المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تراجم هذه الطبقة على حروف المعجم: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٨

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثامن

- ‌الطبقة الثالثة عشرة: الحوادث من سنة 121 إلى 130

- ‌أحداث سنة إحدى وعشرين ومائة

- ‌أحداث سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ ثَلاثَ وَعِشرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سِنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌تراجم رجال هذه الطبقة

- ‌الطبقة الرابعة عشرة: الحوادث من سنة 131 إلى 140

- ‌أحداث سنة إحدى وثلاثين ومائة

- ‌أحداث سنة اثنتين وثلاثين ومائة

- ‌أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ

- ‌أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌أحداث سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ:

- ‌تراجم هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ:

- ‌الفهرس العام للكتاب:

- ‌الطبقة الثالثة عشرة:

- ‌الطبقة الرابعة عشرة:

الفصل: ‌تراجم هذه الطبقة على حروف المعجم:

‌تراجم هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ:

"حَرْفُ الأَلِفِ":

1-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ1 بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ.

وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ مُقِلٌّ عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

2-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ2 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ الْمَعْرُوفُ بِإِبْرَاهِيمَ أَخُو السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ.

كَانَ يَكُونُ بِالْحُمَيِّمَةَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرَاةِ، عَهِدَ إِلَيْهِ أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فِي السَّيْرِ بِالإِمَامَةِ فَبَلَغَ خبره إلى مروان الحمال فَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ مُدَّةً بِحَرَّانَ ثُمَّ قَتَلَهُ غِيلَةً.

رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ.

روى عنه أَخُوهُ وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ.

وَكَانَتْ شِيعَةُ بَنِي هاشم يختلفون إليه ويكاتبون مِنْ خُرَاسَانَ، وكان أَبُوهُ أَوْصَى إِلَيْهِ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُلَقِّبُونَهُ بِالإِمَامِ. وَهُوَ الَّذِي أَنْفَذَ أَبَا مُسْلِمٍ دَاعِيًا لَهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَجَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى دُعَاتِهِ وَنُقَبَائِهِ، إِلَى أَنِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانُ؛ لِأَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَرْسَلَ رَسُولا مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا فَغَمَّهُ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُكَ عَرَبِيًّا يَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِكَ فَإِذَا أَتَاكَ فَاقْتُلْهُ، فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَفَتَحَ الْكِتَابَ وَقَرَأَهُ فَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ فَقَبَضَ حِينَئِذٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ بِهِ فَغُمَّ فِي سِجْنِ حَرَّانَ، جَعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ مُخَدَّةً وَقَعَدُوا فَوْقَهَا حَتَّى تَلَفَ.

وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِتَجَمُّلٍ وَافِرٍ وَمَعَهُ ثَلاثُونَ نَجِيبًا فَشَهَرَ نَفْسَهُ فِي الْمَوْسِمِ وَرَآهُ أَهْلُ الشَّامِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِمْسَاكِهِ، وَكَانَ جَوّادًا فَاضِلا نَبِيلا سَرِيًّا خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ. وَكَانَ قَدْ أَمَرَ أَبَا مُسْلِمٍ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَتْلِ مَنْ يَتَّهِمُهُ. وَلَمَّا أُغِمَّ صَارَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ.

وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

3-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُرَّةَ الدِّمَشْقِيُّ3.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالزُّهْرِيِّ.

وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَالأَوْزَاعِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ.

صَدُوقٌ.

4-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ4 -ع- نَزِيلُ مَكَّةَ.

عَنْ أنس وعمرو بن الشريد وطاوس.

1 التاريخ الكبير "1/ 318"، والجرح والتعديل "2/ 125".

2 التاريخ الكبير "1/ 317"، تهذيب التهذيب "1/ 157".

3 التاريخ الكبير "1/ 329"، والتهذيب "1/ 163".

4 التاريخ الكبير "1/ 328"، وتهذيب التهذيب "1/ 172".

ص: 246

وعنه شعبة السفيانان وابن جريح وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوُ سِتِّينَ حَدِيثًا.

وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: مَنْ لَمْ تَرَ وَاللَّهِ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا سَمِعَ، كَانَ فَقِيهًا.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كَانَ حِفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُسٍ؟ قَالَ: لَوْ شِئْتَ قُلْتُ لَكَ إِنِّي أُقَدِّمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحِفْظِ فَعَلْتُ.

وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.

5-

إبراهيم بن ميمون1 -د ن- أبو إسحاق الصائغ المروزي.

روى عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ظُلْمًا.

6-

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ2 بْنِ مَرْوَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَانِيُّ.

بُويِعَ بِالْخِلافَةِ وَخَطَبَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِر بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ بِعَهْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِ أَخُوهُ وَأَنَّهُ بُويِعَ بِلا عَهْدٍ.

روى عن الزُّهْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ هِشَامٍ.

حَكَى عنه ابنه يعقوب وغيره.

1 التاريخ الكبير "1/ 325"، وتهذيب التهذيب "1/ 172".

2 المعرفة والتاريخ "2/ 828"، وتاريخ اليعقوبي "3/ 75".

ص: 247

وكان أبيض جميلًا وسيما جسيمًا طَوِيلا.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جَاءَ إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟! قَالَ شَيْبَانُ: ثنا الْعَلاءُ بْنُ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق اللَّهِ لِمَا وَلَّيْتَ أَمْرَهُمْ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ فَقُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَأَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: وَلا وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيْهِ يَزِيدُ شَيْئًا.

قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بُويِعَ فَمَكَثَ سَبْعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَّنَهُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.

7-

آدم بن سليمان مولى قريش الكوفي1 -م ت ن- وَالِدُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ.

سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءً وَغَيْرَهُمَا.

وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ابْنُهُ لِصِغَرِهِ.

8-

إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ2 -خ م د ن-.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وَأَبِي قَتَادَةَ تَمِيمِ بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.

وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.

مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.

1 تهذيب التهذيب" 1/ 196"، والجرح والتعديل "2/ 268".

2 التاريخ الكبير "1/ 366"، وتهذيب التهذيب "1/ 236".

ص: 248

9-

إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ1 -ع- زيد بن سهل الأنصاري النجاري. أَحَدُ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ.

سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ.

وعنه عِكْرِمَةُ بْنُ عمار ومالك وهمان بْنُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ.

10-

أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ2.

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَجَابِرُ بْنُ غَانِمٍ.

وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِدِمَشْقَ وَفِيهِ نَصَبٌ مَعْرُوفٌ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.

11-

إِسْمَاعِيلُ بن أمية3 -ع- بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ المكي. ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الآتِي بَعْدَ وَرَقَتَيْنِ وَابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الآتِي بعد ورقة.

روى عن أبيه وبجير بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَمَكْحُولٍ وَطَائِفَةٍ.

وعنه السفيانان ومعمر وابن جريح وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَآخَرُونَ.

قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ سِتِّينَ حَدِيثًا.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.

يُقَالُ: تُوُفِّي سَنَةَ تسع وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "1/ 393"، وتهذيب التهذيب "1/ 239".

2 ميزان الاعتدال "1/ 207"، والمشاهير "113".

3 تهذيب التهذيب "1/ 283"، وميزان الاعتدال "1/ 222".

ص: 249

12-

إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ1 -د ت- الْفَقِيهُ ابْنُ الْفَقِيهِ. كَانَ جَدُّهُ مِنْ سَبْيِ أَصْبَهَانَ.

عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ وَأَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ.

وعنه مُعْتَمِدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.

13-

إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ2 -م د ن-.

سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيَّ وَغَيْرَهُمَا.

وَلَهُ أَحَادِيثُ نَحْوُ الْعَشَرَةِ.

روى عنه ابْنُهُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَيُكَنَّى بِابْنِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَمِنْ أَخْبَارِهِ أَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ بَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى فِي أَيَّامِ السَّفَّاحِ.

14-

إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ3 -م د ن- بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي رَزِينٍ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.

وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيُّ بْن عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فِيمَا قِيلَ.

15-

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ4 -خ م د ن ق- الإمام أبو عبد

1 التاريخ الكبير "1/ 351"، وتهذيب التهذيب "1/ 290".

2 التاريخ الكبير "1/ 356"، وتهذيب التهذيب "1/ 301".

3 التاريخ الكبير "1/ 356"، وتهذيب التهذيب "1/ 305".

4 التاريخ الكبير "1/ 366"، والصغير "2/ 11".

ص: 250

الحميد المخزومي مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ مُؤَدِّبُ آلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ وَعُلَمَائِهِمُ الْكِبَارُ.

روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ.

وعنه سَعِيدٌ الأوزاعي وَجَمَاعَةٌ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَعْنٍ التَّنُوخِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْهُ وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاهُ إِمْرَةَ الْغَرْبِ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةَ مِائَةٍ وَسَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَلَّوْا بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ.

قَالَ خَلِيفَةُ: أَسْلَمَ عَامَّةُ الْبَرْبَرِ فِي وِلايَةِ إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ حَسَنُ السِّيرَةِ1.

وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلامٌ؛ قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ طَرِيقِ الْقَنَوَاتِ2.

الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: أشرقت أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ وَمَعَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: اقْرَأْ يَا إِسْمَاعِيلُ، فَقَرَأَ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115] فَخَرَّتْ عَلَى وَجْهِهَا، وَخَرَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى وَجْهِهِ فَمَا رفعا رؤوسهما حَتَّى ابْتَلَّ مَا تَحْتَ وُجُوهِهِمَا مِنَ الدُّمُوعِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر: ثنا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا إِسْمَاعِيلُ عَلِّمْ بَنِيَّ فَإِنِّي مُثِيبُكَ عَلَى ذَلِكَ؛ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّهُ قَوْسًا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 3 قَالَ: فَإِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ عَلَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا أَعْطِيكَ على النحو.

1 راجع: تاريخ خليفة "323".

2 راجع تهذيب ابن عساكر "3/ 28".

3 صحيح: أخرجه البيهقي في السنن "6/ 126، 156"، وذكره الهندي في الكنز "2841"، وراجع الصحيحة "256" للألباني.

ص: 251

قال إبراهيم بن أبي اشيبان: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ.

16-

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سعيد بن العاص -ق- أبو محمد الأموي؛ وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِالأَشْدَقِ.

روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.

وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.

روى عنه شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أبي سبرة وآخرون.

سكن الأعوص بالحجارة بَعْدَ قَتْلِ وَالِدِه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَتَعَبَّدَ؛ وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ يُعَدُّ مِنْ عُبَّادِ الأَشْرَافِ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرَاهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ قَالَ: لَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَيَّ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ صَاحِبَ الأَعْوَصِ.

وَالأَعْوَصُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ.

تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِالْفَتْكِ بِهِ فَخَوَّفُوهُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ فَتَرَكَهُ.

لَهُ حَدِيثٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.

17-

إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص1 -خ م ت ن ق- أبو محمد الزهري المدني.

عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّيْهِ عَامِرٍ وَمُصْعَبٍ وَأَنَسِ بْنِ مالك وغيرهم.

وعن صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاءِ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ.

قُلْتُ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَبَاهُ لِخُرُوجِهِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَأَسَرَ هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فعفا عنه لكونه لم يكن أنبت.

1 التاريخ الكبير "1/ 371"، وتهذيب التهذيب "1/ 329".

ص: 252

مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

18-

أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ1 -د- أبو سعيد.

روى عن ابن أبرى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

19-

الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ2 -ع-.

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ ونُبَيْحٍ الْعَنْزِيِّ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.

مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.

20-

أُسَيْدُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادُ3 -4- أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ.

روى عن أَبَوَيْهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَمُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.

وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ.

وَهُوَ صَدُوقٌ.

21-

أَشْعَثُ بْنُ سوار الكندي الكوفي4 -م ت ن ق- الأفرق التوابيتي النجار.

روى عن عِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه هُشَيْمٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا يَزِيدُ.

1 التاريخ الكبير "2/ 24"، وتهذيب التهذيب "1/ 267".

2 التاريخ الكبير "1/ 448"، وتهذيب التهذيب "1/ 341".

3 تهذيب التهذيب "1/ 343"، والجرح والتعديل "2/ 317".

4 تهذيب التهذيب "1/ 352"، وميزان الاعتدال "1/ 263".

ص: 253

ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ.

وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.

وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَضْعَفُ الأَشَاعِثَةِ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.

22-

أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ1 بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ الأُمَوِيُّ.

روى عن مَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي مُصْبِحٍ الْمُقْرَائِيُّ.

وعنه ابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَآخَرُونَ.

وَلَعَلَّهُ عَاشَ إِلَى بَعْدِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ بِيَسِيرٍ.

23-

أَيُّوبُ السختياني2 -ع- أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ نُجَبَاءِ الْمَوَالِي.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَيُّوبُ مَوْلَى عَنْزَةَ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ يَبِيعُ الأَدِمَ.

سَمِعَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَأَبَا الْعَالِيَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا قِلابَةَ وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَمُجَاهِدًا وَابْنَ سِيرِينَ وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَخَلائِقُ.

قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ.

وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدَ الْفُقَهَاءِ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَلْقَ مِثْلَهُ. يَقُولُ هَذَا وَقَدْ لَقِيَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.

وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سَيُّدُ شَبَابِ أهل البصرة. رواه جماعة عن الحسن.

1 تهذيب ابن عساكر "3/ 136"، والجرح والتعديل "2/ 302".

2 تهذيب التهذيب "1/ 397"، والتاريخ الكبير "1/ 409".

ص: 254

وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ وَذَكَرَ أَيُّوبَ وَجَمَاعَةً قَالَ: كَانَ أَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ أَيُّوبُ.

وقَالَ هشام بْن عُرْوَة لم أر فِي البصرة مثل أيوب.

وعن مالك بن أنس قال: منا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوبَ فَإِذَا ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ.

وَعَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ أَرْبَعِينَ حَجَّةً.

وَقَالَ عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَى مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا جَاءَ بِكُمَا؟ قَالا: جِئْنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ أَيُّوبُ الْبَارِحَةَ.

وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْسِهِ ذِكْرِي.

وَكَانَ يَقُولُ: لِيَتَّقِي اللَّهَ رَجُلٌ وَإِنْ زَهِدَ وَلا يَجْعَلَنَّ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ.

وَكَانَ أَيُّوبُ مِمَّنْ يُخْفِي زُهْدَهُ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: غَلَبَ أَيُّوبُ الْبُكَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبُرَ مَجَّ وَغَلَبَهُ فُوهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَقَالَ: الزُّكْمَةُ رُبَّمَا عَرَضَتْ.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيصِ أَيُّوبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: الشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي التَّشْهِيرِ.

وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِلَّ الْكَلامَ، وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَال أَيُّوبُ: لَقَدْ شُهِرْنَا فِي هَذَا الْمِصْرِ لَوْ خَرَجْنَا مِنْهُ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي.

قَالَ حَمَّادُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَدْ جَالَسَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْخِلافَةِ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ جَعَلَ أَيُّوبَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أنْسِهِ ذِكْرِي.

ص: 255

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ أَيُّوبُ: لا تُحَدِّثُوا الناس بما لا يعملون فَتَضُرُّوهُمْ، وَقَالَ وَدَدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنْ هَذَا الأمر كنافا لا عَلَيَّ وَلا لِيَّ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ عَنْ سَلامٍ: كَانَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَيُخْفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ؟ قَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ أَلا تَجْتَرَّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ.

وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَيُّوبَ وَلَوْ رَأَيْتُمْ أَيُّوبَ ثُمَّ اسْتَقَاكُمْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى النُّسُكِ لَمَا سَقَيْتُمُوهُ، لَهُ شَعْرٌ وَافِرٌ وَشَارِبٌ وَافِرٌ وَقَمِيصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَسِمُ الأَرْضَ وَقَلَنْسُوَةٌ جَيِّدَةٌ مُتَرَّكَةٌ وَطَيْلُسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ.

قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لا خَبِيثَ أَخْبَثُ من قاريء فَاجِرٍ.

قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قُلْنَا: مَن لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ لِأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبِسُهُ إِذَا أَحْرَمَ وَكَانَ يُعِدُّهُ لِلْكَفَنِ وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ أَعْجَبَ كَيْفَ يَهْتَدِي لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يقال هذا أيوب.

وقال شعبة: ربما ذهب مَعَ أَيُّوبَ لِحَاجَةٍ فَلا يَدَعْنِي أَمْشِي مَعَهُ ويخرج من هاهنا وَهَا هُنَا لِكَيْ لا يَفْطِنُ لَهُ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ جَامِعًا كَثِيرَ الْعِلْمِ حُجَّةٌ عَدْلا.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَيُّوبُ ثِقَةٌ لا يُسْأَلُ عن مثله.

قلت: لم يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ إِلا عَنْ أَيُّوبَ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إِلا وَأَيُّوبُ فَوْقَهُ، أَوْ كَمَا قَالَ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ مَنْ جَالَسْتُهُ وَأَشَدَّهُمْ إتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ.

وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيّوُب يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رمضان

ص: 256

وَيُصَلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةٍ فِي الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ: الصَّلاةَ، وَكَانَ يُؤْثِرُ بِهِمْ وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِهِ وَارْعِنَا بِهَدْيِهِ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" ثُمَّ يَسْجُدُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ1.

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الأَدَمِيُّ ثنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحِرَشِيُّ ثنا النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ عَلَى حِرَاءٍ فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَ: تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لا أُخْبِرُ عَنْهُ مَا دَامَ حَيًّا فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ.

وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ.

قُلْتُ: إِلَى أَيُّوبَ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ.

تُوُفِّي شَهِيدًا فِي طَاعُونِ الْبَصْرَةِ الَّذِي كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.

24-

أَيُّوبُ بْنُ موسى بن عمرو الأشدق2 -ع- بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ أَبُو مُوسَى الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءِ بْنِ مَيْنَاءَ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَطَائِفَةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَاللَّيْثُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ الوارث وَابْنُ عُلَيَّةَ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَمَالِكٌ وَخَلْقٌ.

قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُفْتِيًا فَقِيهًا.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نحو من أربعين حديثًا.

1 سير أعلام النبلاء "6/ 268".

2 تهذيب التهذيب "1/ 412"، وتهذيب ابن عساكر "3/ 215".

ص: 257

وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

وَقَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ.

25-

أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ1 -د ت ن- الْفَقِيهُ مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ وَعَالِمُهُمْ فِي زَمَانِهِ.

روى عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَقَتَادَةَ وَابْنِ شَبْرُمَةَ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه هُشَيْمٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.

قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.

وقال غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

قُلْتُ: أَرَّخَهُ يَزِيدُ أَنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

"حرف الْبَاءِ":

26-

بَابُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الشَّامِيُّ2 -د-.

عَنْ نافع ابْنِ عُمَرَ وَرَجُلٍ آخَرَ مَدَنِيٍّ.

وعنه يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ - وَهُوَ أَكْبَرُ - وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ.

لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ مَسْتُورٌ.

27-

بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ3.

فِي وَفَاتِهِ اخْتِلافٌ، وَقَدْ مَرَّ، وقيل بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

28-

بُرْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ4 -ن- أَخُو يَزِيدَ الْكُوفِيِّ. قليل الحديث.

1 التاريخ الكبير "1/ 423"، وتهذيب التهذيب "1/ 411".

2 تهذيب التهذيب "1/ 416"، والإكمال "1/ 161".

3 تهذيب التهذيب "1/ 424"، والجرح والتعديل "2/ 428".

4 التاريخ الكبير "2/ 135"، وتهذيب التهذيب "1/ 428".

ص: 258

لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

29-

بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ1 -4- أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ مِنْ جُلَّةِ الْعُلَمَاءِ.

لَهُ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.

قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ بُرْدٍ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هَرَبَ بُرْدُ مِنْ مَرْوَانَ الْحِمَارِ إِلَى الْبَصْرَةِ.

قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

30-

بِشْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَدَنِيُّ2.

عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وعنه ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَلَمْ أَرَ أَحَدًا ضَعَّفَهُ.

31-

بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ3 -ق-.

عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ.

وعنه الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش.

صويلح الحديث مقل.

1 التاريخ الكبير "2/ 134"، وتهذيب التهذيب "1/ 428".

2 التاريخ الكبير "2/ 71".

3 التاريخ الكبير "2/ 89"، وتهذيب التهذيب "1/ 482".

ص: 259

32-

بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ الزَّاهِدُ1 -سِوَى ق- إِمَامُ جَامِعِ مِصْرَ وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ وَجَلالَةٍ.

روى عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.

وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ أَحَدَ الأَثْبَاتِ.

33-

بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ داود التميمي الْكُوفِيُّ2 -م4-.

عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ.

وعنه أبوه وشبعة وَهَمَّامٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.

قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

قُلْتُ: مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ وَلَهُ عنه أحاديث.

34-

بيان بن بشر الأحمسي3 -ع- أبو بشر الكوفي. المؤدب أحد الأثبات. "مولى أم" هانيء بنت طالب.

كوفي ضعيف.

لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ وطارق بْن شهاب والشعبي وطائفة.

وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة.

له نحو من سبعين حديثًا.

"حرف التاء":

35-

توبة العنبري مولاهم4 -خ م د ت- أَبُو الْمُوَرِّعِ الْبَصْرِيُّ.

أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ وَهُوَ جد العباس بن عبد العظيم.

1 التاريخ الكبير "2/ 91"، وتهذيب التهذيب "1/ 485".

2 التاريخ الكبير "2/ 95"، وتهذيب التهذيب "1/ 488".

3 التاريخ الكبير "2/ 133"، تهذيب التهذيب "1/ 506".

4 التاريخ الكبير "2/ 155"، والتهذيب "1/ 515".

ص: 260

روى عن أَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمُطِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.

قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَمَلَ سَابُورَ ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ وَهُوَ تَوْبَةُ. كَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ فَمَاتَ بِصُنْعٍ وَهُوَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ.

مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَعَاشَ أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً.

"حرف الثَّاءِ":

36-

ثَابِتُ بن عجلان بن حفص السلمي الأنصاري1 -خ د ن ق- أبو عبد الله الحمصي.

وَقَدْ تَغَرَّبَ وَوَقَعَ إِلَى بَابِ الأَبْوَابِ.

روى عن أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وطائفة.

وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب بن بشير ومحمد بن حميد وسويد بن عبد العزيز وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

37-

ثُوَيْرُ بْنُ أبي فاختة2 -ت- أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مولى أم هانيء بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ.

لَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ ومجاهد وجماعة.

1 تهذيب التهذيب "2/ 10"، وميزان الاعتدال "1/ 364"، والخلاصة "56".

2 التاريخ الكبير "2/ 183"، وتهذيب التهذيب "2/ 36".

ص: 261

وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله العرزمي وعبيدة وعلي بن عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.

رَمَاهُ الثَّوْرِيُّ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: كَانَ رَافِضِيًّا.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.

"حرف الْجِيمِ":

38-

جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ1 -ن ق- أَحَدُ الأَشْرَافِ. روى عن أَبِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي زُرْعَةَ.

وعنه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَبَقِيَّةُ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَامِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: يكتب حديثه، وهو شَيْخٌ.

39-

جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلِ بْنِ حسنة الكندي2 -ع- أبو شرحبيل المصري.

وَلِأَبِيهِ رَبِيعَةَ رُؤْيَةٌ، وَرَأَى هُوَ ابْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ الصَّحَابِيَّ.

روى عن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَلَمَةَ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ومائة بمصر.

1 التاريخ الكبير "2/ 212"، والتهذيب "1/ 127".

2 التاريخ الكبير "2/ 190"، وتهذيب التهذيب "2/ 90".

ص: 262

"حرف الحاء":

40 -

حبيب العجمي1 -خ- ثم البصري أبو محمد الزاهد أَحَدُ الأَعْلامِ.

روى عن الْحَسَنِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَغَيْرِهِمْ حِكَايَاتٍ.

وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمْ.

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ أنا ابْنُ خَلِيلٍ نا اللَّبَّانُ نا الْحَدَّادُ نا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَانَ سَبَبُ زُهْدِهِ حُضُورَهُ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَوَقَعَتْ مَوْعِظَتُهُ فِي قَلْبِهِ فَخَرَجَ عَمَّا كَانَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا2.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ الْخَزَّازُ ثنا ضَمْرَةُ ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَاشْتَرَى مِنْ أَصْحَابِ الدَّقِيقِ دَقِيقًا وَسَوِيقًا بِنَسِيئَةٍ وَعَهِدَ إِلَى خَرَائِطِهِ فَخَيَّطَهَا وَوَضَعَهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَجَاءَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ يَطْلُبُونَ حُقُوقَهُمْ فَأَخْرَجَ تِلْكَ الخرائط قد امتلأت فقال لهم: زنوا فوزنوها فَإِذَا هُوَ يَقْرُبُ مِنْ حُقُوقِهِمْ.

قَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةً يَقُولُونَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجْلِسُ يَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَكَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَقْعُدُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَأْتِيهِ فِيهِ أَهْلُ الدُّنْيَا وَالتُّجَّارُ وَهُوَ غَافِلٌ عَمَّا فِيهِ الْحَسَنُ لا يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَقَالَتِهِ إِلَى أَنِ الْتَفَتَ يَوْمًا فَقَالَ: أين برهمي درآيد درآيد خلوات فَقِيلَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَذْكُرُ النَّارَ وَيُرَغِّبُ فِي الآخِرَةِ وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ جُلَسَاءُ الْحَسَنِ: هَذَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَعِظْهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَيْنَ همي كَوئي بركَوي فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْشِ يَقُولُ؟ قِيلَ: يَقُولُ: هَذَا الَّذِي تَقُولُ أَيْشِ تَقُولُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَذَكَّرَهُ الْجَنَّةَ وَخَوَّفَهُ النَّارَ ورغبة في الخير، فقال: إن كَوئي قَالَ الْحَسَنُ: أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِنْفَاقِ أَمْوَالِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ جَعَلَ بَعْدُ يَسْتَقِرضُ عَلَى اللَّهِ.

1 تهذيب التهذيب "2/ 189"، وميزان الاعتدال "1/ 457".

2 راجع: سير أعلام النبلاء "6/ 361".

ص: 263

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ لَنَا: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يأخذ متاعًا من التجارة يَتَصَدَّقُ بِهِ فَأَخَذَ مَرَّةً فَلَمْ يَجِدْ مَا يعطيهم فقال: يا رب كَأَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُنْكَسِرٌ وَجْهِي عِنْدَهُمْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بَجَوَالِقَ مِنْ شَعْرٍ كَأَنَّهُ نُصِبَ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ السَّقْفِ مليء دراهم فقال: يا رب لَيْسَ أُرِيدُ هَذَا فَأَخَذَ حَاجَتَهُ وَتَرَكَ الْبَقِيَّةَ، وَقَالَ: سَارَ بِنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ مَجْلِسِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَنَأْتِي حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِذَا وَقَعَتْ قَامَ فَتَعَلَّقَ بِقَرْنٍ مُعَلَّقٍ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ يَقُولُ:

هَا قَدْ تَغَذَّيْتُ وَطَابَتْ نَفْسي

فَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غُلامٌ مِثْلِي

إِلا غُلامٌ قَدْ تَغَذَّى قَبْلِي

سُبْحَانَكَ وَحَنَانَيْكَ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ فَهَدَيْتَ وَأَعَطَيْتَ فَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَعَفَوْتَ وَعَافَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَمْدًا لا يَنْقَطِعُ أُولاهُ وَلا يَنْفِذُ أُخْرَاهُ حَمْدًا أَنْتَ مُنَاهُ فَتَكُونُ الجنة عقباه.

وقال عبد الرحمن من بْنُ وَاقِدٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: ثنا ضَمْرَةُ ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.

قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ يَقِينًا مِنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ.

وَقَالَ حَبِيبٌ: ثنا بَكْرُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَادَحُونَ1 بِالْبِطِّيخِ فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.

41-

حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ2.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِن مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ.

وعنه وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ.

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.

42-

حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الْبَاهِلِيُّ البصري3 -سوى ت- الأحوال.

عَنْ أَنَسِ بْنُ سِيرِينَ وَالْفَرَزْدَقِ وَقَتَادَةَ وَأَبِي الزبير المكي وجماعة.

1 يتبادحون: يعني يترامون به.

2 تهذيب التهذيب "2/ 182"، وميزان الاعتدال "1/ 453"، وغيرهما.

3 التاريخ الكبير "2/ 372"، وتهذيب التهذيب "2/ 199".

ص: 264

وعنه مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ روايته وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وكان الْحُفَّاظِ أَصْحَابِ قَتَادَةَ.

مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

43-

حَجَّاجُ بْنُ فرافصة1 -د ن- الباهلي البصري الْعَابِدُ.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ - وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ - وَجَمَاعَةٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.

وَقَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ فُرَافِصَةَ وَاقِفًا بِالسُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْطُوعَةِ الْمَمْنُوعَةِ.

44-

الْحُرُّ بْنُ مِسْكِينٍ2، أَبُو مِسْكِينٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ.

عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وهذيل بن شرحبيل.

وعنه زائدة وإسرائيل وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.

45-

حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ3 بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ التُّجِيبِيُّ.

أَمِيرُ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ جَالَسَ عَطَاءً وَغَيْرَهُ.

قَتَلَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ شُعْبَةَ بْنُ عُثْمَانَ في سنة ثلاث وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "2/ 375"، وتهذيب التهذيب "2/ 204" وغيره.

2 التاريخ الكبير "3/ 82"، وتهذيب التهذيب "2/ 222".

3 النجوم الزاهرة "1/ 335".

ص: 265

46-

الحسن بن الحر النخعي1 -د ن- ويقال: الجعفي الكوفي نَزِيلُ دِمَشْقَ.

روى عن أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ - خَالِهِ - وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه ابْنُ أَخِيهِ حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: هَاجَتْ فِتْنَةٌ بِالْكُوفَةِ فَعَمِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ طَعَامًا كَثِيرًا، وَدَعَا قَرَّاءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبُوا كِتَابًا يَأْمُرُونَ فِيهِ بِالْكَفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفِتْنَةِ، فَتَكَلَّمَ هُوَ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ فَاسْتَغْنَوْا بِهِنَّ عَنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا مَلَكَ لَسَانَهُ وَكَفَّ يَدَهُ وَعَالَجَ مَا فِي صَدْرِهِ، فَتَفَرَّقُوا فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ طُولَ الْمَجْلِسِ.

ابْنُ الْمَدِينِيِّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبِي مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: لم أقرضكها لأرتجعها اشتر لِزُهَيْرٍ سُكَّرًا.

وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ يَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فَإِذَا مَرَّ بِهِ الْبَائِعُ يَبِيعُ الْمِلْحَ أَوِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكُونُ رَأْسُ مَالِهِ دِرْهَمَيْنِ فَيَدْعُوهُ فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَاكَ إِنْسَانٌ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تَأْكُلُهَا فَيَقُولُ: لا فَيَقُولُ: هَذِهِ اجْعَلْهَا رَأْسُ مَالِكَ وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ لِأَهْلِكَ دَقِيقًا وَتَمْرًا وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ بِهَا قطنًا للأهل ومر هم يَغْزِلُونَ.

وَقَالَ ابْنَ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا مُحْرِزُ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي فِي إِخْوَانِي فَلَمَّا وُلِّيتَ رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِزَكَاةِ مَالِكَ وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغْنِهِمْ عَنْكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.

قَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ تَاجِرًا كَثِيرَ الْمَالِ سَخِيًّا مُتَعَبِّدًا فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ.

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ لَنَا الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا من العراق مثل الحسن بن الحر

1 تهذيب التهذيب "2/ 261"، والتاريخ الكبير "2/ 290".

ص: 266

وَعَبْدَةِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَكَانَا شَرِيكَيْنِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ الْحَكَمِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

47-

الْحَسَنُ بْنُ عبيد بن عروة النخعي1 -م4- أبو عروة الكوفي.

عن أبي وائل وأبي عمرة الشَّيْبَانِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ إِدْرِيسَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.

تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

48-

الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ2 -د-.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَمَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ.

قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ.

روى عنه شُعْبَةُ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.

49-

حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحْبِيُّ الْوَاسِطِيُّ3 -ت ق- لقبه حنش.

عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعِدَّةٌ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.

1 التاريخ الكبير "2/ 297"، وتهذيب التهذيب "2/ 292".

2 التاريخ الكبير "2/ 300"، وتهذيب التهذيب "2/ 312".

3 التاريخ الكبير "2/ 393"، وتهذيب التهذيب "2/ 364".

ص: 267

50-

الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٌ الْخِنْدَفِيُّ1.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الْجَنُوبِ الأَسَدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ.

وعنه عبد الرحمن بن الغسيل هاشم بْنُ الْبَرِيدِ وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.

51-

حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي2 -ع- أبو الهذيل الكوفي ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.

روى عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَعُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ الصَّحَابِيَّيْنِ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وائل وأبي ظبيان وسعيد بن جبير وعمرة بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُشَيْمٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعُثَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وآخرون كثيرون وآخرهم مَوْتًا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.

وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا عَالِيَ السَّنَدِ عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.

تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

52-

حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ3، أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ السَّبِيعِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.

وَزِيرُ السَّفَّاحِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الوزارة في دولة بني العباس، وكان أدبيًا عَالِي الْهِمَّةِ عَالِمًا بِالسِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ، وَكَانَ السَّفَّاحُ يَأْنَسُ بِهِ لِحُسْنِ مُفَاكَهَتِهِ، وَكَانَ مِنْ مَيَاسِيرِ الصَّيَارِفَةِ بِالْكُوفَةِ فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَى خُرَاسَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ تَابِعًا لَهُ، وَقَدْ تَوَهَّمُوا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ عِنْدَ إِقَامَةِ السَّفّاحِ مَيْلا إِلَى آلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فَلَمَّا بُويِعَ السَّفَّاحُ وَاسْتَوْزَرَهُ بَقِيَ فِي النُّفُوسِ مَا فِيهَا.

وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ حَسَّنَ لِلسَّفَّاحِ قَتْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ، وقال: هذا رجل بذل أمواله

1 التاريخ الكبير "2/ 385"، وتهذيب التهذيب "2/ 372".

2 التاريخ الكبير "3/ 7"، وتهذيب التهذيب "2/ 381".

3 تهذيب ابن عساكر "4/ 380"، ووفيات الأعيان "2/ 195".

ص: 268

فِي إِقَامَةِ دَوْلَتِنَا وَقَدْ صَدَرَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَنَغْفِرُهَا. فَلَمَّا رَأَى أَبُو مُسْلِمٍ امْتِنَاعِ السَّفَّاحِ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ غِيلَةً فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَتَلَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَمَا كَرِهَ السَّفَّاحُ ذَلِكَ.

وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ وفيه يقول الشاعر:

إن الوزيرَ وزيرَ آلِ مُحَمَّدٍ

أوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ وَزِيرًا

وَأَرَى الْمَسَاءَةَ قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا

كَانَ السُّرُورُ بِمَا كَرِهْتَ جَدِيرًا

53-

الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ1.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلادُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمَةَ.

54-

الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَيْلِيُّ2، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.

عن علي بن الحسين القاسم وَالزُّهْرِيِّ.

وعنه اللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.

الْحَكِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ. مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ، يُذْكَرُ هُنَاكَ.

55-

حُمْرَانُ بْنُ أعين الكوفي3، المقريء.

قَرَأَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ الدِّيلِيِّ وَعَلَى عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ.

وَسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَغَيْرَهُ.

قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَحَدَّثَ عَنْهُ حَمْزَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أبو حاتم: شيخ.

1 التاريخ الكبير "2/ 337"، وتهذيب التهذيب "2/ 430".

2 التاريخ الكبير "2/ 345"، وميزان الاعتدال "1/ 572".

3 تهذيب التهذيب "3/ 25"، وميزان الاعتدال "1/ 604".

ص: 269

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: كان شيعيا جلدًا.

56-

حميد بن قيس1 -ع- أبو صفوان المكي الأعرج المقريء.

قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ خَتْمَاتٍ وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَحدث عن مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ.

قَالَ الدَّانِيُّ: روى عن الْقِرَاءَةَ عَرْضًا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَجُنَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الْوَارِثِ الثَّوْرِيُّ.

وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ بَعْدَ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدٌ أَقْرَأَ مِنْهُ.

حَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَطَائِفَةٌ.

وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ أَفْرَضَ أَهْلَ مَكَّةَ وَأَحْسَبَهُمْ وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ.

وَرُوِيَ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلَةً بِالْحَرَمِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ عَطَاءٌ.

قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلافَةِ السَّفَّاحِ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

57-

الْحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ2، أَبُو الْمُثَنَّى الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ.

وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِمَرْوَانَ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ ظَلُومًا قُتِلَ بِظَاهِرِ وَاسِطَ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.

"حرف الْخَاءِ":

58-

خَالِدُ بْنُ أَبِي خلدة الحنفي الكوفي3، الأعور.

1 التاريخ الكبير "2/ 352"، وتهذيب التهذيب "3/ 46"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 513"، والمشاهير "144".

2 راجع كتاب الولاة والقضاة "88".

3 التاريخ الكبير "3/ 145"، والجرح والتعديل "3/ 327".

ص: 270

عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَالشَّعْبِيِّ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.

وَهُوَ مُقِلٌّ.

59-

خَالِدُ بن سلمة بن العاص1 -م4- بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَأْفَاءُ. أَحَدُ الأَشْرَافِ.

عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَأَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى وَجَمَاعَةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَهُشَيْمٌ وَوَلَدَاهُ عِكْرِمَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا خَالِدٍ.

وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ يَكُونُ لَهُ عَشَرَةُ أَحَادِيثَ.

وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ، يَعْنِي لَمَّا افْتَتَحَ وَاسِطَ.

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ رَأْسًا فِي الْمُرْجِئَةِ2 وَكَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا.

قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ وَقَعَدَ فِي قِتَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَمَّا ظَهَرُوا، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا.

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: دَخَلْتِ الْمُسَّودَةُ وَاسِطًا فَنَادَى مُنَادِيهِمُ النَّاسُ آمِنُونَ آمِنُونَ إِلا الْعَّوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ وَعَمْرَو بْنَ ذَرٍّ وَخَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَأَمَّا خَالِدٌ فَقُتِلَ وَأَمَّا الْعَوَّامُ فَهَرَبَ وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قِتَالِهِمْ وَكَانَ عَمْرُو بْنِ ذَرٍّ يَقُصُّ بِهِمْ وَيُحَرِّضُ بِوَاسِطَ.

وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ بَيْهَسِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: فِي سَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَطَلَبَ خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَنَادَى مُنَادِيهِمْ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ آمن فخرج فقتلوه غدرًا.

1 التاريخ الكبير "3/ 154"، وتهذيب التهذيب "3/ 95"، وطبقات ابن سعد "6/ 347".

2 المرجئة: هم فرقة إسلامية لا يحكمون على أحد من المسلمين بشيء بل يرجئون الحكم إلى يوم القيامة: "المعجم الوجيز ص/ 255".

ص: 271

60-

خالد بن كثير الهمذاني الْكُوفِيُّ1 -ق-.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.

وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَشْرِبَةِ مِنْ سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.

61-

خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أبو عبد الرحيم الإسكندراني المصري2 -ع- الفقيه.

عَنْ عَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ رَفِيقُهُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ أَفْقَهَ جُنْدِنَا.

وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَهْلا رحمه الله.

62-

خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ3.

عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ مُرْسَلا وَعَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.

وعنه سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ.

63-

خَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ4 -4- الْفَقِيهُ أَبُو عَوْنٍ الخضرمي - بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ -.

مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ.

رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا وعكرمة وطبقتهم.

1 التاريخ الكبير "3/ 169"، وتهذيب التهذيب "3/ 113".

2 التاريخ الكبير "3/ 180"، وتهذيب التهذيب "3/ 139".

3 تهذيب التهذيب "3/ 93"، والجرح والتعديل "3/ 331"، والثقات "4/ 202".

4 تهذيب التهذيب "3/ 143"، وميزان الاعتدال "1/ 653"، والمعرفة والتاريخ "2/ 175".

ص: 272

وعنه السفيانان وشريك وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سلمة وآخرون.

قا النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ.

وَقَالَ أَبُو حاتم: سيء الحفظ.

وروى عتاب عن خصيف قال لي مجاهد: أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خُصَيْفٌ ثِقَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ: كَانَ خُصَيْفٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ خصيف متمكنًا في الإرجاء.

قال مُحَمَّدُ بْن الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.

وقال عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَخَلِيفَةَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ امْرَءًا صَالِحًا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ.

64-

خَلادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ الصَّنْعَانِيُّ1.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَشَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ.

وعنه مَعْمَرٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ.

وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَثْنَى مَعْمَرٌ عَلَى حِفْظِهِ.

65-

خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ2 -م ن- قَاضِي مصر ثم قاضي برقة.

1 التاريخ الكبير "3/ 187"، وتهذيب التهذيب "3/ 173".

2 تهذيب التهذيب "3/ 179"، والجرح والتعديل "3/ 404"، والثقات "6/ 277"، وكتاب الولاة والقضاة "348".

ص: 273

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وعبد الله بن هبيرة السبأي.

وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.

قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: مَا أَدْرَكْتُ فِي قُضَاةِ مِصْرَ أَفْقَهَ مِنْهُ.

قُلْتُ: يَزِيدُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ.

قِيلَ: توفي ينة سبع وثلاثين مائة.

"حرف الدَّالِ":

66-

دَاوُدُ بْنُ الْحُصَينِ أَبُو سُلَيْمَانَ1 -ع- الأموي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.

روى عن أَبِيهِ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد وغيرهم.

وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة.

وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقه ابن معين وغيره مطلقا.

وقال ابن المديني: ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ فَمُنْكَرٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَوْلا أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْهُ لَتُرِكَ حَدِيثُهُ.

وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا نَتَّقِي حَدِيثَهُ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدَرِيًّا.

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُدَامَةَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَمُبَارَكُ بْنُ الْمَعْطُوشِ أَنَّ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُمْ أنا الْحَسَنُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، فَسَأَلَهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ طَلَّقْتَهَا"؟ قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلاثًا قَالَ فَقَالَ: فِي "مَجْلِسٍ وَاحِدٍ"؟ - قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ فَرَاجِعْهَا إِنْ شِئْتَ". قال: فراجعها2.

1 التاريخ الكبير "3/ 231"، وتهذيب التهذيب "3/ 181".

2 إسناده صحيح: قاله الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد "2387"، وقد فصل الكلام حوله في كتابه الماتع "نظام الطلاق في الإسلام""ص/ 27-38".

ص: 274

فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى إِنَّمَا الطَّلاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، وَهَذَا مِنْ غَرَائِبِ الإِفْرَادِ.

قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَان دَاوُدُ فَصِيحًا عَالِمًا وَيُتَّهَمُ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ وَعِنْدَهُ مَاتَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.

67-

دَاوُدُ بْنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ1.

عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.

وعنه بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَمِحْلَمُ بْنُ عِيسَى وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.

وَكَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ مُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ بِالْكُوفَةِ.

68-

دَاوُدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ2 التَّمَّارُ الأَنْصَارِيُّ مولاهم المدني.

عن أمه عَائِشَةَ وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

وعنه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ - وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ - وابن جريح وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَحْمَدُ: لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.

69-

دَاوُدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سعد بن أبي وقاص3 -م د ت- الزهري المدني.

عَنْ أَبِيهِ.

وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

وَهُوَ مُقِلٌّ، أَظُنُّهُ مَاتَ شَابًّا، وَهُوَ ثِقَةٌ.

70-

دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَبَّاس4 -ت- الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.

وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَغَيْرِهَا للسفاح.

1 التاريخ الكبير "3/ 242"، وتهذيب التهذيب "3/ 186".

2 التاريخ الكبير "3/ 234"، وتهذيب التهذيب "3/ 188".

3 التاريخ الكبير "3/ 232"، وتهذيب التهذيب "3/ 194".

4 تهذيب التهذيب "3/ 194"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 206".

ص: 275

وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَيْسُ بن الربيع غيرهم.

قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ هَاشِمِيٌّ، قُلْتُ: كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ إِنَّمَا يُحَدِّثُ بحدث وَاحِدٍ.

قُلْتُ: يَعْنِي حَدِيثَ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فِي الدُّعَاءِ. تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَيْسٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُمَا لا يَحْتَمِلانِ هَذَا الْمَتْنِ الْمُنْكَرِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ1. وَفِي الْخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِهِمْ قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حَالِهِمْ خَوْفًا مِنَ لسيف والضرب، وما زال هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئَهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ فَإِنْ كَانَ مَدّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْوَرَعِ بَلْ رُبَّمَا أخرج مساويء الْكَبِيرِ وَهَنَاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ فلا "حول ولا" قَوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. وَكَانَ دَاوُدُ هَذَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأُمَرَاءِ لَهُ هَيْبَةٌ وَرِوَاءُ وَعِنْدَهُ أَدَبٌ وَفَصَاحَةٌ، وَقِيلَ: كَانَ قَدَرِيًّا.

قَالَ أَبُو قِلابَةَ الرقاشي: عن جارود بن أبي الجارود والسلمي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بُويِعَ ابْنُ أَخِيهِ السَّفَّاحُ فَأَسْنَدَ دَاوُدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لِنَحْتَفِرَ نَهْرًا وَلا لِنَبْنِي قَصْرًا أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أَمْهَلَ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأَرْخَى لَهُ فِي زِمَامِهِ حَتَّى عَثُرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ وَالآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا وَعَادَ الْمُلْكُ إِلَى نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَاللَّهِ إِنَّ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ عَلَى فُرُشِنَا أَمِنَ الأَسْوَدِ والأبيض ذمة الله ورسوله وذمة العباس، وها ورب هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نَهِيجُ أَحَدًا. ثُمَّ نَزَلَ.

قَالَ خَلِيفَةُ: أَقَامَ دَاوُدُ الْحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ فِي ربيع الأول2.

1 قلت: وهذا الحديث الطويل والذي تفرد به عنه ابن أبي ليلى وهو ضعيف، وكذلك قيس ليس بحجة، رواه الترمذي في الجامع "3419"، وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 227".

2 راجع: تاريخ خليفة "404".

ص: 276

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ السَّفَّاحُ صَعِدَ لِيَخْطُبَ فَحُصِرَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَوَثَبَ عَمُّهُ دَاوُدُ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمَرَهُمْ وخُرُوجَهُمْ وَمَنَّى النَّاسَ وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ.

ويقال: مولده سنة إحدى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.

71-

دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الشَّامِيُّ1 -د- عَامِلُ مَدِينَةِ وَاسِطَ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا وَأَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَمَكْحُولٍ وَبِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.

وعنه هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَخالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.

72-

دَاوُدُ بْنُ أَبِي هند2 -م4 خ ت- أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ دِينَارِ بْنِ عَذَافِرَ الْبَصْرِيُّ. مِنَ الْمَوَالِي، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَكَانَ مِنَ الأئمة والأعلام، وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ طَهْمَانُ، وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي قُشَيْرٍ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ.

روى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ "م" وَأَبِي الْعَالِيَةَ "م ق" وَأَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ وَالشَّعْبِيِّ "م4" وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ "م ن" وَمَكْحُولٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ "م" وَجَمَاعَةٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَخَلْقٌ، سَمِعَ مِنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ حَدِيثًا.

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيَنِي غَيْلانُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسَائِلَ، قَالَ: سَلْنِي عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً وَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: سَلْ يَا دَاوُدُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ، قَالَ: الْعَقْلَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ شَيْءٌ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ أَوْ هُوَ مَقْسُومٌ - قَالَ فَمَضَى وَلَمْ يجبني3.

1 التاريخ الكبير "3/ 236"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 209".

2 التاريخ الكبير "3/ 231"، وميزان الاعتدال "2/ 11".

3 سير أعلام النبلاء "6/ 521".

ص: 277

ذَكَرَ كُنْيَتَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَعِينٍ وغيرهما: ثقة.

وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ.

وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: عَجَبًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ وَعِنْدَهُمْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ1.

وَقَالَ وُهَيْبٌ: دَارَ الأَمْرُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ: أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ وسليمان التميمي، فَقَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.

وقال ابن عيينة عن ابن جريح قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِنْ كَانَ لَيَقْرَعُ الْعِلْمَ قَرْعًا.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ.

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ صَالِحًا ثِقَةً خَيَّاطًا.

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: يَا فِتْيَانُ أُخْبِرُكُمْ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا انْقَلْبَتُ إِلَى الْبَيْتِ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا بَلَغْتُ ذَلِكَ الْمَكَانَ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذُكْرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى آتِي الْمَنْزِلَ.

وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يعلم به أهله كان خزارًا يَحْمِلُ مَعَهُ غِذَاءَهُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَيَرْجِعُ عِشَاءً فَيُفْطِرُ مَعَهُمْ2.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي الطَّاعُونَ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَكَأَنّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عِكْوَةَ3 لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ4 قَدَمَيَّ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ؟ قَالَ: اجْدُ تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْوٍ إلى

1 انظر المصدر السابق.

2 سير أعلام النبلاء "6/ 521".

3 يعني بها أصل اللسان.

4 الأخمص: باطن القدم الذي يتجافى عن الأرض، والمعني: رفع باطنها من الأرض بعدما مسها.

ص: 278

الْمَسْجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ حِينَئِذٍ قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آت حَاجَتِي قَالَ: فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ فَتَعَلَّمْتُهُ.

وَعَنْ دَاوُدَ قَالَ: اثْنَتَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا لَمْ يَنْتَفِعْ أَهْلُ الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُمْ: الْمَوْتُ وَالأَرْضُ تُنَشِّفُ النَّدَى.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ ثِيَابَ بَيْتِهِ مُعْصَفَرَةً.

قَالَ دَاوُدُ: وُلِدْتُ بِمَرْوٍ.

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالقَطَّانُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ وتسع وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مَصْدَرَ النَّاسِ مِنَ الْحَجِّ.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

"حرف الرَّاءِ":

73-

رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ1 بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ.

روى عن جَدَّتِهِ ابْنَةِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ.

وعنه أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ وَصَدَقَةُ رَجُلٌ لَمْ يُنْسَبْ.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: قُتِلَ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ.

74-

الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ2 -4-.

نَزَلَ مَرْوَ هَارِبًا مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بِبَعْضِ الْقُرَى، فَلَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ تَغَيَّبَ فَوَقَعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ حُبِسَ بِمَرْوَ مُدَّةً.

وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَعْطَيْتُ لِمَنْ أَدْخَلِني عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ سِتِّينَ دِرْهَمًا.

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا العالية.

1 التاريخ الكبير "3/ 314"، وتهذيب التهذيب "3/ 234".

2 التاريخ الكبير "3/ 271"، وتهذيب التهذيب "3/ 238".

ص: 279

وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - وَلَمْ يُدْرِكْهَا - أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

روى عنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالأَعْمَشُ - وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ - وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا.

وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ.

بَقِيَ الرَّبِيعُ إِلَى سنة وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَرَوَى كَثِيرًا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَقَاطِيعِ.

75-

الربيع بن أبي راشد1، الكوفي العباد أَخُو جَامِعٍ.

كَانَ قَانِتًا خَاشِعًا ذَاكِرًا لِلآخِرَةِ. فَعَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: كَانَ كَأَنَّهُ مَخْمُورٌ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ.

قُلْتُ: مَا رَوَى هذا شيئًا.

76-

ربيعة الرائي2 -ع- هُوَ أَبُو عُثْمَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن فروخ التيمي الْفَقِيهُ الْعَلَمُ مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ مُفْتِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَشَيْخُهُمْ.

روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَآخَرُونَ.

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ رَبِيعَةُ صَاحِبَ الْفُتْيَا بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وُجُوهُ النَّاسِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَرْبَعُونَ مُعْتَمًّا وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ مَالِكٌ3.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ رَبِيعَةُ ثِقَةً وكانوا يتقونه للرأي.

1 التاريخ الكبير "3/ 273"، الجرح والتعديل "3/ 461".

2 تهذيب التهذيب "3/ 258"، والجرح والتعديل "3/ 475".

3 راجع: سير أعلام النبلاء "6/ 321".

ص: 280

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ رَبِيُعةُ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ أَقْدَمَهُ السَّفَّاحُ الأَنْبَارَ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّينَوَرِيُّ1 صَاحِبُ "الْمُجَالَسَةِ" وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخًا وَالِدُ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ فَخَلَفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ ثُمَّ دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَتَهْجُمْ عَلَى مَنْزِلِي! وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانُ وَجَعَلَ رَبِيَعَةَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ وَكَثُرَ الضَّجِيجُ، فَلَمَّا بَصَرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سِعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارُ، فَقَالَ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانَ، فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي وَقَالَتْ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ، فَاعْتَنَقَا جَمِيعًا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجِي الْمَالَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ آلافِ دِينَارٍ مَعِي، قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ. وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ فِي حَلْقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ وَالأَشْرَافُ فَأَحْدَقُوا بِهِ فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ فَأَتَى فَوَقَفَ فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا وَنَكَسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ. فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا ضَيَّعْتِيهِ.

قُلْتُ: حِكَايَةٌ مُعْجِبَةٌ لَكِنَّهَا مَكْذُوبَةٌ لِوُجُوهٍ: مِنْهَا أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَقَةٌ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، بَلْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.

الثَّانِي: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كَانَ مَالِكُ فَطِيمًا أَوْ لم يوبد بعد.

1 انظر المصدر السابق "6/ 322، 323".

ص: 281

والثالث: أَنَّ الطُّوَيْلَةَ لَمْ تَكُنْ خَرَجَتْ لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَهَا الْمَنْصُورُ فَمَا أَظُنُّ رَبِيَعَةَ لَبِسَهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ لَبِسَهَا فَيَكُونُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً لا شَابًّا.

الرَّابِعُ: كَانَ يَكْفِيهِ فِي السَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ، ثُمَّ قَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ دَهْرًا طَوِيلا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ثُمَّ نَزَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ فَكَانَ الْقَاسِمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا - لِرَبِيعَةَ - وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ أَسْخَى مِنْهُ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلالا لَهُ وَإِعْظَامًا.

وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَالَ لِي عبيد بْنُ عُمَرَ: رَبِيعَةُ صَاحِبُ مُعْضِلاتُنَا وَعَالِمُنَا وَأَفْضَلُنَا.

وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْبَصْرَةِ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ رَبِيعَةَ قُلْتُ: وَلا الْحَسَنَ وَلا ابْنَ سِيرِينَ.

وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ وَدَخَلا الْمَنْزِلَ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ، وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ وَهُوَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: اللَّيْثُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مَالِكٍ: ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ وَحَضَرْنَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ، فَكَانَ مِنْ خِلافِ رَبِيعَةَ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ لِبَعْضِ مَا مَضَى وَحَضَرْتُ وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذِي السِّنِّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ حَتَّى اضْطَرَّكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا تَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ وَكُنْتُمَا مُوَافِقِينَ فِيمَا أَنْكَرْتُ تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ ربيعة أثر كثير وعقل أصيل لسان بَلِيغٌ وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الإِسْلامِ وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ.

ص: 282

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثنا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةَ.

وَرَوَى مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزٍ: نَجِسٌ قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا، قَالَ: لا عَلَيْكَ أَنْ لا تذكر مساويء ربيعة، فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فِيهَا ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ1.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَ الْعَمَائِمَ وَلَقَدِ اعْتَمَمَتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةٌ وَثَلاثِينَ مُعْتَمًّا.

قُلْتُ: وَرَبِيعَةُ مُجْمَعٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.

ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ جَاءَنِي أَهْلُهَا فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ هَذَا وَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.

وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ شَيْءٍ فُتْيَا وَأَعْجَلَ جَوَابًا وَكَانَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَعْجَلُ بِالْفُتْيَا قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ لا يَدْرِي مَا هُوَ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَكَى رَبُيعَةُ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رِيَاءٌ2 حَاضِرٌ وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ وَالنَّاسُ عند علمائهم كصبيان في جحور أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أَمَرُوهُمُ ائْتَمَرُوا وَإِنْ نُهُوا انْتَهَوْا.

وقال ضمرة عن رجاء بن جميل قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبيَعَةُ يَقُولُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشْبِهُ حَالَكَ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيحفظ.

قال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَخْبَرَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي ربيعة: يا مالك إني خراج إِلَى الْعِرَاقِ وَلَسْتُ مُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا وَلا مُفْتِيهِمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ مَالِكٌ: فَوَفَّى مَا حَدَّثَهُمْ ولا افتاهم.

1 سير أعلام النبلاء "6/ 324".

2 يعني نفاق حاضر.

ص: 283

وَقَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ رَبِيعَةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ نُفَاةٍ لِلْقَدَرِ فَقَالَ مَا مَعْنَاهُ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَمَا فِي أَيْدِيكُمْ أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُمْ إِنْ كَانَ الْخَيْر وَالشَّرُّ بِأَيْدِيكُمْ.

قَالَ: وَقَفَ غَيْلانُ عَلَى رَبِيعَةَ وَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ: وَيْلُكَ يَا غَيْلانُ أنت تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُعْصَى قَسْرًا.

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعَةَ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَعَلَيْنَا وَعَلَيْكَ التَّسْلِيمُ.

هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ شَيْءٍ وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنْهُ بِإِسْنَادَيْنِ أَنَّهُ أَجَابَ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ، وَمِثْلُهُ مَشْهُورٌ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ.

وَصَحَّ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الْعِلْمُ وَسِيلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.

وَقَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيعَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ أَنْفَقَ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانِهِ فِي إِخْوَانِهِ.

وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: قَالَ رَبِيعَةُ: الْمُرُوءَةُ سِتُّ خِصَالٍ: ثَلاثَةٌ فِي الْحَضَرِ: تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ فِي السَّفَرِ: بَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى ظَهَرَ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ وَآخَرُ بِالْكُوفَةِ فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الأُمَمِ فَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُمْ يَضْبِطُهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ"1.

قَالَ النَّسَائِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَجُلا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ يَغْشَى أَحَدَ ثَلاثَةٍ ضَحِكْنَا مِنْهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُتْقِنُونَ

1 حديث ضعيف: أخرجه ابن ماجه في سننه "56"، وضعفه الألباني في الضعيفة "4336"، وضعيف ابن ماجه "9".

ص: 284

الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُونَهُ: رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.

وَقَالَ الْحِزَامِيُّ: نا مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هُرْمُزٍ: قَالَ رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَةً شِقٌّ أَطْوَلُ مِنَ الآخَرِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ، قَالَ: لا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ: فَكَانَ سَبَبُ جَلْدِهِ سِعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ سَعَى بِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ فُلانٍ التَّيْمِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَطَيَّنَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيَعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ وَاسْتَطْلَقَهُ وَقَالَ: سأحاكمه إِلَى اللَّهِ.

قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةَ.

وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يَتَحَدَّثَ كَثِيرًا وَيَقُولُ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا وَطَوَّلَ، فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا الْبَلاغَةُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: الإِيَجازُ وَإِصَابَةُ الْمَعْنَى، قَال: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: مَا أَنْتَ فِيهِ، فَخَجِلَ رَبِيعَةُ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ رَبِيعَةُ بِالأَنْبَارِ فِي مَدِينَةِ السَّفَّاحِ وَكَانَ جَاءَ بِهِ لِلقْضَاءِ.

قَالَ خَلِيفَةُ وجماعة: مات سنة وست وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

77-

رَقَبَةُ بْنُ مَصْقلَةَ1 -خ م د ت ن- أبو عبد الله العبدي الكوفي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَطَاءٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه رَفِيقُهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُفَوَّهًا يُعَدُّ مِنْ رِجَالاتِ الْعَرَبِ.

78-

رُكَيْنُ بن الربيع بن عميلة الفزاري2 -م4- أبو الربيع الكوفي.

عَنْ أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -إِنْ صَحَّ- وأبي الطفيل ونعيم بن حنظلة وجماعة.

1 تاريخ أبي زرعة "1/ 506"، والجرح والتعديل "3/ 522"، والمشاهير "167".

2 التاريخ الكبير "3/ 330"، والتاريخ لابن معين "2/ 167".

ص: 285

وعنه زَائِدَةُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

"حرف الزيِن":

79-

زَبَّانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ1 بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، كَانَ أَحَدَ فِرْسَانِ مِصْرَ الْمَذْكُورِينَ.

روى عن أَخِيهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ ولليث وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ أَحَدُ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ تَقَنْطَرَ بِهِ فَرَسُهُ لَيْلَةَ قَتَلُوا مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فَسَقَطَ فَذَبَحُوهُ وَذَلِكَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

80-

الزُّبَيْرُ بن عدي الهمذاني اليامي2 -ع- أبو عدي الكوفي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ.

وعنه مِسْعَرٌ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَكَانَ فَاضِلا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ.

قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِمٍ وَكَانَ يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: اتَّقِ اللَّهَ لا تَقْتُلْ مَعَ قُتَيْبَةَ.

قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

81-

زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ3.

عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.

وعنه عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شعيب بن شابور وغيرهم.

1 التاريخ الكبير "3/ 444"، والجرح والتعديل "3/ 616".

2 التاريخ الكبير "3/ 410"، وتهذيب التهذيب "3/ 317".

3 التاريخ الكبير "441"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 250".

ص: 286

قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

قُتِلَ زُرْعَةُ يَوْمَ دُخُولِ الْمُسَوِّدَةِ دِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

82-

زَنْكَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ الرَّقِّيُّ1.

عن أم الدرداء وعمر بن عبد العزيز وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.

وعنه جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيَّانِ.

لَمْ يُضَعَّفْ.

83-

زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ.

روى عن جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَسَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَآخِرُ مَنْ روى عنه رِشدِينُ بْنُ سَعْدٍ.

وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا.

قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِن الأَبْدَالِ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ: لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسْكُنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أُفٍّ تَسْكُنُ الْخَبِيثَةَ الْمُنْتِنَةَ وَتَذَرُ الطَّيِّبَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَإِنَّكَ تُجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةَ طَيِّبَةُ الْمَوْطِأِ وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُونُ بِهَا، وَرَوَى نَحْوًا مِنْهُ ضمام بن إسماعيل عن زهرة.

1 راجع: تهذيب ابن عساكر "5/ 387".

2 التاريخ الكبير "3/ 443"، وتهذيب التهذيب "3/ 341".

ص: 287

84-

زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ1 -د ق-.

عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ.

وعنه أَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيُّ وَابْنُ عُلَيَّةَ.

قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.

85-

زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيُّ2 -د-.

عَنْ أبي نعامة قيس بن عبابة وَعِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.

وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

86-

زَيْدُ بْنُ أسلم3 -ع- أبو عبد الله العدوي المدني مَوْلَى عُمَرَ رضي الله عنه.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَطَائِفَةٍ.

وعنه بَنُوهُ: أُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَجْلانَ ومالك ويعمر وهمام وابن جريح وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهِشَامُ بُن سَعْدٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَخَلْقٌ.

وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْعِلْمِ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَرِوَايَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَأَحْسَبُ ذَلِكَ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ أَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْتَفْتِيهِمْ فِي الطَّلاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ هَلْ يُعْتَبَرُ.

قَالَ مَالِكٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ.

قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا مِنْ جَابِرٍ.

1 التاريخ الكبير "3/ 346"، وتقريب التهذيب "1/ 260".

2 التاريخ الكبير "3/ 371"، وتهذيب التهذيب "3/ 383".

3 التاريخ الكبير "3/ 387"، والصغير "2/ 32- 40".

ص: 288

ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَدِّي أَسْلَمُ لَمَّا وُلِدَ لِي زَيْدٌ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا سَمَّيْتُ ابْنَكَ؟ قُلْتُ: زَيْدُ، قَالَ: بِأَيِّ الزَّيْدَيْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَمْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَنَّيْتُهُ بِكُنْيَتِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أُسَامَةَ.

وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَعْدٍ شَيْئًا.

وقال جماعة عَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُسَامَةَ عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ وَلا نَحْمِلُ عَنْهُمْ.

قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَزَيْدٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ عَالِمٌ بِتَفْسِيرِ الْعِرَاقِ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ أَكُنْتُمْ تَتَقَايَسُونُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ: فَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلا أَنْ يَكُونَ هو يبتديء شَيْئًا يَذْكُرُهُ.

ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُهُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنيِ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ.

وَقَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ أَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةً مِنَّا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا مَا رؤي فينا متماريين وَلا مُتَنَازِعِينَ فِي حَدِيثٍ لا يَنْفَعُ، وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: لا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ نَعْيُ زَيْدٍ فَعَقَرَ فَمَا قَامَ وَلا شَهِدَهُ.

ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَال: يَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَيْسَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ اللَّهُمَّ فَزِدْ فِيَّ مِنْ أَعْمَارِ النَّاسِ وَابْدَأْ بِي. فَرُبَّمَا قَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَرَأَيْتَ طَلَبْتَ حَيَاتِي لِي أَوْ لِنَفْسِكَ قَال: لِنَفْسِي قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَمُنُّ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِكَ.

يَعُقوُبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَلا كَمَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ وَلا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ وَلا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلا النَّارِ وَلا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] وَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: {لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة: 32] وَقَالَ شُعَيْبٌ:

ص: 289

{وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [الأعراف: 9] وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 106] وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16] .

وَرَوَى حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: اسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَمَّنْ سِوَاهُ وَلا يَكُونَنَّ أَحَدٌ أَغْنَى مِنْكَ بِاللَّهِ وَلا يَكُنْ أَحَدٌ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ عَنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ ذُنُوبُ الْعِبَادِ عَنْ ذُنُوبِكَ وَلا تُقَنِّطِ الْعِبَادَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَتَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.

ابْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقوُل: يَا بُنَيَّ لا تُعْجِبْكَ نَفْسَكَ وأنت لا تَشَاءُ أَنْ تَرَى مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلا رَأَيْتَهُ.

وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: ثنا حَمَّادُ بن زيد قال: قدمت المدينة وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقُلْتُ. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ بِه بَأْسًا إِلا أَنَّهُ يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ.

وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ زَيْدُ يُحَدِّثُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ فَإِذَا سَكَتَ لا يجتريء عَلَيْهِ إِنْسَانٌ وَكَانَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ اتَّقِ اللَّهَ يُحِبُّكَ النَّاسُ وَإِنْ كَرِهُوا. وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ فَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَكَلِّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلَ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ1.

قُلْتُ: مَنَاقِبُ زَيْدٍ كَثِيرَةٌ، وَتَبَادَرَ ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ وَقَالَ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.

87-

زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ2 -4- الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو الْحَوَارِيِّ قَاضِي هُرَاةَ، وَهُوَ مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أبيه.

1 قاله البخاري في التاريخ الكبير "3/ 387".

2 التاريخ الكبير "3/ 392"، وتهذيب التهذيب "3/ 407".

ص: 290

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَجَمَاعَةٍ.

وَعَنْهُ ابناه عبد الرحيم وعبد الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ شُعْبَةَ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَضْعَفَ مِنْهُ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ.

وَقَالَ النسائي: ضعيف.

وقال الدارقطي: صَالِحٌ.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ.

وَيُقَالُ: إِنَّهُ لُقِّبَ بِالْعَمِّيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَمِّي.

88-

زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ1.

عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حَرَامٍ.

وعنه مَعْمَرٌ وَالْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَةُ أَحْمَدُ.

يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.

89-

زَيْدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ2، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ.

أَرْسَلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمُعَاوِيَةَ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ وَأُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وعنه مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الله بن المنتشر ونوح بن أَبِي بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

90-

زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ القرشي الدمشقي3 -خ د ن ق- أبو عمرو.

1 التاريخ الكبير "3/ 394"، ميزان الاعتدال "2/ 103" وغيرهما.

2 التاريخ الكبير "3/ 401"، والجرح والتعديل "3/ 571" وغيرهما.

3 التاريخ الكبير "3/ 407"، وتهذيب التهذيب "3/ 426"، والمشاهير "179" وغيرهم.

ص: 291

روى عن بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.

وعنه صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ وَغَيْرُهُمْ.

رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأْسَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عليه السلام طَرِيًّا كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ1.

قَال أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ، وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قَالَ هِشَامُ بن عمارة: ثنا صدقة بن خالد ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا لِهَؤُلاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا يُؤْمِنُ هَؤُلاءِ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.

"حَرْفُ السِّينِ":

91-

سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو يُونُسَ الْكُوفِيُّ2 -ت-.

رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَ أَبَا حَازِمٍ الأَشْجَعِيَّ وَالشَّعْبِيَّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ وَمُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ وَقَالَ: أَنَا! قَالَ: نَعَمْ لِأَنَّكَ تَرْضَى بِقَتْلِهِ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ أَحْمَقَهَا وهو

1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 467".

2 التاريخ الكبير "4/ 111"، وتهذيب التهذيب "3/ 433".

ص: 292

يَقُولُ: لَبَّيْكَ قَاتِلُ نَعْتَلٍ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ. يَعْنِي بِقَوْلِهِ فِي الطَّوَافِ. وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ رَآهُ يَطُوفُ وَيَقُولُ ذَلِكَ فَأَجَازَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بِأَلْفِ دِينَارٍ.

قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِيبَ عَلَيْهِ الْغُلُوُّ فِي التَّشَيُّعِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.

92-

سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الدَّارَانِيُّ1. قَاضِي دِمَشْقَ، وَلاهُ عَبْدُ الله بن عَلِيٍّ.

روى عن مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.

وَهُوَ مُقِلٌّ وثقه الفسوي.

93-

سالم بن عجلان2 -خ د ن ق- أبو محمد الأموي مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأَفْطَسُ.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّهْرِيِّ.

وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَجَمَاعَةٌ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ مرجيء.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا.

94-

سَدِيرُ بْنُ حَكيِمِ3 بْنِ صُهَيْبٍ أَبُو الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ.

عَنْ عُكْرِمَةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَلَدُهُ حَنَانُ بُنْ سَدِيرٍ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث.

1 تهذيب ابن عساكر "6/ 57"، والجرح والتعديل "4/ 185" وغيرهما.

2 التاريخ الكبير "4/ 117"، تهذيب التهذيب "3/ 441".

3 ميزان الاعتدال "2/ 116"، والجرح والتعديل "4/ 323" وغيرهما.

ص: 293

95-

السَّرِيُّ الْكُوفِيُّ1 -ق- ابْنُ عَمِّ الشَّعْبِيِّ.

عَنِ الشَّعْبِيِّ.

وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.

96-

سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ2.

قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَيُعَادُ.

97-

سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ3 -4- أَبُو حَفْصَ الأَسْلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ.

عَنْ أَبِي الْقَيْنِ وَسَفِينَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَمُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ.

وعنه الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ التَّنُورِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.

وَذَكَرَ حَشْرَجُ عَنْهُ أَنَّهُ لقي سفينة في ولاية الحجاج ببطن مخلة فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.

مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

98-

سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ4 بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ.

عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ خَارِجَةَ.

وعنه الزُّهْرِيُّ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ كَهْلا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ سَعِيدًا كَانَ فَاضِلا عَابِدًا أُرِيدَ على قضاء المدينة

1 التاريخ الكبير "4/ 176"، وتهذيب التهذيب "3/ 459".

2 راجع المشاهير "136".

3 التاريخ الكبير "3/ 462"، وتهذيب التهذيب "4/ 14".

4 التاريخ الكبير "3/ 481"، وتهذيب التهذيب "4/ 242".

ص: 294

وَأُكْرِهَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَالِي الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، فَعُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ لِذَلِكَ فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَصْحَابُهُ: قَضِيَّتُكَ هَذِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَالٍ عَظِيمٍ لَوْ تَصَدَّقَتْ بِهِ.

99-

سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو1 بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ.

عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.

وعنه يونس بن أبي إسحاق وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.

100-

سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ2 الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ سَعْدًا.

سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ.

وعنه عبيد الله بن عمرو وَمَالِكٌ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

101-

سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيُّ3 -ع- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.

عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ وَقَتَادَةَ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ.

وعنه خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَكْثَرَ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "3/ 500"، والجرح والتعديل "4/ 49".

2 التاريخ الكبير "3/ 499"، والمشاهير "128".

3 تقريب التهذيب "1/ 298"، وطبقات ابن سعد "7/ 514".

ص: 295

102-

سعيد بن يزيد بن مسلمة1 -ع- أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أُسَيْدٍ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ وَأَبِي نَضْرَةَ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ.

وثقه النسائي.

103-

سعيد بن يزيد الأحمسي2 -ن- الكوفي.

عَنِ الشَّعْبِيِّ.

وعنه وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ.

فِي طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ.

104-

وَكَذَا سَعِيدُ بن يزيد القتباني3 -م د ت ن- الحميري الإسكندراني أبو شجاع.

عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.

وعنه اللَّيْثُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.

مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٌ وَخَمْسِينَ، سَيَأْتِي.

105-

سَلَمَةُ بْنُ دينار4 -ع- أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الْمَدَنِيُّ التَّمَّارُ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الإِسْلامِ.

سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ وَأَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَخَلْقًا.

وعنه الزُّهْرِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عياض وآخرون.

1 التاريخ الكبير "3/ 520"، وتهذيب التهذيب "4/ 100".

2 تقريب التهذيب "1/ 300"، والجرح والتعديل "4/ 74".

3 تقريب التهذيب "1/ 300"، وتاريخ الدوري "2/ 210".

4 الجرح والتعديل "4/ 159"، وتاريخ الثقات "196".

ص: 296

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو حَازِمٍ فَارِسِيُّ الأَصْلِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَأُمُّهُ رُومِيَّةٌ وَكَانَ أَشْقَرَ أَحْوَلَ أَفْزَرَ الشَّفَةِ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مَوْلَى الأسود بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ.

وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَبُو حَازِمٍ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا مَا أُرِيدُ إِلا نَفْسِي، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ.

وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نَحْنُ لا نُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ وَنَحْنُ لا نَتُوبُ حَتَّى نَمُوتَ.

وعنه قَالَ: مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ.

وَعَنْهُ قَالَ: اخْفِ حَسَنَاتِكَ كَمَا تُخْفِي سَيِّئَاتِكَ وَلا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ فَلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ.

وَعَنْهُ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَوَاقِبِ تَلْقِيحُ الْعُقُولِ.

وَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا وَعَظَهُ: مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ لا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلا مِنْ حِلِّهِ وَلا تَضَعَهُ إِلا فِي حَقِّهِ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ ثُمَّ لا يَضُرُّكَ مَتَى مُتَّ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: ثنا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لا يُحْسِنُ عَبْدٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ وَلا يَعْوَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَعْوَرَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالَتِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ وَإِذَا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَكَ وبينه شنئتك1 الوجوه كلها.

1 سير أعلام النبلاء "6/ 327".

ص: 297

وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى.

وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السيئة ما عمل حسنة قد أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا وَكَذَا فِي الْحَسَنَةِ1.

وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فِي اللَّهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتِهِ فِي دُنْيَاهُ.

تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ الْمَدَائِنِيُّ وَابْنُ سعد2.

106-

سلمة بن تمام3 -ن- أبو عبد الله الشقري الكوفي.

عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي.

107-

سلمة بن علقمة4 -سوى ت- أبو بشر التميمي البصري.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَنَافِعٍ.

وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.

وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.

108-

سَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ الْبَصْرِيُّ5 -م د-.

عَنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وإسماعيل بن علية.

وثقه أحمد بن حنبل وغيره.

1 انظر المصدر السابق.

2 طبقات ابن سعد "5/ 424".

3 التاريخ الكبير "4/ 79"، وميزان الاعتدال "2/ 188".

4 التاريخ الكبير "4/ 82"، وتقريب التهذيب "1/ 308".

5 التاريخ الكبير "4/ 159"، وتهذيب التهذيب "4/ 129".

ص: 298

109-

سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ1، أَبُو خَيْثَمَةَ الْعَذَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.

وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.

وَكَنّاهُ مُسْلِمٌ وَلَمْ يُضَعِّفُهُ أَحَدٌ.

110-

سُلَيْمَانُ بْنُ داود الخولاني2 -ن- الدارني أبو داود.

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هانيء وَالزُّهْرِيِّ.

وعنه هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ.

رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ حَدِيثَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ الطَّوِيلَ.

وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا.

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ3: لا أعْلَمُ فِي جميع الكتب التي وردت كتابًا أصح منه كِتَابَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: الصَّوَابُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.

وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ. وَرَوَى الْحَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أشبه وهو متروك الحديث.

1 التاريخ الكبير "4/ 8"، وميزان الاعتدال "2/ 200".

2 التاريخ الكبير "4/ 10"، وتهذيب التهذيب "4/ 189".

3 في المعرفة والتاريخ "1/ 331، 379".

ص: 299

قُلْتُ: فَلاحَ أَنَّ الْخَوْلانِيَّ لا رِوَايَةَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.

وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ دَارَيَّا: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُ لَهُ ذُرِّيَةٌ بِدَارَيَا إِلَى الْيَوْمَ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهِ الْحَافِظُ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.

111-

سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ1، أَبُو الرَّبِيعِ السَّبَأيُّ مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ.

روى عنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ فَاضِلا وَكَانَ قَوْمُهُ سَبَأُ إِذَا نَزَلَ لَهُمْ مُعْضِلَةٌ فَزِعَوا إِلَيْهِ فِيهَا لِفَضْلِهِ فِيهِمْ.

قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قُلْتُ: وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِهِ.

112-

سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ2.

أَحَدُ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ الأَثْنَى عَشَرَ، لَهُ ذِكْرٌ وَأَثَرٌ كَبِيرٌ فِي السَّعْيِ لِقِيَامِ دَوْلَةِ الْعَبَّاسِيِّينَ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ خَوْفًا مِنْهُ.

سليمان بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ3. مَرَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.

113-

سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ4.

أَخَذَ عَنْ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ.

وَوَلِيَ غَزْوَ الرُّومِ فَلَمَّا بُويِعَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَزِيدُ النَّاقِصُ

1 التاريخ الكبير "4/ 14"، والجرح والتعديل "4/ 118".

2 تهذيب ابن عساكر "6/ 285".

3 التاريخ الكبير "4/ 38"، وتهذيب التهذيب "4/ 226".

4 تهذيب ابن عساكر "6/ 288"، والوافي "15/ 439".

ص: 300

وَصَيَّرَهُ مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ هَرَبَ مِنْهُ ثُمَّ أَمَّنَهُ ثُمَّ خَلَعَ مَرْوَانُ وَطَمِعَ فِي الْخِلافَةِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَادَ أَنْ يَمْلُكَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَبَعَثَ مَرْوَانُ جَيْشَهُ فَهَزَمُوهُ وَتَحَصَّنَ بِحِمْصَ، فَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِالضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَبَايَعَهُ ثُمَّ ظَفِرَتْ بِهِ الْمُسَوِّدَةُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

114-

سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ1. كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ خَرَجَ عَلَى أَخِيهِ الْوَلِيدِ.

قَتَلَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ.

115-

سُلَيْمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ2.

مَوْلَى أُمِّ عَلِيٍّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مُجَاهِدٍ.

قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ.

116-

سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ3 -خ م د-.

عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ.

وَكَانَ جَلِيسًا لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِيَسِيرٍ.

روى عنه حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.

وثقة ابن معين.

117-

سمي مولى أبي بكر4 -ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَثْبَاتِ.

سَمِعَ مِنْ مَوْلاهُ وسعد بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ.

وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وآخرون.

وثقه أحمد غيره.

1 ميزان الاعتدال "2/ 228"، ومعجم بني أمية "70".

2 التاريخ الكبير "4/ 126"، وتهذيب التهذيب "4/ 167".

3 التاريخ الكبير "4/ 174"، وتهذيب التهذيب "4/ 235".

4 التاريخ الكبير "4/ 203"، وتهذيب التهذيب "4/ 238".

ص: 301

قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

118-

سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ1، أَبُو حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ.

قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

119-

سِنَانُ بْنُ ربيعة الباهلي2 -د ت ق خ مقرونًا- أبو ربيعة البصري عَنْ أَنَسٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.

وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

120-

سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صالح السمان3 -م4خ مقرونًا- أبو يزيد المدني أَخُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.

سمع أَبَاهُ وَالْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَعَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَجَمَاعَةً.

وعنه ابْنُ جريح وَسُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٌ.

وَهُوَ صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ لا الْبُخَارِيُّ.

سَأَلَ رَجُلٌ النَّسَائِيَّ عَنْ سُهَيْلٍ فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ فُلَيْحٍ وَمِنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَمِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.

قُلْتُ: مَا نَقَمُوا مِنْ سُهَيْلٍ إِلا أَنَّهُ مَرِضَ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصْلَحَ حَدِيثَهُ هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.

وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مُحَمَّدُ بن عمرو أحب إلينا منه.

1 التاريخ الكبير "4/ 165"، والجرح والتعديل "4/ 252".

2 التاريخ الكبير "4/ 164"، وتهذيب التهذيب "4/ 240"، وميزان الاعتدال "2/ 235".

3 التاريخ الكبير "4/ 104"، وتهذيب التهذيب "4/ 263"، والمشاهير "137"، والجرح والتعديل "4/ 246".

ص: 302

قُلْتُ: قَدْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

تُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ.

"حرف الصَّادِ":

121-

صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ الْجَزَرِيُّ1 -م د ن ق- نَزِيلُ مَكَّةَ.

روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، - وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ - وَروى عن طَاوُسٍ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُقِلٌّ.

روى عنه مَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَجَرِيرٌ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

122-

الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ2.

روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.

وعنه جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَأَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أُخْتِهِ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمُؤَرِّخُ.

وَهُوَ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.

123-

صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ3 -ع- مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ.

روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلاهُ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وطائفة.

1 التاريخ الكبير "4/ 293"، وتهذيب التهذيب "4/ 419".

2 تهذيب التهذيب "4/ 432"، والجرح والتعديل "4/ 455".

3 التاريخ الكبير "4/ 307"، تهذيب التهذيب "4/ 425".

ص: 303

وعنه ابن جريح وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَلْقٌ.

كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.

قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَأَيْتُهُ وَلَوْ قِيلَ لَهُ: السَّاعَةُ غَدًا مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدُ عَمَلٍ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ يُسْتَنْزَلُ بِذِكْرِهِ الْقَطْرُ.

وَرَوَى إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الشِّتَاءِ فِي السَّطْحِ وَفِي الصَّيْفِ وفي بَطْنِ الْبَيْتِ يَتَيَقَّظُ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: هَذَا الْجَهْدُ مِنْ صَفْوَانَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَأَنَّهُ الْتَزَمَ رِجْلاهُ حَتَّى يَعُودَ كَالسَّقْطِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَيَظْهَرَ فِيهِ عُرُوقٌ خُضْرٌ.

قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِمِنًى فَقِيلَ لِي: إِذَا دَخَلْتَ مَسْجِدَ الْخِيفِ فانظر شيخًا إذا رأيته علمت أن يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ هُوَ، قَالَ: وَحَجَّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً يَعْنِي وَقَرَّبَهَا.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمَّارِ أَنَّ صَفْوَانَ كَانَ يَأْتِي الْمَقَابِرَ فَيَجْلِسُ فَيَبْكِي حَتَّى أَرْحَمُهُ.

وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ وَأَعَانَهُ عَلَى الْحِكَايَةِ أَخُوهُ: إِنَّ صَفْوَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَضَعَ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ فَمَكَثَ عَلَى هَذَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ عَامًا فَمَاتَ وَإِنَّهُ لَجَالِسٌ رحمه الله.

وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَضَعَ جَنْبِي حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَال فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِنَّهُ نَقَبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.

وَقَدْ وَهِمَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَيْثُ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

ص: 304

"حرف الضاد":

124-

ضرار بن مرة1 -ت ن- أبو سنان الشيباني الكوفي.

روى عنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَآخِرُ مَنْ روى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ.

قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.

"حرف الطاء":

125-

طلق بن معاوية2 -م ن- أبو غياث النخعي الكوفي جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.

رَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ.

وعنه حَفِيدَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير بن عبد الحميد.

"حرف العين":

126-

عاصم بن عبيد الله3 -د ت ق- بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ العمري المدني. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ.

روى عنه مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا فَهَذَا مِمَّنِ اتَّفَقَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مع ضعفه.

ضعفه مالك ويحيى القطان.

وقال البخاري: منكر الحديث.

1 التاريخ لابن معين "2/ 273"، والجرح والتعديل "4/ 465".

2 تقريب التهذيب "1/ 363"، وميزان الاعتدال "2/ 345".

3 التاريخ الكبير "6/ 484"، وتهذيب التهذيب "5/ 46" وغيرهما.

ص: 305

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ.

يُقَالُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَكَانَتْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.

127-

عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ الْكُوفِيُّ1 -م4- عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَعِدَّةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.

وَكَانَ فَاضِلا عَابِدًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.

قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

128-

عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ2 الْحِمْصِيُّ.

عَنِ المقداد بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ وَمَكْحُولٍ.

وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْقَاضِي وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.

وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

129-

عَبَّاسُ بْنُ عبد الله بن معبد3 -د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أحد الصلحاء. روى عن أبيه وأخيه وإبراهيم وَعِكْرِمَةَ.

وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَوُهَيْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَوَصَفَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ بِالصَّلاحِ.

130-

عَبْدُ الأَعْلَى التَّيْمِيُّ4. أحد العباد الخائفين.

روى عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ.

روى عنه مِسْعَرٌ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ عِلْمًا لا يُبْكِيهِ خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا لا يَنْفَعُهُ وَيَحْتَجُّ بِآيَةِ {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} . [الإسراء: 109] .

1 التاريخ الكبير "6/ 487"، وميزان الاعتدال "2/ 356" وغيرهما.

2 تهذيب تاريخ ابن عساكر "7/ 219".

3 التاريخ الكبير "7/ 8"، وتهذيب التهذيب "5/ 120".

4 التاريخ الكبير "6/ 72"، والجرح والتعديل "6/ 28".

ص: 306

وَعَنْهُ قَالَ: قَطَعَ عَنِّي لَذَاذَةَ الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.

131-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ1 السَّكْسَكِيُّ الْحِمْصِيُّ -ت ق- نزيل البصرة.

عن عبد لله بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ وَجَماعَةٍ.

وعنه أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْقَيْسِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.

قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ هُنَا بِالْبَصْرَةِ رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا شَيْءَ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

132-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بشر الخثعمي2 -ت ن- أبو عمير الكوفي الكاتب.

عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو.

وعنه حَفِيدُهُ بِشْرُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.

ذَكَرَهُ ابْنُ حبان في كتاب "الثقات".

133-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ3 -ع- أبو محمد الأنصاري المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.

روى عن أَنَسٍ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ وَحُمَيْدِ بن نافع وجماعة.

وعنه ابن جريح وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالزُّهْرِيُّ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وفليح بن عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.

قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ، عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٌ.

وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "5/ 48"، وتهذيب التهذيب "5/ 159".

2 التاريخ الكبير "5/ 49"، وتهذيب التهذيب "5/ 161"، وميزان الاعتدال "2/ 398".

3 التاريخ الكبير "5/ 54"، وتهذيب التهذيب "5/ 164".

ص: 307

134-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَرِيزٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ1 -4- قَاضِي سِجِسْتَانَ.

روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَطَائِفَةٍ.

وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ.

وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ قَوَّاهُ بَعْضُهُمْ.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.

وَقِيلَ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

135-

عَبْدُ اللَّهِ بن دينار البهراني الحمصي2 -ق- أبو محمد.

عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَلاءِ.

وعنه أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيهِ لِينٌ.

وَوَثَّقَهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.

وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.

قلت: لَهُ حديث واحد في سنن ابن ماجه.

136-

عبد الله بن ذكوان3 -ع- أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن.

الْفَقِيهُ الْمَدَنِيِّ مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ ابْنُ أخي أبو لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ.

سَمِعَ أَنَسًا وَأَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ والأعرج فاكثر عنه.

1 التاريخ الكبير "5/ 72"، وتهذيب التهذيب "5/ 187".

2 والتاريخ الكبير "5/ 81"، تهذيب التهذيب "5/ 203".

3 التاريخ الكبير "5/ 83"، والصغير "2/ 27"، وتهذيب التهذيب "5/ 203".

ص: 308

روى عنه مَالِكٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ والسُّفْيَانَانِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.

وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.

قَالَ اللَّيْثُ: رَأَيْتُ خَلْفَهُ ثَلاثَمِائَةِ تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَطَالِبِ شِعْرٍ وَصُنُوفٍ. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبُثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ وَأَبَا الزِّنَادِ وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ.

وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ مِنَ الأَتْبَاعِ فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحِسَابِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الشِّعْرِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحَدِيثِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ1.

وَقَالَ بَعْضُ النُّقَّادِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.

وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابَةٍ وَحِسَابٍ وَفَدَ عَلَى هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ بِحِسَابِ دِيوَانِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ يُعَانِدُ رَبيِعَةَ.

قَالَ إبراهيم بن المنذر الحزامي: هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلْدِ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَوَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فُلانٌ التَّيْمِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتًا فَشَفَعَ فِيهِ رَبِيعَةُ.

وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا رَضِيٍّ.

قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَوْثِيقِ أَبِي الزِّنَادِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَسْتَ أَبَا الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرًا غَيْرَهُ.

تُوُفِّيَ أَبُو الزِّنَادِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاثين.

137-

عبد الله بن سبرة الكوفي2، أبد سبرة.

عن الشعبي وأبي الضحى

1 سير أعلام النبلاء "6/ 229".

2 التاريخ الكبير "5/ 111".

ص: 309

وعنه هشيم ويحيى بن أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.

138-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْطَّوِيلُ1 -د ن- أبو حمزة المصري. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.

روى عن نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.

وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.

وَهُوَ صَدوُقٌ مُقِلٌّ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

139-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ القشيري2 -م4-.

بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. عَنْ أَبِيهِ سُوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ.

وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هِلالٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.

140-

عبد الله بن طاوس بن كيسان3 -ع- أبو محمد اليماني سمع أباه وعكرمة وعمرة بْنَ شُعَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ وَجَمَاعَةً.

وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ.

قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْعَرَبِيَّةَ وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا مَا رَأَيْنَا ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَهُ.

قُلْتُ: وَثَّقُوه.

وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ خِلِّكَانَ4 فِي تَرْجَمَةِ طَاوُسٍ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ ابْنَ طَاوُسٍ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَصَدَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ بِكَلامٍ.

قُلْتُ: هَذَا لا يَسْتَقِيمُ لِأَنَّ ابْنَ طَاوُسٍ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامِ الْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

1 التاريخ الكبير "5/ 108"، وتقريب التهذيب "1/ 398"، والمشاهير "190".

2 تهذيب التهذيب "5/ 247"، والمعرفة والتاريخ "2/ 471".

3 التاريخ الكبير "5/ 123"، وتهذيب التهذيب "5/ 267".

4 يعني في وفيات الأعيان "2/ 511".

ص: 310

141-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة1 -م ن-.

أبو يحيى الأنصاري أَخُو إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعُقوبَ وَعَمْرٍو. روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَغَيْرُهُمَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. ثِقَةٌ.

142-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ2 أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ

قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

روى عن أَنَسٍ وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد بن يسار وعدة.

وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون.

وحكم بالمدينة وكان عبدا صالحا ثقة يسرد الصوم.

توفي سنة نيف وثلاثين وَمِائَةٍ.

143-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يحنس3. حجازي ثقة مقل.

روى عن دِينَارٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي سفيان.

وعنه ابن جريح وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَغَيْرُهُمْ.

144-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو نَصْرٍ الضبي -ت ق- الكوفي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسَاوِرَ الْحِمْيَرِيِّ.

وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

145-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن البصري4 المعروف بالرومي

1 تهذيب التهذيب "5/ 269"، والتقريب "1/ 403".

2 التاريخ الكبير "5/ 130"، وتهذيب التهذيب "5/ 297".

3 تهذيب التهذيب "5/ 297"، والتقريب "1/ 405".

4 التاريخ الكبير "5/ 133"، وتهذيب التهذيب "5/ 299".

ص: 311

روى عن أبي هريرة وابن عمر.

وعنه ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ الرُّومِيِّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

146-

عَبْدُ اللَّهِ بن عطاء الطائفي1 -م4- ثم المكي مَوْلَى قُرَيْشٍ.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - وَلَمْ يُدْرِكْهُ - وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وعكرمة بن خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو مَعِينٍ الضَّرِيرُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

147-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي لبيد2 أبو المغيرة المدني مَوْلَى الأَخْنَسِ بْن شُرَيْقٍ كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ زَمَانِهِ.

سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَغَيْرَهُمَا.

وعنه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ.

مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

148-

عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ بْنُ مُحَمَّدِ3 بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ. وَبِدَوْلَتِهِ تَفَرَّقَتِ الْجَمَاعَةُ وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ مَا بَيْنَ تَاهِرْتَ إِلَى بِلادِ السُّودَانِ وَجَمَعَ مَمْلَكَةَ الأَنْدَلُسِ وَخَرَجَ بِهَذِهِ الْبِلادِ مِنْ تغلب عليها واستمر ذلك.

1 تهذيب التهذيب "5/ 322"، وميزان الاعتدال "2/ 461".

2 التاريخ الكبير "5/ 182"، تهذيب التهذيب "4/ 372".

3 البداية والنهاية "10/ 61"، وتاريخ الطبري "3/ 88"، والذهب المسبوك "36" للمقريزي وغيرهم.

ص: 312

وَكَانَ شَابًّا طَوِيلا أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ وَاللِّحْيَةِ. وُلِدَ بِالْحُمَيَّمَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْقَاءِ وَنَشَأ بِهَا وَبُويِعَ بِالْكُوفَةِ، وَأُمُّهُ رَايِطَةُ الْحَارِثِيَّةُ.

حَدَّثَ عَنْ إبراهيم بن محمد الإمام وَهُوَ أَخُوهُ.

روى عنه عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ.

وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ الْمَنْصُورِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.

رَوَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وقتيبة عَنْ جَرِيرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ - وَهُوَ ضَعِيفٌ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَخْرُجْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُقَالُ لَهُ السَّفَّاحُ فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا"، وَرَوَاهُ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ1.

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ السَّفَّاحُ أبيض طولًا أَقْنَى2 ذَا شَعْرَةٍ جَعْدَةٍ حَسَنَ اللِّحْيَةِ مَاتَ بِالْجُدَرِي3.

قال عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلُ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحُمَيِّمَةِ.

وَقَالَ الصُّولِيُّ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ السَّفَّاحِ وَهُوَ أَحْشَدُ مَا يَكُونُ بِبَنِي هَاشِمٍ وَالشِّيعَةِ وَوُجُوهِ النَّاسِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ وَمَعَهُ مُصْحَفٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنَا حَقَّنَا الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَأَشْفَقَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَعْجَلَ السَّفَّاحُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فِي شَيْخِ بَنِي هَاشِمٍ أَوْ يَعْيَا بِجَوَابِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا وَعَارًا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ غَيْرَ مُنْزَعِجٍ فَقَالَ: إِنَّ جَدَّكَ عَلِيًّا كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَعْدَلَ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ فَأَعْطِي جَدَّيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وكانا خَيْرًا مِنْكَ شَيْئًا وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَهُ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَقَدْ أَنْصَفْتُكَ وَإِنْ كُنْتُ زِدْتُكَ فَمَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قَالَ: فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا وَانْصَرَفَ وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ جَوَابِهِ له.

1 ضعيف: أخرجه أحمد في المسند بنحوه "3/ 80".

2 يعني دقيق.

3 الجدري: حمى معدية تتميز بطفح حليمي على الجلد يتقيح، ويعقبه قشر.

ص: 313

قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ السَّفَّاحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.

وَأَمَّا خَلِيفَةُ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.

وَقَالَ الْخَطْبِيُّ: مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ.

149-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ1.

عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّه وَعَنْ أُمِّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةِ.

وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَشُعَيْبُ بْنُ عُمَارَةَ.

وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ.

قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.

150-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ2 بْنِ قَيْسِ بن أحزم التجيبي المصري.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أيوب والمصريون.

وثقه ابن حِبَّانَ.

مَاتَ فِي سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

151-

عبد الله بن أبي نجيح يسار3 -ع-.

مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ أَبُو يَسَارٍ الْمَكِّيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ.

روى عن مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وعبد الوارث وآخرون.

1 المعروفة والتاريخ "3/ 237"، والجرح والتعديل "4/ 74".

3 تقريب التهذيب "1/ 430".

3 التاريخ الكبير "5/ 233"، وتهذيب التهذيب "6/ 54".

ص: 314

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.

وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُفْتِي أَهْلِ مكة بعد عمرة بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ جَمِيلا فَصِيحًا حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ.

وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مُعْتَزِلِيًّا1.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ.

وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا الزِّنْجِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ.

وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَوْجِلٍ عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأَيِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْقَدَرَ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ.

152-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ2، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.

وعنه عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.

ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ".

وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مَتْنُهُ "ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ"3.

153-

عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ4 بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَحْيَى.

الْكَاتِبُ الشَّهِيرُ أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْكِتَابَةِ والبلاغة. وأستاذه في الصنعة

1والمعتزلة: هي أول المدارس الكلامية الكبري، تؤمن بالعقل، وتحاول التوفيق بينه وبين النقل وتلجأ إلى التأويل ما وسعها، وفي هذا ما باعد بينها وبين السلف الصالح وأهل السنة.

2 التاريخ الكبير "5/ 233"، وتهذيب التهذيب "6/ 85"، وذكره ابن حبان في الثقات "7/ 23".

3 حديث حسن: أخرجه النسائي في سننه الصغري "2561"، وابن حبان "1/ 156"موارد"، وأحمد في مسنده "2/ 134".

4 ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 240"، وله ترجمة في وفيات الأعيان "3/ 228".

ص: 315

سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ ثُمَّ سَكَنَ الرَّقَّةِ وَكَتَبَ الإِنَشاءَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَلَهُ عَقِبٌ.

حَكَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَغَيْرُهُ وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَوَّلِ مُؤَدِّبًا فَتَنَقَّلَ فِي الْبُلْدَانِ وَعَنْهُ أَخَذَ الْمُتَرَسِّلُونَ وَمِنْهُ يستمدون حتى قيل: فتحت الرسائل يعبد الْحَمِيدِ وَخُتِمَتْ بِابْنِ الْعَمِيدِ وَمَجْمُوعُ رَسَائِلِهِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ كُرَّاسٍ.

قُتِلَ مَعَ مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. فَقِيلَ إِنَّهُمْ حَمُّوا لَهْ طِسْتًا ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ.

وَمِنْ جُمْلَةِ تَلامِيذِهِ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ وزير المهدي.

ويقال: ولاؤه لنبي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُقَالُ: لِبَنِي عَامِرِ بْنِ كِنَانَةَ.

رُوِيَ عَنْ مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا رَدِيئًا فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُجَوَّدَ خَطُّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا1.

154-

عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ2 -خ م د ن- بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ.

روى عن أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.

وعنه شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.

155-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَخْزُومِيُّ3 -د ت ق-. مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ أَخُوهُ مِنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَطَاءٍ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ.

وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَآخَرُونَ.

قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الحديث.

وقال غيره: صدوق فيه شيء.

1 انظر المصدر السابق للمصنف في السير "6/ص 241".

2 التاريخ الكبير "6/ 47"، والتهذيب "6/ 114".

3 التاريخ الكبير "5/ 275"، وتهذيب التهذيب "6/ 159".

ص: 316

156-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْف1 -ع- الزهري المدني.

عَنْ أَبِيهِ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.

وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.

وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ.

157-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي صعصة2 -خ د ن ق- الأنصاري المازني المديني أَحَدُ الأُخْوَةِ.

سَمِعَ أَبَاهُ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.

وعنه يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ الْمَنْصُورِ.

158-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الْمَدَنِيُّ3. حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.

روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وعنه ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَفِي الْمُوَطَّأِ حَدِيثٌ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ ارْتَدَّ وَقَتَلُوهُ فَقَالَ: هَلا حَبَسْتُمُوهُ - الْحَدِيثَ.

159-

عَبْدُ الْعَزِيزِ بن حكيم4 الحضرمي الكوفي.

1 التاريخ الكبير "5/ 273"، وتهذيب التهذيب "6/ 164"

2 التاريخ الكبير "5/ 303"، وتهذيب التهذيب "6/ 209".

3 التاريخ الكبير "5/ 346"، الجرح والتعديل "5/ 281".

4 التاريخ الكبير "6/ 11"، والجرح والتعديل "5/ 379".

ص: 317

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ عُمَرَ.

وعنه أَبُو عَوَانَةَ وَشَرِيكٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.

قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

160-

عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ1 -م ت- الحضرمي المصري أبو الحارث الزاهد. أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.

عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.

وعنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ ثِقَةً.

تُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

161-

عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ سُهَيْلِ2 بْنِ عبد الرحمن بن عوف -خ م د ن- الزهري المدني.

عَنْ عَمِّهِ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وَجَمَاعَةٍ.

وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَجَمَاعَةٌ آخرهم الدَّرَاوَرْدِيُّ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

162-

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ3 -ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ.

عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ.

وعنه سُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ.

وَثَّقَهُ يَحْيَى القطان.

1 التاريخ الكبير "6/ 89"، وتهذيب التهذيب "6/ 371".

2 التاريخ الكبير "6/ 110"، وتهذيب التهذيب "6/ 380".

3 التاريخ الكبير "5/ 408"، وتهذيب التهذيب "6/ 386".

ص: 318

163-

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَاشِدٍ الْحِمْصِيُّ1.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ وَعَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ.

وعنه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.

164-

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ سويد2 -ع- بن حارثة اللخمي الكوفي.

أَحَدُ الأَعْلامِ أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو.

رَأَى عَلِيًّا رضي الله عنه، وَروى عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَجُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.

وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْرَائِيلُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَسُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَخَلْقٌ.

وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ.

قَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِحَافِظٍ.

وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ لِغَلَطِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُخْتَلِطٌ.

وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ.

وَكَانَ مُعَمَّرًا مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَأَمَّا سِنُّهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَاشَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ وَقِيلَ: مِائَةً وَبِضْعَ سِنِينَ.

قَالَ أَبُو بَكْر بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَذِهِ السَّنَةُ لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ.

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه وَاقِفًا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ وَافِي الْمَشِيبِ وَهُوَ يَقُولُ:

أَرَى حَرْبًا مُضَلِّلَةً وَسِلْمًا

وعهدًا ليس بالعهد الوثيق

1 التاريخ الكبير "5/ 112".

2 تقريب التهذيب "1/ 482"، والجرح والتعديل "5/ 360".

ص: 319

165-

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ1 بْنِ الأَمِيرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ.

كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ ثُمَّ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَهَذَا اتِّفَاقٌ نَادِرٌ.

قَالَ اللَّيْثُ: وَلاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ جُنْدَ مِصْرَ وَخَرَاجِهَا فَعَدَلَ فِينَا وَسَارَ سَيْرَةً جَمِيلَةً.

وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدِمَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مِصْرَ فَأَكْرَمَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى الْعِرَاقِ فَوَلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ فَارِسَ وَكَانَ فَصِيحًا مِنْ أَخْطَبِ النَّاسِ.

166-

عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شِرَاعَةَ2، أَبُو بِلالٍ الأَزْدِيُّ الْحَلابُ.

روى عن ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

وعنه مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

167-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر بن أنس بن مالك3 -ع- أبو معاذ الأنصاري البصري.

رَوَى عَنْ جَدِّهِ.

وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.

168-

عبيد الله بن أبي جعفر4 -ع- الليثي المصري الفقيه أبو بكر.

مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ مِنْ سَبْيِ طَرَابُلْسَ الْغَرْبِ أَعْنِي أَبَاهُ وَاسْمُهُ يَسَارٌ.

رَأَى عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ وَسَمِعَ الأَعْرَجَ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَطَاءً وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالشَّعْبِيَّ وَنَافِعًا وَمُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بن الزبير وبكير بن الأشج وجماعة.

1 سير أعلام النبلاء "6/ 241".

2 التاريخ الكبير "6/ 116"، والجرح والتعديل "6/ 65".

3 التاريخ الكبير "5/ 375"، وتهذيب التهذيب "6/ 5".

4 التاريخ الكبير "5/ 376"، وتهذيب التهذيب "6/ 5".

ص: 320

روى عنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ بَابَةُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ.

وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَكَسَرَ بِنَا مَرْكَبُنَا فَأَلْقَانَا الْمَوْجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَكُنَّا خَمْسَةً، فَأَنْبَتَ اللَّهُ لَنَا بِعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَنَمُصُّهَا فَتُشْبِعُنَا وَتَرْوِينَا فَإِذَا أَمْسَيْنَا أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا مَرْكَبٌ فَحَمَلْنَا.

وَمِمَّا رُوِيَ مِنْ كَلامِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَجَادَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيُمْسِكْ وإن كان ساكنًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ.

وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَقُولُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي عَالِمًا زَاهِدًا إِلا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ.

وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا عَابِدًا وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

169-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ1.

مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ الأَمِيرُ، كَانَ كَاتِبَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ رَقَّاهُ وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَعَظَّمَ شَأْنَهُ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ مُدَّةً.

قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.

170-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الضَّمْرِيُّ2 -4- مَوْلاهُمُ الإِفْرَيِقِيُّ وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَرَحَلَ فِي الْعِلْمِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.

رَوَى عَنْ أَبِي الهيثم صاحب أبي سَعِيد الخدري وعن أبي هارون العَبْديّ وخالد بْن أَبِي عَمْران والربيع بْن أنس.

وَلَهُ نُسْخَةً مَشْهُورَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَلْهَانِيِّ وَقَدْ أرسل عن أبي أمامة الباهلي وغيره.

1 راجع: الولاة والقضاة "73".

2 التاريخ الكبير "5/ 382"، وتهذيب التهذيب "7/ 12".

ص: 321

روى عنه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَجَمَاعَةٌ.

وَهُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لين الحديث.

171-

عبيد الله بن طلحة1 -د ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الخزاعي.

عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ.

وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَحِبَّانُ بْنُ يَسَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الأَعْوَرُ.

وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

172-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ2 -ق-.

عَنْ مَكْحُولٍ وَبِلالِ بْنِ سَعُدٍ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.

وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ الله والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عَيَّاشٍ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

173-

عبيد الله بن المغيرة3 -ق- بن معيقيب أبو المغيرة السبأي المصري.

روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخَيَّارِ وَأَبِي الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي سَعِيدٍ.

وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ. قَال أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.

قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "5/ 385"، وتهذيب التهذيب "7/ 19".

2 تهذيب التهذيب "7/ 35"، والتقريب "1/ 498".

3 التاريخ الكبير "5/ 399"، وتهذيب التهذيب "7/ 49".

ص: 322

174-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سلَمَانَ الأَغَرُّ1 -خ ت ق- مَوْلَى بَنِي جُهَيْنَةَ.

عَنْ وَالِدِه أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ.

وعنه مَالِكٌ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

175-

عُبَيْدُ بْنُ سَلْمان الأَعْرَجُ2.

مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ هِلالٍ.

سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.

وعنه ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي حَدِيثِهِ إِنْكَارًا يُحَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ.

176-

عُبَيْدُ بْنُ سُوَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ3. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، رَجُلٌ صَالِحٌ مُفَسِّرٌ قَلَّمَا رَوَى.

أَخَذَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمْ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ ومائة.

177-

عبيد بن مهران الكوفي4 -م ن- المكتب.

عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ.

وعنه فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.

وُثِّقَ.

178-

عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ5 -ع- بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أخو يحيى وسعد.

1 التاريخ الكبير "5/ 384"، وتهذيب التهذيب "7/ 18".

2 الجرح والتعديل "5/ 407".

3 تهذيب التهذيب "7/ 67".

4 التاريخ الكبير "6/ 4"، وتهذيب التهذيب "7/ 74".

5 التاريخ الكبير "6/ 76"، وتهذيب التهذيب "6/ 126"، والمشاهير "133"، والجرح والتعديل "6/ 41".

ص: 323

روى عن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرَةَ.

وعنه عَطَاءٌ شَيْخُهُ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ وَقَّادًا حَيَّ الْفُؤَادِ.

قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ.

179-

عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ1، الشَّامِيُّ.

عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه ابْنُهُ الْحَارِثُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجَبَلَةُ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ تُعْرَفُ بِدَارِ الْكَاسِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْصِلِ وَالْجَزِيرَةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.

قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ جَلِيسٌ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ لَهُ: كَانَ عِنْدَنَا صَاحِبُ شُرْطَةَ يُقَالُ لَهُ عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي يَعُقُّنِي وَيَظْلِمُنِي فَأَرْسَلَ مَعَهَا يَطْلُبُهُ فَقَالَتِ الشُّرْطَ لَهَا: إِنْ أَخَذَ ابْنَكِ ضَرَبَهُ أَوْ قَتَلَهُ، قَالَتْ: كَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَمَرَّتْ بِكَنِيسَةٍ عَلَى بابها شامس فَقَالَتْ: خُذُوا هَذَا ابْنِي فَقَالُوا: أَجِبِ الأَمِيرَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالُوا لَهُ: تَضْرِبُ أُمَّكَ وَتَعُقَّهَا! قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي، قَالَ: وَتَجْحَدُهَا أَيْضًا! فَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنْ أَرْسَلْتَهُ مَعِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ: هَاتُوهُ، فَأَرْكَبَهَا عَلَى عُنُقِهِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أُمُّهُ. فَمَرَّ بِهِ صَدِيقٌ لَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فَلْيَمْضِ إِلَى عَبْدَةَ يُجْعَلْ لَهُ أُمًّا.

180-

عُتْبَةُ بن حميد الضبي البصري2 -د ت ق- أبو معاذ.

عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ.

وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

1 التاريخ الكبير "6/ 114"، والجرح والتعديل "6/ 69".

2 التاريخ الكبير "6/ 526"، وتهذيب التهذيب "7/ 96".

ص: 324

وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

181-

عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التَّيْمِيُّ1 -خ م د ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ.

روى عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.

وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ.

182-

عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عباد2 -م ن4- بْنِ حَنِيفٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْكُوفِيُّ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَطَائِفَةٌ.

وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا زَاهِدًا عَابِدًا.

183-

عُثْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ3، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.

روى عن عِكْرِمَةَ وَالضَّحَاكِ وَعُمَرَ بن عبد العزيز وعمير بن هانيء.

وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هُوَ مَجْهُولٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ.

وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ قَدَرِيًّا.

قُلْتُ: أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ خَبَرًا مُنْكَرًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ.

184-

عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ4، الدِّمَشْقِيُّ الأَمِيرُ.

وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ.

1 التاريخ الكبير"6/ 524"، وتهذيب التهذيب "7/ 102".

2 التاريخ الكبير "6/ 216"، وتهذيب التهذيب "7/ 111".

3 تاريخ أبي زرعة "1/ 66".

4 المعرفة والتاريخ "3/ 379".

ص: 325

وَروى عن كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ.

وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الفسوي.

وكان قد ولي إمرة لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ الطَّاعَةَ وَخَرَجَ فَقَتَلَهُ بَنُو الْعَبَّاسِ.

185-

عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ بن الزبير1 -خ م د ن ق- بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ وَكَانَ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ شَيْئًا يَسِيرًا.

وَروى عنه أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَائِحًا يَصِيحُ مِنَ السَّمَاءِ لَقَالَ أَمِيرُكُمْ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ.

وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: الشُّكْرُ وَإِنْ قَلَّ جَزَاءُ كُلِّ نَائِلٍ وَإِنْ جَلَّ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عُثْمَانُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا لَمْ يُعَقِّبْ.

وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي وَأَنا أُغَلِّفُ لِحْيَتِي بِالْغَالِيَةِ: إِنِّي أَرَاهَا سَتَقْطُرُ دَمًا وَمَا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ.

وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَسْلِتُ نَاسٌ الْغَالِيَةَ مِنْ عَلَى الْحَصَى مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ لِحْيَتِهِ.

وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحَسَنَ مِنْهُ.

قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عُثْمَانُ أَصْغَرَ مِنْ هِشَامٍ وَمَاتَ قَبْلَ هِشَامٍ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

186-

عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ الْفَقِيهُ2 -4- أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ بَيَّاعُ الْبُتُوتِ.

اسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ، وَيُقَالُ أَسْلَمُ، وَيُقَالُ: سُلَيْمَانُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الكوفة.

1 التاريخ الكبير "6/ 244"، تهذيب التهذيب "7/ 138".

2 التاريخ الكبير "6/ 215"، وتهذيب التهذيب "7/ 153".

ص: 326

روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلُمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.

وعنه شُعْبَةُ والثوري هشيم وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.

وَرَوَى عَبَّاسُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.

قُلْتُ: وَمِمَّنْ روى عنه أبو شعاب عَبْدُ رَبِّهِ الْخَيَّاطُ وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.

187-

عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ1 -خ م د ت-.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ.

وعنه شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.

وَهُوَ ثِقَةٌ يُعْرَفُ بِأَبِي فَرْوَةَ الأكبر.

188-

عروة بن رويم2 -د ن ق- أبو القاسم اللخمي الأزدي.

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ.

روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَرَاسِيلُ.

وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا ثَعْلَبَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ.

1 التاريخ الكبير "7/ 34"، وتهذيب التهذيب "7/ 178".

2 التاريخ الكبير "7/ 33"، وتهذيب التهذيب "7/ 179".

ص: 327

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ آخَرُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

189-

عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قشير1 -د ق- أبو سهل الجعفي الكوفي.

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.

وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وعمر بْنُ شِمْرٍ وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السنن.

190-

عطاء بن السائب2 -4خ متابعة - بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ.

روى عن أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وطائفة سواهم.

وعنه سفيان وشعبة وحماد وبن سلمة - هؤلاء حَدِيثُهُمْ عَنْهُ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ - وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَزَائِدَةُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلْقَطَّانِ وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ سِوَاهُمْ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا كَانَ صَحِيحًا وَكَان يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ جَيِّدَةٌ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ وَضِرَارَ بْنَ مُرَّةَ رَأَيْتُ أَثَرَ الْبُكَاءَ عَلَى خُدُودِهِمَا.

1 التاريخ الكبير "7/ 34"، وتهذيب التهذيب "7/ 186".

2 التاريخ الكبير "6/ 465"، وتهذيب التهذيب "7/ 203".

ص: 328

وقال أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنَ الْمَهَرَةِ بِهِ وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا رضي الله عنه.

قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْهُ قَالَ: مَسَحَ عَلَى رأسي ودعا لي بالبركة.

قال ابن المديني: قُلْتُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: مَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا حَدِيثَيْنِ كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُمَا بِأَخَرَةٍ عَنْ زَاذَانَ.

قَالَ الْقَطَّانُ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ فِي عَطَاءٍ شَيْئًا قَطُّ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ وَقَدْ شَهِدَ الْجَمَاجِمَ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.

وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ سَأَلَنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْبَقَايَا1، قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَكْبَرَ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.

وَرَوَى ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ فَرَأَيْتُ رَجُلا فِي السِّلاحِ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ إِلا عَيْنُهُ فَجَاءَ سَهْمٌ فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَقَتَلَهُ وَرَأَيْتُ رَجُلا حَاسِرًا فِي وسطه منطقة فرمى فأصاب سَهْمٌ فِي مَنْطِقَتِهِ ثُمَّ نَبَا عَنْهَا.

وَفِي الْجَعْدِيَّاتِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: "كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا"2.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَسْوَدِ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ عطاء سنة ست وثلاثين ومائة.

1 تقدم في سير أعلام النبلاء "6/ 336".

2 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "3772"، والترمذي "1805"، وابن ماجه "3275".

ص: 329

191-

عطاء بن عجلان الحنفي1 -ت- أبو محمد البصري العطار.

روى عن أَنَسٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ وَآخَرُونَ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ الْفَلاسُ: كذاب.

وقال النسائي وغيره: متروك.

وقال الدارقطني مَرَّةً: ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَمَرَّةً قَالَ: مَتْرُوكٌ.

192-

عطاء بن قرة السلولي الدمشقي2 -ت ق- أبو قرة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالزُّهْرِيِّ.

وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ عَبْدًا صَالِحًا قِيلَ لَهُ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقَ فَقَالَ: هَاه فَمَاتَ.

وَرُوِيَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فُؤَادِهِ وَقَالَ: وَافُؤَادَاهُ وَافُؤَادَاهُ حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

193-

عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ3، -ع- أَحَدُ الْكِبَارِ، نَزَلَ دِمَشْقَ وَالْقُدْسَ، وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ مُرْسَلٌ.

وَروى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَعِدَّةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَخَلْقٌ، حَتَّى إن شيخه عطاء روى عنه.

1 التاريخ الكبير "6/ 476"، وتهذيب التهذيب "7/ 208"، وميزان الاعتدال "3/ 75"، والتاريخ لابن معين "1968".

2 تهذيب التهذيب "7/ 210"، والثقات "7/ 252".

3 تهذيب التهذيب "7/ 212"، والمعرفة والتاريخ "2/ 325".

ص: 330

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً إِلا نَوْمَةَ السَّحَرِ وَكَانَ يَعِظُنَا وَيَحُضُّنَا عَلَى التَّهَجُّدِ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا جَلَسَ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ.

وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشْرُ الْعِلْمِ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حدثني أن عطاء الخرساني حَدَّثَهُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ: لا أجدها - الحديث. هكذا رواه كاتب الليث وَغَلَطَ وَالصَّوَابُ مَا رَوَى سُلَيْمَان بْن حَرْب ثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: كَذِبَ مَا حَدَّثْتُهُ إِنَّمَا بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "تَصَدَّقَ تَصَدَّقَ"1.

وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ" فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ هُوَ عَطَاءٌ هَذَا، وَأَنَا أَرَاهُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ2.

وُلِدَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ.

وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِأَرِيحَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

194-

عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْبَصْرِيُّ3 -سِوَى ت-.

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَمَّادُ بْنُ سلمة وغيرهم.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1935"، ومسلم "1112"، وأبو داود "2394".

2 راجع فتح الباري "8/ 821/ حديث "4920".

3 التاريخ الكبير "6/ 469"، وتهذيب التهذيب "7/ 215".

ص: 331

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: هُوَ وَابْنُهُ قَدَرِيَّانِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ.

195-

عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الزَّاهِدُ1 عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. يُحْكَى عَنْهُ أَمْرٌ يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ فِي الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ. أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ.

قَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمِ وَاحِدٍ فَقَالَ مُتَنَفِّسًا: هَاه ثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا2.

قَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ عَطَاءٍ السَّلُولِيِّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أَشْعَلَتْ ثُمَّ قِيلَ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا تُرَى كَانَ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا؟ فَقَالَ: لَوْ قِيلَ ذَلِكَ لَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرَحًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا.

وقال سليمان الشاذ كوني: ثنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ قَالَ: انْتَبَهَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِعَطَاءٍ لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ، وَعَلَيْهِ مَدْرَعَةٌ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسِ فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَكَانَ لا يَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ3. وَعَنْ مُرَجَّى بْنِ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ وَرَعْدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجْلِي يُصِيبُكُمْ لَوْ مُتُّ اسْتَرَاحَ النَّاسُ.

وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةَ سَوِيقٍ4.

وَقِيلَ: كَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَارْحَمْ مَصْرَعِي عِنْدَ الْمَوْتِ وَارْحَمْ وَحْدَتِي فِي قَبْرِي وَارْحَمْ قيامي بين يديك.

1 التاريخ الكبير "6/ 475"، وميزان الاعتدال "3/ 78".

2 كذا أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 318".

3 وفي السير "6/ 317""قال: فكان لا يسأل الجنة بل يسأل العفو".

4 انظر المصدر السابق.

ص: 332

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: تَرَكْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ بِالْبَصْرَةِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الثَّغْرِ فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لا يَقُومُ مِنَ الْخَوْفِ وَلا يَخْرُجُ، أَضْنَاهُ الْخَوْفُ فَكَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّي قَائِمًا وَكَانَ يُوَضَّأُ عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيُّ شَيْءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَدَدَ شَعْرِهِ.

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءُ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَإِذَا ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْجَنَّةَ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ، وَعَنْ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ قَالَ: الْتَمِسُوا لِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ فِي الرخص لعل الله يُرَوِّحَ عَنِّي بَعْضَ غَمِّي.

وَقِيلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا.

وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ حَلِيمٍ: ثنا أَبُو يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ يَمْشِيَانِ، وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِشَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ صَلَّى حَتَّى دَبَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَطَاءٍ: حَتَّى مَتَى نَسْهُو وَنلْعَبُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فِي طَلَبِنَا لا يَكُفُّ! فَصَاحَ عَطَاءٌ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَانْشَجَّ مَوْضِحَهُ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَفَاقَ فَحُمِلَ.

وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ: شَهِدْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ فَغُشِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعُ مَرَّاتٍ.

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا أَبُو يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: مَاتَ حَبِيبٌ مَاتَ مَالِكٌ مَاتَ فُلانٌ لَيْتَنِي مِتُّ فَكَانَ أَهْوَنَ لِعَذَابِي.

وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَمَسُّ جَسَدَهُ بِاللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُسِحَ.

196-

عُقَيْلُ بْنُ مُدْرِكٍ2، أَبُو الأَزْهَرِ. شَامِيٌّ صَدُوقٌ.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةَ وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.

وعنه صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.

197-

الْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ3 -م4- أبو وهب الحضرمي الشامي الفقيه.

1 فانشج موضحه: هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه.

2 التاريخ الكبير "7/ 53"، والمعرفة والتاريخ "2/ 350".

3 التاريخ الكبير "6/ 513"، وتهذيب التهذيب "8/ 177".

ص: 333

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُفْتِيًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَخَلَطَ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَوْثَقَ مِنْهُ.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ تَغَيَّرَ عَقْلُهُ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ يَرَى الْقَدَرَ.

وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثِقَةٌ.

قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.

198-

الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ1 -م ت-

عَنْ أَبِي وَائِلٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

199-

الْعَلاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ2. الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ.

عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.

وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.

روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَالسُّفْيَانَانِ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

200-

الْعَلاءُ بن عبد الجبار3 اليحصبي الحمصي.

1 التاريخ الكبير "6/ 516"، وميزان الاعتدال "3/ 98".

2 التاريخ الكبير "6/ 512"، وميزان الاعتدال "3/ 102".

3 التاريخ الكبير "6/ 512"، وتهذيب التهذيب "8/ 188" وفيه "عتبة" بدلا من "عبد الجبار".

ص: 334

عن خالد بن معدان وعمير بن هانيء.

وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

201-

الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يعقوب1 -م4- أبو شبل المدني. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ، وَلاؤُهُ لِلْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ.

روى عن أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ وَمَعْبِد بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.

روى عنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ.

ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ جدي يعقوب مكاتبًا لمالك بن أوس ابن الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيُّ وَكَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِي وَهُوَ مُكَاتَبٌ فَعُتِقَ أَبِي لِعِتَاقَةِ أُمِّهِ فَدَخَلَ بِهِ الْحُرَقِيُّ بَعْدَمَا عَتَقَ جَدِّي عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ اللَّحِقَ فِي الدِّيوَانِ، فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ فَقَالَ: مَوْلاي قَدْ أُعْتِقَ أَبُوهُ فَجُرَّ إِلَيَّ وَلاؤُهُ، قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى بِهِ لِلْحُرَقِيُّ، فَنَحْنُ مَوْلَى الْحُرَقَةَ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ النَّاسِ يَتَّقُونَ حَدِيثَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُهُ بِسُوءٍ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِحُجَّةٍ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.

تُوُفِّيَ الْعَلاءُ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "6/ 508"، وتهذيب التهذيب "8/ 186".

ص: 335

202-

علقمة بن أبي علقمة1 -ع- بلال المدني مَوْلَى عَائِشَةَ. كَانَ ثِقَةً يُعَلِّمُ الْعَرَبِيَّةَ.

روى عن أُمِّهِ مُرْجَانَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ.

وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَجَمَاعَةٌ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

تُوُفِّيَ قُبَيْلَ الأَرْبَعِينِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.

203-

عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ2 -4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَهُوَ كُوفِيُّ الأَصْلِ.

روى عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ.

وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ رَأْسٌ فِي التَّشَيُّعِ.

قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

204-

عَلِيُّ بْنُ الحكم البناني3 -خ4- أبو الحكم البصري.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.

وعنه الْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.

قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

205-

عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان4، -4م- مقرونًا هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ أَبُو الْحَسَنِ القرشي التيمي البصري الضرير.

1 التاريخ الكبير "7/ 42"، وتهذيب التهذيب "7/ 275".

2 التاريخ الكبير "6/ 262"، وتهذيب التهذيب "7/ 285".

3 التاريخ الكبير "6/ 270"، وتهذيب التهذيب "7/ 311".

4 التاريخ الكبير "6/ 275"، وتهذيب التهذيب "7/ 322".

ص: 336

أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ.

رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعُرْوَةَ وَجَمَاعَةٍ وَلَزِمَ الْحَسَنَ مُدَّةً.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَزَائِدَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَخَلْقٌ، وَوَلَدٌ أَعْمَى.

قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ قُلْنَا لابْنِ جُدْعَانَ: اجْلِسْ مَجْلِسَ الْحَسَنِ.

قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَصْبَحَ فُقَهَاءُ الْبَصْرَةِ عُمْيَانًا ثَلاثَةً: قَتَادَةُ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّمَا حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِالْحَدِيثِ أَسْمَعُهُ مِنْه فَأَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَتَدْرِي مَنْ حَدَّثَكَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَقُولُ: أَنَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.

وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بِتُّ مَعَ الْحَسَنِ فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأْتُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ فَقَالَ الْحَسَنُ: دَافَعْتَ الصُّبْحَ اللَّيْلَةَ.

وَقَالَ شُعْبَةُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ دَفَّاعًا.

وَقَالَ مُرَّةُ: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيثَ.

وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ شِيعِيًّا.

وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.

قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

ص: 337

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوقٌ.

206-

عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ1 -خ د ن ق- أبو الحسن.

روى عن عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَعَنْ أَبِيهِ يَحْيَى.

وعنه ابْنُهُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَروى عنه نُعَيْمٌ الْمُجَمِّرُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

207-

عمار الدهني2 -م4- أبو معاوية البجلي الكوفي.

وَدُهْنٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ دُهْنُ بْنُ عَذْرَةَ.

رَوَى عَمَّارٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.

وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.

وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

208-

عُمَارَةُ بْنُ جوين3 -ت ق- أبو هارون العبدي البصري.

روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري.

وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ.

ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ جَلْدٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَالثَّوْرِيِّ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ وَيُذْكَرُ عنه أشياء في الغلو في التشيع.

1 التاريخ الكبير "6/ 300"، وتهذيب التهذيب "7/ 394".

2 التاريخ الكبير "7/ 38"، وتهذيب التهذيب "7/ 406".

3 التاريخ الكبير "6/ 499"، وتهذيب التهذيب "7/ 412".

ص: 338

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

209-

عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ1 -خ4- وَاسْمُ أَبِيهِ ثَابِتٌ.

بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلْعَتَكِيِّينَ وَلَمْ يُدْرِكْ وَلَدُهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَخْذَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.

يَرْوِي عن أبي عثمان النهدي وأبي مجلذ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.

قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ سنة اثنين وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ يَزِيدَ بن هارون.

210-

عمارة بن غزية2 -م4- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ.

مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ.

روى عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالشَّعْبِيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرٌ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.

اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ.

وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَهُ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

211-

عُمَارَةُ بن القعقاع3 -ع- بن شبرمة الضبي الكوفي. كان أسن من

1 التاريخ الكبير "6/ 502"، وتهذيب التهذيب "7/ 415".

2 التاريخ الكبير "6/ 503"، وتهذيب التهذيب "7/ 422".

3 التاريخ الكبير "6/ 501"، وتهذيب التهذيب "7/ 423".

ص: 339

عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبْرُمَةَ وَكَانَ يَفْضُلُ عَلَيْهِ.

روى عن أَبِي زُرْعَةَ فَأَكْثَرَ وَعَنِ الأَخْنَسِ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيُّ.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

212-

عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ1.

عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السُّكُونِيِّ.

وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.

213-

أَمَّا عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ2، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْعَمٍ.

يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.

ضَعِيفٌ.

214-

عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ3، أَبُو عَمْرٍو الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ.

روى عن الْقَاسِمِ بْنِ قَزْمَانَ وَابْنٍ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ.

وَهُوَ مُقِلٌّ.

روى عنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.

قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

215-

عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ4 -4- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ.

عَنْ أَبِيهِ.

وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أبو حاتم: هو عندي صالح.

1 التاريخ الكبير "6/ 145"، وتهذيب التهذيب "7/ 430".

2 تهذيب التهذيب "7/ 438، 468"، والكامل في الضعفاء "5/ 64".

3 التاريخ الكبير "6/ 162"، تهذيب التهذيب "7/ 450".

4 تهذيب التهذيب "7/ 456"، وميزان الاعتدال "3/ 201".

ص: 340

قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.

وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ بَلِ اسْتَشْهَدَ بِهِ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

وَكَذَا قَالَ خَلِيفَةُ. وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.

216-

عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.

روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمَكْحُولٍ وَسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ.

وعنه بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَمَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.

217-

عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ الْقَاضِي1 -م ن- السلمي البصري أبو حفص.

عَنْ أَمِّ كُلْثُومٍ وَعَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه سَالِمُ بْنُ نُوحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَطِيعِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعِدَّةٌ.

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ مَاتَ فَجْأَةً.

218-

عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الله بن يعلى2 -ق- بن مرة الثقفي الكوفي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَجَدَّتِهِ حَكِيمَةَ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.

ضَعَّفَهُ أحمد، وقال الدارقطني: متروك.

1 التاريخ الكبير "6/ 181"، وتهذيب التهذيب "7/ 466".

2 التاريخ الكبير "6/ 170"، وتهذيب التهذيب "7/ 480"، وميزان الاعتدال "3/ 211".

ص: 341

219-

عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ1 -ت ق- قَهْرَمَانُ آلَ الزُّبَيْرِ، ابْنُ شُعَيْبٍ أَبُو يَحْيَى الأَعْوَرُ.

روى عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَيْفِيِّ بن صهيب.

وعنهه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.

ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فيه نظر.

220-

عمرو بن عامر2 -د ن ق- أو ابن عمرو أبو الزعراء الجشمي.

عَنْ عَمِّهِ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِكْرِمَةَ.

وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

221-

عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ3، أَبُو سُهَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْوَاقِفِيُّ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.

رَوَى عَنْ سَعِيد بْن المسيب وسعيد بْن عمير.

وعنه مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.

222-

عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ أَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ4 -د- كُوفِيٌّ مُقِلٌّ.

عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ وَعَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَأَبِي مجلز.

وعنه السُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَوْقَةَ.

قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ أيام قحطبة.

1 التاريخ الكبير "6/ 369"، وتهذيب التهذيب "8/ 30".

2 الجرح والتعديل "6/ 251"، وتقريب التهذيب "2/ 81".

3 التاريخ الكبير "6/ 352".

4 التاريخ الكبير "6/ 359"، وتهذيب التهذيب "8/ 84".

ص: 342

223-

عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب1 -ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْن جُبَيْر وأبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ.

وعنه مَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ.

224-

عَمْرُو بْنُ قيس2، -ع- بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ أَبُو ثَوْرٍ السَّكُونِيُّ الْكِنْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَلِجِدِّهِمْ مَازِنٍ صُحْبَةٌ.

وُلِدَ عَمْرٌو عَامَ قُتِلَ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَبِيهِ.

وَروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالنُّعْمَانِ بْنِ بشير واثلة بْنِ الأَسْقَعِ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَطَائِفَةٍ.

وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ الْحَمَوِيُّ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّكُونِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ وَجَمَاعَةٌ.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَدْرَكَ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ حِمْصَ.

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.

وَقِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ جَيْشَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى غَزْوِ الصَّائِفَةَ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين ومائة وحدث عن معاوية بحديثين.

1 التاريخ الكبير "6/ 359"، والجرح والتعديل "6/ 252".

2 التاريخ الكبير "6/ 362"، وتهذيب التهذيب "8/ 91".

ص: 343

وَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ مُغَلِّسٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَى وُلِدْتَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: هِيَ مَوْلِدِي، قَالَ بَعْضُ رُوَاةٍ هَذَا فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَزْعُ بِهَذِه الآيَةِ

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] نَزَلَتْ فِي يوم جمعة يوم عرفة1.

قال: قال أبو حاتم وأحمد العجلي وغيرهما: ثقة.

وقال الوليد: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَغْزَى الرُّومَ صَائِفَتَيْنِ عَلَى إِحْدَاهُمَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ فِي أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا نَظَرًا مِنْهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ أَصَابَهُ الأَزَلُّ2 عَلَى حِصَارِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لاوُنُ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ قِلَّتِهِمْ فَلَقِيَهُ سَائِحٌ مِنْ سُيَّاحِي الرُّومِ فَقَالَ: أَيْنَ يُرِيدُ الْمَلِكُ؟ قَالَ: هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ، قَالَ: تَرَكْتَ لِقَاءَهُمْ وَأُمَرَاؤُهُمْ عَلَى تِلْكَ السِّيرَةِ فَلَمَّا وَلِيَهُمْ هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ تَعْرِضُهُمْ! فقال: ذاك بِالشَّامِ وَهَؤُلاءِ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَال: عَمَلُ ذَاكَ مُقَدِّمَةٌ لِهَؤُلاءِ.

قَالَ سَعِيدُ: فَانْصَرَفَ لاوُنُ عَنْ لِقَائِهِمْ.

وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي مَرْيَمَ قَال: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ انْظُرِ الَّذِينَ نَصَبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ فِيمَنْ أَخَذَهَا.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ ثنا ثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ التَّنُوخِيُّ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ حَجِّنَا خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْ بَطْنِ مُرٍّ فَأَغْفَيْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: "تُرِيدُ الْعُمْرَةَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ لِي:"لا، الْعُمْرَةُ مِنَ الْجُحْفَةِ" ثَلاثًا، فَانْتَبَهْتُ فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابِي بِرُؤْيَايَ وَإِلَى جَانِبِنَا رَجُلٌ مَعَهُ حَشْمٌ فلما سمعني أقص رؤياي أرسل

1 صحيح: أخرجه البخاري "45"، ومسلم "3017".

2 أصابها الأزل: يعني الضيق والشدة.

ص: 344

إِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُرِيدُكَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: أَهَلْ هُوَ صَاحَبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي رَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْصُصْهَا عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَكَى حَتَّى نَشَجَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَحَسَا مِنْهُ ثُمَّ قَال: ارْدُدْ عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ فَتَنَفَّسَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبَهُ خَرَجَ ثُمَّ قَالَ: امْضِ لِمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي منامك فو الذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي"1.

قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ إِلَى دِمَشْقَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَيَكُونُ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي عُمْرِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ.

عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ فِي الطبقة الآتية.

225-

عمرو بن مهاجر2 -د ق- أبو عبيد الدمشقي. كَبِيرُ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَروى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وعنه أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَجَمَاعَةٌ.

وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيلَ يُدْرِكُ الرَّجُلَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ"3 عَنَى بِالسِّرِّ: الْجِمَاعَ.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَلَى سِتِّينَ جَنَازَةً مَاتُوا فِي الطَّاعُونِ فَجَعَلَ الرِّجَالُ مِمَّا يليه.

1 صحيح: أخرجه البخاري "6993"، ومسلم "2266"، والترمذي "2276"، وابن ماجه "3901".

2 تهذيب التهذيب "8/ 107"، والتقريب "2/ 85".

3 ضعيف: أخرجه أبو داود "3881"، وابن ماجه "2012"، وأحمد في المسند "6/ 453"، وابن سعد في الطبقات "7/ 167".

ص: 345

قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ دِيَنارٍ هُوَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةَ.

وَقَالَ ابْنُ عَائِذٍ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الرَّيَّانِ وَقَدْ لَبِسَ جُبَّةً: مَا دَعَاكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟ قَالَ: سُرُورًا بِخِلافَتِكَ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: مِنْ كِسْوَتِي أَوْ مِنْ كِسْوَةِ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ: انْزَعْ هَذَا السَّيْفَ وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُهُ لَكَ فَلا تَرْفَعْهُ. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخْبِرُكَ، يَا كَهْلُ، قَالَ عَمْرٌو: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي غَيْرِي، قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحَرَسَ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي الضَّعِيفِ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد الْعَزِيزِ قَالَ: إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لا رِيشَ لَهُ وَاللَّهِ لأَرُيِّشَنَّهُ.

وَقِيلَ: إِنَّهُ جَعَلَ لَهُ فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِينَارًا.

قَال خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

226-

عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ1 -ع-.

عَنْ أَبِيهِ وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ دِينَارٍ الْقَرَّاظِ.

وعنه مَالِكُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.

وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: صُوَيْلِحٌ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.

يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

227-

عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ2. هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ، سماه هكذا ابن أبي حاتم.

1 التاريخ الكبير "6/ 382"، وتهذيب التهذيب "8/ 118"، وميزان الاعتدال "3/ 293".

2 التاريخ الكبير "6/ 412"، وتهذيب التهذيب "8/ 135".

ص: 346

وَقِيلَ: أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ مَيْمُونٌ، يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ وَأَنَّ أَبَا حَمْزَةَ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي عَطَاءٍ الأَسَدِيَّ الْوَاسِطِيَّ.

روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَمَّرَ دَهْرًا.

روى عنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَصْرِيٌّ لَيِّنٌ.

228-

عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ الْقَطَّانُ1 -د-.

عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه ابْنُ أَخِيهِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ.

وَهُوَ ضَعِيفٌ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ لَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.

229-

عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو غُنَيْمٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ2.

عَنْ أَنَسٍ وَمَكْحُولٍ وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَعِدَّةٍ.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أحاديثه منكرة.

230-

عياش بن عباس3 -م4- أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ.

رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ وَعِدَّةٍ.

وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ معين وغيره.

مات سنة ثلاث وثلاثين.

1 تهذيب التهذيب "8/ 157"، والجرح والتعديل "6/ 399".

2 ميزان الاعتدال "3/ 300"، والجرح والتعديل "6/ 400".

3 التاريخ الكبير "7/ 48"، وتهذيب التهذيب "8/ 197".

ص: 347

231-

عيسى بن سليم العنسي1 -م ن- الرستني. وَالرَّسْتَنُ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ حِمْصَ.

يَرْوِي عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.

وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.

يُكَنّى أَبَا حَمْزَةَ وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.

323-

عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ الْمِصْرِيُّ.

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.

وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.

مَاتَ شَابًّا.

"حرف الْغَيْنِ":

233-

غَالِبُ بْنُ مِهْرَانَ العبدي2 -د ت ق- البصري التمار.

عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَمِيدِ بْنِ هِلالٍ.

وعنه قَتَادَةُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

234-

غُضَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ3 -ن-.

عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ وَنَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ وَأَخِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ.

وعنه سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ وَعَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الطَّائِفِيَّانِ.

235-

غَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ4 -م د ن ق-.

1 التاريخ الكبير "7/ 106"، وتهذيب التهذيب "8/ 211".

2 التاريخ الكبير "7/ 100"، وتهذيب التهذيب "8/ 243".

3 التاريخ الكبير "7/ 206"، وتهذيب التهذيب "8/ 250".

4 التاريخ الكبير "7/ 104"، وتهذيب التهذيب "8/ 252".

ص: 348

عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.

وَمَاتَ كَهْلا، لَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ حَدِيثًا.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

"حرف الْفَاءِ":

236-

فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ1 -ت ق- مِنْ سَبَخَةِ الْبَصْرَةِ. وَقِيلَ: مِنْ سَبَخَةِ الْكُوفَةِ. أَبُو يَعْقُوبَ النَّسَّاجُ أَحَدُ الْعُبَّادِ.

روى عن أَنَسٍ وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

وعنه هَمَّامٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.

وَقَالَ يَحْيَى: ثِقَةٌ.

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.

رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَنَظَرَ إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يَا فَرْقَدُ لَوْ شَهِدْتَ الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عز وجل.

وَعَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ.

قِيلَ: إِنَّ فَرْقَدًا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ.

"حرف الْقَافِ":

237-

الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَهِيكَ الأَسَدِيُّ2.

عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمد وطاوس.

1 تقدمت ترجمته قبل ذلك.

2 التاريخ الكبير "7/ 158"، وتهذيب التهذيب "8/ 336".

ص: 349

وعنه مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.

وَقَدْ وُثِّقَ.

238-

الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ1 -م ن ق-

عَنْ أَبِي رَافِعٍ الصائغ.

وعنه شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.

239-

قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الأَمِيرُ.

أَحَدُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمُقَدِّمُ الْجُيُوشِ، قِيلَ: اسْمُهُ زِيَادٌ وَإِنَّمَا قُحْطُبَةُ لَقَبٌ. وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيرَيْنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدٍ، أَصَابَتْهُ ضَرْبَةٌ فِي وَجْهِهِ لَيْلَةَ الْمُسَفَاةِ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يُدْرَ بِهِ. وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ شَأْنِهِ فِي الْحَوَادِثِ.

240-

قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ2 -ق-

عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.

وعنه ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَصَالِحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَآخَرُونَ.

صُوَيْلِحٌ.

241-

الْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى3.

روى عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.

وعنه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بن عبد الحميد.

وثقه ابن معين.

1 التاريخ الكبير "7/ 166"، وتهذيب التهذيب "8/ 339".

2 تهذيب التهذيب "8/ 363"، والتقريب "2/ 130".

3 التاريخ الكبير "7/ 188"، والجرح والتعديل "7/ 137".

ص: 350

"حرف الْكَافِ":

242-

كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ أَبُو قُرَّةَ الْبَصْرِيُّ1 -سِوَى ت-.

عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بن عباد عبد الْوَارِثِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.

قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لين.

وتردد ابن معين فيه.

243-

كثير النواء2 -ت- أبو إسماعيل الكوفي مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ.

روى عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَجُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ.

وَكَانَ مِنْ أَجْلادِ الشِّيعَةِ.

روى عنه الْمَسْعُودِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ وَغَيْرِهِمْ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

244-

كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ3، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.

روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَطَاوُسٍ.

روى عنه أَبُو طِيبَةَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَان الدَّارِمِيُّ - لَقِيَهُ بِجُرْجَانَ - وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْوَصَّافِيُّ وَمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ ومحمد بن فضل وَغَيْرُهُمْ.

رَوَى ابْنُ فَضْلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كُرْزًا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سنة حياء من الله تعالى.

1 التاريخ الكبير "7/ 215"، والجرح والتعديل "7/ 153".

2 التاريخ الكبير "7/ 215"، وتهذيب التهذيب "8/ 411".

3 التاريخ الكبير "7/ 238"، والجرح والتعديل "7/ 170".

ص: 351

قَالَ: وَكَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَرُبَّمَا ضَرَبُوهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.

قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ كُرْزٌ جُرْجَانَ غَازِيًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ ثُمَّ سَكَنَهَا وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِدًا فِي طَرَفِ مَحِلَّةِ سُلَيْمَانَ آبَاذَ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: صَحِبْنَا كُرْزَ بْنَ وَبَرَةَ وَكَانَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلا إِلا ابْتَنَى مَسْجِدًا وَقَامَ يُصَلِّي فِيهِ.

وَلابْنِ شَبْرُمَةَ:

لَوْ شِئْتُ كُنْتُ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ

أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الحَرَمِ

قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا

وَسَارَعَا فِي طِلابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ1

قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ عَلَى أَنْ لا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَهُ، فَسَأَلَ أَنْ يَقْوَى عَلَى خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

قَال الدَّوْرَقِيُّ: وَحَدَثَّنِي جَرِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ كُرْزٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ شُجَاعِ بْنِ صَبِيحٍ مَوْلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: صَحِبْتُ كُرْزًا إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ أَدْرَجَ ثِيَابَهُ فِي الرَّحْلِ ثُمَّ تَنَحَّى لِلصَّلاةِ فَإِذَا سَمِعَ رُغَاءَ الإِبِلِ أَقْبَلَ، فَاحْتَبَسَ يَوْمًا عَنِ الْوَقْتِ فَانْبَثَّ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِ فَأَصَبْتُهُ فِي وَهْدَةٍ يصلي في ساعة حارة وإذا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا رَآنِي أَقْبَلَ نَحْوِي فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُمَ مَا رَأَيْتَ، قُلْتُ: نَعَمْ.

وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَوْضَةَ مَوْلاةِ كُرْزٍ قَالَتْ: قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٍ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: يَا رَوْضَةُ إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ.

قُلْتُ: وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ الْمَذْكُورُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ.

قَالَ ابْنُ فَضْلٍ: حَزَّرُوا طَوَافَهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشْرَةَ فَرَاسِخَ.

1 راجع الشاهد في تاريخ جرجان "ص/ 337، 338" للسهمي.

ص: 352

245-

كليب بن وائل1 -خ د ت- بن هنان التيمي البكري المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ.

روى عن ابْنِ عُمَرَ وَزَيْنَبَ بنت أبي سلمة وهانيء بْنِ قَيْسٍ.

وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

"حرف اللامِ":

246-

لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ2 -4- تُوُفِّيَ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَسَيَأْتِي.

"حرف الْمِيمِ":

247-

الْمُحِبُّ بْنُ حَذْلَمٍ، أَبُو خَيْرَةَ الرُّعَيْنِيُّ. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الْعَابِدِينَ.

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ أَبُو خَيْرَةَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ.

وَرَوَى طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ الْمُحِبَّ أَبَا خَيْرَةَ قَامَ وَالْحَوْثَرَةُ أَمِيرُ مِصْرَ يَخْطُبُ وَيَبْكِي فَوْقَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: يَا مُحَمَّدَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ مَا فَعَلَتْ أُمَّتَكَ بَعْدَكَ، يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2] فَقَالَ: خُذُوا الْمُنَافِقَ! فَأَتَوْهُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقِيلَ لَهُ: مَجْنُونٌ، فَقَالَ: الْمُحِبُّ أَجَنُّ مِنِّي يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ! قَالَ: خَلُّوهُ فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ.

تَرَدَّى أَبُو خَيْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رحمه الله.

248-

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم3 -ع- أبو عبد الملك الأنصاري قَاضِي الْمَدِينَةِ. كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ الله بن أبي بكر.

1 التاريخ الكبير "7/ 229"، وميزان الاعتدال "3/ 414".

2 التاريخ الكبير "7/ 246"، وتهذيب التهذيب "8/ 465".

3 التاريخ الكبير "1/ 46"، وتهذيب التهذيب "9/ 80".

ص: 353

روى عن أَبِيهِ وَعَمْرَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَنِ.

وعنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَفَضْلُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.

وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

249-

مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ1 -ع- أَحَدُ الأَئِمَّةَ.

روى عن أَنَسٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَخَلْقٍ.

وعن ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.

تُوُفِّيَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

250-

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ الْقُرَشِيُّ2 -خ م د ن ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَكُرَيْبٍ.

وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.

251-

مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ3 الْكُوفِيُّ -ت-.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ كِبَارٌ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بحديثه بأس.

وقال ابن ما كولا: كُنْيَتُهُ أَبُو خَبِئَةَ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَبِمُوَحَّدَةٍ وَهَمْزَةٍ، قَالَ: وَروى عنه إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ فَكَنَّاهُ أَبَا خالد.

1 التاريخ الكبير "1/ 54"، وتهذيب التهذيب "9/ 92".

2 التاريخ الكبير "1/ 59"، وتهذيب التهذيب "9/ 110".

3 تهذيب التهذيب "9/ 145"، وميزان الاعتدال "3/ 536".

ص: 354

وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ: أَبُو خُبْئَةَ بِالضَّمِّ هُوَ سُؤْرُ الأَسَدِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ، كَذَا ضَمَّهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

252-

مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ1 -خ4- مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَالْهَانُ هُوَ أَخُو هَمْدَانَ ابْنَا مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ الْقَحْطَانِيِّ.

يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي وأبي عنبة الْخَوْلانِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ.

وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.

وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

253-

مُحَمَّدُ بْنُ زيد بن المهاجر2 -م4- بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ التيمي المدني.

رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَأَخَذَ الْعَطَاءَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَروى عن عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِمْ.

وعنه الزُّهْرِيُّ - وَمَاتَ قَبْلَهُ - وَمَالِكٌ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.

254-

مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ3 -ت-.

عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ إِسْحَاق.

وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصلت وغيرهم.

1 التاريخ الكبير "1/ 83"، وتهذيب التهذيب "9/ 170".

2 التاريخ الكبير "1/ 84"، وتهذيب التهذيب "9/ 173".

3 التاريخ الكبير "1/ 105"، وتهذيب التهذيب "9/ 176".

ص: 355

وَكَانَ فَرْضِيًّا وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكٌ.

255-

مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ1 -ت ق- بن بركة المكي.

عَنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.

وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنُ سليم إسماعيل بْنُ عُلَيَّةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ مُقِلٌّ.

256-

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ2، شَامِيٌّ.

عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي ظِبْيَةَ الْكَلاعِيِّ وَرَبِيعَةَ الْقَصِيرِ.

وعنه شَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ.

قال ابن معين: ليس بن بأس.

257-

محمد بن سيف3 -ت- أبو رجاء البصري الحداني.

عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.

وعنه شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

258-

مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ4. -م-.

عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.

وعنه هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَجَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ.

وَهُوَ ثِقَةٌ مقل.

1 التاريخ الكبير "1/ 100"، وتهذيب التهذيب "9/ 178".

2 التاريخ الكبير "1/ 89"، وتهذيب التهذيب "9/ 184".

3 التاريخ الكبير "1/ 104"، وتهذيب التهذيب "9/ 217".

4 التاريخ الكبير "1/ 112"، وتهذيب التهذيب "9/ 224".

ص: 356

259-

مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الْمَكِّيُّ الْعَابِدُ1 -ق-.

روى عن ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ.

وَعَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَالثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.

قَدْ ذُكِرَ مِنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ آنِفًا فِي تَرْجَمَةِ كُرْزٍ.

260-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ2 -خ ن ق- المازني أبو عبد الرحمن المدني. أَحَدُ الثِّقَاتِ.

عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يسار وعباد بن تميم وَغَيْرِهِمَا.

وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

261-

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ الأَسَدِيُّ، وَيُقَالُ الأَسْلَمِيُّ.

وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مُدَيْدَةً فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ عُزِلَ بِكُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ ثُمَّ وَلِيَ فِي دَوْلَةِ السَّفَّاحِ.

حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.

262-

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي عتيق3 -خ د ت ن- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصديق القرشي التيمي.

روى عن نَافِعٍ وَالزُّهْرِيُّ.

وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ ثِقَةً.

263-

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن نوفل4 -ع- بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الأسدي يَتِيمُ عُرْوَةَ، لِأَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ

1 التاريخ الكبير "1/ 119"، وتهذيب التهذيب "9/ 234".

2 التاريخ الكبير "1/ 140"، وتهذيب التهذيب "9/ 262".

3 التاريخ الكبير "1/ 130"، وتهذيب التهذيب "9/ 277".

4 التاريخ الكبير "1/ 145"، وتهذيب التهذيب "9/ 307".

ص: 357

وَكَانَ جَدُّهُ نَوْفَلٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَبِهَا تُوُفِّيَ.

نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ "الْمَغَازِي" لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ وَعِكْرِمَةَ الْهَاشِمِيِّ وَجَمَاعَةٍ.

وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وشعبة ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وَفَاةً أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ.

وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

264-

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ1 بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ الأَمِيرُ.

وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِأَخِيةِ الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ، وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ غَلَبَ عَلَى الأُرْدُنِ.

روى عن أَبِيهِ.

وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَغَيْرُهُمَا.

ظَفِرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ فَذَبَحَهُ صَبْرًا.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يُوَثِّقُهُ.

وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهَذَا غَلَطٌ.

وَذَكَر ابْنُ يُونُسَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ رَجُلٍ.

265-

مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ2 -4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ.

روى عن أَبِيهِ وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.

روى عنه بَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ وَابْنُ جريح وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ وَآخَرُونَ.

قَالَ ابن سعد: أدرك خلافة بني العباس.

1 ميزان الاعتدال "3/ 632"، والتاريخ لابن معين "5153".

2 التاريخ الكبير "1/ 177"، وتهذيب التهذيب "9/ 361".

ص: 358

وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: كَانَ النَّاسِ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ يُشْبِهُ جَدَّهُ عَلِيًّا رضي الله عنه.

266-

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ1 -خ م د ن-.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَمَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.

وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

267-

مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ2، أَخُو رِشْدِينَ.

روى عن أَبِيهِ.

وعنه إِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمَا.

ضَعَّفُوهُ.

268-

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ -ع- قَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.

269-

مُخَارقُ بن خليفة3 -م د ت ن- ويقال: ابن عبد لله بن جابر الأحمسي الكوفي.

عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.

وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.

270-

مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ الْكُوفِيُّ4 -م د ت ن-.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.

1 التاريخ الكبير "1/ 191"، وتهذيب التهذيب "9/ 371".

2 التاريخ الكبير "1/ 217"، وتهذيب التهذيب "9/ 420".

3 التاريخ الكبير "7/ 431"، وتهذيب التهذيب "10/ 67".

4 التاريخ الكبير "7/ 385"، وتهذيب التهذيب "10/ 68"، وميزان الاعتدال "4/ 80".

ص: 359

وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.

وَكَانَ خَيِّرًا رَقِيقَ الْقَلْبِ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.

271-

مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ1 ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَلِيفَةُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَمَرْوَانَ الْجَعْدِيِّ، وَتِلْكَ نِسْبَةٌ إِلَى مُؤَدِّبِهِ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَيُقَالُ: فُلانٌ أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٌ فِي الْحُرُوبِ، وَلِهَذَا قِيلَ لَهُ مَرْوَانُ الْحِمَارِ فَإِنَّهُ كَانَ لا يُخْفِ لَهُ لَبِدٌ فِي مُحَارَبَةِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ. كَانَ يَصِلُ السَّرَى بِالسَّيْرِ وَيَصْبِرُ عَلَى مَكَارِهِ الْحَرْبِ.

وَقِيلَ: سُمِّيَ بِالْحِمَارِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مِائَةِ سَنَةٍ حِمَارًا فَلَمَّا قَارَبَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ مِائَةَ سَنَةٍ لَقَّبُوا مَرْوَانَ بِالْحِمَارِ لِذَلِكَ وَأَخَذُوهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي مَوْتِ حِمَارِ الْعُزَيْرِ. {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ} [البقرة: 259] .

وُلِدَ مَرْوَانُ بِالْجَزِيرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَبُوهُ مُتَوَلِّيهَا، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَافْتَتَحَ قُونِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْفُرُوسِيَّةِ وَالإِقْدَامِ وَالْرُجْلَةَ وَالدَّهَاءِ وَفِيهِ عَسَفٌ. سَارَ مَرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ2 الرُّومِ فَقَتَلَ وَسَبَى وَأَغَارَ على الصقالبة. قاله خَلِيفَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُ: كَانَ مروان أبيض شديد الشهلة ضخم الخامة كَثَّ اللِّحْيَةِ أَبْيَضَهَا رِبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ.

وَقَالَ الوليد بن مسلم: بويع يوم نصف سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ بَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ فَدَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ فَبَايَعُوهُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ أَنْفَقَ الْخَزَائِنَ وَسَارَ فِي بِضْعٍ وَثَلاثِينَ فَارِسًا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ محمد، فلما وصل

1 معجم بني أمية "161، 162"، وسير أعلام النبلاء "6/ 307".

2 انظر السير "6/ 308" للإمام الذهبي.

ص: 360

إِلَى حَلَبَ بَايَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْقَيْسِيَّةِ ثُمَّ قدم حمص فدعاهم إلى المسير معه إلى بَيْعَةِ وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانَ ابْنَيِ الْوَلِيدِ وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَسَارَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ وَخَرَجَ لِحَرْبِهِ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ فَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَانْهَزَمَ بَعْدَ حَرْبٍ شَدِيدٍ، فَبَرَزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الْحَصَى وَمَعَهُ الْخَزَائِنُ، فَتَفَلَّلَ عَنْهُ النَّاسُ فَتَوَثَّبَ أَعْوَانَهُ فَقَتَلُوا وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْمَذْكُورَيْنِ وَقَتَلُوا مَعَهُمَا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ، وَثَارَ أَحْدَاثِ أَهْلِ دِمَشْقَ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلُوهُ لِكَوْنِهِ سَعَى فِي قَتْلِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ، ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنَ الْحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَضَعُوهُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ وَفَكُّوا قُيُودَهُ لِيُبَايِعُوهُ، وَوَضَعُوا رَأْسَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَبَايَعَ لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَرَبَ حِينَئِذٍ مِنْ مَيْدَانِ الْحَصَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَمَّنَ مَرْوَانُ أَهْلَ الْبَلَدِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَأَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ وَأَمَرَ بِنَبْشِ1 يَزِيدَ النَّاقِصِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَصَلَبَهُ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ خَلَعَ نَفْسَهُ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ فَأَمَّنَهُ، وَتَحَوَّلَ إِبْرَاهِيمُ فَنَزَلَ الرَّقَّةَ خَامِلا ثُمَّ اسْتَأْمَنَ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ فَأَمَّنَهُ مَرْوَانُ.

قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيمَ الْمُرُوءَةِ2 يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالسَّمَاعَ غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالْحُرُوبِ وَكَانَ يُحِبُّ الْحَرَكَةَ وَالأَسْفَارَ.

وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ الْوَزِيرَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَأَلَنِي الْمَنْصُورُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّونَ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وبه يحج البيت ويجاهد العدو، قال: فَعَدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخَلِيفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ

1 وأمر بنبش يزيد

: يعني إخراجه من قبره.

2 المروءة: وهي كلمة تحمل كل معاني الإنسانية منذ عصر الجاهلية إلى اليوم ولها تعاريف كثيرة منها: هي: "كمال النفس بصونها عما يوجب ذمها عرفا ولو مباحا في ظاهر الحال" وقيل: هي "استعمال ما يجمله ويزينه، وتجنب ما يدنسه ويشينه" وقيل: "هي الوقوف على محاسن الأخلاق وجميل العادات".

وقيل غير ذلك وراجع: العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية "1/ 329"، والمحرر "2/ 266"، وحاشية العنقري على الروض المربع "3/ 424"، والتعريفات "111"، والمصباح المنير "569".

ص: 361

أحدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتَ مِنْ حَقِّ الْخِلافَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ الْيَوْمَ لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ حَتَّى أُبَايِعَهُ أَقُولَ: مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْمَهْدِيُّ: وَكَانَ الْوَلِيدُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَمَنْ أَقْعَدَهُ خَلِيفَةً، قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لِلَّهِ دَرُّ مَرْوَانَ مَا كَانَ أَحْزَمَهُ وَأَسْوَسَهُ وَأَعَفَّهُ عَنِ الْفَيْءِ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: لِلأَمْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ.

وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فَعَلَ فِعْلا فَظِيعًا أَدْخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ فَاسْتَدْنَاهُ وَلَفَّ مِنْدِيلا عَلَى إِصْبَعِهِ ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي عَيْنِ يَزِيدَ فَقَلَعَهَا وَاسْتَخْرَجَ الْحَدَقَةَ ثُمَّ أَدَارَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ حدقته الأُخْرَى وَمَا سَمِعْتُ لِيَزِيدَ كَلِمَةً، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَقَامَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَلِيدِ.

قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ1: وَسَارَ مَرْوَانُ لِحَرْبِ بَنِي الْعَبَّاسِ فَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ، فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ الْجُسُورَ إِلَى الْجِزِيرَةِ وَأَخَذَ بُيُوتَ الأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ فَقَدِمَ الشَّامَ فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَطَلَبَ الشَّامَ وَفَرَّ مِنْهُ مَرْوَانُ وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانُ أَخَذَ دِمَشْقَ وَهُوَ حِينَئِذٍ بِأَرْضِ فِلَسْطِينَ دَخَلَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَعَبَرَ النِّيلَ وَطَلَبَ الصَّعِيدَ، فَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَخَاهُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ فَطَلَبَ مَرْوَانَ وَعَلَى طَلائِعِهِ عَمْرٌو بْن إِسْمَاعِيلُ، فَسَاقَ عَمْرٌو فِي أَثَرِ مَرْوَانَ فَلَحِقَهُ بِقَرْيَةِ بُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ فَقَتَلَهُ.

وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: قُتِلَ مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً.

وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: نَزَلَ بُوصِيرَ وَسَهْرَ وَتَطَيَّرَ بِاسْمِ بُوصِيرَ فَأَحَاط عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُوصِيرَ فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.

وَيُرْوَى أَنَّ مَرْوَانَ مَرَّ فِي هَرَبِهِ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: يَا رَاهِبُ هَلْ تَبْلُغُ الدُّنْيَا مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ تَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كيف؟ قال: بحبها قال: فما السبيل إلى العتق2؟ قال: ببغضها وَالتَّخَلِّي مِنْهَا. قَالَ هَذَا مَا لا يَكُونُ قَالَ: بَلْ سَيَكُونُ فَبَادِرْ بِالْهَرَبِ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَكَ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ أنت مروان ملك العرب

1 راجع تاريخ ابن خياط "403، 404".

2 العتق: هو الخروج من الرق والأسر.

ص: 362

تُقْتَلُ فِي بِلادِ السُّودَانَ وَتُدْفَنَ بِلا أَكْفَانَ وَلَوْلا أَنَّ الْمَوْتَ فِي طَلَبِكَ لَدَلَلْتُكَ عَلَى موضع هربك.

قال هشام بن عمار: ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ أبيه قال: قَالَ لِي مَرْوَانُ لَمَّا أَنْ عَظُمَ أَمْرِ أَصْحَابِ الرَّايَاتِ السُّودِ: لَوْلا وَحْشَتِي لَكَ وَأُنْسِي بِكَ لأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَةً1 فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ هَؤُلاءِ فَتَأْخُذُ لِي وَلَكَ الأَمَانَ قُلْتُ: وَبَلَغْتَ هَذَا الْحَالَ! قَال: إِيْ وَاللَّهِ، قُلْتُ: فَأَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ مَا أَرَدْتُ، قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِكَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَتُزَوِّجُهُ بِنْتَكَ وَتُشْرِكْهُ فِي أَمْرِكَ فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ انْتَفَعْتَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ بِنْتَكَ فِي كَفَاءَةٍ، قَالَ: أَشَرْتَ وَاللَّهِ بِالرَّأْيِ وَلَكِنْ وَاللَّهِ السَّيْفُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا.

272-

مِسْحَاجُ بْنُ مُوسَى الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ2 -د-.

سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

وعنه جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

273-

مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ3. - د ت -.

عَنْ أَنَسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ عَلَى خَيْلِهِ، وَرَأَى فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رضي الله عنه.

روى عنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.

274-

مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ4 -سِوَى ت- نَزَلَ فِيهِمْ بِالْكُوفَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.

روى عن عَبْدِ اللَّهِ بن عكيم وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الأَحْوَصِ عوف وغيرهم.

وعن مسعر وشعبة والسفيانان وزياد البكائي وجماعة.

1 ذريعة: يعني وسيلة وسببا فيما بيني وبين هؤلاء.

2 تهذيب التهذيب "10/ 107"، وتاريخ الدوري "2/ 559".

3 تقريب التهذيب "2/ 251"، وابن حبان في الثقات "5/ 400".

4 التاريخ الكبير "7/ 262"، وتهذيب التهذيب "10/ 130"، ميزان الاعتدال "4/ 104".

ص: 363

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ1. هُوَ أَبُو نُصَيْرَةَ، يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.

275-

مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الضبي2 -ت ق- الملائي الكوفي الأعور.

عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُجَاهِدٍ.

وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.

ضَعَّفُوهُ. كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.

276-

الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ3 بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ.

عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.

وَهُوَ مَدَنِيٌّ مُقِلٌّ خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ" تأليفه.

277-

مطرح بن يزيد4 -ق- أبو المهلب الأسدي الكوفي. عِدَادُهُ فِي الشَّامِيِّينَ.

روى عن بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ.

وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُحَارِبِيُّ.

وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عاصم بن بهدلة.

1 تقريب التهذيب "2/ 252".

2 التاريخ الكبير "7/ 271"، وتهذيب التهذيب "10/ 135"، وميزان الاعتدال "4/ 106".

3 تهذيب التهذيب "10/ 150"، والجرح والتعديل "8/ 297"، والثقات "5/ 436".

4 تهذيب التهذيب "10/ 171"، وميزان الاعتدال "4/ 123".

ص: 364

ضعفه النسائي غيره. مَاتَ شَابًّا فَإِنَّهُ مِنْ أَقْرَانِ الرُّوَاةِ عَنْهُ.

278-

مُطَيْرُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ1.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ.

وعنه ابْنُهُ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ وَعَوْسَجَةُ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ.

ضَعَّفُوهُ.

279-

مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ2 -ق- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ.

عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي حبيب.

وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.

280-

مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنْزِيُّ3 الْبَصْرِيُّ -خ م ن-.

عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ -إِنْ صَحَّ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ.

وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالْجُرَيْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.

وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.

281-

مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ4، أَبُو صَالِحٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ خِتْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.

عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا.

وعنه هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.

وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.

282-

مُغِيرَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْفَزَارِيُّ5. أَمِيرُ مِصْرَ فِي دَوْلَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ كَانَ حسن السيرة.

1 ميزان الاعتدال "4/ 129".

2 التاريخ الكبير "7/ 334"، وتهذيب التهذيب "10/ 206"، والجرح والتعديل "8/ 384".

3 التاريخ الكبير "7/ 400"، وتهذيب التهذيب "10/ 225"، والتاريخ لابن معين "2/ 574".

4 التاريخ الكبير "7/ 325"، وميزان الاعتدال "4/ 159"، والجرح والتعديل "8/ 220".

5 راجع كتاب الولاة والقضاة "92، 93".

ص: 365

ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.

تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

283-

مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضبي1 -ع- الكوفي الأعمى أبو هشام. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ مَوَالِي بَنِي ضَبَّةَ.

تَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وبالشعبي وَرَوَى عَنْهُمَا وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ وَمُجَاهِدٍ.

وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.

قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.

وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامِعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُهُ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي رَزِينٍ، قَالَ: وَمُغِيرَةُ لا يُدَلِّسُ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ حَدِيثًا وَقَدْ أُدْخِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُغِيرَةُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

وَقَالَ فُضَيْلُ بن غزوان: عنا نَجْلِسُ أَنَا وَمُغِيرَةُ -وَعَدَّدَ نَاسًا- نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ فَرُبَّمَا لَمْ نَقُمْ حَتَّى نَسْمَعَ النِّدَاءَ بِصَلاةِ الْفَجْرِ.

وَقَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ مُغِيرَةُ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ الْيَوْمَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ.

وَكَانَ مَكْفُوفَ الْبَصَرِ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ مُغِيرَةُ مِنَ الْفُقَهَاءِ.

وَكَانَ عُثْمَانِيًّا إِلا أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ على علي رضي الله عنهم بَعْضَ الْحَمْلِ.

وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لا يَعْنِيهِ قَالَ الْفَتَى: وَاحَرْبَاهُ.

وَرَوَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ قَلَّتْ صَلاتُهُ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ مُغِيرَةَ فَلَزِمْتُهُ وَلا أَقْرَأَ من عاصم فقرأت عليه.

1 التاريخ الكبير "7/ 322"، وتهذيب التهذيب "10/ 269"، وميزان الاعتدال "4/ 165".

ص: 366

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ ذَكِيٌّ حَافِظٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ.

وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مُغِيرَةُ أَحْفَظُ مِنَ الْحَكَمِ.

وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إِلا مَا قَالَ ثنا إِبْرَاهِيمُ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ.

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.

مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ. سَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الأُخْرَى.

284-

منصور بن جمهور الكلبيّ المزي الدمشقي الأمير.

أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق.

فذكر خليفة أنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوما وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة.

قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدريا فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشًا.

285-

منصور بن زاذان1 -ع- أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار.

روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن البصري وابن سيرين وحميد بن هلال وعدة.

وعنه شُعْبَة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم.

قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة فِي العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب2.

1 التاريخ الكبير "7/ 346"، وتهذيب التهذيب "10/ 306"، وسير أعلام النبلاء "6/ 224".

2 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 225".

ص: 367

قال ابن سعد: وكان ثقة ثبتًا سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم فِي الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك1.

وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله فِي صلاة الضحي، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم فِي يوم مرتين وكان يصلي الليل كله2.

وقال أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم الدورقي: ثنا مُحَمَّد بن عيينة حدثني مخلد بن الْحُسَيْن عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أَنَا ومنصور بن زاذان جميعًا، فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمه الله عليه3.

وقال صالح بن عُمَر الواسطي: كان الْحَسَن الْبَصْرِيّ يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن4.

أنبئت عن أبي المكارم اللبان أَنَا الحداد أَنَا أَبُو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عَبَّاس ثنا يحيى بن أَبِي بكير ثنا شُعْبَة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.

وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد فِي الحسنات والشر والبطر يزيد فِي السيئات5.

وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام.

قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.

1 المصدر السابق.

2 المصدر السابق.

3 المصدر السابق.

4 المصدر السابق.

5 المصدر السابق.

ص: 368

286-

منصور بن عبد الرحمن بن طلحة1 -خ م د ن ق- بن الحارث العبدري الحجبي المكي أخو مُحَمَّد.

روى عن أمه صفية بِنْت شيبة وسعيد بن جُبَيْر.

وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خَالِد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة.

اثنى عليه سُفْيَان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.

وثقة النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فِيهِ، وهو قليل الرواية.

مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.

287-

منصور بن عبد الرحمن الغداني2 -م د- البصري الأشل.

روى عن الْحَسَن والشعبي.

روى عنه شُعْبَة وبشر بن المفضل وابن علية.

وثقه ابن معين وغيره. وأشار أَبُو حاتم إلى لين ما فيه.

288-

منصور بن المعتمر السلمي3 -ع- الإمام العلم أبو عتاب الكوفي.

روى عن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي ورِبْعي بن حِراش وسعيد بن جُبَيْر وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم ومجاهدة وخلق.

وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة.

روى عن شُعْبَة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سُلَيْمَان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم.

وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شُعْبَة: قال منصور: ما كتبت حديثًا قط.

1 التاريخ الكبير "7/ 344"، وميزان الاعتدال "4/ 186".

2 التاريخ الكبير "7/ 345"، وتهذيب التهذيب "10/ 311".

3 التاريخ الكبير "7/ 346"، وتهذيب التهذيب "10/ 312".

ص: 369

وقال عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور.

وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟ فيقول: أَنَا أعلم بما صنعت بنفسي.

وقد أخذه يوسف بن عُمَر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خُلي عَنْهُ يعني لما أيسوا منه.

وقال أَحْمَد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فِيهِ أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قَالَتْ فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت فِي دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات1.

قال ابن عيينة: كان منصور فِي الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني فِي الرباط.

وقال أَبُو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رَأَيْت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب.

وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس.

وقال سفيان الثوري: كنت إذا رَأَيْت منصورًا قلت: الساعة يموت. كان فِي خدّه خال مما ظهر من البكاء.

قال أَبُو دَاوُد: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني فِي حدود الثمانين، قال: والأعمش طلب بعده.

وقال أَبُو حاتم: هُوَ أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش2.

قال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.

وقال شُعْبَة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي.

1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 197".

2 انظر السابق.

ص: 370

وقال أَبُو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خَالِد بن عَبْد الله أو ابن هبيرة الَّذِي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع إلا من أعان عليه بشهوة، قال: يعني فعزله.

وقال أَبُو بَكْر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالسًا فِي منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صوامًا قوامًا.

قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري.

وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: أني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أَبِيهِ.

قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.

289-

منصور بن أَبِي الهياج حيان1 -م د ن- الأسدي الكوفي.

روى عن أَبِي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جُبَيْر.

وعنه سُفْيَان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة.

قال أَبُو حاتم: كان ثبتًا.

290-

مهاجر بن مخلد2 -ت ن ق-.

روى عن أَبِي العالية الرياحي وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْر.

وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم.

قال ابن معين: هُوَ صالح.

291-

موسى بن أيوب3 -د ت ن- ويقال: ابن أَبِي أيوب - الحمصي أَبُو الفيض المهري.

1 تهذيب التهذيب "10/ 306"، وتاريخ الدوري "2/ 587".

2 التاريخ الكبير "7/ 381"، وتهذيب التهذيب "10/ 323".

3 تقريب التهذيب "2/ 286"، والجرح والتعديل "8/ 134".

ص: 371

عن سليم بن عامر الخبايري وعبد الله بن مرة الزُّرَقي وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية.

وعنه زيد بن أَبِي أنيسة وشعبة لقيه بواسط.

قال ابن معين: هُوَ من أبناء جند الحجاج ثقة.

وقال أَبُو حاتم: صالح.

292-

مُوسَى بن أَبِي تميم1 -م ن- مدني.

عن سَعِيد بن يسار.

وعنه مالك وسليمان بن بلال.

وثقة أَبُو حاتم.

293-

موسى بن جبير المدني2 -د ق- الحذاء مولى الأنصار.

عن أَبِي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقي.

ونزل مصر.

روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر.

294-

مُوسَى بن سالم أَبُو جهضم3 -4- مولى آل الْعَبَّاس.

روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.

وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية.

وثقة أَحْمَد وابن معين. له حديث أو حديثان.

295-

مُوسَى بن عَبْد الله بن يزيد الخطمي4 -م د ق- الأنصاري الكوفي.

عن أَبِيهِ وعن امْرَأَة صحابية من بنى عَبْد الأشهل وعن عَبْد الرَّحْمَن بن هلال.

1 تهذيب التهذيب "1/ 338"، والجرح والتعديل "8/ 138"، والثقات "7/ 455".

2 التاريخ الكبير "7/ 381"، وتهذيب التهذيب "10/ 339".

3 التاريخ الكبير "7/ 284"، وتهذيب التهذيب "10/ 344".

4 التاريخ الكبير "7/ 287"، وتهذيب التهذيب "10/ 353".

ص: 372

وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سُلَيْمَان.

وثقه ابن معين.

296-

مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ الهمداني الكوفي1 -ع- العابد أحد الأعلام.

روى عن سَعِيد بن جُبَيْر وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد اللَّه بن عَبْد الله بن عتبة وجماعة.

وعنه شُعْبَة والسفيانان وزائدة وأبو إِسْحَاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون.

وثقه ابن عيينة.

وقال جرير بن عَبْد الحميد: كنت إذا رَأَيْته ذكرت الله لرؤيته.

وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه.

وقال سُفْيَان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عَائِشَةَ: ما رفعت رأسي قط إلا رَأَيْته قائمًا يصلي.

"حرف النون":

297-

نافع بن مالك2 -ع- بن أَبِي عامر أَبُو سهيل الأصبحي الْمَدَنِيّ.

روى عن ابن عُمَر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أَبِيهِ.

روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري - مع تقدمه - وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر.

وثقة أَحْمَد وغيره.

298-

نصر بن سيار3، الأمير أَبُو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار.

روى عن عكرمة وأبي الزبير.

1 التاريخ الكبير "7/ 289"، وتهذيب التهذيب "10/ 352".

2 التاريخ الكبير "8/ 86"، وتهذيب التهذيب "10/ 409".

3 سير أعلام النبلاء "6/ 241"، وتاريخ خليفة "383، 388".

ص: 373

وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما.

وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة.

خرج عليه أَبُو مُسْلِم الخراساني وحاربه فعجز نصر عنه واستصرخ بمروان غير مرة فبعُد عن إنجاده واشتغل عَنْهُ باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدّام أَبِي مُسْلِم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة.

وقيل: بل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.

وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.

299-

نصر بن علقمة الحضرمي1 -ن ق- أبو علقمة الحمصي.

روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي.

وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ.

قال دُحَيْم: هُوَ وأخوه ثقتان.

300-

النعمان بن راشد2 -م4- أبو إسحاق الرقي.

عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أبي أنيسة.

وعنه ابن جريح وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم.

ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أَبُو حاتم. وقال الْبُخَارِيّ: فِي حديثه وهم كثير.

301-

النعمان بن المنذر3 -د ن- أبو الوزير الغساني الدمشقي.

عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وجماعة.

وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة.

1 التاريخ الكبير "8/ 102"، وتهذيب التهذيب "10/ 429".

2 التاريخ الكبير "8/ 80"، وتهذيب التهذيب "10/ 452".

3 تهذيب التهذيب "10/ 457"، وميزان الاعتدال "4/ 266".

ص: 374

وثقة أَبُو زرعة: وقال أَبُو مسهر: كان قَدَرِيًّا.

قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

وقال ابن سعد: فِي أول خلافة بني الْعَبَّاس.

302-

نوح بن ذَكْوَان الْبَصْرِيّ1 -ق-.

عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن الْبَصْرِيّ وعطاء ويحيى بن أَبِي كثير.

وعنه يوسف بن أَبِي كثير وسويد بن عَبْد العزيز.

قال أَبُو حاتم: ليس بشيء.

"حرف الهاء":

303-

هاشم بن بلال2 -د ق- أبو عقيل الشامي.

قاضي واسط.

روى عن أَبِي سلام الأسود وسابق بن ناجية.

وعنه مسعر وشعبة وهشيم.

وثقه ابن معين.

304-

هاشم بن يزيد بن خَالِد بن يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ.

قد ذكر فِي الحوادث أنه خرج بدمشق.

هلال بن خباب -4 - أَبُو العلاء الْبَصْرِيّ. يأتي فِي الطبقة الآتية.

305-

همام بن منبه3 -ع- ابن كامل بن سيج اليماني الأبناوي الصنعاني أَبُو عقبة. صاحب الصحيفة التي كتبها عن أَبِي هُرَيْرَةَ.

وروى عن ابن عباس ومعاوية أيضًا.

1 تهذيب التهذيب "10/ 484"، وميزان الاعتدال "4/ 276".

2 التاريخ الكبير "8/ 234"، وتهذيب التهذيب "11/ 17".

3 التاريخ الكبير "8/ 236"، والجرح والتعديل "9/ 107".

ص: 375

وعنه أخوه وهب - ومات قبله بدهر - وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الْحَسَن بن اتش الصنعاني.

وثقة يحيى بن معين وغيره.

وقال الميموني: سمعت أَحْمَد يقول فِي صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قريء عليه مما هُوَ قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا1.

وقال أَحْمَد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أَبَا هُرَيْرَةَ بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.

وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.

وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.

قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عَنْهُ الصحيفة التي له عن أَبِي هُرَيْرَةَ معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عَبْد الرزاق، وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عَنْهُ إِسْحَاق الدَّبَري، وعاش بعد عَبْد الرزاق ثلاثًا وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أَبُو القاسم الطبراني وعاش بعده ستًا وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله الْبُخَارِيّ.

قال علي: سَأَلت رجلا قد لقي هماما عن موته فقال: سنة أثنتين وثلاثين ومائة.

306-

هود بن عطاء اليمامي2.

عَن أنس بْن مالك وعطاء بْن أَبِي رباح وشداد بن عَبْد الله وسالم بن عَبْد الله.

وعنه الأوزاعي ومعاوية بن سلام وعبد الملك بن مُحَمَّد الصنعاني.

قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه وفي القلب عن مثله.

1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 121".

2 التاريخ الكبير "8/ 241"، والجرح والتعديل "9/ 111".

ص: 376

"حرف الواو":

307-

واصل بن عطاء1، أَبُو حذيفة الْبَصْرِيّ الغزال.

مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبّة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفَّوهين لكنه يلثغ بالراء يُبدلها غَيْنًا فكان لاقتداره على العربيه وتوسُّعه فِي الكلام يتجنب الراء فِي خطابه حتى قيل فِيهِ:

ويجعل البُرَّ قمحًا فِي تصرُّفه

وخالف الراء حتى احتال للشعر

وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هُوَ منزلة بين المنزلتين فطرده لذلك الْحَسَن، فمن ثَمَّ قيل لهم المعتزلة لذلك.

وما أملح ما قال بعض الشعراء.

وجعلت وصلي الراء لم تنطق به

وقطعتني حتى كأنك واصل

وبلغنا أن لواصل تصانيف منها تأليف فِي أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.

وقيل: إنما عُرف بالغزَّال لأنه كان يدور فِي سوق الغزل فيتصدّق على النساء، ومن مقالاته أنه كان يشك فِي عدالة من حضر وقعة الجمل فقال: إحدى الفئتين مخطئة فِي نفس الأمر، فلو شهد عندي علي وطلحة وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم لأن أحدهم فاسق لا بعينه.

قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد فِي النار نسأل الله العافية.

ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء فِي الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا فِي البسيطة هلالين وهلالين وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز2.

يقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.

1 ترجم له الذهبي "6/ 242" كما في السير، وميزان الاعتدال "4/ 329".

2 سير أعلام النبلاء "6/ 242".

ص: 377

308-

واقد بن محمد بن زيد1 -خ م د ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي أحد الإخوة.

روى عن سَعِيد بن مرجانة ونافع ووالده مُحَمَّد.

وعنه أخوه عاصم وابنه عثمان وشعبة وغيرهم.

309-

واهب بن عَبْد الله المعافري2 أَبُو عَبْد الله الكعبي الْمَصْرِيّ.

روى عن عَبْد الله بن عمرو وأبي هُرَيْرَةَ وعقبة بن عامر وابن عُمَر وحسان بن كريب وجماعة.

وعنه عَبْد الرَّحْمَن بن شريح والليث وابن لهيعة وضمام بن إسماعيل ورجاء بن أَبِي عطاء المؤذن.

وثقه ابن حبان.

وقد خرج له الْبُخَارِيّ فِي "كتاب الأدب" وكان معمرًا عالي السند.

قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة.

310-

الوليد بن قيس3 أَبُو همام السكوني الكوفي والد شجاع بن الوليد.

روى عن سويد بن غفلة وعمرو بن ميمون الأودي والضحاك بن قيس.

وعنه سُفْيَان الثوري وزهير بن معاوية وعنبسة بن سَعِيد.

وثقه ابن معين.

ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير.

311-

الوليد بن أَبِي هشام الْبَصْرِيّ4 -م4-.

عن الْحَسَن ونافع وأبي بَكْر بن حزم.

وعنه أخوه أَبُو المقدام هشام بن زياد وجويرية بن أسماء وإسماعيل بن علية.

وثقه أحمد بن حنبل.

1 التاريخ الكبير "8/ 173"، وتهذيب التهذيب "11/ 109".

2 تهذيب التهذيب "11/ 108"، والمشاهير "121".

3 التاريخ الكبير "8/ 151"، وتهذيب التهذيب "11/ 146".

4 التاريخ الكبير "8/ 157"، وتهذيب التهذيب "11/ 156".

ص: 378

"حرف الياء":

312-

يحيى بن أَبِي إِسْحَاق الحضرمي1 -ع- مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ زيد بن الحارث، ويحيى وعبد الله جد المقريء يعقوب أخَوان.

سمع أنس بن مالك وسالم بن عَبْد الله وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بكرة وجماعة.

روى عنه شُعْبَة وسفيان وعبّاد بن العّوام وعبد الوارث وهشيم وابن علية وآخرون، وقد روى عَنْهُ مُحَمَّد بن سيرين أحد شيوخه.

قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية.

قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة وقيل: سنة اثنتين وثلاثين.

313-

يحيى بن حيان2 أَبُو هلال الطائي الكوفي.

عن شريح القاضي.

وعنه السفيانان وشريك والقاسم بن مالك المزني.

314-

يحيى بن عبد الله الكوفي3 -د ت ق- أبو يحيى الجابر. كان يجبر الإعضاء المكسورة.

روى عن سالم بن أَبِي الجعد وأبي ماجدة الحنفي.

وعنه شُعْبَة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وحفص بن غياث.

قال أَحْمَد: ليس به بأس.

وقال يحيى والنسائي: ضعيف.

وقال ابن حبان: لا يُحتج به.

315-

يحيى بن عتيق الْبَصْرِيّ -م د ن-.

عن مجاهد والحسن وابن سيرين.

1 التاريخ الكبير "8/ 259"، وتهذيب التهذيب "11/ 177".

2 التاريخ الكبير "8/ 267"، والجرح والتعديل "9/ 136".

3 تهذيب التهذيب "11/ 238"، والجرح والتعديل "9/ 161".

ص: 379

وعنه الحمادان وهمام وابن علية.

قال فِيهِ أويب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته.

يحيى بن أَبِي كثير. قد مضى.

316-

يحيى بن ميمون الضبي العطار1 -ن ق- بصري ثقة مُقِل.

روى عن أَبِي عثمان النهدي وسعيد بن جُبَيْر.

وعنه شُعْبَة وحماد بن زيد وابن علية وعلي بن عاصم.

317-

يحيى بن يحيى بن قيس2 -د- بن حارثة بن عمرو أَبُو عثمان الأَزْدِيّ الغساني.

عالم أهل دمشق ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عَبْد العزيز.

وروى عن أَبِي إدريس الخولاني وعروة بن الزبير ومكحول ومحمود ابن لبيد وعمرة وابن المسيب وغيرهم.

وعنه ابنه هشام وعبد الرَّحْمَن بن يزيد بن جَابِر ومحمد بن راشد المكحولي وأبو بَكْر بن أَبِي مريم وسفيان بن عيينة وآخرون.

وثقه ابن معين.

وقال ابن سعد: كان عالمًا بالفتيا والقضاء وله أحاديث.

توفي سنة خمسين وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أَبِي حاتم قال: فيقال إنه شرق بشربة ماء فمات.

وقال يزيد بن مُحَمَّد فِي "تاريخ الموصل": ولي الموصل لعمر بن عَبْد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثا فقيهًا فصيحًا بليغًا.

وقيل: بل توفي فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين مائة، عاش سبعين سنة.

318-

يحيى بن يزيد الهُنائي الْبَصْرِيّ3 -م د-.

1 التاريخ الكبير "8/ 306"، وتهذيب التهذيب "11/ 392"، وميزان الاعتدال "4/ 411".

2 تهذيب التهذيب "11/ 299"، وتهذيب الأسماء "2/ 160".

3 التاريخ الكبير "8/ 310"، وتهذيب التهذيب "11/ 302".

ص: 380

عن أنس بن مالك وعن الفرزدق.

وعنه شُعْبَة وخلف بن خليفه وإسماعيل بن علية.

كنيته أبو يزيد.

319-

يحيى البكاء1 -ت ق- الأزدي مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ سليم. عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية.

وعنه الحمادان وعبد الوارث وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن عاصم.

قال أَبُو زرعة وغيره: ليس بقوي.

وكان يحيى القطان لا يرضاه. وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه.

قلت: يقال توفي سنة ثلاثين ومائة فيحوَّل إليها إن تيسَّر.

320-

يزيد بن أيهم2، أَبُو رواحة الحمصي.

عن الهيثم بن مالك الطائي وعبد الأعلى بن هلال ولقمان بن عامر وغيرهم وعنه إِسْمَاعِيل بن عياش وصفوان بن عمرو وبقية وآخرون.

ما علمت فِيهِ جرحًا.

328-

يزيد بن أَبِي زياد الكوفي3 -4م- متابعة، مولى بني هاشم.

عن إِبْرَاهِيم النخعي وسالم بن أَبِي الجعد وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي ليلى ومولاه من فوق عَبْد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وجماعة.

وعنه شُعْبَة وسفيان وزائدة وابن عيينة وعلي بن مسهر وابن نمير وهشيم وعلي بن عاصم وخلق.

وكان محدثا مكثرًا شيعيًا ليس بحجة يكني أَبَا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الْحُسَيْن مراهقًا وكان صدوقًا في نفسه سيء الحفظ.

1 التاريخ الكبير "8/ 281"، وميزان الاعتدال "4/ 417".

2 التاريخ الكبير "8/ 321"، وتهذيب التهذيب "11/ 315".

3 التاريخ الكبير "8/ 334"، وتهذيب التهذيب "11/ 329".

ص: 381

قال ابن معين: ضعيف الحديث.

وقال ابن حبان: كبر وساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه فِي أول أمره صحيح.

وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أَبِي زياد الدمشقي.

وسئل أَحْمَد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه.

وساق له ابن حبان مناكير.

توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة.

322-

يزيد بن زياد1 -ت- وقيل: بن أبي زياد المخزومي مولاهم الْمَدَنِيّ.

عن مُحَمَّد بن كعب القرظي.

وعنه ابن إِسْحَاق ومالك، وثقة النسائي.

يزيد بن زياد الدمشقي. يأتي فِي طبقة الثوري.

323-

يزيد بن أَبِي سَعِيد الْقُرَشِيّ2 -4-، النحوي أَبُو الْحَسَن المروزي.

عن سُلَيْمَان بن بريدة وأخيه عَبْد الله بن بريدة وعكرمة ومجاهد.

وعنه الْحُسَيْن بن واقد وعبد الله بن سعد الدشتكي وأبو حمزة السكري ونوح الجامع.

قال ابن أَبِي دَاوُد: هُوَ من نحو بطن من الأزد.

وقال ابن معين وأبو زرعة: ثقة.

وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقيًا من الرفعاء تاليًا لكتاب الله عالمًا بما فِيهِ عاملا.

قتله أَبُو مُسْلِم سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

1 التاريخ الكبير "8/ 333"، وتهذيب التهذيب "11/ 328".

2 التاريخ الكبير "8/ 339"، وتهذيب التهذيب "11/ 332".

ص: 382

324-

يزيد بن عبد الله بن خصيفة1 -ع- بن يزيد وهو ابن ابن أخي السائب ابن يزيد الكندي المدني.

عن السائب وعروة بن الزبير وبشر بن سعيد ويزيد بن قسيط.

وعن السفيانان ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جَعْفَر والدراوردي وآخرون.

وثقه ابن معين.

وقال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا كثير الحديث ثبتًا.

325-

يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد2 -ع- أبو عبد الليثي المدني الأعرج ابن أخي عبد الله ابن شداد.

روى عن مُحَمَّد بن كعب وشرحبيل بن سعد وأبي بَكْر بن حزم ومحمد بن إِبْرَاهِيم التيمي والزهري وعدة.

وعنه مالك والليث بن سعد وبكر بن مضر وسفيان بن عُيَيْنة وعبد العزيز بن أَبِي حازم والدراوردي وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون.

وثقه ابن معين وغيره وكان من أئمة العلم. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.

326-

يزيد بن عَبْد الله3 بن أَبِي يزيد أَبُو عَبْد الله النجراني الدمشقي.

عن القاسم أبي عبد الرحمن والحسن بن ذكوان وغيرهما.

وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وعدة.

وهو بالكنية أشهر.

قال أَبُو حاتم: صالح الحديث.

327-

يَزِيدَ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمداني4 قد ذكر.

1 التاريخ الكبير "8/ 345"، وتهذيب التهذيب "11/ 340".

2 التاريخ الكبير "8/ 344"، وتهذيب التهذيب "11/ 339".

3 راجع كتاب الجرح والتعديل "9/ 401".

4 التاريخ الكبير "8/ 347"، وتهذيب التهذيب "11/ 345".

ص: 383

وحكى الوليد بن مُسْلِم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.

328-

يزيد بن عُمَر بن هبيرة1، الأمير أَبُو خالد الفزاري.

متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخيًا جوادًا وبطلا شجاعًا. وخطيبًا بليغًا وكان من الأكَلَة وله فِي كثرة الأكل أخبار، حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف فخذل، وكان أَبُو جَعْفَر قد أمنه ثم قتله صبرًا وغدر به فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه دَاوُد ومواليه وحاجبه، ثم نزلوا عليه بأسيافهم وقد سجد لله تعالى، وكان قد ولي إمرة قنَّسرين للوليد بن يزيد وكان مع مروان إذ غلب على الأمر، ولد فِي سنة سبع وثمانين.

قال المدائني: كان جسيمًا كثير الأكل طويلا ضخمًا خطيبًا شجاعًا، وكان رزقه فِي العام ستمائة ألف فكان يقسمها فِي خواصه وفي العلماء والوجوه.

وعن مُحَمَّد بن كثير قال: ألح السفاح على أخيه أَبِي جَعْفَر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال فولي قتله الهيثم بن شُعْبَة دخل عليه داره فِي طائفة.

وقد ولي أَبُوهُ أيضًا إمرة العراقين ليزيد بن عَبْد الملك.

قتل يزيد فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

329-

يزيد بن عمرو المعافري المصري2 -د ت ق-.

عن قدوم الحميري وأبي سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن وأبي عَبْد الرَّحْمَن الحبلي وجماعة وقيل: أخذ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة.

وهو ثقة مُقِل.

330-

يزيد بن محمد بن قيس3 -د ن خ قرنه- بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي

1 وفيات الأعيان "6/ 313"، والمعرفة والتاريخ "2/ 62".

2 تهذيب التهذيب "11/ 351"، والتقريب "2/ 378".

3 التاريخ الكبير "8/ 357"، وتهذيب التهذيب "11/ 358".

ص: 384

عن سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وعَلي بن رباح ومحمد بن عمرو ابن حلحلة وأبي الهيثم العتواري.

وعنه يزيد بن أَبِي حبيب -وهو أكبر منه- ويزيد بن عَبْد العزيز الرعيني والليث بن سعد وآخرون.

قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.

331-

يزيد بن أَبِي مُسْلِم النحوي1 ثم الأَزْدِيّ نسيب شيبان النحوي.

روى عن مجاهد وعكرمة وسليمان وعبد الله ابني بريدة.

وهو من علماء مرو وهو يزيد بن أَبِي سَعِيد المذكور آنفا.

اخُتِلف فِي اسم أَبِيهِ.

332-

يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي2 -م د ت ق- الدمشقي أخو عَبْد الرَّحْمَن عن يزيد بن الأصم ومكحول ورزيق بن حيان ووهب بن منبه لقيه فِي الموسم.

وعنه الأوزاعي وشعيب بن أَبِي حمزة والسفيانان وأبو المليح الرقي وحسين الجعفي وآخرون.

وكان أحد الأئمة الأعلام.

قال أَبُو دَاوُد: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هُوَ أكبر من القضاء.

وجاء عن سُفْيَان بن عيينة قال: لا أعلم مكحولا خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سُلَيْمَان.

وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد فذكر من بكائه.

وقال الفسوي: سَأَلت هشام بن عمار عَنْهُ فقال: ذاك أفسد نفسه خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار.

1 التاريخ الكبير "8/ 339"، وتهذيب التهذيب "11/ 332".

2 التاريخ الكبير "8/ 369"، وتهذيب التهذيب "11/ 370".

ص: 385

قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد1 بن يزيد وكان رجلًا سكيتًا فتحولوا إلى سُلَيْمَان بن مُوسَى فأوسعهم، وفي رواية كان زميتًا لا يحدث إلا أن يُسأل.

وقد وثقه ابن معين والنسائي.

قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة حسن النحو يقولون: لم يكن فِي أصحاب مكحول مثله.

وقال عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ لم يكن لعمي يزيد كتاب.

قال ابن سعد وخليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة.

وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.

333-

يزيد الشني الأعرج2. بصري صدوق.

عن مجاهد ومورق العجلي.

وعنه مهدي بن ميمون وحمّاد بن زيد وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ وجماعة.

334-

يعيش بن الوليد بن هشام الأموي3 -د ت ن- الدمشقي نزيل قرقيسياء.

روى عن أَبِيهِ وعن معاوية بن أَبِي سُفْيَان ومعدان بن أَبِي طلحة.

وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار.

ولما قدم دمشق نزل على مكحول فاكرمه وعمل له دعوة حفلة.

قتلته المسودة.

335-

يوسف بن عَبْد الرَّحْمَن4 بن أَبِي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري.

أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب

1 أحدقوا بيزيد: أحاطوا به.

2 المعرفة والتاريخ "2/ 252".

3 التاريخ الكبير "8/ 424"، وتهذيب التهذيب "11/ 406"، وتهذيب الكمال "32/ 404"، والثقات "7/ 654".

4 معجم بني أمية "94".

ص: 386

والأندلس وهاجت القبائل، ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.

336-

يونس بن خَباب الكوفي1، مولي بني أسيد.

روى عن أَبِيهِ ومجاهد وطاوس والمنهال بن عمرو وجماعة.

وعنه شُعْبَة وسفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم.

وكان رافضيا جَلدا.

قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بنتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

قلت: قتل واحدة فَلِمَ زوجه بالأخرى؟! وقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بشيء رَجُل سوء. وضعفه النسائي وغير واحد.

وذكر الدارقطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول فِي حديث سؤال منكر ونكير ويسأل عن علي -رضى الله عنه- قال فقلت له: لم نسمع بهذا! فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الَّذِي قتل بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم-2.

وقيل: كنيته أَبُو حمزة.

337-

يونس بن عُبَيْد بن دينار3 -ع- أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى. ويقال كنيته أَبُو عُبَيْد. مولى لعبد القيس.

رَأَى أنس بن مالك وروى عن إِبْرَاهِيم التيمي والحسن وابن سيرين وحميد بن هلال وزياد بن جُبَيْر وعمرو بن سَعِيد الثقفي وجماعة.

وعنه شُعْبَة والسفيانان والحمادان وهشيم وعبد الوارث بن علية وخلق كثير.

وكان ثقة ثبتًا حافظًا ورعًا رأسًا فِي العلم والعمل.

1 تاريخ الدوري "2/ 687"، وميزان الاعتدال "4/ 479"، ثقات ابن شاهين "1623".

2 راجع: ميزان الاعتدال "4/ 479".

3 التاريخ الكبير "8/ 402"، وتهذيب التهذيب "11/ 442".

ص: 387

وقال يونس: ما كتبت شيئا قط.

وقال أَبُو حاتم: هُوَ أكبر من سُلَيْمَان التيمي لا يبلغ سُلَيْمَان منزلة يونس.

وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: ما رَأَيْت رجلا قط أفضل من يونس بن عُبَيْد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا.

قال معاذ: صليت على يونس بن عُبَيْد سنة تسع وثلاثين.

قال سُفْيَان الثوري: ما رَأَيْت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ.

قَالَ علي بن المديني: له نحو مائتي حديث.

وقال غيره: كان يونس خزازًا بالبصرة.

قال سَعِيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصا، قال: وغلبني أن أعطي راجحًا1.

وقال حماد بن زيد: شكا رَجُل إلى يونس وجعًا فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس دارًا توافقك2.

وقال هشام بن حسان: ما رَأَيْت أحدًا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عُبَيْد.

وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالِم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه.

وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم يقول: أستغفر الله أستغفر الله.

وقال محمد بن عبد الأَنْصَارِيّ: رَأَيْت سُلَيْمَان وعبد الله ابني علي بن عَبْد الله بن عَبَّاس وولدي سُلَيْمَان جعفرا ومحمدًا يحملون سرير يونس بن عُبَيْد على أعناقهم يوم جنازته فقال عَبْد الله بن علي: هذا والله الشرف.

قلت: كان عَبْد الله هذا قد استجار بأخيه سُلَيْمَان ونزل عنده بالبصرة فأجاره من المنصور.

1 تهذيب الكمال "2/ 547"، وسير أعلام النبلاء "6/ 463".

2 انظر السابق.

ص: 388

وقال مؤمل بن إِسْمَاعِيل: جاء رَجُل1 إلى سوق الخز يطلب مطرف خز بأربعمائة فقال يونس بن عُبَيْد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة، فقال للرجل: يا هذا المطرف الَّذِي اشتريته بأربعمائة هُوَ الَّذِي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أوْدَعه.

وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امْرَأَة بجبة خز فقال لها: بكم هي؟ قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هِيَ خير من ذلك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفًا2.

وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عُبَيْد: إني لأعدّ مائة خصلة من البِرّ ما فِي منها خصلة.

وقال هشيم: كان أيوب إذا رَأَى يونس بن عُبَيْد قال: هذا سيدنا.

قال عَبْد الملك بن مُوسَى: ما رَأَيْت رجلا قط أكثر استغفارًا من يونس.

وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل.

وروى أسماء بن عُبَيْد عن يونس قال: يرجى للرهق3 بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه.

وعن يونس قال: لو همتهم نفوسهم ما اختصموا فِي القدر.

روى ابن شوذب عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه4.

وروى سلام بن أَبِي مطيع قال: إني لأحتسب ابن سيرين سكت حسبة وأن الحسن تكلم حسبة5.

1وفي السير للمصنف "6/ 461""جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين.." قلت: والخزاز: صانع الخز وبائعه. والخز من الثياب: ما ينسج من صوف وحرير خالص.

2 سير أعلام النبلاء "6/ 461، 462".

3 الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم، وغشيان المحارم "القاموس المحيط "ص/ 1147، 1148".

4 ذكره الذهبي في السير "6/ 464".

5 انظر السابق.

ص: 389

وعن يونس أنه قال لابنه: لأن تلقي الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عُبَيْد.

وقال أسماء بن عُبَيْد: سمعت يونس بن عُبَيْد يقول: ليس شيء أعزً من دِرُهم طيب ورجل يعمل على سُنَّةٍ.

وبلغنا أن رجلا شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا يَسُرُّك ببصرك هذا مائة ألف؟ قال: لا، قال: فبلسانك الَّذِي تنطق به؟ قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف؟ وهو يقول: لا، فذكَّره نِعَمَ الله عليه وقال: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة.

قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما فِي العيش بعدك من خير.

قلت: مناقب يونس كثيرة وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.

338-

يونس بن ميسرة1 -د ت ق- بن حَلُبس الجبلاني الأعمى أَبُو حلبس ويقال: أبو عبيد، وهو أخو يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق.

روى عن معاوية وعبد الله بن عُمَر وواثلة بن الأسقع وابن عُمَر والصنابحي وأبي مُسْلِم الخولاني وأم الدرداء وغيرهم.

روى عَنْهُ خَالِد بن يزيد المري وسليمان بن عتبة والأوزاعي وسعيد بن عَبْد العزيز ومروان بن جناح وعمرو بن واقد وآخرون.

قال المفضل الغلابي وأبو عُبَيْد وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة. وكان يقريء القرآن فِي الجامع، وله كلام نافع فِي الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك فِي المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء. وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.

وقال هشام بن عمار: ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس: سمعت معاوية على منبر دمشق يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إن رجلا فِي بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا "وذكر الحديث2.

قال العجلي والدارقطني وغيرهما: ثقة.

1 التاريخ الكبير "8/ 402"، وتهذيب التهذيب "11/ 448".

2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3470"، ومسلم "2766"، وغيرهما.

ص: 390

وروى مدرك بن أَبِي سعد الفزاري عن يونس بن حلبس أنه كان يدعو: اللهم إني أسألك حزمًا فِي لين وقوة فِي دين وإيمانًا فِي يقين ونشاطًا فِي هدى وبرًا فِي استقامة وكسبًا من حلال.

وقال الهيثم بن عمران: كنت جالسًا عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة فِي سبيلك. فأقول: من أَيْنَ يرزق هذه الشهادة وهو أعمى فلما دخلت المسودة دمشق قُتِل، فبلغني أن الخراسانيين اللَّذيْن قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلسًا. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلك على أن المسودة فعلوا عند افتتاخهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك فِي عام اثنتين وثلاثين ومائة1.

"الكنى":

339-

أَبُو بَكْر بن نافع2 -م د ت- مولي ابن عُمَر.

روى عَنْ أَبِيهِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ.

وَعَنْهُ مالك والدراوردي.

قال أَحْمَد بن حنبل: هُوَ أوثق إخوته وهم: هُوَ وعبد الله وعمرو.

340-

أبو الجحاف التميمي3 -ت ن ق- الكوفي داود بن أبي عوف.

روى عن الشَّعْبِيّ وعكرمة وأبي حازم الأشجعي وشهر بن حوشب.

وعنه سُفْيَان وشريك وعبد السلام بن حرب وتليد بن سُلَيْمَان وغيرهم.

قال أَحْمَد بن حنبل: صالح الحديث. وضعفه ابن عدي ومشاه غيره.

341-

أَبُو الجودي الأسدي4 -د- شامي نزل واسط يقال اسمه الحارث بن عمير.

عن سَعِيد بن المهاجر وعمر بن عبد العزيز ونافع.

1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 60".

2 التاريخ الكبير "9/ 14"، وتهذيب التهذيب "12/ 42"، والميزان "4/ 505".

3 تهذيب التهذيب "12/ 53"، والتقريب "2/ 410"، وميزان الاعتدال "4/ 510".

4 التهذيب "12/ 62"، وتاريخ الدوري "2/ 94".

ص: 391

وعنه شُعْبَة وعبثر وهشيم وأبو معاوية.

وثقه ابن معين.

342-

أبو حمزة القصاب1 -ت ق- الكوفي الأعور، اسمه ميمون.

روى عن أَبِي وائل وسعيد بن المسيب وإبراهيم.

وعنه الثوري والحمادان وعبد الوارث وابن علية.

ضعفه أَحْمَد والدارقطني وغيرهما.

أما أَبُو حمزة القصاب عمران، فقد مر.

أَبُو رجاء الأَزْدِيّ الحداني الْبَصْرِيّ، هُوَ مُحَمَّد بن سيف.

343-

أَبُو ريحانة السعدي2 -م د ت ق- مولاهم الْبَصْرِيّ عَبْد الله بن مطر، ويقال: زياد بن مطر.

روى عن سفينة ابن عَبَّاس وابن عُمَر.

وعنه وهيب وبشر بن المفضل وابن علية وعلي بن عاصم.

قال ابن معين: صالح.

أَبُو الزَّعْراء الجشمي عمرو، قد مر.

أَبُو الزناد الْمَدَنِيّ، هُوَ عَبْد الله بن ذكوان قد ذكر.

أَبُو سهيل بن مالك الأصبحي، هُوَ نافع قد ذكر.

أَبُو طوالة، هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن قد ذكر.

344-

أَبُو ظلال القسملي الْبَصْرِيّ3 -خ ن- الأعمى، اسمه هلال.

روى عن أنس.

1 التاريخ الكبير "6/ 412"، وتهذيب التهذيب "12/ 79".

2 التاريخ الكبير "5/ 198"، وتهذيب التهذيب "6/ 34".

3 تهذيب التهذيب "11/ 84"، والتقريب "2/ 434".

ص: 392

وعنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مُسْلِم ويزيد بن هارون.

ضعفه ابن معين وجماعة.

أَبُو العلاء القصاب، اسمه أيوب، قد ذكر.

345-

أبو غالب الباهلي1 -د ت ق- الخياط. بصري اسمه نافع وقيل: رافع.

روى عن أنس وغيره.

وعنه سلام بن أَبِي الصهباء وهمام وعبد الوارث وغيرهم.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.

قلت: الظاهر أنه هُوَ الَّذِي روى عن أَبِي سَعِيد، وعنه ثابت بن مُحَمَّد العبدي فالله أعلم.

أَبُو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر.

أَبُو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر.

346-

أَبُو مُسْلِم الخراساني2، صاحب الدعوة عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان بن يسار.

ذكر ابن خلكان أنه كان قصيرًا أسمر جميلا حلوًا نقي البشرة أعور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر والظهر خافض الصوت فصيحًا بالعربي والفارسي حلو المنطق رواية للشعر عالمًا بالأمور لم يُرَ ضاحكًا ولا مازحًا إلا فِي وقته، ولا يكاد يقطب فِي شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الفادحة فلا يُرى مكتئبًا، وإذا غضب لم يستفزه الغضب ولا يأتي النساءَ إلا مرة فِي السنة.

ولد سنة مائة من الهجرة وأول ظهوره بمرو كان فِي سنة تسع وعشرين فظهر في

1 تهذيب التهذيب "12/ 198"، والجرح والتعديل "8/ 455".

2 ترجم له الذهبي في السير "6/ 287"، وميزان الاعتدال "2/ 590".

ص: 393

خمسين رجلا وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان وصفت ممالكها لأبي مُسْلِم فِي سنتين وأربعة أشهر.

قال مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي تاريخه: قدم أَبُو مُسْلِم وحفص بن سُلَيْمَان الخلال على إِبْرَاهِيم الإِمَام وهو بالحُمَيَّمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.

وقد روى أَبُو مُسْلِم عن عكرمة مُرْسَلا وعن ثابت البناني وأبي الزبير وإسماعيل السدي ومحمد بن علي العباسي وجماعة.

روى عنه إِبْرَاهِيم الصائغ وابن شبرمة وابن المبارك وغيرهم.

روى مصعب بن بشر عن أبيه قَالَ: قام رجل إلى أَبِي مُسْلِم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سوداء1، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه.

ويروى أن سُلَيْمَان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة توجَّهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين، فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو فِي الحبس فدعاهم إلى ولد الْعَبَّاس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل حبسهم يوسف ابن عُمَر فيمن حبس من عمال خَالِد القسري، ومع هذين الأخوين أَبُو مُسْلِم يخدمهما فرأوا فِيهِ العلامات فقالوا: من ذا؟ قَالُوا: غلام من السرّاجين يخدمنا، وقد كان أَبُو مُسْلِم سمع الأخوين يتكلمان فِي هذا الرأي، فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب2.

قال ابن خلكان: كانا قد حُبسا على مال الخراج وعيسى هُوَ جد الأمير أَبِي دُلَف فكان أَبُو مُسْلِم يختلف إلى الحبس يتعدهما، فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإِمَام مُحَمَّد بن علي فدخلوا يسلَّمون على الأخوين فرأوا أَبَا مُسْلِم فأعجبهم عقله وكلامه ومال هُوَ إليهم ثم عرف أمرهم ودعوتهم وهرب الأخوان من الحبس فصحب هُوَ النقباء إلى مكة ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف درهم إلى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وقد مات أَبُوهُ وأهدوا له أَبَا مُسْلِم فأعجب به، وقال لهم: هذا عضلة من العُضَل، فأقام يخدم إِبْرَاهِيم الإِمَام وعاد النقباء إلى خراسان فقال إبراهيم: إني قد

1 حديث صحيح: أخرجه الإمام مسلم "1358"، وأبو داود "4076".

2 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 290".

ص: 394

جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان.

قال المأمون: أصل الملوك ثلاثة1 قاموا بنقل الدول: الإسكندر وأزدشير وأبو مُسْلِم من ولد بزرجمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أَبُوهُ إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، فقال إِبْرَاهِيم لما عزم على توجُهه إلى خراسان: غير اسمك وكان اسمه إِبْرَاهِيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أَبَا مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، ثم مضى وله ذؤابة وهو على حمار وله تسع عشرة سنة.

وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعًا إلا وجدت أَبَا مُسْلِم قد سبقني إليه فألفته فدعاني إلى منزله ثم لاعبني بالشطرنج وكان يلهج بهذين البيتين:

ذروني ذورني ما قررت فإنني

مَتَى ما أهج حربًا تضيق بكم أرضي

وأبعث فِي سود الحديد إليكم

كتائب سودًا طالما انتظرت نهضي

قال علي بن عثام: قال إِبْرَاهِيم الصائغ: لما رَأَيْت العرب وضيعتها خفت أن لا تكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أَبَا مُسْلِم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة.

وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إِبْرَاهِيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه فِي سعة غيرنا أهل العلم قلت: لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط2، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عَنْهُ فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله.

وقيل: كان أَبُو مُسْلِم يجتمع بإبراهيم الصائغ وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده يعني فِي القتل فدخل عليه فوعظه.

وقد ذكرنا جملة من أخبار أَبِي مُسْلِم فِي الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك في سنة سبع وثلاثين بالمدائن.

1 وفي وفيات الأعيان "3/ 147"، "أجل ملوك الأرض

".

2 والسوط: ما يضرب به من جلد، سواء أكان مضفورا أم لم يكن "ج" أسواط، وسياط.

ص: 395

347-

أبو نصيرة الواسطي1 -د ت- مسلم بن عبيد.

عن أنس وأبي عسيب وأبي رجاء العطاردي.

وعنه حشرج بن نباته وسويد بن عَبْد العزيز وهشيم ويزيد بن هارون.

وثقة أَحْمَد بن حنبل. وقال ابن معين: صالح، ولينه الأَزْدِيّ.

لَهُ فِي الْجَامِعِ وَالسُّنَنِ هَذَا الْحَدِيثُ فَقَطْ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَضُرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ولو عاد فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً"2.

وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.

أَبُو هارون العَبْدي، عمارة بن جوين. قد مر.

آخر الطبقة الرابعة عشرة. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

1 التاريخ الكبير "7/ 267"، والتهذيب "2/ 156".

2 حديث ضعيف: أخرجه أبو داود "1514"، والترمذي "3559"، والبيهقي في السنن الكبرى "10/ 188"، وأخرجه عبد بن حميد، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق قال فذكره

كما في الدر المنثور للسيوطي "2/ 87".

ص: 396