المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صبر وتوكل هاجر - دروس الشيخ سيد حسين العفاني - جـ ١

[سيد حسين العفاني]

فهرس الكتاب

- ‌المرأة وعلو الهمة

- ‌تشريف الإسلام للمرأة

- ‌عناية الإسلام بالمرأة

- ‌إهانة الجاهلية الحديثة للمرأة

- ‌صور من إكرام الإسلام للمرأة

- ‌علو الهمم عند النساء

- ‌علو همة امرأة فرعون

- ‌علو همة مريم البتول

- ‌فضل أم المؤمنين خديجة

- ‌صبر وتوكل هاجر

- ‌صبر ويقين أم موسى

- ‌فضل فاطمة بنت رسول الله

- ‌قبسات من حياة أم المؤمنين عائشة

- ‌عبادة أم المؤمنين عائشة

- ‌تواضع أم المؤمنين عائشة

- ‌علو الهمة عند أم المؤمنين زينب

- ‌علو الهمة عند أسماء بنت أبي بكر

- ‌علو همة سيمة بنت خياط

- ‌صبر أم شريك

- ‌أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط

- ‌جهاد أم عمارة نسيبة

- ‌جهاد أسماء بنت يزيد بن السكن

- ‌أم سليم امرأة أبي طلحة

- ‌صبر الخنساء

- ‌عبادة وتقوى حفصة بنت سيرين

- ‌علم عمرة بنت عبد الرحمن

- ‌ابنة ابن المسيب وأم الثوري

- ‌عبادة أم الدرداء الصغرى

- ‌علم وفقه ابنة الإمام مالك وجاريته

- ‌فطنة أم ابن المديني

- ‌حفظ زيب النساء للقرآن

- ‌زهد وتقوى زوجة صلاح الدين الأيوبي

- ‌أمثلة لعلو الهمة عند النساء من التاريخ الإسلامي

- ‌كتب تتحدث عن علو الهمة عند النساء

الفصل: ‌صبر وتوكل هاجر

‌صبر وتوكل هاجر

والمرأة عظيمة في توكلها على الله عز وجل، فهذه أم إسماعيل زوج الخليل إبراهيم، لما أتى بها سيدنا إبراهيم إلى جبال فاران موضع مكة الآن، وهي لا ترى إلا رمال الصحراء، وهديرها الكالح، فتقول: يا إبراهيم! آلله أمرك بهذا؟ يقول: نعم، تقول: إذاً فلن يضيعنا.

وهذا ليس بكلام عفوي، أي: يخرج تلقائياً، فلو لم يكن عندها يقين لما تركته يذهب، فهي تعلم - إن لم يكن عندها يقين بربها - أن في ذهابه موتها، فهو لمن سيتركها ورضيعها في الصحراء؟ ليس عندها إلا تمر، وجراب من ماء فقط، لكنها قالت له: اذهب؛ لأنه بقي عندها الزاد العظيم من التوكل، ولكنه بالله تبارك وتعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل)، أي: بطول الأمل.

ولما ظلت تلهث بحثاً لرضيعها عن الماء سمعت صوتاً، فقالت لنفسها: صه، وكأنها تسمع نفسها، ثم قالت: أغث إن كان عندك غوث، وهنا تبدا لها جبريل أمين وحي السماء، وقال لها: من أنت؟ قالت: أنا أم إسماعيل وزوج إبراهيم، قال: إلى من وكلكما؟ قالت: إلى الله، فقال لها: وكلكما إلى خير كاف، لا تخشي الضيعة، إن الله لا يضيع أهله.

ص: 10