المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قض نهارك مع ابن المبارك

- ‌ابن المبارك نسبه وصفاته

- ‌نسب ابن المبارك

- ‌والد ابن المبارك

- ‌حياة ابن المبارك وسيرته

- ‌جود ابن المبارك رحمه الله

- ‌أقوال العلماء في ابن المبارك

- ‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله

- ‌من أقواله وأفعاله رحمه الله

- ‌قوله في أثر النية على العمل

- ‌توقيره للحديث ولآل البيت

- ‌الأتقياء لا يأمنون من أربع

- ‌من ورع ابن المبارك

- ‌رسالة ابن المبارك إلى الفضيل في الجهاد

- ‌وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات

- ‌ابن المبارك عند الإمام مالك

- ‌فوائد من حياة ابن المبارك

- ‌الفضل بالتقوى

- ‌الحرص على طلب العلم

- ‌الموازنة بين الحسنات والسيئات

- ‌العمل بالعلم

- ‌اللين في الدعوة

- ‌تواضع العلماء

- ‌الأسئلة

- ‌الاستكثار من الشعر

- ‌التوفيق بين طلب الرزق والعلم ونحوهما

- ‌ماء زمزم لما شرب له

- ‌المشاركة في المراكز الصيفية

- ‌كتب في العقيدة

- ‌حكم القات

- ‌حكم مصافحة الأجنبية

- ‌كتاب صفوة التفاسير

- ‌التفسير الكبير لابن تيمية

- ‌كتب في الفقه للمبتدئ

- ‌الرضاعة كالنسب

- ‌دواوين شعرية مفيدة

الفصل: ‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله

‌ورع ابن المبارك رحمه الله ورجاحة عقله

يقول ابن المبارك استعرت قلماً بأرض الشام، فذهب عليّ أن أرده، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.

دمشق في سوريا ومرو في جهة شرق إيران أو شمال إيران، استعار قلماً من رجل دمشقي يكتب به، فكتب به ووضعه في جيبه ونسي أن يرده وركب بغلته وسافر ما يقارب خمسة عشر أو عشرين يوماً، فلما دخل مرو نظر فإذا القلم في جيبه، قلم لا يساوي درهماً، لكنه ركب البغلة ورجع ووصل إلى الدمشقي وقال: هذا قلمك، فانظروا هذا الورع العظيم.

وبعض الناس جهاراً نهاراً يتلاعب بالأموال، ويحاول أن يحتال بكل وسيلة ليخدع عباد الله، من أجل أن يحصل على شيء من المال، فانظر إلى هذا، أين هذا الورع؟ قلم واحد لا يساوي درهماً، الناس الآن لا يسألون عن هذا، ولا يسأل أحدهم عن هذه الأمور البسيطة، حتى لو حدثتهم أنت عن هذا لضحكوا عليك؛ لأن بعض الناس أصبح يأكل من الحرام كالجبال.

الآن مثلاً: كثير من التجار أموالهم رباً، يأكلون ويشربون ويلبسون من الربا، ويطعمون أطفالهم من الربا، سيارتهم وفللهم رباً ويأتيك ويسأل: هل يقص الشارب أو يحلق؟ ويقول: الضحى أربع ركعات أم ركعتان!

يقول عليه الصلاة والسلام عن صاحب الربا وهو يدعو الله: {يارب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، فأنى يستجاب له!} الله يحرم الربا، ويعلن الحرب والقتال لمن يأكل الربا، وهؤلاء يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون وهم أغنياء ولكن كله رباً، أنا أوقف هؤلاء أمام قلم ابن المبارك.

قال: كان ابن المبارك إماماً يقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك، فاتهمه على الإسلام، أي: اعرف أن في إسلام هذا الذي يغمز ابن المبارك شيئاً؛ لأن هذا إمام نصر الله به الدنيا، وقالوا: كنا نعد خصال ابن المبارك، وكان فيه العلم والفقه، والأدب والنحو واللغة، والزهد والفصاحة والشعر، وقيام الليل والعبادة والحج، والغزو والشجاعة، والفروسية والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.

ص: 8