المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌والد ابن المبارك - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قض نهارك مع ابن المبارك

- ‌ابن المبارك نسبه وصفاته

- ‌نسب ابن المبارك

- ‌والد ابن المبارك

- ‌حياة ابن المبارك وسيرته

- ‌جود ابن المبارك رحمه الله

- ‌أقوال العلماء في ابن المبارك

- ‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله

- ‌من أقواله وأفعاله رحمه الله

- ‌قوله في أثر النية على العمل

- ‌توقيره للحديث ولآل البيت

- ‌الأتقياء لا يأمنون من أربع

- ‌من ورع ابن المبارك

- ‌رسالة ابن المبارك إلى الفضيل في الجهاد

- ‌وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات

- ‌ابن المبارك عند الإمام مالك

- ‌فوائد من حياة ابن المبارك

- ‌الفضل بالتقوى

- ‌الحرص على طلب العلم

- ‌الموازنة بين الحسنات والسيئات

- ‌العمل بالعلم

- ‌اللين في الدعوة

- ‌تواضع العلماء

- ‌الأسئلة

- ‌الاستكثار من الشعر

- ‌التوفيق بين طلب الرزق والعلم ونحوهما

- ‌ماء زمزم لما شرب له

- ‌المشاركة في المراكز الصيفية

- ‌كتب في العقيدة

- ‌حكم القات

- ‌حكم مصافحة الأجنبية

- ‌كتاب صفوة التفاسير

- ‌التفسير الكبير لابن تيمية

- ‌كتب في الفقه للمبتدئ

- ‌الرضاعة كالنسب

- ‌دواوين شعرية مفيدة

الفصل: ‌والد ابن المبارك

‌والد ابن المبارك

كان مبارك والد صاحبنا هذه الليلة، والد عبد الله حارساً على بستان، يحرس الرمان والتفاح والليمون أن يعتدي عليه سراق أو لصوص بأجرة بسيطة، فكان يبدأ من الصباح في عمله، وكان يتخلل عمله بركعات يركعها في البستان، ولا يفتر لسانه من ذكر الله عز وجل، فإذا استلم راتبه من سيده تصدق بثلث الراتب، وأنفق عليه وعلى أهله ثلثه وخزن ثلثه، لما سوف يعرض له.

دخل سيده ومعه ضيف يزور البستان، قال: يا مبارك! ائتنا برمان، فأتى برمان حامض، ووضعه بين يديه، قال: هذا حامض، ائتنا بغيره، فأتى برمان حامض، قال: أنت لا تفهم ولا تعي؟ هذا حامض، قال: والله لا أعرف الحامض من الحلو، قال: أما ذقته وأنت في البستان من كذا وكذا سنة؟ قال مبارك: أنت لم تأذن لي أن أذوق ما في البستان.

أي ورع هذا! أي صفاء عقدي! أي عبادة! أي مراقبة لله! فأنجب هذا المبارك -وهو مبارك على اسمه- عبد الله بن المبارك، وترعرع شاباً فصيحاً ذكياً، لكن يقال: إذا واجهته عرفت أنه ليس بعربي، تعرف أنه مروزي وعجمي من شكله.

كان فصيحاً ينظم الشعر البليغ، وهو من أكبر الشعراء، وسوف تسمعون هذه الليلة أبياته التي تهز أنياط القلوب وهو يحرك بها الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها.

عاش رحمه الله فتتلمذ على كتب الحديث، ثم بدأ مسيرته فغطى جوانب الكمال، حتى قال بعض الفضلاء: لو قيل لي: اختر رجلاً بعد الصحابة اجتمعت فيه الفضائل، لاخترت عبد الله بن المبارك، وكان بعض تلاميذه يقول: تعالوا نجلس ونعدد فضائل ابن المبارك، فيعدودن قالوا:

كان يقوم الليل، ويصوم النهار، ويتصدق، ويجاهد، ويدعو إلى الله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ثم هو شاعر، وأديب ولغوي، وهو مع ذلك فقيه محدث.

هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله

وهذه هي صفات يتقلدها عباد الله الصالحون يوم يشربون هذا الدين كالماء الزلال، اسمحوا لي أن نبدأ وهذا للذهبي، لكنه فقد كتابه قضِّ نهارك مع ابن المبارك، يقول: ابن المبارك إمام شيخ الإسلام، عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم التركي، ثم المروزي الحافظ الغازي، أحد الأعلام.

ص: 4