المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أخي في الله: ذلك هو إبليس علم المعاصي وسيد العصاة وكل عاص لله تعالى - داء النفوس وسموم القلوب المعاصي

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌أخي في الله: ذلك هو إبليس علم المعاصي وسيد العصاة وكل عاص لله تعالى

أخي: نعم؛ لقد استكبر إبليس اللعين عن السجود لآدم عليه الصلاة والسلام بقوله: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص]. فجازاه الله على عصيانه شر جزاء؛ فقال تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص].

أخي في الله: لقد كان إبليس لعنه الله حريصاً على إضلال آدم وذريته بالمعاصي والذنوب؛ فحذرك الله تعالى أن تسلك سبيله فتكون من الخاسرين. {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} [النساء].

‌أخي في الله: ذلك هو إبليس علم المعاصي وسيد العصاة وكل عاص لله تعالى

، إنما هو مقتد بإبليس لعنه الله وسالك طريقه، وأما أهل الطاعات فهم أولياء الله تعالى وأتباع أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر].

أخي: أرأيت كيف كانت عاقبة معصية إبليس لعنه الله، طردًا ولعنةً وسخطًا وخلودًا في النيران يوم القيامة.

أخي المسلم: ما أقبح شؤم المعصية .. لذا ما كان أبدع قول بعض الحكماء عندما قال: «إياك والذنب؛ فإن الذنب شؤم؛ فيصير شؤمه حجر المنجنيق فيضرب على حائط الطاعة فيكسر الحائط ويدخل ريح الهواء ويطفئ سراج المعرفة» .

ص: 6