الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح كلام ابن أبي داود في حائيته في الاعتصام بالكتاب والسنة
قال ابن أبي داود رحمه الله: [تمسك بحبل الله واتبع الهدى ولا تك بدعياً لعلك تفلح ودن بكتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله تنجو وتربح].
هذان البيتان في هذه المسألة التي سبق أن أشرنا إليها.
ثم في آخر الأبيات أشار إلى المخالف للكتاب والسنة، قال:(ودع عنك آراء الرجال) يعني: أياً كانوا، فلا يجوز للإنسان أن يأخذ بآراء الرجال -حتى لو كانوا من العلماء- في مقابل رده لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن رد كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أشنع الشنائع والعياذ بالله.
قال: [ودع عنك آراء الرجال وقولهم فقول رسول الله أولى وأشرح ولا تك من قوم تلهوا بدينهم فتطعن في أهل الحديث وتقدح].
لا يجوز لمسلم أن يطعن في أهل الحديث؛ فإن أهل الحديث هم خلاصة المسلمين، والمقصود بأهل الحديث المتبعون للحديث، وليس المقصود بأهل الحديث المتخصصين في علم مصطلح الحديث، بل المتبع للحديث سواء كان لغوياً، أو فقيهاً، أو مهندساً، وأخص الناس هم المشتغلون بخدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فعندما يقال: أهل الحديث، فإنه ينصرف إلى طائفتين: الطائفة الأولى: هم أولى الناس به، وهم المشتغلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع صحة في العقيدة؛ لأنه وجد في التاريخ الإسلامي أشخاص اشتغلوا بالحديث ومع هذا لم يكونوا على السنة، مثل البيهقي الذي كان على عقيدة الأشعرية، ومن المتأخرين محمد زاهد الكوثري وهو جهمي على عقيدة متأخري الجهمية والعياذ بالله، ولديه آراء شاذة وخطيرة جداً، ويمكن مراجعة كتاب التنكيل لما جاء في تأليف الكوثري من الأباطيل للشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى.
إذاً أولى الناس بوصف أهل الحديث هم المشتغلون بدراسة الحديث، والعناية به على صحة في العقيدة.
الطائفة الثانية: عموم المتبعين للحديث حتى لو كانت تخصصاتهم مختلفة.
قوله: (ولا تك من قوم تلهوا بدينهم فتطعن في أهل الحديث وتقدح) فبعض الناس صار ديدنهم في المجالس العامة وفي القنوات الفضائية وفي الصحف القدح في أهل السنة، يقدحون فيهم تارة بأنهم متشددون، وتارة بأنهم ضيقوا الأفق، وتارة بأنهم نصيون، وتارة بأنهم من الخوارج، وبأنهم لا يفقهون مقتضيات العصر الحديث، وأن من مقتضيات العصر الحديث أن تختلف الفتوى وأن تختلف الآراء، وأن يكون لنا خطاب آخر مخالف للخطاب المنضبط بالسنة.
وهذه كلمات تبقى عامة، قد يراد بها حق وقد يراد بها باطل.
ثم قال رحمه الله: [إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه فأنت على خير تبيت وتصبح].