المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قوله في أثر النية على العمل - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قض نهارك مع ابن المبارك

- ‌ابن المبارك نسبه وصفاته

- ‌نسب ابن المبارك

- ‌والد ابن المبارك

- ‌حياة ابن المبارك وسيرته

- ‌جود ابن المبارك رحمه الله

- ‌أقوال العلماء في ابن المبارك

- ‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله

- ‌من أقواله وأفعاله رحمه الله

- ‌قوله في أثر النية على العمل

- ‌توقيره للحديث ولآل البيت

- ‌الأتقياء لا يأمنون من أربع

- ‌من ورع ابن المبارك

- ‌رسالة ابن المبارك إلى الفضيل في الجهاد

- ‌وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات

- ‌ابن المبارك عند الإمام مالك

- ‌فوائد من حياة ابن المبارك

- ‌الفضل بالتقوى

- ‌الحرص على طلب العلم

- ‌الموازنة بين الحسنات والسيئات

- ‌العمل بالعلم

- ‌اللين في الدعوة

- ‌تواضع العلماء

- ‌الأسئلة

- ‌الاستكثار من الشعر

- ‌التوفيق بين طلب الرزق والعلم ونحوهما

- ‌ماء زمزم لما شرب له

- ‌المشاركة في المراكز الصيفية

- ‌كتب في العقيدة

- ‌حكم القات

- ‌حكم مصافحة الأجنبية

- ‌كتاب صفوة التفاسير

- ‌التفسير الكبير لابن تيمية

- ‌كتب في الفقه للمبتدئ

- ‌الرضاعة كالنسب

- ‌دواوين شعرية مفيدة

الفصل: ‌قوله في أثر النية على العمل

‌قوله في أثر النية على العمل

وقال رحمه الله: [[ربَّ عمل قليل تكثره النية وربَّ عمل كثير تقلله النية]] هذا {إنما الأعمال بالنيات} ربما تعمل عملاً قليلاً لكن بنيتك وإخلاصك وصدقك يكبر هذا العمل، فمثلاً من يتصدق بعشرة ريالات، لكنه لا يجد إلا هي وفي قلبه من الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحب نصرة الإسلام وأن ينفع الله عز وجل بهذا الدين فيأجره الله كالجبال.

وبعضهم يتصدق بالمليون لكن فيه من الرياء والسمعة وحب الذكر، من يتبرع في مشاريع الخير الآن والجهاد، والفقراء والمساكين، ثم يطلب من الصحافة أن تعلن باسمه في الصحف والتلفاز والراديو، ما حكم هذا في الإسلام؟! فيأتون يقرءون على الأسماع، والصحف الصباحية: تبرع بمائة ألف ريال فلان بن فلان بن فلان، أين الإخلاص؟! {من راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به} أول ما تسعر النار بجواد أنفق ليقال جواد أو كريم فتسعر به النار، فأين الإخلاص؟! كان السلف إذا أراد أحدهم أن يتصدق جعل يده اليسرى في جيبه، لأن بعضهم يفهم من حديث:{ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه} يقول: ربما يحتمل أنها قد تعلم، فيجعل شماله في جيبه ويخفيها.

وكان علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه وأرضاه إذا أظلم الليل ونام الناس، أخذ الصدقات وحملها على كتفه ووزعها على فقراء المدينة، فلا يعلم الفقير من الذي أعطاه، لكن الواحد الأحد يعلم.

فيا أيها الإخوة لنتجنب الشهرة في أعمال الخير، ولنحذر الرياء والتبجح بما قدمنا قال تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23] وقال ابن المبارك: [[في صحيح الحديث شغل عن سقيمه]] يقول: يكفيك الحديث الصحيح عن غيره، فتشاغل به واستنبط منه، تجد بعض الناس حاطب ليل يتكلم من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، والأحاديث الصحيحة لا يمسها، حتى إني أعلم أن بعض الشباب يركز مثلاً على غير الكتب الستة ليبرز للناس، ليقولوا: ماشاء الله يقرأ حتى وصل إلى الطبراني! فدائماً يقول: رواه الطبراني، رواه الدارقطني، رواه ابن خزيمة، هذا إذا كان طالب العلم متضلعاً في طلب الحديث، أو أحوجه العلم إلى ذلك الأثر فلا بأس، أما أن يذهب يقفز هناك ويترك كتب العلم المشهورة فهذا فيه نظر.

فيا أيها الإخوة: يوجد من الوعاظ والخطباء من يأتي إلى الحديث الضعيف ويشرحه للناس، أليس عندنا أحاديث صحيحه؟ أليس عندنا البخاري ومسلم؟ أنا أنصح الخطباء إذا تكلموا أن ينقلوا من القرآن ومن الصحيحين وهذا يكفي الناس، أما من يأتي بالغرائب، حديث علقمة، حديث ثعلبة، والناس يحبون الغرائب، حتى تجد في الترهيب والترغيب حديثاً يقول:{من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله بنى الله له سبعين قصراً في الجنة، في كل قصر سبعين حورية، على كل حورية سبعين وصيفة، في كل سبعين وصيفة سبعين} فيبقى في السبعين ساعة ونصف! كله موضوع، ألا تكفينا الأحاديث في البخاري ومسلم؟!

فلا تشغل الأمة بالحديث الضعيف ولا الموضوع، ولا بالغرائب والخرافات والخزعبلات.

ص: 10