المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإنكار في مسألة كشف المرأة وجهها - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ١٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [18]

- ‌ذكر ما جاء في الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌إنكار العلماء على المخالفين في جواز مسح الخف وثبوت حد الرجم وكفر تارك الصلاة

- ‌الإنكار في مسألة كشف المرأة وجهها

- ‌شرح كلام ابن أبي داود في حائيته في الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌معنى السنة في كلام علماء العقيدة

- ‌عقيدة أهل السنة في الإمامة وطاعة أولياء الأمور

- ‌هجر المبتدعين

- ‌ذكر ما جاء في الكرامات

- ‌ذكر ما جاء في السلوك

- ‌ذكر خرافة جريدة عكاض والتحذير منها

- ‌الأسئلة

- ‌تفضيل الله محمداً صلى الله عليه وسلم على غيره من الرسل

- ‌معنى الحديث: (من أتاني يمشي أتيته هرولة)

- ‌فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على عمر بن عبد العزيز رحمه الله

- ‌عدم جواز تسمية الله سبحانه بالدهر

- ‌الأنبياء والشهداء لا يفتنون في قبورهم

- ‌الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية

- ‌القرآنيون

- ‌رجوع أبي الحسن الأشعري إلى مذهب أهل السنة والجماعة

- ‌شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين وشروطها

- ‌معرفة الحكم الشرعي بالجمع بين النصوص

- ‌مسألة التكفير العام وتكفير المعين

- ‌حكم من وقع في شيء من المكفرات

- ‌حكم تفسير الرؤى

- ‌أخذ المعان أثراً من آثار ملابس العائن لا يعد استرقاءً

الفصل: ‌الإنكار في مسألة كشف المرأة وجهها

‌الإنكار في مسألة كشف المرأة وجهها

ومن المسائل التي يوردها أهل العلم في هذا الباب مسألة الإنكار في مسائل الخلاف، فإنه لأهمية الاعتصام بالكتاب والسنة ينكر العلماء في مسائل الخلاف بعضهم على بعض؛ لأن الخلاف من حيث عدم وضوح الدليل على المدلول يكون على درجات، فقد يكون في الدليل غموض شديد، وقد يكون الغموض متوسطاً، وقد يكون الغموض يسيراً، وقد يكون الغموض قليلاً جداً، فإذا كان الغموض قليلاً وضعيفاً وكان الحديث ظاهراً في الباب، فإنه لا يجوز للإنسان أن يخالفه، ويجب أن ينكر على من خالفه، وأن يبين له الحق في مثل هذه المسائل.

ومن ذلك مسألة كشف المرأة لوجهها، فإنه قد أفتى فيها أهل العلم، خصوصاً أهل الحديث، مثل الشيخ العالم الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، هذا عالم كبير في الحديث وهو من خلص أهل السنة، ومن صفوة أهل السنة في هذا العصر رحمه الله تعالى، ومع ذلك أفتى في بجواز أن تكشف المرأة وجهها، أي: والمستحب أن تغطي وجهها، وإذا ترتب على كشفها لوجهها فتنة فإنه يجب عليها تغطيته، فانظروا كيف أن فتوى الشيخ محددة إلى درجة كبيرة، ومع هذا كثير من الناس أصبح اليوم يرى أن الحجاب الشرعي أن تكشف المرأة وجهها، يعني: كأن سترها لوجهها لم يعد حجاباً شرعياً، ويصور للناس من خلال بعض القنوات الإعلامية، ومن خلال الممارسات في الحياة الإسلامية، ومن خلال بعض كتابات الذين يسمونهم بالمفكرين ونحوهم أن الحجاب الشرعي هو أن تكشف المرأة وجهها، وهذا لم يقل به أحد من أهل العلم الذين يعرفون العلم، فإنه لم يقل أحد من أهل العلم إن الحجاب الشرعي هو أن تكشف الوجه.

لكن أصبح الناس اليوم يلتزمون كشف الوجه وكأنه هو السنة، فإذا جاء أحد لينصح امرأة كاشفة أو ينصح وليها قال: يا أخي هذا هو الحجاب الشرعي! وهذا فهم فاسد وغريب يجب دفعه؛ لأنه لم يقل أحد من أهل العلم باستحباب كشف الوجه، وإنما قالوا بالإباحة، والاستحباب حكم شرعي تكلم فيه أهل العلم، فالمستحب هو تغطية الوجه، وليس المستحب هو الكشف، لكن الممارسة العملية صورت للناس أن المستحب هو أن تكشف المرأة وجهها، وأن هذا هو الحجاب المشروع، إلى درجة أن كثيراً من الناس نسي أن تغطية الوجه من السنن عند من يفتي بجوازها، فضلاً عن كونه واجباً شرعياً عند من يفتي بوجوب الحجاب، وهذا هو القول الصحيح الواضح، والذي ما عداه غير صحيح.

ولهذا يجب أن نحذر من مثل هذه المسائل التي قد تسوغ للواقع بشكل غير صحيح، وينبغي أن نتأمل فيها وأن نهتم بها، وأن يكون منطلقنا الأساسي هو الاعتصام بالكتاب والسنة.

ص: 4