المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أعرابي يتكلم مع الحجاج في الحرم - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌احفظ الله يحفظك

- ‌نص حديث: (احفظ الله يحفظك) وروعة معانيه

- ‌نماذج ممن حفظوا الله فحفظهم

- ‌أبو الطيب الطبري يقفز من السفينة

- ‌البرامكة ضيعوا الله فضيعهم

- ‌العصفور ينقل للحية رزقها

- ‌مالك بن دينار

- ‌يرسل رسالة في خشبة فيوصلها عالم الغيب والشهادة

- ‌صلة بن أشيم يحفظه الله من الأسد

- ‌محمد بن واسع

- ‌خالد بن الوليد وسحقه للروم

- ‌عقبة بن نافع ينادي الوحوش

- ‌قصة إبراهيم وإلقائه في النار

- ‌قصة موسى مع فرعون

- ‌يونس بن متى في ظلمات ثلاث

- ‌الأوزاعي في مجلس من مجالس الموت

- ‌ابن أبي ذئب مع المهدي العباسي

- ‌أعرابي يتكلم مع الحجاج في الحرم

- ‌الحسن مع الحجاج في صراع رهيب

- ‌الإمام الزهري وصوت الحق

- ‌كيف نحفظ الله

- ‌المحافظة على الصلاة

- ‌المحافظة على الوضوء

- ‌صيانة القلب عن الشهوات والشبهات

- ‌حفظ اللسان عن القول الحرام

- ‌حفظ الأذن عن سماع الحرام

- ‌حفظ العين من النظر إلى الحرام

- ‌حفظ البطن عن الحرام

- ‌بين عمر بن عبد العزيز والقاهر العباسي

- ‌دور الشعراء

- ‌حسان بن ثابت

- ‌كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة

- ‌شعراء الضياع

- ‌امرؤ القيس ضيع الله فضيعه الله

- ‌القروي ضيع الله فضيعه الله

- ‌إيليا أبو ماضي ضيع الله فضيعه الله

الفصل: ‌أعرابي يتكلم مع الحجاج في الحرم

‌أعرابي يتكلم مع الحجاج في الحرم

قال طاوس بن كيسان، وهو من تلامذة ابن عباس الأبرار الأخيار، ومن راوة البخاري ومسلم والمسانيد، قال: دخلت الحرم أعتمر، فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت الركعتين، ولما انتهيت جلست ألتفت إلى الناس وأنظر إلى البيت، وإذا بجلبة السلاح والسيوف والدرق والحراب، فالتفت فإذا هو الحجاج بن يوسف! وهو أمير سفاك، تقول فيه ليلى الأخيلية

حجاج أنت الذي ما فوقه أحد إلا الخليفة والمستغفر الصمد

تقول: أنت يا حجاج ليس فوقك إلا الله ثم الخليفة ثم أنت الثالث.

ولقد قتل مائة ألف نفس، وقتل سعيد بن جبير، قال أحدهم: رأيت الحجاج في المنام فقال: إن الله قتلني بكل نفس قتلتها مرة إلا سعيد بن جبير قتلني به على الصراط سبعين مرة.

دخل الحجاج فسمعت الجلبة، وعنده خدم وحرس وجنود، قال: فرأيت الحراب فجلست مكاني، وبينما أنا جالس إذا برجل من أهل اليمن فقير زاهد عابد، أقبل فطاف بالبيت، ثم أتى ليصلي ركعتين، فتعلقت حربة من حراب الحجاج بثوب هذا اليمني الأعرابي فوقعت على الحجاج؛ فأمسكه وقال: من أنت؟

قال: مسلم.

قال: من أين أنت؟

قال: من اليمن.

قال: كيف تركت أخي؟

أخوه ظالم مثله اسمه محمد بن يوسف وهذا الحجاج بن يوسف أي: كيف صحة أخي؟

قال: تركته سميناً بطيناً لكنه ناحل في الدين.

قال: ما سألتك عن صحته بل عن عدله؟

قال: تركته غشوماً ظلوماً!

فقال: أما تدري أنه أخي؟

قال: من أنت؟

قال: أنا الحجاج!

قال: أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله؟

قال طاوس: ما بقيت شعرة في رأسي إلا قامت، ثم أفلته الحجاج.

لماذا؟

لأنه توكل على الله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64].

فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان

ص: 18