المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرمة الكلام في العلماء - تفسير القرآن الكريم - أسامة سليمان - جـ ١

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة نوح

- ‌مقدمة بين يدي تفسير سورة نوح عليه السلام

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلم يزدهم دعائي إلا فراراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً)

- ‌موقف الإمام أحمد من القائلين بخلق القرآن وصبره وثباته

- ‌الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك بن أنس بسبب فتوى عدم وقوع طلاق المكره

- ‌الأسئلة

- ‌حكم دخول الصلاة بدون تكبيرة الإحرام

- ‌حكم نسيان المصلي لركن من أركان الصلاة

- ‌حكم إدراك الإمام وهو راكع

- ‌حكم تغطية المرأة لقدميها في الصلاة

- ‌حكم انصراف الأستاذ من المدرسة بعد أداء حصته والعودة إليها في وقت الانصراف

- ‌حكم تعامل الإنسي مع الجني

- ‌حكم قيام الليل جماعة بترتيب مسبق

- ‌خروج الزوجة من بدعية الدعوة إلى قيام الليل في جماعة بترتيب مسبق

- ‌حكم زيارة القبور للنساء

- ‌حكم زيارة القبور في الأعياد

- ‌حكم تجاوز مدة دم الحيض للمرأة التي لها عادة معينة

- ‌حكم مرور المرأة بين يدي المصلي

- ‌حكم التسبيح بالسبحة بعد الصلاة وغيرها

- ‌حكم الجهاد في العراق

- ‌حكم الحلف بالطلاق

- ‌حرمة الكلام في العلماء

الفصل: ‌حرمة الكلام في العلماء

‌حرمة الكلام في العلماء

‌السؤال

ما حكم الخروج مع بعض الجماعات للتوعية الدينية وسماع الخطب الدينية، والبعض قد يتحدث في بعض المشايخ الكبار عن طريق (الإنترنت) مثل: الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي؟

‌الجواب

ظاهرة سب العلماء ظاهرة سيئة، وأنا لا أدافع عن عالم بعينه، وإنما لابد أن نعلم أن عدم احترام العلماء هو عمل السفهاء؛ لأن لحوم العلماء مسمومة، وهذه مسألة لا تحتاج إلى كلام! وحينما أتعرض لعالم بالسب فهذا معناه أنني أسقط هذا العالم من أعين الناس، لا لشيء؛ وإنما لأنه قد أخطأ في فتوى، وهذا وارد، لكن لي أن أصحح الفتوى دون تجريح، فأقول: قال بعض أهل العلم كذا والصحيح كذا، لا أن أذكره بإثم وأجرح وأطعن، فهذا عمل من لا خلاق عندهم ولا ورع.

ولقد اختلف السلف فيما بينهم فما رأينا يوماً هذا يسب في هذا، وإنما كانوا يقولون: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

ففيه رحمة وود، والتجريح ليس سمة طالب العلم الورع، وليس معنى ذلك أنني أسكت عن أشياء وأمور، لا، فهناك أمور أتحدث فيها بجراءة، لكن دون ذكر الأسماء، كان صلى الله عليه وسلم يقول:(ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).

وصاحب الأمر موجود، فيقولون: إنه كان يعرض حتى لا يسبب حرجاً لأحد، أما أن تصعد على منبر أو أن تكون في جماعة، كما أرسل لي أحد طلبة العلم يقول: أقول لأحد الإخوة: إن هناك درساً للشيخ الفلاني في العزيز بعد الجمعة، فقال: الشيخ سروري! فقلت له ماذا تعني بقولك: سروري؟ فقال: أنا سمعت الكلام هذا من الشيخ الفلاني يقول فيه كذا، حسناً، الشيخ الفلاني يقول ذلك وأنت مالك يا قزم؟ فأنت قزم لا تقدح في العالم، وتنقل كلام العلماء بعضهم لبعض؟! فاتق الله يا مسلم! ولا تقول: الشيخ فلان يقول في الشيخ علان كذا، وهذا يسمى تناطح الأقران، أي: صراع الأقران، وصراع الأقران يطوى ولا يروى، والأقران هم أبناء الجيل الواحد والزمن الواحد، ومعنى تطوى: أي: كأنك لم تسمع شيئاً، ولا يكن ديدنك الشيخ الفلاني قال في الشيخ الفلاني كذا، والشيخ الفلاني رد على الشيخ الفلاني بكذا وهكذا، لا، وإنما اسمع إلى كل إنسان وخذ منه الصواب ورد عليه الخطأ، أما لا تقرأ لفلان، أو لا تسمع لفلان، أو لا تذهب لفلان، فقد حرمت نفسك الكثير والكثير، ومن قال لك: اقرأ كذا ولا تقرأ كذا فقد اتهمك في عقلك؛ لأنه يعرفك أنك لا تميز، ولو تميز سيقول لك: اقرأ وميز، وكذلك القدح في الجماعات، فنقدح في المنهج دون تجريح الأشخاص، ونقول: جماعة كذا عندها خلل في الاعتقاد: والخلل كذا وكذا، والمهم أن هناك أدباً في نقد الرجال ونقد العلماء، لكن لا يمكن بحال أن نقبل أن يسب عالم من العلماء.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

اللهم تقبل منا وارحمنا.

آمين آمين.

وجزاكم الله خيراً، وتقبل الله منا ومنكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 25