المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرب تطحن برحاها المسلمين - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ٢١٨

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب بين الشهوة والشبهة

- ‌مقدمة

- ‌رسالة إلى كل غافل

- ‌معاول تهدم في كيان الشباب

- ‌انحسار الهمم عند الشباب

- ‌إعصار من الشبهات يعصف بالشباب

- ‌كيف اخترقت الشبهات صفوف المسلمين

- ‌ترديد الآراء المذهبية الشاذة

- ‌شبهه تدار حول وضع المرأة الاجتماعي

- ‌طرح المسلَّمات للنقاش والحوار

- ‌شبهة عمل المرأة

- ‌الحرية الشخصية وآثارها السلبية بين المسلمين

- ‌حرب تطحن برحاها المسلمين

- ‌حرب الشهوات واجتياحها لصفوف الشباب

- ‌أحوال من اجتاحتهم الشهوة

- ‌خطر الانسياق وراء الشهوات

- ‌ما تجلبة الشهوات للإنسان من عواقب

- ‌دور الفراغ في تأجيج سعير الشهوات

- ‌دعوة للرجوع إلى الله

- ‌راقب الله تنج من معاصيك

- ‌أحسن اختيار جليسك

- ‌الأسئلة

- ‌الفتور وأسبابه وعلاجه

- ‌نصيحة لمتابعي برامج تشكك في مسلّمات الشرع

- ‌حكم قراءة التوراة والإنجيل بهدف الاطلاع

- ‌حكم الدخول على النساء الأجنبيات

- ‌الاستمرار على التوبة ولو تكررت المعصية

- ‌السفر إلى الخارج للدراسة

- ‌حكم مشاهدة ما يسمى بالمسلسلات الدينية

- ‌أثر الغيرة في التربية

- ‌الدعاء ودوره في مواجهة الأعداء

الفصل: ‌حرب تطحن برحاها المسلمين

‌حرب تطحن برحاها المسلمين

(مونديال) القرن المنصرم انظروا كيف نقلته كل وكالات التلفزة الفضائية إلا من رحم الله وقليل ما هم، والقنوات الفضائية تتابعه خطوة خطوة، لحظة لحظة، وجموع المهجرين والمشردين والمجروحين النازفة دماؤهم من كوسوفا لقطات تلو لقطات في بعض الأحيان والمناسبات، (مونديال) القرن لا بد أن يغطى، جنازة ديانا لا بد أن تغطى بالتفاصيل، أما حقيقة ما يفعل الصرب بالمسلمين فإنما تستطيع نقله أو ما تنقله بعض القنوات هو مرحلة ما بعد الاغتصاب وما بعد سحب الهوية ومصادرة الأموال والوثائق، وهي أن تصور لنا طوابير من المهاجرين والمشردين والعجائز والشيوخ والأطفال وأصبح حال المسلمين كما قال القائل:

ضج الأنين من الأنين وطغت تباريح السنين

وازور وجه الحق يخجل من نواح المسلمين

الحقيقة الصريحة تزوار من هول ما يقع بالمسلمين اليوم.

والأم تعصر ثديها ألماً على هذا الجنين

والزوجة ترقرق دمعها دمع الحزين

والشيخ مل الانتظار على طوابير الطحين

جاء المنصر والمبشر لا يمل ولا يلين

ويباع أبناء العقيدة في المزاد بكل حين

من يأخذ هؤلاء الأطفال إلى كندا؟ أرسل سبعون طفلاً وسجلتها المفوضية العليا للاجئين، وكأنها بشارة ونعمة وكرامة أن يطرد من داره بعد أن غصبت أخته وقتلت أمه وقتل أبوه وفعل ما فعل بهم ودمرت داره، ومر بالمسغبة واللأواء والشدة والنصب، كأنها كرامة أن رحل خمسين أو سبعين طفلاً إلى كندا، من يأخذ هؤلاء؟ إلى جوتن بيرج أو السويد؟ من يأخذ هؤلاء إلى لندن؟ وهكذا يباع أبناء الإسلام وأبناء العقيدة في المزاد بكل حين.

ونظل نلهو لا نبالي أن نكون الغافلين

والكافر المشئوم يسعى أن يفوق المشتري

لأن المقصود تهجير المسلمين وتشتيتهم.

نحن على قناعة أن الحرب الدائرة بين كافر وكافر، ونحن يسرنا ما نراه من إيلام وإيذاء وفتك كافر بكافر، ولكنهما يتفقان على تهجير المسلم وضياعه وتشريده، هذه قضية لا يختلف فيها اثنان عاقلان، لقد شرد المسلمون من فلسطين وهم في التيه من (1948) إلى الآن، أكثر من سبعين سنة، ولو شئت أن تقلب حجراً في أي نحو من أنحاء الأرض لوجدت هناك فلسطينياً مشرداً، ليست القضية أن نُؤَمنّ له أكلاً وسكناً وشرباً، القضية أن يعود ليعبد الله بحق وصدق على أرض الله عز وجل، وذلكم الذي لا يريده أعداء الإسلام.

ويباع أبناء العقيدة في المزاد بكل حين

ونظل نلهو لا نبالي أن نكون الغافلين

أموالهم يا أمتي سلبت بلا حق مبين

ودماؤهم يا إخوتي سفكت على حقد دفين

وتودع الأم الجنين إلى بلاد الكافرين

وتُكفكف العبرات حّرّا بين جمع الحاضرين

سأراك أو قد لا تراني بعد موتي والأنين

فإذا رجعت إلى بلادك بعد كرات السنين

فاسأل تجد قبراً ستعلم أنه قبر حزين

والموعد الجنات ميعاد العبيد الصابرين

هذه المأساة مرت بالمسلمين في أفغانستان، والصومال، وطاجكستان، وكشمير، والبوسنة، والشيشان، وتمر بالمسلمين الآن في كوسوفا، ويقول الدكتور مانع الجهني في برنامج (دين ودنيا) في حلقته الأخيرة يقول: والدور القادم على السنجق.

الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي عضو مجلس الشورى لما سأله أحد السائلين: أين أنتم لم تخبرونا عن وضع المسلمين ولم ولم ولم، فرد عليه قائلاً: لقد قلنا مراراً أن مصيبة المسلمين والكارثة سوف تحل بالمسلمين في كوسوفا يا عباد الله! أغيثوهم سلحوهم أعطوهم التفتوا إليهم، فَقَلَّ أن ترى سامعاً ومجيباً، إلى أن جاءت الكارثة {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [آل عمران:143].

لما رأينا الموت حالاً بهم، هل عرفنا أن عند المسلمين مشكلة في كوسوفا، يقول الدكتور مانع: والدور القادم على السنجق، لماذا؟ الجواب أقوله: إن الكفر لا يرضى بإقامة دولة مسلمة على أرض أوروبية أبداً، ممكن أن يشرد المسلمون ويبنى لهم مسجد في أي مكان، يفتح لهم أنشطة معينة، لكن كتلة مجتمعة يوشك أن تبث فيها روح العقيدة والدعوة والإيمان لتتحول إلى مجموعة مسلمة تختط نظاماً، إذا كان الغرب يؤمن بقضية الأغلبية فحينئذٍ الخطر أن تكون هناك أغلبية مسلمة تطالب وتشرع دستوراً معيناً في ظل ما تعتقده من كتاب الله وسنة نبيه، ثم يفرض كيف؟! هذا جنون! هذا في أوروبا يحكم دين وكتاب وسنة؟! ما يمكن هذا.

أيها الأحبة! وكل هذه الحروب؛ حروب الشبهات تغلف بأغلفة زاهية براقة من أجل الوصول إلى الشباب، وصدق الله العظيم:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89].

ص: 13