المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بدع الجمعة وبعد أن فرغت من تلخيص الأحكام المتقدمة والتعليق عليها - الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة

[ناصر الدين الألباني]

الفصل: ‌ ‌بدع الجمعة وبعد أن فرغت من تلخيص الأحكام المتقدمة والتعليق عليها

‌بدع الجمعة

وبعد أن فرغت من تلخيص الأحكام المتقدمة والتعليق عليها وتحقيقها تذكرت أن عندي مشروع تأليف كتاب باسم "قاموس البدع" فرأيت أن آخذ منه المادة المتعلقة ببدع الجمعة فأرتبها وأضمها إلى هذه الرسالة فتتم بها الفائدة. ذلك لأنني لا أدري متى تسنح لي الفرصة وييسر لي السبيل حتى أتمكن من إخراج "قاموس البدع" إلى حيز الوجود وما لا يدرك كله لا يترك جله

ولا بد من كلمة قصيرة بين يدي هذا الفصل فأقول:

إن مما يجب العلم به أن معرفة البدع التي أدخلت في الدين أمر هام جدا لأنه لا يتم للمسلم التقرب إلى

ص: 109

الله تعالى إلا باجتنابها ولا يمكن ذلك إلا بمعرفة مفرداتها إذا كان لا يعرف قواعدها وأصولها وإلا وقع في البدعة وهو لا يشعر فهي من باب: "ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب" كما يقول علماء الأصول رحمهم الله تعالى. ومثل ذلك معرفة الشرك وأنواعه فإن من لا يعرف ذلك وقع فيه كما هو مشاهد من كثير من المسلمين الذين يتقربون إلى الله بما هو شرك كالنذر للأولياء والصالحين والحلف بهم والطواف بقبورهم وبناء المساجد عليها وغير ذلك مما هو معلوم شركه عند أهل العلم ولذلك فلا يكفي في التعبد الاقتصار على معرفة السنة فقط بل لا بد من معرفة ما يناقضها من البدع كما لا يكفي في الإيمان التوحيد دون معرفة ما يناقضه من الشركيات وإلى هذه الحقيقة أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

"من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله".

رواه مسلم.

فلم يكتف عليه السلام بالتوحيد بل ضم إليه

ص: 110

الكفر بما سواه وذلك يستلزم معرفة الكفر وإلا وقع وهو لا يشعر وكذلك القول في السنة والبدعة ولا فرق ذلك لأن الإسلام قام على أصلين عظيمين:

أن لا نعبد إلا الله وأن لا نعبده إلا بما شرع الله. فمن أخل بأحدهما فقد أخل بالآخر ولم يعبد الله تبارك وتعالى

وتحقيق القول في هذين الأصلين تجده مبسوطا في كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى

فثبت مما تقدم أن معرفة البدع أمر لا بد منه لتسلم عبادة المؤمن من البدعة التي تنافي التعبد الخالص لله تعالى فالبدع من الشر الذي يجب معرفته لا لإتيانه بل لاجتنابه على حد قول الشاعر:

عرفت الشر لا للشـ

ـر لكن لتوقيه

ومن لا يعرف الشر

من الخير يقع فيه

وهذا المعنى مستقى من السنة فقد قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

ص: 111

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: "نعم" فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دخن" قلت: وما دخنه؟ قال:

"قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر" فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:

"نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قدفوه فيها". فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: "نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا

الحديث"

أخرجه البخاري ومسلم

قلت: ولهذا كان من الضروري جدا تنبيه المسلمين على البدع التي دخلت في الدين وليس الأمر

ص: 112

كما يتوهم البعض: أنه يكفي تعريفهم بالتوحيد والسنة فقط ولا ينبغي التعرض لبيان الشركيات والبدعيات بل يسكت عن ذلك وهذا نظر قاصر ناتج عن قلة المعرفة والعلم بحقيقة التوحيد الذي يباين الشرك والسنة التي تباين البدعة وهو في الوقت نفسه يدل على جهل هذا البعض بأن البدعة قد يقع فيها حتى الرجل العالم وذلك لأن أسباب البدعة كثيرة جدا لا مجال لذكرها الآن ولكن أذكر سببا واحدا منها وأضرب عليه مثلا فمن أسباب الابتداع في الدين الأحاديث الضعيفة والموضوعة فقد يخفى على بعض أهل العلم شيء منها ويظنها من الأحاديث الصحيحة فيعمل بها ويتقرب إلى الله تعالى ثم يقلده في ذلك الطلبة والعامة فتصير سنة متبعة فهذا مثلا الشيخ الفاضل والعلامة المحقق السيد جمال الدين القاسمي ألف كتابه القيم "إصلاح المساجد من البدع والعوائد" وقد انتفعت به كثيرا في المشروع الذي سبقت الإشارة إليه ومع ذلك فقد عقد فصلا في أمور ينبغي التنبه لها ذكر

ص: 113

فيه عشرين مسألة ومنها المسألة "16: دخول الصبيان للمساجد" قال "ص 205":

"في الحديث": "وجنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" وذلك لأن الصبي دأبه اللعب فبلعبه يشوش على المصلين وربما اتخذه ملعبا فنافى ذلك موضع المسجد فلذا يجنب عنه "

قلت: فهذا الحديث ضعيف لا يحتج به وقد ضعفه جماعة من الأئمة مثل عبد الحق الأشبيلي وابن الجوزي والمنذري والبوصيري والهيثمي والعسقلاني وغيرهم. ومع ذلك خفي حاله على الشيخ القاسمي وبنى عليه حكما شرعيا وهو تجنيب الصبيان عن المسجد تعظيما للمسجد والواقع أنه بدعة لأنه خلاف ما كان عليه الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشروح في محله من كتب السنة وانظر كتابنا "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم "ص 73 الطبعة الثالثة

ومثله البدعة الأولى وغيرها مما يأتي ذكره. وذلك فإن التنبيه على البدع أمر واجب على أهل العلم وقد

ص: 114

قام بذلك طائفة منهم بعضها فروعها وبعضها جمع بين النوعين وقد طالعتها جميعا وقرأت معها مئات الكتب الأخرى في الحديث والفقه والأدب وغيرها وجمعت منها مادة عظيمة في البدع ما أظن أن أحدا سبقني إلى مثلها وهي أصل كتابي المشار إليه آنفا "قاموس البدع" الذي أسأل الله أن ييسر لي تهذيبه وتصنيفه وإخراجه للناس. وهذا الفصل الذي بين يديك هو دليل عليه ونموذج منه. والله سبحانه هو الموفق

وإليك الآن ما وعدناك به من "بدع الجمعة" فأقول: "

1 -

التعبد بترك السفر يوم الجمعة1

1 وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف 1/205/1 عن صالح بن كيسان أن أبا عبيدة خرج يوم الجمعة في بعض أسفاره ولم ينتظر الجمعة وإسناده جيد.

وروى هو الإمام محمد بن الحسن في السير الكبير 1/50 بشرحه والبيهقي 3/187 عن عمر أنه قال:..................=

ص: 115

2 -

اتخاذه يوم عطلة "الإحياء "1/169"

3 -

التجمل والتزين له ببعض المعاصي كحلق اللحية ولبس الحرير والذهب

4 -

تقديم بعضهم مفارش إلى المسجد يوم

= الجمعة لا تمنع من سفر

وسنده صحيح

ثم روى ابن أبي شيبة نحوه عن جماعة السلف

وأما حديث "من سافر بعد الفجر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه

" فهو ضعيف كما بينته في الأحاديث الضعيفة 216 و217.

وأما قول الشيخ البجيرمي في الإقناع 2/177 بأنه قد صح فمما لا وجه له البتة ولا سيما أنه ليس من أهل الحديث فلا يغتر به

تنبيه سيري القارئ الكريم قليلا من البدع لم يذكر بجانبها مصدرها من كتب أهل العلم فذلك إشارة مني إلى أنني لم أقف على من نص على بدعيتها ولكن أصول البدع وقواعدها تقتضي بدعيتها وقد أذكر في التعليق بعض النصوص التي تدل على ذلك كما فعلت في هذه البدعة الأولى فليكن هذا في البال.

ص: 116

الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد1. ""المدخل" 2/124"

5 -

التذكار يوم الجمعة بأنواعه. ""المدخل" 2/258 - 259 و"الإبداع في مضار الابتداع" ص 76" ومجلة المنار "31/57"

6 -

الأذان جماعة يوم الجمعة ""المدخل" 2/208"

7 -

تأذين المؤذنين مع المؤذن الراتب يوم الجمعة في صحن المسجد. ""الاختيارات العلمية" لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 22"

8 -

الزيادة في هذا الأذان الثاني على واحد حيث يؤتى بمؤذن ثان يؤذن على الدكة. كالمجيب للأول ""الإبداع" 75 و"المدخل" 2/208"

9 -

صعود المؤذن يوم الجمعة على المنارة بعد

1 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 2/39 فهذا منهي عنه بالابفق.

ص: 117

الأذان الأول لينادي أهل القرية للحضور وتكميل عدد الأربعين ""إصلاح المساجد من البدع والعوائد" 64 - طبعتنا"

10 -

تفريق الربعة حين اجتماع الناس لصلاة الجمعة فإذا كان عند الأذان قام الذي فرقها ليجمع ما فرق من تلك الأجزاء. ""المدخل" 2/223"

11 -

السماح للرجل الصالح بتخطي رقاب الناس يوم الجمعة بدعوى أنه يتبرك به

12 -

صلاة الجمعة القبلية "السنن والمبتدعات" 51 "المدخل""2/239""الأجوبة النافعة""ص 46 - 58"

13 -

فرش درج المنبر يوم الجمعة ""المدخل" 2/166"

ص: 118

14 -

جعل الأعلام السود على المنبر حال الخطبة ""المدخل" 10/166"

15 -

الستائر للمنابر. ""السنن" 53"

16 -

المواظبة على لبس السواد من الإمام يوم الجمعة. ["الإحياء" "1/162 - 165" و"المدخل" "2/266" و"شرح شرعة الإسلام" ص 140]

17 -

تخصيص الاعتماد لصلاة الجمعة وغيرها1

18 -

لبس الخفين لأجل الخطبة وصلاة الجمعة ""المدخل" 2/266"

19 -

الترقية وهي تلاوة آية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ....}

20 -

ثم حديث: "إذا قلت لصاحبك

"

1 قلت والأحاديث الواردة في فضيلة الصلاة بالعمامة لا يصح شيء كما بينته في الأحاديث الضعيفة رقم 127.

ص: 119

يجهر بذلك المؤذنون عند خروج الخطيب حتى يصل إلى المنبر1 ""المدخل" "2/266" "شرح الطريقة المحمدية" "1/114 و115 و4/323" "المنار" 5/951، 19/541، "الإبداع" 75 "السنن" 24"

انظر الفقرة الآتية رقم 32

21 -

جعل درجات المنبر أكثر من ثلاث2

22 -

قيام عند أسفل المنبر يدعو

1 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات ص 48.

هو مكروه أو محرم اتفاقا

قلت: فلا يغتر باستحسان صاحب الباعث ص 65 لهذه البدعة فإنها زلة عالم

2 وما قيل من أن معاوية هو أول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة كما ذكره صاحب التراتيب الإدارية 2/440 فمما لا يثبت وتصديره بـ "قبل" مما يشعر بذلك.

ومن مضار هذه البدعة أنها تقطع الصفوف وقد تنبه لهذا بعض أئمة المساجد فأخذوا يتفاودون ذلك بطريق محدثة كجعل الدرج بجانب الجدار ونحو ذلك ولو أنهم اتبعوا السنة لاستراحوا.

ص: 120

23 -

تباطؤه في الطلوع على المنبر. ""الباعث" 64"

24 -

إنشاد الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم عند صعود الخطيب المنبر أو قبله. ""المنار" 31/474"

25 -

دق الخطيب عند صعوده بأسفل سيفه على درج المنبر. ""الباعث" 64 "المدخل" 2/267 "إصلاح المساجد" 48 طبعتنا "المنار" 18 558"

26 -

صلاة المؤذنين على النبي صلى الله عليه وسلم عند كل ضربة يضربها الخطيب على المنبر ""المدخل" 2/250 و267"

27 -

صعود رئيس المؤذنين على المنبر مع الإمام وإن كان يجلس دونه وقوله: "آمين اللهم غفر الله لمن يقول آمين اللهم صل عليه.."""المدخل" 2/268"

28 -

اشتغال الإمام بالدعاء إذا صعد المنبر مستقبل القبلة قبل الإقبال على الناس والسلام عليهم.

ص: 121

""الباعث" 64 "المدخل" 2/267 "إصلاح المساجد" 48 و"المنار" 18/558"1

29 -

ترك الخطيب السلام على الناس إذا خرج عليهم. ""المدخل" 22/166"

30 -

الأذان الثاني داخل المسجد بين يدي الخطيب. ""الاعتصام" للشاطبي 2/207208، "المنار" 19/540 "الأجوبة النافعة" 14 15"

31 -

وجود مؤذنين بين يدي الخطيب في بعض الجوامع يقوم أحدهما أمام المنبر والثاني على السدة العليا يلقن الأول الثاني ألفاظ الأذان يأتي الأول بجملة منه سرا ثم يجهر بها الثاني "إصلاح المساجد عن البدع والعوائد" 143"

32 -

نداء رئيس المؤذنين عند إرادة الخطيب الخطبة بقوله للناس: أيها الناس صح عن رسول الله

1 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات 48

"دعاء الإمام بعد صعوده المنبر لا أصل له"

ص: 122

صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت أنصتوا رحمكم الله. ""المدخل" 2/268 "السنن" 24"

33 -

قول بعض المؤذنين بين يدي الخطيب إذا جلس من الخطبة الأولى: غفر الله لك ولوالديك ولنا ولوالدينا والحاضرين. "فتاوى ابن تيمية "1/129 و"إصلاح المساجد" 70"

34 -

اعتماد الخطيب على السيف في خطبة الجمعة. ""السنن" 55"1

35 -

القعود تحت المنبر والخطيب يخطب يوم الجمعة للاستشفاء. ""المنار" 7/501 - 503"

36 -

إعراض الخطباء عن خطبة الحاجة "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

" وعن قوله

1 وأما حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على سيف أو عصا كما وقع في منار السبيل وعزاه لأبي داود فلا أصل له عنده ولا عند غيره بذكر السيف وإنما هو بلفظ "........... عصا أو قوس" كما تراه مخرجا في إرواء الغليل برقم 616/ج3.

ص: 123

صلى الله عليه وسلم في خطبه "أما بعد فإن خير الكلام كلام الله 1"

37 -

إعراضهم عن التذكير بسورة "ق" في خطبهم مع مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه ""السنن" 57"2

38 -

مواظبة الخطباء يوم الجمعة على قراءة حديث في آخر الخطبة دائما كحديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"3. ""السنن" 56"

39 -

تسليم بعض الخطباء في هذا العصر بعد الفراغ من الخطبة الأولى

40 -

قراءتهم سورة الإخلاص ثلاثا أثناء الجلوس بين الخطبتين ""السنن 56""

41 -

قيام بعض الحاضرين في أثناء الخطبة الثانية يصلون التحية ""المنار" 18/559 "السنن" 51"

42 -

دعاء الناس ورفع اليدين عند جلوس الإمام على المنبر بين الخطبتين. ""المنار 6/793 - 794

و

1 انظر ص 96 – 100 من هذه الرسالة.

2 انظر ص 96 – 100 من هذه الرسالة.

3 وهو حديث حسن مخرج تحت الحديث رقم 615 و616 من الضعيفة.

ص: 124

18/559"

43 -

نزول الخطيب في الخطبة الثانية إلى درجة سفلى ثم العود ""حاشية ابن عابدين" 1/770"

44 -

مبالغتهم في الإسراع في الخطبة الثانية. ""المنار" 18/858"

45 -

الالتفات يمينا وشمالا عند قوله: آمركم وأنهاكم وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ""الباعث" 65، "حاشية ابن عابدين" 1/759، "إصلاح المساجد" 48، "المنار" 18/558"

46 -

ارتقاؤه درجة من المنبر عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزوله عند الفراغ منها. ""الباعث" 65"

47 -

التزامهم السجع والتثليث والتربيع والتخميس في دواوينهم وخطبهم مع أن السجع قد ورد النهي عنه في "الصحيح". ""السنن" 75"

48 -

التزام كثيرين منهم ايراد حديث: "إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى" في آخر خطبة

ص: 125

جمعة من رمضان أو في خطبة عيد الفطر مع أنه حديث باطل1

49 -

ترك تحية المسجد والإمام يخطب يوم الجمعة. ""المحلى" لابن حزم 5/69"

50 -

قطع بعض الخطباء خطبتهم ليأمروا من دخل المسجد وشرع في تحية المسجد بتركها خلافا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره بها2

51 -

جعل الخطبة الثانية عارية من الوعظ والإرشاد والتذكير والترغيب وتخصيصها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء. ""السنن" 56، "نور البيان في الكشف عن بدع آخر الزمان" 445"

52 -

تكلف الخطيب رفع الصوت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوق المعتاد في باقي الخطبة. ""الباعث" 65"

1 قاله ابن حبان كما في اللآليء المصنوعة للسيوطي.

2 انظر ص 104 من هذه الرسالة.

ص: 126

53 -

المبالغة برفع الصوت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءة الخطيب: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} "بجيرمي "2/189"

54 -

صياح بعضهم في أثناء الخطبة باسم الله وأسماء بعض الصالحين ""المنار" 18/559"

55 -

إتيان الكافر الذي أسلم في أثناء الأسبوع إلى الخطيب وهو على المنبر حتى يتلفظ بالإسلام على رؤوس الناس ويقطع الخطيب الخطبة بسببه ""المدخل" 2/171"

56 -

التزام ذكر الخطباء الخلفاء والملوك والسلاطين في الخطبة الثانية بالتنغيم1 ""الاعتصام" 17 18 و2/177، "المنار" 6/139 و18/305

1 وقد ذكر ابن الحاج في المدخل 2/270 نحو هذا لكنه قال:

فهذا من باب المندوب لا من باب البدعة

وقد وهم في ذلك فإننا لا نعلم أن أحدا كان يفعل ذلك من سلف الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم.

ص: 127

و558 و31/55"

57 -

دعاء الخطيب للغزاة والمرابطين. ""الاعتصام" 1/18"

58 -

رفع المؤذنين أصواتهم بالدعاء للسلاطين وإطالتهم في ذلك والخطيب مسترسل في خطبته1 ""المنار" 18/558، "السنن" 25"

59 -

سكتات الخطيب في دعائه على المنبر ليؤمن عليه المؤذنون ""شرح الطريقة المحمدية" 3/323"

60 -

تأمين المؤذنين عند دعاء الخطيب للصحابة بالرضى وللسلطان بالنصر. ""شرح الطريقة المحمدية" 3/323"

61 -

الترنم في الخطبة "الابداع" 27"

1 نص ابن عابدين في الحاشية 1/769 على كراهة ذلك يعني كراهة تحريم.

ص: 128

62 -

رفع الخطيب يديه في الدعاء1

63 -

رفع القوم أيديهم تأمينا على دعائه2. ""الباعث" 64 و65"

64 -

التزام ختم الخطبة بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} . أو بقوله: {اذكروا الله يذكركم..} "المدخل" 2/271 و"السنن" 57"

65 -

إطالة الخطبة وقصر الصلاة3

1 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات العلمية 48:

ويكره للإمام رفع حال الدعاء في الخطبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعيه إذا دعا.

2 قلت وذكر ابن عابدين في الحاشية 1/768 أنهم إذا فعلوا ذلك أثموا على الصحيح.

3 قلت لأن السنة إطالة الصلاة وقصر الخطبة كما تقدم ص 100 فعكس ذلك كما هو عادة أكثر الخطباء اليوم لا شك في كونه بدعة.

وقد جاء في الدر المختار 1/758 الحاشية ما نصه: وتكره زيادة خطبتي الجمعة على قدر سورة من طوال الفصل.

ص: 129

66 -

التمسح بكتف الخطيب وظهره عند نزوله من المنبر. ""الإبداع" 79، "إصلاح المساجد" 72، "السنن" 54، "نور البيان" 44"

67 -

المنبر الكبير الذي يدخلونه في بيت إذا فرغ الخطيب من الخطبة. ""المدخل" 2/212"

68 -

عد الجماعة في بعض المساجد الصغيرة يوم الجمعة لينظر هل بلغ عددهم أربعين

69 -

إقامة الجمعة في المساجد الصغيرة. ""إصلاح المساجد" 63"1

1 قلت وللقاسمي رحمه الله بحث مهم جدا بين فيه خروج الجمعة عن موضوعها بكثرة تعددها وللسبكي رسالة في هذه المسألة بعنوان الاعتصام بالواحد الأحد من إقامة جمعتين في بلد وقد قال فيها:

تعدد صلاة الجمعة عند عدم الحاجة منكر معروف بالضرورة في دين الإسلام ج1 ص 190 من الفتاوى له.....=

ص: 130

70 -

دخول الإمام في الصلاة قبل استواء الصفوف ""إصلاح" 99 - 100"

71 -

تقبيل اليد بعدها. ""إصلاح المساجد" 99"

72 – قولهم بعد الجمعة يتقبل الله منا ومنكم1

= وقد انتهى القاسمي في بحثه إلى أنه ينبغي:

أن يترك التجميع في كل مسجد صغير سواء كان بين البيوت أو في الشوارع وكل مسجد كبير أيضا يستغني عنه بغيره وأن ينضم كل أهل محلة كبرى إلى جامعها الأكبر ولتفرض كل محلة كبرى كقرية على حدة فيستغني بذلك عن كثير من زوائد المساجد ويظهر الشعار في تلك الجوامع الجامعة في أبدع حال فيخرج من عهدة التعدد

قلت: وهذا هو الحق الذي يفهمه كل من تفقه بالسنة وتأمل في واقع الجمعة والجماعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما كنت نبهت عليه في الكلام على هذه المسألة ص 80 من أحكام الجمعة والله الموفق.

1 قلت: وأما حديث "من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل تقبل الله منا ومنك فإنها فريضة أديتموها إلى.........................=

ص: 131

"السنن" 54

73 -

صلاة الظهر بعد الجمعة1 ""السنن" 10 و123 - "إصلاح المساجد" "49 53" "المنار 23/259، 497، و34/120"

74 -

قيام بعض النساء على باب المسجد يوم الجمعة تحمل ظفلا لها لا يزال يزحف ولا يمشي قد عقدت بين إبهامي رجليه بخيط ثم تطلب قطعه من أول خارج من المسجد يزعمن أن الطفل ينطلق ويمشي على رجليه بعد أسبوعين من هذه العملية

75 -

قيام بعضهم على الباب وعلى يده كأس

= ربكم" فقد أورد السيوطي في ذيل الأحاديث الموصوعة وقال ص 111:

فيه نهشل وهو كذاب.

1 وللشيخ مصطفى الغلاييني رسالة نافعة في هذه المسألة اسمها البدعة في صلاة الظهر بعد الجمعة نشرت في مجلة المنار على دفعات فانظر 7/941 – 948 و8/24 – 29. ولعلها أفردت في رسالة مستقلة.

ص: 132

ماء ليتفل فيه الخارجون من المسجد واحدا بعد واحد للبركة والاستشفاء

76 – تعطيل شعيرة الأذان من مئات المساجد بالأذان الموحد في أحد البلاد الإسلامية خلافا لإجماع سائر البلاد الإسلامية سلفا وخلفا

77 – الاستغناء عن أذان المؤذن بإذاعته مسجلا في شريط في بعض البلاد الإسلامية

وهذا آخر بدع الجمعة

والحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

دمشق 27/2/1382 هـ

محمد ناصر الدين الألباني

ص: 133