المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل فيما ورد في ذم البدع والكلام ومن تعصب لبدعة أو مبتدع، أو قام معه ومدح في رد ذلك - جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر

[ابن المبرد]

الفصل: ‌فصل فيما ورد في ذم البدع والكلام ومن تعصب لبدعة أو مبتدع، أو قام معه ومدح في رد ذلك

‌فصل فِيمَا وَرَدَ فِي ذَمِّ الْبِدَعِ وَالْكَلامِ وَمَنْ تَعَصَّبَ لِبِدْعَةٍ أَوْ مُبْتَدِعٍ، أَوْ قَامَ مَعَهُ وَمَدَحَ فِي رَدِّ ذَلِكَ

ص: 2

1 -

أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا، أَنَا ابْنُ الدُّعْبُوبِ، أَنَا الْحَجَّارُ، أَنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْمَرْوَزِيُّ.

قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ: وَأَخْبَرَنِيهِ غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ الرِّبَاطِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالرُّكُونَ إِلَى أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّهُمْ بَطِرُوا النِّعْمَةَ، وَأَظْهَرُوا الْبِدْعَةَ، وَخَالَفُوا السُّنَّةَ، وَنَطَقُوا بِالشُّبْهَةِ، وَتَابَعُوا الشَّيْطَانَ، فَقَوْلُهُمُ الإِفْكَ وَأَكْلُهُمُ السُّحْتَ» .

وَفِي رِوَايَةِ: «وَدِينُهُمُ النِّفَاقُ، وَإِلَيْهَا يَدْعُونَ»

ص: 3

2 -

وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا أَبُو الصَّلْتِ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ كِيدَ الإِسْلامُ وَأَهْلُهُ بِهَا وَلِيًّا يَذُبُّ عَنْهُ بِعَلامَاتِهِ» .

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» .

قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ الأَنْصَارِيُّ: خُرِّجَتْ طُرُقُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.

قَالَ: فَنَأْتِي الآنَ بِأَقَاوِيلِ الْفُقَهَاءِ وَالْخِيَارِ مِنْ طَبَقَاتِ الأَئِمَّةِ فِي كَشْفِ عَوْرَاتِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الزَّائِغَةِ عَنِ النَّهْجِ النَّاكِبَةِ عَنْهُ، وَإِنْ رَغِمَتْ أُنُوفُ الْجَهَلَةِ الَّذِينَ يَطْعَنُونَ فِي أَهْلِ السُّنَّةِ فِي قَدْحِهِمْ فِي رُءُوسِ أَهْلِ الضَّلالَةِ، وَيَنْسِبُونَ مَنْ تَعَلَّمَ فِيهِمْ مِنَ الأَئِمَّةِ إِلَى الاغْتِيَابِ

ص: 4

3 -

وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّفَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ.

ح قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِسَائِيُّ، ثَنَا سَلَمَةُ.

ح قَالَ: وَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْهَرَوِيُّ، وَقَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: ثَنَا الْجَارُودِيُّ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَرْعَوْنَ، أَوْ قَالَ: أَتَرْغَبُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ، مَتَى يَعْرِفُهُ النَّاسُ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَعْرِفُهُ النَّاسُ ".

حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، وَقَدْ رَوَيْنَاهُ مِنْ طُرُقٍ أُخَرَ غَيْرَ هَذِهِ، وَفِي لَفْظِهِ:«أَتَرْعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ، اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحْذَرُهُ النَّاسُ»

ص: 5

4 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا مُطَيَّنٌ، ثَنَا جَعْدَبَةُ اللَّيْثِيُّ، ثَنَا الْعَلاءُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَيْسَ لِفَاسِقٍ غِيبَةٌ»

ص: 6

5 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَاييِنِيُّ، ثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا جَارُودُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مُصَارَمَةُ الْفَاجِرِ قُرْبَانٌ إِلَى اللَّهِ عز وجل»

ص: 7

6 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الصَّلْتُ بْنُ طَرِيفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَاجِرٌ قَدْ عَلِمْتَ مِنْهُ فَذَكَرَ ذَلِكَ، هَلْ ذِكْرُهُ مِنْهُ أَغِيبَةٌ هِيَ؟ قَالَ: لا، وَلا كَرَامَةَ، مَا لِلْفَاجِرِ حُرْمَةٌ

ص: 8

7 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا أَبُو عِصْمَةَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ، يَقُولُ: لَيْسَ لأَهْلِ الْبِدَعِ غِيبَةٌ

ص: 9

8 -

وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا شُكْرٌ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، وَقُلْتُ لَهُ: أَتَرَى ذَلِكَ مِنَ الْغِيبَةِ، قَالَ: لا

ص: 10

9 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ.

قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْخَرَّاجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو عِيسَى، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَأَلْتُ أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكًا، عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ فِيهِ تُهْمَةٌ أَوْ ضَعْفٌ، أَسْكُتُ أَوْ أُبَيِّنُ؟ قَالُوا جَمِيعًا: بَيِّنْ أَمْرَهُ

ص: 11

10 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَيْسَ لأَهْلِ الْبِدَعِ غِيبَةٌ

ص: 12

11 -

وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ الضَّرِيرُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: ثَلاثَةٌ لَا غَيْبَةَ فِيهِمْ إِمَامٌ جَائِرٌ، وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ، وَفَاسِقٌ

ص: 13

12 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَذَّاءُ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: إِنَّ هَذَا يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ أَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى، فَقَالَ: عَرِّفُوا النَّاسَ بِدْعَتَهُ، وَسَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ

ص: 14

13 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الذُّهْلِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنِي مِنْهَالٌ السَّرَّاجُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَرْعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ ، مَتَى تَعْرِفَهُ النَّاسُ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَعْرِفُهُ النَّاسُ»

ص: 15

14 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّرَّامُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، سَمِعَ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: لَا تُجَالِسُوا الْجَهْمِيَّةَ، وَبَيِّنُوا لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ كَيْ يَعْرِفُوهُمْ فَيَحْذَرُوهُمْ

ص: 16

15 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» .

وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيث مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ، وَفِي كُلّ مَا يَنْفُونَ تَأْوِيل الْجَاهِلِينَ

ص: 17

16 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا ابْنُ عَقْلٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «عَلَيْكُمْ بِالاسْتِقَامَةِ، وَالاتِّبَاعِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ»

ص: 18

17 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا الصَّغَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:«مَنْ أَقَرَّ بِاسْمٍ مِنْ هَذِهِ الأَسْمَاءِ الْمُحْدَثَةِ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ»

ص: 19

18 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونٍ، ثَنَا الْفِرْيَانَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُمَيْطٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ نجدةَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ مَعْرِفَتُكَ بِرَبِّكَ لأَنَّ مَنْ قَبْلَنَا اخْتَلَفُوا عَلَيْنَا، فَقَالَ:«إِنَّ مَنْ يَنْصِبُ دِينَهُ لِلْقِيَاسِ لَا يَزَالُ الدَّهْرَ فِي الْتِبَاسٍ، مَائِلا عَنِ الْمِنْهَاجِ، ظَاعِنًا فِي الاعْوِجَاجِ، أَعْرِفُهُ بِمَا عَرَّفَ بِهِ نَفْسَهُ، مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ أَصِفُهُ كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ»

ص: 20

19 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا أَبُو الْيُمْنِ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، قَالَ:«أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلا تُعْرَفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ»

ص: 21

20 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى.

قَالَ الدَّارِمِيُّ: وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ مَعًا، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ أَنْ يَذْهَبَ أَهْلُهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ، وَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ أَقْوَامًا يَقُولُونَ: أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ "

ص: 22

21 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قِيلَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام: يَا رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ فِتْنَةً؟ قَالَ:«زَلَّةُ عَالِمٍ ، إِذَا زَلَّ الْعَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ»

ص: 23

22 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ:«مَنْ تَمَسَّكَ بِالسُّنَّةِ، وَثَبَتَ نَجَا، وَمَنْ أَفْرَطَ مَرَقَ، وَمَنْ خَالَفَ هَلَكَ»

ص: 24

23 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: مَا أَخَذَ رَجُلٌ بِبِدْعَةٍ فَيُرَاجَعُ سُنَّةً

ص: 25

24 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: كَانَ ابْنُ طَاوُسٍ جَالِسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ، قَالَ: فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُسٍ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذَنَيْهِ، وَقَالَ لابْنِهِ: أَيْ بُنَيَّ، أَدْخِلْ أُصْبُعَكَ فِي أُذُنَيْكَ، وَاشْدُدْ لا تَسْمَعْ مِنْ كَلامِهِ شَيْئًا، قَالَ مَعْمَرٌ: يَعْنِي أَنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ

ص: 26

25 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا الصَّغَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، ثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: مَا يَكَادُ اللَّهُ أَنْ يَأْذَنَ لصِاحِبِ بِدْعَةٍ بِتَوْبَةٍ

ص: 27

26 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا الدَّغُولِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: أَهْلُ الْبِدَعِ بِمِنْزِلَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى

ص: 28

27 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، قَالَ: لأَنْ أَرَى فِي الْمَسْجِدِ نَارًا تَضْطَرِمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَى فِيهِ بِدْعَةً لا تُغَيَّرُ

ص: 29

28 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّغُولِيَّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْن يُونُسَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْمُبْتَدِعَ فِي طَرِيقٍ فَخُذْ فِي غَيْرِهِ

ص: 30

29 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا لُقْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أَنْبَا مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، ثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الأَعْوَرِ، قَالَ: لَمَّا كَثُرَتِ الْمَقَالاتُ بِالْكُوفَةِ أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عِمْرَانَ، مَا تَرَى مَا ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ مِنَ الْمقَالاتِ؟ فَقَالَ: أَوْهِ، دَقَّقُوا قَوْلا، وَاخْتَرَعُوا دِينًا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ، لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْحَقُّ، مَا خَالَفَهُ بَاطِلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكُوا دِينَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُمْ

ص: 31

30 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْكَارِزِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيَّ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ وَرْدَانَ الْبَصْرِيَّ، ثَنَا الأَصْمَعِيُّ، ثَنَا هَارُونُ الأَعْوَرُ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِبَنِيهِ: تَعَلَّمُوا الأَدَبَ، فَإِنَّ إِيرَاثِي إِيَّاكُمُ الأَدَبَ أَحَبُّ مِنْ إِيرَاثِي إِيَّاكُمُ الْمَالَ، فَإِنَّ الْمَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ، وَالأَدَبُ بَاقٍ، وَالْعِلْمُ زَيْنٌ، وَالْجَهْلُ شَيْنٌ، وَاذْكُرُوا مِنَ الْحَدِيثِ مَا كَانَ مُسْنَدًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَجْمَعُوا مِنْهُ بِجَمِيعِ حَاطِبِ اللَّيْلِ، فَتَشُكُّوا فِي الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ، وَالصَّانِعِ وَالْمَصْنُوعِ، وَالرَّبِّ وَالْمَرْبُوبِ، وَلا تُجَالِسُوا السُّفَهَاءَ، وَلا تُمَازِحُوهُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَأَصْحَابَ الْكَلامِ، فَإِنَّ أَمْرَهُمْ لَا يَئُولُ إِلَى الرَّشَادِ، وَلا تَصْطَحِبُوا بِالنَّوْمِ فَإِنَّهُ شُؤْمٌ وَنَكَدٌ

ص: 32

31 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثَنَا أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْبِدَعَ، قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَا الْبِدَعُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَكَلامِهِ، وَعِلْمِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَلا يَسْكُتُونَ عَمَّا سَكَتَ عَنْهُ الصَّحَابَةُ، وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ

ص: 33

32 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّائِغُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: مَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْكَلامِ تَزَنْدَقَ، وَمَنْ طَلَبَ الْمَالَ بِالْكِيمِيَاءِ أَفْلَسَ، وَمَنْ طَلَبَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ

ص: 34

33 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ شُكْر، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْبَصْرِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، لَعَنَ اللَّهُ عَمْرًا، فَإِنَّهُ ابْتَدَعَ هَذِهِ الْبِدَعَ مِنَ الْكَلامِ، وَلَوْ كَانَ الْكَلامُ عِلْمًا لَتَكَلَّمَ فِيهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، كَمَا تَكَلَّمُوا فِي الأَحْكَامِ وَالشَّرَائِعِ، وَلَكِنَّهُ بَاطِلٌ يَدُلُّ عَلَى بَاطِلٍ

ص: 35

34 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَارُودِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْعَبْدَ ارْتَكَبَ الْكَبَائِرَ بَعْدَ أَنْ لا يُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، ثُمَّ نَجَا مِنْ هَذِهِ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ، وَالتَّنَاوُلِ لأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْجُو أَنْ يَكُونَ فِي أَعْلَى دَرَجَةِ الْفِرْدَوْسِ، مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ كَبِيرَةٍ فِيمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ اللَّهِ عز وجل فَهُوَ مِنْهُ عَلَى رَجَاءٍ، وَكُلُّ هَوًى لَيْسَ مِنْهُ عَلَى رَجَاءٍ، إِنَّمَا يَهْوِي بِصَاحِبِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، مَنْ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ فَلْيُبْشِرْ، مَنْ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ فَلْيُبْشِرْ، مَنْ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ فَلْيُبْشِرْ

ص: 36

35 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ.

زَادَ الأَشَجُّ: لأَنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا، وَالْبِدْعَةَ لا يُتَابُ مِنْهَا

ص: 37

36 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا الْقَاسِمُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ فِي دِينِهِمْ بِدْعَةً إِلَّا نَزَعَ اللَّهُ مِثْلَهَا مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ لَا يَرُدُّهَا عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ص: 38

37 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا الصَّغَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ غَرِيبٍ، حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ، قَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلَّا غَلَّ صَدْرُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخْتُلِجَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ

ص: 39

38 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَزْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ عَارَضَ الإِسْلامَ بِرَدٍّ

ص: 40

39 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى فُرْقَةِ الإِسْلامِ

ص: 41

40 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْبَرْقِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ:«مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ» .

وَرُوِيَ هَذَا مِنْ وُجُوهٍ غَرِيبَةٍ مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَالِبُهَا ضَعِيفٌ

ص: 42

41 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشِنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ»

ص: 43

42 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَزَّارِيُّ، ثَنَا الْبَاغَنْدِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَشَى إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ لِيُوَقِّرَهُ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ» .

إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، وَرُوِيَ مِنْ طُرُقٍ عَدِيدَةٍ مُرْسَلا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرِهِمْ

ص: 44

43 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: مَنْ صَافَحَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ

ص: 45

44 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَلِيلِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَابيك، وَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بابيك، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ يَزِيدَ، سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ صَاحِبَ بِدْعَةٍ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَأَخْرَجَ نُورَ الإِسْلامِ مِنْ قَلْبِهِ

ص: 46

45 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خُبَيْقٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَصْغَى إِلَى ذِي بِدْعَةٍ خَرَجَ مِنْ عِصْمَةِ اللَّهِ، وَقَالَ يُوسُفُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ نُزِعَتْ مِنْهُ الْعِصْمَةُ، وَوُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ

ص: 47

46 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ بُغْضًا لَهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا، وَمَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ رَفَعَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، أَوْ لَقِيَهُ بِالْبِشْرِ، أَوِ اسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَسُرُّهُ، فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم»

ص: 48

47 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الصُّولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْبَانَ بْنَ قَتَادَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُبْغِضُ أَهْلَ الأَهْوَاءِ، وَيَنْهَى عَنْ مُجَالَسَتِهِمْ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَكَانَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالأَثَرِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَلامَ فِي ذَاتِ اللَّهِ

ص: 49

48 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَاجَهْ، يَقُولُ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعَرَبِيَّةَ فَآخِرُهُ مُؤَدِّبٌ، وَمَنْ طَلَبَ الشِّعْرَ فَآخِرُهُ شَاعِرٌ يَهْجُو، وَيَمْدَحُ بِالْبَاطِلِ، وَمَنْ طَلَبَ الْكَلامَ فَآخِرُ أَمْرِهِ الزَّنْدَقَةُ، وَمَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ فَإِنْ قَامَ بِهِ كَانَ إِمَامًا، وَإِنْ فَرَّطَ فِيهِ ثُمَّ أَنَابَ يَوْمًا يَرْجِعُ إِلَيْهِ وَقَدْ عتقت وَجَادت

ص: 50

49 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَدِيٍّ، ثَنَا الرَّمَادِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُزَوِّجَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلا صَاحِبَ شَرَابٍ، أَمَّا صَاحِبُ الْبِدْعَةِ فَيُدْخِلُ وَلَدَهُ النَّارَ، وَأَمَّا صَاحِبُ الشَّرَابِ فَذَكَرَ مِنْهُ أَشْيَاءَ بِعَدَدِهَا

ص: 51

50 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا يَعْلَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّ لَهُمْ غِرَّةً كَغِرَّةِ الْحَرْبِ

ص: 52

51 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جِبْرِيلَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْقَرابُ، ثَنَا أَبُو يَعْلَى، سَمِعْتُ مَرْدَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: لا يَشُمُّ مُبْتَدِعٌ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، أَوْ يَتُوبَ

ص: 53

52 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خَطِّ أَبِي أَحْمَدَ، حَفِيدِ أَبِي سَعْدٍ، سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: قُلْتُ لِيَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ وَيُجَاهِدُ، فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ بِكَثِيرٍ

ص: 54

53 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا لُقْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالا: ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلأَسْوَدِ بْنِ سَالِمٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: بِشَرٍّ، وَقَعَتْ عَيْنِي الْيَوْمَ عَلَى مُبْتَدِعٍ

ص: 55

54 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْقَاسِمِ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: لَمْ نَحْفَظْ فِي دَهْرِ الشَّافِعِيِّ كُلِّهِ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ، وَلا نُسِبَ إِلَيْهِ، وَلا عُرِفَ بِهِ مَعَ بُغْضِهِ لأَهْلِ الْكَلامِ وَالْبِدَعِ

ص: 56

55 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ، إِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ الْخَبَرُ قَلَّدَهُ، وَخَيْرُ خَصْلَةٍ كَانَتْ فِيهِ لَمْ يَكُنْ يَشْتَهِي الْكَلامَ، إِنَّمَا هَمَّهُ الْفِقْهُ

ص: 57

56 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ الشَّافِعِيَّ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ، فَقَالَ لِبِشْرٍ: أَخْبِرْنِي عَمَّا تَدْعُو إِلَيْهِ، أَكِتَابٌ نَاطِقٌ، وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وُجَدَتَ عَنِ السَّلَفِ الْبَحْثُ فِيهِ وَالسُّؤَالُ؟ فَقَالَ بِشْرٌ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَسَعُنَا خِلافُهُ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَقْرَرْتَ بِنَفْسِكَ عَلَى الْخَطَأِ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْكَلامِ فِي الْفِقْهِ وَالأَخْبَار، تُوَالِيكَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَتَتْرُكُ هَذَا، قَالَ: لَنَا نَهْمَةٌ فِيهِ، فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ: لا يُفْلِحُ

ص: 58

57 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سَيْفٍ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَرْتَدَى بِالْكَلامِ فَأَفْلَحَ.

رَوَيْنَاهُ عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ

ص: 59

58 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيَّ، قَالَ: قَالَ الْمُزَنِيَّ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الْكَلامِ، فَقَالَ: سَلْنِي عَنْ شَيْءٍ، إِذَا أَخْطَأْتُ فِيهِ قُلْتَ أَخْطَأْتَ، وَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِذَا أَخْطَأْتُ قُلْتَ كَفَرْتَ

ص: 60

59 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّغُولِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، يَقُولُ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ سَأَلَكَ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ فَلا تُجِبْهُ، فَإِنَّهُ إِنْ سَأَلَكَ عَنْ دِيَةٍ فَقُلْتَ: دِرْهَمًا أَوْ دِينَارًا، قَالَ لَكَ: أَخْطَأْتَ، وَإِنْ سَأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ فِي الْكَلامِ فَزَلَلْتَ، قَالَ لَكَ: كَفَرْتَ

ص: 61

60 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ لِلرَّبِيعِ: يَا رَبِيعُ ، اقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةً أَشْيَاء، لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى التَّعْطِيلِ، وَلا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ

ص: 62

61 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ، وَعِصَامٌ أَبُو الْفَضْلِ، قَالا: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ مَذْهَبَهُ الْكَرَاهَةَ فِي الْخَوْضِ فِي الْكَلامِ

ص: 63

62 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْجَارُودِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: سَلْ عَنْ هَذَا حَفْصَ الفرد وَأَصْحَابَهُ، أَخْزَاهُمُ اللَّهُ

ص: 64

63 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ الدَّغُولِيَّ، سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: لأَنْ يَلْقَى اللَّهَ الْعَبْدُ بِكُلِّ الذَّنْبِ مَا خَلا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ

ص: 65

64 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَذْهَبِي فِي أَهْلِ الْكَلامِ تَقْنِيعُ رُءُوسِهِمْ بِالسِّيَاطِ، وَتَشْرِيدُهُمْ فِي الْبِلادِ.

وَذَكَرَ عَنْهُ الْكَرَابِيسِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: حُكْمِي فِيهِمْ حُكْمُ عُمَرَ فِي صُبَيْغٍ

ص: 66

65 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْجَارُودِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ، وَالْحُسَيْنَ.

قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَأَخْبَرَنِيهِ طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعُمَرِيِّ، قَالا: ثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالُوا: سَمِعْنَا الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: حُكْمِي فِي أَهْلِ الْكَلامِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ، وَيُحْمَلُوا عَلَى الإِبِلِ، وَيُطَافَ بِهِمْ فِي الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ، وَيُنَادَى عَلَيْهِمْ: هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْكَلامِ

ص: 67

66 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: مَا كَلَّمْتُ رَجُلا فِي بِدْعَةٍ.

وَفِي رِوَايَةٍ: مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا عَلِمْتُ أَنَّهُ مُقِيمٌ عَلَى بِدْعَةٍ

ص: 68

67 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا فِي الْكَلامِ إِلَّا مَرَةً، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ

ص: 69

68 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، وَطَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ الاسْمَ غَيْرَ الْمُسَمَّى، وَالشَّيْءَ غَيْرَ الشَّيْءِ، فَاشْهَدْ عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ

ص: 70

69 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، وَطَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: الْكَلامُ يَلْعَنُ أَهْلَ الْكَلامِ

ص: 71

70 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ، يَقُول: ثَنَا الرَّبِيعُ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَهُوَ نَازِلٌ مِنَ الدَّرَجَةِ، وَقَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْكَلامِ، فَصَاحَ بِهِمْ، وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تُجَاوِرُونَا بِخَيْرٍ، وَإِمَّا أَنْ تَقُومُوا عَنَّا

ص: 72

71 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْجَارُودِيُّ، أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْقَرَّابُ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: ضَعْ فِي الْكَلامِ شَيْئًا، فَقَالَ: مَن أَرْتَدَى بِالْكَلامِ لَمْ يُفْلِحْ، وَفِي رِوَايَةٍ: دَعْ هَذَا، فَكَأَنَّهُ ذَمَّ الْكَلامِ وَأَهْلَهُ

ص: 73

72 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: لَمَّا كَلَّمَ الشَّافِعِيَّ حَفْصٌ الْفَرْدُ، قَالَ حَفْصٌ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

ص: 74

73 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَكْرَهُ الْكَلامَ، وَيَنْهَى عَنْهُ

ص: 75

74 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ الدَّغُولِيَّ، سَمِعْتُ زكار بْنَ يَحْيَى الْحلوار، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَأَشْرَفَ عَلَيْنَا يَوْمًا، وَفِي الدَّارِ قَوْمٌ قَدْ أَخَذُوا فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ، إِمَّا أَنْ تُجَاوِرُونَا بِخَيْرٍ، وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفُوا عَنَّا

ص: 76

75 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: كَانَ عَلَّانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَنْهَى عَنِ الْخَوْضِ فِي الْكَلامِ

ص: 77

76 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْكَلامِ وَالأَهْوَاءِ لَفَرُّوا مِنْهُ كَما يَفِرُّونَ مِنَ الأَسَدِ

ص: 78

77 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْقَاسِمِ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا زكار، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: السَّخَاءُ وَالْكَرَمُ يُغَطِّيَانِ عُيُوبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بَعْدَ أَنْ لا يَلْحَقَ صَاحِبُهُ بِدْعَةً

ص: 79

78 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ الدَّغُولِيَّ، سَمِعْتُ زَكَّار، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: إِنَّ هَذَا يَدْعُو إِلَى الْكَلامِ، وَنَحْنُ لا نُجِيبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ

ص: 80

79 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّافِعِيَّ بَعْدَ مَا كَلَّمَ حَفْص الفرد، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى ، لَقَدْ أُطْلِعْتُ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا تَوَهَّمْتُهُ قَطُّ، وَلَأَنْ يَبْتَلِيَ اللَّهُ الْمَرْءَ بِمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ خَلَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَبْتَلِيَهُ بِالْكَلامِ

ص: 81

80 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ عَلَى كُلِّ مُخَالِفٍ كِتَابًا كَبِيرًا لَفَعَلْتُ، وَلَكِنْ لَيْسَ الْكَلامُ مِنْ شَأْنِي، وَلا أُحِبُّ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ

ص: 82

81 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ كَبِيرَةٍ كَأَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ، وَبِيَدِهِ هِرَاوَةٌ، وَكَانَ أَذْرَبَ النَّاسِ لِسَانًا، وَكَانَ إِذَا خِيضَ فِي مَجْلِسِهِ بِالْكَلامِ نَهَى عَنْهُ، وَقَالَ: لَسْنَا بِأَصْحَابِ كَلامٍ

ص: 83

82 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ، وَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ فِي مَسْأَلَةٍ، فَطَالَتْ مُنَاظَرَتُهُ لَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ، فَقَالَ: دَعْ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا مِنَ الْكَلامِ

ص: 84

83 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، ثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ أَنْشَدَنَا الشَّافِعِيُّ فِي ذَمِّ الْكَلامِ:

لَمْ يَبْرَحِ النَّاسُ حَتَّى أَحْدَثُوا بِدَعًا

فِي الدِّينِ بِالرَّأْيِ لَمْ تُبْعَثْ بِهَا الرُّسُلُ

حَتَّى اسْتَخَفَّ بِدِينِ اللَّهِ أَكْثَرُهُمْ

وَفِي الَّذِي يَحْمِلُوا مِنْ حَقِّهِ شُغُلُ

ص: 85

84 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: كَتَبَ أَبِي إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ: لَسْتُ بِصَاحِبِ كَلامٍ، وَلا أَرَى الْكَلامَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا

ص: 86

85 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُرَيْشٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: الْمشبهة فَاحْذَرُوهُ، فَإِنَّهُ يَرَى رَأْيَ جَهْمٍ

ص: 87

86 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَامِشٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ بِشْرُ بْنُ الْحَرْبِ: لا تُخَالِفِ الأَئِمَّةَ، فَإِنَّهُ مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ كَلامٍ قَطُّ

ص: 88

87 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُقَيْلٍ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْمُزَنِيِّ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْكَلامِ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ هَذَا بَلْ أَنْهَى عَنْهُ

ص: 89

88 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ، أَنْشَدَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَنْشَدَنَا الْقَبَلِيُّ فِي صِفَةِ أَهْلِ الْكَلامِ:

دَعْ مَنْ يَقُودُ الْكَلامَ نَاحِيَةً

فَمَا يَقُودُ الْكَلامَ ذُو وَرَعِ

كُلُّ فَرِيقٍ بَدْؤُهُمْ حَسَنٌ

ثُمَّ يَصِيرُونَ بَعْدُ لِلشَّنَعِ

أَكْثَرُ مَا فِيهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ

لَمْ يَكُ فِي قَوْلِهِ بِمُنْقَطِعِ

ص: 90

89 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ، أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْشَدَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَنْشَدَنَا الْقَبَلِيُّ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ:

تَرَى الْمَرْءَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَقُولَ

وَأَسْلَمُ لِلْمَرْءِ أَنْ لا يَقُولا

فَأَمْسِكْ عَلَيْكَ فِي فُضُولَ الْكَلامِ

فَإِنَّ لِكُلِّ كَلامٍ فُضُولا

وَلا تَصْحَبَنَّ أَخَا بِدْعَةٍ

وَلا تَسْمَعَنَّ لَهُ الدَّهْرَ قِيلا

فَإِنَّ مَقَالَتَهُمْ كَالضَّلالِ

يُوشِكُ أَفْيَاؤُهَا أَنْ تَزُولا

وَقَدْ أَحْكَمَ اللَّهُ آيَاتِهِ

وَكَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهَا دَلِيلا

وَأَوْضَحَ لِلْمُسْلِمِينَ السَّبِيلَ

فَلا تَتْبَعَنَّ سِوَاهَا سَبِيلا

ص: 91

90 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْفَرْغَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: أَقَلُّ مَا فِي الْكَلامِ سُقُوطُ هَيْبَةِ الرَّبِّ مِنَ الْقَلْبِ، وَالْقَلْبُ إِذَا عَرِيَ مِنَ الْهَيْبَةِ مِنَ اللَّهِ عز وجل عَرِيَ مِنَ الإِيمَانِ

ص: 92

91 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنَ السَّرَّاجِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: كَانَ مِمْشَاذُ الدِّينَوَرِيُّ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: يَا أَصْحَابَنَا لا بُدَّ مِنْ إِحْدَى ثَلاثَةٍ: إِمَّا رُكُوبُ الأَحْوَالِ، وَمُبَاشَرَةُ الْحَقَائِقِ، وَإِمَّا الاشْتِغَالُ بِالأَوْرَادِ، وَإِمَّا تَعَلَّمُوا هَذَا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَقْصِدَكُمْ أَصْحَابُ الْكَلامِ، فَيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِينِكُمْ

ص: 93

92 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَا سَمِعَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَقُلْ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَألْقِيَتْ جِيفَتُهُ عَلَى مَزْبَلَةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ الْبَلَدِ، حَتَّى لَا يَتَأَذَّى بِنَتْنِ رِيحِهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا مِنَ الْمُعَاهِدِينَ

ص: 94

93 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ شِيرَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] ، عَلَى الإِيمَانِ وَالسُّنَّةِ، {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] ، قَالَ: الْكُفْرِ وَالْبِدْعَةِ

ص: 95

94 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَلِيَّ بْنَ بُشْرَى، يَقُولُونَ: سَمِعْنَا أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: مَنْ أَمَّرَ السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ قَوْلا وَفِعْلا، وَمَنْ أَمَّرَ الْبِدْعَةَ عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ، وَقَرَأَ:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]

ص: 96

95 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مِقْسَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشَ، يَقُولُ: وَسُئِلَ أَبُو حَفْصٍ، مَا الْبِدْعَةُ؟ قَالَ: التَّعَدِّي فِي الأَحْكَامِ، وَالتَّهَاوُنُ بِالسُّنَنِ، وَاتِّبَاعُ الآرَاءِ، وَالأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ الاقْتِدَاءِ وَالاتِّبَاعِ

ص: 97

96 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ أَبِي عَلِيٍّ الْجَوْزِجَانِيِّ، سَأَلَهُ: كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَصَحُ الطُّرُقِ وَأَعْمَرُهَا وَأَبْعَدُهَا مِنَ الشُّبَهِ اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ قَوْلا وَفِعْلا، وَعَزْمًا وَعَقْدًا وَنِيَّةً، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]، فَسَأَلَهُ: كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى اتِّبَاعِ السُّنَّةِ؟ قَالَ: مُجَانَبَةُ الْبِدَعِ، وَاتِّبَاعُ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، وَالتَّبَاعُدُ عَنِ مَجَالِسِ الْكَلامِ وَأَهْلِهِ، وَلُزُومُ طَرِيقَةِ الاقْتِدَاءِ وَالاتِّبَاعِ، بِذَلِكَ أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بِقَوْلِهِ:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: 123]

ص: 98

97 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَقُولُ: إِنَّ مَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْكَلامِ ضَلَّ

ص: 99

98 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرِو بْنِ مَطَرٍ، يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ عَنِ الْكَلامِ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، فَقَالَ: بِدْعَةٌ ابْتَدَعُوهَا، وَلَمْ يَكُنْ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَأَرْبَابُ الْمَذَاهِبِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ مِثْلَ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي يُوسُفُ، يَتَكَلَّمُونَ فِي ذَلِكَ، وَيَنْهُونَ عَنِ الْخَوْضِ فِيهِ، وَيَدُلُّونَ أَصْحَابَهُمْ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَإِيَّاكَ وَالْخَوْضَ فِيهِ، وَالنَّظَرَ فِي كُتُبِهِمْ بِحَالٍ

ص: 100

99 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَخْبَرَنِي طَيِّبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الْمَعْدَانِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ بِسْطَامٍ، سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سَيَّارٍ عَنِ الْخَوْضِ فِي الْكَلامِ، فَنَهَانِي عَنْهُ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ يَنْهَوْنَ عَنْ ذَلِكَ وَيُنْكِرُونَهُ، وَيَأْمُرُونَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

ص: 101

100 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيِّعُ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمُقْرِئ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: مَنْ نَظَرَ فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ فِي الْعِلْمِ، ظَهَرَ لَهُ وَبَانَ أَنَّ الْكِلابِيَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كَذَبَةٌ فِيمَا يَحْكُونَ عَنِّي، مِمَّا هُوَ خِلافُ أَصْلِي وَدِيَانَتِي، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ وَفِي أُصُولِ الْعِلْمِ مِثْلَ تَصْنِيفِي، فَالْحَاكِي عَنِّي خِلافَ مَا فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ الَّتِي حُمِلَتْ إِلَى الآفَاقِ شَرْقًا وَغَرْبًا كَذَبَةٌ فَسَقَةٌ

ص: 102

101 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، أَنَا غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ فَنَاكِي، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ، يَقُولُ: عَلامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الأَثَرِ، وَعَلامَةُ الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبّهَةً

ص: 103

102 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ الْفَقِيهَ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ الأَشْعَرِيَّ، بِالْبَصْرَةِ، فَأَخَذْتُ عَنْهُ شَيْئًا مِنَ الْكَلامِ، فَرَأَيْتُ مِنْ لَيْلَتِي فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي عَمِيتُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى الْمُعَبِّرِ، فَقَالَ: إِنَّكَ تَأْخُذُ عِلْمًا تَضِلُّ بِهِ، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الأَشْعَرِيِّ، فَرَأَنِي بَعْدُ يَوْمًا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا زَيْدٍ، أَمَا تَأْنَفُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى خُرَاسَانَ عَالِمًا بِالْفُرُوعِ جَاهِلا بِالأُصُولِ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا، فَقَالَ: اكْتُمْهَا عَلَيَّ هَاهُنَا

ص: 104

103 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْفَارِسِيَّ مُفْتِي حَرَمِ مَكَّةَ، يَقُولُ: أَجَبْتُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الْكَلامِ، فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَمَا فِي قَلْبِي مِنْ كُلِّ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى قُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ، وَسَجَدْتُ، وَتَضَرَّعْتُ، وَتُبْتُ، وَبَكَيْتُ حَتَّى رُدَّ عَلَيَّ

ص: 105

104 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ الثِّقَةَ، يَحْكِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ الصَّابُونِيِّ، لَمَّا حُمِلَ إِلَى بُخَارَى، حَضَرَ أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيُّ الْقَفَّالُ لِيُكَلِّمَهُ، فَقَالَ: لا أُكَلِّمُهُ إِنَّهُ مُتَكَلِّمٌ

ص: 106

105 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، يَقُولانِ: وَجَدْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ النَّهَاوَنْدِيَّ عَلَى الإِنْكَارِ عَلَى أَهْلِ الْكَلامِ، وَتَكْفِيرِ الأَشْعَرِيَّةِ، وَذَكَرَ أَعْظَمَ شَأْنِهِ فِي الإِنْكَارِ عَلَى أَبِي الْفَوَارِسِ الْقرماسينِيِّ، وَهِجْرَانِهِ إِيَّاهُ لِحَرْفٍ وَاحِدٍ

ص: 107

106 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: لَمَّا اشْتَدَّ الْهِجْرَانُ بَيْنَ النَّهَاوَنْدِيِّ وَأَبِي الْفَوَارِسِ، سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الدِّينَوَرِيَّ، فَقَالَ: لَقِيتُ أَلْفَ شَيْخٍ عَلَى مَا عَلَيْهِ النَّهَاوَنْدِيُّ

ص: 108

107 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحُسَيْنِ الْمَالِينِيَّ، يَقُولُ: قِيلَ لأَبِي سَعْدٍ الزَّاهِدِ: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الدّينارِيَّ، نَاضَلَ عَنْكَ عِنْدَ سَبِّكَ. . . .، فَقَالَ: وَإِيَّاهُ فَلَعَنَ اللَّهُ؛ لأَنَّهُ كِلابِيٌّ

ص: 109

108 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصُّعْلُوكِيَّ، يَقُولُ: أَقَلُّ مَا فِي الْكَلامِ مِنَ الْخَسَارِ سُقُوطُ هَيْبَةِ اللَّهِ مِنَ الْقَلْبِ

ص: 110

109 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: وَجَدْتُ أَبَا حَامِدٍ الأَسفراييني، وَأَبَا الطَّيِّبِ الصُّعْلُوكِيَّ، وَأَبَا بُكَيْرٍ الْقَفَّالَ، وَأَبَا مَنْصُورٍ الْحَاكِمَ عَلَى الإِنْكَارِ عَلَى الْكَلامِ وَأَهْلِهِ

ص: 111

110 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ عَدْنَانَ بْنَ عَبْدَةْ النُّمَيْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْبسْطَامِيَّ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ أَوَّلا يَنْتَحِلُ الاعْتِزَالَ، ثُمَّ رَجَعَ فَكَتَمَ عَلَيْهِمْ، وإنما مَذْهَبه التَّعْطِيل، إِلَّا أَنَّهُ رَجَعَ مِنَ التَّصْرِيحِ إِلَى التَّمْوِيهِ

ص: 112

111 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي رَافِعٍ، وَخَلْقًا ، يَذْكُرُونَ شِدَّةَ أَبِي حَامِدٍ عَلِيٍّ الْبَاقِلَّانِيِّ، قَالَ: وَأَنَا بَلَّغْتُ رِسَالَةَ أَبِي سَعِيدٍ إِلَى ابْنِهِ سَالِمٍ بِبَغْدَادَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى هَرَاةَ فَلا تَقْرَبِ الْبَاقِلَّانِيَّ

ص: 113

112 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا مَنْصُورٍ الْحَاكِمَ ذُكِرَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْكَلامِ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ

ص: 114

113 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ، يَقُولُ: رَأَيْنَا مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيَّ يَلْعَنُ الْكِلابِيَّةَ

ص: 115

114 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الْكَلامَ إِلَى الْحَرَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ بَثَّهُ فِي الْمَغَارِبَةِ

ص: 116

115 -

سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ شُعَيْبٍ، يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُول: مَنْ لَمْ يَقْرَأِ الْكَلامَ لَمْ يَدِنْ لِلَّهِ دِينَهُ، فَقُلْتُ: هَلْ وَرَثْتَ أَبَاكَ؟ يَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ كَافِرًا فورثه

ص: 117

116 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: لَا تَحِلُّ ذَبَائِحُ الأَشْعَرِيَّةِ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، وَلا بِأَهْلِ كِتَابٍ، وَلا يُثَبِّتُونَ فِي الأَرْضِ كِتَابَ اللَّهِ

ص: 118

117 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ طَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ الدّينَارِيَّ يَسْتَتِيبُهُ أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، فَمَا رَأَيْتُ كَذَلِكَ الْيَوْمِ فِي الذُّلِّ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَهِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ، وَجَاءَ سَالِمٌ يَتُوبُ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ لِلْحَاجِبِ: قُلْ لَهُ: يَأْتِينَا بِكُتُبِ الْكَلامِ نُحَرِّقُهَا بِالنَّارِ، وَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ

ص: 119

118 -

وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: عُقِدَ لِوَاقِدٍ فِي طَبَرِسْتَانَ مَجْلِسٌ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ، فَأَنْكَرَهَا، فَضُرِبَ بِمِسْحَاةٍ فَقُتِلَ، وَقَدْ رَوَيْنَا فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«لَا تَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ كِبَارِهِمْ، فَإِذَا أَخَذُوا عَنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا» .

قَالَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِذَا أَخَذُوا عَنْ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَقَدْ رَوَيْنَا فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ:«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، وَلا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَعَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْءٌ» .

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنَ النَّاسِ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِ النَّاسِ شَيْءٌ، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً لا يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِثْلَ إِثْمِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنَ النَّاسِ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شَيْءٌ» .

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، وَلا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَعَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْءٌ» .

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنِ اسْتَنَّ خَيْرًا، وَمَنِ اسْتَنَّ شَرًّا» .

وَفِي رِوَايَةٍ: أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ".

وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً» .

قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيُّ: فِتْنَةُ الْكَلامِ، أَوَّلُ مَنْ زَرَعَهَا الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ، وَجَهْمٌ سَمِعَهُ، وَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ

ص: 120

119 -

وَبِالسَّنَدِ إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ الأَنْصَارِيِّ، أَبَا أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الْبَزَّازَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى السِّجْزِيُّ، ثَنَا سَهْلٌ الْحَنَفِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ، قَالَ: كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّهْرِ؟ قُلْتُ: كَذَا فَرْسَخًا، قَالَ: هَلْ ظَهَرَ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جَهْمٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: سَيَظْهَرُ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جَهْمٌ ، يُهْلِكُ خَلْقًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُدْخِلُهُ اللَّهُ وَإِيَّاهُمُ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.

فَأَمَّا الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ، فَضَحَّى بِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

وَأَمَّا جَهْمٌ فَكَانَ بِمَرْوٍ، فَكَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى وَالِيهِ عَلَى خُرَاسَانَ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ، فَكَتَبَ إِلَى سَلْمِ بْنِ أَحْوَزَ وَكَانَ عَلَى مَرْوَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَحَدٌ، ثُمَّ إِنَّ قِتْلَتْهُمَا انْتَشَرَتْ بَعْضَ الانْتِشَارِ، فَقَامَ بِهَا بَعْدَهُمَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَبِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ، فَمَلَأَ الدُّنْيَا مِحْنَةً وَالْقُلُوبَ فِتْنَةً دَهْرًا طَوِيلا، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَالِمًا مِنْ أَعْلَامِ الدِّينِ، أُوتِيَ صَبْرًا فِي قُوَّةِ الْيَقِينِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيَّ، فَشَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَبَى الفِتْنَةَ، وَجَادَ بِالدُّنْيَا، وَفَنَّنَ بِالدِّينِ، وَأَعْرَضَ عَنِ الْغَضَاضَةِ عَلَى طِيبِ الْعَيْشِ، وَلَمْ يُبَالِ فِي اللَّهِ حَقِّهِ الأقرانَ ، وَنَسِيَ قِلَّةَ الأَعْوَانِ، حَتَّى هَدَّ مَا شَدُّوا، وَقَدَّ مَا مَدُّوا، ثُمَّ إِنَّ فِتْنَتَهُمْ هَمَدَتْ، وَبَدَأَتْ، ثُمَّ أَخْفَى مِنْهُمُ الأَشْعَرِيُّ مَا يَتَعَاظَمُ، وَظَهَرَ بِمَا يتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى ذَلِكَ بِالتَّمْوِيهِ، ثُمَّ لَمْ يَتِمُّ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الْفِتْنَةَ عَمَّتْ وَطَمَّتْ، حَتَّى ظَهَرَتْ وَانْتَشَرَتْ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ، وَقَدْ وَرَدَ فِي عِدَّةِ آثَارٍ: أَنَّ مَنْ سَاعَدَ مُبْتَدِعًا أَوْ أَخَذَ بِيَدِهِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ.

فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كُلِّ أَعْمَى الرَّأْيِ

ص: 121