الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرائحة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يأتين المساجد» (1) وفي حديث جابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال صلى الله عليه وسلم: «من أكل من هذه الشجرة النتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الأنس» (2) وخطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما فقال في خطبته: ". . . . ثم أنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحها من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا"(3) .
[إمام المسجد]
إمام المسجد: المسجد هو المؤسسة الثابتة في الإسلام وهو الرابطة الدينية والاجتماعية التي توثق الصلة وتحقق التعارف بين فئات المجتمع المسلم.
ويعتبر إمام المسجد وخطيبه عماد المسجد وقوته، به يؤدي المسجد رسالته في نشر الدعوة وتوعية المجتمع وتبصير الناس بأمور دينهم، فإذا كان الخطيب عالما قوي الشخصية نافذ البصيرة
(1) متفق عليه واللفظ لمسلم، انظر صحيح البخاري 1 / 207 وصحيح مسلم 1 393.
(2)
رواه مسلم 1 / 396 كتاب المساجد
(3)
المصدر السابق.
عارفا بعادات الناس وأحوالهم كان تأثيره جيدا ومفيدا في جماعة المسجد، وفي سكان الحي الذي فيه المسجد يعلمهم ويرشدهم ويقودهم إلى كل خير وفضيلة.
وقد كان كذلك الخطباء المستجمعون لشروط الإمامة والخطابة.
ففي صدر الإسلام كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الإمام والخطيب ثم خلفاؤه الراشدون ثم الأمراء والقواد والعلماء والأعلام، وهذا يدل على أنه يجب أن يكون متولي هذه الوظيفة في المنزلة العالية من الدين والخلق والعلم والسلوك (1) وهنا تظهر أهمية هذه الوظيفة في حياة الناس إذ إن قوة الخطباء تبدو على مجتمعاتهم، وضعفهم يظهر أثره في تلك المجتمعات، لأن المسجد هو الذي يعلم المجتمع ربط القول بالعمل فإذا كان الخطيب ضعيف العلم والشخصية أو سيئ الخلق والسلوك فإنه يضر ولا ينفع، وإذا كان من مهمة الإمام الخطيب قيادة المصلين إلى الخير والبر والصلاح فمن العسير أن يحقق الخطيب الجاهل هذه المهمة الجليلة (2) .
وقد يكون الإمام الخطيب جامعا لشروط هذه الوظيفة من حيث العلم والقدرة الشخصية ولكنه مشغول عن وظيفته بأعمال
(1) الشيخ على محفوظ، الخطابة ص21.
(2)
أحمد بن عبد الله أحمد، رسالته ماجستير عن المسجد وأثره في الدعوة الإسلامية ص2.