيْس إلى اليمن، فدخل لي يومًا ومعه ثوبٌ وشي فقال: امرأتي طالق ثلاثًا إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائة دينار.

قلت للغلام: زِنْ له.

فوزن له. وإذا بالثّوب يساوي خمسين دينارًا، فسألتهُ بعدُ فقال: إنّه أعطاني منه عشرين دينارًا.

قلت: استقرّ الأمرُ على توثيقه وتجنُّب ما يُنكر له.

69-

إسماعيل بن عبد الحميد1.

أبو بكر العِجْليّ البصْريّ العطّار، صاحب الرقيق.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 187".

ص: 54

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي الأشهب، وطبقتهما.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم وقال: صَدُوق.

70-

إسماعيل بن عَمْرو بن نجيح البَجَليّ1.

مولاهم الكوفيّ. نزيل إصبهان وشيخها ومُسْنِدُها.

سمع: مِسْعَر بن كُدَام، ومالك بن مِغْوَلٍ، وعبد الغفّار بن القاسم، وكاملًا أبا العلاء، وأبا مَعْشَر، وفضيل بن مرزوق، وسفيان الثّوريّ، وشيبان، وغيرهم.

وعنه: عبد الله بن محمد بن زَكَريّا، ومحمود بن أحمد بن الفَرَج، وإبراهيم بن نائلة، ومحمد بن نُصَيْر، ومحمد بن عليّ الفرقديّ، ومحمد بن إبراهيم الصّفّار الأصبهانيّون، وخلْق كثير.

وكان قد "انتهى إليه عُلُوّ الإسناد بإصبهان".

قال محمد بن يحيى بن مَنْده: سَمِعْتُ إبراهيم بن إدريس ذكر إسماعيل وأحسن الثناء عليه.

وقال شيخنا مثل ذلك. وكان عنده عن فلان وفلان.

وذكره ابن حبّان في "الثّقات". أما الدارقطني فضعفه.

وقال ابن عدي: حدَّث عن مِسْعَر، والثَّوريّ، والحَسَن بن صالح، وغيرهم بأحاديث لا يُتابع عليها.

وروى عنه: أُسَيْد بْن عاصم، وعبد الله بْن محمد بْن سلّام، والقاسم بن نصر المخرّميّ.

ثمّ روى له ابن عَديّ أحاديث وقال: هذه الأحاديث مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامّتها مَا لا يُتابَع عليه، وهو ضعيف.

قلت: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 190"، والثقات لابن حبان "8/ 100"، والكامل لابن عدي "1/ 316، 317"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 239، 240".

ص: 55

71-

إسماعيل بن عيسى العطّار1.

بغداديٌّ صَدُوق.

عنده عن: إسماعيل بن زَكَريّا الخُلْقانيّ، وزياد بن عبد الله البكّائيّ.

وعنده "المبتدأ"، عن أبي حُذيفة البخاريّ.

روى عنه: الحَسَن بن عَلُّوَية القطان، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهما.

توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وثقه الخطيب، وغيره.

وضعّفه الأزدي.

72-

أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع2 -خ. ت. س.

أبو عبد الله الأُمَويّ الفقيه، مولى عمر بن عبد العزيز. وُلِد بعد الخمسين ومائة. وإنّما طلب العِلْم كبيرًا، فلم يلق مالكًا ولا الَّليْث، بل تفقّه على ابن وَهْب، وعبد الرحمن بن القاسم وروى عنهما، وعن: أُسَامة بن زيد، وأخيه عبد الرحمن بن زيد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وحاتم بن إسماعيل، والعبّاس بن خَلَف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن يونس، وغيرهم.

وعنه: خ. وت. س. بواسطة، وأحمد بن الحَسَن التِّرْمِذِيّ، وأحمد بن الفرات، والربيع الْجِيزيّ، وأبو الدرداء عبد العزيز بن المَرْوَزِيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد القراطيسيّ، وخلْق.

ذكره يحيى بن مَعِين فقال: كان من أعلم خَلْق الله برأي مالك يعرفها مسأله مسألة، متى قالها مالك ومن خالفه فيها.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صاحب سنّة.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 191"، والثقات لابن حبان "8/ 99"، وتاريخ بغداد للخطيب "1/ 262، 263".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 321"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 36"، والثقات لابن حبان "8/ 133".

ص: 56

وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب ابن وَهْب.

وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أُمَيّة يشترون للمسجد عبيدًا يخدمونه، وهو من ولد أولئك. وكان مطلعًا بالفِقْه والنَّظَر.

تُوُفّي لأربعٍ بقين من شوّال سنة خمسٍ وعشرين.

وكان ذُكِرَ للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عُفَيْر.

وقال ابن يونس: حدَّثني عليّ بن الحَسَن بن قُدَيد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب البُوَيْطيّ أنّه كان حاضرًا في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر.

قال: فقال لنا: إنّي جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيًا. فكان أول من تكلَّم يحيى بن بُكَيْر، ثمّ تكلَّم ابن ضمرة الزُّهْريّ فَقَال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن الفرج الفقيه العلم الورِع، فذكر الحكاية.

وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصرُ مثل أصبغ.

وقال أبو نصر: سَمِعْتُ الربيع والمُزْنيّ يقولان: كنّا نأتي أصبغ قبل قدوم الشّافعيّ، فنقول له: علِّمنا ممّا علَّمك الله.

وقال مُطَرِّف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم.

وروى عليّ بن قُديْد، عن شيخ له قال: كان بين أصْبَغ وبين ابن عبد الحَكَم مباعدة، وكان أحدهما ويرمي الآخر بالبُهتان.

وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث الّلسان، وربّما كان صاعقة.

ومن مناقب أصبغ: قال ابن قُدَيد: كتب المعتصم في أصبغ ليُحمل إليه في المحنة، فهرب واختفى بحُلْوان؛ رحمه الله.

وفيه يقول الجمل الشّاعر في مدح الخليفة:

وطَويتَ أصبغَ حِقْبَةً في بيتِه

فَسَتَرته جُدْرَ البيوت السُّتَّرِ

أبدَلْتَهُ بِرِجاله وجُمُوعِه

خَرْقًا مُقَاعَدَةَ النّساءِ الخُدَّرِ

ص: 57

فإذا أراد مع الظّلام لحاجةٍ

أخذ النِّقابَ وفضْلَ مِرْط المِعْجَرِ

73-

أصرم بن حَوْشَب1.

القاضي أبو هشام الهَمْدانيّ. قاضي همدان.

حدَّث في سنة ثلاثين ومائتين عن: قُرَّةَ بن خالد، وزياد بن سَعْد، وعبد الله بن إبراهيم الشَّيْبانيّ، ومِنْدل بن عليّ، وجماعة.

وعنه: إبراهيم بن سعيد الْجَوْهَريّ، وعثمة بن الفضل، وابن قهزاد، وعثمان بن صالح الحنّاط، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وطائفة سواهم.

قال ابن مَعِين: كذّاب خبيث.

وقال البخاريّ: متروك.

قال أبو إسحاق الْجَوْزجانيّ: كتبتُ عنه بهَمَدان سنة ثلاثين. وهو ضعيف.

74-

أغلب بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ2.

أمير القيروان وابن أميرها. ولي الأمر بعد أخيه زيادة الله بن إبراهيم فبقى ثلاثة أعوام ومات في ربيع الآخر سنة ستٍّ وعشرين.

ثمّ ولي بعده ولده محمد بن الأغلب وطالت أيّامه، وبقي تسع عشرة سنة.

75-

أيّوب بن سليمان بن بلال3 -خ. د. ت. ن.

أبو يحيى القرشيّ التّيميّ، مولاهم المَدنيّ.

مشهور صَدُوق، لم أره لحق أباه، وإنّما روى عن رجلٍ، عن أبيه. وهو عبد الحميد بن أبي أُوَيْس، له عنه نسخة.

وحكى عن: عبد العزيز بن أبي حازم.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 382"، والجرح والتعديل "2/ 336"، والمجروحين "1/ 181"، والكامل لابن عدي "1/ 394".

2 انظر نهاية الأرب "24/ 117".

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 248"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 415، 416"، والثقات لابن حبان "8/ 126"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 472".

ص: 58

وعنه: خ. ود. ت. ن. بواسطة، وأحمد بن شَبُّويْه المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ، والزُّبَيْر بن بكّار، وَأَبُو حَاتِم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب، وجماعة.

وذكره ابن حِبّان في "الثّقات" وقال: سمع مالكًا.

ومات سنةً أربعٍ وعشرين.

76-

أيّوب بن سليمان البصْريّ المكتّب1.

عن: أبي عَوَانة، وأبي هلال. وعن عمّه عمّر بن معدان.

وعنه: عليّ بن نصر الْجَهْضميّ، ومحمد بن شُعْبَة بن جوان.

"حرف الباء":

77-

بابَك الخُرَّميّ2.

مذكور في الحوادث في أماكن.

78-

بشّار بن موسى الخفّاف3. أبو عثمان العِجْليّ أو الشَّيْبانيّ البصريّ.

عن: شريك، وأبي عوانة، عبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زريع، وعطاء بن مسلم الخفّاف، وخلْق.

وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن بن عَلُّوَيه، وصالح جَزَرَة، وأبو القاسم البَغَويّ.

قال عليّ بن المَدِينيّ: ما كان ببغداد أصلب في السُّنّة منه.

وقال ابن عَديّ: أرجو أنه لا بأس به.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 249"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 415"، والثقات لابن حبان "8/ 126".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 118-123"، وتاريخ الطبري "8/ 556"، والكامل في التاريخ "6/ 328".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 352"، والجرح والتعديل "2/ 417"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 130"، وتهذيب الكمال "4/ 83-90".

ص: 59

وقول من وَثّقَهُ أشبه.

وقال أبو داود: كان أحمد يكتب عنه وأنا لا أُحَدِّث عنه. وقال ابن مَعِين: ليس بثقة.

وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.

وقال الفلّاس: ضعيف الحديث.

توفّي سنة ثمانٍ وعشرين في رمضان.

79-

بِشْر الحافي بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء1.

أبو نصر المَرْوَزِيّ، ثمّ البغداديّ الزّاهد الكبير المعروف ببِشْر الحافي. وهو ابن عمّ عليّ بن خشرم المحدِّث.

سمع: إبراهيم بن سَعْد، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيكًا، ومالكًا، والفُضَيْل بن عِيَاض، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله الطّحّان، والمُعافى بن عِمران، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم.

وعنه: أحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بن يوسف الْجَوْهَريّ، ومحمد بن المُثَنَّى السِّمسار، وسَرِيّ السَّقَطيّ، وعمر بن موسى الجلّاء، وإبراهيم بن هاني، وخلق غيرهم.

وكان عديم النّظير زُهْدًا وورعًا وصلاحًا. كثير الحديث إلّا أنّه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النَّفس في ذلك، حَتّى أنّه دفن كُتُبه.

أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ، وَالْمُؤَمَّلُ، وَغَيْرُهُمَا كِتَابَةً قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ السِّمْسَارُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَوْفِيَّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:"اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ ألقاه".

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 342"، والجرح والتعديل "2/ 356"، والثقات لابن حبان "8/ 143"، وحلية الأولياء "6/ 357".

ص: 60

وعن بِشْر أنّه قيل له: ألا تُحَدِّث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدّث، وإذا اشتهيت شيئًا تركتُه.

وقال إسحاق الحربيّ: سَمِعْتُ بشرَ بن الحارث يقول: ليس الحديث من عُدّة الموت.

فقلت له: قد خرجتُ إلى أبي نُعَيْم.

قال: أتوب إلى الله بذهابي.

وعن أيّوب العطار سمع بشرًا يقول: ثنا حمّاد بن زيد ثمّ قال: استغفِرُ الله، إن لذِكْر الإسناد في القلب خُيَلاء.

وقال أبو بكر المَرْوَزِيّ: سَمِعْتُ بِشْرًا يقول: الجوع يصفي الفؤاد، ويُميت الهوى، ويُورث العِلْم الدّقيق.

وقال أبو بكر بن عثمان: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: أنّي لأشتهي شِواءً منذ أربعين سنة، ما صفي لي دِرهمُهُ.

وقال الحَسَن بن عَمْرو: سَمِعْتُ أبا نصر التّمّار يقول: أتاني بِشْر ليلةً، فقلت الحمد لله الذي جاء بك. جاءنا قُطْنٌ من خُراسان، فَغَزَلته البِنْتُ وباعته، واشترت لنا لحمًا، فَتَفْطَر عندنا.

قال: لو أكلت عند أحدٍ أكلت عندكم. إنّي لأشتهي الباذنجان منذ سنين.

فقلت: وإن فيها الباذنجان من الحلال.

فقال: حَتّى يصفو لي حُبُّ الباذنجان.

وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء: سَمِعْتُ عليّ بن عَثّام يقول: أقام بِشْر بن الحارث بعَبّادان يشرب من ماء البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين، حَتّى أضَرّ بجَوْفه، ورجع إلي أخيه وَجِعًا. وكان يتّخذ المغازل ويبيعها. فذاك كسْبُه.

وقال موسى بن هارون الحافظ: ثنا محمد بن نُعَيْم بن الهيثم قال: رأيتهم جاؤوا إلى بِشْر فقال: يا أهل الحديث علمتم أنّه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من مَلَكَ مائتي درهم، خمسة دراهم.

وقال محمد بن هارون أبو نَشِيط: نهاني بِشْر بن الحارث عن الحديث وأهله.

ص: 61

وقال: أقبلت إلى يحيى القطّان، فبلغني أنّه قال: أحب هذا الفتى لطلبه الحديث.

وذكريعقوب بن بختان الفرّاء أنّه سمع بِشْر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديث والعِلْم لمن اتقى الله، وحَسُنَت نيَّتُه فيه. وأمّا أنا، فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

وقيل كان بِشْر يَلْحن ولا يعرف العربيّة.

وعن المأمون قال: لم يبق أحدًا نستحي منه غير بِشْر بن الحارث.

وقال أحمد بن حنبل: لو كان بِشْر تزوج لَتَمّ أمرُه.

وقال إبراهيم الحربيّ: ما أخرجتْ بغدادُ أتمّ عقلًا من بِشْر، ولا أحفظ للسانه. كان في كلّ شعرةٍ منه عقل، وطيء النّاسُ عُنُقه خمسين سنة ما عُرِف له غِيبةٌ لمسلم. وما رأيت بعيني أفضَلَ من بِشْر.

وعن بِشْر قال: المتقلِّب في جوعه، كالمتشحِّط في دمه في سبيل الله.

وعنه قال: شاطرٌ سخيّ أحبّ إلى الله من صوفيّ بخيل.

وعنه قال: أمس قد مات، واليوم في النزاع، غدا لم يولد بعد.

وعنه قال: لا يفلح من ألِف أفخاذ النّساء.

وعنه قال: إذا أعجبك الكلام فأصمُت، وإذا أعجبك الصّمتْ فتكلَّم.

وقيل إنّ بعضهم تسمَّع على بِشْر فسمعه يقول: اللهمّ إنْ تعلم أنّ الذلَّ أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من الغِنَى، وأنّ الموت أحبّ إليّ من الحياة.

وعن بِشْر قال: قد يكون الرجل مُرائيًا بعد موته.

قالوا: وكيف هذا؟ قال: يحبّ أن يكثر النّاس في جنازته.

وعنه قال: لا تجدْ حلاوة العبادة حَتّى تجعل بينك وبين الشّهوات سَدًّا من حديد.

أَخْبَرَنَا القاضي أبو محمد بن علوان، أنا أبو محمد بن قُدامة الفقيه سنة إحدى عشرة وستّمائة قال: حدَّثني ابني أبو المجد عيسى، أنا أبو طاهر بن المَعْطوش، أنا أبو الغنايم محمد بن محمد، أنا أبو إسحاق البَرْمكيّ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ص: 62

الزُّهْريّ: حدَّثني حمزة بن الحسين البزّاز، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى: حدَّثني حمزة بن دهقان قال: قلت لِبِشْر بن الحارث: أحبّ أن أخلو معك.

قال: إذا شئت. ونكون يومًا، فرأيته قد دخل قبّةً، فصلّى فيها أربع ركعات، لا أُحسِن أصلّي مثلها، فسمعته يقول في سجوده: اللهمّ إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الذُّلّ أحبّ إليّ من الشَّرَف، الّلهمّ إنك تعلم فوق عرشك أنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى، اللهمّ إنّك تعلم فوق عرشك أنّي لا أؤثر على حبّك شيئًا. فلمّا سمِعتُه أخذني الشهيق والبكاء. فلمّا سمعني قال: اللهمّ أنتَ تعلم أنّي لو أعلم أنّ هذا هاهنا لم أتكلّم.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.

وقَالَ عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا محمد بن المُثَنَّى صاحب بِشْر بن الحارث. قال: قال رجل لِبِشْر وأنا حاضر: إنّ هذا الرجل، يعني أحمد بن حنبل، قيل له: أليس الله قديمًا، وكلّ شيءٍ دونه مخلوق؟ قال: فما ترك بِشْر الرجل يتكلَّم حَتّى قال: ألا كلّ شيءٍ مخلوق إلّا القرآن.

قال المَرْوَزِيّ فيما رواه الخلّال، عنه، عن عبد الصَّمد العَبَّادانيّ: قال رجل لِبِشْر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحدٌ من الموحِّدين النّار؟.

فقال: استرحت إنْ كان هذا عقلك.

وقال أحمد بن بِشْر المَرْثَديّ: ثنا إبراهيم بن هاشم قال: دَفَنّا لِبِشْر ثمانية عشر ما بين قِمَطْر إلى قَوْصَرة، يعني مِن الحديث.

وقيل لأحمد بن حنبل: مات بِشْر، فقال: مات رحمه الله وما له نظير في هذه الأمّة إلّا عامر بن عبد قيس، فإنّ عامرًا مات ولم يترك شيئًا.

ثمّ قال أحمد: لو تزوج كان قد تمّ أمر. رواها أبو العبّاس البرائيّ، عن المَرْوَزِيّ، عن أحمد.

ورأى بِشْرًا بعض الفقراء بعد موته فَقَالَ: ما فعل اللَّه بك؟

قَالَ: غُفِر لي ولكلّ من اتبّع جنازتي، وكلّ من أحبّني إلى يوم القيامة.

ص: 63

تُوُفّي بِشْر رضي الله عنه فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلَ سَنَةَ سبعٍ وعشرين قبل المعتصم بستّة أيّام، وله خمسٌ وسبعون سنة في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول.

قال أبو بكر بن أبي داود: قلت لعليّ بن خشرم لمّا أخبرني أنّ سماعه وسماع بِشْر بن الحارث بن عيسى واحد. قلت له: فأين حديث أمّ زَرْع؟ فقال: سماعي معه، وكتبتُ إليه أن يوجّه به إليّ. فكتب إليّ: هل عملت بما عندك، حَتّى تطلب ما ليس عندك؟ قال عليّ: وُلد بِشْر في هذه القرية وكان يتفتّى في أول أمره. وقد جرح. وقال حسن المسوحي: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران، فدفقت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بِشْر الحافي.

فقالت جُوَيْرية من داخل الدار: لو اشتريتَ نَعْلًا بدانِقَين ذهب عنك اسمُ الحافي.

وقال الحَسَن بن رشيق، عن عمر بن عبد الله الواعظ قال: كان بِشْر بن الحارث شاطرًا1 يجرح بالحديد، وكان سبب توبته أنّه وجد قِرْطاسًا في أتون حمّام فيه "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فعظُم ذلك عليه، ورفع طرْفه إلى السّماء وقال: سيدي، اسمُك هنا ملقى. فرفعه، وقلع عنه السَّحاة التي هو فيها، وأعطى عطّارًا درهمًا، فاشترى به غالية، لم يكن معه سواه، ولطّخ بها تلك السحاة، وأدخله شُقّ حائط. وانصرف إلى زجّاج كان يجالسه. فقال له الزّجّاج: واللهِ يا أخي، لقد رأيتُ لك في هذه الّليلة رؤيا ما أقولها حَتّى تحدّثني ما فعلتَ بينك وبين الله.

فذكر له شأن الورقة. فقال: رأيت كأنّ قائلًا يقول لي في المنام: قل لِبِشْر ترفع لنا اسمًا من الأرض إجلالًا أن يداس، لنتوهّن باسّمك في الدُّنيا والآخرة2.

وذكر أبو عبد الرحمن السُّلَميّ أن بِشْرًا كان من أبناء الرؤساء والكَتَبَة.

صحب الفُضَيْل بن عِيَاض. سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه فقال: زاهد، جبل، ثقة، ليس يروى إلّا حديثًا صحيحًا.

وعن بِشْر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديث، والعِلْم لمن اتقى الله وحَسُنَت نيَّتُه فيه. وأمّا أنا فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

1 أي لص.

2 انظر حلية الأولياء "8/ 336".

ص: 64

وقال جعفر البردانيّ: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: إنّ عوج بن عنق كان يأتي البحر، فيخوضه برِجْله، ويحتطب السّاج، وكان أوّل من دلّ على السّاج وجَلَبَه. وكان يأخذ من البحر حُوتًا بيده، فيشويه في عين الشمس.

وقيل: لقي بِشْرًا رجلٌ، فجعل يقبِّل بِشْرًا ويقول: يا سيّدي أبا نصر. فلمّا ذهب تغرغرت عينا بِشْر وقال: رجلٌ أحبَّ رجلًا على خير توهّمه، لعلّ المُحبّ قد نجا، والمحبوب لا يُدْرَى ما حالُه.

وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت رجالات الدُّنيا، فلم أرَ مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل، وتعجز الدُّنيا أن تلد مثله. ورأيت بِشْر بن الحارث من قرنه إلى قَدَمه مملوءًا عقلًا. ورأيت أبا عُبَيْد كأنّه جبل نُفخ فيه عِلْم.

وقال أيضًا: لو قُسّم عَقْل بِشْر على أهل بغداد صاروا عقلاء.

قلت: وقد روى له أبو داود في "كتاب المسائل" والنَّسائيّ في "مُسْنَد عليّ".

80-

بِشْر بن عُبَيْد1. أبو عليّ الدّارسي.

ودارس بُلَيْدَة من نواحي البصّرة على البحر.

روى عن: سَلَمَةَ بن الصّلت، وأبي يوسف القاضي، وطحلة بن زيد، وغيرهم.

وعنه: أبو حاتم، وأحمد بن محمد بن مُعَلّى الآدميّ، وعُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة.

قال أبو حاتم: كتبت عنه في أيام سليمان بن حرب.

وقال ابن عَديّ: مُنْكَر الحديث، بيَّن الضَّعْف.

وقال الأزْديّ: كذّاب.

قلت: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

- بِشْر بن عُبَيْس.

في الطبقة الآتية.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 362"، والثقات لابن حبان "8/ 141"، وتاريخ الطبري "7/ 177"، والكامل لابن عدي "2/ 447".

ص: 65

81-

بشر بن محمد1 -خ- أبو محمد المروزي السّختيانيّ.

سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ويحيى بن واضح.

وعنه: البخاريّ، وأحمد بن سيّار، وإسحاق بن الفيض الإصبهانيّ، وجعفر الفريانيّ.

وقال ابن عساكر في "النُّبْل" إنّه مات سنة أربعٍ وعشرين. وهذا لا يستقيم، فإنّ الفِرْيَابيّ رحل سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين، ولحِقَه.

وقد ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال: كان مُرْجِئًا.

ذَكَرَ وفاته في سنة أربعٍ وعشرين: البخاريّ، والكَلاباذيّ.

82-

بِشْر بن الوضّاح2.

أبو الهيثم البصْريّ.

عن: بشير بن عُقْبَة الدَّوْرقيّ، وعبّاد بن منصور النّاجي، والحَسَن بن أبي حعفر.

وعنه: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في "تاريخه"، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن المُثَنَّى، وجماعة.

قال عبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ: حدَّثني بِشْر بن الوضّاح وكان من خيار المسلمين.

وذكره ابن حِبّان في "الثّقات".

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة إحدى وعشرين.

وروى له التِّرْمِذِيّ في "الشّمائل".

83-

بكّار بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين السّيرينيّ البصريّ3.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 364"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 84"، والثقات لابن حبان "8/ 144"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 145".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 369"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 85"، وتاريخ الطبري "3/ 180"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 160".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 297"، والجرح والتعديل "2/ 409، 410"، والكامل لابن عدي "2/ 477"، وسير أعلام النبلاء "10/ 397-399".

ص: 66

كبير مسنّ.

روى عن: ابن عَوْن، وأيَمْن بن نابِل، وعَبّاد بن راشد، وسُفْيان الثَّوريّ.

وعنه: الحَسَن بن محمد الزَّعْفَرانيّ، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعَبّاد بن عليّ البصْريّ، وأبو مسلم الكَجَّيّ، ومحمد بن زَكَريّا الغَلابيّ.

قال أبو حاتم: مضطّرب لا يسكن القلب إليه.

وقال أبو زُرْعة: ذاهب الحديث.

وقَالَ عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا الحسين بن الحَسَن الرازيّ قال: سُئِل يحيى بن مَعِين عن بكّار السِّيرِينيّ فقال: كتبتُ عنه وليس به بأس.

وقال غيره: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

84-

بكر بن الأسود العايذيّ1.

ويقال له: بكّار. كوفي، ثقة.

روى عن: أبي بكر بن عيّاش، ويحيى بن أبي زائدة، وابن المبارك، وطبقتهم.

وعنه: أبي سعيد الأشج، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم وآخرون.

كنيته أبو عُمَر.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

85-

بيان بن عمر البياني البخاريّ2.

أحد العلماء العبّاد ومن أئمة السُّنّة.

سمع يحيى القطّان، ويزيد بن هارون وجماعة.

وعنه: خ، وأبو زُرْعة الرّازيّ وعُبَيْد الله بن واصل.

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 382"، والثقات لابن حبان "8/ 149"، والأنساب "8/ 331".

2 انظر الجرح والتعديل "2/ 425"، والتاريخ للبخاري "2/ 134، والثقات لابن حبان "8/ 155"، وتهذيب الكمال "4/ 305، 306".

ص: 67

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

ومات سنة اثنتين وعشرين.

وبيان بالياء آخر الحروف.

قال الحسين بن عَمْرو البخاريّ كان بيان بن عَمْرو يقرأ القرآن في كلّ يومٍ وَلَيْلَةٍ ثلاث مرّات. فقلت له: كيف تقرأ هذا القراءة؟ قال: يَسَّر الله عليَّ ذلك.

قال الحسين: كان يَفْرَغ من الخَتْمة الثالثة عند السحر ثم يأخذ بالبكاء والتَّضَرُّع. رحمةُ الله عليه.

وقال عُبَيْد الله بن واصل: كان بيان بن عَمْرو يدخل بستانَه، ولا يخرج حَتّى يُصلّى عند كلّ شجرة رَكْعتين.

قال ابن أبي حاتم: بيان بن عَمْرو أبو محمد البخاريّ روى عن سالم بن نوح، ويحيى بن سعيد "القطّان"، وابن مهدي. سَمِعْتُ أبي يقول ذلك. وهو شيخ مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح "حديث" باطل.

قلت: قوله: مجهول، ممنوع. وأمّا في الحديث الذي رواه فسالم له مناكير، لعلّ هذا منها.

قال فيه ابن مَعِين: ليس بشيء.

قلت: ولهذا لم يخرّج له البخاريّ، وخرّج له مسلم.

"حرف التاء":

86-

تُرْك الحذّاء المقرئ1.

العبد الصالح. من مشاهير أصحاب سُلَيم.

قرأ عليه: رجاء بن عيسى الْجَوْهَريّ، ومحمد بن عُمَر بن أبي مذعور. وقال أحمد بن محمد الأدميّ: كان ترك من أقرأ النّاس بالقرآن وأعبدهم.

1 انظر الإكمال لابن ماكولا "1/ 249".

ص: 68

"حرف الثاء"

87-

ثابت بن موسى1 -ق- أبو يزيد الكوفيّ العابد.

عن: سُفْيان الثَّوريّ، وشَرِيك.

وعنه: هنّاد، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ، وأحمد بن أبي غَرَزَة، وأبو برزة الحاسب، ومحمد بن عبد الله مُطَيِّن، وآخرون. وهو ضعيف.

وليس هُوَ بثابت بن محمد الكوفيّ العابد. ذاك أقدم وأوثق. مرّ.

وهذا هو صاحب حديث: "من كثرة صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ"2.

رواه هنّاد، وابن كرامة، وابن مُلاعب، وغيرهم، عن ثابت، عن شَرِيك.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من كَانَتْ لَهُ وَسِيلَةٌ إِلَى سُلْطَانٍ فَدَفَعَ بِهَا مَغْرَمًا أَوْ جَرَّ بِهَا مَغْنَمًا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تُدْحَضُ الْأَقْدَامُ"3.

قلت: وقد ضعّفه أبو حاتم، وغيره. وتُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين.

قال أبو مَعِين الحسين بن الحَسَن: سَمِعْتُ يحيى بن مَعِين يقول: ثابت أبو يزيد كذّاب.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "2/ 458"، والمجروحين لابن حبان "1/ 207"، والكامل لابن عدي "2/ 525".

2 حديث لا أصل له: أخرجه ابن ماجه "1333"، وابن أبي حاتم في العلل "196"، وابن حبان في المجروحين "1/ 207"، والخطيب في تاريخه "1/ 341"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 109-111".

قال أبو حاتم: فذكرت لابن نمير فقال: الشيخ لا بأس به، والحديث منكر.

قال أبي -أي أبي حاتم- الحديث موضوع.

3 حديث ضعيف: أخرجه ابن عدي في الكامل "2/ 526"، وفي إسناده صاحب الترجمة قال فيه أبو حاتم: كذاب.

ص: 69

"حرف الجيم":

88-

جعفر بن إدريس المَوْصِليّ.

الزّاهد. أحد الأمّارين بالمعروف.

استشهد في قلعة الروم بسُمَيْساط1. وقد روى اليسير عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، ووكيع.

وعنه: محمد بن خطّاب، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ.

وقُتِل سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

89-

جعفر بن حرْب الهَمْدانيّ المعتزليّ2.

من كبار مصنفيّ المعتزلة لا بارك الله فيهم.

أخذ بالبصرة عن: أبي الهُذَيل العلّاف، واختص بالواثق. ومات كهلًا سنة ثلاثين.

وقيل سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.

90-

جُنادة بن محمد بن أبي يحيى3.

أبو عبد الله المُرِّيّ الدّمشقيّ.

سمع: يحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وعبد الحميد بن أبي العشرين. وكان فقيهًا مُفْتيًا، من علماء دمشق.

روى عنه أبو حاتم الرّازيّ وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ.

تُوُفّي في جُمَادى الآخرة سنة ستٍّ وعشرين.

قال أبو حاتم: صدوق.

1 بلدة على شاطئ الفرات.

2 ستأتي ترجمته بعد ذلك.

3 انظر الجرح والتعديل "2/ 516"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 234"، والثقات لابن حبان "8/ 165".

ص: 70

91-

جَنْدَل بن والق بن محرس1.

أبو عليّ التَّغْلبيّ الكوفيّ.

عن: عَمْرو بن شِمْر، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص ومِنْدل بن عليّ. وغيرهم.

وعنه: البخاريّ في كتاب "الأدب" له، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن عليّ الخرّاز، ومُطَيِّن، وطائفة سواهم.

مات في سنة ستٍّ وعشرين أيضًا.

روى عنه من المتأخّرين: محمد بن عثمان، بن أبي شَيْبَة، وأبو مَعِين محمد بن الحسين الوادعيّ، والحسين ابن جعفر القتّات.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

92-

جُوَيْن بن ضمرة القشيريّ2. أبو عمر.

سمع: حرب بن أبي العالية.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، ويعقوب بن إسماعيل الأزْديّ.

صَدُوق.

"حرف الحاء":

93-

حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور3.

أبو أحمد الشاميّ المؤدّب، نزيل بغداد.

عن: حفص بن ميسرة الصَّنْعانيّ، وبقيّة، والوليد بن محمد الموقِريّ، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.

وعنه: م؛ وأحمد بن سعيد الدّارميّ، والذهلي، وابن أبي الدنيا، ويعقوب بن

1 انظر الجرح والتعديل "2/ 535"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 246"، والثقات لابن حبان "8/ 167"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 150-152".

2 انظر ترجمته في الجرح والتعديل "2/ 541"، برقم "2248".

3 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 359"، والجرح والتعديل "3/ 285"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 80"، والثقات لابن حبان "8/ 212".

ص: 71

شيبة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

وثقه ابن حبان، وغيره.

ومات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين.

وقع لي مِن عواليه.

94-

حِبّان بن عمّار الحَكَم1.

أبو أحمد. والد الحسين بن حِبّان تلميذ يحيى بن مَعِين.

عن: عبّاد بن عبّاد المُهَلَّبيّ، ويحيى بن كثير البصْريّين.

وعنه: عليّ بن الحَسَن بن عَبْدَوَيّه الخزّاز، وعليّ بن عبد الله بن المبارك، والصَّنْعانيّ.

- حبيب بن أوس2. أبو تمّام.

سيأتي، ويقال تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

95-

حَجَّاج بن إبراهيم الأزرق البغداديّ3.

نزيل مصر، ونزيل طَرَسُوس.

عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وأبي شِهاب الحنّاط، وأبي عَوَانة، وجماعة.

وعنه: الربيع المُراديّ، وأحمد بن الحَسَن التِّرْمِذِيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقُوليّ، وأبي الدَّرداء عبد العزيز بن منيف، ومِقْدام بن داود الرُّعَيْنيّ، وطائفة.

وكان ثقة إمامًا صاحب سُنّة، أكثر عن ابن وَهْب.

96-

حرب بن محمد بن علي بن حيان4.

_________

1 انظر ترجمته في تاريخ بغداد للخطيب "8/ 257، 258"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 310".

2 ستأتي ترجمته.

3 انظر الجرح والتعديل "3/ 154"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 380"، والثقات لابن حبان " 8/ 203"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 418-420".

4 انظر الجرح والتعديل "3/ 252، 253"، والثقات لابن حبان "8/ 213".

ص: 72

أبو عليّ الطّائيّ المَوْصِليّ.

عن: مالك، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص، والمُعَافَى بن عِمران.

وعنه: ابناه عليّ ومعاوية، وجعفر بن أحمد النَّصِيبيّ.

وكان متموِّلًا كثير الأفضال على أهل الحديث.

تُوُفّي في سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

97-

حرميُّ بن حفص بن عمر1 -خ. د. ن.

أبو عليّ العتكيّ القسمليّ البصريّ.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبان بن يزيد، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن عبد الله بن عُلاثَة، ووُهَيْب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم، وغيرهم.

وعنه: خ؛ ود. ن. بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان ابن أبي سويد الذّارع، وخلْق سواهم.

قال أبو حاتم: أدركته وهو مريض، ولم أكتب عنه.

قلت: قد عاش بعد ذلك مُدّة. فإنّ البخاريّ، وغيره قال: مات سنة ثلاثٍ وعشرين. وقال بعضهم. سنة ستٍّ وعشرين. وكان ثقة.

98-

حسّان بن عبد الله الواسطيّ2 -خ. ن. ت- أبو علي الكنديّ نزيل مصر.

عن: الَّليْث وابن لَهِيعَة، وفضل بن فَضَالَةَ، وخلّاد بن سليمان الحَضْرَميّ وجماعة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 303"، والجرح والتعديل "3/ 308"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 122، 123"، والثقات لابن حبان "8/ 216".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 238، 239"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 34"، والثقات لابن حبان "8/ 207"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 31-33".

ص: 73

وعنه: خ. ون. ت. بواسطة، وإسحاق بن سَيّار النَّصِيبيّ، ومحمد بن إسحاق الصغانيّ، وفِهْر بن سليمان الدّلال، ويعقوب الفَسَويّ، ويحيى بن عثمان بن صالح السَّهْميّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن يونس: كان أبوه واسطيًّا، ووُلِد حسّان بمصر وبها تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

99-

حسّان بن غالب بن نَجِيح الرُّعَيْنيّ1.

مولاهم المصريّ أبو القاسم.

روى عن: الَّليْث، ومالك، وابن لَهِيعَة وعبد الله بن سويد بن حبان.

قال ابن يونس: كان ثقة، توفي بدلاص2، من الصعيد سنة ثلاث وعشرين ومائتين في رجب.

100-

الحسن بن بشر بن سلم بن المسيّب3 -خ. ت. ن.

أبو عليّ الهمدانيّ البجليّ الكوفيّ.

عن: أسباط بن نصر، وزُهَير بن معاوية، وشَرِيك، وأبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة، وأبي الأحْوَص، والمعافى بن عِمران، وجماعة.

وعنه: خ. وت. ن. بواسطة، وإبراهيم الْجَوْزجانيّ، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يونس الضّبّيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحرب الكِرْمانيّ وخلْق سواهم.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ ابْنُ عديّ: ليس هو بمنكر الحديث.

1 انظر المجروحين لابن حبان "1/ 271"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 199"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 479".

2 بلد غرب النيل.

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 410"، والجرح والتعديل "3/ 3"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 287"، والثقات لابن حبان "8/ 169".

ص: 74

وقال البخاريّ: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

101-

الحَسَن بن حُدان بن طريف1. أبو عليّ.

عن: كثير بن سُلَيم، وجسر بن الحَسَن، وإسماعيل بن عيّاش.

وعنه: أبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرَّازيّان.

102-

الحَسَن بن الحَكَم القطربُلّيّ2.

حدَّث ببغداد عن: الوليد بن مسلم، وشُعَيْب بن حرب، وغيرهما.

وعنه: يعقوب السَّدُوسيّ، وأبو القاسم البَغَويّ.

تُوُفّي سنة ثلاثين.

103-

الحَسَن بن الربيع البورانيّ3 -ع- أبو عليّ البجليّ القسريّ الكوفيّ الحصّار الخشّاب.

عن: عُبَيْد اللَّه بْن أياد بْن لَقِيط، وعبد الجبّار بن الورد، وأبي الأحْوَص، وحمّاد بن زيد وأبي إسحاق الخميسيّ، وخازم بن الحسين، وخالد بن عبد الله، ومهديّ بن ميمون، وطائفة كبيرة.

وعنه: خ، وم، ود، والباقون بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم وأحمد بن أبي غَرزة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وخلق.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، صالح، متعبّد. كان يبيع البواري.

وقال أبو حاتم: كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس.

وقال غيره: كان يبيع الخشب والقصب.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 9"، والمغنى في الضعفاء "1/ 157"، وميزان الاعتدال "1/ 483".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 294".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 409"، والجرح والتعديل "3/ 13، 14"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 294"، والثقات لابن "8/ 172".

ص: 75

قال ابن سَعْد: مات في رمضان سنة إحدى وعشرين، وكان مِن أصحاب ابن المبارك.

104-

الحَسَن بن شَوْكر1. أبو عليّ البغداديّ.

عن: إسماعيل بن جعفر، وخَلَف بن خليفة، وهُشَيْم، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة.

وعنه: د، والحَسَن بن عليّ المَعْمريّ، ومحمد بن عبدوس السراج، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة.

وثقه ابن حبان، ومات قريبا من سنة ثلاثين.

105-

الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبري2.

قاضي البصرة وابن قاضيها.

توفي سنة ثلاث وعشرين.

ورخه شباب العصفري.

106-

الحسن بن عمرو السدوسي البصري3 -د.

عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وهُشَيْم، ووَكِيع، وغيرهم.

وعنه: د، وإسحاق بن سَيّار النَّصِيبيّ، وعثمان بن سعيد الدارمي، وآخرون.

107-

الحسن بن عمرو بن سيف العبدي4.

ويقال الباهلي. أبو عليّ البصريّ.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 176"، وتاريخ بغداد للخطيب "7/ 327، 328"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 176".

2 انظر تاريخ خليفة "420".

3 انظر التهذيب الكمال للمزي "6/ 286"، وتهذيب التهذيب للحافظ "2/ 310".

4 انظر الجرح والتعديل "3/ 26"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 299"، والثقات لابن حبان "8/ 171"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 287، 288".

ص: 76

عن: شعبة، ومالك بن مغول، وأبي بكر الهذلي، والحسن بن أبي جعفر الحفري.

وعنه: الذهلي، وأبو أمية الطرسوسي، وابن وارة، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن الدورقي.

وله غرائب وعجائب.

تركوه.

108-

الحسن بن عمرو السجستاني العابد1.

يروى عن: حمّاد بن زيد، وطبقته.

وَثّقَهُ ابن حِبّان وقال: روى عنه أهل بلده.

تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

109-

الحَسَن بن محبوب بن الحَسَن بن هلال القُرَشيّ البصْريّ2.

عن: أبيه، وحمّاد بن زيد، وعبد العزيز بن المختار.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: لا بأس به.

110-

الحَسَن بن محمد الطَّنَافِسيّ3. أخو عليّ.

عن: خاله يَعْلَى بن عُبَيْد، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس.

وعنه: أبو زُرْعة، ويحيى بن عبدك القَزْوينيّ، وكثير بن شهاب.

111-

الحسين بن عبد الأول النّخعيّ الكوفي4ّ.

1 انظر تقريب التهذيب للحافظ "1/ 169".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 38".

3 انظر الجرح والتعديل "3/ 35، 36"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 306"، والثقات لابن حبان "8/ 173".

4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 416"، والجرح والتعديل "3/ 59"، والثقات لابن حبان "8/ 187"، وللعجلي "119".

ص: 77

عن: أبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وأبي تُمَيْلة، وطبقتهم.

وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن عبد الله مطّين، وجماعة.

وقال أبو زُرْعَةَ: رَوَى أحاديث لَا أدري مَا هِيَ فلست أحدث عَنْهُ.

وقال أبو حاتم: تكلَّم النّاس فيه. روى عن أبي تُمَيْلة، عن أبي المنيب، عن عطاء، عن جابر في صوم عاشوراء.

وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة: إنّما ثنا أبو تُمَيْلة، عن أبي المُنِيب، عن عَكْناء بنت جابر بن زيد، عن أبيها.

قلتُ: وهم فصحّف "عكناء" عطاء.

قال مُطَيِّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

112-

حفص بن عُمَر بن الحارث بن سخبرة1 -خ. د. س.

أبو عمر الأزديّ النّمريّ من النمر بن غَيْمَان البصْريّ، المعروف بالحَوْضيّ.

عن: هشام الدَّسْتَوائيّ، وأبي قُرَّةَ واصل بن عبد الرحمن، وشُعْبَة، وهمّام، ويزيد التُّسْتَريّ، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وطائفة.

وعنه: خ، ود، ون بواسطة، وخ. أيضًا عن صاعقة عنه، وأحمد بن الفُرات، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعيّ، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعثمان بن خُرّزاذ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومُعَاذ بْن المُثَنَّى، وخلْق.

قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ثبتٌ مَتْقِن، لا يؤخذ عليه حرفٌ واحد.

وقال عليّ بن المَدِينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة أبي عُمَر الحَوْضيّ، وعبد الله بن رجاء.

وقال عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة: أبو عُمَر الحَوْضيّ مولى النَّمِرِيّين صاحب كتاب متقن، رأيته أبيض الرأس واللّحية.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 306"، والجرح والتعديل "3/ 182"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 366"، والثقات لابن حبان "8/ 200".

ص: 78

قال: وتُوُفّي في جُمادى الآخرة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

وقال أبو حاتم: صَدُوق، متقِن، أعرابيّ فصيح.

113-

الحكم بن نافع1 -ع.

أبو اليمان الحمصيّ البهرانيّ، مولاهم.

عن: حريز بن عثمان، وعُفَيْر بن مَعْدان، وأبي بكر بن أبي مريم، وصفوان بن عَمْرو، وأرطأة بن المنذر التّابعيِّين، وشُعَيْب بن أبي حمزة، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.

وعنه: خ، والباقون بواسطة، وأحمد، وابن مَعِين، وأبو عُبَيْد، والذُّهَليّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، ومحمد بن عَوْف، وعليّ بن محمد الْجَكّانيّ، وخلْق.

وكان ثقة، نبيلًا، إمامًا، استقدمه المأمون من حمص إلى دمشق ليولّيه القضاء على حمص.

قال ابن معين: أعتقهم امرأةً من بهرا يقال لها: أمّ سلمة.

وقال أبو حاتم: ثقة، نبيل.

وقال سعيد البَرْدَعيّ: سَمِعْتُ أبا زُرْعة الرّازيّ يقول: لم يسمع أبو اليَمَان من شُعَيْب إلّا حديثًا واحدًا، والباقي إجازة.

وقال أحمد بن حنبل: كان يقول: أنا شُعَيْب، واستحلّ ذلك بشيءٍ عجيب: كان شُعَيْب عسِرًا في الحديث، فسأله أهل حمص أن يأذَنَ لهم، وحضر أبو اليَمَان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عنّي. فكان ابن شُعَيْب بن أبي حمزة يقول: جاءني أبو اليَمَان فأخذ كتب أبي منّي بعدُ، وهو يقول: أنا. فكأنّه استحلّ ذلك بأنْ سمع شُعَيْبًا يقول لقوم: أرووه عنّي.

رواها الأثرم عن الإمام أحمد.

وقال أبو داود: ثنا محمد بن عَوْف قال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلاّ كلمة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 472"، والجرح والتعديل "3/ 129"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 344"، والثقات لابن حبان "8/ 194".

ص: 79

وقال إبراهيم بن ديزيل: قال لي أبو اليَمَان: سألني أحمد بن حنبل: كيف سَمِعْت الكُتُب من شُعَيْب؟ قلتُ: قرأت عليه بعضه، وقرأ عليّ بعضه، وأجاز لي بعضه، وبعضه مناولة. وقال في الآخر: قُل في كلّه: أنا شُعَيْب.

وأمّا الأحْوَص بن الغلابيّ فروى عن أبيه أنّ يحيى بن مَعِين قال: سألتُ أبا اليَمَان عن حديث شُعَيْب فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أُخْرجها إلى أحد.

قال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: سَمِعْتُ أبا اليَمَان يقول: وُلِدتُ سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة.

قال: ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

وكذا أرّخ موته محمد بن مُصَفّى الحمصيّ، والفَسَويّ.

وقال البخاريّ: سنة اثنتين وعشرين.

وقال أبو بكر محمد بن عيسى الطَّرَسُوسيّ: سَمِعْتُ أبا اليَمَان يقول: صرت إلى مالك، فرأيت ثَمَّ من الحُجَّاب والفرش شيئًا عجيبًا، فقلت: ليس هذا من أخلاق العلماء. فمضيت وتركته، ثمّ نَدِمتُ بعد.

قال أبو حاتم: كان يسمّى كاتب إسماعيل بن عيّاش، كما يسّمى أبو صالح كاتب الَّليْث.

114-

حمّاد بن حمّاد بن خوار1. أبو النّصر التَّميميّ الضّرير.

شيخ معمّر، صَدُوق.

روى عن: كامل أبي العلاء، وفُضَيْل بن مرزوق، وأبي بكر النَّهْشَليّ.

وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وغيرهما.

قال أبو حاتم: لقيته بالكوفة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

وقال يعقوب: سَمِعْتُ منه في بني حرام.

115-

حمّاد بن محمد بن مجيب الفزاريّ الأزرق الكوفيّ2.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 135"، والثقات لابن حبان "8/ 206".

2 انظر الضعفاء للعقيلي "1/ 313"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 155"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 599".

ص: 80

أبو محمد. نزيل بغداد.

عن: مبارك بن فَضَالَةَ، ومحمد بن طلحة بن مصرِّف، وغيرهما.

وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وصالح جَزَرَة، وأبو القاسم البَغَويّ.

وضعّفه جَزَرَة.

تُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين.

أرّخه البَغَويّ، وقال: سمع من الأوزاعيّ، وسمعتُ منه.

وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ. لَمْ يَصِحُّ حَدِيثُهُ. ثُمَّ سَاقَ لَهُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَتِيقِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ"1. الْحَدِيثَ.

116-

حمّاد بن مالك بن بسطام2.

أبو مالك الأشجعيّ الدّمشقيّ الحرستانيّ.

عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، والأوزاعيّ، وسعيد بن بشير.

وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وعثمان الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: أخرج حمّاد بن مالك أربعين حديثًا عن ابن جابر، فأُخْبر أبو مُسْهِر بذلك فأنكره، وقال: لم يُدْرك ابنَ جابر.

وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ.

وقال إسحاق بن إبراهيم الهَرَويّ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

117-

حميد بن المبارك3.

1 الإسناد ضعيف والحديث صحيح: أما من جهة ضعفه وذلك من أجل صاحب الترجمة وأما المتن فقد صح عن أبي هريرة أخرجه أبو داود "3658"، والترمذي "2649"، وابن ماجه "266"، وابن حبان "1/ 297".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 149"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 28"، والثقات لابن حبان "8/ 206".

3 انظر تاريخ بغداد "8/ 160".

ص: 81

عن: أبي إسماعيل المؤّدب.

وعنه: إسحاق الخُتُّليّ، والحَسَن بن إسحاق العطّار.

مات سنة ثلاثين ومائتين.

118-

حيوة بن شريح بن يزيد1 -خ. د. ت. ق.

أبو العبّاس الحضرميّ الحمصيّ.

عن: أبيه، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: خ، ود، وت، وق. بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو محمد الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حُمَيْد، وأحمد بن محمد العَوْهيّ، وخلْق.

وَثّقَهُ ابن مَعِين، وغيره.

وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

"حرف الخاء":

119-

خالد بن خداش بن عجلان2 -م. ن.

أبو الهيثم المهلّبيّ، مولاهم البصْريّ، نزيل بغداد.

عن: مالك، وأبي عَوَانة، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، وحمّاد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وجماعة.

وعنه: م؛ ون. بواسطة، وأحمد بن زُهَير، وابن أبي الدُّنيا، وأبو زُرْعة، وعثمان بن خُرّزاد، وابنه محمد بن خالد، وطائفة.

قال أبو حاتم، وغيره: صَدُوق.

وقال زَكَريّا السّاجيّ: فيه ضعف.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 306"، والتاريخ الكبير للبخاري"3/ 121"، والثقات لابن حبان "8/ 217"، وتهذيب الكمال للمزي "7/ 482-484".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 347"، والجرح والتعديل "3/ 327"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 146"، والثقات لابن حبان "8/ 225".

ص: 82

قلت: أكثر ما نقموا عليه أنّه ينفرد بأحاديث عن حمّاد بن زيد، ولا يُنْكَر ذلك فإنّه كان ملازمًا له.

تُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين.

120-

خالد بن خلي الكلاعيّ الحمصيّ1 -خ. ن.

أبو القاسم قاضي حمص.

سمع: بقيّة، ومحمد بن حرب، وَسَلَمَةَ بن عبد الملك العوصيّ، ومحمد بن حمير، وغيرهم.

وعنه: خ، ون، بواسطة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف، وابنه محمد بن خالد، وجماعة.

قال النسائي: ليس به بأس.

قال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي: سَمِعْتُ سليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ يقول: لمّا وجَّه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق، فوقع اختياره على أربعة: يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي. فأدخلوا. فأول من دخل أبو اليمان، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أورد علينا من هذه الأهواء شيئًا لا نعرفه.

قال: فما نقول في عليّ بن عيّاش؟ قال: رجل صالح لا يَصْلُح للقضاء.

قال: فخالد بن خَلِّي؟ قال: أنا أقرأته القرآن.

فأمر به فأُخْرِج. ثمّ أُدْخِل يحيى فقال: ما تقول في الحَكَم بن نافع؟ قال: شيخ من شيوخنا مؤدِّب أولادنا.

قال: فعليّ بن عيّاش؟ قال: رجل صالح لا يصلُح.

قال: فخالد بن خَلِّي؟ قال: عنّي أخذ العِلْم، وكتب الفقه.

فأُخْرِج، وأُدْخِل عليّ بن عيّاش، فحادثه ثمّ قال: ما تقول في الحَكَم بن نافع؟ قال: شيخ صالح يقرأ القرآن.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 327"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 146"، والثقات لابن حبان "8/ 225".

ص: 83

قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أحد الفقهاء.

قال: فخالد؟ قال: رجل من أهل العِلْم.

ثمّ أخذ يبكي، فكثُر بكاؤه، ثمّ أُخْرِج، وأُدْخِل خالد بن خَلِّي، فقال له: ما تقول في أبي اليَمَان الحَكَم؟ قال: شيخنا وعالمنا ومَنْ قرأنا عليه القرآن.

قال: فما تقول في يحيى؟ قال: أحد فقهائنا، ومَنْ أخذنا عنه العِلْم والفقه.

قال: فما تقول في عليّ بن عيّاش؟ قال: رجل من الأبدال، إذا نزلتْ بنا نازلةٌ سألناه، فدعا الله تعالى فكشفها. وإذا أصابنا القَحْطُ سألناه، فدعا الله، فأسقانا الغيث.

ثمّ عمد يحيى بن أكثم إلى سترٍ رقيق بينه وبين المأمون فرفَعه، فقال له المأمون: يا يحيى، هذا يصلُح للقضاء فَولِّه. فأمر بالخِلَع فَخُلِعَتْ عليه، وولّاه القضاء.

121-

خالد بن نزار بن المغيرة1 -د. ن- أبو يزيد الأيليّ.

عن: الأوزاعيّ، وإبراهيم بن طَهْمان، ونافع بن عُمَر، ومالك بن أنس، وجماعة.

وعنه: ابنه طاهر بن خالد، وأحمد بن صالح المصريّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأَيْليّ، وخلْق آخرهم مقدام بن داود الرُّعَيْنيّ.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.

قال الدانيّ: روى القراءة عَرْضًا، وسماعًا عن نافع بن أبي نُعَيْم.

122-

خالد بن هياج بن بِسْطام الهَرَويّ2.

عن: أبيه.

وعنه الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين بهراة.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 223"، والأنساب "1/ 404"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 184، 185".

2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 225"، وميزان الاعتدال "1/ 644"، ولسان الميزان للحافظ "2/ 388".

ص: 84

123-

خالد بن يزيد1 أبو الوليد العَدَويّ العُمَريّ المكّيّ.

وقيل: كنيته أبو الهيثم.

روى عن: سَلَمَةَ بن وَرْدان، وابن جُرَيْج، وسفيان الثوري، وابن أبي ذئب، وعمر بن صهبان، وأبي الغصن ثابت ابن قيس، وإبراهيم بن سعد.

وعنه: علي بن حرب، ومحمد بن عوف الطائي، وقطن النيسابوري، وأحمد بن بكر البالسي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وآخرون.

وسئل عنه ابن معين، فلم يعرفه.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.

وقال مرّة: عامّة أحاديثه مناكير.

وضعّفه موسى بن هارون وقال: مات سنة تسعٍ وعشرين بمكة.

وقد فرّق بينهما ابن عَديّ، فذكرَ أولًا: أبا الوليد، فقال فيه: العدويّ.

وقال في الثاني: يُكَنَّى أبا الهيثم العُمَريّ.

قلت: ما كَنَّاهُ غير هشام بن عمّار، بها.

وذكره ابن حِبّان، وقال: يروي الموضوعات عن الأثبات.

وصَدَقَ والله ابنُ حِبّان، فقد سَرَدَ له ابن عَديّ جملةً واهية. ومنها: عن ابن جريج، عن ابن عبّاس: مَن حفظ على أمّتي أربعين حديثًا2.

124-

خِداش بن الدَّخْداخ بن الفَنْجلاخ.

عن: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة.

وعنه: أحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وغيرهما.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 360"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 184"، والتاريخ الصغير له "225"، والمجروحين لابن حبان "1/ 284".

2 حديث ضعيف: أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 890، 5/ 1799، 6/ 2227"، والخطيب في تاريخه "6/ 322"، وابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 118"، وفي إسناده صاحب الترجمة وللمزيد انظر المطالب العالية "3076"، وتلخيص الحبير "3/ 93".

ص: 85

125-

الخضر بن محمد بن شجاع1 -ن- أبو مروان الحرّانيّ، ابن أخي مروان بن شُجَاع.

سمع: عمّه، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْمًا، وابن المبارك، وطائفة.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وهلال بن العلاء، وآخرون.

قال أبو حاتم الرّازيّ: جالسْتُهُ بحَرّان، وذكر أنّ عليه يمينًا أنّه لا يُحَدَّث.

كان صَدُوقًا.

قلت: تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

126-

خَلَفُ بن خالد2. أبو المضاء القُرَشيّ، مولاهم المصريّ.

روى عن: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد.

توفي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

127-

خلف بن محرز. أبو مالك الهذلي المدني.

عن: مالك، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهم.

وكان رضيعا لقاضي مصر هارون بن عبد الله الزهري.

قدم مصر وحدَّث بها.

روى عنه: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن عثمان بن صالح.

تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثين ومائتين.

128-

خَلَفُ بن موسى بن خَلَف العَمّيّ البصْريّ3.

عن: أبيه، وحفص بن غياث.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 398، 399"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 221"، والثقات لابن حبان "8/ 231"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 263".

2 انظر تهذيب الكمال للمزي "8/ 283-284"، وتهذيب التهذيب للحافظ "3/ 150".

3 انظر الجرح والتعديل "3/ 372"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 195"، والثقات لابن حبان "8/ 227"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 298".

ص: 86

عنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، والبخاري في كتاب "الأدب" له، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

129-

خَلَف بن هشام بن ثعلب1، وقيل: ابن طالب، بن عُراب -م. د.

أبو محمد البغداديّ المقرئ البزار. أحد الأعلام. له قراءة اختارها وأقرأَ بها.

وقد قرأ على: سُلَيْم صاحب حمزة.

وسمع: مالكًا، وأبا عَوَانة، وأبا شِهاب عبد ربّه الحنَّاط، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيكًا، وحمّاد بن يحيى الأبحّ، وجماعة.

وعنه: م، د، وأحمد، وأبو زُرْعة، وموسى بن هارون، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وعرض عليه القرآن، وأحمد ابن أبي خيثمة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وابنه محمد ابن خلف، ووراقه أحمد بن إبراهيم، وآخرون.

قال أبو عمرو الداني: إنه قرأ أيضًا على أبي يوسف يعقوب الأعشى، وروى الحروف عن إسحاق المسيّبيّ، ويحيى بن آدم.

روى عنه القراءة عَرْضًا: أحمد بن يزيد الحَلْوانيّ؟، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن الْجَهْم، وَسَلَمَةُ بن عاصم، وأحمد بن زُهَير، ومحمد بن واصل، وأحمد بن إبراهيم الورّاق، ومحمد بن يحيى الكِسائيّ، وجماعة لا يُحْصَون كَثْرةً.

قال حمدان بن هاني المقرئ: سَمِعْتُ خَلَفًا البزّار يقول: أَشْكَلَ عليّ بابٌِ من النَّحْو، فأنفقت ثمانين ألف درهم حتّى حذقته.

وقال عبد الملك بن حُمَيْد الميمونيّ: قال رجل لأبي عبد الله: ذهبت إلى خَلَف البزّار أعِظُه، بلغني أنّه حدَّث بحديث أبي الأحْوَص، عن عبد الله: ما خلْق الله شيئًا أعظم -كذا.

فقال أبو عبد الله: ما كان ينبغي له أن يحدِّث بهذا في هذه الأيّام.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 348"، والجرح والتعديل "3/ 372"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 196"، والصغير له 231"، والثقات لابن حبان "8/ 228".

ص: 87

قلت: يعني أيّام المحنة.

وَالْحَدِيثُ: "مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا كَذَا أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ"1. قال أحمد بن حنبل لمّا أوردوا عليه هذا يوم المحنة: إنّ الخلق هاهنا وقع على السّماء والأرض، وهذه الأشياء لا على القرآن.

قلت: وَثّقَهُ ابن مَعِين، والنَّسائيّ.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان عابدًا فاضلًا.

وقال: أعدتُ الصّلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيّين.

وقال الحسين بن فَهْم: ما رأيت أنبل من خَلَف بن هشام. كان يبدأ بأهل القرآن، ثمّ يأذن لأصحاب الحديث. وكان يقرأ علينا من حديث أبي عَوَانة خمسين حديثًا.

وقيل: إنّ خَلَفًا كان يسردُ الصَّوم.

وقد وقع لي حديثه بعُلُوّ: ثنا المؤمَّل بن محمد، وغيره قالوا: أنبأ الكِنْديّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الخطيب، أنا عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ: سَمِعْتُ أحمد بن إبراهيم ورّاق خَلَف بن هشام أنّه سمع خَلَفًا يقول: قدمتُ الكوفة فصرتُ إلى سُلَيم بن عيسى، فقال لي: ما أقْدَمَك؟ قلت: أقرأ عليّ أبي بكر بن عيّاش.

فقال: لا تريده.

قلت: بلى.

فدعا ابنه وكتب معه رُقْعَة إلى أبي بكر، ولم أدرِ ما كتب فيها. فأتينا منزل أبي بكر.

قال ابن أبي حسّان: وكان لخَلَف تسعة عشر سنة. فلمّا قرأ الورقة قال: أدخِل الرجل. فدخلتُ وسلَّمت، فصَّعد فيَّ النَّظر، ثمّ قال: أنت خَلَف؟ قلت: نعم.

قال: أنت لم تخلّف ببغداد أحدًا أقرأ منك.

1 أخرجه الترمذي "2884".

ص: 88

فسكتُّ، فقال لي: اقعد، هات اقرأ.

قلت: عليك؟ قال: نعم.

قلت: لا والله، لا أقرأ على رجل يستصغر رجلًا من حَمَلَةِ القرآن. ثمّ خرجت، فوجّه إلى سُلَيم يسأله أن يردّني، فأبيت.

قال: ثمّ ندِمتُ، واحتجت، فكتبت قراءة عاصم، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش.

تُوُفّي في سابع جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وعشرين، ووُلد سنة خمسين ومائة.

وقال النّقاش: قال يحيى الفحّام: رأيت خلف بن هشام بن ثعلب في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غَفَرَ لي.

130-

خَلَفُ بن يحيى المازنيّ البخاريّ1.

قاضي الرَّيّ.

قال أبو نُعَيْم الحافظ: ولي قضاء إصبهان، وروى عن: أبي مطيع البَلْخيّ، ومُصْعَب بن سلّام، وإبراهيم بن حمّاد البصْريّ، وعصام بن طليق.

وعنه: يحيى بن عبدك القَزْوينيّ، ومحمد بن إسماعيل الإصبهانيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ.

قال أبو حاتم: متروك لا يُشْتَغَل به. كان يكذب.

131-

الخليل بن زياد المحاربيّ الكوفيّ الخوّاصّ2.

كوفيّ سكن دمشق.

سمع: عَمْرو بن أبي المِقْدَام ثابت، وعليّ بن مُسْهِر، وأبا بكر بن عيّاش، وغيرهم.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 372"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 256"، والوافي بالوفيات "13/ 358"، وميزان الاعتدال "1/ 663".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 381"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 337، 338"، وتهذيب التهذيب "3/ 167".

ص: 89

وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم.

ويُحتمل أن يكون هو الذي روى "د" في الدِّيات، عن محمد بن يحيى، عن خليل، عن محمد بن راشد، فالله أعلم.

"حرف الدال":

132-

داود بن سليمان الْجُرْجَانيّ1.

عن: سليمان بن عمرو النّخعيّ، وعمرو بن جُمَيْع.

وعنه: أحمد بن مِهْران الإصبهانيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وغيرهما.

رماه ابن معين بالكذب.

133-

داود بن شبيب2 -خ. د. ق- أبو سليمان الباهليّ البصريّ.

عن: همّام بن يحيى، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وحبيب بن أبي الْجَرْميّ، وعُبَيْدة بن أبي رائطة، وجماعة.

وعنه: خ، ود، وق. عن رجلٍ عنه، والذُّهَليّ، وأبو قِلابة الرِّقاشيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن الضُّرَيْس، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وهشام بن عليّ السِّيرافيّ، وخلْق.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال غيره: مات لسبعٍ خَلَوْن من رمضان، قاله البخاريّ، سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين.

134-

داود بن أبي طَيْبة المقرئ. أبو سليمان المصريّ.

اسم أبيه هارون بن يزيد، مولى آل عُمَر بن الخطّاب.

قرأ القرآن على وَرْش، وهو من جِلَّة أصحابه، وعَرَضَ على عليّ بن كيسة على سُلَيم صاحب حمزة، فيما قيل.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 413"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 263"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 8".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 303"، والجرح والتعديل "3/ 415"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 243"، والثقات لابن حبان "8/ 235".

ص: 90

قرأ عليه: ابنه عبد الرحمن، وموسى بن سهل، والحسين بن عليّ بن زياد، وعُبَيْد بن محمد البزّاز، والفضل ابن يعقوب الحمراويّ، وغيرهم.

تُوُفّي في شوّال سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

135-

داود بن عَمْرو بن زهير بن حَميل1 على الصّحيح، وقيل: ابن حُمَيل بحاء مضمومة -م. س- أبو سليمان الضَّبّيّ البغداديّ.

وضبّة هو ابن أدّ بن طابخة بن الياس.

روى عن: جُوَيْرية بن أسماء، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعبد الجبّار بن الورد، ونافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وأبي معشر، ونجيح السندي، وأبي شهاب الحناط، وخلق كثير.

وعنه: م، ون. بواسطة، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعيّ، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وطائفة.

قال أبو الحَسَن محمد بن العطار: رأيت أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عَمْرو بالرِّكاب.

قال ابن مَعِين: ليس به بأس.

وقال البغويّ: ثنا داود بن عَمْرو بن زُهَير الثّقة المأمون.

قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ حَدِيثَيْنِ، وَوَقَعَ لِي حَدِيثُهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عبد الله، وأنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَرِيكٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ، أَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَرْبُ خُدْعَةٌ"2.

تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 349"، والجرح والتعديل "3/ 420"، والتاريخ الكبير "3/ 236"، والثقات لابن حبان "8/ 236".

2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6/ 110"، ومسلم "1739"، وأبو داود "2636"، والترمذي "1675".

ص: 91

136-

داود بن نوح السِّمسار الأشقر1.

عن: حمّاد بن زيد، وغيره.

وعنه: محمد بن إسحاق الصَّنْعانيّ، والحارث بن أبي أُسَامة، وغيرهما.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

137-

دِرْهَمُ بن مُظاهر الأصبهانيّ2.

حجّ ثلاثين حَجّة، وكان على المسائل بالبلد.

يروى عن: عبد العزيز بن مسلم، وأبي صَدَقَة الْجُدّيّ.

وعنه: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وحَجَّاج بن يوسف بن قُتَيْبة، ويحيى بن مُطَرِّف، وعبد الله بن محمد بن النعمان، والإصبهانيون.

ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

138-

دينار3. أبو مِكْيَس الحبشيّ.

شيخ كبير زعم أنّه مولى لأنس بن مالك، وأنّه سمع منه.

روى عنه: محمد بن موسى البربريّ، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وغيرهما.

وهو ساقط متروك باتّفاق.

تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

روى الطَّبرانيّ في مُعْجَمه، عن محمد بن أحمد البصْريّ القَصّاص: ثنا دينار، عن أنس، فذكر حديثًا.

وممّن روى عنه عيسى بن يعقوب الزَّجّاج شيخ أبي بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن غالب غلام خليل.

ذكره ابن عَديّ في "كامله" وقال: مُنْكَر الحديث ذاهب، شبه مجهول.

1 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 19"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 365، 366"، والكامل في التاريخ "7/ 9".

2 انظر طبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 289-191".

3 انظر المجروحين لابن حبان "1/ 295"، وتاريخ بغداد الخطيب "8/ 381، 382"، والكامل لابن عدي "3/ 976"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 30، 31".

ص: 92

"حرف الراء":

139-

رجاء بن السِّنْديّ1. أبو محمد الإسفرائينيّ.

من كبار أصحاب الحديث، لكنّه مات قبل أن ينتشر ذِكْره.

وقد حدَّث عن: أيّوب بن النجّار، وأبي خالد الأحمر، وعبد الله بن وهب، وطائفة كبيرة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن محمد بن رجاء السِّنْديّ حفيده، وجماعة.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين، وليس له شيء في الكُتُب السّتّة.

وقال أبو حاتم: صَدُوق، كتبتُ عنه.

140-

الربيع بن يحيى بن مقسم2 -خ. د.

أبو الفضل المرإيّ البصريّ الأشنانيّ.

عن: شُعْبَة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وزائدة، وطائفة.

وعنه: خ؛ ود، وحرب بن إسماعيل الكِرْمانيّ، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد التمار، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيْس، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة ثبت.

وأما الدارقطني فصرح بضعفه، وقال أيضًا: ليس بقويّ يخطئ كثيرًا.

قال الحاكم: سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه فقال: روى عَنِ الثَّوريّ، عَنِ ابْنِ المّنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ في الجمع بين الصّلاتين، وهذا يُسقِط مائة ألف حديث.

وقال ابن قانع: مات سنة أربعٍ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 503"، والثقات لابن حبان "8/ 247"، وتهذيب الكمال "9/ 163، 164".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 471"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 279"، والثقات لابن حبان "8/ 240".

ص: 93

141-

رَوْح بن عبد الواحد1. أبو عيسى الحَرّانيّ.

عن: خُليد بن دَعْلَج، وزُهَير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن.

قال أبو حاتم: كتبتُ عنه بأذنه سنة تسع وعشرين ومائتين وليس هو بالمُتْقِن.

"حرف الزاي":

142-

زَكَريّا بن سهل المَرْوَزِيّ2.

روى عن: ابن المبارك، والنَّضْر بن شُمَيْلٍ، ومَعْن بن عيسى القزّاز، وجماعة.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما.

حدث بالري.

قال أبو حاتم: صدوق.

143-

زكريا بن نافع الأرسوفي3.

روى عن: السِّرِيّ بن يحيى، ومالك بن أنس، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وعباد بن عباد الخواص، ومصعب بن ماهان، وغيرهم.

وعنه: يعقوب الفسوي، وعلي بن الحسن السنجاني، ومعاذ بن محمد خشنام النسائي.

ذكره هكذا ابن أبي حاتم. ولم يضعفه لا هو ولا أحد.

وقد تفرّد بخبر طويل في قصّة سَلْمان الفارسيّ.

144-

زَكَريّا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر4 -خ. ت.

أبو يحيى البلخيّ اللّؤلؤيّ الحافظ الفقيه، أحد الأئمّة.

أخذ عن: أبي مطيع الحَكَم بن عبد الله الفقيه، وغيره.

1 انظر الجرح والتعديل "3/ 499، 500"، والثقات لابن حبان "8/ 243"، والضعفاء للعقيلي "2/ 58"، وميزان الاعتدال "2/ 60".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 602".

3 انظر الجرح والتعديل "3/ 594، 595"، والثقات لابن حبان "8/ 252"، والأنساب "1/ 185".

4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 254"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 378، 379".

ص: 94

ورحل فأخذ عن: وَكِيع، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي أسامة، وغيرهم.

وعنه: خ، وت. عن رجل عنه، وأحمد بن يسار المَرْوَزِيّ، وعبد الصَّمَد بن سليمان، ويحيى بن منصور الهَرَويّ، وجعفر الفِرْيابيّ، وغيرهم.

قال الحَسَن بن حمّاد الصّاغانيّ: سمعت قتيبة يقول: فتيان يقول: فتيان خُراسان أربعة: زَكَريّا بن يحيى اللُّؤْلؤيّ، والحَسَن بن شجاع، والدّارميّ، والبخاريّ.

وقال ابن حِبّان في كتاب "الثّقات": كان ثقة صاحب سنّة وفضل، ممن يرد على أهل البدع، وهو صاحب كتاب "الإيمان".

ذكر أحمد بن يعقوب البَلْخيّ أنّه تُوُفّي عند قُتَيْبة ببغْلان، يوم الأحد، لخمسٍ بقين من ذي الحجّة، سنة ثلاثين، وهو ابن ستٍّ وخمسين سنة.

وقال غيره: تُوُفّي في المحرَّم سنة اثنتين وثلاثين.

145-

زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ1.

أمير القيروان وابن أميرها.

تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

146-

زِيرك2. أبو العبّاس الرّازيّ.

مولى مُعَاذ بن مُهاصر.

سمع: جرير بن عبد الحميد، وعُمَر بن عليّ بن مقدّم، يونس بن بُكَيْر، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد.

قال ابن الْجُنَيْد: شيخ صَدُوق.

"حرف السين":

147-

سَعْد بْن محمد بْن الْحَسَن بْن عطية بن سعد العوفي3.

1 انظر تاريخ الطبري "10/ 138"، والعقد الفريد "6/ 34"، والوافي بالوفيات "15/ 18، 19".

2 انظر الجرح والتعديل "3/ 625".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 126، 127"، والأنساب "9/ 90".

ص: 95

عن: أبيه، وسليمان بن قرْم، وفُلَيْح بن سليمان.

وعنه: ابنه محمد بن سَعْد، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا.

وَثّقَهُ بعضهم.

وأمّا أحمد بن حنبل فقال: كان جَهْميًّا.

148-

سَعْد بن يزيد الفرّاء1. أبو الحَسَن النَّيْسَابوريّ.

عن: إبراهيم بن طَهْمان، ومبارك بن فَضَالَةَ، وموسى بن عليّ بن رباح، وابن لَهِيعَة، وجماعة.

وعنه: أيّوب بن الحَسَن، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهَليّ، والحَسَن بن سُفْيان، وداود ابن الحسين البَيْهَقيّ، وآخرون.

محلُّه الصِّدْق.

149-

سعيد بن أسد بن موسى الأُمَويّ2 المصريّ. أبو عثمان.

روى عن: ضَمْرة، ووالده.

وله مصنَّفات في فضائل التّابعين رُوِيَت عنه، وكان فاضلًا.

مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

150-

سعيد أشعث بن سعيد البصْريّ3.

عن: أبيه عن أبي الربيع السّمّان، وأبي عَوَانة، وسعيد بن سلمة، وأبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، ومحمد ابن دينار.

وعنه: أبو زرعة الرازي، وغيره.

قال أحمد بن حنبل: ما أراه إلا صدوقا.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 283"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 480، 481".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 5"، والثقات لابن حبان "8/ 271".

3 انظر الطبقات الكبري لابن سعد "7/ 518"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 465"، والصغير له "229"، والثقات لابن حبان "8/ 266".

ص: 96

151-

سعيد بن أبي مريم1 - ع.

وهو سعيد بن الحَكَم بن محمد بن سالم. أبو محمد الجمحيّ.

مولاهم المصريّ، أحد الثّقات.

سمع: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد، وأُسَامة بن زيد بن أسلم، وأبا غسّان محمد بن مُطَرِّف، ونافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، والَّليْث، ومالكًا، وإبراهيم بن سُوَيْد، وطائفة.

وعنه: خ، ثمّ هو والجماعة، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد ابن عبد الله بن البَرْقيّ، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أيّوب العلّاف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وحُمَيْد بن زَنْجَويْه، وعثمان الدّارميّ، وأحمد بن حَمّاد زُغْبَة، وخلْق كثير.

في "التَّهذيب" ترجمة قُدامة بن موسى الْجُمَحيّ أنّه روى عن: أنس، وابن عمر؛ وأنّ سعيد ابن أبي مريم وعثمان بن عُمَر بن فارس، وجماعة رووا عنه وأنه مات سنة 153هـ وما اعتقد أنّ ابن أبي مريم لقي هذا.

قال أبو داود: هو عندي حُجّة.

وقال أحمد العِجْليّ: ثقة. كان له دِهْلِيز طويل، وكان يأتيه الرجل فيقف، فيسلم، فيرُدّ عليه: لا سلَّم الله عليك ولا حَفِظَك، وفَعَل بك.

فنقول: ما لهذا؟ فيقول: قَدَرِيٌّ خبيث.

ويأتي آخر فيقول: رافضيّ خبيث.

ولا يظنّ ذاك إلاّ أنّه ردّ عليه سلامه. ولم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن عبد الحَكَم.

وقال عثمان الدّارميّ: كنت عنده، فأتاه رجل فسأله أن يُحَدِّثه، فامتنع، وسأله آخر فأجابه. فقال له الأول: سألتك ولم تُجِبْني وأجبت هذا. وليس هذا حقّ العلم.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 518"، والجرح والتعديل "4/ 13، 14"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 465"، والثقات لابن حبان "8/ 266".

ص: 97

فقال: إنْ كنت تعرف السَّيبانيّ من الشَّيْبانيّ، وأبا جمرة من أبي حمزة، حدَّثناك وخَصَصْناك.

وقال ابن يونس: كان ابن أبي مريم فقيهًا، ولد سنة أربعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

152-

سعيد بن زنبور البغداديّ1.

عن: فُضَيْل بن عِيَاض، وإسماعيل بن مجالد.

وعنه: أحمد بن بِشْر المَرْثَديّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد.

وقال شيخنا أبو الحَجّاج الحافظ: إنّما هو سَعْد.

153-

سعيد بن زياد2.

مولى الأزْد. ويُعرف بالقَطاس.

عدلٌ مصريّ جليل.

قال ابن يونس: بلغ ابنَ أبي الَّليْث القاضي عنه كلامٌ، فأسقط شهادته، وأقامه للنّاس في المسجد، فجاء رجل من الأزْد، فادّعى رقبته، وأتى بشهود ملفَّقين، فشهِدوا له بذلك. فحكم القاضي بشهادتهم، وأمَر فنوديَ عليه، فبلغ دينارًا واحدًا، فاشتراه القاضي ابن أبي الَّليْث وأعتقه. قاله يحيى بن عثمان بن صالح.

وقال: حضرت ذلك.

وقد روى عنه يحيى أيضًا. وسمعت أبا جعفر الطَّحاويّ يقول: ما رُئيَ أمرٌ كان أوحش من أمر القَطاس، ولا شهادة زورٍ كانت مثلها. لقد أخبرني جماعة ممّن حضر أمره أنّ الشّهود كانوا شُهود زورٍ.

قال ابن يونس: لزِم منزله، فلم يخرج منه حَتّى توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 267"، والإكمال "4/ 190".

2 انظر الولاة والقضاة "244، 456".

ص: 98

154-

سعيد بن سابق الرشيديّ الأزرق1.

مصريٌّ معروف، يُكنّى أبا عثمان.

يروي عن: حَيْوَة بن شُرَيح، وخالد بن حُمَيْد، وغيرهما.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين في ربيع الآخر.

155-

سعيد بن سليمان سَعْدَوَيْه الواسطي2 -ع.

أبو عثمان الضّبّيّ البزّار، نزيل بغداد.

رأى معاوية بن صالح الحضرميّ بمكّة، وسمع: مبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سلمة، وأزهر بن سنان، وسليمان ابن كثير العَبْديّ، وعبد العزيز الماجِشُون، ومنصور بن أبي الأسود، والَّليْث، وعبّاد بن العوّام، وطائفة.

وعنه: خ، ود، والباقون بواسطة، والذُّهَليّ، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.

ذكره أحمد بن حنبل وقال: كان صاحب تصحيف ما شئت.

وقال أبو حاتم: ثقة مأمون، لعلّه أوثق من عَفَّان.

وقال صالح بن محمد جَزَرَة: سَمِعْتُ سعيد بن سليمان، وقيل له: لم لا تقول ثنا؟ فقال: كلّ شيء حدّثتكم به فقد سمعته، ما دلّست حديثًا قطّ. ليتني أحدّث بما قد سَمِعْتُ.

وسمعته يقول: حججتُ ستّين حَجَّة.

وقال الخطيب: كان سَعْدَوَيْه من أهل السنة، وأجاب في المحنة، يعني تقيَّة.

وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: قيل لسعدويه بعد ما انصرف من المحنة: ما فعلتم؟ قال: كَفَرْنا ورجعنا.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 263"، والأنساب "6/ 124".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 340"، والجرح والتعديل "4/ 26"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 481"، والثقات لابن حبان "8/ 267".

ص: 99

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، نزل بغداد، وتَجَرَ بها، وتُوُفّي بها في رابع ذي الحجّة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

ورُوِيَ أنّ سَعْدَوَيْه عاش مائة سنة.

156-

سعيد بن سليمان بن خالد1.

ابن بنت نشيط الدِّيليّ النَّشيطيّ البصْريّ.

عن: أبان بن يزيد، وجرير بن حازم، وسَلْم بن زُرَيْر، ودَيْلم بن غَزْوان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة.

وعنه أبو زُرْعة وأبو حاتم، وأحمد بن داود المكّيّ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن عمر الصّبّيّ، وجماعة.

قَالَ أبو دَاوُد: لَا أحدث عَنْهُ.

وكان أبو حاتم لا يرضاه وقال: فيه نظر.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عنه فقال: نسأل الله السّلامة، وحرَّك رأسَهُ وقال: ليس بالقويّ.

- سعيد بن يحيى سَعْدَوَيْه الأصبهانيّ2.

يأتي إن شاء الله.

157-

سعيد بن شبيب3 -د- أبو عثمان الحضرمي المصري.

عن: مالك، ويحيى بن أبي زائدة، وخَلَف بن خليفة، وبقيّة، وجماعة.

وعنه: د، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجورجاني، وجماعة.

وكان شيخا صالحا مقبولا، حدَّث بمصر، وبطرسوس.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 26"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 488، 489"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 142".

2 ستأتي ترجمته.

3 انظر الجرح والتعديل "4/ 33"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 498"، وتهذيب التهذيب "4/ 47، 48".

ص: 100

لم يذكره ابن يونس.

158-

سعيد بن صُلْح القَزْوينيّ1.

سمع: هُشَيْمًا، وعبّاد بن العَوّام، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرّازيّون.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

159-

سعيد بن عبد الملك بن واقد2.

أبو عثمان الأسديّ الحَرّانيّ، أخو أحمد بن عبد الملك.

سمع: أبا المَلِيح الرَّقّيّ، ومحمد بن سَلَمَةَ الباهليّ.

وعنه: محمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وغيره.

قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، ورأيت فيما حدّث أحاديث كذبًا.

160-

سعيد بن عمرو3 -د- أبو عثمان الحضرميّ الحمصيّ البابوسيّ.

عن: إسماعيل بن عيّاش، وبقيّة.

وعنه: د، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

161-

سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس4 -م. ن- أبو عثمان الكنديّ الأشعثيّ الكوفيّ.

عن: حمّاد بن زيد، وعَبْثَر بن القاسم، وابن المبارك، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 34".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 45"، والثقات لابن حبان "8/ 267"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 150".

3 انظر الجرح والتعديل "4/ 51"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 24، 25"، وتهذيب التهذيب "4/ 68، 69".

4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 415"، والجرح والتعديل "4/ 51"، والثقات لابن حبان "8/ 267".

ص: 101

وعنه: م، ون، عن رجل، عنه، وبقيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وعثمان بن خُرَّزاذ، وآخرون.

وَثّقَهُ أبو زُرْعة، وغيره.

وقال مُطَيِّن: مات في صفر سنة ثلاثين.

162-

سعيد بن عُفَيْر1.

هو سعيد بن كثير بن عُفَيْر بن سَلْم بن يزيد.

أبو عثمان الأنصاريّ، مولاهم المصريّ.

سمع: يحيى بن أيّوب، ومالكًا، والَّليْث، وابن لَهِيعَة، وسليمان بن بلال، ويعقوب بن عبد الرحمن، وجماعة.

وعنه: خ، وم، ون. عن رجل عنه، وعبد الله بن حماد الآمُليّ، وأبو الزِّنّباع رَوْح بن الفرج القطّان، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن حمّاد زُغْبَة، وأحمد بن محمد الرّشْدينيّ، وطائفة.

قال ابن عَديّ: سَمِعْتُ ابن حمّاد يقول: قال السَّعْديّ: فيه غير لون من البِدع، وكان مخلّطًا غير ثقة.

قال ابن عَديّ: وهذا الذي قاله السَّعْديّ لا معنى له. ولم أسمع أحدًا ولا بلغني عن أحد كلام في سعيد بن عُفَيْر، وهو عند النّاس ثقة. وقد حَدَّث عند الأئمة، إلّا أن يكون السَّعْديّ أراد به سعيد بن عُفَيْر آخر.

وقال أبو حاتم: كان يقرأ من كُتُب النّاس، وهو صَدُوق.

وقال ابن يونس: كان سعيد من أعلم النّاس بالأنساب والأخبار الماضية، وأيّام العرب، والتَّواريخ، وكان في ذلك كله شيئًا عجبًا. وكان مع ذلك أدبيًا فصيحًا، وحسن البيان، حاضر الحجّة، ولا تُمَلّ مجالسته، ولا ينزف علمه، وكان شاعرًا مليح الشّعر.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 59"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 514"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 47"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 45-47".

ص: 102

وكان عبد الله بن طاهر لمّا قدم مصرَ رآه، فأعجبه وأُعجب به، واستحسن ما يأتي به. وكان يلي نقابة الأنصار والقَسْم عليهم، وله أخبار مشهورة.

وُلِدَ سنة ستٍّ وأربعين ومائة.

وحدَّثني محمد بن موسى الحضرميّ، نا عليّ بن عبد الرحمن: ثنا سعيد بن كثير بن عُفَيْر قال: كنّا بقُبّة الهَوَى عند المأمون، فقال لنا: ما أعجب فِرْعَونُ من مصر حيث يقول: أليس لي مُلْك مصر؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي ترى بقيّة ما دُمِّر، لأنّ الله تعالى قال:{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون} [الأعراف: 137] قال: صدقت. ثمّ أمسك.

وقال ابن يونس في مكان آخر: وهذا الحديث ممّا أُنْكِر على سعيد بن عفير، ما رواه عن ابن لَهِيعَة إلّا هو. وكذا أُنْكِر عليه حديث آخر رواه عن ابن لَهِيعَة.

مات سنة ستٍّ وعشرين.

قال غيره: لسبعٍ بقين من رمضان.

163-

سعيد بن محمد بن سعيد الجرميّ الكوفيّ1 -خ. م. د. ق- أبو عبيد الله.

عن: شَرِيك، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وحاتم بن إسماعيل، وعَمْرو بن أبي المِقدام، وعَمْرو بن عطيّة العوفي، وأبي يوسف القاضي، ويعقوب بن أبي المتين خال سُفْيان بن عُيَيْنة.

وعنه: خ، وم، ود، وق، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة، وابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، وآخرون.

سُئِل أحمد عنه فقال: صَدُوق، كان يطلبُ معنا الحديث.

وقال أبو داود: ثقة.

وقال غيره: كان شيعيًا.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 502"، والجرح والتعديل "4/ 68"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 516"، والثقات لابن حبان "8/ 268".

ص: 103

قال إبراهيم بن المخزوميّ: كان إذا قدم بغداد نزل على أبي، وكان إذا جاء ذِكْر النبيَّ صلى الله عليه وسلم ربّما سكت. وإذا جاء ذِكْر عليّ قال: صلى الله عليه وسلم.

164-

سعيد بن منصور بن شُعْبَة1 -ع.

الحافظ الحُجَّة، أبو عثمان الخراسانيّ المَرْوَزِيّ، ويقال: الطّالْقانيّ. قيل: إنّه نشأ ببلْخ، ورحل وطوَّف، وصار مِن الحُفّاظ المشهورين والعلماء المتقنين. وجاور بمكة.

سمع: مالكًا، والَّليْث، وفُلَيْح بن سليمان، ومهديّ بن ميمون، وإسماعيل بن زَكَريّا، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وحفص بن ميسرة، وأبا الأحْوَص، وعُبَيْد الله بن إياد، و"علي بن" المَدِينيّ، وأبا عَوَانة، وخلْقًا.

وعنه: م، ود، ود. أيضًا والباقون بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبيّ، والأثرم، وأحمد بن نَجْدة الهَرَوِيّ، وبِشْر بن موسى، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبرِيّ، والعبّاس الأسفاطيّ، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، ومحمد بن عليّ الصّائغ، وخلْق كثير.

قال سَلَمَةُ بن شَبِيب: ذكرته لأحمد بن حنبل فأحسن الثّناء عليه وفخَّم أمره.

وقال أبو حاتم: ثقة، من المتقنين الأثبات ممّن جمع وصَنَّف.

وكذا أثنى عليه جماعة.

وقال حرب الكرمانيّ: أملى علينا نحوًا من عشرة آلاف حديث مِن حفظه، ثمّ صنَّف بعد ذلك الكُتُب. وكان موسَّعًا عليه.

وقال حنبل: سألتُ أبا عبد الله عنه فقال: من أهل الفضل والصِّدق.

وقال الكَلاباذيّ: وُلِدَ سعيد بجَوْزَجان، ونشأ ببَلْخ.

قال سَلَمَةُ بن شَبِيب: وقد كنتُ أسمع سليمان بن حرب يُنكر على سعيد بن منصور الشيء، وكذلك كان الحُمَيْدي يُنكر عليه، ويُخَطِّئه في بعض ما يروى عن سُفْيان. ولم يكن الذي بينه وبين الحُمَيْديّ حسن. فسمعتُ سعيدًا يقول: لا تسألوني عن حديث حمّاد بن زيد، فإنّ أبا أيّوب يجعلنا على طبق، ولا تسألونا عن حديث سُفْيان، فإنّ هذا الحُمَيْديّ يجعلنا على طبق.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 502"، والجرح والتعديل "4/ 68"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 516"، والثقات لابن حبان "8/ 268".

ص: 104

وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل مَن بمكة؟ قال: سعيد بن منصور.

قلت: مَن نَظَرَ سُنن سعيد بن منصور عرف حِفْظَ الرجل وجلالته.

قال يعقوب الفَسَويّ: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة بمصر في مسجدها.

قال الفَسَويّ: كان سعيد إذا رأى في كتابه خطًا لم يرجع عنه.

وقال ابن سَعْد، وأبو داود، ومُطَيِّن، وحاتم بن الَّليْث: مات سنة سبعٍ وعشرين.

قال ابن يونس: مات بمكّة في رمضان سنة سبعٍ.

وقال بعضهم: سنة ستٍّ، وهو غَلَط.

وقال بعضهم: سنة تسعٍ، وهو غلط أيضًا.

165-

سعيد بن يحيى الأصبهانيّ1. سَعْدَوَيْه الطّويل.

عن: مسلم بن خالد الزّنجيّ، وإسماعيل بن جعفر، وأبي بكر بن عيّاش، وَسَلَمَةَ بن صالح.

وعنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، وأحمد بن مساور، ومحمد بن خَلَف التَّيْميّ، وغيرهم من الأصبهانيّين.

قال أبو نُعَيْم الحافظ: صَدُوق.

166-

سَلْم بن قادم2. أبو الَّليْث.

حدَّث ببغداد عن: سُفْيان، وبقيّة بن الوليد، ومحمد بن حرب، وغيرهم.

وعنه: صالح بن محمد جَزَرَة، وموسى بن هارون، وجماعة.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 75"، والثقات لابن حبان "8/ 270"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 163، 164".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 351"، والجرح والتعديل "4/ 268"، والثقات لابن حبان "8/ 297"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 145، 146".

ص: 105

167-

سَلْم بن المغيرة1.

عن: أبي بكر بن عيّاش، وغيره.

وعنه: عُمَر بن حفص السَّدُوسيّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضًا.

168-

سَلَمَةُ بن حِبّان العَتَكيّ البصْريّ2.

عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعَرْعرة بن البِرنْد، وجماعة.

وعنه: يوسف القاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.

169-

سليمان بن حرب بن بجيل3 -ع- أبو أيّوب الأزذيّ الواشجيّ البصريّ، قاضي مَكّة.

سمع: شُعْبَة، والحَمَّادَيْن، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ومبارك بن فضالة، ملازم بن عَمْرو، وحَوْشَب بن عُقَيْل، ووُهَيْب بن خالد، والأسود بن شَيْبان.

وعنه: خ، ود، ود. أيضًا والباقون، عن رجلٍ، عنه، ويحيى القطّان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والحارث بن أبي أُسَامة، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.

قال أبو حاتم: هو إمام لا يدلّس ويتكلّم في الرجال. قرأ الفقه، وليس هو بدون عفّان. وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتابًا قطّ. وحضرت مجلسه ببغداد فحزروا الحاضرين بأربعين ألفًا. بني له شبه منبر بجنب قصر المأمون، فصعده، وحضر المأمون والقوّاد. وكان المأمون في القصر قد أرسل سترًا شفّ، وبقي يكتب ما يملي.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 146، 147".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 159"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 327"، والثقات لابن حبان "8/ 287".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 300"، والجرح والتعديل "4/ 108، 109".

ص: 106

قال: فسئل سليمان أوّل شيء "حديث حوشب بن عقيل" فلعله قد قال: ثنا حَوْشَب بن عُقَيْل أكثر من عشر مرّات، وهم يقولون: لا نسمع.

ثمّ قالوا: ليس الرأي إلّا أن نُحضر هارون المُسْتَملي.

فأحضروه. فلمّا قال: من ذكرت رَحمك الله. إذا صوته خلاف الرَّعْد. فسكتوا، وقعد المستملون كلُّهم. واستملى هارون، وكان لا يسأل سليمان عن حديث إلّا حدَّث من حِفْظه. فقمنا من مجلسه فأتينا عَفَّان، فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب؟ وإذا هو يعظّمه.

وقال الفَسَويّ: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول: سَمِعْتُ الحديث في سنة ثمانٍ وخمسين ومائة.

قال: مولده سنة أربعين ومائة.

وعن يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: ومَنْ تَرَكتَ بالبصرة؟ قلت: سليمان بن حرب، حافظ للحديث، ثقة، عامل في نهاية الصّيانة. فأمر بحمله إليه، فقدِم، واتَّفق أنّه كان في مجلس المأمون أحمد بن أبي دُؤَاد، وثُمامة. فكرهتُ أنْ يدخل مثله بحضرتهم. فلمّا دخل رفع المأمون مجلسه، وقال ابن أبي دُؤَاد: يا أمير المؤمنين نسأل الشيخ عن مسألةٍ. فنظر المأمون إلى سليمان نظر تخيير له، فقال سليمان: ثنا حمّاد بن زيد قال: قال رجلٌ لابن شُبْرُمَة: إنّي أريد أن أسألك مسألةٌ.

قال: إنْ كانت مسألتُك لا تُضْحِك الجليسَ، ولا تُزْري بالمسئول، فَسَلْ. وثنا وهيب بن خالد قال: قال إياس بن معاوية: مِن المسائل ما لا ينبغي للسّائل أن يسأل عنها، ولا للمسئول أن يجيب فيها. فإنْ كانت مسألته من غير هذا فليسأل.

قال يحيى: فهابه القوم، فما نطقَ أحدٌ منهم بكلمة.

وقال أحمد بن حنبل: مات سنة أربعٍ وعشرين.

زاد غيره: في ربيع الآخرة.

ومَن قال سنة تسع فقد غلط وصَحّف.

170-

سليمان بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس الهاشميّ الأمير1.

1 انظر تاريخ خليفة "471، 475"، وتاريخ الطبري "8/ 573"، والوافي بالوفيات "7/ 393، 394".

ص: 107

ولي المدينة واليمن للمأمون، وعزله المعتصم. له ذكر.

171-

سنيد بن داود المصّيصي1 -ق- أبو عليّ المحتسب.

عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وابن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.

وعنه: أبو بكر الأثرم، وأبو زُرْعة، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وخلْق سواهم.

صدّقه أبو حاتم، وقال أبو داود: لم يكن بذاك.

وقال النَّسائيّ: ليس بثقة. ومشاه غيره.

وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.

واسمه حسين، ولَقَبُهُ سنيد.

172-

سهل بن بكّار2 -خ. د. ن- أبو بشر البصريّ.

عن: شُعْبَة، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، والسِّرِيّ بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجُوَيْريه بن أسماء، وطائفة.

وعنه: خ، ود، وأبو زرعة، وأبو حاتم ووثّقه، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.

توفي سنة سبعٍ، أو ثمانٍ وعشرين.

وروى ن، عن رجلٍ، عنه.

173-

سَهْل بن تمام بن بزيع3 -د- أبو عمرو الطّفاويّ البصريّ.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 326"، والثقات لابن حبان "8/ 304"، وتاريخ الطبري "1/ 87"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 161-165".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 302"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 103"، والجرح والتعديل "4/ 194"، والثقات لابن حبان "8/ 291".

3 انظر الجرح والتعديل "4/ 194"، والثقات لابن حبان "8/ 290"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 176، 177"، وميزان الاعتدال "2/ 237".

ص: 108

عن: أبيه، وقُرَّةَ بن خالد، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وعبّاد بن منصور، وصالح بن أبي الجوزاء، وعَمْرو بن سُلَيم الباهليّ، وجماعة.

وعنه: د، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن حرّزاذ، ومحمد بن محمد التّمّار، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال أبو زرعة: لم يكن يكذب، وربما وهم في الشيء.

174-

سهل بن صقير1 -ق- أبو الحسن البصريّ ثم الخلاطيّ.

عن: مالك، والمبارك بن سُحَيم، وإبراهيم بن سَعْد، والدَّرَاوَرْديّ، ويوسف بن عطية وغيرهم.

وعنه: سهل بن زَنْجَلَة، وشُعَيْب بن محمد الدُّبَيْلي، وآخرون.

قال ابن عَديّ: لم يُحَدِّثنا عنه غير القاسم بن عبد الرحمن الفارقيّ وأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب.

وقال الخطيب: كان يضع.

175-

سهل بن محمد بن الزُّبَيْر العسْكريّ2 -د. ن.

نزيل البصرة.

سمع: عَبْثَر بن القاسم، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الله بن إدريس.

وعنه: د، ون. عن رجلٍ، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن محمد الخُزَاعيّ الأصبهانيّ، وجماعة.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

وتُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

قال أبو زُرْعة: كان أكيس من سهل بن عثمان.

1 انظر الكامل لابن عدي "3/ 1278"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 193-195"، وتهذيب التهذيب "4/ 254".

2 الجرح والتعديل "4/ 204"، والثقات لابن حبان "8/ 292"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 200".

ص: 109

176-

سهل بن نصر المطبخيّ1.

عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخَلَف بن خليفة.

وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.

ما علِمتُ فيه مقالًا.

177-

سيدان بن مُضارب الباهليّ البصْريّ2.

عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زُرَيْع، وغيرهما.

وعنه: خ، وأبو حاتم، وهلال بن العلاء، وجماعة.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

"حرف الشين":

178-

شاذ بن فياض3 -د. ن.

أبو عبيدة اليشكريّ البصريّ، واسمه هلال. وشاذ أعجمي معناه الفرمان، وذاله مُخَفَّفة، وقيل مُشَدَّدة.

عن: هشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبَة، والثَّوريّ، وعِكْرِمة بن عمّار، وجماعة.

وعنه: د، ون. عن رجل عنه، والفلّاس، ومحمد بن المُثَنَّى، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن حيّان المازنيّ، ومحمد بن أيّوب الضّريس، وأبو خليفة الجمحيّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق ثقة.

وقال البخاري: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 116"، والأنساب "11/ 359".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 327"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 216"، والثقات لابن حبان "8/ 306"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 319".

3 انظر الجرح والتعديل "9/ 78"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 211"، والمجروحين لابن حبان "1/ 363"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 339-341".

ص: 110

179-

شاذ بن يحيى الواسطيّ1.

عن: وَكِيع، ويزيد بن هارون.

وعنه: عبّاس بن عبد العظيم العَنْبَريّ، وتميم بن المنتصر، وأحمد بن سِنَان، وأبو بكر الأَعَيْن، وعبّاس التُّرْقُفيّ، ومحمد بن عبد العزيز الدِّينَوَريّ، وطائفة.

180-

شجاع بن أشرس2. أبو العبّاس البغداديّ.

عن: عبد العزيز بن الماجِشُون، وقيس بن الربيع، والَّليْث بن سَعْد، ويزيد بن عطاء، وغيرهم.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة.

قال ابن مَعِين: ليس به بأس.

181-

شُرَيح بن مَسْلَمَة التَّنُوخيّ الكوفيّ3.

عن: إبراهيم بن يوسف السَّبِيعيّ، وشَرِيك القاضي، ومَنْدَل بن عليّ، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرّازيّ، وقال: صَدُوق.

وقد روى البخاريّ: والنَّسائيّ، عن رجلٍ، عنه.

وتوفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

182-

شعيب بن محرز بن شُعَيْث بن زيد بن أبي الزَّعْراء4.

أبو محمد الكوفيّ، ثمّ البصْريّ.

سمع: شُعْبَة، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازّيان، وأبو خليفة.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 392"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 341، 342"، وسير أعلام النبلاء "10/ 434".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 379"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 250، 251".

3 انظر الجرح والتعديل "4/ 335"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 230"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 448-450"، وتهذيب التهذيب للحافظ "4/ 329".

4 انظر الجرح والتعديل "4/ 386"، والثقات لابن حبان "8/ 315"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 279".

ص: 111

قال أبو حاتم: شيخ.

واسم أبي الزَّعْراء: عبد الله بن هانئ الأزْديّ، صاحب ابن مسعود. مشهور.

تُوُفّي شعيث سنة سبعٍ وعشرين.

184-

شهاب بن عبّاد1 -خ. م. ت. ن- أبو عمر العبديّ الكوفيّ.

سمع: الحَمَّادَيْن، وشَرِيكًا، وإبراهيم بن حُمَيْد الرُّؤاسيّ، وجماعة.

وعنه: خ، وم، وت، ون، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن أبي غَرزَة الغِفَاريّ، وإبراهيم بن شَرِيك الأَسَديّ، وآخرون.

وكان ثقة ثَبْتًا.

تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وعشرين.

184-

شهاب بن عبّاد العَبْديّ العصْريّ2.

فتابعيّ يروي عن: ابن عبّاس، وابن عُمَر.

وعنه: ابنه هود العصري، ويحيى بن عبد الرحمن.

لم يخرجوا له.

"حرف الصاد":

185-

صالح بن إسحاق3.

أبو عمر الجرمي البصري النحوي.

كان من كبار أئمّة العربية في زمانه، وأروعهم وأخيرهم.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 410"، والجرح والتعديل "4/ 363"، والثقات لابن حبان "8/ 314"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 573-575".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 361"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 234"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 575-576".

3 انظر الجرح والتعديل "4/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 317"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 561-563".

ص: 112

روى عن: عبد الوارث التَّنُّوريّ، ويزيد بن زُرَيْع.

وأخذ اللُّغة عن: يونس بن حبيب، وأبي عُبَيْدة.

والنحو عن: سعيد بن مَسْعَدَة الأخفش.

روى عنه: أحمد بن ملاعب، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وجماعة.

ونال بالأدب المال والجاه والحشمة.

قال أبو نُعَيْم الأصبهانيّ: قدِم إصبهان مع فيض بن محمد الثَّقَفيّ، فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم، وكان يَصِله كلّ سنة باثني عشر ألف درهم.

قال المبرد: كان الْجَرْميّ أثبت القوم في كتاب سِيبَويْه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالمًا باللّغة حافظًا لها. وله كتب انفراد بها.

وكان جليلًا في الحديث والأخبار. كان أَغْوَص على الاستخراج مِن المازنيّ، وإليهما انتهى عَلْم النَّحْو في زمانهما.

قلت: وله مختصرٌ في النَّحْو مشهور، وكتاب "غريب سِيبَويْه"، وكتاب "الأبنية" وكتاب "العَرُوض"، وغير ذلك من التصانيف الأدبية.

تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.

وقد قدِم الْجَرْميّ بغداد، وناظَرَ الفرّاء.

186-

صالح بن عُبَيْد الله1.

مولى بني هاشم.

نزل الثَّغْر بمدينة أذَنَة، وحدّث عن: أبي المليح الرَّقّيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، وغيره.

187-

صدقة بن الفضل المروزي2 -خ- أبو الفضل.

1 انظر الجرح والتعديل "4/ 407، 408".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 434"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 298"، والثقات لابن حبان. "8/ 321"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 144-146".

ص: 113

عن: أبي حمزة السُّكَّريّ، وحفص بن غِياث، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وعبد الله بن وَهْب، وطبقتهم.

وعنه: خ، ويعقوب الفَسَويّ، وعبيد الله بن واصل البخاري، ومحمد بن نصر المروزي، وأحمد بن منصور زاج، وأبو محمد الدارمي، وأبو الموجه محمد بن عمرو، وآخرون.

وكان إماما ثقة صاحب سُنّة.

يقال: إنه كان بمرو كأحمد بن حنبل ببغداد.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين، أو سنة ثلاثٍ وعشرين، رحمه الله.

وقال عبّاس بن الوليد النَّرْسيّ: كنّا نقول: صدقة بن الفضل بخراسان، وأحمد بن حنبل بالعراق.

188-

صفر بن إبراهيم1. أبو الربيع الأزْديّ البخاريّ العابد.

سمع من: الفُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، وابن عُيَيْنة.

روى عنه: محمد بن الفضل المفسّر، وأهل بخارى.

وقد اختلف في سكون الفاء من اسمه وحركتها.

تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

189-

صَقْر بن عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَلٍ2. أبو بَهْز.

حدَّث بواسط عن: شَرِيك، وخالد الطّحّان.

وعنه أبو حاتم وقال: صَدُوق.

"حرف الضاد":

190-

ضرار بن صُرد التَّيْميّ3.

1 انظر الإكمال لابن ماكولا "5/ 194، 195".

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 310"، والثقات لابن حبان "8/ 305"، والكامل لابن عدي "4/ 1412"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 317".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 415"، والجرح والتعديل "4/ 465"، والمجروحين لابن حبان "1/ 380".

ص: 114

أبو نُعَيْم الكوفيّ الطّحّان العابد.

سمع: إبراهيم بن سَعْد، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وطبقتهم.

وعنه: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن، وجماعة.

قالوا أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَقَالَ البخاريّ: "متروك"، مع أنّه قد روى عنه في كتاب "أفعال العباد".

قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين في ذي الحجّة.

وقال عليّ بن الحَسَن الهسنْجانيّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: بالكوفة كذّابان: هو، وأبو نعيم النّخغيّ.

قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ مَا رَوَى عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:"أَنْتَ تُبَيِّنُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعْدِي"1، وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.

"حرف الطاء":

191-

الطّيّب بن زَبّان2. أبو زَبّان العَسْقلانيّ.

عن: زياد بن سَيّار.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: أتيته بأحاديث فقلت: يا أبا زَبّان، حَدَّثكم زياد بن سَيّار الكِنانيّ.

فقال: يا أبا زَبّان حَدَّثكم زياد بن سيّار الكنانيّ.

1 "حديث موضوع": أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 380"، وأورده المصنف في الميزان له "3951"، وعلته صاحب الترجمة.

2 انظر الجرح والتعديل "4/ 498"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 362"، والثقات لابن حبان "6/ 493"، وميزان الاعتدال "2/ 346".

ص: 115

فقلت: أبو زَبّان أنتَ هو.

فقال: أبو زَبّان أنتَ هو.

فكنت كلّما قلت له شيئًا قال مثله، فوضعتُ يدي على بسم الله الرحمن الرحيم وعلى اسمه، ورأيته، فقال: ثنا زياد بن سَيّار.

قال عبد الرحمن: فقلت لأبي زُرْعة: فهذا تحلّ الرواية عنه؟ قال: نعم، هو عندي صَدُوق!.

"حرف العين":

192-

عاصم بن عليّ بن عاصم بن صهيب1 -خ. ت. ق.

أبو الحسين الواسطيّ، مولى قريبة بنت محمد بن الصِّدَّيق أبي بكر التَّيْميّ.

سمع: أباه، وعِكْرِمة بن عمّار، وابن أبي ذئب، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وشُعْبَة، والمسعوديّ، والقاسم بن الفضل الحدّانيّ، وخلق.

وعنه: خ، ون. ق. عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وإبراهيم الحربيّ، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى المروزيّ. خلق.

حدّث ببغداد مدّة، وعاد إلى واسط، وبها مات.

وقد حطّ عليه يحيى بن مَعِين.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: صحيح الحديث، قليل الغلط.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال أبو الحسين بن المنادي: كان مجلسهُ يُحزر ببغداد بأكثر من مائة ألف إنسان. وكان يستملي عليه هارون الدّيك، وهارون مُكْحُلة.

وقال عمر بن حفص السَّدُوسيّ: سمعنا من عاصم، فوجَّه المعتصمُ من يحزر مجلسه في رحْبة النَّخْل الّتي في جامع الرُّصافة. وكان يجلس على سطح، وينتشر

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 316"، والجرح والتعديل "6/ 348"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 491، 492"، والثقات لابن حبان "8/ 506".

ص: 116

وينتشر النّاس، حَتّى سمعته يومًا يقول: ثنا الَّليْث بن سَعْد، ويُستعاد. فأعاد أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون. وكان هارون يركب على نَخْلَة مِعْوَجَّة يستملي عليها. فبلغ المعتصمَ كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجّه بقطّاعي الغَنَم، فحزروا المجلسَ عشرين ومائة ألف.

وعن: أحمد بن عيسى قال: أتاني آتٍ في منامي فقال: عليك بمجلس عاصم بن عليّ فإنّه غيظ لأهل الكُفْر.

وكان رحمه الله ممّن ذَبَّ عن الإسلام في المحنة. فروى الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، أنّ محمد بن سُوَيْد الطّحّان حدثه قال: كنّا عند عاصم بن عليّ، ومعنا أبو عُبَيْد، وإبراهيم بن أبي الَّليْث، وجماعة. وأحمد بن حنبل يُضْرَب. فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلّمه؟ قال: فما يجبه أحد.

ثمّ قال ابن أبي اللّيث: أنا أقوم يا أبا الحسين.

فقال: يا غلام خُفّي.

فقال ابن أبي اللّيث: يا أبا الحسين، أبلغُ إليّ بناتي فأوصيهنّ.

قال: فظنّنا أنّه ذهب يتكفّن ويتحنّط، ثمّ جاء فقال: إنّي ذهبت إليهنّ فبكين.

قال: وجاء كتاب ابنَتيْ عاصم من واسط: يا أبانا، إنّه قد بَلَغَنَا أنّ هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق. فأّتقِ الله ولا تُجِبْه. فَوَاللَّهِ لإن يأتينا نعيّك أحبّ إلينا من يأتينا قُلْتُه1.

وذكر ابن عَديّ لعاصم ثلاثة أحاديث، تفرّد بها عن شُعْبَة، ثمّ قال ابن عَديّ: لا أعلم شيئًا مُنْكَرًا سواها. ولم أر بحديثه بأسًا.

تُوُفّي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين.

193-

عامر بن حُجَيْر بن سُوَيْد الباهليّ البصْريّ2. أبو الْحَسَنُ.

عن: عمّه قُزْعَه بن سُوَيْد، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ووثّقاه.

1 هذا جواب البنات فما بالك لو كن رجالا، فعلى هذا فليربي الأولاد. والله المستعان وعليه التكلان.

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 320".

ص: 117

194-

عامر بن سعيد1.

أبو حفص الخراسانيّ البزّار.

نزل دمشق وحَدَّث عن يزيد بن زُرَيْع، وأبي معاوية الضَّرير، وهشام بن يوسف الصَّنْعانيّ، وجماعة.

وعنه: سَعْد بن محمد البَيْرُوتيّ، وعثمان بن حرّازذ، وإبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد.

وَثّقَهُ ابن مَعِين.

195-

عَبَّادُ بنُ موسى2 -خ. م. د. ن.

أبو محمد الختّليّ الأنباريّ.

نزل بغداد وحدَّث عن: إبراهيم بن سَعْد، وإسماعيل بن عيّاش، وهُشَيْم، وإسماعيل بن جعفر، وجماعة.

وعنه: م. ود، وخ، ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن عليّ الأبّاروأحمد بن عليّ القاضي المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى أحمد بن عليّ، وصالح جَزَرَة، وأحمد بن يحيى الحَلْوانيّ، وجماعة.

وَثّقَهُ أبو زُرْعة، وغيره.

تُوُفّي في آخر سنة تسعٍ وعشرين. وقيل: في أوّل سنة ثلاثين، بطَرَسُوس.

196-

العبّاس بن بكّار الضَّبّيّ البصْريّ3.

روى عن: أبي بكر الهُذَلي، وخالد بن عبد الله، وعبد الله بن المثنّى الأنصاريّ، وآخرون.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 322"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 238".

2 انظر الطبقات الكبري لابن سعد "7/ 353"، والجرح والتعديل "6/ 87"، والثقات لابن حبان "8/ 436"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 161-164".

3 انظر الجرح والتعديل "6/ 216"، والثقات لابن حبان "8/ 512"، والمجروحين له "2/ 190"، والكامل لابن عدي "5/ 1665".

ص: 118

وعنه: قطن بن إبراهيم، وإسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن زكريا الغلابي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وجماعة.

وكان كذابا.

رَوَى عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ غَرَسَ غَرْسًا، يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ. فَقَالَ: سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ، أَتَتْهُ بِأُكْلَتِهِ"1.

وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ:"الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ، اسْمُ أَحَدِهِمَا الرَّغْبَةُ، وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ"2.

قال ابن عدي: منكر الحديث.

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، ولا كَتْب حديثه إلّا على سبيل الاعتبار.

وَرَوَى عَنْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَفَعَهُ:"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى منادٍ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَمُرَّ فَاطِمَةُ "3.

قلت: هو والعبّاس بن الوليد بن بكّار، نسب إلى حدّه.

توفّي سنة إحدى وعشرين، أرّخه أبو القاسم بن مَنْده.

وكنّاه الحَاكم أبو أحمد: أبا الوليد، وقال: ذاهب الحديث، وهو ابن أخت أبي بكر الهُذَليّ.

197-

عبّاس بن سليمان بن جميل القسمليّ4.

مولاهم الموصليّ.

1 "حديث باطل": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 190"، وعلته صاحب الترجمة صدر المصنف قوله فيه: كان كذابا.

2 "حديث باطل": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 190". وانظر ما قبله.

3 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي في الكامل "5/ 1665"، وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر لا أعلم قد رواه عن خالد غير عباس هذا.

4 انظر الكامل في التاريخ "6/ 460".

ص: 119

عن: نافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وأبي شهاب عبد ربّه الحنّاط، وجماعة.

وعنه: سليمان بن عبد الخالق البلديّ، وابن أبي كامل المَوْصِليّ.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

198-

عبّاس بن الفضل العَبْديّ1.

أبو عثمان البصْريّ الأزرق.

عن: همّام بن يحيى، وحرب بن شدّاد.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم الرّازيّ ومحمد بن الضُّرَيْس.

تركه أبو زُرْعة.

وقال البخاريّ: ذَهَب حديثه.

قلت: قد مرَّ في طبقة ابن المبارك:

- عبّاس بن الفضل البصْريّ الأنصاريّ2.

متروك أيضًا.

فأمّا الأزرق. فقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي أيّام الأنصاريّ. وسمعته يقول: تُرِك حديثُه.

199-

العبّاس بن المأمون بن الرشيد الهاشميّ الأمير3.

أحد مَن ذُكِرَ للخلافة عند وفاة أبيه. وقد تلكّأ عند مبايعة المعتصم، وهمّ بالخروج عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين، فقبض عليه المعتصم، ومات في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين شابا.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 213"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 5، 6"، والثقات لابن حبان "8/ 510".

2 انظر الضعفاء والمتروكين للدارقطني "138"، والكامل لابن عدي "5/ 1664"، والضعفاء لابن الجوزي "2/ 79".

3 انظر تاريخ الطبري "8/ 606، 618"، والعقد الفريد "1/ 29، 2/ 149".

ص: 120

200-

عبد الله بن أيّوب بن أبي علاج المَوْصِليّ1.

مولى عُقَيْل بن أبي طالب.

عن: يونس الأيليّ، وابن أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وعِكْرِمة بن عمّار.

وعنه: سِنَان بن محمد بن غالب، وعليّ بن جابر المَوْصِليّان.

قال ابن حِبّان: روى عن يونس نسخةً كلّها موضوعة.

وقال يزيد بن محمد: كان رجلًا صالحًا مُنْكَر الحديث.

قال: ويقال كان من أعبر النّاس للرؤيا.

وقال غيره: ليس بثقة ولا مأمون.

تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.

201-

عبد الله بن أبي حسّان2.

واسم أبيه عبد الرحمن بن يزيد، أو يزيد بن عبد الرحمن، اليصبيّ، الإفريقيّ المغربيّ الفقيه.

رحلَ وأخذ عن: مالك، وابن أبي ذئب، وابن عيينة.

وأخذ بالمغرب عن: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الفريقي. وعُمِّر دهرًا، وكان من الراسخين في العِلْم.

روى عن ابن وَهْب قال: ما رأيت مالكًا أميل منه لعبد الله بن أبي حسّان.

وعن سَحْنُون قال: كنتُ أوّلَ طلبي إذا انغلقت عليّ المسائل، آتي ابنَ أبي حسّان.

تُوُفّي ابن أبي حسّان سنة سبعٍ وعشرين. مولده سنة أربعين ومائة.

قال محمد بن سَحْنُون: مات سنة ستٍّ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 10، 11"، والمجروحين لابن حبان "2/ 37، 38"، والكامل لابن عدي "4/ 1527"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 394".

2 انظر الديباج المذهب "133، 134".

ص: 121

202-

عبد الله بن خالد الكوفيّ الفقيه1.

عن: سُفْيان بْن عُيَيْنة، وشُعَيْب بْن حرب، وإبراهيم بن بكر الشَّيْبانيّ، وغيرهم.

وقد أكرهه المأمون على قضاء إصبهان، فسار إليها. وكان فاضلًا صالحًا.

روى عنه: عبد الرحمن بن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو بن سعيد الجمّال، ومحمد بن المغيرة، وأُسَيْد بن عاصم، وغيرهم.

وبَلَغَنَا عنه أنّه كان مارًّا إلى مجلس الحُكْم، فرأى رجلًا قد وقع حِمْلُه، فشمّر ونزل فحمل معه.

وأنّ رجلًا قال له في حكومةٍ: أتَّقِ الله. فوضع يده على رأسه، وعَنَّفَ نفسَه وَوَبَّخها، ثمّ هرب. ولم يُرَ بَعْد إلّا يومًا، رآه بعضهم في الثَّغْر، وهو في جملة الحُرّاس رضي الله عنه.

203-

عبد الله بن أبي بكر العَتَكيّ2.

وهو عبد الله بن السَّكَن بن الفضل بن المؤتمن الأزْديّ.

أبو عبد الله البصْريّ.

عن: شُعْبَة، وهمّام، والأسود بن شَيْبان، وجرير بن حازم، وجماعة.

وعنه: البخاريّ في كتاب "الأدب" له، وإبراهيم الحربيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرَّازيّان، وعبد الله بن واصل البخاريّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنةً أربعٍ وعشرين.

204-

عبدُ الله بن خيران3.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 44"، وحلية الأولياء لأبي نعيم "10/ 392"، وأخبار إصبهان له "2/ 49، 50".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 18"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 55"، والثقات لابن حبان "8/ 339"، وتهذيب الكمال "14/ 348".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 450"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 415"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 424".

ص: 122

أبو محمد الكوفيّ.

حدَّث ببغداد عن: شُعْبَة، وعن الرحمن المسعوديّ.

وعنه: أحمد بن حرب المعدل، ومحمد بن غالب تمتام، وعيسى الطيالسي رغاث، وأبو بكر بن أبي الدنيا. وهو أكبر شيخ لأبي بكر.

قال الخطيب: اعتبرت من روايته أحاديث كثيرة، فوجدتها مستقيمة تدل على الثقة.

وذكره العقيلي في "الضعفاء" فقال: لا يُتابَع على حديثه. ثمّ ساقَ له ثلاثة أحاديث حسنة أحدها موقوف رفعه.

205-

عبد الله بن داهر الرّازيّ الأحمريّ1.

حدَّث ببغداد عن: عبد الله بن عَوَانة، وعَمْرو بن جُميْع.

وعنه: صالح بن محمد جَزَرَة، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحَسَن الصُّوفيّ.

وقال صالح: صَدُوق.

206-

عبد الله بن سِنَان الهَرَويّ2.

عن: فُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، ويعقوب القُمّيّ.

روى عنه: أبو زُرْعة، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وبشر بن موسى، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.

وَثّقَهُ أبو داود.

تُوُفّي سنة ثلاثٍ عشرة "ومائتين".

207-

عبد الله بن رشيد3.

1 انظر الكامل لابن عدي "4/ 1543"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 453"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 416".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 68"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 112"، والثقات لابن حبان "8/ 342"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 469".

3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 343"، والمغني في الضعفاء "1/ 338"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 285".

ص: 123

أبو عبد الرحمن.

لم يذكره ابن أبي حاتم.

وكنّاه أبو أحمد، وقال: سمع مُجّاعة بن الزُّبَيْر العَتَكيّ.

وعنه: السَّرِيّ بن السَّهْل الْجُنْدَيْسَابُوريّ.

208-

عبد الله بن سلم المِسْمَعيّ البصْريّ1.

صاحب الطَّيَالسة.

قال ابن أبي حاتم: روى عن: جدّه خالد بن رخيم الباهليّ المسمعيّ، وعبد الله ابن عَوْن.

وعنه: أبو الوليد الطَّيَالسيّ، ونُعَيْم بن حمّاد، ونصر بن عليّ الجهضميّ. وأدركه عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، وكتب عنه وقال: صَدُوق.

وقال القواريريّ: هو من كبار أصحاب ابن عَوْن إلّا أنّه قلّ ما روى.

209-

عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبريّ القاضيّ2 -ن.

أبو السّوّار البصريّ.

سمع: أباه، وعبد الله بن بكر المُزَنيّ، ويزيد بن إبراهيم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجرير بن حازم، ووُهَيْب بن خالد، ومالك بن أنس.

وعنه ابن سَوّار، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأبو زرعة الرازي، وحرب بن الكِرّمانيّ، ومحمد بن إبراهيم البُوسنْجيّ، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو خليفة، وخلْق.

وَثّقَهُ أبو داود، وغيره.

وكان صاحب سُنَّةٍ وعِلْم.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 77، 78".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 203"، والجرح والتعديل "5/ 77"، وأخبار القضاة لوكيع "2/ 58"، والثقات لابن حبان "8/ 350"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 70-72".

ص: 124

روى له النَّسائيّ حديثًا في الفرائض، وهو وأبوه وجدّه "تولّوا" قُضاة البصْرة.

210-

عبد الله بن صالح بن محمد بن مُسلم الْجُهَنيّ1 -خ. د. ت. ق- مولاهم المصريّ، أبو صالح، كاتب اللّيث ابن سَعْد.

وُلِدَ سنة سبعٍ وثلاثين ومائة، ورأى زَبَّان بن فايد، وعَمْرو بن الحارث.

وسمع: موسى بن عليّ بن رَبَاح، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وعبد العزيز بن الماجِشُون، وسعيد بن عبد العزيز التَّنُوخيّ، ونافع بن يزيد، وجماعة.

وأكثر على الَّليْث.

وعنه: يحيى بن مَعِين، والذُّهَليّ، والبخاريّ على الصّحيح.

ظفرتُ برواية البخاريّ، عن عبد الله بن صالح، عن الَّليْث، في باب التجارة في البحر، في "الصحيح"، كما شرحناه في ترجمة عبد الله بن صالح العِجْليّ.

وأبو حاتم، وأبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحُمَيْد بن زنجويه، والدّارميّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بن الحَسَن بن ديزيل، وخلْق، آخرهم وفاةً محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي السَّواريّ المصريّ المُتَوَفَّى سنة سبعٍ وتسعين ومائتين.

وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شَيْخُهُ اللَّيْثُ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ دِيزِيلَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْمُهَنَّا، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَمّنْ أَخْبَرَهُ بِرَفْعِ الْحَدِيثِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا أُعْطِيَ أحدٌ الشُّكْرَ فَمُنِعَ الزِّيَادَةِ"2. الْحَدِيثَ.

قَالَ ابْنُ دِيزِيلَ: ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا صَالِحٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نَعَمْ أنا حَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ. قُلْتُ: فَمَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: يَحْيَى بْنُ عطارد ابن مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. مُرْسَل.

وقد استشهد البخاريّ بعبد الله بن صالح في "الصّحيح"، وروى عنه حديثًا كما رجّحنا في ترجمة عبد الله بن صالح المذكور في الطبقة الماضية.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 518"، والجرح والتعديل "5/ 86"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 121"، والمجروحين لابن حبان "2/ 40-43".

2 "حديث ضعيف إسناده معضل": أخرجه البيهقي "4527"، وأورده المصنف في السير "10/ 123"، وقال: وهو مرسل لا بل معضل.

ص: 125

وروى في باب التّجارة في البحر.

قال ابن حِبّان: كان كاتبًا على مُغَلّ الَّليْث بن سَعْد، مُنْكَر الحديث جدًا، وكان في نفسه صَدُوقًا.

سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يقول: كان له جار سوء بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قِرْطَاس بخطٍّ يُشْبه خطًّ عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كُتُبه، فيجده عبد الله، فيحدِّث به على التوهُّم أنّه خطّه. فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره.

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ، خَيْرٌ من عشر غزوات، وعزوة لمن حجّ، خير من عشر حجّات، وعزوة فِي الْبَحْرِ، خَيْرٌ مِنْ عَشْرَةٍ فِي الْبَرِّ"1.

ثَنَاهُ أَبُو عَرُوبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عزّون، نا عَبْدُ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ.

وَرَوَى عَنِ اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن شُفَيٍّ الأَصْبَحِيِّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا، وَصَاحِبُ رَحَى دَارَةِ الْعَرَبِ عُمَرُ"، وَذَكَرَ2 الْحَدِيثَ.

ثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ فَذَكَرَهُ. وَذَكَرَ لَهُ ابْنُ حِبَّانَ أَحَادِيثَ أُخَرَ مُنْكَرَةٌ.

قال ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن صالح: روى عنه اللّيث، وابن وهب ودحيم.

1 "حديث ضعيف": أخرجه البيهقي "4/ 334، 335"، وابن حبان في المجروحين "2/ 41"، والحديث في ضعيف الجامع "2692".

2 "حديث منكر": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 42"، وابن عدي في الكامل "4/ 208"، وقال المصنف في الميزان "3/ 157، 158"، فساقه بإسناده عن يحيى بن معين.

قال: وأنا أتعجب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه وربيعة صاحب مناكير وعجائب.

ص: 126

قال ابن عَبْد الحَكَم: سَمِعْتُ أبي، وَسُئِلَ عن أبي صالح، فقال: تسألوني عن اقرب رجل إلى الَّليْث؟ رحل معه في ليله ونهاره وسَفَره وحَضَره، ويخلو معه غالبًا، فلا يُنْكر لمثله أن يُكْثر عن الَّليْث.

وقال أبو حاتم: هو أمين صَدُوق ما عَلِمْتُه.

وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: أقلّ الأحوال أنّه قرأ هذه الكُتُب على الَّليْث، فأجازها له، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى الَّليْث بهذا الدَّرْج.

قال أحمد بن صالح: لا أعلم أحدًا روى عن اللّيث، عن ابن أبي ذئب إلّا أبو صالح.

وذُكِر أنّ أبا صالح أخرج دَرْجًا قد ذهب أعلاه، ولم يدْر حديثَ مَن هو، فقيل له: حديث ابن أبي ذئب. فروى عن الَّليْث، عن ابن أبي ذئب.

وقال صالح جَزَرَة: كان ابن مَعِين يوثّقه، وعندي أنّه كان يكذب في الحديث.

وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.

وقال إسماعيل سَمُّوَيْه، عن عبد الله قال: صَحِبْتُ الَّليْث عشرين سنة.

وقال الفضل بن محمد الشَّعْرانيّ: ما رأيت عبدَ الله بنَ صالح إلّا وهو يُحَدِّث أو يسبِّح.

وقال يعقوب الفَسَويّ: حَدَّثَنَا الرجل الصّالح أبو صالح عبد الله بن صالح.

وقال الرَّمادي، عن أبي صالح قال: خرجنا مع الَّليْث إلى بغداد سنة إحدى وستّين ومائة، فشهِدْنا الأضحى ببغداد.

قُلْتُ: فِي هَذِهِ النَّوْبَةِ سَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ مُفْتِي دِمَشْقٍ. وَأَبْلَغَ مَا نَقَمُوا عَلَيْهِ حَدِيثُهُ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زُهْرَةَ ابن مَعْبَدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ يَرْفَعُهُ:"إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ أَصْحَابِي عَلَى الْعَالَمِينَ"1 بِطُولِهِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَلَكِنْ قَدْ تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ. فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيِّ، وَعَلِيُّ بن داود القنطريّ، عنهما، عن نافع.

1 "حديث موضوع" أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 41"، والخطيب في تاريخه "3/ 162"، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: موضوع والحمل فيه على أبي صالح.

ص: 127

قال أبو زُرْعة وغيره: هو من وضْعِ خالد بن نَجِيح المصريّ. وكان يضع في كُتُب الشيوخ ما لم يسمعوا.

وقال ابن عَديّ: أبو صالح عندي مستقيم الحديث، إلّا أنّه يقع في حديثه غلط، ولا يعتمد الكذِب.

وقال غير واحد: تُوُفّي يوم عاشوراء سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

ومن طبقته سَمِيُّهُ:

- عبد الله بن صالح الكوفيّ.

المذكور في الطبقة الماضية.

211-

عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب1.

الأمير العادل أبو العبّاس الخُزَاعيّ المُصْعَبيّ، أمير إقليم خُراسان وما يليه.

وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وتأدَّب في صِغَره. وقرأ العِلْم والفقه، وسمع من: وَكِيع، ويحيى بن الضُّرَيْس، وعبد الله المأمون.

روى عنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وهو أكبر منه، ونصر بن زياد القاضي، وأحمد بن سعيد الرباطي، والفضل بن محمد الشَّعرانيّ، وابنه محمد بن عبد الله الأمير، وابن أخيه منصور بن طَلْحة، وآخرون.

قال المرزبانيّ: كان بارع الأدب، حَسَن الشِّعْر، تنقّل في الأعمال الجليلة شرقًا وغربًا. قلّده المأمون مصر والمغرب، ثمّ نقله إلى خُراسان.

وقال ابن ماكولا: زُرَيق: بتقديم الزَّين: الحسين بن مُصْعَب بن زُرَيْق بن أسعد، مولى سَعْد بن أبي وقّاص. كذا قال، وصوابه: مولى طلحة بن عبد الله الخُزَاعيّ، وهو طلحة الطّلحات أمير سجستان.

وروى الحاكم في "تاريخه" عن أبي الحسين محمد بن يحيى الحسيني، أنّ أسعد جدّ بني طاهر كان يُعرف في العجم بفُرخ رزّين موزة، فأسلم على يد عليّ عليه السلام،

1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 240"، وتاريخ الطبري "8/ 580، 581"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 483-489".

ص: 128

على أن لا يغيّر اسمه. فسأل عن اسمه فقيل: اسمٌ مُشْتَقٌّ من السّعادة. فقال: هو إذًا أسعد. وكان والده يُسَمّى فيروز.

وقال إبراهيم نِفْطَوَيْه: لمّا غلب عبد الله بن طاهر الشّام، وَهْب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هناك، ففرّقها على القوّاد. ولما دخل مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون، ما كان أخسّه، وأدنى هِمَّته. مَلَكَ هذه القرية وقال: أنا ربّكم الأعلى. واللهِ ما دخلتَها.

وكان ابن طاهر جوادًا ممدحًا. وفَدَ عليه دِعْبِل، فلمّا أكثر عطاياه توارى عنه، وكتب إليه:

هجرتك، لم أَهْجُرْك من كُفْرِ نعمةٍ

وهل يُرْتَجَى نَيْلُ الزّيادة بالكُفْر

ولكننّي لمّا أتيتك زائرًا

فأفرطت في بري عجزتُ عن الشُّكْر

فمِلان لا آتيك إلّا معذّرًا

أزورك في الشهرين يومًا وفي الشهر

فإنْ زدت في بِرّي تزّيدتُ جَفْوَةً

ولم نلتقِ حَتّى القيامة والحشرِ

فوصل إليه منه ثلاثمائة ألف درهم.

وعن العبّاس بن مُجَاشع قال: لمّا قدم ابن طاهر اعتراضه دِعْبِل وقال:

جئتُكَ مستشفعًا بلا سببٍ

إليك إلّا بحُرمةِ الأدب

فاقضِ ذمامي، فإنّني رجلٌ

غيرُ ملحٍّ عليك في الطَّلب

فبعث إليه بعشرة آلاف درهم، وبهاذين البَيْتَيْنِ:

اعَجَلْتَنَا فأتاك عاجلُ بِرّنا

ولو انتظرت كثيرة لم نُقْلِلِ

فخُذِ القليلَ وكنْ كمَنْ لم يسألِ

ونكون نحن كأنّنا لم نفعلِ

وفيه يقول عوف بن ملحّم:

يا ابنَ الّذي دان له المشرقان

طُرًّا، وقد دان له المغربان

إنَّ الثمانين وبُلِّغْتَها

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وبدلّنني بالنشاط أنْحِنا

وكنت كالصَّعْدة تحت السّنان

ولم تدع فيّ لمستمتِع

إلّا لساني وبحسْبي لسان

ص: 129

أدعو به الله وأُثْنى على

فضل الأمير المُصْعَبي الهجّان

فقرِّباني بأبي أنتما

منْ وطني قبل اصفرار البنان

وقبل منعاي إلى نسوةٍ

أوطانُها حَرّان الرّقمتان

وقال أحمد بن يزيد السُّلَميّ: كنت مع ابن طاهر، فوقّع على رقاع مرّةً، فبلغت صلاته ألفي ألف وسبعمائة ألف، فدعوتُ له وحسَّنْت فعاله.

وَرُوِيَ نحوها بإسناد آخر.

وقال ابن خلّكان: كان ابن طاهر شهْمًا نبيلًا، عالي الهِمّة. ولي الدِّينَوَر، فلمّا خرج بابَك على خُراسان بعث لها المأمونُ عبدَ الله، فسار إليها في سنة ثلاثٍ عشرة، وحارب الخوارج، وقدِم نَيْسَابُور سنة خمس عشرة، فأُمْطِروا.

فقال شاعر:

قد قُحِطَ النّاسُ في زمانهمُ

حَتّى إذا جئتَ جئتَ بالمطرِ

غَيْثان في ساعةٍ لنا أتيا

فمرحبًا بالأمير والدُّرَر

وقد رحل إليه أبو تمام، وعمل فيه قصائد، وصنّف "الحماسة" في هذه السَّفرة بهمَذان، لأنه انحبس بهمذان للثلوج، وأقام في دار رئيس، له كُتُب عظيمة، فرأى فيها ما لا يوصف من دواوين العرب، فاختار منها أبو تمّام كتاب "الحماسة".

ومن كلام ابن طاهر: سِمَنُ الكِيس، ونُبْلُ الذَّكْر، لا يجتمعان.

ويقال إن البِطّيخ العَبْدَلاويّ بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر.

وممّا ينسب إلى عبد الله من الشّعر قوله:

نبّهتُه وظلامُ الّليل منسدلٌ

بين الرياض دفينًا في الرياحين

فقلت: خُذْ. قال: كَفّى لا تُطَاوِعُني

فقلتُ: قُمْ. قال: رِجْلي لا تُؤاتيني

إنّي غفلتُ عن السّاقي، فصيَّرني

كما تراني سليبَ العقل والدِّين

وله:

نحنُ قوم تليننا الحدق النجـ

ـل على أنّنا نُلِينُ الحديدا

ص: 130

نملك الصّيد، ثمّ تملكنا البيـ

ـض المصوناتُ أعْيُنًا وخُدودا

تتّقى سُخْطَنا الأُسُود، ونخشى

سَخَطَ الخِشْف حين يُبْدي الصُّدُودا

فترانا يوم الكريهة أحرا

رًا وفي السّلْم للغَواني عَبِيدا

وعن سهل بن مَيْسَرة أنّ جيران دار عبد الله بن طاهر أمرَ بإحصائهم، فبلغوا أربعة آلاف نفس، فكان يقوم بمؤنتهم وكِسْوَتهم. فلمّا خرج إلى خُراسان، انقطعت الرواتب من المُؤنة، وبقيت الكِسْوة مدّة حياته.

وروى الخطيب بإسناده إلى محمد بن الفضل: أنّ ابن طاهر لمّا افتتح مصر ونحن معه، سوّغه المأمون خَرَاجَها، فصعد المنبر، فلم ينزل حَتّى أجاز بها كلها، وهي ثلاثة آلاف ألف دينار، أو نحوها. فأتى مُعَلّى الطّائيّ قبل أن ينزل، فأنشده، وكان واجدًا عليه:

يا أعظمَ النّاسِ عفوًا عند مقدرةٍ

وأظلَمَ النّاس عند الْجُود بالمال

لو يصبحُ النِّيل يجري ماؤه ذَهَبًا

لمّا أشرت إلى خزنٍ بمِثْقال

فضحك وسُرّ بها، واقترض عشرة آلاف دينار، فدفعها إليه.

وكان ابن طاهر عادلًا في الرعيّة، عظيم الهَيْبَة، حَسَن المذهب.

قال أحمد بن سعيد الرباطيّ: سمعته يقول: والله لا استجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، وهؤلاء يقولان: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.

وقال أبو زَكَريّا يحيى العَنْبريّ: سَمِعْتُ أبي يقول: خلّف ابن طاهر في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم. هذا دون ما في بيت العامّة.

وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبد الله بن طاهر، وكان قد أظهر التَّوبة، وكسر الملاهي، وعمّر الرِّباطات بخُراسان، ووقف لها الوقوف، وافتدى الأسرى من التُّرْك بنحو ألفي ألفي دِرهم.

وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين، مرض ثلاثة أيّام بحلْقه، يعني الخوانيق، وله ثمانٍ وأربعون سنة.

ص: 131

212-

عبد الله بن عاصم الحمّانيّ1 -ق.

أبو سعيد البصريّ.

سمع: الحمَّادَين، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ، ومهديّ بن ميمون، وجماعة.

وعنه: أحمد بن عبد الله بن حكيم الفِرْيَابيّ، وأبو زُرْعة، وتَمْتَام، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وخلْق.

قال أبو حاتم، وغيره: صَدُوق.

روى له ق. حديثًا واحدًا.

213-

عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بن مالك2.

أبو محمد الحجازيّ، نزيل بُخَارَى.

سمع: مالكًا، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش فيما زعم.

وعنه: محمد بن عثمان السّمسار، وإسحاق بن محمود البخاريّان.

قال صالح جَزَرَة: كذّاب، من أكذب خلْق الله تعالى، وعامّة أحاديثه بواطيل.

214-

عبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي البصري3 -خ. ن.

عن: مالك، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، ويوسف بن الماجِشُون، والعطّاف بن خالد، ويزيد بن زُرَيْع، وطائفة.

وعنه: خ، ون. عن رجل عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعثمان بن خُرَّزاذ، وتَمْتَام، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلْق.

وَثّقَهُ أبو حاتم، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 134"، والثقات لابن حبان "8/ 354"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 137-139".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 27-29".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 307"، الجرح والتعديل "5/ 106"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 141"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 246-248".

ص: 132

وتُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين، قال أبو نصر: ثمان عشرة، فغلِط.

215-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رَواد ميمون، وقيل: أيمن، الأزديّ العتكيّ1 -خ. م. د.

ت. ن. أبو عبد الرحمن: المروزيّ عبدان.

أخو عبد العزيز بن شاذان. وهما سِبْطا عبد العزيز بن أبي رَوْاد.

سمع عبدان من: شُعْبَة حديثًا واحدًا.

وقال العبّاس بن منصور: سمع عَبْدان بن شُعْبَة أحاديث دون العشرة.

ومن: أبيه، وأبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، ومالك بن أنس، وعيسى بن عُبَيْد الكِنْديّ، وعبد الله بن المبارك، وحمّاد بن زيد، يزيد بن زُرَيْع، وخلْق.

وعنه: خ، وم. د. ت. ن. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد بن شَبُّويْه، وأحمد بن سَيّار، ومحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق، وأبو الموجّه محمد بن عَمْرو، والعبّاس بن مُصْعَب، والقاسم بن محمد بن الحارث، وأبو عليّ محمد بن اليَشْكُريّ المَرْوَزِيّون، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ، ومحمد بن عَمْرو قَشْمرد، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.

وكان ثقة إمامًا.

قال أحمد بن عبدة الآمُلي: تصدّق عَبْدان في حياته بألف ألف درهم. وكَتب كُتب ابن المبارك بقلم واحد.

قال: وقال عَبْدان: ما سألني أحد حاجة إلّا قمت2 له بنفسي فإنْ تمّ3، وإلّا قمت له بمالي، فإن تمّ، وإلاّ استغنت بالإخوان، فإنِ تم وإلّا استعنت بالسُّلطان.

وعن أحمد بن حنبل قال: ما بقي إلّا الرحلة إلى عبدان بخراسان.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 113"، والتايخ الكبير للبخاري "5/ 147"، والثقات لابن حبان "8/ 352"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 276-279".

2 أي ذهبت معه لأقضي حاجته بنفسي.

3 أي قضيت.

ص: 133

قال الحاكم: هو إمام بلده في الحديث، سمع من شُعْبَة أحاديث دون العشر، ولم يُكْتَب. وَرِثَه أخوه.

وقد ولّاه ابن طاهر قضاء الجوزجان، ثمّاستعفى فأُعْفي.

قلت: تُوُفّي عَبْدان في أواخر شَعْبان سنة إحدى وعشرين، وله ستٍّ وسبعون سنة.

وأما:

- عبدان بن محمد المَرْوَزِيّ1.

فآخر من طبقة عَبْدان الأهوازيّ، كتبَ عنه الطّبرانيّ، وغيره.

سوف يأتي.

216-

عبد الله بن عَمْرو بن أبي الحجاج ميسرة2 -ع.

أبو معمر التميميّ المنقريّ. مولاهم البصْريّ المُقْعَد.

عن: أبي الأشهب جعفر بن حيان العُطَارِديّ، وعبد الوارث بن سعيد، وعَبْثَر بن القاسم، وجرير بن عبد الحميد، وجماعة.

وعنه: خ، ود، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد الله الدّارميّ، وأحمد بن محمد الرتيّ القاضي، وأبو زُرْعة، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.

وكان راوية عبد الوارث، وليس له في الكُتُب السّتّة شيء عن غيره.

قال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة، ثبت.

وقال يعقوب بن شية: كان ثقة ثبتًا، صحيح الكتاب. وكان يقول بالقَدَر.

وقال أبو داود: أبو مَعْمَر أثبت من عبد الصَّمَد بن عبد الوارث مِرارًا.

وقال أبو حاتم: صَدُوق متقِن، غير أنّه لم يكن يحفظ. وكان له قدْر عند أهل العلم.

1 ستأتي ترجمته.

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 119"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 155"، والثقات لابن حبان "8/ 353"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 353".

ص: 134

وقال أبو زُرْعة: كان ثقة حافظًا.

قال البخاريّ، وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

217-

عبد الله بن عيسى الطُّفَاويّ1.

عن: مِسْمَع بن عاصم، ويوسف بن عطيّة.

وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وجماعة.

218-

عبد الله بن أبي عَرابة الشّاشيّ الحافظ2.

من عُلماء الحديث.

سمع: ابن عُيَيْنة، ووَكِيعًا، وطبقتهما.

وروى عنه، وعن أخيه سَلْم المحدِّث: خَلَف بن عامر البخاريّ، وغيره.

ذكره السُّلَيْمَانيّ.

219-

عبد الله بن محمد بن حميد3 -خ. د. ت.

أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البصْريّ. ابن أخت عبد الرحمن بن مهديّ. ولي قضاء همدان.

وحدَّث عن: مالك، وأبي عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وجدّه أبي الأسود حُمَيْد بن الأسود، ومُعْتَمِر بن سليمان، ويزيد بن زُرَيْع، وحاتم بن إسماعيل، وخلْق.

وعنه: خ. د. ت، عن رجل، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، ويعقوب الفَسَويّ، وطائفة.

وسمع وهو صغير باعتناء خاله.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 128"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 34".

2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 362".

3 انظر الجرح والتعديل "5/ 159"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 189"، والثقات لابن حبان "8/ 348"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 434".

ص: 135

قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: لا بأس به، ولكنّه سمع من أبي عَوَانة وهو صغير. وكان يطلب الحديث.

وقال الخطيب: سكن بغداد، وكان حافظًا متقِنًا.

وقال أبو حسّان الزياديّ، وغيره: مات في جُمادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين، وهو ابن ستّين سنة.

220-

عبد الله بن الفرج1. أبو محمد القنطريّ.

أحد العُبّاد ببغداد. كان بِشْر الحافي يزوره ويَوَدُّه. وله كلام نافع.

حكى عنه: محمد بن الحسين البُرْجُلانيّ، وأحمد بن محمد التاجي، وعليّ بن الموفّق، وغيرهم.

221-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر بن اليَمَان بن أخنس بن خُنَيْس2 -خ. ت.

الحافظ أبو جعفر الْجُعْفيّ البخاريّ المُسْنَديّ. لُقِّبَ بذلك لأنّه كان يفتي بالمستند، ويزهد في المُرْسَل. وعلى يد جدّه الأعلى يَمَان بن أخنس أسلَم المغيرة جدّ أبي عبد الله البخاريّ.

سمع عبد الله من: سُفْيان بن عُيَيْنة، وإسحاق الأزرق، ومروان بن معاوية، وعبد الرحمن بن مهديّ.

ورحل إلى عبد الرّزّاق، وإلي سعيد بن أبي مريم، وعَمْرو بن أبي سَلَمَةَ. أقدم شيخ لقي الفُضَيْل بن عِيَاض.

وعنه: خ، وت. عن البخاريّ عنه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعُبَيْد الله بن واصل، وأحمد ابن سَيّار المَرْوَزِيّ.

وآخر من حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ نصر المَرْوَزِيُّ الفقيه.

قال أبو حاتم: صدوق.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 41، 42".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 162"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 189"، والثقات لابن حبان "8/ 354"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 735".

ص: 136

وقال أحمد بن سَيّار: غاب أبو جعفر عن بلده، وأقام في طلب الحديث في الآفاق. وكان يُلَّقْب بالمُسْنَديّ، وهو من المعروفين من أهل العدالة والصِّدق، صاحب سُنَّةٍ وجماعة وإتقان. رأيته بواسط حسن القامة، أبيض الرأس واللحية. ورجع إلى بخارى، ومات بها.

وقال البخاري: مات لستٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وعشرين.

وقال الحاكم: هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة. وأستاذ أبي عبد الله البخاري، وعن خلف بن عامر، عن البخاريّ. قال: قال لي الحَسَن بن شُجاع: أنت مِن أين يفوتك الحديث، وقد وقعت على هذا الكنز، يعني المُسْنَدي.

وعن المُسْنَدي قال: ودّعت الفُضَيْل، فقلت: أوصِني.

قال: كن ذَنَبًا ولا تكن رأسًا.

222-

عبد الله بن محمد بن الربيع1 -ن.

أبو عبد الرحمن العائديّ الكرمانيّ، ثم الكوفيّ. نزيل المِصّيصة.

وقد يُنْسَب إلى جدّه.

سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وعليّ بن مُسْهِر، وجرير بن عبد الحميد، وعبّاد بن العوام، وابن المبارك، وطبقتهم.

وعنه: إبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة صَدُوق مأمون.

قلت: له في النَّسائيّ حديث واحد.

223-

عبد الله بن محمد بن هارون التُّوزيّ القُرَشيّ2.

مولاهم النَّحْويّ.

قرأ كتاب سِيبَويْه على أبي عُمَر الجرميّ، وحمل عن الأصمعيّ، وغيره.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 162"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 734".

2 انظر الوافي بالوفيات "17/ 521"، والفهرست لابن النديم "57، 58"، وتوضيح المشتبه "1/ 639، 640".

ص: 137

قال أبو العبّاس المبرِّد: ما رأيتُ أحدًا أعلم بالشِّعر منه، وله كتاب "الخيل" وكتاب "فعلت وأفعلت"، وغير ذلك.

تُوُفّي سنة ثلاثين، وهو كَهْل.

224-

عبد الله بن مروان1.

أبو شيخ الحَرّانيّ.

حدَّث ببغداد عن زُهَير بن معاوية، وعيسى بن يونس.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق بن الحسن الحربي.

وثقه أبو حاتم.

225-

عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري2.

روى عن: أبيه.

وروى عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة.

يُكنَّى أبا حُذَيْفة.

روى عن: ابن أبي الدُّنيا، والبَغَويّ.

وكان ثقة.

226-

عبد الله بن مسلمة بن قعنب3 -خ. م. د. ت. ن.

الإمام أبو عبد الرحمن الحارثيّ القَعْنَبيّ المَدنيّ.

نزيل البصرة ثمّ مَكّة.

ولد بعد الثلاثين ومائة، وسمع من صغار التّابعين.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 166"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 207"، والثقات لابن حبان "8/ 345".

2 ستأتي ترجمته.

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 302"، والجرح والتعديل "5/ 181"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 212"، والثقات لابن حبان "8/ 353".

ص: 138

سمع: أفلح بن حُمَيْد، وشُعْبَة، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، ومالكًا، والحَّمادين، وداود بن قيس الفرّاء، وَسَلَمَةَ بن وردان، والَّليْث بن سَعْد، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وخلْقًا.

وعنه: خ، م، د، وم. أيضًا، ت. ن؛ عند رجلٍ، عنه، وعبد الله بن داود الخُرَيْبيّ، وهو أكبر منه، ومحمد بن عبد الله ابن سنجر الحافظ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بن عبد الحَكَم، وهلال بن العلاء، وعبد بن حُمَيْد، وعَمْرو بن منصور النَّسائيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيْس، ومحمد بن عليّ الصائغ، ومحمد بن مُعَاذ دُرّان، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق سواهم.

قال أبو زُرْعة: ما كتبتُ عن أحدٍ أجلّ في عيني من القَعْنَبيّ.

وقال أبو حاتم: ثقة حجّة لم أر أخشع منه. سألناه أن يقرأ علينا "المُوَطّأ"، فقال: تعالوا بالغداة.

فقلنا: لنا مجلسٌ عند حَجَّاج.

قال: فإذا فرغتم منه.

قلنا: نأتي مسلم بن إبراهيم.

قال: فإذا فرغتم منه.

قلنا: نأتي أبا حُذَيْفة.

قال: فبعد العَصْر.

قلنا: نأتي عارِمًا.

قال: فبعد المغرب؛ فكان يأتينا بالّليل. فنخرج علينا وعليه كساء، ما تحته شيء في الصّيف، فكان يقرأ علينا في الحَرّ الشّديد حينئذٍ1.

وقال ابن مَعِين: ما رأيت رجلًا يُحَدِّث لله إلّا وَكِيعًا، والقَعْنَبيّ.

1 أي في هذا الوقت.

ص: 139

وقال الحافظ أبو عمرو الجيزي أحمد بن محمد: سَمِعْتُ أبي يقول: قلت للقَعْنَبيّ: ما لك لا تروي عن شُعْبَة غير هذا الحديث؟.

قال: كان شُعْبَة يستثقلني، فلا يحدثني.

وقال الخريبيّ، مع جلالته وفَضله: حدَّثني القَعْنَبيّ، عن مالك، وهو واللهِ عندي خيرَ من مالك.

وقال أبو حفص الفلّاس: كان القَعْنَبيّ مُجاب الدَّعوة.

وقال عثمان بن سعيد الدّارميّ: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ، وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن، ثم القعنبيّ.

قال: لا بل القَعْنَبيّ، ثمّ مَعّن.

وقال محمد بن الوهّاب الفرّاء النَّيْسَابوريّ: سمعتهم بالبصرة يقولون: عبد الله بن مَسْلَمَة من الأبدال.

وقال إسماعيل القاضي: كان القَعْنَبيّ من المجتهدين في العبادة.

وقال إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: سَمِعْتُ نصر بن مرزوق يقول: أثبت النّاس في "المُوَطّأ": القَعْنَبيّ، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ بعده.

وقال إسماعيل القاضي: كان القَعْنَبيّ لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حَتّى قرأ بنفسه "المُوَطّأ" على مالك.

وقال محمد بن سعيد: كان القَعْنَبيّ عابدًا فاضلًا، قرأ على مالك كُتُبَه. وقال أبو بكر الشيرازي في كتاب "الألقاب": سَمِعْتُ أبا إسحاق المُسْتَمْليّ: سَمِعْتُ أحمد بن منير البَلْخيّ: سَمِعْتُ حمدان بن سهل البَلْخيّ الفقيه يقول: ما رأيت أحدًا إذا رُؤي ذُكر الله إلّا القَعْنَبيّ رحمه الله، فإنّه كان إذا مرّ في مجلسٍ يقولون: لا إله إلّا الله.

وقيل: كان يسمى الراهب لعبادته وفضله.

وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جدّه قال: كنّا إذا أتينا القَعْنَبيّ خرج إلينا كأنه مُشْرفٌ على جهنّم.

وقال محمد بن عبد الله الزُّهْريّ، عن الحُنَيْني: كنّا عند مالك بن أنس، فقدِم ابن قَعْنَب من سَفَر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض.

ص: 140

وقال الحاكم: قال الدّارقطنيّ: يُقَدَّم في "المُوَطّأ" مَعّن، وابن وَهْب، والقَعْنَبيّ.

قال: وأبو مُصْعَب ثقة في "المُوَطّأ".

قلت: لم يَرْوِ عن القَعْنَبيّ، عن شُعْبَة سوى حديث واحد، لأنّه، أدركه في آخر أيّامه. وروى بعض النّاس لذلك قصّةً لا تصحّ.

تُوُفّي القَعْنَبيّ في المحرم سنة إحدى وعشرين، وقد سمع منه مسلم أيّام الموسم سنة عشرين، وهو أكبر شيخ له. وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الحَسَن بن البخاريّ، كان بينه وبينه خمسٍ أنفُس.

وسمعنا "المُوَطّأ" من روايته بِعُلُوّ المَرّة الأولى ببَعْلَبَكّ، والثّانية بحلب.

227-

عبد الله بن مهديّ.

أبو محمد العامريّ النَّيْسَابوريّ.

في أعقابه جماعة فُضَلاء بنَّيْسَابور.

سمع من: خارجه بن مُصْعَب، وابن المبارك، وأصرم بن عتّاب.

وعنه: حفيده محمد بن فور، وسهل بن عمّار العَتَكيّ، ومحمد بن زيد السُّلَميّ.

تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.

228-

عبد الأحد بن الَّليْث بن عاصم1.

أبو زُرْعة القِتْباني المصريّ. شيخٌ نبيل.

روى عن: حَيْوَة بن شُرَيح، ويحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس، وعثمان بن الحَكَم.

قال ابن يونس: مات في رجي سنة ثمانٍ وعشرين، عن بضعٍ وثمانين سنة.

229-

عبد الأعلى بن عبد الواحد البُرُلُّسيّ.

عن: همّام، وزين بن شُعَيْب.

تُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 424"، والأنساب "10/ 62".

ص: 141

230-

عبد الباقي بن عبد السّلام المصريّ.

عن: همّام بن إسماعيل، وابن وَهْب.

مات بعد العشرين ومائتين.

روى عنه: محمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وغيره.

231-

عبد الجبّار بن سَعْد بن سليمان المساحقيّ1.

الفقيه المدنّي، صاحب مالك.

روى عنه، وعن: ابن أبي ذئب.

وعنه: إسماعيل القاضي، وغيره.

وولي قضاء المِصِّيصة، وعاش بضعًا وثمانين سنة.

قال مُصْعَب الزُّبَيْريّ: كان أجمل قُرَشيّ وجهًا، وأحسنهم لسانًا، رحمه الله.

وقال: تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

وقال ابن سَعْد: سنة تسع وعشرين.

232-

عبد الحميد بن بكّار2.

أبو عبد الله السُّلَميّ الدّمشقيّ، ثمّ البيروتيّ.

قرأ القرآن على أيّوب بن تميم.

وروى عن: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، وسعيد بن بشير، والهِقْل بن زياد، والوليد بن مسلم، وغيرهم.

وعنه: أبو داود في كتاب "المراسيل"، وسَعْد بن محمد البيروتيّ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ.

وقرأ عليه العبّاس بحرف ابن عامر.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 440"، والجرح والتعديل "6/ 32"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 109"، والثقات لابن حبان "8/ 418".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 9"، والثقات لابن حبان "8/ 402"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 564".

ص: 142

وروى عنه أيضًا: يعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن المعلى القاضي، وأبو عَبْد الملك، أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وطائفة.

233-

عبد الحميد بن صالح1 -ن.

أبو صالح البُرْجُميّ الكوفيّ المقرئ.

قرأ على أبي بكر بن عيّاش، وعلى أبي يوسف الأعشى.

قرأ عليه: جعفر بن عنبسة، وإسماعيل بن عليّ الخيّاط. وكان يَؤُمّ بمسجد بني شيطان.

وحدَّث عنه: زُهَير بن معاوية، وقيس بن الربيع، وحبّان بن عليّ، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وجماعة.

وعنه: أحمد بن أبي غَرَزَة، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومُطَيِّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وجماعة.

قال مُطَيَّن: مات سنة ثلاثين.

وقال أبو حاتم، صَدُوق.

234-

عبد الحميد بن أبي طالب2.

أبو يزيد البصْريّ، واسم أبيه حمّاد.

روى عن: عبد الله بن المُثَنَّى، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بن مسلم، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم، وأبو زُرْعة.

235-

عبد الرحمن بن بُجَيْر الكلاعي3.

قال ابن يونس: ثقة شريف مصريّ.

روى عن يحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 14"، والثقات لابن حبان "8/ 402"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 767"، وتهذيب التهذيب "6/ 117".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 12".

ص: 143

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.

وعنه: ابنه محمد.

وابنه غير مأمون.

236-

عبد الرحمن بن بكر الطبريّ الآمُليّ1.

عن: شَرِيك، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

وهو صَدُوق.

237-

عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم القُرَشيّ الجمحي البصري2 -م.

عن: جدّه، والنَّضْر بن إسماعيل، ومحمد بن حُمْران القَيْسيّ.

وعنه: م، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو خليفة، وجماعة.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال ابن عساكر: مات سنة ثلاثين.

238-

عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي3.

الفقيه أبو محمد مولى بني مخزوم.

أخذ عن: ابن وَهْب، وأشهب، وابن القاسم، وابن نافع، وعبد الملك بن الماجِشُون.

وبَرَع في رأي مالك.

وحدَّث عن أبي ضمرة، وغيره.

وله مسائل تسمّى "الدّمياطيّة".

1 انظر الجرح والتعديل 5" 217".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 217"، وتهذيب الكمال "2/ 777"، وتقريب التهذيب "1/ 145".

3 انظر طبقات الفقهاء للشيرازي "154"، والديباج المذهب لابن فرحون "148".

ص: 144

روى عنه: يحيى بن عَمْرو، وغيره.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين، وآخر من حَدَّث عنه أحمد بن حمّاد زُغْبة.

339-

عبد الرحمن بن الحَكَم بن بشير الرّازيّ الحافظ1.

رأى زَكَريّا بن سلّام العُتْبيّ نزيل الرَّيّ. ثمّ حمل عن: عتّاب بن أَعْيَن صاحب الأعمش، وجرير بن عبد الحميد، ونزفل بن مُطَهّر، وحَكّام، وأبي بكر بن عيّاش، وابن عُيَيْنة، وحفص بن غياث، وخلق.

وعنه: محمد بن مهران الجمال، وابن وارة، وأبو زرعة، وآخرون.

قال ابن واره: كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين.

وقال إبراهيم بن موسى الفراء: ما رأيت أحدا أفهم بمشيخة أبي إسحاق السبيعي، من عبد الرحمن بن الحكم.

240-

عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي2.

لا نعلمه روى عن غير أبيه.

وروى عنه: البخاريّ في كتاب "الأدب"، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وابن أخيه محمد بن بِشْر بن شَرِيك، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وجماعة.

قال أبو حاتم: واهي الحديث.

وقال ابن حِبّان: ربّما أخطأ، وذكره في "الثّقات".

قال ابن عقدة: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

241-

عبد الرحمن بن الضّحّاك3.

أبو سُلَيم، ويقال: أبو مسلم البعلبكّيّ القارئ المعرف بابن كسرى.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 227".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 244"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 296"، والثقات لابن حبان "8/ 375"، وتاريخ الطبري "3/ 217".

3 انظر الجرح والتعديل "5/ 247".

ص: 145

روى عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وعَمْرو بن عيسى الحمصيّ، وأبو المنذر محمد بن سُفْيان.

قال أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.

242-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد الملك بن شَيْبَة الحزامي1 -خ. ن.

مولاهم المَدنيّ أبو بكر.

سمع: ابن أبي فُدَيْك، والوليد بن مسلم، وأبا نُبَاتَة يونس بن يحيى المَدنيّ، وعبد الله بن نافع الصّائغ، وعبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزاميّ، وجماعة.

وقيل: إنّه روى عن هُشَيْم بن بشير، وفيه نظر.

وعنه: خ. ون، عن رجلٍ: عنه، والفضل بن محمد الشَّعرانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو مَعِين الرّازيّ، ومحمد بن يزيد الأسفاطيّ.

قال أبو حاتم الرّازيّ: كان يختلف إلى عبد العزيز الأُوَيْسيّ وهو شابّ يكتب عنه، فرآه أبو زُرْعة فسمع منه.

وقال أبو زُرْعة: لم يكن بين حديثه وبين موته كبير شيء. اختلفتُ إلى بيته عشرين ليلة أنظرُ في كُتُبه.

وقال أبو بكر بن داود: ضعيف.

243-

عبد الرحمن بن عُبَيْد بن محمد بن عائشة2.

شاعر محسن ظريف أديب. تُوُفّي في حياة أبيه ببغداد، فقدِم أبوه من البصرة لأجل ميراثه في سنة سبعٍ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 259"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 318"، وتهذيب الكمال "2/ 802"، وميزان الاعتدال "2/ 578".

2 انظر الكامل في التاريخ "6/ 529"، والعقد الفريد "4/ 354".

ص: 146

244-

عبد الرحمن بن المبارك البصريّ الخلقانيّ1 -خ. د. ت.

العَيْشيّ الطُّفَاويّ.

ويقال: السَّدُوسيّ؛ أبو بكر، ويقال أبو محمد.

عن: وُهَيْب بن خالد، ومهدي بن ميمون، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وحزم القُطَعيّ، وطائفة.

وعنه: خ، ود، عن رجلٍ: عنه، وحرب الكِرْمانيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرَّازيّون، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو خَلَف الْجُمَحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وخلْق.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن عساكر: توفي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسعٍ وعشرين.

245-

عبد الرحمن بن محمد بن عَلْقَمَة2.

أبو أُمَيّة الفَرَضيّ. بصْريّ مستور.

يروى عن: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالةِ.

وعنه: سوار بن عبد الله القاضي.

قال خليفة: مات أبو أمية سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

246-

عبد الرحمن بن مقاتل3 -د.

أبو سهل التّستريّ، ثم البصّريّ. خال القَعْنَبيّ.

عن: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وعبد الله بن عُمَر العُمَريّ.

وعنه: د، وعليّ بن عبد الله البَغَويّ، ومعاذ بن المثنى، وأبو خليفة الجمحيّ.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 304"، والجرح والتعديل "5/ 292"، والثقات لابن حبان "8/ 380"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 814".

2 انظر خليفة "477"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 257".

3 انظر الجرح والتعديل "5/ 292"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 352"، والثقات لابن حبان "8/ 379"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 818، 819".

ص: 147

قال أبو حاتم الرازي: صدوق.

247-

عبد الرحمن بن موسى الهواري1.

أبو موسى الأندلسي الفقيه.

رحل في "طلب" العلم، وأخذ عن: مالك، وسُفْيان بن عُيَيْنة.

ودخل العراق، وأخذ العربية عن: أبي زيد الأنصاريّ، والأصْمَعيّ.

وأحكم عِلْم اللّسان، وصعِد إلى بلاده، فغرقت كُتُبُه في البحر، فجاء أهل أسْتِجَةَ يهنُّونه بالسّلامة، ويُعَزّونه في كُتُبه، فقال: ذهب الخَرْج وبقى الدَّرْج، وكان حافظًا، وعَنَى بالدَّرْج ما في صدره.

وكان متضلّعًا من القراءات والتّفسير، وغير ذلك.

روى عنه تفسيره محمد بن أحمد العتبي.

وحكى محمد بن عُمَر بن لُبابة، عن القَعْنَبيّ قال: كان أبو موسى الأسْتِجيّ إذا قدِم قُرْطُبَة لم يُفْتِ يحيى بن يحيى، ولا عيسى، ولا سعيد بن حسّان حَتّى يرحل عنها.

قلت: عيسى هو ابن دينار صاحب ابن القاسم، وهو أقدم موتًا من أبي موسى رحمه الله.

248-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر الدّمشقيّ2.

عن: المّنْكَدِر بن محمد بن المّنْكَدِر، وسُفْيان بن عيينة، والوليد بن مسلم.

وعنه: أبو حاتم، والفَسَويّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وجماعة.

وكان من علماء دمشق الكبار.

قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.

1 انظر الديباج المذهب لابن فرحون "148".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 302"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 367"، والثقات لابن حبان "8/ 378".

ص: 148

وقال غيره: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

249-

عبد الرحمن بن يونس1.

أبو مسلم الروميّ المُسْتَمْليّ البغداديّ، مولى أبي جعفر المنصور.

كان يستملي على سُفْيان بن عُيَيْنة فروى عنه، وعن: حاتم بن إسماعيل، وابن فُضَيْل، ومحمد بن أبي فُدَيْك، وجماعة.

وعنه: خ، وإبراهيم الحربيّ، وعباس الدوري، وحنبل بن إسحاق، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وأما أبو العباس السراج فقال: سألت أبا يحيى صاعقة عنه، فلم يرضه في الحديث، وأراد أن يَتَكَلَّم فيه فقال: استغفر الله.

وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.

وقال محمد بن سَعْد: أخبرني أنّه ولد سنة أربعٍ وستّين ومائة ومات فجأة في عاشر رجب سنة أربعٍ وعشرين.

وكذا أرّخه أحمد بن أبي خَيْثَمة، وحاتم بن الَّليْث.

250-

عبد الرحيم بن محمد بن زيد2 السُّكَّريّ.

عن: أبي بكر بن عيّاش.

وعنه: أبو الآدان عُمَر بن إبراهيم، وإبراهيم بن موسى وغيرهما.

وَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ.

251-

عبد الرّزّاق بن عُمَر الدّمشقيّ3 -د.

العابد، أحد الأولياء.

1 انظر الطبقات الكبري لابن سعد "7/ 356"، والجرح والتعديل "5/ 303"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 369"، والثقات لابن حبان "8/ 379".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 86".

3 انظر الجرح والتعديل "6/ 49، 50"، والضعفاء للنسائي "297"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 828، 829"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 609".

ص: 149

روى عن: مدرك بن أبي سَعْد الفَزَاريّ، ومحمد بن القاسم بن سميع، ومبشّر الحلبيّ.

وعنه: حفيده أحمد بن عبد الله بن عبد الرّزّاق، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصَّمَد.

أخرج أبو داود حديثًا، عن رجل، عنه.

قال أبو حاتم: كان فاضلًا متعبّدًا صدوقًا، يعدّ من الأبدال.

وقال أبو داود: كان مِن ثقات المسلمين، رحِمه الله تعالى.

252-

عبد الرّزّاق بن عُمَر بن بزيع البَزِيعيّ الشَّرَويّ1.

عن: ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة.

وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وقال: كان من خِيار النّاس.

253-

عبد السّلام بن مُطَهّر بن حسام بن مِصَكّ بن ظالم بن شيطان2 -خ. د.

أبو ظفر الأزديّ البصريّ.

عن: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجرير بن حازم، وموسى بن خَلَف العَمِّيّ، وسليمان بن المغيرة، وجماعة يسيرة.

وعنه: خ، ود، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن خيثمة، وأحمد بن داود المكي، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن حبّان المازني، وأبو خليفة، وخلق.

وقد روى أبو داود، عن مُحَمَّد بْنُ المثني، عَنْهُ أيْضًا.

قال أبو حاتم: صدوق.

1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "6/ 131"، والثقات لابن حبان "8/ 412"، والمجروحين له "2/ 160"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 829".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "6/ 48"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 67"، وتهذيب الكمال للمزي 2/ 833".

ص: 150

وقال أبو دَاوُد: مات في رجب سنة أربعٍ وعشرين.

254-

عبد الصَّمَد بن عبد الكريم القُدسيّ1 المُطَّوِّعيّ.

عن: أبي المَلِيح الرَّقّيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وهُشَيْم، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم، لقيه سنة عشرين ومائتين.

255-

عبد الصَّمَد بن داود بن مِهران الحَرّانيّ.

أخو أبي صالح. ولد بإفريقيا.

وسمع من: زُهَير بن معاوية.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

256-

عبد العزيز بن الخطّاب2 -ق.

أبو الحسن الكوفيّ، نزيل البصرة.

عن: شُعْبَة، والحَسَن بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزُّبَيْديّ، وأبي مَعْشَر نَجِيح، وقيس بن الربيع، وجماعة.

وعنه: عَمْرو بن عليّ الفلّاس، وأحمد بن الأزهر، وأبو قلابة الرِّقاشيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، وأبو مسلم الكَّجّيّ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن حبّان المازنيّ، وخلْق.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال الفلّاس: ثقة.

وقال أبو داود: مات في ذي القعدة سنة أربعٍ وعشرين.

257-

عبد العزيز بن داود الحَرّانيّ3.

أخو عبد الغفار الأتي.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 52".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 381"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 29"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 836"، وسير أعلام النبلاء "10/ 425".

3 الجرح والتعديل "5/ 381"، والثقات لابن حبان "8/ 395".

ص: 151

سمع: زُهَير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ.

وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، لَقِيه بِحّران، وأبو شُعَيْب عبد الله بن الحَسَن الحَرّانيّ.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

وقال أبو عُرْوَبة: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

258-

عبد العزيز بن عثمان بن جبلة1 -خ. ن.

أبو الفضل الأزديّ المروزيّ، شاذان، أخو عَبْدان.

روى عن أبيه فقط.

وعنه: ابنه خَلَف، ورجاء بن مُرَجّا الحافظ، وأحمد بن سَيّار الحافظ، وأبو عليّ محمد بن يحيى المَرْوَزِيّ الصّائغ.

ولد سنة ثمانٍ وأربعين ومائة، ومات في المحرم سنة تسعٍ وعشرين بعد عَبْدان بثمان سنين.

روى البخاريّ، والنَّسائيّ، عن الصّائغ، عنه.

259-

عبد العزيز بن موسى2.

أبو رَوْح اللاحونيّ البَهْرانيّ الحمصيّ، ابن عمّ أبي اليَمَان.

سمع: أبا عوانة، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وجماعة.

وعنه: محمد بن عوّف الطّائيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وأحمد بن عبد الوهّاب الحوطيّ، وأبو حاتم، وقال: كتبتُ عنه بسَلَمية، وهو "صَدُوق" ثقة مأمون.

قلت: لم يخرّجوا له.

260-

عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ3 -ن.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 395"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 840"، وتهذيب التهذيب "6/ 349".

2 انظر الثقات لابن حبان "7/ 395، 396"، ومن قبله الجرح والتعديل "5/ 397"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 844".

3 انظر الجرح والتعديل "5/ 384"، والثقات لابن حبان "8/ 396"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 447".

ص: 152

أبو عبد الرحمن العمريّ المدنيّ.

نزل بغداد، وحدَّث عن: إبراهيم بن سَعْد، وأبي أويس عبد الله الأصبحيّ.

وعنه: إبراهيم بن الحارث العُباديّ، وأبو زُرْعة، وموسى بن هارون، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى.

قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.

قلت: وروى ن. حديثًا، عن المَرْوَزِيّ، عنه، وقع لنا عاليًا بدرجة.

261-

عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد1 -خ. د. ن. ق.

أبو صالح البكريّ الحّرانيّ.

نزيل مصر.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وزُهَير بن معاوية، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وعبد الله بن عيّاش القِتْبانيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي المُلَيْح الرَّقّيّ، وخلْق.

وعنه: خ. ود. ن. ق، عن رجلٍ عنه، وأبو بكر الأثرم، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعبد الله بن حماد الأماب، ومحمد لن عوف الطائي، وعثمان بن سعيد، والدّارميّ، ومحمد بن عمرو بن نافع الطّحّان، والمِقْدام بن داود الرُّعَيْنيّ، وموسى ين عيسى بن المنذر الحمصيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ، وأحمد بن حمّاد زُغْبَة، وخلْق.

وكان واحدًا من العلماء والرؤساء.

قال ابن يونس: كانت أمّه من أهل البصرة بنت سعيد بن يزيد الأزديّ، فخرج بِهِ أبوه من إفريقيا سنة إحدى وأربعين وهو طفل، فنشأ بالبصرة، وكتب بها الفقه والحديث، إلى أن رجع إلى مصر مع أبيه، سنة إحدى وستين ومائة. وخرج إلى المغرب. وكان ثقة ثَبْتًا فَقيهًا على مذهب أبي حنيفة.

1 انظر التاريخ الصغير للبخاري "229"، والثقات لابن حبان "8/ 421"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 84".

ص: 153

وكان أحد وجوه مصر. قدم المأمون مصر، فكان يُجَالسه، وله معه أخبار.

وقال أبو بكر الخطيب: ولد بإفريقيا سنة أربعين ومائة، وخرج به أبوه وهو طفل إلى البصرة، فنشأ بها، وتفقَّه وسمع، ثمّ رجع إلى مصر مع أبيه، فسمع من الَّليْث بن سعد، وغيره.

وقال: خلت الإسكندريّة، فسلّمتُ على موسى بن عليّ بن رباح، وأعجلني السَّفَرُ، فلم أسمع منه، وفاتني.

وكان يكره أن يقال له الحَرّانيّ. وإنما سُمّي بذلك لأنّ أخويه عبد الله وعبد العزيز وُلِدَا بها. ولم يزالا بها، ولهما ثروة ونعمة. وأما أخَوَاه: عبد الخالق، وعبد الصَّمَد، وهو فُوِلدَا بإفريقيا ثمّ تحوّلوا منها.

مات أبو صالح بمصر سنة أربعٍ وعشرين في شعبان، وغلط من قال سنة ثمانٍ وعشرين.

262-

عبد الغنيّ بن سعيد بن عبد الرحمن الثَّقَفيّ1.

مولاهم المصريّ، أبو محمد.

روى عن: موسى بن عبد الرحمن الصّنعانيّ كتاب "التّفسير" عن ابن جُرَيْج، وموسى.

متروك.

رواه عنه: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ.

قال ابن يونس: ضعيف الحديث.

تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين في رجب.

263-

عبد الكبير بن المُعَافَى بن عِمران الأزديّ المَوْصِليّ2.

أحد الفُضَلاء، والزّهّاد.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 424، 425"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 642"، ولسان الميزان للحافظ "4/ 45".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 63"، والكامل في التاريخ "6/ 460".

ص: 154

روى عن: أبيه، وعن حمّاد وجماعة.

وخرج إلى الثغر وأقصى الدُّنيا، ونزل المِصِّيصة محملًا لذِكره، يبيع البقل.

روى عنه: عثمان بن سعيد التَّنُوخيّ، وغيره.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين، رحمه الله.

264-

عبد المُتَعَالي بن طالب1 -خ.

أبو محمد الأنصاريّ الظّفريّ البغداديّ.

عن: عَوَانة، وإبراهيم بن سَعْد، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، وابن وهب.

وعنه: خ، أحمد بن حنبل، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعبدان الأهوازي، وجماعة.

وقال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: ثقة.

مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

265-

عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك بن ذكوان2. -م. ن.

وقيل: عبد الملك بن عبد العزيز بن الحارث.

أبو نصر القيشريّ النَّسَويّ الدّقيقيّ التّمّار الزّاهد.

عن: أبان بن يزيد العطّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، والقاسم بن الفضل الحَرّانيّ، وجرير بن حازم، وسعيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ، وابن الأشهب العُطَارِديّ، وزُهَير بن معاوية، وعُقْبَة بن عبد الله الرفاعيّ الأصمّ، ومالك بن أنس، وطائفة.

وعنه: م. ون. ن عن رجلٍ: عنه، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وأحمد بن عليّ القاضي المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي وخلق.

1 انطر الجرح والتعديل "6/ 68"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 135"، وتاريخ بغداد "11/ 134"، 135"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 648".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 340"، والجرح والتعديل "5/ 385"، والتاريخ للبخاري "5/ 423".

ص: 155

قال أبو حاتم: ثقة. وقال: كان يُعَدُّ من الأبدال.

وقال النَّسائيّ: ثقة.

وقال سعيد البَرْدَعيّ: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن معين، ولا أحدٍ ممن امُتِحَن فأجاب.

وقال محمد بن سَعْد: أبو نصر التّمّار من أبناء خُراسان، ذُكر أنّه وُلِد بعد مقتل أبي مسلم الدّاعية بستّة أشهرُ، ونزل بغداد في رَبَض الطُّوسيّ، وتَجِر في التَّمْر، وغيره. وكان ثقة فاضلًا خيَّرًا ورِعًا.

تُوُفّي ببغداد في أوّل يوم من المحرَّم، سنة ثمانٍ وعشرين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وكان بَصَرُه قد ذهب.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَافِيُّ، أنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنا عبد اللَّهِ الْحَاسِبَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، ثنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا أبو نصر التّمّار، وعبد الأعلى ابن حَمَّادٍ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ قَالُوا: ثنا حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العثراء، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أما تكون الزّكاة من الّلّية؟ فَقَالَ:"لَوْ طُعِنَتْ فِي فَخْذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ"1.

قال محمد بن محمد بن أبي الورد: قال لي مؤذّن بِشْر الحافي: رأيت بِشْرًا فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟. قَالَ: غُفِر لي.

قلت: فما فعل بأبي نصر التّمّار؟ فقال: هيهات ذاك في عِلِّيّين بفقره وصبره على بنيانه.

266-

عبد الملك بن مسلمة بن يزيد2.

1 "حديث ضعيف": أخرجه أبو داود "2825"، والنسائي "7/ 228"، وابن ماجه "2183"، وأحمد "4/ 334".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 371"، والمجروحين لابن حبان "2/ 134"، وتاريخ الطبري "2/ 316"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 664".

ص: 156

أبو مروان المصريّ الفقيه، مولى بني أُمَيّة.

حمل عن: مالك، والَّليْث بن سَعْد، وابن لَهِيعَة، وغيرهم.

وعنه: الحَسَن بن قُتَيْبة أبو محمد العسقلانيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح المصريّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وأبو حاتم، وجماعة.

ضعّفه ابن حِبّان.

وقال ابن يونس: مُنْكَر الحديث.

قال: وهو مولى جَزْء بن عبد العزيز بن مروان، وكان فقيهًا من أصحاب مالك، وُلِدَ سنة أربعين ومائة، ومات في ذي الحجة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

267-

عبد المنعم بن إدريس1 اليماني.

ابن بنت وَهْب بن مُنَبَّه.

روى عن أبيه كتاب "المبتدأ"، وأدَّعى أنّه سمع من: ابن جريح، ومَعْمَر.

وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن أحمد البراء.

قال أحمد بن حنبل: يكذّب على وَهْب.

وقال البخاريّ: ذاهب الحديث.

قيل: إنّه عُمِّر تسعين سنة، ومات سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

268-

عبد الوهّاب بن2 عليّ.

أبو بِشْر التَّميميّ الكوفيّ.

عن: إسماعيل بن جعفر، وغيره.

وعنه: أحمد بن حمّاد زُغْبَة.

تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 67"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 138"، والمجروحين لابن حبان "2/ 157"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 668".

2 انظر تاريخ الطبري "9/ 68".

ص: 157

269-

عُبَيْد بن جناد الكِلابيّ1 الرَّقّيّ.

نزيل حلب وقاضيها، من موالي بني جعفر بن كلاب.

عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وابن المبارك، وعطاء بن مسلم، وابن عُيَيْنة.

وعنه: عُمَر بن شَبَّة، وأحمد بن يحيى الحَلَوانيّ، وابن أبي الحواري، وأبو زُرْعة.

قال ابن أبي حاتم: سُئِل عنه أبي، فقال: صَدُوق.

270-

عُبَيْد الله بن حفص بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن مَعْمَر2.

أبو عبد الرحمن القُرَشيّ التَّيْميّ البصْريّ الإخباريّ المعروف بابن عائشة، وبالعَيْشيّ، لأنّه من ولد عائشة بنت طلحة بن عُبَيْد الله.

سمع: حمّاد بن سَلَمَةَ، وجُوَيْرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد، ومهديّ بن ميمون، ووَهْب بن خالد، وأبا عَوَانة، وأبا هلال الراسبيّ.

وعنه: أبو داود، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البَغَويّ.

قال أبو حاتم، وغيره: صَدُوق في الحديث. وكان عنده عن حمّاد تسعة آلاف حديث.

وقال أبو داود: كان طَلّابًا للحديث، عالمًا بالعربيّة وأيّام النّاس، لولا ما أفسد نفسه. وهو صَدُوق.

وقال زَكَريّا السّاجيّ، قُرِفَ بالقَدَر وكان برِئًا منه. وكان من سادات أهل البصرة، غير مدافَع كَرَمًا سخيًّا.

قال يعقوب بن شَيْبَة: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربعمائة ألف دينار في الله، حَتّى التجأ إلى أن باع سقف بيته.

1 انظر الجرح والتعديل "5/ 404"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 132"، والثقات لابن حبان "8/ 432"، والإكمال "2/ 45".

2 انظر الجرح والتعديل "5/ 335"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 888"، وسير أعلام النبلاء "10/ 564-567".

ص: 158

وقال إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربيّ: ما رأت عيني مثل ابن عائشة.

فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيتَ أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، وابن رَاهَوَيْه، وتقول: ما رأيت مثلَ ابن عائشة.

فقال: نعم.

مات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

271-

عُبَيْد بنُ يحيى1.

أبو سُلَيم الأسدي مولاهم الْجَزَريّ.

عن: قيس بن الربيع، وعَبْثَر بن القاسم.

وعنه: هلال بن العلاء الرَّقّيّ، وأحمد بن بزيع الإسكاف الرّقّيّ.

272-

عبيد بن يعيش2 -م. ن.

أبو محمد الكوفيّ المحامليّ العطّار.

سمع: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن فُضَيْل، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبا بكر بن عيّاش، ويحيى بن آدم، وجماعة.

وعنه: م. ون. عن رجلٍ، عنه، أبو زُرْعة، والبخاريّ في كتاب "رفعِ الْيَدَين"، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُسُيّ، ومحمد بن جعفر القتّات، ومُطَيِّن، وخلْق.

قال أبو داود: ثقة ثقة.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال عمّار بن رجاء: سَمِعْتُ عُبَيْد بن يعيش يقول: أقمتُ ثلاثين سنة، ما أكلت بيدي باللّيل. وكانت أختي تلقمني، وأنا أكتب.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 431"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 897"، وتهذيب التهذيب للحافظ "7/ 87".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 414"، والجرح والتعديل "6/ 5، 6"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 9"، والثقات لابن حبان "8/ 431".

ص: 159

وقال أبو بكر بن مُنْجَوَيْه، وغيره: مات سنة تسعٍ وعشرين في رمضان.

273-

عُتْبَة بن سعيد بن حِبّان بن الرحض1.

ويقال الرَّخْس. أبو سعيد السُّلَميّ الحمصيّ.

عن: إسماعيل بن عيّاش، والوليد الموقريّ، ومَخْلَد بن الحسين، وأبي عَلْقَمَة عبد الله الفَرْوي.

وعنه: أبو أُمَيّة الطّرسوسيّ، وأبو عبد الله البخاريّ، عثمان بن سعيد الدّارميّ، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وجماعة.

قال النَّسائيّ: ليس به بأس.

قلت: لم يخرّجوا له شيئًا.

274-

عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله2 بن الزُّبَيْر.

أبو بكر الأَسَديّ الزُّبَيْريّ الفقيه الصالح المَدنيّ.

سمع "المُوَطّأ" ولازم مالِكًا، وصحِب عبد الله بن عبد العزيز العُمَريّ الزّاهد، وما زال من خيار العلماء.

قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: بلغني أنّ عتيق بن يعقوب حفظ "الموطأ" في حياة مالك.

فال ابن أبي حاتم: وروى عن: الزُّبَيْر بن الحريث، والدَّرَاوَرْديّ.

قلت: وعن: أبي بن عبّاس بن سهل.

وعنه: الذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، وعليّ بن حرب، والعبّاس بن أبي طالب، وطائفة.

تُوُفّي سنة أربعٍ أو ثمانٍ وعشرين ومائتين.

275-

عثمان بن سعيد الكوفيّ الزّيّات الطّبيب الصّائغ3 الأحول.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 371"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 528"، والثقات لابن حبان "8/ 508"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 902".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 439"، والجرح والتعديل "7/ 46".

3 انظر الجرح والتعديل "6/ 152"، وتهذيب الكمال "2/ 909"، وتهذيب التهذيب "7/ 19".

ص: 160

عن: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي مَعْشَر نَجِيح السِّنْديّ، وداود بن عُلَيّة، والقاسم بن مَعّن المسعوديّ، وعبيد الله ابن عَمْرو الرَّقّيّ، وجماعة.

وعنه: أحمد بن عثمان الأَوْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وأبو عبد الله البخاريّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

276-

عثمان بن سعيد بن مُرَّة القُرَشيّ المُرِّيّ الكوفيّ المكفوف1.

جار أبي غسّان النَّهْديّ.

روى عن: إسرائيل، ومِسْعَر، وعليّ بن صالح بن حيّ، والحَسَن بن صالح أخيه، وهيّاج بن بِسْطام، وطائفة.

وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل السُّلَميّ، ومحمد بن سليمان البَاغَنْديّ، وخلْق.

ذكره ابن حِبّان في كتاب "الثّقات".

277-

عُرَيْب المغنّية2.

كانت بارعة الحسن، كاملة الظّرف، حاذفة بالغناء وَقَوْلِ الشِّعْر، معدومة المِثْل، اشتراها المعتصم بمائة ألف وأعتقها.

ويقال: إنّ جعفر البرمكيّ كان قد أحبَّ امرأة وهي أمّ عُرَيب، فتزوّجها وترددّ إليها سرًّا، وأسكنها في مكان لئلا يعلم أبوه، فولدت له عُرَيب، ثمّ ماتت. فاسترضع جعفر لعُرَيب المراضع، وسلّمها إلى امرأةٍ نصرانية. فلمّا قُتِل باعَتْها النّصرانيّة سرًّا، فاشتراها الأمين من النّخّاسين، ولم يعرف ثمنها، فلمّا هلك الأمين عادت إلى سِنْبِس النّخّاس، وصارت له، فشُغف بها. وقدِم المأمون من طُوس، فاشتهر أمرها، واشتراها من سِنْبِس كرْهًا، فمات صَبَابَة بها. ثمّ صارت للمعتصم.

ولها أصوات معروفة، وأشعار مُطْرِبة، وصيت بحُسْن الصَّوت.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 152"، والثقات لابن حبان "8/ 450"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 909"، وتهذيب التهذيب "7/ 119".

2 انظر طبقات الشعراء لابن المعتز "425، 461"، والأغاني لأبي الفرج "21/ 52-90".

ص: 161

278-

عَفَّان بن مَخْلَد البَلْخيّ1.

عن: وَكِيع، ويحيى بن يَمَان.

وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.

279-

عليّ بن الجارود بن مَزْيَد النَّيْسَابوريّ.

أبو الحَسَن. ثقة مشهور، رحّال.

سمع: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة، وشَرِيك بن عبد الله، وطبقتهم.

وعنه: محمد بن أشرس، وزَكَريّا بن داود الخفّاف، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وغيرهم.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.

280-

عليّ بن الْجَعْد بن عبيد2 -خ. د.

أبو الحسن الهاشمي. مولاهم البغداديّ الجوهري الحافظ.

مُسند بغداد في زمانه.

سمع: محمد بن أبي ذئب، وشُعْبَة، وسُفْيان، وحريز بن عثمان، أحد التابعين، والحسن بن صالح بن حي، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وشَيْبان النحوي، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، والقاسم بن الفضل الحراني، وخلقًا كثيرًا. وتفرّد عن جماعة.

وعنه: خ. ود، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلي الموصلي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد ابن عبدوس بن كامل، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن عليّ المروزيّ، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 277، 278".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 338"، والجرح والتعديل "6/ 178"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 266"، وتاريخ الطبري "7/ 559".

ص: 162

وجاء عنه أنّه رأى الأعمش وقال: قدِمتُ البصرةَ سنة ستٍّ وعشرين، وكان سعيد بن أبي عَرُوبة حيًّا، ولقيت فيها همّام. ولقيت سُفْيان بمكّة سنة سبعٍ، وسمعت منه، ومن ابن عُيَيْنة.

وقال نِفْطَوَيْه: كان عليّ بن الْجَعْد أكبر من بغداد بعشر سنين.

وعن موسى بن داود قال: ما رأيت أحفظ من عليّ بن الْجَعْد. كنّا عند ابن أبي ذئب، فأملى علينا عشرين حديثًا، فحفظها وأملاها علينا.

وقال صالح جَزَرَة: سَمِعْتُ خَلَف بن سالم يقول: صرت أنا، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين إلى عليّ بن الْجَعْد، فأخرج إلينا كُتُبَه وذهب فظنَنّا أنّه يتخذ لنا طعامًا، فلم نجد في كتابه إلّا خطًا واحدًا. فلمّا فرغنا من الطّعام قال: هاتوا.

فحدَّث بكلّ شيء كتبناه حِفْظًا.

وقال عليّ بن الْجَعْد: كتبت عن سُفْيان بن عيينة بالكوفة سنة ستّين ومائة.

وقال عبدوس النَّيْسَابوريّ: ما أعلم أنّي لقيت أحفظ من عليّ بن الْجَعْد، وكان عنده عن شُعْبَة نحوٌ من ألف ومائتي حديث.

وقال أبو حاتم: ما كان أحفظه لحديثه وهو صَدُوق.

وقال أبو جعفر النُّفَيْليّ: لا يُكْتَب عن عليّ بن الْجَعْد، وضعّف أمره جدًا وقال أبو إسحاق الْجَوْزجانيّ: عليّ بن الْجَعْد متشبّث في بِدَعه، زائغٌ عن الحقّ.

وقال أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ: قلت لعليّ بن الْجَعْد: بَلَغَني أنّك قلت: ابن عَمْرو ذاك الصّبيّ.

قال: لم أقُل، ولكن معاوية ما أكره أن يُعذّبه الله.

وقال هارون بن سفيان المستلي: كنت عند عليّ بن الْجَعْد فذكر عثمان، فقال: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حقّ.

قلت: لا واللهِ، ما أخذها إلّا بحقّ، إن كان أخذها.

فقال: لا واللهِ، ما أخذها إلّا بغير حقّ.

وقال داود: وُسِمَ عليّ بن الْجَعْد بمَيْسم سوء، قال: ما يسوءني أن يعذّب الله معاوية.

ص: 163

وقال العُقَيْليّ: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لِمَ لَم تكتب عن عليّ بن الْجَعْد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه. وكان يبلغه عنه أنّه يتناول الصّحابة.

وقال زياد بن أيّوب: سَمِعْتُ عليّ بن الْجَعْد يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ: مخلوقٌ، لم أعنّفه.

وقال ابن مَعِين: عليّ بن الْجَعْد أثبت البغداديّين في شُعْبَة، وهو ثقة، صَدُوق.

وقال النَّسائيّ: صَدُوق.

وَقَالَ عَبْدُ الرّزّاق بن سليمان بن عليّ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَحْضَرَ الْمَأْمُونُ أَصْحَابَ الْجَوْهَرِ، فَنَاظَرَهُمْ عَلَى متاعٍ كَانَ مَعَهُمْ ثُمَّ نَهَضَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَامَ لَهُ كُلُّ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ إِلا ابْنُ الْجَعْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ كَهَيْئَةِ المُغْضِبِ، ثُمَّ اسْتَحْلَلَهُ فَقَالَ: يَا شَيْخُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُومَ لِي؟ قَالَ: أَجْلَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَدِيثِ الَّذِي يَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"1.

فَأَطْرَقَ2 الْمَأْمُونُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: لا يُشْتَرَى إِلا مِنْ هَذَا الشَّيْخِ.

قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِقِيمَةِ ثَلاثِينَ أَلْفِ دِينَارٍ.

قال أبو القاسم البَغَويّ: أُخْبِرتُ انه ولد سنة أربعٍٍ وثلاثين ومائة؟ وأُخْبِرتُ عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنّه قال في جنازة عليّ بن الْجَعْد: أخبرني، يعني عليًّا، أنّه منذ نحو ستين سنة، يصوم يومًا، ويُفْطر يومًا.

قال البَغَويّ: تُوُفّي يوم السبت لستٍّ بقين من رجب سنة ثلاثين، وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.

قلت: آخر من روى حديثه في الدُّنيا عاليًا أبو المُنَجّا بن الَّلّتيّ، وهو أعلى ما سُمِعَ اليوم، وهو سنة خمس عشرة وسبعمائة.

1 "إسناده ضعيف مرسل، والحديث صحيح": أخرجه أبو داود "5229"، وأحمد "4/ 93، 100"، وانظر الصحيحة "357".

2 أي نظر في الأرض متأملا.

ص: 164

281-

عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الْكُوفِيُّ1.

حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عيّاش، وعبد الله بن إدريس.

وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عَبْدُوس السّرّاج.

وَثّقَهُ مُطَيَّن وقال: تُوُفّي سنة ثلاثين أيضًا.

282-

عليّ بن الحسن بن طيبان -خ. ن.

أبو الحسن المروزيّ الملجكانيّ.

عن مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي عَوَانة، ورافع بن سَلَمَةَ.

وعنه: خ. ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن واصل، وجماعة.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين بخُراسان.

283-

عليّ بن رُزَيْن2.

أبو عبد الله الهَرَويّ. من سادة الصُّوفيّة.

كان أستاذ "أبي" عبد الله المغربيّ الزّاهد.

ذكر إبراهيم بن شَيْبان الصّوفيّ عليا فقال: أتى عليه مائة وعشرون سنة. وقد صحب الحسن البصّريّ.

قلت: هذا ليس بصحيح.

قال: وقبره بجبل الطُّور سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

284-

عليُّ بن عبد الحميد بن مصعب المعنيّ3 -ت. ن.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 178"، والثقات لابن حبان "8/ 468"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 366".2 انظر صفة الصفوة لابن الجوزي "4/ 336".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 408"، والجرح والتعديل "6/ 195"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 287"، والثقات لابن حبان "8/ 465".

ص: 165

أبو الحسن، وقيل أبو الحسين الكوفيّ.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز الماجِشُون، وسليمان بن المغيرة، وسلّام بن مسكين، وزُهَير بن معاوية، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن خيثمة، وإسماعيل بن سَمُّوَيْه، وبِشْر بن موسى، والدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.

وَثّقَهُ أبو حاتم، وغيره.

قال النَّسائيّ: مات سنة اثنتين وعشرين.

علّق له البخاريّ حديثًا، رواه بعينه التِّرْمِذِيّ، عن البخاريّ، عن عليّ بن عبد الحميد.

وهو ابن عمّ عبد الرحمن بن مُصْعَب.

كذا قال ابن سَعْد. وإنّما هو ابن أخيه.

قال: وكان فاضلًا خيّرًا.

285-

عليّ بن عثمان اللّاحقيّ البصْريّ1.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي عَوَانة، وداود بن أبي الفُرات، وجُوَيْرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد.

وعنه: مُعَاذ بن المُثَنَّى، ويحيى بن محمد بن الذُّهَليّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وإبراهيم بن فهد، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وطائفة.

تُوُفّي بالبصرة سنة ثمانٍ وعشرين، وكان صَدُوقًا.

وأما ابن خراش فقال: فيه اختلاف.

وهو أبو الحَسَن عليّ بْنُ عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ. وقد روى عنه عَفَّان، وهو أكبر منه.

وقال أبو حاتم: ثقة.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 196"، والثقات لابن حبان "8/ 465"، وميزان الاعتدال للمصنف "10/ 568، 569".

ص: 166

286-

عليّ بن عثّام بن عليّ1 -م.

الإمام أبو الحَسَن الكلابيّ العامري الكفويّ، نزيل نَيْسَابُور.

سمع: شَرِيك بن عبد الله، وحمّاد بن زيد، وعبد السَّلام بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وفُضَيْل بن عِيَاض، وداود بن نُصَيْر الطّائيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة، ووالده عَثّام بن عليّ، وطائفة.

وعنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسلمة بن شبيب، وأيوب بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وأبو حاتم الرّازيّ، وجماعة.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

وروى مسلم حديثًا، عن رجلٍ، عنه.

قال الحاكم في "تاريخه" في حقّه: أديب، فقيه، حافظ، زاهد، واحد عصره، وكان لا يُحَدِّث إلّا بعد الجهد، وأكثر ما أخذ عنه الحكايات والزهديات، قرأتُ بخط أبي عَمْرو المستملي: سَمِعْتُ محمد بن عبد الوهّاب يقول: ما رأيت مثل عليّ بن عثّام في العُسْر في الحديث. وكان يقول: النّاس لا يُؤْتَوْن من حليم. يجيء الرجل فَيسأل، فإذا أخذ غلط، ويجيء الرجل فيأخذ ثمّ يصحّف، ويجيء الرجل، فيأخذ ليُماري صاحبه، ويجيءُ الرجل، فيأخذ ليُباهي به، وليس عليّ أن أعلم هؤلاء إلّا رجل يجيئني، فيهتمّ لأمر دينه، فحينئذٍ لا يَسَعَني أن أمنعه.

وقال: سَمِعْتُ عليّ بن عثّام، وكان من أفصح النّاس يقول النّاس يقول: دَنّت إلينا دانّة من بني هلال، وهم من أفصح النّاس، فخرج عليّ بعضهم بُنيٌّ له فقال: يا أبه، إنّ فلانًا دفعني في حَوْمة الماء.

قلت: يا بني، وما حَوْمة الماء.

قال: بُعْثُطة.

قلت: وما بُعْثُطة؟ قال: مَجمّة الماء.

قلت: وما مجمّة؟ فقال كلمة لم أحفظها.

1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 464"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 984، 985"، وسير أعلام النبلاء "10/ 565-571".

ص: 167

قال محمد بن عبد الوهّاب: ورد عليّ بن عثّام نَيْسابور سنة خمسٍ ومائتين، فسكنها، فلمّا ورد عبد الله بن طاهر، بعث إليه يسأله حضور مجلسه، فأبى عليه، وتشفع بإسحاق بن رَاهَوَيْه حَتّى أعفاه، ثمّ خرج من نَيْسَابُور سنة خمسٍ وعشرين ومائتي، فحجّ وذهب إلى طَرَسُوس، فسكنها إلى أن تُوُفّي بِطَرَسُوس سنة ثمانٍ وعشرين.

287-

عليّ بن قُدامة الطُّوسيّ الوكيل1.

حدَّث ببغداد عن: ابن المبارك، وعبيدة بن حميد.

وعنه: عبّاس الدّوريّ، إسحاق الخَتُّليّ.

قال يحيى بن مَعِين: لم يكن ممّن يكذب.

وقال غيره: مات سنة تسعٍ وعشرين.

288-

عليّ بن قَرِين بن بَيْهس الأصبهانيّ2.

عن: خالد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وعفيف بن سالم، وطائفة.

وعنه: أسيد بن عاصم، ويحيى بن مُطَرِّف، وأحمد بن مهران، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، وعِمران بن عبد الرحيم الأصبهانيون، وأحمد بن محمد البَرائيّ.

قال أبو نُعَيْم: كان يُضَعَّف.

وقيل: تُوُفّي بعد الثلاثين، فربّما أُعيده.

كذّبه ابن مَعِين، وموسى بن هارون، وجماعة.

289-

عليّ بن المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى التَّميميّ المَوْصِليّ3.

والد أبي يعلى أحمد بن عليّ.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 50، 51"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 151"، ولسان الميزان للحافظ "4/ 251".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 201"، والكامل لابن عدي "5/ 1857"، والضعفاء للعقيلي "3/ 349"، والميزان للمصنف "3/ 15".

3 انظر الإكمال لابن ماكولا "2/ 190".

ص: 168

روى عَنْ: هُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وعنه: ابنه في مُسْنَدِه.

290-

عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سيف1.

أبو الحَسَن المدائنيّ الأخباريّ.

بصْريٌّ سكن بغداد بعد أن سكن المدائن مُدّةً، فَنُسِبَ إليها، وهو صاحب المصنّفات المشهورة.

وكان عالمًا بالمغازي والسِّير والأنسابْ، وأيّام العَرب. صَدُوقًا فيما يُبْديه.

سمع من: قُرَّةَ بن خالد، وشُعْبَة، وعَوَانة بن الحَكَم، وجُوَيْريه بن أسماء، وابن أبي ذئب، وسلّام بن مسكين، ومبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وطائفة.

وعنه: خليفة بن خيّاط المصريّ، والزُّبَيْر بن بكّار، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، والحارث بن أبي أُسَامة، والحَسَن بن عليّ بن المتوكل، وآخرون.

قال أحمد بن أبي خَيْثَمة: كان أبي، ومُصْعَب الزُّبَيْريّ، ويحيى بن مَعِين، يجلسون بالعَشِيّات على باب مُصْعَب، فمرّ ليلةٍ رجلٌ على حمارٍ فارهٍ2 وبزّةٍ3 حسنة، فسلَّم، وخصَّ بمسائله يحيى بن مَعِين، فقال له يحيى: يا أبا الحَسَن، إلى أين؟ قال: إلى دار هذا الكريم الذي يملأ كُمّي دنانيرَ ودراهم إسحاق بن إبراهيم المَوْصِليّ.

قال: فلمّا وَلَّى قال يحيى بن مَعِين: ثقة ثقة ثقة.

قال: فسألت أبي من هذا؟ قال: المدائني.

وقال محمد بن حرب، وذكر المدائني، فقال: أخبرني بنسبه الحارث، وذكر أنّه قبل موته بثلاثين سنة سرد الصوم، وأنّه كان قد قارب المائة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أعيش.

1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 191"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 161"، والكامل في التاريخ "6/ 516"، وسير أعلام النبلاء "10/ 400-402".

2 أي طويل.

3 البَزُّ: نوع من الثياب.

ص: 169

قال: وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين، وكان عالمًا بالفُتُوح، والمغازي، والشِّعْر، وأيّام النّاس، صَدُوقًا في ذلك.

وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، رحمه الله.

مات في دار إسحاق الموصليّ، وكان منقطعًا إليه.

وقال ابن الأخشيد المتكلّم: كان المدائني متكلّمًا من غِلْمَان مَعْمَر بن الأشعث.

حكى المدائني قال: أمر المأمون بإدخالي عليه، فذكر عليًّا رضي الله عنه، فحدّثته فيه بأحاديث، إلى أنْ ذَكَر لعْنَ بني أُمَيّة له، فقلت: حدَّثني أبو سَلَمَةَ المُثَنَّى بن عبد الله الأنصاري قال: لي رجلٌ: كنتُ بالشّام فجعلت لا أسمع عليًّا ولا حَسَنًا ولا حُسَيْنًا رضي الله عنهم، إنّما أسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجلٍ على بابه، فاستقيته فقال: أسقِه يا حَسَن.

فقلت: أَسَمَّيْتَ حَسَنًا؟ فقال: أولادي حَسَن وحُسَين وجعفر، فإنّ أهل الشّام يسمّون أولادهم، بأسماء خلفاء الله، ولا يزال أحدهم يلعن ولده ويشتُمُه، فلم أسمّهم بذلك لئلّا أَلْعَنَ إنْ لَعَنْتُهُم خلفاء الله.

فقلت: حسِبْتُكَ خيرَ أهل الشّام، وإذا ليس في جهنّم شرٌّ منكم. فقال المأمون: لا جَرَم، قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم ومَن في الأصلاب، يعني لَعْن الشّيعة للنّاصبة.

ذكر ياقوت الحَمَويّ أسماء مصنّفات المدائنيّ في خمسٍ ورقات ونصف، منها: كتاب "تسمية المنافقين وأخبارهم"، كتاب "حَسَب النبيّ صلى الله عليه وسلم"، كتاب "فتوحه"، كتاب "عُهُوده".

وله عِدّة كُتُب في "أخبار قريش" و"أهل البيت"، كتاب "من هجاها زوجُها"، "تاريخ الخلفاء الكبير"، كتاب "خُطَب عليّ"، كتاب "أخبار الحَجّاج"؛ وعِدّة كُتُب في الفتوحات، وعِدّة كُتُب في الشُّعراء وأخبارهم، "خبر أصحاب الكهف"، "أخبار ابن سِيرِين"، كتاب "الجواهر"، كتاب "الأكَلَةَ"، كتاب "الزَّجْر والفأل"، وغير ذلك.

ص: 170

291-

عليّ بن مَيْسَرة بن خالد الهَمْدانيّ1.

أبو الحَسَن.

محدِّث رحّال.

روى عن: ابن المبارك، وأشعث بن عطّاف، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، قال أبو حاتم: صَدُوق.

292-

عليّ بن أبي هاشم بن طِبْراخ البغدادي2 -خ.

واسم أبيه عُبَيْد الله.

عن: شَرِيك، وهُشَيْم، وحمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سَعْد، وطائفة.

وعنه: خ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسحاق الحربي، وعبد الله بن الحسين المِصِّيصيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وآخرون.

وقف في القرآن فتكلّموا فيه قليلًا.

وأمّا أبو حاتم فقال. وقف في القرآن، فترك النّاس حديثه.

وتكلَّم فيه ابن معين، وابن المَدِينيّ للوقف.

293-

عمّار بن نصر3.

أبو ياسر السَّعْديّ الخُراسانيّ، المَرْوَزِيّ.

عن: جرير، وابن المبارك، وابن عُيَيْنة، وبقيّة، ويوسف بن عطيّة، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم، وصالح جَزَرَة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال جزرة: عندي لا بأس به.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 205، 206".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 194، 195"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 9"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 994، 995".

3 انظر الجرح والتعديل "6/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 518"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 255، 256"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 997، 998".

ص: 171

وقال أَبُو حاتم: صَدُوق.

وذكره ابن حِبّان فِي "الثقات".

مات في رمضات سنة تسعٍ وعشرين ببغداد.

294-

عمّار بن هارون1.

أبو ياسر البصْريّ المستملي الدّلّال.

عن: أبي المقدام هشام بن زياد، وعُتْبَة بن عبد الله الرفاعيّ، وسلّام بن مِسْكين، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وجماعة.

وعنه: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحَسَن بن سُفْيان، وآخرون.

قال أبو أحمد بن عَدِيّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ.

وقال موسى بن هارون: متروك الحديث.

295-

عُمَر بن إبراهيم بن خالد الهاشميّ2.

هو آخر من زعم أنّه سمع من عبد الملك بن عُبَيْد.

روى عنه: عبد الله بن أيّوب المُخرّميّ، وإسحاق الخُتُّليّ، وأحمد بن مُصْعَب المَرْوَزِيّ.

ذكره ابن أبي حاتم، ولم يضعّفْه.

وقال الخطيب في كتاب "السّابق واللّاحق": بَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بعد العشرين ومائتين.

قلت: وروى عن: عيسى بن عليّ العبّاسيّ، وابن أبي ذئب، وشُعْبَة، وسُفْيان. وأظنّه أنّه سقط بينه وبين عبد الملك رجل.

قال الخطيب في تاريخه: عُمَر بن إبراهيم أبو حفص يُعرف بالكرديّ، مولى بني هاشم، كان غير ثقة.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 518"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 255، 256".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 98"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 202"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 179، 180"، ولسان الميزان للحافظ "4/ 280".

ص: 172

وقال أحمد بن محمد بن عُقْدة الحافظ: ضغيف.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.

296-

عُمَر بن حفص بن غياث النخعيّ الكوفيّ1 -خ. م. د. ت. ن.

أبو حفص.

عن: أبيه، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس الأَوْديّ.

وعنه: خ. م. ود. ت. ن، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بن مُلاعِب، وإسماعيل سَمُّوَيْه، والدّارميّ، والذُّهَليّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال أبو داود: تَبعْتُه إلى منزله، ولم أسمع منه، يعني لم يتّفق له الأخْذ عنه.

قال البخاريّ: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.

قلت: لم يخرّجوا له شيئًا عن غير أبيه.

297-

عُمَر بن الخطاب الكِنْديّ.

مولاهم الإسكندرانيّ. إخباريٌّ له تاريخ.

روى عن: همّام بن إسماعيل، ويعقوب بن عبد الرحمن، وغيرهما.

قَالَ ابن يونس: تُوُفّي في ذي القعدة عن إحدى وعشرين.

298-

عُمَر بن سعيد بن سليمان2.

أبو حفص القرسيّ الدّمشقيّ الأعور.

روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، وخالد بن يزيد، والوليد بن مسلم، وجماعة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "6/ 103"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 150"، والثقات لابن حبان "8/ 445".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 111"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 106"، والمجروحين لابن حبان "2/ 89"، والكامل لابن عدي "5/ 127".

ص: 173

وعنه: ابن سَعْد في "الطّبقات"، وابن أبي الدُّنيا، ومحمد بن سَعْد العَوْفيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وعثمان بن خُرَّزاذ، وطائفة.

تركه أبو حاتم.

وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.

وقال مسلم: ضعيف الحديث.

وقال أبو حسّان الزّياديّ: توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين عن نيفٍ وثمانين سنة. سكن بغداد.

299-

عُمَر بن عبد الوهّاب بن رياح بن عُبَيْدة1 -م. ن.

أبو حفص الرياحيّ البصريّ.

عن: جُوَيْريه بن أسماء، ويزيد بن زُرَيْع، ومُعْتَمِر بن سليمان.

وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، والبخاري، ومحمد بن رافع، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وحنبل بن إسحاق، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة مأمون. ذهبتُ إليه في جامع البصرة فقلت له: إنّ رأيت أن تحدِّثني؟ فقال: ليس هذا موضعه، إن أردتَ ففي المنزل.

وكان منزله في أقصى البصرة، فأتيناه ولم نصادفْه، ولم نعد إليه.

قال البخاريّ، وابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة إحدى وعشرين. زاد البخاريّ: لأيّام بقين من شَعْبان.

300-

عُمَر بن عثمان بن عاصم بن صهيب2 التَّيْميّ.

مولاهم أبو حفص الواسطيّ ابن عمّ عاصم بن عليّ.

روى عن: عبّاد بن العوام، وعبد السّلام بن حرب، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 122، 123"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 176، 177"، والثقات لابن حبان "8/ 445"، وتهذيب الكمال"2/ 1019".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 124"، وتاريخ خليفة "439، 441"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1019"، وتهذيب التهذيب "7/ 481".

ص: 174

وعنه: أحمد بن سنان، وأبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.

301-

عمر بن علي بن أبي بكر الكندي الأسعدي الرازي1.

سمع: أباه وعبد العزيز الدراوردي، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهم.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وقالا: صدوق.

302-

عمرو بن حماد بن طلحة الكوفي القتاد2 -م. د. ن.

وقد يُنْسَبُ إلى جدّه.

عن: أسباط بن نصر، وهو مُكْثِر عنه، والمطِّلب بن زياد، ومَنْدَل بن عليّ، وعليّ بن هاشم بن البريد، وحفص القاريّ، وجماعة.

وعنه: م. ود. ن، عن رجلٍ، عنه، وإبراهيم الْجَوْزجانيّ، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وعبّاس التُّرْقُفَيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان، وتَمْتَام، وعليّ بن عبد العزيز، وخلْق.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال أبو داود: كان من الرافضة، ذكر عثمانَ بشيءٍ، فطلبه السُّلطان.

وقال مَطَيِّن: مات في صفر سنة اثنتين وعشرين.

قُلْتُ: لَهُ فِي "مُسْلِمٍ" حَدِيثٌ وَاحِدٌ، أَنْبَأَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْجَمَّالِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، نَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانُ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، فَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدَّيَّ، فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا وَرِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ"3.

وفي البصْريين ممن اسمه: عَمْرو بن حمّاد، رجلان.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 125".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 228"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 323"، والثقات لابن حبان "8/ 483"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 103".

3 "خبر صحيح": أخرجه مسلم "2329".

ص: 175

303-

عَمْرو بن حمّاد الأزْديّ الفَرَاهِيديّ1.

عن: حمّاد بن زيد.

وعنه: إسحاق بن وَهْب العلّاف، وغيره.

304-

عَمْرو بن حمّاد العَبْديّ2.

عن: مروان بن معاوية الفَزَاريّ، وغيره.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم وقال: صَدُوق.

305-

عَمْرو بن خالد بن فرّوخ بن سعيد3 -خ. ق.

أبو الحسن التّميميّ، ويقال: الخزاعيّ الحرّانيّ، نزيل مصر.

والد أبي عُلاثة محمد بن عمرو.

روى عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد الحميد بن بهرام، والَّليْث بن سَعْد، وزُهَير بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وابن اهيعة، وطائفة.

وعنه: خ. وق، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وابنه أبو عُلاثة، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ، وعثمان بن خرّزاذ، وعمر بن عبد العزيز بن مِقْلاص، والحَسَن بن الفَرَج الغزّيّ، وأبو الزِّنْبَاع رَوْح بن الفَرَج، وخلْق.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال أحمد العِجْليّ: ثقة، ثَبْت.

وقال البخاريّ: مات سنة تسعٍ وعشرين.

306-

عَمْرو بن الصّبّاح4.

أبو حفص الكوفيّ الضّرير المقرئ المجّود. صاحب حفص.

1 انظر تهذيب الكمال للمزي "2/ 1030"، وتهذيب التهذيب للحافظ "8/ 23".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 228، 229"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 323"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1030".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 518"، والجرح والتعديل "6/ 230"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 327"، والثقات لابن حبان "8/ 485".

4 انظر غاية النهاية لابن الجزري "1/ 601".

ص: 176

قرأ على حفص، وروى الحروف عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر بن عيّاش.

وكان محقّقًا حاذقًا بالقراءة، له حلقة كبيرة وأصحاب.

قرأ عليه: عليّ بن سعيد البزّاز، والحسن بن المبارك، وعليّ بن محصن، ومحمد بن عبد الرحمن الخيّاط شيح ابن شنبود، وآخرون.

وبعض النّاس يقول: إنّه لم يقرأ على حفص، بل أخذ عنه الحروف. تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

307-

عَمْرو بن عَوْن بن أَوْس بن الجعد1 -خ. د. ع.

الحافظ أبو عثمان السّلميّ الواسطيّ البزّاز.

عن: الحمَّادَيْن، وأبي عَوَانة، وعبد العزيز بن الماجِشُون، وشَرِيك القاضي، وهُشَيْم، وطائفة.

وعنه: خ. ود، وخ. أيضًا، والباقون بواسطة، وحَجَّاج بن الشَّاعر، وعبد الله المُسْنَديّ، والدّارميّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وخلْق.

وَثّقَهُ غير واحد.

وقال يزيد بن هارون: عَمْرو بن عَوْن ممّن يزداد كلّ يوم خيْرًا.

وقال إبراهيم بن عبد الله الختّليّ، سَمِعْتُ يحيى بن مَعِين يقول: ثنا عَمْرو بن عَوْن، وأطنب يحيى في الثّناء عليه.

وقال أبو زُرْعة: قلّ من رأيت أثبت حِفْظًا.

وقال أبو حاتم: ثقة حُجّة.

وقال حاتم بن الَّليْث: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 252"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 361"، والثقات لابن حبان "8/ 485"، وتاريخ الطبري "1/ 326".

ص: 177

308-

عمرو بن مرزوق1 -د. خ. مقرونًا.

أبو عثمان الباهليّ، مولاهم البصْريّ.

عن: عِكْرِمة بن عمّار، ومالك بن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، والحمَّادَيْن، وعبد الرحمن المسعودي، وأبي إدريس صاحب لأنسٍ.

وعنه: خ. مقرونًا، ود، وأبو زُرْعة، وحرب الكِرْماني، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن محمد بن حبّان التّمّار، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق.

وكان يحيى القطّان لا يرضاه في الحديث. قاله القَواريريّ.

وقال أبو زُرْعة: سَمِعْتُ سليمان بن حرب وذكر عَمْرو بن مرزوق فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه.

وقال سعيد بن سَعْد البخاريّ سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: كانت الكُتُب التي عند أبي داود الطَّيَالسيّ لعَمْرو بن مرزوق. وكان عَمْرو رجلًا غزّاء يغزو في البحر، فلمّا مات أبو داود حوّل عَمْرو كُتُبَه.

وقال ابن المَدِينيّ: اتركوا حديث الفهرين والعمرين، يعني فهر بن حيّان، وفهر بن عَوْف، وعَمْرو بن مرزوق، وعَمْرو بن حكَّام.

وقيل: كان عند عَمْرو بن مرزوق، عن شُعْبَة ثلاثة آلاف حديث.

وقال أبو الفتح الأزْديّ: كان سماع أبي داود الطَّيَالسيّ، وعَمْرو بن مرزوق من شُعْبَة شيئًا واحدًا. وكان ابن مَعِين يطري عَمْرًا ويرفع ذِكْره.

وقال أبو زُرْعة: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل، وقيل له: إنّ عليّ بن المَدِينيّ تكلَّم في عمرو، فقال: عمرو رجل صالح، لا أدري ما يقول عليّ.

قال عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدِم من البصرة: لِمَ لَم تكتب عن عَمْرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت.

1 انظر القيادة الكبرى لابن سعد "7/ 305"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 373"، والصغير له "229"، وانظر الجرح والتعديل "6/ 263".

ص: 178

فقال: إنّ عَفَّان كان يرضى عَمْرًا، ومن كان يُرضي عَفَّان؟

وقال أحمد: كان عَمْرو صاحب غزوٍ وخير.

وقال محمد بن عيسى بن أبي قماش: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: ثقة مأمون، صاحب غزوٍ وقرآن وفضل، وحَمَده جدًا.

وقال أبو حاتم: كان ثقة من العباد، ولم نجد أحدًا مِن أصحاب شُعْبَة كان أحسن حديثًا منه.

وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ أحمد بن محمد بن خالد يقول: لم يكن بالبصرة مجلس أكبر من مجلس عمرو بن مرزوق. كان فيه عشر آلاف رجل.

وقال النَّسائيّ في الكُنَى: أنا الحَسَن بن أحمد بن حبيب، ثنا بُنْدار: سَمِعْتُ عَمْرو بن مرزوق.

وسئل: أَتَزوّجت ألف امرأة؟ فقال: أو زيادة على ألف امرأة.

قال محمد بن عيسى بن أبي قمّاش: رأيته احمر الرأس والّلحية، وكان يخضِب بالحِنّاء، ومات بالبصرة في صَفَر سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

قلت: وله سميٌّ وهو في طبقة شيوخه.

309-

عَمْرو بن مرزوق الواشجيّ البصْريّ1.

عن: عَوْن بن أبي شدّاد، وغيره.

وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو عُمَر الحَوْضيّ، وموسى بن إسماعيل، وجماعة.

قال ابن مَعِين: ليس به بأس.

310-

عَمْرو بن هارون2.

أبو عثمان المقرئ.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 263"، والتاريخ لابن معين "2/ 452"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 372"، وتهذيب الكمال "2/ 1050".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 368"، والثقات لابن حبان "8/ 498".

ص: 179

صَدُوق مرضيّ.

روى عن: ابن عُيَيْنة، ويحيى بن العلاء.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان، وغيرهما.

311-

عِمران بن ميسرة1 -خ. د.

أبو الحسن المنقريّ البصريّ الآدميّ.

عن: عبد الوارث بن سعيد، ويحيى بن زَكَريّا بن أبي زائدة، وعبّاد بن العوام، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وطائفة.

وعنه: خ. د، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وآخرون.

قال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وعشرين.

312-

عمران بن هارون الرملي2.

أبو موسى.

عن: عطاف بن خالد، وابن لهيعة، ومسكين المؤذن، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.

وعنه: موسى بن سهل الرملي، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو زرعة: صدوق.

وقال ابن يونس: في حديثه لين، ويعرف بالصوفي.

قلت: يروي الطبراني، عن مسعود بن محمد الرَّمْليّ، عنه.

313-

عَوْن بن جبلة الأزديّ الموصليّ الأديب3.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 306"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 429"، والثقات لابن حبان "8/ 498"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1059".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 307"، والثقات لابن حبان "8/ 498"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 244"، ولسان الميزان "4/ 350، 351".

3 انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير "6/ 346".

ص: 180

روى عن: وَكِيع.

وعنه: جابر المَوْصِليّ.

قُتِلَ سنة ثلاثين، فهاجت الحرب بسببه بين الأزد واليمن.

314-

عون بن سلاّم1 -م.

أبو جعفر الكوفيّ.

سمع: أبا بكر النَّهْشَليّ، وزُهَير بن معاوية، ومحمد بن طلحة بن مُصَرِّف، وإسرائيل بن يونس.

وعنه: م، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن هارون، وأحمد علي الأبار، ومحمد بن عبد الله مطين.

وهو من كبار شيوخهم.

وكان صدوقا معمرا، توفي في ذي القعدة سنة ثلاثين، وله تسعون سنة.

315-

العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي2.

أبو محمد شيخ واهي الحديث.

قال ابن قانع: توفي سنة سبعٍ وعشرين.

قلت: روى عن أبي إسحاق الفزاريّ حديثًا موضوعًا، وعن وضّاح بن حسّان حديثًا موضوعًا.

روى عنه: حفص بن عمرو بن صبيح البصريّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وعمر بن حفص السّياريّ، وغيرهم.

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بحال.

وقال أبو الفتح الأزْديّ: لا يُكْتَب عنه بحال.

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 388"، والثقات لابن حبان "8/ 516"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1066".

2 انظر الجرح والتعديل "6/ 355"، والثقات لابن حبان "8/ 504"، والمجروحين له "2/ 185"، ولسان الميزان للحافظ "4/ 185".

ص: 181

316-

العلاء بن موسى بن عطية1.

أبو الجهم الباهليّ صاحب الجزء المشهور الذي هو أعلى الأجزاء إسنادًا في سنة خمس عشرة وسبعمائة.

قال أبو بكر الخطيب: كان صَدُوقًا سمع: الَّليْث بن سَعْد، وسوّار بن مُصْعَب، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة.

وعنه: إسحاق بن سنين، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البَغَويّ، وغيرهم.

تُوُفّي ببغداد في أوّل سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

317-

عيّاش بن الوليد الرّقام2 -خ. د.

أبو الوليد البصريّ القطّان.

عن: مُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن فُضَيْل، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.

وعنه: خ، ود، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأحمد بن خيثمة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد بن حبّان التمار.

وقد روى أبو داود أيضا، عن عيسى بن شاذان، عنه.

قالوا: تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

318-

عيسى بن إبراهيم البركي3 -د.

من سكّة البرك بالبصرة.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 240، 241"، وسير أعلام النبلاء "10/ 525"، والعبر "1/ 403".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 6"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 48"، والثقات لابن حبان "8/ 509"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1075"، 1076".

3 انظر الجرح والتعديل "6/ 272"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 407"، والثقات لابن حبان "8/ 494"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1077".

ص: 182

سمع: حمّاد بن سَلَمَةَ، والحارث بن نَبْهان، وعبد العزيز بن مُسْلم القسمليّ، وجماعة.

وعنه: د، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة ثمانٍ وعشرين أيضًا.

319-

عيسى بن أبان1.

الفقيه صاحب محمد بن الحَسَن. ولي قضاء البصرة، وغيرها. وصنّف التصانيف.

وحدَّث عن: هُشَيْم، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى بن أبي زائدة.

وعنه: الحَسَن بن سلّام السّوّاق، وغيره.

وكان أحد الأجواد الكرام.

ويُحكى عنه القول بخلْق القرآن، أجارنا الله، وهو معدودٌ من الأذكباء.

قال بكّار بن قتيبة: سَمِعْتُ هلال الرأي يقول: ما قَعد في الإسلام قاضٍ أفقه من عيسى بن أبان في زمانه.

وقال الطَّحَاويّ: سَمِعْتُ بكّار القاضي يقول: كان لنا قاضيان لا مِثْل لهما: إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، وعيسى بن أبان.

قال الطَّحَاوي: حدَّثني أبو حازم القاضي: حدَّثني شُعَيْب بن أيّوب قال: لمّا أتى عيسى بن هارون إلى المأمون بتلك الأحاديث التي أوردها على أصحابنا، قال المأمون لإسماعيل بن حمّاد، ولِبِشْر، ولابن سِماعة: إن لم تُبَيْنوا الحُجَّة وإلّا منعْتُكم من الفتوى بهذا القول، يعني الذي يخالف هذه الأحاديث، وجمعت النّاسَ على خلافه.

ولم يكن عيسى بن أبان حضرَ، كان دونهم في السِّنّ، فوضع إسماعيل بن حمّاد

1 انظر الجرح والتعديل "6/ 272"، والتاريخ الكبير "6/ 407"، والثقات لابن حبان "8/ 494"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1077".

ص: 183

كتابًا كان سِبابًا كله، وتكلّف يحيى بن أكثم، فلم يفعل شيئًا، فوضع عيسى بن أبان كتابه الصغير، فأُدْخِلَ على المأمون، فلمّا قرأه قال:

حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سَعْيَهُ

فالنّاس أعداءٌ لهُ وخُصُوم.

كضرائر الحَسْناء قُلْنَ لوجهها

حَسَدًا وبَغْيًا إنّه لَذَميم

تُوُفّي عيسى سنة إحدى وعشرين ومائتين.

320-

عيسى بن مسلم الصّفّار1.

البغداديّ المعروف بالأحمر.

له مناكير.

روى عن: مالك، وحمّاد بن زيد.

وعنه: محمد بن عبد الله مُطَيَّن، وغيره.

"حرف الغين":

321-

غالب بن حَلْبَس الكلبيّ2.

أبو الهيثم، بصري.

عن: جُوَيْرية بن أسماء، ومهديّ بن ميمون، وعِدّة.

وعنه: الحسين بن بحر، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وجماعة.

صَدُوق.

322-

غسّان بن الربيع بن منصور3.

أبو محمد الأزديّ الموصليّ.

1 انظر الضعفاء الكبير للعقيلي "3/ 394"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 160، 161"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 323".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 50"، والإكمال "2/ 498".

3 انظر الجرح والتعديل "7/ 52"، والثقات لابن حبان "9/ 2"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 329"، وميزان الاعتدال "3/ 334".

ص: 184

سمع: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وأبا إسرائيل المُلائيّ، والَّليْث بن سَعْد، وجماعة.

وكان شيخًا نبيلًا صالحًا ورعًا، وله نسخةٌ مَرْوِيّة.

حدَّث عنه: الإمام أحمد، ويحيى بن مَعِين، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وجماعة.

ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.

وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.

وروى أبو محمد الخلّال، عن الدَّارَقُطْنيّ أنّه صالح.

323-

غسّان بن الفضل1.

أبو عمرو السِّجِسْتانيّ، نزيل مَكّة.

عن: حمّاد بن زيد، وبِشْر بن ميمون، وحزم بن أبي حزم القُطَعيّ، وغيرهم.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو بكر الأثرم، وأبو داود في كتاب "المراسيل".

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

324-

غسّان بن مالك2.

أبو عبد الرحمن البصْريّ السُّلَميّ.

عن: سلّام بن سلم، وحمّاد بن مَسْلَمَة، وسلّام بن المنذر.

وعنه: أبو زُرْعة الرّازيّ، وغيره.

وليّنه أبو حاتم.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 51"، والثقات لابن حبان "9/ 2"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1089"، وتهذيب التهذيب للحافظ "8/ 247".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 50"، والثقات لابن حبان "9/ 2"، وميزان الاعتدال "3/ 335"، ولسان الميزان "4/ 419".

ص: 185

"حرف الفاء":

325-

فروة بن أبي المغراء1 -خ. ت.

أبو القاسم بن مَعْدي كَرِب الكِنْديّ الكوفيّ.

عن: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعليّ بن مُسْهِر، وعبيدة بن حُمَيْد، وغيرهم.

وعنه: خ، وت، عن رجلٍ، عنه، وعبد الله الدّارميّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان الإصبهانيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وجماعة.

تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

326-

فَضَالَةُ بن المفضّل بن فَضَالَةَ2.

أبو ثوابة الرُّعَيْنيّ ثمّ القِتْبانيّ المصريّ.

سمع: أباه.

وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْميّ، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم. ذمّه أبو حاتم، وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.

- الفضل بن غانم.

يأتي في الطبقة الآتية.

327-

فُضَيْل بن عبد الوهّاب الغَطَفَانيّ الكوفيّ3 القنّاد -د.

نزيل بغداد.

عن: شَرِيك، وأبي الأحوص، وحمّاد بن زيد.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 414"، والجرح والتعديل "7/ 83"، والثقات لابن حبان "9/ 11".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 79"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 125"، والثقات لابن حبان "9/ 10"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 349".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 349"، والجرح والتعديل "7/ 74"، والثقات لابن حبان "9/ 9"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1102".

ص: 186

وعنه: د، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، وموسى بن هارون، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

328-

فطر بن حماد بن واقد البصري1.

روى عن: مالك بن أنس، ومهديّ بن ميمون، وحمّاد بن زيد.

روى عنه: أبو زرعة الرازي ووثقه.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي.

329-

الفيض بن وثيق الثقفي البصري2.

عن: حماد بن زيد، وجرير، وأبي عوانة.

وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد بن الدورقي، وآخرون.

رواه ابن معين بالكذب، ومشاه غيره.

وذكره ابن أبي حاتم فيما ضعفه، ولم أره في "الكامل" لابن عدي، والظاهر أنّه صالحٌ في الحديث.

"حرف القاف":

330-

القاسم بن سلّام3.

الإمام أبو عُبَيْد البغداديّ الفقيه الأديب، صاحب المصنَّفات الكثيرة في القراءات والفقه واللُّغات والشِّعر.

قرأ القرآن على: الكِسائيّ، وإسماعيل بن جعفر، وشجاع بن أبي نصر.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 90"، والثقات لابن حبان "9/ 14"، وحلية الأولياء "6/ 258"، وميزان الاعتدال "3/ 363".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 88"، والثقات لابن حبان "9/ 12"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 398، 399".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 355"، والجرح والتعديل "7/ 111"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 172"، والثقات لابن حبان "9/ 16".

ص: 187

وسمع الحروف من طائفة.

وقد سمع: إسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، وشَرِيك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له، وعبد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنة، وعبّاد بن عبّاد، وعباد ابن العوام، وخلقًا آخرهم موتًا هشام بن عمّار.

وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أُسَامة، وأحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وأحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب، وآخرون.

قال عليّ البَغَويّ: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه عبدًا لبعض أهل هَراة.

وقال أبو بكر الخطيب: كان أبوه روميًّا، خرج يومًا أبو عُبَيْد مع ابن مولاه في الكُتّاب، فقال للمؤدّب: علّم القاسم فإنّها كيّسة.

وقال محمد بن سَعْد: كان أبو عُبَيْد مؤدِّبًا، صاحب نحوٍ وعربيّة، وطلبٍ للحديث والفقه. ولي قضاء طَرَسُوس أيّام ثابت بن نصر بن مالك. ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد، ففسّر بها غريب الحديث. وصنّف كُتُبًا، وحدَّث، وحجٌ فتُوُفّي بمكّة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

وقال ابن يونس: قدِم مصر مع ابن مَعِين سنة ثلاثٍ عشرة، وكتب بمصر.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي، عن الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عُبَيْد فقال: أما أفقههم وأفهمهم فالشافعي، إلا أنّه قليل الحديث، وأما أورعهم فاحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلُغات العرب فأبو عُبَيْد.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحقُّ يحب لله، أبو عُبَيْد أفقه منّي وأعلم مني.

وقال الحَسَن بن سُفْيان: سَمِعْتُ ابن رَاهَوَيْه يقول: إنّا نحتاج إلى أبي عُبَيْد، وأبو عُبَيْد لا يحتاج إلينا.

ص: 188

وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو عُبَيْد أستاذ.

وعن حمدان بن سهل قال: سألت يحيى بن مَعِين، عن أبي عُبَيْد فقال: مثلي يُسأل عن أبي عُبَيْد؟ أبو عُبَيْد يُسأل عن النّاس.

وقال أبو داود: ثقة مأمون.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة إمام جبل.

وسلّام أبوه روميّ.

وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو محمد بن قُتَيْبة يتعاطى التقدُّم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وإنما الإمام المقبول عند الكلّ فأبو عُبَيْد.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت ثلاثة تعجز النّساء أن تلِدْن مثلهم. رأيت أبا عبيد ما مثله إلّا بجبل نُفخ فيه رَوْح، ورأيت بِشْر بن الحارث، فما شبهّته إلّا برجلٍ عُجِن من قَرْنه إلى قدمه عِلْمًا، ورأيت أحمد بن حنبل، فرأيت كأنّ الله قد جعل له عِلْمَ الأوّلين من كلّ صنف، يقول ما شاء، ويُمسك ما شاء.

وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب "غريب الحديث" لأبي عُبَيْد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرًا.

وقال مُكْرَم بن أحمد القاضي: قال إبراهيم الحربيّ: وكان أبو عُبَيْد كأنّه جبلٌ نُفِخَ فيه الروح، يُحسن كلّ شيء إلّا الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى.

قال: وكان أبو عُبَيْد يؤدِّب غلامًا، ثمّ اتّصل بثابت بن نصر بطَرَسُوس، فولي أبا عُبَيْد قضاءها ثمان عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث.

كتب في حداثته عن هُشَيْم، وغيره، فلمّا صنَّف احتاج أن يُكْتَب عن يحيى بن صالح، وهشام بن عمّار.

وأضعف كتبه كتاب "الأموال"، يجيء إلى بابٍ فيه ثلاثون حديث أو خمسون أصلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجيء بحديث، حديثين، يجمعهما من حديث الشّام، ويتكلم في ألفاظها. وليس له كتاب مثل "غريب المصنّف".

قال: وانصرف أبو عُبَيْد يومًا، فمرّ بدار إسحاق المَوْصِليّ، فقالوا له: يا أبا عُبَيْد صاحب هذه الدّار يقول: إنّ في كتابك "غريب المصنّف" ألف حرف خطأ.

ص: 189

فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعلّ إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم. والروايتان صواب، ولعلّه أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيء يسير.

قال: وكتاب "غريب الحديث" فيه أقلّ من مائتي حرف: سَمِعْتُ، والباقي: قال الأصْمَعيّ، وقال أبو عَمْرو. وفيه خمسة وأربعون حديثًا لا أصل لها، أتي فيها أبو عُبَيْد من أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى.

وقال عبد الله بن جعفر بن درسْتَويْه الفارسيّ، من علماء بغداد النَّحْويّين على مذهب الكوفيين: ورُواة الُّلغة، والغريب، والعُلماء بالقراءات، ومَن جمع صُنُوفًا من العِلْم، وصنَّف الكُتُب في كلّ فنٍ من العلوم والآداب، فأكثر، وشُهِر: أبو عبيد القاسم بن سلاّم.

وكان مؤدِّبًا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضلٍ ودِين وسترٍ، ومذهب حَسَن.

روى عن: أبي زيد، وأبي عُبَيْدة، والأصْمَعيّ، واليَزِيديّ، وابن الأعرابيّ، وأبي زياد الكِلابيّ.

وعن: الأُمَويّ، وأبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، والكِسائيّ، والأحمر، والفرّاء. وروى النّاس من كُتُبه المصنَّفة بضعةً وعشرين كتابًا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنَّف، والأمثال، ومعاني الشِّعْر، وغير ذلك، وله كُتُبٌ لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين، تُباع كثيرة، في أصناف الفقه كلّه.

قال: وبلغنا أنّه كان إذا صنف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالًا خطيرًا استحسانًا لذلك، وكُتُبه مُسْتَحْسَنَة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذَوُو ذِكْرٍ ونُبْل.

وقال: قد سُبق إليّ جَمْع كُتُبه، فمن ذلك:"المصنَّف الغريب" وهو أَجَلّ كتبه في الّلغة، فإنّه احتذى فيه كتاب النَّضْر بن شُمَيْلٍ الذي يسمّيه كتاب "الصِّفات". بدأ فيه بخلْق الإنسان، ثمّ بخلق الفَرَس، ثمّ بالإِبل، فذكر صنْفًا بعد صنْف. وهو أكبر من كتاب أبي عُبَيْد وأجْوَد.

ومنها: كتاب "الأمثال"، وقد صنَّف فيها قبله الأصْمَعيّ، وأبو زيد، وأبو عُبَيْدة،

ص: 190

وجماعة، إلّا أنّه جمع رواياتهم في كتابه؛ وكتاب "غريب الحديث" أَوَّل من عمله أبو عُبَيْدة، وقُطْرَب، والأخفش، والنَّضْر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البصْريّ كتابًا في "غريب الحديث" وذكر فيه الأسانيد، وصنّفه على أبواب السُّنَن، إلاّ أنّه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامّةَ ما في كُتُبهم وفسّره، وذكر الأسانيد، وصنف "المسند" على على حدته، و"أحاديث كلّ رجلٍ من الصّحابة والتّابعين" على حِدَتهِ، وأجاد تصنيفه، فرغِب فيه أهل الحديث والفقه والّلغة، لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.

وكذلك كتابه في "معاني القرآن"؛ وذلك أنّ أَوَّل مَنْ صَنَّفَ في ذلك من أهل الّلغة أبو عُبَيْدة، ثمّ قُطْرُب، ثمّ الأخفش، وصنَّف من الكوفيّين: المسائيّ، ثمّ الفرّاء، فجمع أبو عُبَيْد من كُتُبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصّحابة، والتّابعين، والفُقَهاء، وروى النّصف منه، ومات.

وأمّا الفِقْه فإنّه عمد إلى مذهب مالك. والشّافعيّ، فتقلّد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه مِن حديثه ورواياته، واحتجّ بالّلغة والنَّحْو، فحسّنها بذلك.

وله في القراءات كتاب جيّد، ليس لأحدٍ من الكوفيّين قبله مثله، وكتاب في الأموال، من أحسن ما صُنِّف في الفقه وأَجْوَده.

وقال أبو بكر بن الأنباريّ: كان أبو عُبَيْد يقسّم الّليل، فيصلّي ثُلثه، وينام ثُلثه، ويُصَنِّف ثُلثه.

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: في كتاب "الطهارة" لأبي عُبَيْد حديثان، ما حدَّث بهما غيره، ولا حدَّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المَرْوَزِيّ. أحدهما حديث شُعْبَة، عن عَمْرو بن أبي وَهْب، والآخر حديث عُبَيْد الله بن عُمَر، عن سعيد المَقْبُريّ، حدَّث به يحيى القطّان، عن عُبَيْد الله، وحدَّث به النّاس، عن يحيى، عن ابن عَجْلان.

وقال ثعلب: لو كان أبو عُبَيْد في بني إسرائيل لكان عجبًا.

وقال القاضي أبو العلاء الواسطيّ: أنبأ محمد بن جعفر التَّميميّ، ثنا أبو عليّ النحوي، نا الفساطيطيّ قال: قال أبو عُبَيْد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين، فأخذه إليه، فأقام شهرين، فلمّا أراد الإنصراف

ص: 191

وَصَلَه بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا في جَنَبَة1 رجلٍ لم يُحْوِجْني إلى صِلَة غيره. فلمّا عاد إلى ابن طاهر وَصَلَه بثلاثين ألف دينار، فقال: أيُّها الأمير قد قَبِلْتُها، ولكنْ قد أغنيتني بمعروفك وبِرِّك، وقد رأيت أنْ أشتري بها سلاحًا وخيلًا، وأوجّه به إلى الثَّغر، ليكون الثّواب متوفّرًا على الأمير. ففعل.

وقال عليّ بن عبد العزيز: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: المتّبع للسُّنّة كالقابض على الْجَمْر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السَّيف في سبيل الله.

وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: عاشرتُ النّاس، وكلّمتُ أهل العِلْم، فما رأيت قومًا أَوْسَخَ وَسَخًا. ولا أضعف حُجّةً من الرافضة، ولا أحمق منهم. ولقد وُلِّيتُ قضاء الثَّغْر فَنَفَيْتُ ثلاثة جَهْمِيَّيْن ورافضيًّا، أو رافِضِيَّيْن، وجَهْميًّا.

وقال: إنّي لأتبيّن في عقل الرجل أن يدع الشّمس ويمشي في الظّلّ.

وقال بعضهم: كان أبو عُبَيْد أحمر الرأس والّلحية، مَهِيبًا، وَقورًا، يخضب بالحِنّاء.

وقال الزُّبَيْديّ: عَدَدْتُ حروف "الغريب" فوجدته سبعة عشر ألف وتسعمائة وسبعين.

وقال أبو عُبَيْد: دَخَلْتُ البَصْرة لأسمع من حمّاد بن زيد، فإذا هو قد مات، فَشَكَوْتُ ذلك إلى عبد الرحمن بن مهديّ، فقال: مهما سبقت به فلا تُسْبقَنّ بتقوى الله.

وقال محمد بن الحسن الأُبريّ؛ سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة: سَمِعْتُ أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق: إن الله لا يستحي من الحقِّ، أبو عُبَيْد أَعْلَمُ منّي، ومن أحمد بن حنبل، والشّافعيّ.

وقال عبد الله بن طاهر الأمير، وَرُوِيَتْ عنه ومن وجهين: للنّاس أربعة: ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، والقاسم بن مَعّن في زمانه، وأبو عُبَيْد في زمانه.

وقال عَبْدان بن محمد المَرْوَزِيّ: ثنا أبو سعيد الضّرير قال: كنت عند عبد الله بن

1 أي في رعاية.

ص: 192

طاهر، فورد عليه نعيّ1 أبي عُبَيْد، فأنشأ يقول:

يا طالبَ العِلْم قد مات ابنُ سلّام

وكان فارسَ علمٍ غَيرَ مِحْجَامِ

مات الذي كان فينا رُبْعَ أربعةٍ

لم يلقَ مثلهُمُ إِسْنادُ أحكامٍ

خير البَرِيّةِ عبدُ الله أوّلُهُم

وعامرٌ، ولَنِعْمَ التِّلْوُ يا عام

هما اللذان أنافا فوق غيرهما

والقاسمان ابنُ معنٍ وابنُ سلّامِ

ومناقب أبي عُبَيْد كثيرة، وقد حكى عنه البخاريّ في كتاب "أفعال العباد". وذكره أبو داود في كتاب "الزّكاة"، وغيره في تفسير أسنان الإبِل.

وعاش ثمانيًا وستين سنة، رحمه الله.

331-

القاسم بن سلّام بن مسكين2.

أبو محمد الأزْديّ البصْريّ.

عن: أبيه، وعبد العزيز بن سلم، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وتَمْتَام، ويوسف بن يعقوب القاضي.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُدَامَةَ الْفَقِيهُ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ كَيْسَانَ، أَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا غَرَبَتْ شمسٌ إلَّا بِجَنْبَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لمنفقٍ خَلَفًا، اللَّهُمَّ عَجِّلْ لممسكٍ تَلَفًا"3. صحيحٌ عالٍ.

وقال ابن حِبّان: مات سنة ثمان وعشرين.

1 أي خبر موته.

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 110"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 172"، والثقات لابن حبان "9/ 18"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1110".

3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2/ 120"، ومسلم في الزكاة "57"، والبيهقي "4/ 187" بلفظ: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا فيه ملكان ينزلان

" الحديث.

أما لفظ الترجمة فلم أقف عليها.

ص: 193

332-

القاسم بن عُمَر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي أيّوب الأنصاريّ1.

حدَّث ببغداد في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

عن: محمد بن المّنْكَدِر، وداود بن أبي هند، وما استحى من ذلك فسمع منه: إسحاق بن سُفْيان الخُتُّليّ، وآحاد الطَّلبَة.

روى عنه الخُتُّليّ حديثًا مُنْكَرًا وقال: كان مُعمَّرًا.

قلت: الحديث باطل، وهو آفتُه.

333-

القاسم بن عَمْرو بن محمد العنقريّ2.

أو محمد الكوفيّ.

سمع: أباه.

وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن الأزهر.

344-

القاسم بن عيسى3.

الأمير أبو دُلَف العِجْليّ. صاحب الكَرَج وواليها.

حدَّث عن: هُشَيْم، وغيره.

روى عنه: محمد بن المغيرة الأصبهانيّ.

وكان فارسًا شجاعًا، وجوادًا مُمَدَّحًا، وشاعرًا محسنا، له أخبار في السّخاء والحماسة.

وُلّي حرب الخُرَّميّة فدوّخهم4 وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم.

قال إسحاق بن إبراهيم المَوْصِليّ، عن أبيه: كنتُ في مجلس هارون الرشيد، إذ

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 423، 424"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 376"، ولسان الميزان "4/ 463-464".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 115"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 172"، والصغير له "219".

3 تاريخ الطبري "8/ 391، 392"، وأخبار إصبهان لأبي نعيم "2/ 160"، والأنساب "8/ 401"، والكامل في التاريخ "6/ 516".

4 أي أذلهم وأخضعهم.

ص: 194

دخل عليه غلامٌ أمرد، فسلَّم، فقال الرشيد: لا سلّم الله على الآخَر، أفسدتَ علينا الجبل، يا غُلام.

قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثمّ جاوزه إلى أن قال: أفسدتُه يا أمير المؤمنين وأنت عليّ، أَفَأَعْجزُ عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولّاه الجبل. فلمّا خرج قلت: من هذا؟ قالوا: أبو دُلَف. فلمّا ولّي قال الرشيد: أرى غلامًا يرمي مِن وراء همّةٍ بعيدة.

وقد كان أبو دُلَف فصيحًا حَسَن الجواب. قال له المأمون يومًا وهو مقطّب: أأنت الذي يقول فيك الشّاعر:

إنّما الدُّنيا أبو دلفٍ

بين مغراه ومُحْتَضَرِهْ

فإذا ولّي أبو دلفٍ

ولَّتِ الدُّنيا على أثره

فقال: يا أمير المؤمنين شهادو زُور، وقول غَرُور، ومَلقِ مُعْتَفْ، وطالب عُرْف. وأصدق منه ابن أختٍ لي حيث يقول:

دعيني أجوبُ الأرض ألتمِسِ الْغِنى

فما الكَرَجُ الدُّنيا ولا النّاس قاسمُ

فتبسم المأمون.

ومن شعره:

أيُّها الراقد المؤرّق1 عيني

نَمْ هَنيئًا لك الرّقادُ اللّذيذُ

علِم الله أنّ قلبي ممّا قد

جنت مُقْلتاكَ فيه وَقِيذُ

وقال ثعلب: ثنا ابن الأعرابيّ، عن الأصْمَعيّ قال: كنت واقفًا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دُلَف العِجْليّ، فنظر إليه المأمون شزرًا2.

فقال: أنت الذي يقول فيك عليّ بن جَبَلَة:

لهُ راحةٌ لو أنّ مِعْشار عُشْرِها

على البَرِّ كان البَرُّ أندى من البحرِ

له هممٌ لا منْتَهَى لكِبارها

وهمَّتُه الصُّغْرَى أجلُّ من الدهر

ولو أنّ خلق في مَسْكِ فارسٍ

وبارزه كان الخلي من العمر

1 أي الذي يتقرب على الوسادة ولم ينم.

2 أي بحدةٍ.

ص: 195

أبا دلفٍ بُورِكْتَ في كلّ وجهةٍ

كما بُوِركَتْ في شهرها لَيْلَةُ القَدْرِ

فقال: يا أمير المؤمنين بكذوب عليّ، لا والذي في السّماء1 بيتُه، ما أعرف مِن هذا حرفًا.

فقال: قد قال فيك:

ما قال لا قطّ من جودٍ أبو دُلَفٍ

إلّا التشهُّد لكن قوله نعم

قال: لا أعرف هذا يا أمير.

وقال أبو العَيْناء: حدَّثني إبراهيم بن الحَسَن بن سهل قال: كنّا في موكب المأمون، فترجّل له أبو دلفٍ، فقال له المأمون: ما أخّرك عنّا؟.

قال: عِلَّةٌ عَرَضَتْ لي.

فقال: شفاك الله وعافاك، اركب.

فوثب من الأرض على الفَرَس، فقال: ما هذه وثبة عليل.

فقال: بدعاء أمير المؤمنين شُفِيت.

وعن: أبي دلفٍ أنّه فرّق يومًا مبلغًا كبيرًا من المال، ثمّ أنشأ يقول لنفسه:

كفاني من مالي دِلاصٌ وسابحٌ2

وأبيض من صافي الحديد ومِغْفَرُ

وقال مرّةً، وقد تكاثر عليه الشُّعَراء وهو مضيق اليد، فتمثّل:

لقد خُبِّرْت أنْ عَلَيْك دَيْنًا

فزِدْ في رَقْمِ دَيْنِك واقضِ3 دَيْني

يا غلام اقترض لي عشرين ألفًا بأربعين ألفًا وفرّقها عليهم.

ومن شعره.

نحن قومٌ تليننا الحدق4 النجل5

على أننا نلين الحديدا

1 بيوت الله في الأرض المساجد، ولعله يقصد عرشه بدل بيته، وفي النهاية فهو يقصد الله جل شأنه.

2 سابح أي جاري.

3 أي وسدد.

4 لعله يقصد المهارة.

5 أي الولد.

ص: 196

نملك الأُسْد ثمّ تَمْلِكنا البِيض

المَصُوناتُ أَعْيُنًا وخُدُودا

فترانا يوم الكريهة أحرارًا

وفي السِّلْم للغواني عَبِيدا

وقال المَحَامِليّ: ثنا عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن سلمة البلخي: حدثني محمد بن علي الفكهاني حدَّثني دُلْف بن أبي دُلف قال: رأيت أبي في النّوم، فأدخلني دارًا وحشة سوداء مُخْزِية، ثمّ أصعدني دَرَجًا فيها، فأدخلني غرفة، حِيطانُها من أثر النّار، وفي أرضها أثر الرّماد، وإذا أبي عريان، فقال لي كالمستفهم: دلف؟ قلت: نعم أصلح والله الأمير.

فأنشأ يقول:

أَبْلِغَنْ أهلي ولا تُخْفِ عنهم

ما لقينا في البرزخِ الخَنَّاق

قد سئلنا عن كلّ ما قد فعلنا

فارحووا وحْشتي وما قد أُلاقي1

أفهمتَ؟ قلت: نعم. فقال:

فلو أنّا إذا مُتْنَا تُرِكْنَا

لكانَ الموتُ راحةَ كلِّ حيّ

ولكنْ إذا مُتْنَا بُعِثْنا

ونُسْأل بعد ذا عن كلّ شيّ

قالوا: تُوُفّي أبو دُلَف سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

335-

القاسم بن أبي سفيان محمد بن حُمَيْد المَعْمَريّ البغداديّ2.

عن: عبد الرحمن قصّة أضحيّة خالد القَسْريّ بالْجَعْد بن درهم.

رواها عنه: قُتَيْبة، والحَسَن بن الصّبّاح البَزّار، وعثمان بن سعيد الدّارميّ.

وَثّقَهُ قُتَيْبة.

وأما يحيى بن مَعِين فقال: كذّاب خبيث.

قلت: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين.

1 أي أجد.

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 119، 120"، والثقات لابن حبان "9/ 15"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 378".

ص: 197

336-

القاسم بن هانئ الأعمى1.

أبو محمد، مولى آل عُمَر بن الخطّاب، العَرَويّ.

روى عن: الَّليْث بن سَعْد، وغيره بمصر.

قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث وقد اختلط.

مات في ذي القعدة سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.

337-

القاسم بن يزيد بن عَوَانة2.

أبو صَفْوان الكلابي المعافريّ البصريّ. نزيل دمشق.

روى عن: حسّان الأزرق، ويحيى بن كثير.

وعنه: أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

338-

قُتَيْبة بن مِهران الآزاذانيّ الإصبهانيّ3 المقرئ.

صاحب الإمالة.

أخذ القراءة عن الكِسائيّ.

وحدَّث عن: شُعْبَة، والَّليْث بن سَعْد، وأبي مَعْشَر نَجِيح، وجماعة. وكنيته أبو عبد الرحمن.

قرأ عليه: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، والعبّاس بن الوليد بن مِرْداس، وأحمد بن محمد بن حَوْثَرة الأصمّ، وزُهَير بن محمد الزّهْرانيّ، وبِشْر بن إبراهيم الثَّقَفيّ، وقُرّاء إصبهان.

وانتهت إليه رئاسة الإقراء بأصبهان. وله إمالات مزعجة معروفة. وقد صحب الكسائيّ مدّة طويلة.

1 انظر الضعفاء الكبير للعقيلي "3/ 481"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 381".

2 انظر الأسامي والكنى للحاكم "1/ 286".

3 انظر الجرح والتعديل "7/ 140"، والثقات لابن حبان "9/ 20"، وأخبار إصبهان لأبي نعيم "2/ 164".

ص: 198

وأخذ أيضًا عن: إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن مسلم.

حدَّث عنه: إسماعيل بن يزيد القطّان، ويونس بن حبيب، وعُقَيْل بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد الإصبهانيون.

وكان موجودًا في حدود العشرين ومائتين، لأنّ إدريس أدركه وقرأ عليه.

وقال يونس بن حبيب: كان من خِيار النّاس، وكان مقرئ أصبهان في زمانه.

وروى العبّاس بن الوليد، عن قُتَيْبة أنّه قرأ:{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْن} 1 [البقرة: 102] . بالكسر جعلهما من ملوك الدُّنيا.

وقال عُقَيْل بن يحيى: سَمِعْتُ قُتَيْبة يقول: قرأت على الكِسائيّ، وقرأ عليّ الكِسائيّ.

وقيل: إنّه صحب الكسائي خمسين سنة.

339-

قُرَّةُ بن حبيب2.

أبو علي البصري الفتويّ الرّمّاح.

حدَّث عنه: عبد الله بن عَوْن، وشُعْبَة، وأبي الأشهب العُطَارِديّ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.

وهو آخر من حدَّث عن ابن عَوْن من الثّقات.

وعنه: البخاريّ في غير "الصّحيح"، وأبو داود في غير "السَّنَن"، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد ابن غالب تَمْتَام، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، والحَسَن بن سهل المجوز، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

روى الْبُخَارِيّ فِي "صحيحه"، عن رجلٍ، عَنْهُ.

1 في رسم المصحف "وما أنزل على الملكين" بالفتح.

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 132"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 183، 184"، والثقات لابن حبان "9/ 24"، وتهذيب الكمال" 2/ 1127".

ص: 199

340-

قيس بن حفص الدّارميّ1 -خ.

مولاهم البصْريّ، أبو محمد.

عن: أبي الأشهب، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، وجماعة.

وعنه: خ، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وحرب الكِرْمانيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

"حرف اللام":

341-

الَّليْث بن خالد البَلْخيّ2. أبو بكر.

عن: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهما.

حدَّث ببغداد.

- الَّليْث بن خالد البغداديّ. أبو الحارث.

سيأتي بعد.

342-

الَّليْث بن داود القَيْسيّ3.

عن: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالَةَ.

وعنه: يوسف بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عليّ الخزّاز، ومقاتل بن صالح.

أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 95"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 156"، والثقات لابن حبان "9/ 15"، وتهذيب الكمال "2/ 1133".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 181"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 15"، وتعجيل المنفعة للحافظ "355".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 14"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 240"، والمغني في الضعفاء "2/ 535".

ص: 200

"حرف الميم":

343-

المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى التَّميميّ1.

جدّ أبي يَعْلَى المَوْصِليّ، مُكْثِر.

عن: أبي شهاب الحناط، وعليّ بن مُسْهِر.

وسكن بغداد للتجارة، وكان له قَدْر ومحلّ.

روى عنه: ابن مُساوِر الجوهريّ أحمد بن القاسم، وتَمْتَام.

قال أبو يَعْلَى: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.

344-

محمد بن أسد2.

أبو عبد الله الخَوْشيّ الأسفرائينيّ الحافظ. أحد الأعلام.

رحل وسمع: الفُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، وسُفْيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو لبيد السّرخسيّ، وآخرون.

ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خراسان. خوش من قرى أسفرائين. ويقال له: الخُشّي.

345-

محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة3 -خ. د.

أبو عبد الله الهاشميّ، مولاهم البصْريّ المحدِّث، الغازي.

روى عن: مُعْتَمِر بن سليمان، وأبي خالد الأحمر، والمُعَافَى بن عِمران، ومُعَاذ بن هشام، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زُرَيْع، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.

1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 193"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 170، 171".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 209"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 81، 82"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 655، 656".

3 انظر الجرح والتعديل "7/ 189"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 36، 37"، وتهذيب الكمال "3/ 174، 175".

ص: 201

وعنه: د، وخ، عن رجلٍ، عنه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والبخاري في "تاريخه"، وموسى بن هارون، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو القاسم النحوي، ومحمد بن هارون بن المجدِّر، وخلْق.

قال أبو حاتم: كان ثقة غزّاء.

وقال أبو داود: كان من شُجْعان النّاس.

وقال موسى بن هارون: مات في ربيع الأول سنة ثلاثين وهو متوجه إلى طرسوس.

أَخْبَرَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله بن الزَّاغُونِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: "قُلْتُ لأَنَسٍ: هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَعْلَيْهِ؟.

قَالَ: نَعَمْ"1.

346-

محمد بن إسماعيل بن عيّاش العنْسيّ2 الحمصيّ -د.

عن: أبيه.

وعنه: أبو زُرْعة، ومحمد بن عَوْف، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم المكبريّ، وجماعة.

قال أبو داود: لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرّة وهو حيّ.

قلت: ثمّ روى في سُنَنهِ، عن رجلٍ، عنه.

347-

محمد بن أُمَيّة3 بن آدم -ق.

أبو أحمد القرشيّ، مولاهم السّاويّ.

1 "خبر صحيح": أخرجه البخاري "1/ 145"، ومسلم "555"، والترمذي "400".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 189، 190"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1175"، وتهذيب التهذيب للحافظ "9/ 60، 61".

3 انظر الجرح والتعديل "7/ 208"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 42"، والصغير له "230"، والثقات لابن حبان "9/ 73".

ص: 202

عن: عيسى بن موسى غُنْجار، وعبد الله بن إدريس الأَوْديّ، وَسَلَمَةَ بن الفضل، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، والبخاريّ في "كتاب الأدب"، وعليّ بن جميلة السّاويّ.

قال النَّسائيّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

348-

محمد بن أيّوب1.

أبو هُرَيْرَةَ الكِلابيّ الواسطيّ.

عن: عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويحيى القطّان، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، والكُدَيْميّ، ومحمد بن سليمان البَاغَنْديّ، وإسحاق بن إبراهيم البُشْتيّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: صالح.

349-

محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن حرب2.

الحافظ أبو عبد الله البَلْخيّ اللُّؤْلؤيّ. مولى بني سَهْم.

كان أحد الأئمة.

حدَّث ببغداد عن: مالك بن أنس، وخارجة بن مُصْعَب، ويحيى بن يَمَان، وبِشْر بن السَّرِيّ، وطائفة.

وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، والحسين بن الأحْوَص، وعُبَيْد الله بن أحمد الكِسائيّ، وآخرون.

قال أحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ: كان آيةً من الآيات في الحفظ. وكان لا يكلّمه إنسان إلّا عَلَاه في كلّ فنّ.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 197"، والثقات لابن حبان "9/ 114"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1176".

2 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 307"، والكامل لابن عدي "6/ 2282"، وتاريخ بغداد للخطيب "1/ 234-237".

ص: 203

وزعموا أنه ذَاكَرَ ابن الشّاذكُونيّ، وكان كلّ واحد منهما ينتصف من الآخر.

قال: فروى له بابًا لم يكن عند ابن الشّاذكُونيّ، فقال: ليس من ذا شيء.

أشار الخطيب إلى تضعيفه فقال: لم يوثَّق.

350-

محمد بن بِشْر الأَسَديّ الكوفيّ الحريريّ1. أخو يحيى بن بِشْر.

سمع: الأوزاعيّ، وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز، ومعروفًا الخيّاط، وجماعة.

وعُمِّر دهرًا، وهو أَسَنّ من أخيه.

روى عنه: أبو زُرْعة الرّازيّ، والحسين بن عُمَر بن أبي الأحْوَص الثَّقَفيّ، ويعقوب بن ثوّاب.

ويقال: إنّه مات في العام الذي مات فيه أخوه يحيى.

351-

محمد بن بُكَيْر بن واصل بن مالك بن قيس الحَضْرَميّ2.

أبو الحسين البغداديّ، نزيل إصبهان.

عن: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وخالد بن عبد الله، ومُصْعَب بن سلّام، وأبي مَعْشَر السِّنَدي، وهُشَيْم، وفَرَج بن فَضَالَةَ، وطائفة.

وعنه: أحمد المرادي، وأحمد بن الفُرات، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وخلْق.

قال أبو حاتم: صَدُوق عندي، يغلط أحيانًا.

وقال أبو نُعَيْم الأصبهاني: هو صاحب غرائب، تُوُفّي بعد العشرين ومائتين.

وقال يعقوب بن شيبة: شيخ ثقة صدوق.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 211".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 214"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 46"، والثقات لابن حبان "9/ 82"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1179".

ص: 204

352-

محمد بن أبي بلال1.

عن: مالك.

وعنه: موسى بن هارون الحافظ.

قال الخطيب: لا بأس به، تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

353-

مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَة2.

أبو بكر الطَّرَسُوسيّ الزّاهد، نزيل دمشق.

روى عن: الفُضَيْل بن عِيَاض، وسعيد بن عامر الضُّبَعيّ، وجماعة.

وعنه: أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة الدمشقي، وأخوه عبد الله.

354-

محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم3 -م. د.

أبو عمران الوركانيّ الخراسانيّ، نزيل بغداد.

عن: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، ومالك بن أنس، وأبي مَعْشَر السِّنْديّ، وإبراهيم بن سَعْد، وطائفة.

وعنه: م. د، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والبغوي، وآخرون. وكتب عنه من الكبار: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين ووثقاه.

قال موسى بن هارون: توفي لتسعٍ بقين من رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

355-

محمد بن جهضم الثقفي اليمامي4 -خ. م. د. ن.

نزيل البصرة.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 98".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 215".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 346"، والجرح والتعديل "7/ 222"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1182".

4 انظر الجرح والتعديل "7/ 223"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 58"، والثقات لابن حبان "9/ 61"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1184".

ص: 205

عن: محمد بن طلحة بن مُصَرِّف، وإسماعيل بن جعفر، وأبي مَعْشَر المَدنيّ، وجماعة.

وعنه: إسحاق الكَوْسَج، ومحمد بن المُثَنَّى، وخَلَف كردُوس، وأبو أُمَيّة الطَّرَسُوسيّ، وعبد العزيز بن معاوية، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبْعيّ، وجماعة.

356-

محمد بن حاتم بن يونس1 -د. ن.

أبو جعفر الْجَرْجَرائيّ ثمّ المِصِّيصيّ العابد المعروف بيحيى.

عن: عبد الله بن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وعَبْدَة بن سليمان، ومروان بن معاوية، وبِشْر بن حرب، وبِشْر الحافي، وجماعة.

وعنه: د. ون، عن رجلٍ، عنه، والحَسَن بن جرير الصّوريّ، وهلال بن العلاء، ويعقوب بن شَيْبَة، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، والعبّاس بن الفضل البغداديّ نزيل حلب، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة.

وروى أبو داود أيضًا، عن رجلٍ، عنه.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة خمسٍ وعشرين.

357-

محمد بن حسّان بن خالد2 -د.

أبو جعفر الضّبّيّ البغداديّ السّمتيّ.

عن: خَلَف بن خليفة، وفُضَيْل بن عِيَاض، ويوسف بن الماجِشُون، وهُشَيْم بن بشير، وإسماعيل بن مجالد، وابن المبارك، وطائفة.

وعنه: د، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن وضاح القرطبي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال أبو حاتم ليس بالقويّ.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 238"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1184"، وسير أعلام النبلاء "11/ 451".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 238"، وأخبار القضاة لوكيع "2/ 205، 419"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1186"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 412".

ص: 206

وقال الدارقطني: ثقة، يُحَدِّث عن الضَّعَفَاء.

وقال موسى بن هارون: مات في سابع ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين.

358-

محمد بن الحَسَن بن المختار التَّميميّ1 الكوفيّ.

نزيل الرَّيّ.

عن: مسلم الزّنجيّ، يونس بن أبي يَعْفُور، وعَمْرو بن أبي المقدام، وعليّ بن مُسْهِر، وطائفة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وغيرهما.

قال أبو زُرْعة: صَدُوق.

قلت: تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.

359-

محمد بن حيّان2 -م.

أبو الأحوص البغويّ، نزيل بغداد.

عن: عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وهُشَيْم، وعُمَر بن عُبَيْد الطَّنَافِسيّ، وابن عُلَيَّة، وجماعة.

وعنه: م، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعثمان بن خرزاذ، وأبو القاسم البغوي.

وقع لنا حديثه عاليا.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زهير: مات في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين.

وَلَهُ فِي "مُسْلِمٍ" فَرْدُ حَدِيثٍ، أَنْبَأَنَاهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السِّبْطُ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، أَنَا ابْنُ أَخِي عُمَرُ، نَا الْبَغَوِيُّ، نَا أَبُو الْأَحْوَصِ، أَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة،

1 انظر الجرح والتعديل "رقم 1257".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 352، والثقات لابن حبان "9/ 73"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1191، 1192".

ص: 207

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من حملعلينا السِّلاحَ لَيْس مِنَّا"1. مُوَافَقَةٌ بعُلُوٍّ.

360-

محمد بن خالد بُرامة2.

أبو جعفر الهاشميّ.

روى عن مالك حديثًا موضوعًا.

وعن: المُفَضَّل بن فَضَالَةَ، والوليد بن مسلم.

روى عنه: الحَسَن بن عليّ بن خَلَف الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن منصور الصَّبّاغ، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، وجماعة.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَكْذِبُ، سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ:"النَّدَمُ تَوْبَةٌ"3.

وقال أحمد الشيرازيّ في "الألقاب": أبو نُعَيْم الطُّوسيّ، عن محمد بن خالد الهاشميّ بُرامة.

قال ابن عساكر: أظنُّه تصحيف. وقال أبو أحمد الحاكم: لقبه بُرامة.

361-

محمد بن خالد بن مُرْتَنيل الأشجّ4.

مولى عبد الرحمن بن معاوية الدّاخل. كان مِن كبار الفقهاء بقُرْطُبَة.

رحل وسمع: ابن وَهْب، وابن القاسم، وجماعة.

وولي الشُّرِطة والإمامة بقُرْطُبَة. وكان لا يأخذه في الله لَوْمَةُ لائم.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة عشرين ومائتين.

1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 90"، ومسلم "161"، والنسائي "7/ 117"، والترمذي "1459"، وابن ماجه "2575، 2576"، وأحمد "2/ 3، 16".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 244".

3 "إسناده موضوع والحديث صحيح": أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح "7/ 244"، وفي إسناده صاحب الترجمة، وله شاهد كما عند ابن ماجه "4252"، وأحمد "1/ 376، 423، 433"، وانظر كذلك المستدرك "4/ 243"، والحديث في صحيح الجامع.

4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 524".

ص: 208

362-

محمد بن زياد بن مَخْلَد الإصبهانيّ1.

مُكْثِر عن النُّعْمان بن عبد السّلام.

روى عنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، ومحمد بن عيسى الزَّجّاج.

وَثّقَهُ أبو نُعَيْم الحافظ، وذكره في تاريخه.

363-

محمد بن زياد أبو جعفر الإصبهانيّ ثمّ الرّازيّ2 القطّان.

عن: سفيان بن عيينة، ومرحوم العطار.

وعنه: أبو حاتم، وقال: شيخ.

364-

محمد بن زياد بن زبّار الكلبيّ3.

أبو عبد الله الدّمشقيّ. إخباريّ عارف بالنَّسب.

روى عن: الشّرقيّ بن قطاميّ مؤدّب المهديّ.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وتَمْتَام، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة.

قال ابن مَعِين: لا شيء.

وقال جَزَرَة: ليس بذاك.

365-

محمد بن سَعْد بن منيع4.

مولى بني هاشم.

الحافظ أبو عبد الله البصْريّ، كاتب الواقديّ.

سكن بغداد، وصنّف "الطّبقات الكبير" و"الطّبقات الصغير"، وحدَّث عن: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وإسماعيل ابن عُلَيَّة، والوليد بن مسلم، ومَعّن بن عيسى،

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 259"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 228".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 259".

3 انظر الجرح والتعديل "7/ 258"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 83"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 281، 282"، والكامل في التاريخ 7/ 25".

4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 364"، والجرح والتعديل "7/ 262"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1201".

ص: 209

وأبي ضَمْرة، وابن أبي فُدَيْك، ومحمد بن عُمَر بن واقد الأسلميّ الواقديّ، ووَكِيع، وخلْق كثير من طبقتهم ومن الطّبقة التي بعدهم، حَتّى كتب عن أقرانه، ومن أصغر.

وصنّف وظهرت فضائله ومعرفته الواسعة.

روى عنه: أحمد بن عبيد، وأبو عصيدة، وأحمد بن يحيى البلاذريّ، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد ابن فهم، والحارث بن أسامة، وعبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي.

وروى أبو داود في "سننه" حكاية، عن رجلٍ، عنه.

قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: يصدق. رأيته جاء إلى القواريريّ، وسأله عن أحاديث فحدَّثه.

وقال إبراهيم الحربيّ: كان أحمد بن حنبل يوجّه في كلّ جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سَعْد، يأخذ منه جُزئين من حديث الواقديّ، وينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى.

قال إبراهيم: ولو ذهب سَمِعَهُما كان خيرًا له.

قال الحسين بن فَهْم: محمد بن سَعْد هو مولى الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كثير العِلْم، كثير الحديث، كثير الكُتُب، كتب الحديث، والغريب، والفقه.

تُوُفّي ببغداد يوم الأحد لأربعٍ خَلَوْن من جُمادَى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، وهو ابن اثنتين وستين سنة، رحمه الله.

366-

محمد بن سعيد بن الوليد الخُزَاعيّ البصْريّ مَرْدَوَيْه1 -خ.

كان جار مسلم بن إبراهيم.

روى عن: همّام بن يحيى، ودُرُسْت بن زياد، وزياد بن الربيع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 265"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1203"، وتهذيب التهذيب للحافظ "9/ 190".

ص: 210

وعنه: خ، وأبو زُرْعة، وحرب الكِرْمانيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقا.

367-

محمد بن سفيان بن وردان الأسدي الكوفي المقرئ1 الحذاء.

نزيل الري.

روى القراءات في جزءٍ عن الكِسائيّ.

وسمع: شَرِيك، وحمّاد بن زيد، وجماعة.

روى عنه: محمد بن عيسى الإصبهاني، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة، وقالا: صَدُوق في الحديث.

368-

محمد بن سنان2 -خ. د. ت. ق.

أبو بكر الباهليّ العوقيّ.

العَوقة حيّ من الأزْد بالبصرة نزل فيهم.

وروى عن: جرير بن حازم، وإبراهيم بن طَهْمَان، ونافع بن عُمَر، وفُلَيْح بن سُليمان، وهمّام بن يحيى، وسليم ابن حيّان، ويزيد بن إبراهيم بن التُّسْتَريّ، وجماعة.

وعنه: خ. د. وت. ق، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحفص بن عُمَر سَنْجَة، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو قلابة الرِّقاشيّ وأبو مسلم الكَّجّيّ، وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوق.

وقال ابن أبي عاصم، وغيره: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 275"، والثقات لابن حبان "9/ 80".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 304"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 109"، وانظر الجرح والتعديل "7/ 279".

ص: 211

369-

محمد بن سلّام بن الفرج البخاريّ البِيكَنْديّ1 الحافظ -خ.

أبو عبد الله، مولى بني سُلَيم.

طوّف وكتب الكثير عن أبي الأحْوَص سلّام بن سُلَيم.

ورأى: مالك بن أنس فلم يسمع منه، وهُشَيْم، وإسماعيل بن عيّاش، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وزائدة بن أبي الرّقاد، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن موسى غُنْجار، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وخلْق.

وعنه: خ، والدّارميّ، وعُبَيْد الله بن واصل، ومحمد بن بُجَيْر أبو عُمَر، وأحمد بن الضؤ، وحُمَيْد بن النَّضْر، وطُفَيْل بن زيد النَّسَفيّ، وخلْق لا نعرفهم من أهل ما وراء النَّهْر.

قال أحمد بن الهيثم الشّاشيّ: قال لي يحيى بن يحيى: بخُراسان كَنْزان، كنزٌ عند محمد بن سلّام البِيكَنْديّ، وكنز عند إسحاق بن رَاهَوَيْه.

وروى محمد بن يوسف السَّمَرْقَنْديّ، عن محمد بن مُيَسَّر الكِرْمينيّ قال: انكسر قلم محمد بن سلّام البِيكَنْديّ في مجلس شيخٍ، فأمر أن يُنادَى: قلم بدينار؛ فطارت إليه الأقلام.

وقال محمد بن يعقوب البِيكَنْديّ: سَمِعْتُ عليّ بن الحسين يقول: كان محمد بن سلَام في منزله، فَدُقَّ بَابُهُ، فخرج، فقال: يا أبا عبد الله، أنا جنّيّ، ورسول ملك الجن إليك، يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلسٌ إلّا يكون منّا في مجلسك أكثر من الأنس.

قال محمد بن يعقوب: وهذه حكاية عندنا مستفيضة مشهورة.

وعن محمد بن سلّام قال: لم أجلس إلى سوق بِيكَنْد منذ أربعين سنة.

وقال سهل بن المتوكّل سمعته يقول: أنا محمد بن سلَام، بالتخّفيف.

وقيل: قُلِعت عين محمد بن سلّام في غَزَاة.

وقال سَهْل بن المتوكّل: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أنفقت في طلب العلم

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 278"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 110"، والمجروحين لابن حبان "1/ 199"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1208".

ص: 212

أربعين ألفًا، وأنفقتُ في نشره أربعين ألفًا، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره، أو كما قال.

وقال عُبَيْد الله بن شُرَيح: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أحفظ نحوًا من خمسة آلاف حديث.

قال غُنْجار: وكان له مصنّفات في كلّ بابٍ من العِلْم. وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص مَوَدة وأُخُوَّة. وكلّ واحدٍ منهما مخالف للآخر في المذهب.

وقال عُبَيْد الله بن واصل: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ.

وقال عليّ بن الحسين: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أدركت مالك بن أنس، فإذا النّاس يقرأون عليه، فلم أسمع منه لذلك.

قلت: كان عامّة مشايخ ذلك الوقت إنّما يَرْوُون من لَفْظهم.

وقد دخل ابن سلَام خُوارَزْمَ مع غُنْجار، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصْريّ، والمغيرة بن موسى.

قال حاضر بن الَّليْث: ثنا عيسى بن موسى، ومحمد بن سلَام قالا: نا المغيرة بن موسى، عن سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، فذكر حديثًا.

وقال سهل بن المتوكل: نا محمد بن سلام، نا مغيرة البصْريّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، فذكر حديثًا.

وقال محمد بن إسماعيل البخاريّ: مات في سابع صفر سنة خمسٍ وعشرين.

وقال يحيى بن جعفر البِيكَنْديّ: وُلِد محمد بن سلَام في السّنة التي مات فيها سُفْيان الثَّوريّ.

- محمد بن سلّام الْجُمَحيّ.

في الطبقة الآتية.

370-

محمد بن صالح الفَزَاريّ البغداديّ1 الخيّاط.

1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 5"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 356، 357".

ص: 213

عن: شَرِيك القاضي، وغيره.

وعنه: صالح بن محمد جَزَرَة، وأحمد بن الحَسَن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ.

وَثّقَهُ صالح بن محمد.

وتُوُفّي سنة ثلاثين.

- محمد بن الصّبّاح الْجُرْجَرائيّ.

يأتي.

371-

محمد بن الصّبّاح الرُّعَيْنيّ.

مصريّ، سمع ابن وَهْب.

تُوُفّي سنة ثلاثين.

372-

محمد بن الصّبّاح1 -ع.

أبو جعفر البغداديّ الدّولابيّ البزّاز. مولى مُزَيْنَة.

وهو صاحب كتاب "السُّنَن" الذي سمعناه.

سمع: إبراهيم بن سَعْد، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن زَكَريّا، وخالد بن عبد الله، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، والوليد بن أبي ثور، وخلقًا سواهم.

وعنه: خ. م. د، وت. ق. بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعثمان الدّارميّ، وأبو زُرْعة، وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوَكِيعيّ، وخلْق سواهم.

وَثّقَهُ أحمد، وغيره.

وقال أبو حاتم: ثقة، يُحْتَجّ بحديثه. حدَّث عَنْهُ أحمد بْن حنبل ويحيى بْن معين، وكان أحمد يعظمه.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 342"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 118"، والجرح والتعديل "7/ 289"، وتهذيب الكمال "3/ 1212".

ص: 214

وقال تَمْتَام: ثنا محمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ الثّقة المأمون والله.

وقال ابن حِبّان: وُلِدَ بقرية دولاب من الرَّيّ.

وقال موسى بن هارون، وغيره: مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خَلَت من المحرَّم سنة سبعٍ وعشرين.

وقال ابنه أحمد: مات وهو ابن سبعٍ وسبعين سنة غير شهر أو شهرين، رحمه الله.

373-

محمد بن صَبيح المَوْصِليّ1.

سمع: المُعَافَى بن عُمْران، وغيره.

وعنه: أحمد بن حنبل، وعليّ بن حرب، وجماعة.

وكان صالحًا عابدًا.

وقد ذكر البخاريّ أنه بغداديّ فوهِم.

374-

محمد بن الصّلت2 -خ. ن.

أبو يعلى التّوّزي. وتَوَّز هي تَوَجّ، بلدة من أعمال فارس.

نزل البصرة، وحدَّث عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: خ، عن رجلٍ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطيّ، ومحمد بن محمد التّمّار، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق، كان يملي علينا من حفظه التفسير وغيره، وربما وهم.

قال البخاري: مات سنة سبعٍ وعشرين.

وقال غيره: ثمانٍ.

1 انظر الجرح والتعديل "9/ 67"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 118"، وتاريخ بغداد "5/ 373".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 289"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 118"، والثقات لابن حبان "9/ 82"، وتهذيب الكمال "3/ 1213".

ص: 215

375-

محمد بن الطفيل بن مالك1 النّخعيّ -ت.

أبو جعفر.

عن: ابن عمّه شَرِيك بن عبد الله، وحمّاد بن زيد، وفُضَيْل بن عِيَاض، وبِشْر بن عمارة، وجماعة.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، والبخاريّ في كتاب "الأدب"، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بن عَمْرو القَطَوانيّ، وعثمان بن عبد الله الدّارميّان، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

وكان قد سكن فَيْد.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.

روى التِّرْمِذِيّ له حديثًا واحدًا.

376-

محمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعيّ2 البصريّ -د. ق.

أبو عبد الله.

عن: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، ومالك، ومبارك بن فَضَالَةَ، ورجاء صاحب السَّقَطِ، وابن الأشهب جعفر بن حيّان، وشَبِيب بن شَيْبَة، وطائفة.

وعنه: د، وق، عن رجلٍ، عنه، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وعليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو حاتم، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وغيرهم.

وَثّقَهُ علي بن المَدِينيّ.

وقال ابن أبي عاصم: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.

1 انظر الجرح والتعديل "7/ 293"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 123"، والثقات لابن حبان "9/ 63"، وتهذيب الكمال "3/ 1214".

2 انظر الجرح والتعديل "7/ 301"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 88"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1222"، وتهذيب التهذيب "9/ 264، 265".

ص: 216

377-

محمد بن عبد الله الأنباريّ1.

أبو جعفر الحَذاء.

عن: فُضَيْل بن عِيَاض، وسُفْيان بن عُيَيْنة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ.

378-

محمد بن عبد الوهّاب2 بن الزُّبَيْر.

أبو جعفر الحارثيّ الكوفيّ، ثمّ البغداديّ.

رأى سُفْيان الثَّوريّ، وسمع: أبا شهاب الحَنّاط، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وجماعة.

وعنه: عبد الله بن أحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البَغَويّ، وآخرون.

قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقه له غرائب.

وكذا قال صالح بن محمد الحافظ.

قال موسى بن هارون: مات "سنة" سبعٍ وعشرين، قلت: وقع لنا حديثه عاليًا في "المُنْتَقَى" من "المخلّصات".

379-

محمد بن عُبَيْد الله بن عَمْرو بن معاوية بن عمرو بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ3 بْنِ أُمَيَّةَ.

أبو عبد الرحمن القُرَشيّ، الأُمَويّ، المشهور بالعُتْبيّ البصْريّ الإخباريّ.

أحد الفُصَحاء والأدباء.

سمع: أباه، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة.

وعنه أبو حاتم السّجِسْتانيّ، وأبو الفضل الرَّياشيّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وآخرون.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 383"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 414".

2 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 10"، والثقات لابن حبان "9/ 83".

3 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 186"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 324-326"، والكامل في التاريخ "7/ 9".

ص: 217

وله قصيدة سائرة في ولده يقول فيها:

والصُبر يُحمد في المواطن كلَّها

إلّا عليك، فإنّه مذمومُ

تُوُفّي العُتْبيّ سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

وأمّا:

- العُتْبيّ المكّيّ.

فمتأخّر، يأتي.

380-

محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن أبي زيد1 -خ.

أبو ثابت المدنيّ التاجر.

عن: إبراهيم بن سَعْد، ومالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.

وعنه: خ، وأبو زُرْعة، وإسماعيل القاضي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وآخرون.

توفي سنة سبعٍ وعشرين ومائتين في المحرّم.

381-

محمد بن عثمان2 -د. ق.

أبو الجماهر التَّنُوخيّ الدّمشقيّ الكَفَرْسُوسيّ.

ويُكْنَى أبا عبد الرحمن.

سمع: سعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وخُلَيْد بن دَعْلَج، وسعيد بن عبد العزيز التَّنُوخيّ، وإسماعيل بن عيّاش، والهيثم بن حُمَيْد، وطائفة.

وعنه: د. وق، عن رجلٍ، عنه، وعبد الله بن حمّاد الآمُليّ، وحويت بن أحمد، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعثمان الدّارميّ، والحسن بن جرير الصّوريّ، وأبو

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 441"، والجرح والتعديل "8/ 3"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 170"، والثقات لابن حبان "9/ 80".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 25"، والتاريخ الكبير "1/ 181"، والثقات لابن حبان "9/ 77"، وتهذيب الكمال "3/ 1242".

ص: 218

عبد الملك أحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وخلْق.

وَثّقَهُ أبو مُسْهِر، وأبو حاتم.

وقال عثمان الدّارميّ: كان أوثق مَن أدركْنا بدمشق. ورأيت أهل دمشق مُجْمِعين على صَلاحه، ورأيتهم يقدّمونه على هشام، وعلى ابن أبي أيّوب، يعني سليمان بن عبد الرحمن. وُلِد سنة أربعين ومائة، أو سنة إحدى وأربعين.

وقال أبو زُرْعة: مات سنة أربعٍ وعشرين.

قلت: وروى أبو داود أيضًا، عن محمود بن خالد، عنه.

قال أبو حاتم: ما رأيت أفصح منه.

382-

محمد بن عطاء النَّخَعيّ1 الكوفيّ.

نزل مصر، وحدَّث عن: شَرِيك، وإسماعيل بن عيّاش، وعبد الوارث، وابن وَهْب، وطبقتهم.

روى عنه: أبو حاتم، وقال: شيخ.

سمع منه بمصر سنة ستٍّ عشرة.

383-

محمد بن عُقْبَة السَّدُوسيّ2 البصْريّ.

ابن عمّ عُقْبَة بن هَرِم.

روى عن: جعفر بن سليمان، وطالب بن حُجَيْر، ومسكين بن أبي فاطمة، ويونس بن أرقم، وعبد الله بن خِراش، وآخرين.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

ثمّ تركه أبو زُرْعة وأبو حاتم، فما حدَّثا عنه لضَعْفه.

384-

محمد بن عليّ بن أبي خداش3.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 46، 47".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 36"، والتاريخ الكبير "1/ 200"، والثقات لابن حبان "9/ 100".

3 انظر الكنى والأسماء للدولابي "2/ 148"، والكامل في التاريخ "6/ 476"، والوافي بالوفيات "4/ 106".

ص: 219

أبو هاشم الأَسَديّ المَوْصِليّ العابد. راوية المُعَافَى بن عمران.

رحل وأكثر عن: ابن عُيَيْنة، وعيسى بن يونس، وجماعة. وكان من العلماء العاملين.

قال يعلى الزَّرّاد: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث رحمه الله يقول: وَدِدْت أنّي ألقى الله تعالى بمثل عمل أبي هاشم، أو بمثل صحيفته.

وقال أحمد بن دبّاس: كنّا عند المُعَافَى بن عِمران، فأقبل أبو هاشم، فقال المُعَافَى: أراه في القوم، يعني الأبدال.

وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيُّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلَّهِ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ عَلْقَمَةُ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.

وقال أبو زكريّا الأزديّ: خدّثت عن تَمْتَام قال: قلت ليحيى بن مَعِين: كتبتَ "جامع سُفْيان"، عن أبي هاشم، عن المُعَافَى؟.

فقال ابن مَعِين: بلغني أنّ هذا الرجل نظير المُعَافَى أو أفضل منه.

قال أبو زَكَريّا: حدّثني العلاء بن أيّوب: حدَّثني مَن حضر أبا هاشم لمّا التقى الجمعان، فقال لرُفَقَائه: هذا يومٌ كنت أتمنّاه، عليكم السّلام. ثمّ سدّد رُمْحه، وجعله على قَرَبُوس سَرْجِه، وحمل على الروم، فكان آخر العهد به.

روى عن أبي هاشم جماعة منهم: صالح بن العلاء، وإسماعيل بن حمّاد التّمّار، وحُمَيْد بن زَنْجَوَيْه.

قال أبو زَكَريّا: كان صالحًا زاهدًا مجاهدًا، استُشْهِد في سبيل الله لمّا جاشت الروم بشِمْشاط1 مقبلًا غير مُدْبر، سنة اثنتين وعشرين، رحمه الله.

1 مدينة في الروم.

ص: 220

385-

محمد بن عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي1 ليلى -ت.

الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكوفيّ.

سمع: أباه، ومعاوية بن عمّار الذّهنيّ، وحَبّان بن عليّ العَنَزيّ، وشَرِيك بن عبد الله، وطائفة.

وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، والبخاريّ في كتاب "الأدب"، وأبو عَمْرو أحمد بن أبي غَرزة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: أملى علينا كتاب "الفرائض"، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الشَّعْبيّ، من حفظه، لا يقدّم مسألة على مسألة، وهو صَدُوق.

وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.

- محمد بن عِمران الأَخْنَسيّ2.

وقيل: أحمد، تقدّم في الألف.

386-

محمد بن عُمَر بن حفص القَصَبيّ3.

عن: عبد الوارث بن سعيد، والمفضَّل بن محمد الضَّبّيّ.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ وأبو بكر الصَّغانيّ، وصالح بن محمد الرّازيّ.

وَثّقَهُ يحيى بن مَعِين.

387-

محمد بن عُمَر4. أبو عبد الله المُعَيْطيّ البغداديّ.

عن: شَرِيك بن عبد الله، وأبي الأحْوَص، وجماعة.

وعنه: إسحاق الحربيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.

وَثّقَهُ محمد بن سَعْد الكاتب وقال: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 41"، والثقات لابن حبان "9/ 82"، وتهذيب الكمال "3/ 1253، 1254"، وتهذيب التهذيب "2/ 197".

2 تقدم الكلام عليه.

3 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 187"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 21، 22".

4 انظر الجرح والتعديل "8/ 22"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 22".

ص: 221

388-

محمد بن عَمْرو بن عثمان.

أبو جعفر الْجُعْفيّ الكوفيّ ثمّ المصريّ.

حدَّث عن: ضمام بن إسماعيل، وغيره.

تُوُفّي في أوّل سنة ثلاثين.

389-

محمد بن عَوْن1. أبو عَوْن الزّياديّ البصْريّ.

عن: إبراهيم بن طَهْمان، وهَمَّام بن يحيى، وعَمْرو بن كثير بن أفلح، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

390-

محمد بن عيسى بن عبد الواحد2.

الفقيه أبو عبد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ الأعشى.

رحل في طلب العِلْم في السَّنة التي مات فيها مالك بن أنس، فسمع من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، ووَكِيع بن الجرّاح، وطائفة.

وكان الغالب عليه الأثر. وكان رئيسًا نبيلًا، وسَرّيًّا جليلًا، وسخيًّا كريمًا.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين. وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة، فالله أعلم.

تَرْجَمَهُ ولدُ الفَرَضَيّ.

روى عنه: محمد بن وضّاح، وأَصْبَغ بن خليل، وآخرون.

وكان فيه دُعابة ومُزاح، ويُذكر أنه كان يشرب النَّبيذ.

391-

محمد بن عيسى3 بن الطّباع -خ. د. ن. ق.

1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 197"، والجرح والتعديل "8/ 48".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 5".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 38، 39"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 203"، والثقات لابن حبان "9/ 64".

ص: 222

الحافظ أبو جعفر البغداديّ نزيل أَذَنَه من الثَّغْر.

روى عن: مالك، وجُوَيْرية بن أسماء، وشَرِيك، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، وفرج بن فَضَالَةَ، وطائفة.

وعنه: خ. تعليقًا، د، ون. ق، عن رجلٍ، عنه، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وابن أخيه محمد بن يوسف بن الطّبّاع، وآخرون.

قال أبو حاتم: ثنا الثقة المأمون محمد بن عيسى، وما رأيت من المحدّثين أحفظ للأبواب منه.

وقال أبو داود: كان يتفقّه، وكان يحفظ نحوًا من أربعين ألف حديث.

وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة، تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

وروى عنه من شيوخ الطَّبرانيّ: أحمد بن عبد الرحيم، وأحمد بن عبد الوهّاب الحَوْطيّان، وأحمد بن مسعود، وطالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ، وغيرهم.

وكان مولده في سنة خمسين ومائة تقريبًا، وكان أخوه إسحاق أكبر منه بعشر سنين. وله مصنّفات كثيرة.

سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: عالم فهم.

وقال أبو حاتم: ثقة مُبَرِّز، كان أتقن من أخيه إسحاق، وإسحاق أَجَلّ منه. سمعت محمد بن عيسى يقول: خرج أخي إلى الرّيّ، وكتب جرير، فنظرت فيما كتب وحَفِظْتُه. فقدم جرير العراق، فجعلت أطالبه بتلك الأحاديث، فقال: لِمَ لَم تَقْدَم علينا؟.

قلت: خفّة اليد.

فقال: أرى حمارك فارهًا، وثيابك بيضاء.

فقلت: عارية.

فقال لأخي: أراه حافظًا كيِّسًا.

قال: هو يتيم أنا ربيّته.

قال: كيف شُكْرُه لك، فإنّه يقال: أن اليتيم لا يكاد يشكر.

ص: 223

392-

محمد بن أبي غالب1 البغداديّ.

أبو عبد الله.

عن: هُشَيْم.

وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد بن الدَّوْرقيّ.

وَثّقَهُ الخطيب.

قال ابن أبي حاتم: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

أمّا.

- محمد بن غالب القُومِسيّ: فمتأخّر.

393-

محمد بن غِياث2. أبو لَبِيد السَّرْخَسيّ.

عن: مالك، وخُدَيْج بن معاوية، ومفصّل بن فَضَالَةَ، ومحمد بن جابر، وابن أبي الزِّناد.

وعنه: محمد بن حاجب المَرْوَزِيّ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وجماعة.

قال أبو حاتم: بلخيٌّ مرجئ.

394-

محمد بن الفضل3 -ع.

أبو النُّعْمان السَّدُوسيّ البصْريّ الحافظ. ولقبه عارِم.

روى عن: الحمادين، وجرير بن حازم، ومهديّ بن ميمون، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وثابت بن يزيد الأحول، وعمارة بن زاذان، وجماعة.

وعنه: خ، وع، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة، وعبد بن حُمَيْد، ومحمد بن غالب تَمْتَام، ومحمد بن وَارَةَ، ومحمد بن الحسين الحنينيّ،

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 55"، والتاريخ الصغير للبخاري "237"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1257".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 54"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 207".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 305"، والجرح والتعديل "8/ 58، 59"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 208"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1258، 1259".

ص: 224

ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وخلْق.

قال ابن وارة: ثنا عارِم بن الفضل الصَّدُوق الأمين.

وقال أبو حاتم: إذا حدّثك عارِم فاختم عليه، عارِم لا يتأخّر عن عَفَّان. وكان سليمان بن حرب يقدِّم عارِمًا على نفسه.

وقال أبو حاتم أيضًا: اختلط عارِم في آخر عمره وزال عقله. فمن سمع منه قبل عشرين ومائتين فَسَمَاعُه جيّد. وأبو زُرْعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.

وقال البخاريّ: تغيَّر في آخر عُمره.

قالوا: مات في صفر سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ: بَلَغَنَا أن عارِمًا أُنْكِرَ سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثمّ راجعه عقْلُه، ثمّ استحكم به الاختلاط سنة ستّ عشرة.

قُلْتُ: فَمِمَّا أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ رِوَايَتُهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثُ:"اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ"1. وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، كَمَا رَوَاهُ عَفَّانُ، وَغَيْرُهُ.

قال الحَسَن بن عليّ الخلّال: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النُّعْمان فاذكُر: أيّوب، وابن عَوْن.

وقال أبو جعفر العُقَيْليّ: قال لنا جدّي: ما رأيت بالبصْرة شيخًا أحسن صلاة من عارِم. وكانوا يقولون: أخذ الصّلاة عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب. وكان عارِم مِنْ أخشع مَنْ رأيت، رحمه الله.

قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة تغيّر بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث مُنْكَر.

قلت: فهذا قول الدَّارَقُطْنيّ الذي لم يأتِ بعد النَّسائيّ مثله، فأين هو من قول ابن حِبّان الخسّاف في عارِم: اختلط في آخر عُمره، وتغيّر حتّى كان لا يدري ما يحدِّث به. فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكّب عن حديثه فيما رواه المتأخّرون. فإذا لم يُعلم هذا من هذا ترك الكلّ، ولا يحتج بشيءٍ منها.

1 "إسناده ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 121"، وفي إسناده صاحب الترجمة.

ص: 225

ثمّ لم يقدر ابن حِبّان أنّ يسوق لعارِم حديثًا مُنْكَرًا.

395-

محمد بن القاسم الحَرّانيّ سُحَيْم1.

عن: زُهَير بن معاوية، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

396-

محمد بن كثير العَبْديّ البصْريّ2 -ع.

أبو عبد الله أخو سليمان.

روى عن: أخيه، وسُفْيان، وشُعْبَة، وإسرئيل، وهمّام وجماعة.

وعنه: خ. د. وم. ع، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعَبْد، والدّارميّ، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

وقال ابن حِبّان: ثنا عنه الفضل بن الحُبَاب وكان تقيًّا فاضلًا يخضب.

قال: وعاش تسعين سنة.

قال ابن مَعِين: لم يكن يستأهل أن يُكْتَب عنه. رواها ابن الْجُنَيْد الخُتّليّ، عنه.

397-

محمد بن كثير بن مروان الفِهْريّ الشاميّ3.

نزل بغداد، وروى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والأوزاعيّ، والَّليْث بن سَعْد وابن لهيعة.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 66"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 215"، والثقات لابن حبان "9/ 83".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 305"، والجرح والتعديل "8/ 70"، والثقات لابن حبان "9/ 77"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 18".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 70"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 193"، والكامل لابن عدي "6/ 2259"، وميزان الاعتدال "4/ 20".

ص: 226

وَعَنْهُ: حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ.

قَالَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: إِذَا مَرَرْتَ بِهِ فَارْجُمُهُ، ذَاكَ الَّذِي يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يُتْرَكُ الْمَصْلُوبُ عَلَى الْخَشَبَةِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ"1.

وقال ابن مَعِين: لم يكن ثقة.

وقال ابن عَديّ: روى بواطيل، والبلاء منه.

وقال أبو الفتح الأزْديّ: متروك.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدَّخِيلِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْفِهْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُمِّ حَرَامٍ، وَأَخْبَرَنِي "إِنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَتَيْنِ"2.

قلت: حدَّث الفِهْريّ سنة ثلاثين ومائتين، وقد وقع لنا من عواليه في "المُنْتَقَى" من "المخلصيّات".

تقدّم: محمد بن كثير المِصِّيصيّ.

398-

محمد بن كُلَيْب البصْريّ3.

حدَّث ببغداد عن: حمّاد بن زيد، وأبي إسماعيل المؤدِّب، ومُعْتَمِر بن سليمان.

وعنه: نصر بن طَوْق، وأبو القاسم البَغَويّ.

وثقة الخطيب.

399-

محمد بن محبّب4 -د. ن. ق.

أبو همّام الدّلاّل القرشيّ البصريّ، صاحب الرقيق.

1 "حديث إسناده ضعيف جدا": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2259"، وفي إسناده صاحب الترجمة وقد تركه الأزدي.

2 "إسناده ضعيف جدا": أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد "3/ 193"، وفي إسناده صاحب الترجمة.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 195".

4 انظر الجرح والتعديل "8/ 96"، والتاريخ الكبير "1/ 247"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1265".

ص: 227

عن سُفْيان الثَّوريّ، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وسعيد بن السّائب، وغيرهم.

وعنه: رجاء بن مُرَجّا، وأحمد بن منصور الرماديّ، والقاضي البِرْتيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وخلْق.

وَثّقَهُ أبو داود، وروى عن رجلٍ، عنه.

تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.

400-

محمد بن محبوب1 -خ. د. ن- أبو عبد الله البُنانيّ البصْريّ.

عن: الحَمّادَيْن، وأبي عَوَانة، وسرار بن مُجشّر، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.

وعنه: خ، د، ون، عن رجلٍ، عنه، وعَمْرو بن منصور النَّسائيّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وطائفة.

قال أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بن مَعِين يُثْني عليه ويقول: كيّس صادق كثير الحديث.

قال البخاريّ: مات سنة ثلاثٍ وعشرين.

وقال غيره: سنة اثنتين وعشرين.

401-

محمد بن مُصْعَب البغداديّ2.

أبو جعفر الدّعّاء. أحد عبّاد الله الأولياء. كان صاحب أحوال وكرامات.

روى عن: ابن المبارك، وغيره.

وعنه: أبو الحَسَن محمد بن محمد بن العطّار، ومحمد بن نصر الصائغ، وابن بسّام، وغيرهم.

ووصفه الإمام أحمد بالسّنة.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 102"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 245"، والثقات لابن حبان "9/ 80".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 361"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 279-281"، والأنساب "5/ 318".

ص: 228

قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

402-

محمد بن مُعَاذ بن عبّاد بن مُعَاذ العنبري1 البصري -م. د.

عن: عمّ أبيه مُعَاذ بن مُعَاذ، وأبي عَوَانة، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، وسُفْيان بن عُيَيْنة، ومحمد بن السّمّاك، ومُزَاحِم بن العَوْام، وطائفة.

وعنه: م. د، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، والحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق ليس به بأس.

وقال أبو زرعة: قدم الري، وصار إلى طبرستان.

وقال أبو داود: أراه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

403-

محمد بن معاوية بن أعين2.

أبو علي الهلالي النيسابوري، نزيل مكة.

روى عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وزُهَير بن معاوية، وسليمان بن بلال، وخارجة بن مُصْعَب، والَّليْث بن سَعْد، وجماعة.

وطوّف وصنّف وكان ضعيفًا.

روى عنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو حاتم، ومُطَيِّن، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، ومحمد بن عليّ الصائغ، وبُهْلُول بن إسحاق، وأحمد بن عبد المؤمن، والحَسَن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وآخرون.

قال يحيى بن مَعِين: كذّاب.

وقال غير واحدٍ: ضعيف.

وقال الفلّاس: فيه ضَعْف، وهو صَدُوق قد روى عنه النّاس.

1 انظر تاريخ الطبري "9/ 43"، وانظر الجرح والتعديل "8/ 95، 96"، والضعفاء للعقيلي "4/ 145، 146"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1274".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 103، 104"، والتاريخ الصغير للبخاري "231"، والضعفاء للدارقطني "152"، وتاريخ بغداد "3/ 270"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1274".

ص: 229

وقال أبو زُرْعة: كان شيخًا صالحًا إلّا أنه كان كلّما لُقِّن تَلَقَّن.

وقال أبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ: ما كتبتُ عنه إلّا من أصله، وكان معروفًا بالطَّلب. وكان يُحَدِّث حفظًا، فلعلّ يغلط ولا يحفظ.

وقال حرب الكِرْمانيّ: كتبتُ عنه، وكان مستمليه سَلَمَةُ بن شَبِيب، وكان مُوسرًا.

وقال النَّسائيّ: متروك.

وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين. وكذا أرّخه موسى بن هارون، وزاد: بمكّة.

404-

محمد بن معاوية البصريّ.

عن: جويرية بن أسماء.

ضغيف مجهول.

405-

محمد بن مقاتل1 -خ- أبو الحسن المروزيّ الكسائيّ، ولقبه رخّ.

روى عن: ابن المبارك، وخالد بن عبد الله،، وخَلَف بن خليفة، وأوس بن عبد الله بن بُرَيْدة، وابن عُيَيْنة، وابن وهب، ومبارك بن سعيد الثوري، وطائفة.

وعنه: خ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن الصائغ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات آخر سنة ست وعشرين ومائتين.

وقال الخطيب: سكن بغداد ثم جاور بمكة.

406-

محمد بن مكّيّ بن عيسى المروزيّ2 -د. ت.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 105"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 242"، والثقات لابن حبان "9/ 81"، وتهذيب الكمال "3/ 1275".

2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 78"، والمعرفة والتاريخ "1/ 705"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1275".

ص: 230

عن: ابن المبارك، وعُمَرو بن هارون البَلْخيّ.

وعنه: أحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن حاتم المروزيّ، ود، وت، عن رجلٍ، عنه.

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

407-

محمد بن موسى بن أَعْيَن الْجَزَريّ1 -خ. ن.

عن أبيه، وزُهَير بن معاوية.

وعنه: عليّ بن عثمان النفيليّ، ومحمد بن سلم بن وَارَةَ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وجماعة.

وكان صدوقًا.

وجدت ابن حِبّان قال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

408-

محمد بن نصر المَرْوَزِيّ.

شيخ يروى عن ابن المبارك، لا يكاد يُعرف.

سمع منه: عبد الله بن الإمام أحمد في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

409-

محمد بن أبي نُعَيْم الواسطيّ الهُذَليّ2.

واسم أبيه موسى.

عن: أبان بن يزيد العطّار، ومهديّ بن ميمون، ووُهَيْب بن خالد، وجماعة.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن إسحاق، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وعليّ بن إبراهيم الواسطيّ.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال: سألت عنه يحيى بن مَعِين فقال: ليس بشيء.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 83"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 237"، والثقات لابن حبان "9/ 64"، وتهذيب الكمال "3/ 1278".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 83، 84"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 254"، والثقات لابن حبان "9/ 75".

ص: 231

وقال أبو داود: سألت ابن مَعِين عن ابن أبي نُعَيْم فقال: كذّاب خبيث.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عليه الثِّقات.

وقال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أحمد بن سِنَان يقول: ابن أبي نُعَيْم ثقة صَدُوق.

410-

محمد المعتصم بالله1.

أمير المؤمنين أبو إسحاق بن هارون الرشيد بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ.

وُلِدَ سنة ثمانين ومائة، وأُمَّه أمُّ ولد اسمُها ماردة.

روى عن: أبيه، وعن أخيه المأمون.

روى عنه: إسحاق المَوْصِليّ، وحمدون بن إسماعيل، وآخرون.

بُويع بعد المأمون بعَهْدٍ منه إليه في رابع عشر من رجب سنة ثماني عشر ومائتين.

وكان أبيض، أصْهب اللحية، طويلها، رَبْع القامة، مُشْرب الَّلون، ذا شجاعة، وقوّة، وهمّة عالية.

وكانت خلافته ثمانية أعوام وثمانية أشهر، وكان عُرْيًا من العِلْم.

فروى الصُّوليّ، عن محمد بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الهاشميّ قال: كان مع المعتصم غلام في الكُتّاب يتعلّم معه، فمات الغلام. فقال له الرشيد أبوه: يا محمد مات غلامك. قال: نعم سيّدي، واسترح من الكُتّاب.

فقال: وإن الكتّاب لَيَبْلغ منك هذا؟ دعوه لا تعلّموه.

قال: فكان يكتب ويقرأ قراءةً ضعيفة.

قال خليفة: حجّ بالنّاس أبو إسحاق بن الرشيد سنة مائتين.

وقال الصُّوليّ: ثنا عَوْن بن محمد: رأيت المعتصم أوّل ركبةٍ رَكِبها ببغداد وهو خليفة حين قدِم من الشّام. وذلك أوّل يومٍ من رمضان سنة ثمان عشرة، وأحمد بن أبي دؤاد يسايره، وهو مقبل عليه.

1 انظر تاريخ خليفة "475"، والمعارف لابن قتيبة "383"، وتاريخ الطبري "8/ 359، 360"، وأخبار مكة للأزرقي "1/ 14".

ص: 232

وقال أبو الفضل الرِّياشيّ: كتب ملك الروم -لعنه الله- إلى المعتصم يتهدّده، فأمرَ بجوابه، فلمّا قُرئ عليه الجواب لم يرضه. وقال للكاتب:"اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عُقْبَى الدار".

وقال أبو بكر الخطيب، وغيره: غزا المعتصم بلاد الروم سنة ثلاثٍ وعشرين، فأنكى في العدّو نكايةً عظيمة، ونصَب على عَمّورِية المجانيق، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفًا، وسبى مثلهم، وكان في سَبْيه ستّون بِطْريقًا، ثمّ أحرق عَمُّورِية.

قال خليفة: وفي هذه السنة أُتِيَ ببابَك الخُّرْميّ أسيرًا، فأمر بقطع أربعته وصلبه.

قلت: كان من أَهْيب الخلفاء وأعظمهم، لولا ما شان سُؤْددَه بامتحان العلماء بخلْق القرآن، نسأل الله السّلامة.

قال نفطويه: للمعتصم مناقب كثيرة. وكان يقال له: المثمّن فإنه كان ثامن الخلفاء من بني العبّاس، ومَلَك ثمان سنين وثمانية أشهر، وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابَك على يد الأفشين، وفتح عَمُّورِية بنفسه، والزُّطّ بعُجَيْف، وبحر البصّرة، وقلعة الأحراف، وأعراب ديار ربيعة، والشّاري، وفتح مصر. وقتل ثمانية أعداء: بابَك، وباطيش، ومازَيار، ورئيس الزّنادقة، والأفشين، وعُجَيْفًا، وقارون، وقائد الرافضة.

وإنّما فتح مصر قبل خلافته.

وزاد غير نَفْطَوَيْه: إنّه خَلّف من الذَّهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الفضّة الدّراهم مثلها.

وقيل: ثمانية عشر ألف ألف. ومن الخيل ثمانين ألف فَرَس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية. وبنى ثمانية قصور، وقيل: بل بلغ عدد غلمانه التُّرْك ثمانية عشر ألفًا.

وعن أحمد بن أبي دُؤاد قال: استخرجت من المعتصم في حَفر نهر الشّاش ألفي ألف، غير أنّه كان إذا غضب لا يُبالي من قتلَ.

وقال إسحاق المَوْصِليّ: دخلت عليه وعنده قَيْنَةٌ تغني. فقال: كيف تراها؟ قلت: تقهر الغناء برِفْق، وتختله برِفْق، وتخرج من الشيء إلى أحسن منه. وفي صوتها شجًى وشذور أحسن من الدُّرّ على النُّحور.

ص: 233

فقال: صِفتُكَ لها أحسن من غنائها، خُذْها لك. فامتنعتُ لعِلمي بمحبتّه لها، فوصلني بمقدار قيمتها.

وبَلَغَنا أنّ المعتصم لمّا تجهّز لغزو عمورية حكم المنجون أنّ ذلك طالَع نَحْس، وأنّه يُكْسَر، فكان من ظَفْرِه ونَصْرِه ما لم يَخْفَ، وفي ذلك يقول أبو تمّام قصيدته البديعة:

السَّيفُ أصدق إنباءً من الكُتُبِ

في حَدّهِ الحَدُّ بين الْجِدّ والَّلعبِ

منها:

والعِلْم في شُهُب الأيام لامعةً

بين الخَمِيسَيْن لا في السَّبْعةِ الشهب

أين الرواية أمّ أين النّجومُ وما

صاغوه من زُخْرُفٍ فيها ومن كذِبِ

تخرُّصًا وأحاديثًا مُلَفْقَةً

ليست بنَبْع إذا عُدَّت ولا غَرَبِ

وعن أحمد بن أبي دُؤَاد قال: كان المعتصم يُخرج ساعده إليّ ويقول: يا أبا عبد الله، غصّ ساعدي بأكثر قوّتك.

فأقول: ما تَطِيب نفسي. فيقول: إنه لا يُضيرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسِنّة فضلًا عن الأسنان.

وانصرف يومًا من دار المأمون إلى داره، وكان شارع الميدان منتظمًا بالخِيَم، فيها الْجُنْد، فإذا امرأة تبكي وتقول: ابني ابني، وإذا بعض الجبد قد أخذ ولدها، فدعاه المعتصم، وأمره بردّ ابنها عليها، فأبى، فاستدناه، فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمعتُ صوت عظامه، ثمّ أطلقه فسقط وأمر بإخراج الصّبيّ إلى أمّه.

وقال أحمد بن أبي طاهر: ذكر أحمد بن أبي دُؤَاد المعتصم يومًا، فأسهب في ذِكْرِه، وأطنب في وصْفه، وذكر من سعة أخلاقه، ورضيّ أفعاله، وقال: كثيرًا ما كنتُ أُزامله في سفره.

قال أبو بكر الخطيب: ولكَثْرة عسكر المعتصم وضِيق بغداد عنه، بنى سُرّ من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره، وسُمّيت العسكر، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين.

ص: 234

وعن عليّ بن يحيى المنجّم قال: استتمّ عِدّة غلمان المعتصم الأتراك بضعة عشر ألفًا، وعُلِّق له خمسون ألف مِخْلاة. وذَلَّل العدَوّ بالنّواحي.

فيقال: إنه قال في مرض موته: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَة} [الأنعام: 44] .

وقال المسعودي: وَزَرَ له ابن الزّيّات إلى آخر أيّامه، وغلب عليه أحمد بن أبي دُؤَاد.

وقال ابن أبي الدُّنيا: نا عليّ بن الجعد قال: لمّا احتصر المعتصم جعل يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة. حَتّى صمت.

قال: وحدَّثني شيخ من قُريش أنّه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلّق.

قال: وكان أصْهَب الّلحية جدًّا، وطويلَها.

قلت: وللمعتصم شعرٌ لا بأ س به، وكلمات فصيحة.

قال نَفْطَوَيْه: فممّا يُرْوَى من كلامه: إذا شُغلت الألباب بالأداب، والعقول بالتعليم، تنبّهَت النفوس على محمود أمرها، وأبرز التّحريك حقائقها.

قال نَفْطَوَيْه: وحُدِّثت أنّه كان من أشدّ النّاس بطْشًا، وأنّه جعل زَنْد رجلٍ بين أصابعه، فكسره.

وقال عبد الله بن حمدون النّديم، عن أبيه، سمع المعتصم يقول: عاقل عاقل مرّتين أحمق.

وقال إسحاق بن إبراهيم الأمير: واللهِ ما رأيت كالمعتصم رجلًا. لقد رأيته يُمْلي كتابًا، ويقرأ كتابًا، ويعقد بيده، وإنّه لَيُنْشِدُ شعر أبي خِراش الهُذَليّ:

حَمِدتُ إلهِي بعد عُرْوَة إذ نجا

خِراشٌ وبعضُ الشَّرِّ أهْوَنُ من بعضِ

بلى إنّها تَعْفُو الكلوم، وإنّما

يؤكل بالأدنى، وإنْ جلّ ما يمضي

ولم أدرِ من ألقى عليه ردَاءه

ولكنّه قد سئل عن ماجدٍ محض

مات المعتصم يوم الخميس، لإحدى عشر ليلةٍ بقِيَت من ربيع الأوّل، سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين، وله سبْعٍ وأربعون سنة وسبعة أشهر.

ص: 235

قلت: فهذا يدلُ على أنّ مولده قبل سنة ثمانين بأشهُر.

ودُفِنَ بسُرّ مَنْ رأي، وصلّى ابنه الواثق عليه.

ومِن أحسن ما سُمِع مِن المعتصم قوله إنْ صحّ عنه: اللهمّ إنّك تعلم أنّي أخافك من قِبَلي، ولا أخافك من قِبَلك، وأرجوك من قِبَلك، ولا أرجوك من قِبَلي.

411-

محمد بن هانئ1. أبو عَمْرو الطَّائيّ.

حدَّث ببغداد عن: مُصْعَب بن سلّام وأبي الأحْوَص، وهُشَيْم.

وعنه: ابنه، وأبو حاتم الرازي.

وابنه هو الحافظ أبو بكر الأثرم.

412-

محمد بن هانئ السلمي النيسابوري.

رحل وسمع من: هُشَيْم، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك.

وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن عَمْرو الحَرَشيّ، ومحمد بن عبد السّلام الورّاق.

تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.

413-

محمد بن وَهْب بن مسلم2.

أبو عَمْرو القُرَشيّ، مولاهم الدّمشقيّ.

عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، والوليد بن مسلم.

روى عنه: الربيع بن سليمان الْجِيزيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف.

وأحمد بن محمد بن رِشْدين، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم، والمصريّون.

سكن مصر، وهو مُنْكَر الحديث.

خلطه بالّذي بعده غير واحد، والصّواب التّفريق بينهما.

1 تقدمت ترجمته.

2 انظر الكامل لابن عدي "6/ 2272، 2273"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 61"، وتهذيب التهذيب "9/ 506".

ص: 236

414-

محمد بن وهب بن عطية1 -خ. ق.

أبو عبد الله السّلميّ الدّمشقيّ.

سمع: بقيّة، ومحمد بن حرب الخَوْلانيّ، والوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، وجماعة.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو أُمَيّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ، وأبو حاتم، وعليّ بن محمد بن عيسى الْجَكّانيّ، وعُبَيْد بن شَرِيك البزّار.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

ووَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ.

روى البخاريّ، وابن ماجه، عن الذُّهَليّ، عنه.

وقال ابن عَديّ: له غير حديث مُنْكَر، وقد تكلموا فيمن هو خيرٌ منه.

ثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا مالك، عن سميّ بن الأحلج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، وَهُوَ الدَّوَاةُ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ، ثُمَّ قَالَ: مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكَ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ.

قُلْتُ: صَدَقُ ابْنُ عَدِيٍّ، لَكِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ وَهْبٍ لَيْسَ هُوَ بِالسُّلَمِيِّ بَلْ هُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْقُرَشِيُّ الَّذِي نَزَلَ مِصْرَ. وَهُوَ أَسَنُّ مِنَ السُّلَمِيِّ. أَلا تَرَى أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْهُ هُوَ الرَّبِيعُ الْجِيزِيُّ؟ وَالرَّبِيعُ لَمْ يَرْحَلْ. وَمَا كَانَ أَبُو حَاتِمٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ يُثْنِيَانِ عَلَى رجلٍ يَرْوِي مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ الْمَوْضُوعِ.

وممّن خلط فيه الحافظ ابن مِنْده فقال: محمد بن وهب بن سعد بن عطية مولى قريش، يكنى أبا عَمْرو، مُنْكَر الحديث، سكن مصر.

قال ابن عساكر: محمد بن وَهْب بن سعيد بن عطية السّلميّ الدّمشقيّ.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 114"، وتاريخ الطبري "7/ 518"، والكامل لابن عدي "6/ 2272" وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1284، 1285".

ص: 237

ثمّ قال بعده: محمد بن وَهْب بن مسلم القُرَشيّ أبو عَمْرو الدّمشقيّ. فهذا أكبرهما، لأنّه روى عن عبد الله بن العلاء.

- محمد بن يحيى بن سَعْد القطّان.

أخَّرته عَمْدًا.

415-

محمد بن يزيد الحزامي الكوفيّ البَزّار1 -خ.

عن: شَرِيك، وابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، وحبان بن عليّ.

وعنه: خ، والدّارميّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.

416-

مالك بن عبد الواحد2 -م. د.

أبو غسّان المسّمعيّ البصريّ.

عن: بِشْر بن المفضل، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد العزيز العَمِّيّ، وطبقتهم.

وعنه: م؛ ود، وعثمان بن خُرَّزاذ، وموسى بن هارون، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.

توفي سنة ثلاثين.

417-

المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري البصري3 -م.

أخو عُبَيْد الله.

سمع: أباه، وبِشْر بن المفضّل، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 128"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 261"، والثقات لابن حبان "9/ 78"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1291".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 213، 214"، والثقات لابن حبان "9/ 164"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1299".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 326، 327"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 420"، والثقات لابن حبان "9/ 194"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1303".

ص: 238

وعنه: ولداه الحَسَن، ومُعَاذ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وآخرون.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

418-

محبوب بن موسى الأنطاكيّ1 -د- أبو صالح الفرّاء.

عن: عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وشُعَيْب بن حرب، وجماعة.

وعنه: د، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وآخرون.

توفي سنة ثلاثين.

قال العجلي: ثقة صاحب سُنّة.

419-

محمود بن الحَسَن الورّاق2.

الشاعر المشهور. أكثر من الشّعر في المواعظ والحِكَم.

وتُوُفّي في خلافة المعتصم.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأبو العبّاس بن مسروق، وغيرهما.

فمن شعره قوله:

كبُر الكبيرُ عن الأدب

أدبُ الكبير من التعبْ

حَتّى متى وإلى متى

هذا التمادي في الّلعبِ

الرّزْق لو لم تأتِهِ

لأتاك عَفْوًا من كتبْ

إن نمت عنه لم يَنَمْ

حَتّى يحرّكه السَّببْ

روى الجاحظ أنّ المعتصم طلب جاريةٍ كانت لمحمود الورّاق، وكان نخّاسًا، بستّة آلاف دينار، فامتنع من بيعها، فلمّا مات اشتريت للمعتصم بسبعمائة دينار، فلمّا

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 389"، والثقات لابن حبان "8/ 389"، وللعجلي "421"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1307".

2 انظر تاريخ بغداد "13/ 87"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 461، 462".

ص: 239

أُدْخِلَت إليه قال لها: كيف رأيتِ؟ قالت: إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث، فإنّ سبعين دينارًا في ثمني كثيرة. فأخجلته.

- مِرْداس. هو أبو هلال الأشعري1.

سيأتي بكنيته إن شاء الله.

420-

مُرَّة بن عبد الواحد الكَلاعيّ.

أبو يزيد البُرُلُسيّ.

روى عن: همّام بن إسماعيل، وزَيْن بن شُعَيْب.

تُوُفّي سنة ثلاثين.

421-

مسدّد بن مسرهد2 -خ. د. ت. ن.

الحافظ أبو بكر الأسديّ البصريّ.

عن: جويرية بن أسماء، وأبي عَوَانة، وأبي الأحْوَص، وحمّاد بن زيد، وجعفر بن سُلَيْمَان الضبعي، وعبد الواحد ابن زياد، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وابن عُلَيَّة، ويحيى بن سعيد القطّان، وخلْق.

وعنه: خ، وت. ن، عن رجلٍ، عنه، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة، وإسماعيل القاضي، وابن عمّه يوسف بن يعقوب القاضي، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وآخرون.

قال يحيى القطّان: لو أتيت مُسَدَّدًا فحدَّثته في بيته لكان يستأهل.

وقال يحيى بن مَعِين: هو ثقة ثقة.

وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: مُسدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل بن مُسْتَوْرد الأَسَديّ. ثقة. كان يُملي عليّ حَتّى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحَسَن، أكتب هذا الحديث. فيُمْلي عليّ بعد ضَجَري خمسين ستّين حديثًا. فأتيته في رحلتي الثانية، فإذا عليه زحام، فقلت: قد أخذت بحظّي منك.

1 ستأتي ترجمته.

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 307"، والجرح والتعديل "8/ 438"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 72، 73"، والثقات لابن حبان "9/ 200".

ص: 240

وكان أبو نُعَيْم يسألني عن اسمه واسم أبيه، فأخبره، فيقول: يا أحمد هذه رقية العقرب.

وقال أبو حاتم الرازي: أحاديث مسدد، عن يحيى بن سَعِيدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر، كأنّها الدّنانير، كأنّك تسمعها من النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وصدق أبو حاتم.

فأمّا ما ذكر أبو عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ من نَسَب مُسدَّد. فقال: هو مُسدَّد بن مسرهد بن مسربل ابن مُغْربَل بن مُرَعْبَل بن أرْنَدَل بن سَرَنْدَل بن ماسك بن مستورد، فهذا لا يُعْتَمَد عليه لأنّ الخالديّ غير ثقة.

قال محمد بن سَعْد: تُوُفّي مُسدَّد سنة ثمانٍ وعشرين.

422-

مسلم بن إبراهيم1 -ع.

أبو عمر الأزدي، ثم الفراهيديّ، مولاهم البصْريّ الحافظ.

سمع من ابن عَوْن حديثًا واحدًا، ومن: قُرَّةَ بن خالد، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وشُعْبَة، وهمّام، وأبان بن العطار، ومالك بن مِغْوَلٍ، ووَهْب بن خالد، وسلام بن مِسْكِين، وإسماعيل بن مسلم العَبْديّ وهشام بن عبد الله الدُّسْتُوائيّ، وبشرٍ كثير.

يقال: إنه كتب عن ستّمائة شيخ بالبصرة، ولم يسمع بغيرها إلّا اليسير.

وعنه: خ. د، والباقون، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد بن حُمَيْد، وعبد الله الدّارميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، ومحمد بن سنْجر الحافظ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، وحفص بن عُمَر سَنْجَة، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق سواهم.

قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، وَزَيْنَبَ الشِّغْرِيَّةِ، أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمَا، أنا أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عون فحدّثني قال:

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 304"، والجرح والتعديل "8/ 180"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 254"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1323".

ص: 241

أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَقَدْ عَمِيَ، فَقُلْتُ لمولاةٍ: قَوْلِي لأَبِي وَائِلٍ، حَدِّثْنَا مَا سَمِعَ مِنِ ابن مسعود.

فقلت: يَا أَبَا وَائِلٍ حَدِّثْهُمْ مَا سَمِعْتَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ.

قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَمَجْمُوعُونَ فِي "صَعِيدٍ" واحدٍ يُسْمِعُكُمُ الدَّاعِي، وَيُنْقِذُكُمُ الْبَصَرُ. أَلا وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، والسّعيد من وعظ بغيره.

قال أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن مَعِين: ثقة مأمون.

وقال نصر بن عليّ: سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: قعدت مرّة أُذاكر شُعْبَة عن خالد بن قيس، فقال: كذب تلقى أبي هُرَيْرَةَ.

وقال العِجْليّ: كان مسلم يسكن البصرة في دارٍ كبيرة، فإنما معه أخته، وهي عجوزة كبيرة، كان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيظوه قالوا: أختك قَدَرِيّة. فيقول: لا والله إلّا مُثَبتة.

وكان ثقةً، عَمِي بأخَرَة، يروي عن سبعين امرأة.

وقال أبو زُرْعة: سمع مسلم بن إبراهيم يقول: ما أتيتُ حلالًا ولا حرامًا قطّ. وكان أتى عليه نيفٌ وثمانون سنة.

قال أبو حاتم: كان لا يحتَاج إليه. يعني الْجِماع.

وقال أبو داود: كتب عن قريب من ألف شيخ.

وقال إسماعيل التِّرْمِذِيّ: سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: كتبت عن ثمانمائة شيخ، ماجزت الجسر.

قال أبو داود: ما رحل إلى أحدٍ، وكان يحفظ حديث قُرَّةَ، وحديث هشام، وحديث أبان يَهُذُّهُ هَذًّا، وهو أحبّ إلينا من ابن كثير.

كان ابن كثير لا يحفظ، وكانت فيه سلامة.

تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وقد قارب التّسعين.

ص: 242

423-

مضاء بن الجارود الدّنيوريّ1.

أبو الجارود.

عن: سلّام بن مِسْكين، وأبي عَوَانة، وصالح المُرِّيّ، وجماعة.

وعنه: جعفر بن أحمد الزنجانيّ، والنَّضْر بن عبد الله الدّيِنَوَريّ.

قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.

424-

مُضَر بن غسّان بن مُضَر2.

أبو عُيَيْنة الأزْديّ.

سمع: حمّاد بن سَلَمَةَ.

وعنه: عُقْبَة بن سِنَان، وهشام بن عليّ السَّدُوسيّ.

425-

مسلم بن عبد الرحمن الْجَرْميّ3.

أحد أبطال الإسلام، ومن يُضْرب به المثل في الفروسيّة والإقدام.

سمع من: مَخْلَد بالمِصِّيصة.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه المنذر بن شاذان الرّازيّ الصادق أنه قتل من الروم مائة ألف.

426-

معاذ بن أسد بن أبي شجرة4 -خ. د.

أبو عبد الله الغنويّ المروزيّ كاتب ابن المبارك.

سكن البصرة وحدَّث عن: فُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، والنّضر بن شميل، وجماعة.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 403"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 50"، وميزان الاعتدال "4/ 122"، ولسان الميزان "6/ 46".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 441، 442"، والثقات لابن حبان "9/ 199".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 188".

4 انظر الجرح والتعديل "8/ 250، 251"، والتاريخ الكبير "7/ 366"، والثقات لابن حبان "9/ 178"، وتاريخ بغداد "13/ 134".

ص: 243

وعنه: خ، د، وأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، وأبو زُرْعة، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأحمد بن عليّ الأبار، وأحمد بن داود المكّيّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال البخاريّ: وُلِد سنة خمسين ومائة، أو نحوها.

وقال ابن عساكر: مات سنة تسعٍ وعشرين، وقيل: سنة ثمانٍ وعشرين، وقيل: سنة ثلاثٍ وعشرين.

427-

المُعَافَى بن محمد. أبو مَعْدَان الأزْديّ المَوْصِليّ.

عن: مالك بن أنس، وأبي المُلَيْح الرَّقّيّ، وإبراهيم بن سَعْد، ويوسف بن الماجِشُون.

وعنه: عليّ بن جابر المَوْصِليّ.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.

428-

مَعْمَر بن بكّار السَّعْديّ1.

روى عن: إبراهيم بن سَعْد، وهشام بن أبي هشام الحنفي، ونجيح بن إبراهيم، وجماعة.

وعنه: سلمة بن شبيب، ومطّين.

وقال العقيلي: في حديثه وهم.

429-

مقاتل بن محمد النّصر آباذيّ الرازي2.

روى عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عيّاش، وطبقتهما. فأكثر وأحسن.

روى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: كان فقيهًا ثقة.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 259"، والثقات لابن حبان "9/ 196"، والضعفاء للعقيلي "4/ 207"، وميزان الاعتدال "4/ 135".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 355، 356".

ص: 244

وقال أبو زُرْعة: ما خلّف بالعراق مثله، كان ثقة مأمونًا.

430-

مُلَيْح بن وَكِيع بن الجرّاح الرُّؤاسيّ1 الكوفيّ.

عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد.

وعنه: أبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيِّن، وأبو حصين الوادعيّ.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

431-

مهديّ بن جعفر بن جَبْهان بن بِهرام2.

أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن الرَّمْليّ الزّاهد.

عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وعبد العزيز بن أَبِي حازم، وعليّ بن ثابت الْجَزَريّ، والوليد بن مسلم، وضَمْرة، ورُدَيْح بن عطيّة، وابن المبارك، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وعثمان الدّارميّ، ومحمد بن التِّرْمِذِيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وأبو الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجماعة.

قال ابن مَعِين، وصالح جَزَرَة: لا بأس به.

وقال ابن عَديّ: يروي عن الثِّقات ما لا يُتابَع عليه.

وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين، وهذا وهم. قد سمع منه البُسْريّ بصور سنة ثلاثين.

432-

مهديّ بن حفص3 -د- أبو أحمد البغداديّ.

عن: حماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وأبي الأحوص سلاّم، وعيسى بن يونس.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 367، 368"، والثقات لابن حبان "9/ 195".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 338"، والثقات لابن حبان "9/ 201"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1380".

3 انظر الطبقات لابن سعد "7/ 352"، والجرح والتعديل "8/ 337"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 425"، والثقات لابن حبان "9/ 201".

ص: 245

وعنه: د، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن الفضل السَّقْطيّ، وآخرون.

وَثّقَهُ أبو بكر الخطيب.

ومات سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

433-

مهديّ بن عيسى1. أبو الحَسَن الواسطيّ.

عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعيسى بن ميمون، وخالد بن عبد الله الطحان. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة وغيرهما، قال أبو حاتم: صدوق.

434-

موسى بن إسماعيل2.

أبو عِمران البَجَليّ الْجَبُّليّ، عن يعقوب القُمّي وإبراهيم بن سَعْد الزُّهْريّ، وابن السماك، وابن المبارك، وحفص ابن سَلْم، وآخرين.

وعنه: أحمد بن سِنَان، والحَسَن بن سهل المحور، ومحمد بن عبد الله بن أبي نُعَيْم، ومحمد بن عُبّادة، وأيّوب ابن حسّان الدَّقّاق، وجماعة، ومحمد بن عيسى بن السَّكَن.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ غيره: كان رفيق يحيى بن مَعِين.

وجبل: قريةٌ ممّا يلي واسط.

435-

موسى بن إسماعيل3 -ع.

أبو سلمة التّبوذكيّ البصريّ الحافظ، مولى بني مِنْقَر.

روى حديثًا واحدًا عن شُعْبَة، وآخر عن حمّاد بن زيد.

وعن حمّاد بن سَلَمَةَ تصانيفه، وعن: يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وأبي الأشهب

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 337"، والثقات لابن حبان "9/ 201".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 136"، والثقات لابن حبان "9/ 160".

3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 353"، والجرح والتعديل "8/ 136"، والثقات لابن حبان "9/ 160".

ص: 246

العُطَارِديّ، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، وجرير بن حازم، وأبان بن يزيد العطّار، وقيس بن الربيع، والربيع بن مسلم، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد العزيز الماجِشُون، وخلْق.

وعنه: خ. د، وم. ت. ن. ق، عن رجلٍ، عنه، ويحيى بن معين، والذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن أيّوب البَجَليّ، ومحمد ابن غالب تَمْتَام، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وسِبْطه أبو بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وخلْق كثير.

قال عبّاس، عن ابن مَعِين قال: ما جلست إلى شيخ إلّا هابَني أو عَرَف لي، ما خلا هذا الأثرم التَّبُوذَكيّ.

قال عبّاس: فعددتُ ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.

وقال ابن المَدِينيّ: مَن لم يكتب عن أبي سَلَمَةَ كتب عن رجلٍ، عنه.

وقال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممّن أدركناه أحسن حديثًا من أبي سَلَمَةَ.

وإنّما سُمّي التَّبُوذَكيّ لأنّه اشترى بتَبُوذَك دارًا، فنُسب إليها.

وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: سَمِعْتُ أبا سَلَمَةَ يقول: لا جُزي خيرًا من سمَّاني تَبُوذَكيّ، أنا مولى بني مِنْقَر، إنّما نزل داري قوم من تَبُوذَك، فسمّوني تَبُوذَكيّ.

وقال أبو بكر بن المقدّميّ: ثنا الحسن بن القاسن بن دُحَيْم الدّمشقيّ، ثنا محمد بن سليمان قال: قدِم علينا يحيى بن مَعِين البصرة، فكتبَ عن أبي سَلَمَةَ وقال: إنّي أريد أن أذكر لك شيئًا فلا تغضب.

قال: هات.

قال: حديث همّام، عن ثابت، عن أَنس في الغار، لم يروه أحدٌ من أصحابك، إنّما رواه عَفَّان وحبّان، ولم أجِدْه، في صدْر كتابك، إنّما وجدته على ظهره.

قال: فتقول ماذا؟ قال: تحلف لي إنّك سَمِعْتَه من همّام.

قال: ذكرت أنّك كتبت عنّي عشرين ألفًا "فإن كنت" عندك "فيها صادقًا" فما

ص: 247

ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت عندك كاذبًا، فينبغي أن لا "تصدّقني فيها ولا تكتب عنّي شيئًا وترمي بها".

"بَرَّةُ بنت" أبي عاصم طالق ثلاثًا إنْ لم أكن سمعتُه من همّام. واللهِ لا كلّمتُك أبدًا.

قال حاتم بن الَّليْث الْجَوْهَري: كان أبو سَلَمَةَ أحمر الرأس والّلْحية يَخْضِب الحِنّاء. قد رأى سعيد بن أبي عَرُوبة وحفظ عنه مسائل.

قال: ومات بالبصرة في رجب سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين، رحمه الله.

436-

موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ1.

عن: ابن لَهِيعَة، وأبي جعفر الرّازيّ، وإبراهيم بن سَعْد.

وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، وهو من قدماء شيوخه، سمع منه سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

قال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.

وقال ابن مَعِين: كذّاب.

437-

موسى بن أيّوب2 -د. ن.

أبو عمران النّصيبيّ الأنطاكيّ.

عن: ابن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان، وأبو المُلَيْح الرَّقّيّ، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وبقيّة بن الوليد، وجماعة كثيرة.

وعنه: محمد بن عَوْف الحمصيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن تميم النَّصِيبيّ، ومحمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وأبو حُمَيْد أحمد بن محمد العَوْهيّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

1 انظر الكامل لابن عدي "6/ 2347"، والضعفاء للعقيلي "4/ 166"، وتاريخ بغداد "13/ 38، 39"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 199".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 134، 135"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 326"، والثقات لابن حبان "9/ 161"، وتهذيب التهذيب "1/ 336".

ص: 248

وروى أبو داود، والنَّسائيّ، عن رجلٍ، عنه.

438-

موسى بن بحر العراقيّ المَرْوَزِيّ1. أبو عِمران.

عن: عبد العزيز بن عبد الصَّمَد العَمِّيّ، وعليّ بن هاشم بن الوليد، وعبّاد بن العَوّام، وجرير بن عبد الحميد.

وعنه: البخاريّ في كتاب "الأدب"، وعُبَيْد الله بن واصل، والحَسَن بن سُفْيان.

وَثّقَهُ ابن حِبّان، وقال: مات سنة ثلاثين ومائتين.

439-

موسى بن محمد2.

أبو هارون البكّاء. نزيل قَزْوين.

سمع: الَّليْث بن سَعْد، وعبد الله بن لَهِيعَة، وحفص بن مَيْسَرة.

روى عنه: يوسف بن يعقوب القَزْوِينيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأثنى عليه.

وأما أبو زُرْعة فضعّفه.

وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.

وضعّفه أيضًا أحمد بن حنبل.

440-

موسى بن محمد بن عطاء بن طاهر البَلْقاويّ3 المقدسيّ.

ويقال: الرَّمْليّ. أحد المتروكين.

عن: مالك، وشَرِيك، والعَطّاف بن خالد، وأبي المُلَيْح، والوليد الموقّريّ، وطائفة.

وعنه: الربيع بن محمد الّلاذِقيّ، وأحمد بن خُلَيْد الحلبيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وعثمان الدّارميّ، وأبو الأحْوَص العُكْبَرِيّ، والنّاس.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 137"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 281"، والثقات لابن حبان "9/ 162"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1383".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 160، 161"، وتاريخ بغداد "13/ 35، 36"، ولسان الميزان للحافظ "6/ 129".

3 انظر الجرح والتعديل "8/ 161"، والمجروحين لابن حبان "1/ 73"، والكامل لابن عدي "6/ 2346"، وميزان الاعتدال "4/ 219".

ص: 249

كنّاه النسائي: أبا طاهر، وقال: ليس بثقة.

ورماه بالكذب أبو زرعة، وأبو حاتم.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.

قال أبو سعيد بن يونس: "حَدَّثَنَا محمد بن موسى" الحَضْرَميّ، ثنا إبراهيم بن سليمان الأَسَديّ قال: جِئتُ موسى بن محمد البَلْقاويّ "فأملى عليّ".

وَقَالَ: اكْتُبْ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ إِلَى مُعَاوِيَةَ سَفَرْجَلَةً وَقَالَ: الْقَنِي بِهَا فِي الْجَنَّةِ".

قال الأَسَديّ: فلم أعُدْ أليه.

441-

موسى بن معاوية2.

أبو جعفر الصُّمَادِحيّ الفقيه، عالم إفريقيا في وقته. رحلَ في طلبِ العِلْم تفقّه، وأكثر عن وَكِيع.

وكان يذكر أنّه من ولد جعفر بن أبي طالب.

قال ابن يونس: عاش خمسًا وستّين سنة، أو أربعًا وستّين سنة.

قلت: وتواليف ابن عبد البَرّ، وابن حَزْم، والطَّلَمَنْكيّ مشحونة برواياته عن وَكِيع.

ومات في ذي القِعْدة سنة خمسً وعشرين ومائتين.

442-

موسى بن هارون بن بشير3 -خ. د. ت.

أبو عُمَر القَيْسيّ الكوفيّ البُرْديّ المعروف بالبُنّيّ.

وقيل: إنّ البُرْديّ لقبٌ له لبردةٍ كان يلبسها.

رحل وسمع من: الوليد بن مسلم، وابن وهب، وهشام بن يوسف الصّغانيّ.

1 "إسناده ضعيف جدا": أخرجه ابن حبان "1/ 115"، في ترجمة إبراهيم بن زكريا، والحديث في إسناده صاحب الترجمة، وهو متروك.

2 ستأتي ترجمته.

3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 160"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1394"، وتهذيب التهذيب للحافظ "10/ 375".

ص: 250

وعنه: محمد بْن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه البَرْقيّ، وعبد الله غير منسوب فقيل هو ابن حمّاد الآمُليّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وجماعة آخرهم أحمد بن حمّاد زُغْبَة التُّجَيْبيّ.

قال ابن يونس: كوفي، قدِم مصر وحدَّث بها، وخرج إلى الفَيُّوم، فتوفي بها في جُمادَى الآخرة سنة أربعٍ وعشرين.

وقال ابن حِبّان في "الثّقات": كان يبيع التَّمْر البُرْديّ فنُسِبَ إليه، وكان راويًا للوليد.

قلت: روى له البخاريّ مقرونًا بآخر.

443-

مؤمل بن الفضل1 -د. ن- أبو سعيد الْجَزَرَيّ الحَرّانيّ.

عن: عيسى بن يونس، وبقيّة بْن الوليد، ومحمد بْن حرب الْأَبرش، والوليد بن مسلم، وعَتّاب بن بشير، وطائفة.

وعنه: د، ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وسليمان بن سيف، وعثمان الدّارميّ، وعثمان بن خرزاذ، وطائفة.

وقد روى عنه يحيى بن يحيى النَّيْسَابوريّ، وهو أكبر منه.

قال أبو حاتم: ثقة رضيّ.

وروى أبو عَرُوبة، عن محمد بن يحيى بن كثير الحَرّانيّ، أنّه مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

"حرف النون":

444-

نَصْر بن المغيرة البخاريّ2.

نزيل بغداد.

عن: جرير بن حازم، ومسلم بن خالد الزّنجي.

1 انظر الجرح والتعديل "8/ 375"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 49"، والثقات لابن حبان "9/ 188"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1395".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 468"، وتاريخ الطبري "13/ 426"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 284".

ص: 251

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن سعيد الحمّال، وأحمد بن أبي خيثمة وَثّقَهُ ابن مَعِين.

وكنّاه محمد بن عبد الله المُخَرّميّ: أبا الفَتْح.

445-

نُعَيْم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سَلَمَةَ بن مالك1 خ. د. ت. ق.

أبو عبد الله الخُزَاعيّ المَرْوَزِيّ الأعور الفارض الحافظ الفقيه، نزيل مصر. رأى الحسين بن واقد.

وسمع من: إبراهيم بن طَهْمان، وأبا حمزة السُّكَّريّ، وعيسى بن عُبَيْد الكِنْديّ، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وهُشَيْم بن بشير، ومُعْتَمِر بن سليمان، وخارجة بن مُصْعَب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ونوح بن قيس، ويحيى بن حمزة، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وبقيّة بن الوليد، وخلْقًا بالشّام، والعراق، ومصر، وخُراسان.

وعنه: خ. ود. ت. ق، عن رجلٍ، عنه، ويحيى بن مَعِين، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرّازيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وعبد العزيز ابن منيب، وعُبَيْد بن شَرِيك البَزّار، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وخلْق آخرهم موتًا حمزة بن محمد الكاتب.

قال الإمام أحمد: جاءنا نُعَيْم ونحن على باب هُشَيْم، نتذاكر المقطّعات، فقال: جمعتم حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فعُنينا بها من يومئذٍ.

وكان نُعَيْم كاتبًا لأبي عِصْمَة نوح بن أبي مريم. وكان أبو عِصْمَة شديد الردّ على الْجَهْمِيّة، ومنه تعلَّم نُعَيْم بن حمّاد.

وقال صالح بن مسمار: سَمِعْتُ نُعَيْم بن حمّاد يقول: أنا كنتُ جَهْميًّا فلذلك عرفتُ كلامهم، فلمّا طلبت الحديث عرفت أنّ أمرهم يرجع إلى التّعطيل.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 519"، والجرح والتعديل "8/ 463، 464"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 100"، وتاريخ الطبري "1/ 32"، والثقات لابن حبان "9/ 219"، والكامل لابن عدي "7/ 2482-2485".

ص: 252

وقال يوسف بن عبد الله الخُوَارِزْميّ: سألت أحمد بن حنبل، عن نُعَيْم بن حمّاد، فقال: لقد كان من الثّقات.

وقال الخطيب: يقال نُعَيْم أوّل من جمع المُسْنَد وصنَّف.

وقال الحسين بن حِبّان: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: نُعَيْم صَدُوق. رجل صدق، أنا أَعْرَف النّاس به. كان رفيقي بالبصّرة. كتب عن رَوْح بن عُبَادة خمسين ألف حديث.

وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن مَعِين يقول: نُعَيْم بن حمّاد ثقة.

وقال العِجْليّ: صَدُوق ثقة.

وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: وصل أحاديث يُوقِفُها النّاس.

وقال أبو حاتم: محلّة الصّدق.

قال العبّاس بن مُصْعَب: نُعَيْم بن حمّاد الفارضي وضع كُتُبًا في الرّدّ على أبي حنيفة، وناقَضَ محمد بنَ الحَسَن، ووضع ثلاثة عشر كتابًا في الرّدّ على الْجَهْميّة، وكان من أعلم النّاس بالفرائض. ثمّ خرج إلى مصر، فأقام بها نيّفًا وأربعين سنة. وحُمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البُوَيْطيّ مقيدين، فمات نُعَيْم بسُرّ من رأى.

قال أحمد بن عبد الله العِجْليّ الحافظ: سألت نُعَيْم بن حمّاد، وكان ثقة: أَيَسُرُّكَ أنّك شهدت صِفِّين؟.

قال: لا.

وقال لي نُعَيْم: وضعت ثلاثة كُتُب على الْجَهْمِيّة اكتبها.

قلت: لا.

قال: ولِم؟ قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شيء.

قال: تَرْكُها والله خيرٌ لك.

قلت: فلم تدعوني إليها؟

وقال أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: نَا نُعَيْمٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-

ص: 253

قَالَ: "تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بضعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةٍ، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قومٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ"1.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ صِحَّةِ هَذَا فَأَنْكَرَهُ.

وَقَالَ: شُبِّهَ لَهُ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ضَمْرَةَ الْمَرْوَزِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.

قُلْتُ: فَنُعَيْمٌ؟ قَالَ: ثِقَةٌ.

قُلْتُ: كَيْفَ يُحَدِّثُ ثِقَةٌ بِبَاطِلٍ؟.

قَالَ: شُبِّهَ لَهُ.

قَالَ الْخَطِيبُ: وَافَقَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عِيسَى بن يونس.

ثم قال: أناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا النَّجَّادُ، نا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر، وساقه من طريق الدِّيرعَاقُولِيُّ، عَنْ سُوَيْدٍ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِنُعَيْمٍ، رَوَاهُ عَنْ عِيسَى، فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ: ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ رجلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخَوَاشِتِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، ثُمَّ سَرَقَهُ قومٌ ضُعَفَاءُ مِمَّنْ يُعْرَفُونَ بِسَرِقَةِ الْحَدِيثِ مِنْهُمْ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَالنَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَثَالِثُهُمْ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْبَارِيُّ.

قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، وَكَانَ ثَبْتًا، عَنْ سُوَيْد فَقَالَ: قَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَذَكَرَهُ. فَوَافَقْتُ سُوَيْدًا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي، وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلامٌ كَثِيرٌ.

قُلْتُ: سُوَيْد احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ"، وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَيْفَ يَرْوِيهِ مِثْلُ نُعَيْمٍ، وَسُوَيْدٌ، وَالْحَكَمُ الْبَلْخِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، ثُمَّ لا ينسب إلى عيسى بل إلى هؤلاء.

1 "حديث منكر": أخرجه الخطيب في تاريخه "13/ 307، 308"، وابن عدي في الكامل "7/ 2483".

ص: 254

وَالَّذِي أَرَاهُ أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى، فَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنْهُ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عِنْدَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ ضَعِيفٌ.

وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ النَّسَائِيَّ يَذْكُرُ فَضْلَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَتَقَدُّمَهُ فِي الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالسُّنَنِ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ فِي قَبُولِ حَدِيثِهِ فَقَالَ: قَدْ كَثُرَ تَفَرُّدُهُ عَنِ الأَئِمَّةِ الْمَعْرُوفِينَ بأحاديث كثيرة، فصار في حَدِّ مَنْ لا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: عَرَضْتُ عَلَى دُحَيْمٍ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ:"إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ"1. فَقَالَ دُحَيْمٌ: لَا أَصْلَ لَهُ.

نُعَيْمٌ: نَا ابْنُ وَهْبٍ، نَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"رَأَيْت رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، شَابًّا مُوَقَّرًا، رِجْلَاهُ فِي حَضْرٍ، عَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ"2.

قَالَ النَّسَائِيُّ: مَنْ مَرْوَانُ حَتّى يُصَدَّقَ عَلَى اللَّهِ؟.

وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ كَأَنَّهُ يُهَجِّنُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ فِي حَدِيثِ أُمِّ الطُّفَيْلِ، وَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ.

نُعَيْمٌ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلُكُهَا رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ.

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذَا؟ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ"3. الْحَدِيثُ.

رَوَاهُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بن جبير يحدّث عن معاوية، فذكره.

1 "حديث لا أصل له": أخرجه أبو زرعة في تاريخه "1/ 621"، وفي إسناده صاحب الترجمة.

2 "حديث منكر": أخرجه الخطيب في تاريخ "3/ 311"، وانظر كلام العلماء على الحديث في أعلى الصفحة.

3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "13/ 117"، ومسلم "الإمارة 4"، وأحمد "2/ 29".

ص: 255

قُلْتُ: هَذَا أمرٌ ضَعِيفٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حِفْظِ نُعَيْمٍ.

وَأَمَّا صَالِحُ جَزَرَةَ فَقَالَ: مَا نَعْرِفُهُ عِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ.

قُلْتُ: وَتَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ:"قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُطَهَّرٌ"1.

وَإِنَّمَا رَوَوْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابن أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَدْ سَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" الأَحَادِيثَ الَّتِي ينفرد بها نعيم، منها:

حديثه عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ:"أَنْتُمُ "الْيَوْمَ" فِي زمانٍ مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ"2. الْحَدِيثَ.

وَمِنْهَا: عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرِهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة، "أن الرسول صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الثَّانِيَةِ".

وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ.

وَمِنْهَا: عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ ثور، عن خالد بن معدان، عن وائله، رَفَعَهُ:"الْمُتَعَبِّدُ بِلَا فِقْهٍ كَالْحِمَارِ فِي الطَّاحُونَةِ"3.

وبه قال: "تغطية الرأس بالنّهار رفعه، وَبِاللَّيْلِ رِيبَةٌ"4.

لَمْ يَرْوِهِمَا عَنْ بَقِيَّةَ سِوَى نعيم.

ومنها: عَنِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُلْ أُهْرِيقُ الْمَاءَ، وَلَكِنْ قُلْ: أَبُولُ"5. وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ.

وقال محمد بن سَعْد: نزل نُعَيْم مصر، فلم يزل بها حَتّى أشخص في خلافه أبي إسحاق يعني المعتصم، فسُئل عن خلْق القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيءٍ ممّا أرادوه عليه، فحسبه بسامرّاء، فلم يزل محبوسًا حَتّى مات في السّجن، في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

1 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2484"، وفي إسناده صاحب الترجمة.

2 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي "7/ 2483"، وانظر ما سبق.

3 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي "7/ 2484"، وأبو نعيم في الحية "5/ 219"، وانظر ما سبق.

4 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2484"، وانظر ما سبق.

5 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2484".

ص: 256

قال ابن يونس: مات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد، لثلاث عشرة، خَلَت من جُمادَى الأولى سنة ثمانٍ.

وكان يفهم الحديث، وروى أحاديث مناكير عن الثّقات. وأرّخه فيها مُطَيَّن، وابن حِبّان.

وقال البَغَويّ، ونِفْطَوَيْه، وابن عَديّ: مات سنة تسعٍ.

زاد نِفْطَوَيْه: كان مُقَيَّدًا محبوسًا لامتناعه من القول بخلّق القرآن، فَجُرَّ بأقياده، فأُلقي في حفرةٍ ولم يُكَفَّن، ولم يُصَلّ عليه. فعل به ذلك صاحب ابن أبي دؤاد.

وقال أبو بكر الطّرسوسيّ: أخذ سنة ثلاثٍ وأربعٍ وعشرين، فألقوه في السّجن، ومات في سنة سبعٍ وعشرين، وأوصى أن يُدفن في قيوده. وقال: إنّي مخاصم.

وكذا أرّخه العبّاس بن مُصْعَب سنة سبعٍ. والأوّل أصحّ.

وقد روى مسلم في مقدمة كتابه، عن رجلٍ، عنه.

ووقعت نسخة من حديثه لابن طَبَرْزَد عالية مرّة.

246-

نُعَيْم بن الهيصم1. أبو محمد الهَرَويّ.

حدَّث ببغداد عن أبي عَوَانة، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وفرج بن فَضَالَةَ، وجماعة.

وعنه: حاتم بن الَّليْث، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بن الحَسَن الصُّوفيّ، وآخرون.

قال ابن مَعِين: صَدُوق.

وقال غيره: مات سنة ثمانٍ وعشرين.

وله نسخة مَرْوِيَّةٌ.

447-

نوح بن أَنس2. أبو محمد الرّازيّ.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 351"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 100"، والثقات لابن حبان "9/ 219".

2 انظر الجرح والتعديل "8/ 486"، والثقات لابن حبان "9/ 211".

ص: 257

عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وطبقتهما.

وعنه: أبو حاتم وقال: صَدُوق، والفضل بن شاذان، والحَسَن بن أبي مِهران.

وكان مقرئًا محدثًا.

448-

نوح بن يزيد1 -د.

أبو محمد المؤدب، بغداديٌّ ثقة.

روى عن: إبراهيم بن سَعْد كتابه.

قال أحمد بن حنبل: أخرج إليَّ كتاب إبراهيم بن سَعْد، فرأيت فيه ألفاظًا، وكان مستثبتًا لا بأس فيه.

قلت: روى عنه: هو، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبّاس الدّوريّ، وأحمد بن عليّ الخزّار، وآخرون.

قال النَّسائيّ: ثقة.

"حرف الهاء":

449-

هارون بن الأشعث الهَمْدانيّ البخاريّ2 -خ.

عن: وَكِيع، وأبي سعيد مولى بني هاشم.

وعنه: ح، ومحمد بن اسلم الطُّوسيّ، والفضل بن محمد الشّعرانيّ، وسهل بن شاذَويْه، وآخرون.

وَثّقَهُ البخاريّ.

450-

هارون بن عُمَر المخزومي3 الدّمشقيّ.

عن: سُوَيْد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وجماعة.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 362"، والجرح والتعديل "8/ 485"، والثقات لابن حبان "9/ 211"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1427".

2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 241"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1429"، وتهذيب التهذيب للحافظ "11/ 3".

3 انظر الجرح والتعديل "9/ 93"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 13".

ص: 258

وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وآخرون.

وكان فقيهًا من كبار أهل الرَّيّ، نزل بغداد مُدّة.

- هارون ابن الوزير أبي عُبَيْد الله الأشعريّ1.

قد مرّ في الطبقة الماضية.

451-

هاشم بن عبد الواحد القَيْسيّ الكوفي2 الجشّاش.

عن: الحَسَن بن صالح بن حيّ، ويزيد بن عبد العزيز بن سِيَاه.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وقال: صَدُوق.

452-

الهُذيل بن إبراهيم الْجُمّانيّ3.

لأنّه كان صاحب جُمّة.

عن: عثمان بن عبد الرحمن الوقاصيّ.

وعنه: أبو مسلم الكَّجّيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.

453-

هشام بن بَهْرام4 -د.

عن: المُعَافَى بن عِمران، وأبي شهاب عبد ربّه الحنّاط، وحاتم بن إسماعيل.

وعنه: د، وعثمان بن خُرَّزاذ، وتَمْتَام، وأبو بكر الأثرم، وجماعة.

وَثّقَهُ محمد بن وَارَةَ الحافظ.

454-

هشام بن الحَكَم الكوفيّ5.

الرافضي الحرّار الضّالّ المشبّه، أحد رءوس الرفض والجدل.

1 تقدم ذكره

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 106"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 234"، والثقات لابن حبان "7/ 585".

3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 245"، والأنساب "3/ 299"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 173".

4 انظر الجرح والتعديل "9/ 53"، والثقات لابن حبان "9/ 233"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 47"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1437".

5 انظر الملل والنحل للشهرستاني "2/ 133-137"، والعقد الفريد "2/ 383"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 543، 544".

ص: 259

قال أبو محمد بن حزم في كتب "المِلل والنِّحَل" وجمهور المتكلّمين، يعني الرافضة، كهشام بن الحكم، وتلميذه أبي عليّ الضحّاك، وغيرهما تقول بأن علم الله تعالى محدث، وأنّه لم يعلم شيئًا حَتّى أحدث لنفسه عِلْمًا.

قال: وقد قال هشام هذا في مناظرته لأبي الهُذَيل العلّاف أنّ ربّه سبعةَ أشبارٍ بشِبْر نَفْسِه. وهذا كفرٌ صحيح.

قال: وكان داود الْجَوَاربيّ، من كبار متكلّميهم، يزعم أنّ ربّه لحمٌ ودم على صورة الإنسان.

قال: ولا يختلفون أنّ الشمس رُدَّت على عليّ بن أبي طالب مَرّتين.

قال: ومن قول الإماميّة كلها قديمًا وحديثًا أنّ القرآن مُبَدّل، زِيد فيه، ونُقِصَ منه كثيرًا، إلّا عليّ بن الحُسين، يعني الشريف المرتضى، وصاحبيه.

455-

هشام بن عبد الملك1 -ع.

الإمام أبو الوليد الطَّيَالسيّ البصْريّ، مولى باهلة.

وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائة، وروى عن: عِكْرِمة بن عمّار، وهشام الدَّسْتَوائيّ، وعاصم بن محمد العمري، وعمر بن أبي زائدة، وهمام بن يحيى، وشعبة، وزائدة، وحماد بن سلمة، وسلم بن زرير، وخلق.

وعنه: خ، د، والباقون، عن رجلٍ، عنه، ود، أيضًا، عن رجلٍ، وعنه، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، وإسحاق الكوسج، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وأبو موسى الزّمنه، ويندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الكريم بن الهيثم، ومحمد بن حيان المازني، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي الإصبهاني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن الضريس، وخلق.

قال الميموني، عن أحمد بن حنبل: أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أُقَدِّم عليه اليوم أحدًا من المحدّثين، وأبو الوليد متقن.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 300"، والجرح والتعديل "9/ 65"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 195"، والثقات لابن حبان "5/ 571".

ص: 260

وقال ابن وارة: قال لي أبو نُعَيْم: لولا أبو الوليد ما أشرتُ عليك أن تَقْدَم البصرة، فإنْ دخلتَها لا تجد فيها إلّا مغفلًا إلّا أبا الوليد.

وقال أحمد العِجْليّ: أبو الوليد ثقة ثَبْت كان يروي عن سبعين امرأةً، وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطَّيَالسيّ.

وقال أحمد بن سِنَان: ثنا أبو الوليد أمير المحدِّثين.

وقال ابن وارة: حدَّثني أبو الوليد، وما أراني أدركتُ مثله.

وقال أبو زُرْعة: أدرك الوليد نصف الإسلام. وكان إمامًا في زمانه، جليلًا عند النّاس.

وقال أبو حاتم: أبو الوليد إمام، فقيه، عاقل، ثقة، حافظ، ما رأيتُ في يده كتابًا قطّ.

وعن محمد بن حمّاد قال: استأذن رجل على أبي الوليد، فوضع رأسَهُ "على الوِسادة"، وقال للخادم: قولي السّاعة وضع رأسَه.

وقال عبّاس العنبريّ: سَمِعْتُ أبا الوليد يقول: من لم يعقد قلبَهُ على أنّ القرآن ليس بمخلوق، فهو خارج عن الإسلام.

وقال ابن المَدِينيّ لأبي الوليد: ما عُذرك عند الله، وبأيّ شيءٍ تحتج إذا وقفت بين يديه في ترك رفع اليدين قبل الركوع وبعده؟.

فرفع يديه أبو الوليد بعد أن أتى عليه ثمانون سنة لا يرفع.

قال البخاريّ: مات أبو الوليد في ربيع الآخر سنة سبعٍ وعشرين.

قلت: عاش أربعًا وتسعين سنة، ووقع لنا من عالي حديثه بإجازة.

456-

هشام بن عُبَيْد الله الرّازيّ الفقيه1.

السِّنّيّ بالكسر نسبة إلى السِّنّ.

روى عن: ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن المختار، وحمّاد بن زيد، وطبقتهم بالحجاز والعراق.

1 انظر الجرح والتعديل "9/ 67"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 8"، والمجروحين لابن حبان "3/ 90". وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 300".

ص: 261

وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، ومحمد بن سعيد العطّار، والحَسَن بن عَرَفَة، وحمدان بن المغيرة، وأبو حاتم، وعبد الله بن يزيد، وأحمد بن الفُرات، وآخرون.

قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفًا وسبعمائة شيخ أصغرهم عبد الرّزّاق، وخرج منّي في طلب العلم سبعمائة ألف درهم.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدْرًا، ولا أجَلّ قدْرًا عند أهلها من هشام الرازيّ بالرَّيّ، وأبي مُسْهِر بدمشق.

وأمّا ابن حبّان فضعّفه، وساق له حديثًا عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:"الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْحَجُّ لَهُمُ الْجُمُعَةُ"1. وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.

وَذَكَرَهُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طَبَقَاتِ الْحَنَفِيَّةِ" مُخْتَصَرًا، وَقَالَ: هُوَ لَيِّنٌ فِي الرِّوَايَةِ، وَفِي دَارِهِ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، رحمه الله.

قلت: كان من كبار أئمّة السُّنّة.

قال ابن أبي حاتم: ثنا محمد بن خَلَف الخزّاز: سَمِعْتُ هشام بن عُبَيْد الله الرازيّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

فقال له رجل: أليس الله يقول: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] .

فقال: مُحْدَث النَّبأ، وليس عند الله محدث.

قال: وأبناء عليّ بن الحَسَن بن يزيد السُّلَميّ: سَمِعْتُ أبي يقول: سمعت هشام بن عبيد الله يقول: حُبس رجلٌ في التَّجَمُّم، فتاب.

قال: فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال له: أتشهد أنّ الله على عرشهِ، باينٍ من خلقه.

فقال: لا أدري ما باين من خلقه.

1 "حديث موضوع": أخرجه ابن حبان في المجروحين "3/ 90"، وانظر كلام الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة "175".

ص: 262

فقال: رُدّوه إلى الحبْس، فإنّه لم يتُب بعد.

ذكرته على التّقريب، ثمّ وجدت عبد الرحمن بن مَنْدَه ذكره فيمن تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

457-

هشام بن عَمْرو الفُوَطيّ1.

شيخ كبير.

أخذ عنه: عبّاد بن سليمان، وغيره.

وكان لا يُجيز لأحدٍ أن يقول: "حسْبُنا الله ونِعْم الوكيل".

ولا: إنّ الله تعالى يعذِّب الكفار بالنّار، ولا: إنّه يُحْيى الأرض بالمطر. ويرى أنّ القول بأنّ الله يُضِلّ مَنْ يَشَاء ويهدِي مَنْ يَشاء إلحادٌ وضلالٌ، ويقول: قولوا: حَسْبُنَا الله ونِعْمَ المُتَوَكَّل عليه.

وقولوا: إنّ الله يعذّب الكُفّار في النّار، ويُحيي الأرضَ عند نزول المطر.

قال المبرّد: قال رجل لهشام بن عَمْرو الفُوَطيّ: كم تعدّ؟.

قال: من واحدٍ إلى أكثر من ألف.

قال: لم أُرِدْ هذا، كم لك من السّنّ؟.

قال: اثنان وثلاثون سِنًّا.

قال: لم أُرِدْ هذا، كم لك من السِّنِين؟.

قال: ما لي منها شيء كلُّها لله.

قال: فما سِنُّك؟.

قال: عظم.

قال: فابنُ كم أنت؟ قال: ابن أبٍ وأمٍ.

قال: فكم أتى عليك؟

1 انظر الفرق بين الفرق "159-164"، والملل والنحل "1/ 17"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 547".

ص: 263

قال: لو أتي عليّ شيءٌ لقَتَلَني.

قال: فكيف أقول؟ قال: قل كم مضى مِن عُمُرك.

قلت: هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعِّرين عباراتٌ وشَقَاشِق يتقعَّرون بها قدِيمًا وحدِيثًا، ويحرّفون بها الكلام عن مواضعه، والخطابَ العربيّ عن موضوعه، والحديث العُرْفي عن مفهومه في القرآن والحديث، وكلام النلاس، فأبعدهم الله، وأبعد شَرَّهُم.

458-

هلال بن يحيى البصْريّ1.

الفقيه الحنفيّ صاحب أبي يوسف، ويُعرف بهلال الرأي.

روى عنه أحمد بن محمد بن بِشْر أنّه سمع أبا يوسف يقول: العِلْم بالكلام يدعو إلى الزَّنْدَقَة.

459-

الهيثم بن خارجة2 -خ. ت.

أبو أحمد، ويقال: أبو يحيى المَرْوَزِيّ، ثمّ البغداديّ.

عن: مالك، والَّليْث، ويعقوب القُّمّيّ، وحفص بن مَيْسَرة، وطائفة كبيرة بالشّام، والحجاز، والعراق، ومصر، وخراسان.

وعنه: خ، ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله ابنه، وأبو زُرْعة، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصُّوفيّ.

أخرج عنه البخاريّ في غَزْوَة الفَتْح.

وقال أحمد الصُّوفيّ: ثنا الهيثم بن خارجة، وكان يُسَمّى شُعْبَة الصغير.

وقال هشام بن عمّار: كنّا نسمّيه شُعْبَة الصغير.

وقال يحيى بن معين: ثقة.

1 انظر طبقات الفقهاء للشيرازي "139"، والفهرست لابن النديم "205".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 342"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 216"، والجرح والتعديل "9/ 86"، والثقات لابن حبان "9/ 236".

ص: 264

وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.

وقال صالح جَزَرَة: كان يتزهَّد، وكان أحمد بن حنبل يُثْني عليه، وكان سيء الخُلُق مع المحدّثين.

وقال البخاريّ، وغيره، تُوُفّي في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين.

قلت: قد جاءه البَغَويّ ولم يسمع منه.

وآخر من روى عنه أبو يَعْلَى المَوْصِليّ.

"حرف الواو":

460-

واصل بن عبد الشّكور البخاريّ.

عن: عيسى غُنْجار، وعبد الله بن وَهْب، ويحيى بن سُلَيم.

وعنه: ابنه عُبَيْد الله بن واصل الحافظ، وغيره.

461-

الوليد بن أبان الكرابيسيّ1.

المتكلِّم.

أخذ عنه الكلام حُسين الكرابيسيّ.

قال أحمد بن سِنَان القطّان: كان الوليد خالي، فلمّا حَضَرَتْه الوفاة قال لبَنِيه: تعلمون أحدًا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا.

قال: فتتّهمُوني؟.

قالوا: لا.

قال: فإنّي أُوصيكم، عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإنّي رأيت الحقَّ معهم، لستُ أعني الرُّؤَساء، ولكن هؤلاء المُمَزَّقين.

462-

الوليد بن صالح النّخّاس2 -خ. م.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 441"، وسير أعلام النبلاء للحافظ المصنف "10/ 548".

2 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 362"، والجرح والتعديل "9/ 7"، وتاريخ الطبري "5/ 40"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1469".

ص: 265

قد ذكر في الطبقة الماضية.

وآخر من روى عنه الحَسَن بن عليّ بن شَبِيب المَعْمَريّ.

وهو الوليد بن صالح، أبو محمد الضَّبّيّ الْجَزَريّ.

روى عن: جرير بن حازم، وإسرائيل، والَّليْث بن سَعْد، وجماعة.

وعنه: خ، وم؛ عن رجلٍ، عنه، وأبو بكر الأثرم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وآخرون كثيرون.

وَثّقَهُ أبو حاتم.

463-

الوليد بن هشام بن حجّام1.

أبو عبد الرحمن البصْريّ الإخباريّ.

سمع: أباه، وحَرِيز بن عثمان، وجماعة.

وعنه: خليفة بن خيّاط، وأبو حاتم الرّازيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب.

وقع حديثه عاليًا في جزء "الغطْريف"، وتُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين بالبصْرة.

"حرف الياء":

464-

يحيى بن إسماعيل2 -د- أبو زكريّا الواسطيّ.

عن: عبد السّلام بن حرب، وعبّاد بن العوام، وإبراهيم بن سَعْد، وطبقتهم.

وعنه: د؛ وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: أعرفه قديمًا وكان لي صديقًا.

1 انظر الجرح والتعديل "9/ 20"، وتاريخ الطبري "5/ 213، 299".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "9/ 126"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1486".

ص: 266

465-

يحيى بن إسماعيل1.

أبو العبّاس، ويقال أبو زَكَريّا الكوفيّ الخوّاصّ.

عن: شَرِيك القاضي، وهُشَيْم، وابن فُضَيْل.

وعنه: البخاريّ في "تاريخه"، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وآخرون.

وَثّقَهُ ابن حِبّان.

466-

يحيى بن بشر بن كثير2 -م.

أبو زكريّا الأسديّ الكوفيّ الحريريّ.

قال ابن سَعْد: كان تاجرًا قدم دمشق فسمع من: معاوية بن سلّام الحَبَشيّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد ابن بشير.

قلت: ومعروف الخيّاط الشّاميّين، وغيرهم.

وعنه: م، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله الدّارميّ، عثمان بن خُرَّزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن.

قال صالح جَزَرَة: صَدُوق.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.

وقال ابن سعد، البغويّ: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

زاد ابن سَعْد، فقال: في جُمادى الأولى في خلافة الواثق.

وقال مُطَيَّن: سنة سبعٍ.

467-

يحيى بن أبي الخطيب الرازيّ3.

1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "8/ 260"، والثقات لابن حبان "9/ 258"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1486، 1487".

2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 411"، والجرح والتعديل "9/ 131"، والثقات لابن حبان "9/ 262"، وتهذيب الكمال "3/ 1491".

3 انظر الجرح والتعديل "9/ 147"، والثقات لابن حبان "9/ 264"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 160، 161".

ص: 267

قاضي عُكْبَرَا.

عن: حمّاد بن زيد، ومعاوية بن عبد الكريم الضالّ، وأبي بكر بن عيّاش، وعليّ بن مُسْهِر، وجماعة.

وعنه: إبراهيم بن موسى، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عمّار، الرازيّون.

قال أبو حاتم: ثقة من أوعية العلم؛ ما أعلم كان في زمانه أحدًا أكثر حديثًا منه.

468-

يحيى بن صالح الوحاظيّ1 -خ. م. د. ت. ق.

أبو زَكَريّا، ويقال أبو صالح الدّمشقيّ الحمصيّ الفقيه.

عن: عُفَيْر بن مَعْدان، وسعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وسعيد بن عبد العزيز، وفليح بن سليمان، ومعاوية ابن سلّام الحبشيّ، ومالك بن أنس، وسليمان بن عطاء، ومحمد بن مهاجر، وسَلَمَةَ بن كُلْثُوم، وطائفة.

وعنه: خ، وم. خ. أيضًا، د. ت. ق. وإسحاق الكَوْسَج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطيان، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، وعثمان الدارمي، وعلي بن محمد بن عيسى الجّكّانيّ، وخلق وسواهم.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق.

وقال أبو عوانة الإسفرائيني: حسن الحديث صاحب رأي، وهو عديل محمد بن الحَسَن الفقيه بمكّة.

وقال أحمد بن صالح المصريّ: ثنا يحيى بن صالح ثلاثة عشر حديثًا عن مالك ما وجدناها عند غيره.

وقد وَثّقَهُ ابن عَديّ، وابن حِبّان، وغيرهما.

وضعّفه بعضهم ببدعةٍ فيه.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 473"، والجرح والتعديل "9/ 158"، والتاريخ الكبير "8/ 282"، والثقات لابن حبان "9/ 260".

ص: 268

قال أحمد بن حنبل: أخبرني إنسان مِن أصحاب الحديث أنّ يحيى بن صالح قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث، يعني هذه التي في الرؤية.

قال أحمد بن حنبل: كان نزعَ إلى رأي جَهْم.

وقال أبو جعفر العقيليّ: الوحاظيّ حمصيّ حهميّ.

وقال البخاريّ: قال عبد الصَّمَد: سألت يحيى بن صالح عن الإيمان فقال: ثنا أبو المُلَيْح، سَمِعْتُ ميمون بن مهران يقول: أنا أَقْدَم من الإرجاء.

قال محمد بن مُصَفَّى، وجماعة: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

469-

يحيى بن الصّامت المدائني1.

عن: أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، وتَمْتَام، وموسى بن هارون.

وَثّقَهُ الخطيب.

470-

يحيى بن عاصم البخاريّ2.

عن: وَكِيع، وابن عُيَيْنة.

وكان موصوفًا بالصِّدْق والحفظ.

حدَّث بِنَيْسابُور فروى عنه: إسماعيل بن قُتَيْبة، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ. وكان من أئمة الأثر.

قال عبد الله بن سعيد بن جعفر، بخاري: ما رأيت أعجب من يحيى بن عاصم. كان يجيء إلى أبي حفص أحمد ابن حفص، فيجلس عنده، فكان أبو حفص يقول: ثنا أحمد بن الحَسَن، عن يعقوب، عن أبي حنيفة أنّ قال كذا.

فيثبُ يحيى ويقول: يا أبا حفص، خالف والله أبو حنيفةَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فيضع أبو حفص الكتاب من يده، ويقول: كيف؟ فيقول: ثنا يزيد بن هارون، وثنا عبد الرّزّاق، ونا جعفر بن عَوْن، فيسرد تلك الأحاديث. فيقول أبو حفص: هكذا

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي "14/ 163".

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 179".

ص: 269

قالوا، ويصيح أصحاب أبي حفص يقولون: هذا يقع في سَلَفنا، هذا يقع في شيخنا، هذا كذا. فيسكت أبو حفص، ويظنّ أنه لا يعود.

قال: فيأتي ويتكلَّم مثله.

قال ابن أبي حاتم: هو يحيى بن عاصم بن جُوَيْبر بن سعيد بن عبد الرحمن بن النضر بن عبد الله بن الكوّا اليَشْكُريّ، روى عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرّزّاق، وابن عُيَيْنة، وسمّى جماعة.

ثمّ قال: روى عنه: أبي، وقال: صَدُوق.

471-

يحيى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ميمون العِجْليّ1.

أبو زَكَريّا الحِمّانيّ الكوفيّ الحافظ.

عن: أبيه، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، وسليمان بن بلال، وشَرِيك، وأبي عَوَانة، وأبي إسرائيل المُلائي، ومَنْدَل بن على، وعبد الرحمن بن زياد، وخلْق.

وعنه: أبو حاتم، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وابن أخيه أبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وموسى بن هارون، ومُطَيِّن، وخلْق.

وكان أحمد بن حنبل يضعفه ويتهمه.

وقال إبراهيم الْجُوزجانيّ: تُرِك حديثه.

وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: ذهب كأمسِ الذّاهب.

وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن مَعِين، عن يحيى الحِمّانيّ، فأجمل القول فيه وقال: ما لهُ؟ كان يسرد مُسْنَده أربعة آلاف سرْدًا. وحديث شَرِيك ثلاثة آلاف.

وقال عبّاس، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة وآخرون، عن ابن مَعِين: ثقة.

ووصفه أبو حاتم بالحفظ لحديث شريك.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 411" والجرح والتعديل "9/ 168-170"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 291"، وتاريخ الطبري "5/ 151".

ص: 270

وقال ابن عَديّ: يقال إنّ يحيى الحِمّانيّ أوّل من صنّف المُسْنَد بالكوفة، وأوّل من صنف المُسْنَد بالبصرة مسدد، وأوّل من صنف المُسْنَد بمصر أسدُ السُّنّة.

ويحيى قد تكلَّم فيه أحمد، وابن المَدِينيّ، وكان ابن مَعِين حَسَن الثّناء عليه، وعلى أبيه.

إلى أن قال: ولم أر في مُسْنَده وأحاديثه أحاديث مناكير. وأرجو أنّه لا بأس به.

قلت: وليحيى ذِكْر في القول عند دخول المسجد في "صحيح مسلم"، فإنّه قال بلغني أن "يحيى الحِمّانيّ" يقول: وأبو أُسَيْد.

قلت: وكان أيضًا شيعيًّا له كلامٌ نحسٌ في معاوية، نقله الخطيب، وهو: قال زياد بن أيّوب: سَمِعْتُ يحيى الحِمّانيّ يقول: كان معاوية على غير ملّة الإسلام.

قال زياد: كَذّب عدوّ الله.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَنِي الْحِمَّانِيُّ إِلَى هُنَا، وَكَانَ يكذب جهازًا، فَقُلْتُ: إِنَّهُ حَدَّثَ عَنْكَ، عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ بِحَدِيثِ:"أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ"1.

فقال: كَذَب، ما حدَّثته به، ما زلنا نعرفه يسرق الأحاديث أو يتلقّطها، وقد طَلَب وسمع، فلو اقتصر على ما سمع.

وقال ابن خِداش: ثنا محمد بن يحيى، عن أبي محمد الدّارميّ قال: أودعت كُتُبي عند يحيى الحِمّانيّ، فقدمت، فإذا هي على خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد بن عبد الله، وسليمان بن بلال، ووضعه في المُسْنَد.

وأما الرَّماديّ فقال: هو أوثق عندي من أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وما يتكلّمون فيه "إلّا" من الحسد.

قلت: وقع لنا حديثه عاليًا.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ الْوَزِيرِ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بن عبد الحميد، ثنا

1 "بالنسبة للحديث فهو صحيح": أخرجه البخاري "4/ 146"، ومسلم "مساجد 181"، وابن ماجه "680"، وأحمد "2/ 462، 4/ 250".

ص: 271

شَرِيكٌ، ثَنَا مَنْصُورٌ، ثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، ثَنَا عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فمن كذب عليّ معتمدًا فَلْيَلِجِ النَّارَ"1.

هَذَا حَدِيثٌ حسنٌ عالٍ مُتَّصِلٌ، سَالِمٌ مِنَ الْعَنْعَنَةِ الْمُحْتَمِلَةِ لِلتَّدْلِيسِ، قَلَّ أَنْ يَضَعَ مِثْلَهُ.

قال البَغَويّ: مات يحيى الحِمّانيّ في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين، وكان أوّل من مات بسامرّاء من المحدِّثين الذين قدِموا، وكان لا يخضِب.

472-

يحيى بن عَبْدَوَيْه البغداديّ2.

عن: شُعْبَة، وشَيْبان، وحمّاد بن سَلَمَةَ.

ويقال له أيضًا: يحيى بن عبد الله.

وعنه: إسحاق بن سُنَين، وجعفر بن كذال، وعبد الله بن أحمد بن جنبل.

وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وأمرَ ابنه عبد الله بالسّماع منه.

أما ابن مَعِين فرماه بالكذِب.

تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين تقريبًا.

473-

يحيى بن عِمران3.

عن: سليمان بن أرقم، وحُصَيْن الأحمسيّ.

وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وتَمْتَام، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ.

ولي قضاء فارس لأبي يوسف الوصيّ.

474-

يحيى بن محمد بن سابق الكوفيّ4.

يُعرف بعصا ابن إدريس، وهو ممّن نزل المصّيصة.

1 "الحديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 178"، ومسلم "1"، وابن ماجه في سننه "31".

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 173، 174"، والثقات لابن حبان "9/ 259"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 165"، وسير أعلام النبلاء "10/ 424".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 162".

4 انظر الجرح والتعديل "9/ 185"، وتهذيب الكمال "11/ 272"، وتهذيب التهذيب "11/ 272".

ص: 272

عن: ابن إدريس، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ، وعبد الله بْن نُمَيّر، وأبي أُسَامة.

وعنه: أبو بكر الأثرم، ومحمد بن داود المِصِّيصيّ.

روى له النَّسائيّ.

475-

يحيى بن مَعْمَر بن عِمران بن منير الإلهانيّ1.

الشّاميّ، ثمّ الإشبيليّ، أحد الأئمة.

كان فقيه إشبيلية ومرضيها. وكان زاهذًا ورِعًا عاقلًا، قوالًا بالحق.

ولي قضاء قُرْطَبَة فحُمِد وشُكِر، وكان آفةً على الفقهاء، رادعًا للشهود، حَتّى أنّه سجل على سبعة عشر نفسًا السَّخْط، فعملوا عليه حَتّى عُزِل.

وهو من تلامذة أشهب، رحل إليه.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

476-

يحيى بن هاشم2. أبو زَكَريّا الغسّانيّ الكوفي.

حدَّث عن: هشام بن عُرْوَة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهؤلاء الكبار.

وعنه: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب الرازي، ومعاذ بن المثنى، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وطائفة.

ولو كان ثقة لكان مسند زمانه، ولكن رماه بالكذب يحيى بن معين، وصالح جزرة، وغيرهما.

توفي سنة خمسٍ وعشرين، أو بعدها بقليل. ووقع لنا عالي حديثه بالإجازة: قال النسائي: متروك.

وقال ابْن عدي: هُوَ فِي عداد من يضع الحديث.

1 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 178، 179".

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 195"، والمجروحين لابن حبان "3/ 125، 126"، والكامل لابن عدي "7/ 2706".

ص: 273

477-

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن1 -خ. م. ت. ن.

الإمام أبو زَكَريّا التَّميميّ المِنْقَريّ النَّيْسَابوريّ.

قال الحاكم فيه: إمام عصره بلا مدافعة.

وُلد بنَيْسَابُور، وبها أعقابه وخطّته المنسوبة إليه.

قال حمدان السُّلَميّ: يحيى بن يحيى مولى جعفر بن خِرْقاش التّميميّ.

وقال أبو عمرو المُسْتَمْلِي: وُلِد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

قلت: سمع: زياد بن ميمون، ويزيد بن المقدام بن شُرَيح، وكثير بن سُلَيم الأيلي، ولكن لم يرو عنهم لضعفهم.

وروى عن: زُهَير بن معاوية، ومالك، والَّليْث، وسليمان بن بلال، وأبي عَوَانة، وعَبْثَر بن القاسم، وجعفر بن سليمان، وهُشَيْم، وخارجة بن مُصْعَب، وشَرِيك بن عبد الله، ومحمد بن جابر اليماميّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن لهيعة، وأبي الأحوص، وخلق.

وعنه: خ، م. وت. ن، عن رجلٍ، عنه، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وابنه يحيى بن محمد، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، وخلْق كثير من آخرهم إبراهيم بن عليّ الذُّهَليّ، وداود بن الحسن البَيْهَقيّ، وعليّ بن الحَسَن الصّفّار.

قال يحيى بن يحيى: أوّل من جالست في العِلْم حفص بن عبد الرحمن في سنة إحدى وستين ومائة.

قال يحيى الذُّهَليّ: سَمِعْتُ إسحاق بن رَاهَوَيْه يقول: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسِب أن يحيى رأى مثل نفسه، وقال سعيد بن شاذان: ثنا داود الخَفَّاف، قال: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه وما رأى النّاسُ مثله. رواها أبو السّكن المزنيّ، وقال: ثنا سعيد.

1 انظر الجرح والتعديل "9/ 197"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 310"، والصغير له "230"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1542".

ص: 274

وقال: أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن رَاهَوَيْه يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات، وهو إمامٌ لأهل الدُّنيا.

وقال الأمير عبد الله بن طاهر مُتَولّي خُراسان: ما رأي يحيى بن يحيى مثل نفسه، وشك يحيى بن يحيى عندنا يقين.

وقد كتب يحيى مرّة رقعةً إلى عبد الله بن طاهر، فقَبَّل الرقعة ووضَعها على عينيه. وكانت من أجل ديوان إسحاق بن رَاهَوَيْه، فَوَفَاها عنه.

وقال يحيى بن محمد الذُّهَليّ: ما رأيت أحدًا أَجَلّ ولا أعرف من يحيى بن يحيى.

وعن ابن رَاهَوَيْه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نَيِّفٌ وعشرون ألف حديث.

وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: لو شئتُ لقلتُ هو رأس المحدّثين في الصّدق.

وعن الحَسَن بن عليّ الزّنْجَانيّ قال: كان يحيى بن يحيى يحضر مجلس مالك، وكان المأمون يحضره؛ كذا قال، وذلك غلط، فإنّ المأمون لم يلق مالكًا.

قال؛ فانكسر قلم يحيى، فناوله المأمون قَلَمًا من ذهب، فامتنع من أخْذه، فكتب المأمون على ظهر جزءٍ: ناولتُ يحيى بن يحيى قلمًا فلم يقبله.

فلمّا ولي الخلافة كتب إلى عامله أنّ يولي يحيى قضاء نَيْسابُور، فقال يحيى للأمير: قل لأمير المؤمنين: نَاولْتَني قلمًا وأنا شابٌ فلم أقبله، أَفَتُجْبرني على القضاء وأنا شيخ؟.

فرفع ذلك إلى المأمون، فقال: يولّي رجلًا يختاره، فأشار برجل، فلم يلبث أن دخل على يحيى وعليه السّواد، فَضَمَّ يحيى فراشَه كراهية أن يجمعه وإيّاه، فقال له: ألم تخترني؟.

فقال: إنما قلت اختاروه، وما قلت لك أن تتقلَّد القضاء.

ويُروى أن يحيى بن يحيى شرب دواءً، فقالت زوجته: قم فتمشّى في الدّار. قال: أنا أحبّ أن أحاسب نفسي أربعين سنةً على خُطاي، فما أعلم ما هذه المِشْيَة.

وقال محمود بن غَيْلان: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: مَن قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته.

ص: 275

وقال مسلم: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من زعم أنّ مِن القرآن من أوله إلى آخره آية منه مخلوقة، فهو كافر.

وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى مثبتًا ثقة. كان إذا شكَّ في حديث ضَرَبَ عليه.

وقال أحمد بن حنبل: اشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزُهَير بن معاوية.

وَرُوِيَ أن يحيى بن يحيى أراد الحجّ بآخره، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر من "ذلك" وقال "أنت من الإسلام بالعُروة الوثقى، فلا آمن أن تُمْتَحَن، فتصير إلى مكروه، فهذا الإذن، وهذه النصيحة، فقعد".

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أبي يُثْني على يحيى بن يحيى وقال: ما أخرجت خُراسان بعد ابن المبارك مثله. كنّا نسمّيه يحيى الشّكّاك، من كثرة ما كان يشكّ في الحديث.

وقال زَكَريّا بن يحيى بن يحيي: أوصي أبي بثياب جَسَده لأحمد بن حنبل، فأتيته بها في منْديل، فنظر إليها وقال: ليس هذا من لباسي. ثمّ أخذ ثوبًا واحدًا وردّ الباقي.

قال البخاريّ: مات في صفر سنة ستٍّ وعشرين.

قال بِشْر بن الحَكَم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل. وقال الحاكم: سَمِعْتُ الحافظ أبا عليّ النَّيْسَابوريّ يقول: كنت في غمٍّ شديد، فرأيت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ، كأنّه يقول لي: صِر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر، وسَلِ الله حاجتك1.

فأصبحت ففعلت ما أمرني به، فقُضِيَت حاجتي.

قال أحمد بن يوسف السُّلَميّ: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب "كليلة ودِمْنَة" جرّه ذلك إلى الزَّنْدَقة، ومن نظر في كتاب "صِفِّين" حمله على سَبّ الصّحابة، ومن نظر في كتاب أبي فلان كان آخر عهده بالعلم.

1 لا نعلم لهذا دليل من الشرع فكيف بالمنامات.

ص: 276

قلت: وقع لنا جزء كبير من حديث يحيى بن يحيى، بإجازة عالية، فيه عِدّة أحاديث موقفًا.

478-

يحيى بن يحيى1. أبو محمد الليثي.

فقيه أهل الأندلس وصاحب مالك أيضًا، سيأتي إن شاء الله في الطبقة الآتية.

479-

يحيى بن يوسف بن أبي كريمة الزِّمّيّ2 -خ. ق.

حدَّث ببغداد عن: شَرِيك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرّقّي، وضمام بن إسماعيل، وخلْق كثير.

وعنه: خ. وق، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد البرقيّ القاضي، وعثمان بن خزاذ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر الأزْديّ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وآخرون.

وكان ثقة نبيلًا، صاحب حديث.

وَثّقَهُ أبو زُرْعة.

وقال حاتم بن الَّليْث: مات سنة تسعٍ وعشرين.

480-

يزيد بن صالح3. أبو خالد النَّيْسَابوريّ الفرّاء.

سمع: إبراهيم بن طهمان، وأبا بكر النَّهْشَليّ، وقيس بن الربيع، وعبد الله بن عمر، وخارجة بن مُصْعَب، ومالك بن أنس، وطائفة.

وعنه: أحمد بن حفص السُّلَميّ، وإسماعيل بن قُتَيْبة، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، والحَسَن بن سُفْيان، وآخرون.

قال إسماعيل بن قُتَيْبة: كان من أورع مشايخنا وأكثرهم اجتهادًا.

وقال الحَسَن بن سُفْيان: فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة، لم تَدَعْني أخرج إليه، فعوّضني الله بأبي خالد الفرّاء، وكان أسنَدَ من يحيى بن يحيى.

1 ستأتي ترجمته.

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 200"، والثقات لابن حبان "9/ 262"، وتاريخ بغداد "14/ 166"، وتهذيب الكمال "3/ 1527".

3 انظر الجرح والتعديل "9/ 272"، والثقات لابن حبان "9/ 275"، وسير أعلام النبلاء "10/ 479".

ص: 277

تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

481-

يزيد بن عبد ربّه الجرجسيّ1 -د. م. ن. ق.

أبو الفضل الزّبيديّ الحمصي المؤذّن الحافظ.

كان يسكن عند كنيسة جُرْجُس فنُسِبَ إليها.

سمع: بقيّة، ومحمد بن حرب، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: د، وم. ن. ق، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل وهو أسنّ منه، وإسحاق الكَوْسَج، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، ومحمد بن عَوْف الطائي، وآخرون.

أثنى عليه أحمد بن حنبل وقال: ما كان أثبته.

قلت: مات كهلًا في سنة أربعٍ وعشرين، وكان مولده سنة ثمانٍ وستّين ومائة.

482-

يزيد بن عبد العزيز2. أبو خالد الطَّيَالسيّ.

روى عن: أبي خالد الأحمر، ويحيى بن سُلَيم، وعبد الحميد بن بِهْرام.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صدوق "ثقة" من نبلاء الرجال.

483-

يزيد بن عمرو بن جنزة3 المدائني.

عن: أبي عوانة، والربيع بن بدر.

وعنه: عباس الدوري، وعيسي بن زغاث، وهيذام بن قتيبة.

ولم يذكر بجرح.

484-

يزيد بن قبيس الجبليّ4.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 275"، والجرح والتعديل "9/ 279"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 349"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1537".

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 278"، والأسامي والكنى "1/ 173".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 347، 348"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 30".

4 انظر الثقات لابن حبان "9/ 276"، والكاشف "3/ 248".

ص: 278

من أهل جبلة.

حدث عن: الوليد بن مسلم، والمُعَافَى بن عِمران الحمصيّ، وجماعة.

وعنه: أبو داود، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وموسى بن عيسى بن المنذر، وآخرون.

485-

يزيد بن مِهران الكوفيّ الخباز1.

عن: أبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فُضَيْل.

وعنه: عَمْرو بن منصور النَّسائيّ، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الخُتّليّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

روى لنا رجل، عنه.

486-

يزيد بن مروان الخلّال2.

عن: ابن أبي الزِّناد، وجماعة.

وعنه: أحمد بن عليّ الخزّاز، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ.

قال ابن مَعِين: كذّاب.

487-

يوسف بن محمد العصفريّ3 -خ.

أبو يعقوب. خُراسانيّ نزل البصرة.

عن: سُفْيان الثَّوريّ، ويحيى بن سُلَيم الطّائفيّ.

وعنه: خ، وحرب بن إسماعيل الكِرْماني، وسعيد بن عبد الرحمن الفرّاء.

وثّقة أبو داود.

1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 416"، والجرح والتعديل "9/ 290"، والثقات لابن حبان "9/ 275"، وتهذيب الكمال "3/ 1543".

2 انظر الجرح والتعديل "9/ 291"، والثقات لابن حبان "9/ 276"، والكامل لابن عدي "7/ 2737"، وتاريخ بغداد "14/ 348".

3 انظر تهذيب الكمال "3/ 1562"، وتهذيب التهذيب "11/ 423".

ص: 279

488-

يوسف بن مروان1.

النَّسائيّ، ثمّ الرَّقّيّ المؤذِّن نزيل بغداد.

عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، والفُضَيْل بن عِيَاض، وغيرهما.

وعنه: عبّاس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن عليّ المَرْوَزِيّ القاضي، وآخرون.

وَثّقَهُ الخطيب.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

489-

يوسف بن يونس الأفطس2.

أخو أبي مسلم المُسْتَمْليّ.

عن: مالك، وشَرِيك، وسليمان بن بلال.

وعنه: أحمد بن يحيى كرنيب، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي.

وَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ. وليّنه ابن عَديّ.

"الكنى":

490-

أبو إسحاق النّظّام3.

البصْريّ المتكلّم المُعْتزليّ الإمام ذو الضّلال والإجرام، طالع كلام الفلاسفة فخلطه بكلام المعتزلة، وتكلَّم في القَدَر، وانفرد بمسائل، وتبعه أحمد بن حائط، والأسواريّ، وغيرهما.

وأخذ عنه: الجاحظ.

1 انظر تاريخ بغداد "14/ 299"، وتهذيب الكمال "3/ 1562"، وتهذيب التهذيب "11/ 423".

2 انظر المجروحين لابن حبان "3/ 137"، والكامل لابن عدي "7/ 2628"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 476".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 97، 98"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 541، 542"، والعقد الفريد "4/ 91".

ص: 280

وكان معاصرًا لأبي الهُذَيْل العلّاف.

ذكره ابن حزم فقال: اسمه إبراهيم بن سيّار مولى بني بجير بن الحارث بن عبّاد الضُّبَعيّ، هو أكبر شيوخ المعتزلة ومقدّمهم.

كان يقول: أنّ الله لا يقدر الظّلم ولا الشّرّ.

قال: ولو كان قادرًا لكُنّا لا نأمن مِن أن يفعله، أو أنّه قد فعله.

وإنّ النّاس يُعْذَرون على الظُّلم.

وصرّح بأنّ الله لا يقدر على إخراج أحدٍ من جهنَّم، واتَّفق هو والعلّاف على أنّ الله ليس يقدر من الخير على أصلح ممّا عمل.

قلت: القرآن والعقل الصحيح يكذّب هؤلاء التّيُوس الضُّلّال قبّحهم الله.

ومن شعره:

بدرٌ دجى في بدن شطب

عطّل حُسْن اللُّؤْلُؤ الرطْبِ

يلومني النّاس على حبّهِ

يا جَهْلَهم باللّوم في الحبِّ

نعشق من صبغهم ما حلا

فكيف ما من صبغة الرّبِّ

وللنِّظّام مقالات خبيثة، وقد كفّره غير واحد.

وقال جماعة: كان عليّ دين البَرَاهمة المُنْكِرين للنُّبُوَّة والبعث، لكنّه كان يُخْفي ذلك.

سقط من غرفة وهو سَكْران فهَلك.

491-

أبو عبد الرحمن المتكلّم الشّافعيّ1.

هو أحمد بن يحيى بن عبد العزيز البغداديّ.

روى عن أبي عبد الله الشّافعيّ، فنُسِب إليه.

ذكره الحافظ أبو بكر.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 200".

ص: 281

وكان يقول: من فاتته صلاة عمْدًا فإنه لا يمكن أن يقضيها أصلًا، كمن فاته الوقوف بعَرَفَة لا يمكن أن يقضيه.

أخذ عنه داود بن عليّ عِلْم الاختلاف.

492-

أبو عيسى الملّقب بالمردار1.

أحد رءوس المُعْتَزِلة بالبصرة.

أخذ عن: بِشْر بن المُعْتَمِر.

وتزهّد وتعبّد وانفراد بمسائل ملعونة.

زعم أنّ الربّ تعالى يقدر على الكذب والظُّلْم، وكفَّرَ من قال بقِدَم القرآن، ومن قال أفعالنا مخلوقة، أو قال برؤية الله تعالى.

حَتّى أنّه كفَّر كلَّ من خالفه، حَتّى أنّه قال له رجل: فالجنّة الّتي عرضها السّماوات والأرض لا يدخلها إلّا أنت وثلاثة. فسكت.

تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

493-

أبو موسى الفرّاء2.

من رءوس المُعْتَزِلَة البغداديّين.

قال المسعوديّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

494-

أبو هلال الأشعريّ3.

قال أبو حاتم الرّازيّ: سألته عن اسمه فقال: هو كنيتي.

وقال أبو أحمد: اسمه مِرْداس بن محمد بن الحارث بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنُ أبي موسى الأشعريّ.

عن: مالك، وأبي بكر النَّهشلي، وقيس بن الربيع، وشَرِيك، ويحيى بن العلاء، والقاسم بن مَعّن، وعاصم بن محمد العمريّ.

1 انظر الفرق بين الفرق "164-166"، ولسان الميزان "4/ 398".

2 انظر الفهرست "305"، ومروج الذهب "3404".

3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 199"، وميزان الاعتدال "4/ 88".

ص: 282

وعنه: مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وأحمد بن محمد البغداديّ، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن عَبْدك القزّاز، وبِشْر بن موسى الأَسَديّ، وغيرهم.

وهو من كبار شيوخ الكوفة، ليّنه الدَّارَقُطْنيّ.

تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

495-

أبو الهُذَيْل العلّاف البصْريّ1.

المُتكلّم المُعْتَزليّ، واسمه محمد بن الهذيل. كان من أجلاد القوم ورءوسهم.

زعم بجهلٍ أنّ أهل الجنّة تنقطع حركاتهم حَتّى لا يتكلّمون كلمة، وينقطع نَعيم الجنّة. وأنكر الصِّفات المقدَّسة وقال: عِلْم الله هو الله.

ونقل عنه أبو محمد بن حزم في كتاب "الفصل" أنّه قال: إنّ لمّا يقدر "الله تعالى" عليه آخرًا، أو أنّ لقُدرته تعالى نهاية لو خرج إلى الفعل. وإنّ خرج لم يقدر الله بعد ذلك على شيء أصلا، ولا على خلْق ذرّةٍ فما فوقها. وهذا كفرٌ مجرَّد.

يُروى أنّ المأمون قال لحاجبه: مَن بالباب؟.

قال: أبو الهُذَيْل المُعْتَزليّ، وعبد الله بن أباض الخارجيّ، وهشام بن الكلْبيّ الرافضيّ.

فقال: ما بقي من رءوس جهنَّم أحد إلّا وقد حضر.

وقد نُقل أنّ صاحب التّرحمة شرِب مرَّةً عند صاحبٍ له، فراود غلامًا أمرد في الطّهارة، فضربه الغلام بتورٍ، فدخل في رقبته، وصار مثل الطَّوْق، فاحتاجوا إلى إحضار حدّادٍ حَتّى فكْهُ من رقبته.

أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطّويل صاحب واصِل.

وقد طال عُمُره، وصنَّف الكتب، ونَيَّف على التسعين.

أخذ عنه: عليّ بن ياسين، وغيره.

1 انظر تاريخ الطبري "8/ 98"، والكامل في التاريخ "6/ 521"، والعقد الفريد "2/ 338"، وسير أعلام النبلاء "10/ 542، 543".

ص: 283

مات سنة سبعٍ وعشرين، وقيل: سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.

ومن رءوس المعتزلة أيضًا.

496-

ضِرار بن عَمْرو1.

وإليه يُنْسب الطائفة الضِّراريّة.

وكان يقول: يمكن أن يكون جميعَ من في الأرض ممّن يُظْهِر الإسلام، كُفّارًا كلهم في الباطن، لأنّ ذلك جائز على كلّ فرد منهم في نفسه.

ويقول: إنّ الأجسام إنّما هي أعراضٌ مجتمعة، وإنّ النّار ليس فيها حَرّ، ولا في الثّلج بردٍ، ولا في العَسَل حلاوة، وغير ذلك. وإنّ ذلك إنّما يخلقه الله عند الَّلمْس والذّوق.

وقال المروزيّ: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضِرار عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عُنقه فهرب.

قال حنبل -فيما يحكيه عن أحمد بن حنبل- قال: دخلتُ على ضِرار عندنا ببغداد، وكان مشوَّه الخَلْق، وكان به الفالج، وكان يرى رأي الاعتزال، فكلّمه إنسان، وأنكر الجنّة والنّار.

وقال اختلف العلماء، بعضهم قال: خُلِقا. وبعضهم قال: لم يُخْلَقَا. فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه في الدّار، وخرجتُ فجئت السُّلْطانَ، وكنتُ حَدَثًا، فقلت: هذا الكُفْر وجُحُود القرآن، قال الله تعالى:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] .

قال: فأتوا به الْجُمَحيّ، وشهدوا عليه عنده، فصيّر دمه هدْرًا لمن قتله، فاستخفى وهرب.

قالوا: أخفاه يحيى بن خالد عنده حَتّى مات.

قال الذّهبيّ: هذا يدّل على موته في خلافة الرشيد، فينبغي أن يحوّل. وأيضًا

1 انظر العقد الفريد "3/ 57"، والفرق بين الفرق للبغدادي "201"، وسير أعلام النبلاء "10/ 544-546".

ص: 284

فإنّ حَفْصًا الفرد الذي ناظر الشّافعيّ من تلامذة ضِرار، يُنْكر عذاب القبر. قاله ابن حزم.

وحكى الأبّار قال: جاء قوم شهدوا على ضِرار أنّه زِنديق، فقال سعيد: قد أبَحْتُ دمَه، فمن شاء فليقتلْه.

وعزلوا سعيد بن عبد الرحمن.

قال: فمرَّ شَرِيك القاضي ومنادٍ ينادي: مَن أصاب ضِرار فله عشرة آلاف درهم. فقال شَرِيك: السّاعة خلَّفْتُه عند يحيى بن خالد، أراد أن يُعلم أنّهم ينادون عليه وهو عندهم.

قال الذّهبيّ: فلهذا ونحوه تكلَّم النّاس في معتقد البرامكة.

497-

داود الجواربيّ1.

كان رافضيًّا مجسِّمًا كهشام بن الحَكَم.

قال أبو بكر بن أبي عَوْن: سَمِعْتُ يزيد بن هارون يقول: الجواربيّ والمَرّيسيّ كافران.

ثمّ سَمِعْتُ يزيد ضَرَب للجواربيّ مَثَلا، فقال: إنّما داود الجواربيّ عبر جسر واسط يريد العيد، فانقطع الجسر، فغرق من كان عليه، فخرج شيطان وقال: أنا داود الجواربيّ.

1 انظر ميزان الاعتدال "2/ 23"، ولسان الميزان "2/ 427".

ص: 285