الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فجعلوا الصحيح مِنْ إسنادِ
…
بَدَلَ ذِي الضَّعْفِ المَهِينِ البَادِي
أوْ سنداً مشتهراً بعكسِهِ
…
ليَرْغَبَ الناسُ لهُ بسمعهِ
مِنْ هؤلاءِ أَصْرمُ بنُ حَوْشَبِ
…
بُهْلُولُ إبراهيمُ حَمَّادُ الغَبِيْ
كما ابنُ اسحاقَ سَمَاعاً أفْصَحا
…
عنْ ابنِ يعقوبَ لذاكَ افْتَضَحا
ومِنْهُمُ مَنْ لِسَمَاعٍ ادَّعَى
…
عَمَّنْ لِقَاؤهُ غداً مُمْتَنِعَا
كذاك عنْ عبدٍ رَوَى ابنُ حاتمِ
…
فجاءنا تكذيبُهُ عنْ حاكمِ
وسابعُ الأصنافِ قومٌ وضعوا
…
مِنْ غيرِ قصدٍ غلطاً، فافْتَجَعُوا
فَنَسَبُوا إلى النبيِ ما وَرَدْ
…
عنْ صحبهِ، أو غيرهمْ لذا يُرَدْ
وكالذي بِمَنْ يَدُسُّ يُبْتَلَى
…
ما لَيْسَ مِنْ حديثهِ، فأبْطَلا
كابنِ أبيِ العَوْجَاءِ حمَّاداً ظَلَمْ
…
كذاك قُرْطُمَةُ سُفْيانَ اخْتَرَمْ
وكاتبُ الليثِ بجارهِ بُلِيْ
…
وكالذي بآفةٍ قدْ ابْتُلِىْ
في حفظهِ، أو كُتْبِهِ، أوْ بَصَرِهْ
…
ثُمَّ رَوَى بَعْدُ لغَيْرِ خَبَرِهْ
أشدُّ الأصنافِ جميعاً ضررا
…
مَنْ زُهْدُهُ بين العبادِ ظهرا
يَقْبَلُ مَوْضُوعاتِهِمْ كثيرُ
…
ممنْ على نمطهمْ يسيرُ
ومِثْلُهُمْ مَنْ جوَّزوا أَنْ يُنْسَبَا
…
إلى النبي ما بالقياسِ يُجْتَبَى
ثمَّةَ ذا الأخيرُ حقاً أخْفَى
…
وغيرُهُ أظهرُ مِنْ أَنْ يَخْفَى
فصل
لَمَّا حَمَى اللهُ الكتابَ المُنَزَّلا
…
عَنْ أَنْ يُزادُ فيهِ أَوْ يُبَدَّلا
أخذَ أقوامٌ يَزِيدُونَ على
…
أخبارِ مَنْ أَرْسَلَهُ لِيَفْصِلا
فأنشأَ اللهُ حُماةَ الدينِ
…
مُمَيِّزِينَ الغثَّ عَنْ سَمِينِ
قدْ أيدَ اللهُ بهمْ أَعْصَارَا
…
ونَوَّروا البلادَ والأمْصَارا
وحَرَسُوا الأرضَ كأملاكِ السما
…
أَكْرِمْ بِفُرْسانٍ يجولون الحِمَى
وقال سفيانُ: الملائكةُ قدْ
…
حَرَسَتِ السماءَ عَنْ طاغٍ مَرَدْ
وَحَرَسَ الأرضَ رُوَاةَ الخَبرِ
…
عَنْ كُلِّ مَنْ لِكَيْدِ شَرْعٍ يَفْتَرِي
وابنُ زُرَيْعٍ قال قولاً يُعْتَبرْ
…
لِكُلِّ دِينٍ جاءَ فُرْسانٌ غُرَرْ
فُرْسانُ هذا الدِّينِ أصحابُ السَّندْ
…
فاسْلُكْ سبيلَهُمْ فإنَّهُ الرَّشَدْ
وابنُ المباركِ الجليلُ إذْ سُئِلْ
…
عَمَّا لَهُ الوَضَّاعُ كَيْدَاً يَفْتَعِلَ
قال: تعيشُ دهرها الجهابذهْ
…
حاميةً تلك الغُثَاءَ نابذهْ
وأخذَ الرشيدُ زنديقاً بَغَى
…
فقال: أين أنت مِنْ ألفٍ طغا؟
فقال: أين أنت مِنْ فَزَارِي
…
وابنِ المباركِ الجليلِ الدَّارِي؟
فَرَحِمَ الإلهُ أصحابَ السُّنَنْ
…
الْتَمَسُوا الحَقَّ مِنْ الوجهِ الحسنْ
تقربوا إليه باتباع مَنْ
…
مِنْهَاجُهُ خَيْرُ طَرِيقٍ وَسَنَنْ
وطَلبوا أخبارَهُ فَغَرَّبوا
…
وَشَرَّقوا بَرَّاً وبحْراً رَكِبُوا
وَنَقَّرُوا عنها إلى أَنْ يتَّضِحْ
…
صحيحُها مِنَ السقيمِ المُفْتَضِحْ
وناسخٌ مِنْ عكسهِ ومِنْ عَدَلْ
…
عَنْهَا بِرَأْيْهِ السَّخبفِ المُبْتَذَلْ
فنبهوا عليه حتى نَجَمَا
…
الحقُّ بعد كونِهِ قد أحجما
وانقاد للسنةِ مَنْ قد أعرضا
…
وانتبه الغافلُ حتى انتهضا
وعابَهم بغيرِ علمٍ جاهلُ
…
لحملِهِمْ ذا الضعفِ فَهْوَ باطلُ
كذاكَ للغريبِ لكنْ لهُمُ
…
بِحَمْلِهِمْ لِذَيْنِ سِرُّ ناجِمُ
وذاك تمييزٌ لمَا صحَّ وما
…
سَقِمَ كَيْ يَعْلَمَهُ ذَوُوا العمى
ومَرَّ أحمدُ على أهْلِ الأثرْ
…
يُقَابِلُونَ كُتْبَهُمْ لِتُعْتَبَرْ
فقال: ما أحسبُهُمْ إلا وَفَا
…
عليهِمُ قولَ النبيِّ المُقْتَفَى
حيثُ يقولُ: لا تزالُ طائفهْ
…
مِنْ أمتي حتى تجيئَ الآزفهْ
ومَنْ أَحَقُّ مِنْهُمُ بِذَا الشرفُ
…
قد فارقوا أهلاً ومالاً وغُرَفْ
وقَنِعُوا بالكِسْرْ والأَطْمَارِ
…
في طلبِ السُّنَنِ والآثارِ
فَهُمْ يجولون البَرَارِي والقِفَارْ
…
ولا يُبَالونَ بِبُؤْسٍ وَافْتِقَارْ
مُتَّبِعِينَ هَدْيَ خَيْرُ الخَلْقِ
…
وَمُرْشِدِ الكل لدينِ الحقِ
فَهُمْ يَرُدُّونَ افْتِرَاءَ المُفْتَرِي
…
على خِتَامِ الرُّسْلِ صافي الخَبَرِ
صَلَّى عليهِ اللهُ مادام الأثرْ
…
وأهلُهُ الأُعْلَوْنَ مِنْ بينِ البشرْ
وآلهِ وصحبهِ الهُداةِ
…
السَّالكينَ منهج النجاةِ
أسْألَُهُ القبولَ والنفع لمنْ
…
يَرْغَبُ في نَظْمِي على الوجهِ الحسنْ
أبياتُها خمسونَ بعدَ مِائةِ
…
ياربِّ فاقبلها ففيكَ رَغْبَتي