الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ أَبَى أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ الصُّدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ رضي الله عنه
1233 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ» ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: ابْنُ كَمْ كُنْتَ حِينَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً»
1234 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ:" بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَاهِلَةَ، فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ عَلَى طَعَامٍ، فَرَحَّبُوا بِي وَأَكْرَمُونِي وَقَالُوا: تَعَالَ فَكُلْ، فَقُلْتُ: جِئْتُ لَأَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَأَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ لِتُؤْمِنُوا، فَكَذَّبُونِي وَزَبَرُونِي، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ قَدْ نَزَلَ بِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَنِمْتُ فَأُوتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَبِعْتُ وَرَوِيتُ، وَعَظُمَ بَطْنِي، فَقَالَ الْقَوْمُ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ خِيَارِكُمْ وَأَشْرَافِكُمْ فَزَبَرْتُمُوهُ، اذْهَبُوا إِلَيْهِ فَأَطْعِمُوهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا يَشْتَهِي، فَأَتَوْنِي بِطَعَامٍ فَقُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ فِي طَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَانْظُرُوا إِلَى حَالِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، فَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "
1235 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، نا عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «شَيْخًا قَصِيرًا خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ عَلَى حِمَارٍ أَسْوَدَ يَقُودَهُ وَصِيفٌ لَهُ رُومِيٌّ، وَبِيَدِهِ عَصًا وَهُوَ رَاكِبٌ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ ثَمَنَ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَعِمَامَةٌ عَدَنِيَّةٌ وَرِدَاءٌ مِثْلُهُ، وَقَدْ أَرْخَى الْعِمَامَةَ وَرَاءَهُ ذِرَاعًا» ، وَرَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَرِدَاؤُهُ لَا يُجَاوِزُ إِلْيَتَهُ إِلَّا قَلِيلًا، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَّا يَسِيرًا، وَرَأَيْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ مُنَعَّلَيْنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَرَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ، وَأَبَى رُهْمٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنهم قَلَانِسَ بِيضًا صِغَارًا، وَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ رضي الله عنه يَخْرُجُ إِلَى قَرْيَةٍ لَهُ عَلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَيْلًا، فَيُقِيمُ الشَّهْرَ وَالِإِثْنَيْنِ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَمْكُثُ اللَّيَالِيَ
1236 -
حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، نا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مَسْلَمَةَ، رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، وَالْحَجَّاجَ بْنَ عَامِرٍ الثُّمَالِيَّ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ الْكِنْدِيَّ رضي الله عنهم «يَقُمُّونَ شَوَارِبَهُمْ، وَيُعْفُونَ لِحَاهُمْ، وَيُصَفِّرُونَهَا، وَكَانُوا يَقُمُّونَ مِنْ طَرَفِ الشَّفَةِ»
1237 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا ابْنُ حَرْبٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ رضي الله عنهما «خَارِجَيْنِ مِنْ عِنْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلَافَتِهِ وَعَلَيْهِمَا بُرْنُسَانِ»
1238 -
حَدَّثَنَا أَبُو شُرَحْبِيلَ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه، " فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا سَكَتَ قَالَ: عَقَلْتُمْ؟ بَلِّغُوا كَمَا بَلَّغْنَاكُمْ "
1239 -
حَدَّثَنَا أَبُو شُرَحْبِيلَ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ:«كُنْتُ آخُذُ بِيَدِ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه وَهُوَ مُنْصَرَفٌ إِلَى مَنْزِلِهِ»
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا أَبِي، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ رضي الله عنه، «كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ كَالَّذِي يُؤَدِّي مَا سَمِعَ»
⦗ص: 444⦘
،
1240 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ مُصَفَّى، قَالَا: ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي نُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ، سَمِعَ صُدَيَّ بْنَ عَجْلَانَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ
1241 -
حَدَّثَنا ابْنُ عَوْفٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه بِحِمْصَ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ:«إِنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ إِبْلَاغِ اللَّهِ عز وجل إِلَيْكُمْ، وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ بَلَّغَ، وَأَنْتُمْ فَبَلِّغُوا عَنِّي مَا تَسْمَعُونَ»
1242 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَمَكْحُولٌ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، «فَدَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مَنْطِقُهُ أَجْلَدُ مِنْ مَنْظَرِهِ» ، فَقَالَ مَكْحُولٌ:«لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُجْتَمِعِ الْعَقْلِ»
1243 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حَفْصَ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ:«إِنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ إِبْلَاغِ اللَّهِ عز وجل إِلَيْكُمْ، وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ بَلَّغَ»
⦗ص: 445⦘
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حَفْصَ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه بِحِمْصَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ:«تُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ رضي الله عنه سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ» وَمِمَّا أَسْنَدَ:
1247 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ عز وجل وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ» ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ رضي الله عنه: وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ الذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذُّبَابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَزَادَنِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ» ، قَالَ: فَمَا سَعَةُ حَوْضِكَ؟ قَالَ: «أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا»
⦗ص: 446⦘
،
1248 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«وَعَدَنِي رَبِّي عز وجل أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي» ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ دُحَيْمٍ قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: أَبُو الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيُّ رحمه الله هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ، وَهُوَ رَجُلٌ جَلِيلٌ، رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ
1249 -
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ
⦗ص: 447⦘
، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى الْأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ عز وجل خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ أُمِّيٍّ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عز وجل تَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ يَتَمَثَّلُونَ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ، فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلَهَا ثُمَّ يُحْيِيَهَا، وَلَنْ يُقَدَّرَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا، وَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ
⦗ص: 448⦘
الْآنَ وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَتَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُهُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ مِنَ الْعَرَبِ فَيُكَذِّبُونَهُ، وَلَا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، فَتَرُوحَ إِلَيْهِ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرًا وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، فَيَوْمًا كَالسَّنَةِ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ، وَيَوْمًا كَالشَّهْرِ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ، وَيَوْمًا كَالْجُمُعَةِ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ، وَيَوْمًا كَالْأَيَّامِ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْجَرِيدَةِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: «تَقْدُرُونَ فِيهَا كَمَا تَقْدُرُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ، وَلَا يَبْقَى مَوْضِعٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الضَّرِيبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ عِنْدَ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذَلِكَ يَوْمَ الْخَلَاصِ» ، فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالُ لَهُ: صَلِّ الصُّبْحَ، فَإِذَا
⦗ص: 449⦘
كَبَّرَ وَدَخَلَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام، فَإِذَا رَآهُ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَيَرْجِعُ فَيَمْشِي الْقَهْقَرَى فَيَتَقَدَّمُ عِيسَى عليه السلام فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ: صَلِّ، فَيَتَقَدَّمُ، فَيُصَلِّي عِيسَى عليه السلام خَلْفَهُ ثُمَّ يَقُولُ: افْتَحُوا الْبَابَ، وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ، كُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى عليه السلام ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ، وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا، فَيَقُولُ عِيسَى عليه السلام: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي بِهَا، فَيُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلَهُ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ، لَا شَجَرَ، وَلَا حَجَرَ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ عز وجل ذَلِكَ الشَّيْءَ، لَا شَجَرَ وَلَا حَجَرَ إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ، فَلَا تَنْطِقُ يَوْمَئِذٍ "، قَالَ:«وَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليهما السلام فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يُدِقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُرْفَعُ الصَّدَقَةُ حَتَّى لَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ، وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّهُ، وَيَلْقَى الْوَلِيدَةَ الْأَسْدُ فَلَا يَضُرُّهُ، وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَيَسْلُبُ اللَّهُ عز وجل الْكُفَّارَ مُلْكَهُمْ، فَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَنَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ تُنْبِتُ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عليه السلام، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ، وَالنَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعُهُمْ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ، وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ»