المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ٦

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ البقرة [51 - 66]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وظللنا عليكم الغمام)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية وسنزيد المحسنين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم توليتم من بعد ذلك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)

‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)

قال تبارك وتعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:54].

قوله: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ)) لمَنْ مِنْ قومه؟ للذين عبدوا العجل من قومه؛ لأن بني إسرائيل ليسوا كلهم عبدوا العجل، فسبط:(بني لاوي) لم يعبدوا العجل، فالخطاب هنا موجه للذين عبدوا العجل من قومه من بني إسرائيل، والقوم: اسم للرجال دون النساء، فالأصل في كلمة (القوم) أنها تطلق على الرجال دون النساء، والدليل من القرآن آية في سورة الحجرات هي قوله تعالى:{لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} [الحجرات:11] فغاير بينهما، فدل على أن القوم للرجال، ويقول الشاعر: ولا أدري وسوف إخالُ أدري أقوم آل حصن أم نساءُ يعني: أرجال هم أم نساء؟ فعبر عن الرجال بالقوم، وسموا قوماً لأنهم هم الذين يقومون بالأمور:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء:34]، فهم يقومون بالأمور، ويتولون الحروب والقيادة وغير ذلك.

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ)) يعني: الذين عبدوا العجل: ((يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ)) إلهاً، ما إعراب العجل؟ مفعول أول للمصدر، والمصدر هنا عامل:(باتخاذكم العجل) والمفعول به الثاني محذوف وتقديره: إلهاً، يعني: يا قوم! إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهاً؛ لأنهم قالوا: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه:88].

(فتوبوا إلى بارئكم) أي: خالقكم، يعني: توبوا من عبادة العجل: ((فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ))، ليقتل البريء منكم المجرم، والمقصود: الذين لم يعبدوا يقتلوا العجل الذين عبدوا العجل، ولم يكن الأمر موجهاً إلى جميع بني إسرائيل، وإنما كان الأمر موجهاً إلى الذين لم يعبدوا العجل أن يقتلوا إخوانهم ممن تلطخوا بعبادة العجل.

((ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ)) الإشارة هي إلى القتل، يعني: فوفقكم الله لفعل ذلك، وأرسل عليكم سحابة سوداء مظلمة؛ لئلا يرى بعضكم بعضاً فيرحمه، حتى قتل منكم نحو سبعين ألفاً.

هذا هو القول الأول في تفسير: ((فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ)) يعني: يقتل البريء منكم المجرم، وبعض العلماء قالوا: هذا خطاب للكل، أن يقتل بعضهم بعضاً، فجعل القتل للقتيل شهادة وللحي توبة، فالذي يقتل يكون شهيداً، والشهادة تمحوا عنه عبادة العجل، والذي يبقى حياً فإن هذا يكون توبة من الله سبحانه وتعالى عليه؛ لكن الذي اعتمده هنا الإمام السيوطي: قوله: ((فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ)) أي: ليقتل البريء منكم المجرم الذي عبد العجل، والذين لم يعبدوا العجل هم من سبط (بني لاوي) سبط من أسباط بني إسرائيل من أبناء يعقوب عليه السلام، فهؤلاء اللاويون هم الذين لم يعبدوا العجل، ((فَتَابَ عَلَيْكُمْ)) أي: قبل توبتكم ((إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).

ص: 5