المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌منزلة سنن ابن ماجه بين كتب الستة - دراسة حول قول أبي زرعة في سنن ابن ماجه - ٤٧ - ٤٨

[سعدي بن مهدي الهاشمي]

الفصل: ‌منزلة سنن ابن ماجه بين كتب الستة

دراسة حول قول أبي زرعة في سنن‌

‌ ابن ماجه

للدكتور سعدي الهاشمي

أستاذ مساعد بكلية الحديث بالجامعة

ابن ماجه:

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني الحافظ، ولد سنة 209هـ.

وصفه أبو يعلى الخليلي بقوله: ابن ماجه ثقة كبير متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ، وله مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ، وكان عارفا بهذا الشأن، ارتحل إلى العراقيين - البصرة والكوفة – ومكة والشام ومصر1.

وقال عنه الحافظ ابن كثير: صاحب كتاب السنن المشهورة وهي دالة على عمله وعلمه، وتبحره واطلاعه، واتباعه للسنة في الأصول والفروع2، وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة 273? 3.

ص: 21

‌منزلة سنن ابن ماجه بين كتب الستة

منزلة سنن ابن ماجه بين الكتب الستة:

قال الحافظ السلفي: اتفق على صحتها - أي الكتب الخمسة4 - علماء الشرق والغرب، ولم يضموا إليها سنن ابن ماجه لتأخر مرتيتها عنها، وأول من جعلها سادس الكتب الستة الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد القيسراني المقدسي المتوفى سنة 507? في كتابه (أطراف الكتب الستة) ، ورسالته (شروط الأئمة الستة)5.

1 انظر تذكرة الحفاظ ج 2/636، وتهذيب التهذيب ج 9/531، والمنتخب من الإرشاد في علماء قزوين.

2 انظر البداية والنهاية لابن كثير ج 11/52.

3 انظر المصادر السابقة.

4 أي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وجامع الترمذي. والمراد بالصحة، صحة أصولها. انظر التقييد والإيضاح ص 62

5 انظر البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر ورقة (65- أ-) حيث نسبه ابن عساكر الدمشقي لأبي الفضل إضافته للكتب الستة.

ص: 21

ثم تابعه الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة 600? في كتابه (الكمال في أسماء الرجال) ، ثم تابعهما أصحاب كتب الأطراف وأسماء الرجال، والمتأخرون في تصانيفهم، وإنما قدم هؤلاء سنن ابن ماجة على الموطأ لكثرة زوائده على الكتب الخمسة بخلاف الموطأ؛ فإن أحاديثه - إلا القليل منها - موجودة في الكتب الخمسة مندمجة فيها، فهذا هو السبب في عدهم السادس سنن ابن ماجة دون الموطأ1

وقد عدّ بعض الحفاظ موطأ مالك في درجة الصحيحين، بل منهم من قدمه على الصحيحين، كالإمام ابن عبد البر المتوفى سنة 463?، والإمام أبو بكر بن العربي المتوفى سنة 543?.

وقال ابن حجر: لم يرو - أي الإمام مالك - فيه إلا الصحيح عنده2.

ومن الذين قدموا الموطأ على سنن ابن ماجة أبو الحسن أحمد بن رزين السرقسطي المتوفى سنة 535? في كتابه (التجريد في الجمع بين الصحاح) ، وتابعه على ذلك أبو السعادات مبارك بن محمد المشهور بابن الأثير الجزري المتوفى سنة 606? وكذا غيره3.

ومن الحفاظ من عد سادس الكتب كتاب الدارمي.

قال طاهر الجزائري: ولما كان ابن ماجة قد أخرج أحاديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث، قال بعضهم: ينبغي أن يجعل السادس كتاب الدارمي؛ فإنه قليل الرجال الضعفاء، نادر الأحاديث المنكرة والشاذة، وإن كانت فيه أحاديث مرسلة وموقوفة؛ فهو مع ذلك أولى منه4.

وقال الذهبي: سنن أبي عبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة5.

وقال الحافظ ابن رجب عند كلامه عن طبقات الرواة عن الزهري في الطبقة الخامسة: قوم من المتروكين والمجهولين كالحكم الأيلي، وعبد القدوس بن حبيب، ومحمد بن سعيد المصلوب، وبحر السقاء ونحوهم؛ فلم يخرج لهم الترمذي ولا أبو داود ولا

1 انظر توجيه النظر ص 153.

2 انظر تعجيل المنفعة ص 9.

3 انظر توجيه النظر ص 153.

4 انظر توجيه النظر ص 153 ومقدمة ابن الصلاح ص 34- 35 حيث ذكر السبب في تأخر المسانيد عن مرتبة الكتب الخمسة ومنها مسند الدارمي، وانظر كلام ابن رشيد في حاشية سنن النسائي ج 1/11.

5 انظر تذكرة الحفاظ ج2/636.

ص: 22