المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك بن أنس بسبب فتوى عدم وقوع طلاق المكره - تفسير القرآن الكريم - أسامة سليمان - جـ ١

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة نوح

- ‌مقدمة بين يدي تفسير سورة نوح عليه السلام

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلم يزدهم دعائي إلا فراراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً)

- ‌موقف الإمام أحمد من القائلين بخلق القرآن وصبره وثباته

- ‌الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك بن أنس بسبب فتوى عدم وقوع طلاق المكره

- ‌الأسئلة

- ‌حكم دخول الصلاة بدون تكبيرة الإحرام

- ‌حكم نسيان المصلي لركن من أركان الصلاة

- ‌حكم إدراك الإمام وهو راكع

- ‌حكم تغطية المرأة لقدميها في الصلاة

- ‌حكم انصراف الأستاذ من المدرسة بعد أداء حصته والعودة إليها في وقت الانصراف

- ‌حكم تعامل الإنسي مع الجني

- ‌حكم قيام الليل جماعة بترتيب مسبق

- ‌خروج الزوجة من بدعية الدعوة إلى قيام الليل في جماعة بترتيب مسبق

- ‌حكم زيارة القبور للنساء

- ‌حكم زيارة القبور في الأعياد

- ‌حكم تجاوز مدة دم الحيض للمرأة التي لها عادة معينة

- ‌حكم مرور المرأة بين يدي المصلي

- ‌حكم التسبيح بالسبحة بعد الصلاة وغيرها

- ‌حكم الجهاد في العراق

- ‌حكم الحلف بالطلاق

- ‌حرمة الكلام في العلماء

الفصل: ‌الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك بن أنس بسبب فتوى عدم وقوع طلاق المكره

‌الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك بن أنس بسبب فتوى عدم وقوع طلاق المكره

إن فتنة العلماء وبلاء العلماء أمر معروف ومعلوم، فلا تجد عالماً من علماء السلف ليس له بلاء، وإنما لابد أن يبتلى، فالإمام مالك قد ابتلي في طلاق المكره، وذلك عندما ولي أمر المدينة والٍ بالإكراه، وفي مجلس للإمام سأل أحدهم الإمام: هل يقع طلاق المكره؟ فالسؤال عن الطلاق، لكن المعنى في بطن الشاعر، فقال مالك: طلاق المكره لا يقع.

إذاً: بالقياس بيعة المكره لا تقع، فانتقلت هذه الفتوى ووصلت إلى والي المدينة، فاستدعى الإمام مالكاً رحمه الله تعالى، وطلب منه الرجوع عن هذه الفتوى والقول بوقوع طلاق المكره، وهذه فتوى تسمى بحسب الطلب، فرفض ذلك الإمام مالك رحمه الله، فجلده الوالي جلداً شديداً حتى شلت إحدى يديه، فكان لا يستطيع أن يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وهذا هو السبب في أن مالكاً كان لا يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وهذا كله إن دل فإنما يدل على أن العلم أمانة، وأن الدين أمانة، فإن قلتها مت، وإن لم تقلها مت، فقلها ومت عزيزاً رافع الرأس، وفي الأخير فالبلاء في سيرة السلف متعدد لكن المقام لا يتسع لأكثر من هذا.

ص: 8