المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 ـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ــ ولم أجده مسندا - إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن - تخريجا وشرحا

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: ‌1 ـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ــ ولم أجده مسندا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده

أما بعد

فمن الآثار المشتهرة على الألسنة: «إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن» .

وإليك‌

‌ تخريجه، وألفاظه

، وبيان معناه:

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ ولم أجده مسنداً ـ، وروي عن عمر، وعثمان، وعمر بن عبدالعزيز، والحسن البصري، وذُكر بأنه من قول أهل العلم والتجربة، والحكماء.

بيان ذلك:

‌1 ـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ــ ولم أجده مسنداً

ــ:

قال ذلك الماورديُّ (ت 450 هـ) في «أدب الدنيا والدين» (ص 135) قال: وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله ليزع بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن» .

وقال عدد من العلماء: وفي الحديث، منهم:

ابن السكيت (ت 244 هـ) في «إصلاح المنطق» (ص 185) قال: (ويقال: وَزَعتُهُ أَزَعُهُ وَزْعًا، إذا كففته، وقال الأصمعي: وجاء في الحديث: «من يَزَع السلطان أكثر ممن يَزَع القرآن» ، ويقال: لا بد للناس من وَزَعَةٍ، أي من كَفَفة).

ص: 1

وابن قتيبة (ت 276 هـ) في «أدب الكاتب» (ص 346) قال: (و «وزعت الناقة» كففتها، وجاء في الحديث: «من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن»، ومنه الوازع في الجيش، ولا بد للناس من «وزعة» أي: من سلطان يكفهم).

ومثله الهروي (ت 401 هـ) في «الغريبين» (6/ 1995)، وعلق عليه بقوله:(أراد من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يزع القرآن يكفه خوف الله تعالى).

والطرطوشي (ت 520 هـ) في «سراج الملوك» (ص 61) ولفظه: (إن الله تعالى ليزع بالسلطان مالاً يزع بالقرآن). قال معناه: يدفع.

ونشوان الحميري (ت 573 هـ) في «شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم» (11/ 7151)، والمُنَجَّى بن عثمان التنوخي الحنبلي (ت 695 هـ) في «الممتع في شرح المقنع» (2/ 295) كلاهما بمثل لفظ الطرطوشي.

وابن كثير (ت 774 هـ) في «تفسيره» (5/ 111) قال: (وفي الحديث: «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». أي: ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع كثير من الناس بالقرآن، وما فيه من الوعيد الأكيد، والتهديد الشديد، وهذا هو الواقع).

قلت: يحتمل أنه يريد بالحديث الموقوف لا المرفوع.

وابن الأزرق الأصبحي الأندلسي (ت 896 هـ) في «بدائع السلك في طبائع الملك» (1/ 107) قال: (الْحِكْمَة الرَّابِعَة إِنَّه يدْفع بتخويفه وتهديده مَالا يدْفع بِالْقُرْآنِ بتكرار وعظه وترديده فِي الحَدِيث: «إِن الله ليزع بالسلطان مَالا يَزع بِالْقُرْآنِ»

وَقَالَ الطرطوشي مَعْنَاهُ ليدفع قلت وَذَلِكَ لما فِي الطباع البشرية من الْعدوان والاستعصاء عَن الطَّاعَة وَمن ثمَّ قَالَ ابْن الْمُبَارك:

ص: 2