المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين قال أساطير الأولين) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ١٨٩

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ المطففين

- ‌مقدمة عن سبب تسمية السورة بالمطففين ومكان نزولها وأسباب النزول

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويل للمطففين يخسرون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون لرب العالمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين كتاب مرقوم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين قال أساطير الأولين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم)

- ‌كلام ابن القيم في معنى قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين نضرة النعيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يسقون من رحيق مختوم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم عيناً يشرب بها المقربون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا انقلبوا إلى أهلهم عليهم حافظين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ما كانوا يفعلون)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين قال أساطير الأولين)

‌تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين قال أساطير الأولين)

يقول الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [المطففين:10 - 13].

(يكذب بيوم الدين) الدين بمعنى الحساب والمجازاة، وفيه إشعار بأن المطففين ممن يتناولهم هذا الوصف؛ لأن إصرارهم على التعدي والإجرام يدل على عدم الإيمان بالبعث، فقوله تعالى هنا مباشرة بعد أن انتهى الكلام عن المطففين:((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)) يشعر أن هؤلاء المطففين ممن يتناولهم هذا الوصف، وهو أنهم يكذبون بيوم الدين؛ لأن الذي يكذب بيوم الدين لا يبالي بما يقع، ولا يخشى حساباً ولا عقاباً، فبالتالي لا ينزجر عما تقوده إليه أهواؤه.

إذاً: إصرار هؤلاء المطففين على التعدي والإجرام وانتقاص حقوق الناس يدل على عدم تصديقهم بالبعث، كما قال تعالى في آية أخرى:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [النحل:105] وهذه المعاصي تليق بالذين لا يؤمنون ولا يخافون يوم الحساب، فلا يبالون بما يأتونه وما يفعلونه من الجرائم، فكذلك لا تصدر هذه الأخلاق كالتطفيف ونحوه إلا ممن يكذب بيوم الدين، فهذه الأخلاق لائقة بهم.

قوله تعالى: ((وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ)): أي: كل مجاوز للفطرة الإنسانية، بتجاوزه حد العدالة إلى الإفراط في ارتكاب البغي والعدوان.

قوله: ((أثيم)) ، أي: مبالغ في ارتكاب أفاعيل الإثم وأنواع المعاصي.

قوله تعالى: ((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)) أي: هذا القرآن حكايات وقصص وأخبار الأولين، وليس بوحي رباني ولا تنزيل إلهي.

ص: 6