المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌صبر الخنساء والخنساء التي صاغها الإسلام، ملأت في الجاهلية البوادي نياحاً - دروس الشيخ سيد حسين العفاني - جـ ١

[سيد حسين العفاني]

فهرس الكتاب

- ‌المرأة وعلو الهمة

- ‌تشريف الإسلام للمرأة

- ‌عناية الإسلام بالمرأة

- ‌إهانة الجاهلية الحديثة للمرأة

- ‌صور من إكرام الإسلام للمرأة

- ‌علو الهمم عند النساء

- ‌علو همة امرأة فرعون

- ‌علو همة مريم البتول

- ‌فضل أم المؤمنين خديجة

- ‌صبر وتوكل هاجر

- ‌صبر ويقين أم موسى

- ‌فضل فاطمة بنت رسول الله

- ‌قبسات من حياة أم المؤمنين عائشة

- ‌عبادة أم المؤمنين عائشة

- ‌تواضع أم المؤمنين عائشة

- ‌علو الهمة عند أم المؤمنين زينب

- ‌علو الهمة عند أسماء بنت أبي بكر

- ‌علو همة سيمة بنت خياط

- ‌صبر أم شريك

- ‌أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط

- ‌جهاد أم عمارة نسيبة

- ‌جهاد أسماء بنت يزيد بن السكن

- ‌أم سليم امرأة أبي طلحة

- ‌صبر الخنساء

- ‌عبادة وتقوى حفصة بنت سيرين

- ‌علم عمرة بنت عبد الرحمن

- ‌ابنة ابن المسيب وأم الثوري

- ‌عبادة أم الدرداء الصغرى

- ‌علم وفقه ابنة الإمام مالك وجاريته

- ‌فطنة أم ابن المديني

- ‌حفظ زيب النساء للقرآن

- ‌زهد وتقوى زوجة صلاح الدين الأيوبي

- ‌أمثلة لعلو الهمة عند النساء من التاريخ الإسلامي

- ‌كتب تتحدث عن علو الهمة عند النساء

الفصل: ‌ ‌صبر الخنساء والخنساء التي صاغها الإسلام، ملأت في الجاهلية البوادي نياحاً

‌صبر الخنساء

والخنساء التي صاغها الإسلام، ملأت في الجاهلية البوادي نياحاً على شقيقها صخر، وقالت: وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار وقالت أيضاً: يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس فلولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي بكت عليه، وقد مات مشركاً، وكان شجاعاً، لكن هذا لا ينفعه مع عدم الإسلام.

وفي الإسلام قدمت أفلاذ كبدها ونياط قلبها، أربعة من الأسود، خرجوا في يوم واحد؛ يوم القادسية، وكان مما أوصتهم به قولها: يا بني! إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو! إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، اعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، فاظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.

فلما كشرت الحرب عن أنيابها تدافعوا عليها وتواقعوا إليها، وكانوا عند ظن أمهم بهم، حتى قتلوا واحداً إثر واحد، فلما وافتها النعاة خبرهم لم تزد على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة.

وخولة بنت الأزور من ذوات الخدور، ولكن ليس كمثلها النسور.

ص: 24