المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أقسام الهداية والهداية قسمان: 1 - هداية الدلالة: وهي للرسول عليه الصلاة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٥٨

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌في ظلال إياك نعبد وإياك نستعين

- ‌شرح قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)

- ‌(إياك) بالتشديد والتخفيف والفرق بينهما

- ‌لماذا قدم الضمير فقال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ولم يقل: نعبد إيّاك

- ‌لماذا جمع (نعبد) ولم يقل: أعبد

- ‌ما معنى العبادة

- ‌أنواع العبادة

- ‌أخبار العباد

- ‌أقسام الاستعانة

- ‌أقسام الناس في العبادة والاستعانة

- ‌شرح قوله: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

- ‌الفرق بين اهدنا وأهدنا

- ‌أقسام الهداية

- ‌أسباب الهداية

- ‌معنى الصراط المستقيم

- ‌اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

- ‌مواقف من الذين أنعم الله عليهم

- ‌أصناف الذين أنعم الله عليهم

- ‌شرح قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)

- ‌من هم المغضوب عليهم

- ‌لماذا غضب الله عليهم

- ‌ما هي آثار غضبه سبحانه وتعالى

- ‌من هم الضالون

- ‌آثار الضلال

- ‌لماذا ذكر الله الجنسين ولم يذكر غيرهما

- ‌مشابهة بعض هذه الأمة لليهود

- ‌أوجه قراءة آمين ومعناها

- ‌معنى آمين وفضلها

- ‌حكم قول الإمام والمأموم: (آمين)

- ‌الأسئلة

- ‌قصيدة الأنباري في رثاء ابن بقية

الفصل: ‌ ‌أقسام الهداية والهداية قسمان: 1 - هداية الدلالة: وهي للرسول عليه الصلاة

‌أقسام الهداية

والهداية قسمان:

1 -

هداية الدلالة: وهي للرسول عليه الصلاة والسلام، قال سبحانه وتعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52] أي: تدل الناس على الصراط المستقيم، يعني تبين للناس الصراط المستقيم، فهذه الهداية لا بأس بها، ولا بأس أن تقول: فلان يَهدي فلاناً أي: يدله ويرشده ويعلمه، وفلان هادٍ مهدي، أي: يهدي الناس إلى الطريق المستقيم، وقد هداه الله عز وجل.

2 -

هداية التوفيق وهي خاصة بالواحد الأحد، فلا يهدي إلا الله، قال سبحانه:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56] أبو طالب أراد عليه الصلاة والسلام أن يدله بهداية الدلالة، ولكن هداية التوفيق لم تمنح له، ما منحه الله هداية التوفيق، فقال الله لرسوله:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56].

بلال اهتدى بهداية الدلالة، وهداية التوفيق، فهداية التوفيق منه سبحانه وتعالى.

إن ولدك قد تحرص عليه فتعلمه وتدرسه وتقوده وتنصحه فلا يهتدي، فأنت تدله لكنه لا يهتدي؛ لأنه لم يمنح هداية التوفيق، قال تعالى:{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:23].

فالله سبحانه وتعالى جعل الهداية قسمين: دلالة وتوفيق، فالدلالة للبشر، والتوفيق له سبحانه وتعالى.

قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال:24] فهو الذي بيديه مفاتيح القلوب قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف:5].

وأما أقسام الهداية في مسألة السلوك والأخلاق والعبادة، فأقسامها لا يعلمها إلا الله، وكل درجة والأخرى ما بين السماء والأرض، وفيها درجة واحدة ليست إلا لعبد، ولا تنبغي لأحدٍ إلا للرسول عليه الصلاة والسلام.

ما معنى قولك في الصلاة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وقد هداك الله؟ أما هداك الله يوم أن أصبحت تصلي؟! أما هداك الله يوم أن أصبحت مسلماً؟! فما معنى قولك: اهدنا الصراط المستقيم؟ كيف تطلب الهداية وأنت مهتدٍ؟

‌الجواب

قال بعض الناس: إنه تعبدي، وليس فيه فائدة، وقد أخطئوا خطأً بيناً، بل الصحيح: أن معنى الآية زدني هداية إلى هدايتي، فإنك لا تزال تزاد كل دقيقة، وكل لحظة وكل يوم هداية حتى تبلغ ما كتب الله لك من الهداية، ومن استمر على النوافل والعبادة؛ والأذكار؛ زاده الله هدى، وزاده بصيرة وتوفيقاً وفتحاً، فمعنى اهْدِنا أي: زدنا هداية إلى الهداية، ولكنك لا تصل إلى درجة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الأنبياء، وهي درجة واحدة يصل إليها صلى الله عليه وسلم والناس خلفه وبعده.

ص: 13