المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فمنها: حرمان العلم .. ومنها: - داء النفوس وسموم القلوب المعاصي

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌فمنها: حرمان العلم .. ومنها:

فإنما أصْل الضَّلالة كلها الأهواءُ

أخي المسلم: ها أنا أخبرك عن أضرار المعاصي البليغة .. وآثارها الشنيعة .. فكن على علم، وما عالم كجاهل ..

‌فمنها: حرمان العلم .. ومنها:

وحشة يجدها العاصي في قلبه وبينه وبين الله تعالى .. ومنها: تعسر أموره؛ فما يتجه وجهة إلا وأغلقت دونه. ومنها: حرمان الطاعة؛ فينقطع بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها .. ومنها: محق العمر وزوال بركته .. ومنها الصد عن التوبة، عياذًا بالله وهي أعظمها وأقربها إلى الهلاك .. ومنها: هوان العاصي على الله تعالى:

{ومن يهن الله فماله من مكرم .. } ، ومنها: إن المعصية تورث الذل؛ قال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا} .. ومنها: الطبع على القلوب، فتحدث الغفلة .. ومنها: لعنة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ومنها: حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة؛ فإن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات .. ومنها: حلول النقم وزوال النعم؛ قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} ومنها: سوء الخاتمة عياذًا بالله

» [ابن القيم: باختصار].

أخي المسلم: هذا قليل من كثير، مما تورثه المعاصي من الآثار الردية .. وقد كان سفيان الثوري كثيرًا ما يتمثل:

تفنى اللَّذاذةُ ممن نال صفوتَها

من الحرام ويبقى الإثم والعارُ

تبقى عواقبُ سوء في مغبتها

لا خير في لذة من بعدها النارُ

ص: 14

أخي: بقيت وقفة لا بد منها .. يا ترى ما هو العلاج الترياق لداء المعاصي؟ !

أخي في الله: ها أنا أصف لك وصفة نافعة لداء المعاصي:

أولها: الخوف من الله تعالى؛ فإنه أس الدواء.

ثانيها: صدق التوجه إلى الله ودعاؤه وسؤاله الهداية والرشاد.

ثالثها: مجاهدة النفس وفطمها عن شهواتها.

رابعها: العزيمة الصادقة في مفارقة المعاصي.

خامسها: الإكثار من النوافل والطاعات.

سادسها: مجالسة الأخيار ومجانبة الفجار.

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران].

* * * *

ص: 15