المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ١٦٦

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ الحشر [11 - 24]

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كمثل الذين من قبلهم قريباً ذاقوا وبال أمرهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر وذلك جزاء الظالمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الخالق البارئ المصور)

- ‌معنى اسم الله: المتكبر

- ‌معنى اسم الله: الجبار

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة)

‌تفسير قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة)

قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر:22].

وأخيراً تجيء تلك التسبيحة المجيدة بأسماء الله الحسنى، وكأنما هي أثر من آثار القرآن في كيان الوجود كله، ينطلق بها لسانه، وتتجاوب لها أرجاؤه، وهذه الأسماء واضحة الآثار في صميم هذا الوجود، وفي حركته وظواهره، فهو إذ يسبح بها يشهد كذلك بآثارها، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر:22].

ولكل اسم من هذه الأسماء الحسنى أثر في هذا الكون ملحوظ، وأثر في حياة البشر ملموس، فهي توحي إلى القلب بفاعلية هذه الأسماء والصفات، فاعلية ذات أثر وعلاقة بالناس والأحياء، وليست هي صفات سلبية أو منعزلة عن كيان هذا الوجود وأحواله وظواهره المصاحبة لوجوده.

((هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ))، فتقرر في الضمير وحدانية الاعتقاد، ووحدانية العبادة، ووحدانية الاتجاه، ووحدانية الفاعلية من مبدأ الخلق إلى منتهاه، ويقوم على هذه الوحدانية منهج كامل في التفسير، والشعور، والسلوك، وارتباطات الناس بالكون وبسائر الأحياء، وارتباطات الناس بعضهم ببعض.

((عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)) فيستقر في الضمير الشعور بعلم الله للظاهر والمستور، ومن ثَم تستيقظ مراقبة هذا الضمير لله في السر والعلانية، ويعمل الإنسان كل ما يعمل بشعور المراقَب من الله المراقِب لله، ويتكيف سلوكه بهذا الشعور الذي لا يغفل بعده قلب ولا ينام.

((هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)) فيستقر في الضمير شعور الطمأنينة لرحمة الله والاسترواح، ويتعادل الخوف والرجاء، والفزع والطمأنينة، فالله في عقيدة المؤمن لا يطارد عباده ولكنه يراقبهم، وهو لا يريد الشر بهم بل يحب الهدى، ولا يتركهم بلا عون وهم يصارعون الشرور والأهواء.

ص: 12