المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دعاء يونس بن متى عليه السلام - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أمن يجيب المضطر إذا دعاه

- ‌إجابة المضطر

- ‌كل الخلائق تدعو الله

- ‌كاشف البلوى هو الله

- ‌فضل الدعاء

- ‌من فضائل الدعاء: أنه هو العبادة

- ‌من فضائل الدعاء: أنه لا يهلك معه أحد

- ‌آداب الدعاء

- ‌من آداب الدعاء: دعاء الله بأسمائه الحسنى

- ‌من آداب الدعاء: الإلحاح في الدعاء

- ‌من آداب الدعاء: عدم التعدي في الدعاء

- ‌من آداب الدعاء: توخي الأوقات الفاضلة

- ‌من آداب الدعاء: ترك السجع والتكلف

- ‌من آداب الدعاء: الدعاء بالجوامع

- ‌من آداب الدعاء: الإسرار في الدعاء

- ‌دعاء الأنبياء عليهم السلام

- ‌دعاء نوح عليه السلام

- ‌دعاء إبراهيم عليه السلام

- ‌دعاء موسى عليه السلام

- ‌دعاء خاتم النبيين صلى الله عليهم أجمعين

- ‌دعاء يونس بن متى عليه السلام

- ‌من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌دعاء الأولياء

- ‌ابن العلاء متضرعاً

- ‌البراء بن مالك لو أقسم على الله لأبره

- ‌قصة الرجل الصالح صاحب الحمار

- ‌سعد بن أبي وقاص من مجابي الدعاء

- ‌فوائد الدعاء

- ‌من فوائد الدعاء: إعلان التوحيد

- ‌من فوائد الدعاء: صدق العبودية

- ‌من فوائد الدعاء: التعرض لمحبة الله

- ‌من فوائد الدعاء: قرب العبد من الله

- ‌من فوائد الدعاء: الثقة بوعود الله

- ‌من فوائد الدعاء: دحر الشيطان

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التصفيق للرجال

- ‌قول: صدق الله العظيم بعد التلاوة

- ‌تحريم الإسبال بجميع أشكاله

- ‌حرمة الأغاني بالإجماع

- ‌حكم لعب البلوت ونحوها

الفصل: ‌دعاء يونس بن متى عليه السلام

‌دعاء يونس بن متى عليه السلام

وأما يونس بن متى فله قصة مع الدعاء، فقد عاش وذاق الدعاء.

دعا يونس عليه السلام قومه فأعرضوا عن منهج الله، فركب السفينة وما استأذن الله.

من الذي أرسله؟ الله، إذاً ممن يطلب الإذن؟ من الله.

إذا أرسلك رجل -ولله المثل الأعلى- أو مسئول في مهمة وذهبت لغيرها، فإن هذا يدل على أنك قد عصيته، فكيف بمن عصى الله؟!

فما استأذن الله؛ لأنه ضاق بقومه فركب السفينة، والمعاصي تدمر وتغرق السفن، وتسقط الطائرات من السماء، وتحطم السيارات.

يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه

كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه

ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي نسيناه

ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله

سبحان الله! ركب يونس عليه السلام في السفينة فأتت الريح تلعب بالسفينة، قال ربانها وقائدها: فينا عاص لله، أنزلوه في البحر، السفينة سوف تهلك وتغرق، فأقرعوا فوصلت القرعة والسهم إلى يونس، فقالوا: ننزلك.

قال: أعيدوا القرعة.

فساهم ثانية فوقعت فيه، فساهم ثالثة فوقعت فيه، فأخذوه بثيابه وأطرافه وألقوه في البحر {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات:141] أخذوه وما أعطوه منقذاً ولا حبلاً قالوا: رموه وسط الليل بعد صلاة العشاء، فوقع في ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت.

وليته حين وقع في الماء كان قريباً من الشاطئ لكن وسط لجة البحر، وليته كان في النهار لتراه السفن لكن كان في الليل، وليته كان عنده قارب لكن لا قارب له، وليته كان بعيداً عن الحوت لكن كان هناك حوت عظيم يستقبله ليضيفه في ليلة طيبة الأنداء، دافئة الظلال، ففتح فمه وابتلعه فأصبح بين الضلعان.

لا إله إلا الله! ما أبعده من مكان!! ماذا فعل؟ تذكر الزوجة لا زوجة، تذكر الولد لا ولد، تذكر القوم لا قوم، فقال كلمة من أروع الكلمات، رفع سبابته في بطن الحوت بين اللحم والعظم في ذلك المكان الضنك وقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

وارتفعت مباشرة إلى الحي القيوم {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10].

قيل في سيرته عليه السلام سمعت الملائكة هذا الصوت فبكت، وقالت: يا رب! صوت معروف من عبد معروف لا ندري أين هو -الملائكة لا يدرون، لا يدري جبريل ولا ميكائيل ولا إسرافيل أين يونس- قال الله: أنا أدري أين عبدي سوف أنجيه {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143 - 144] فأخرجه الله عارياً ليس عليه شيئاً {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات:146 - 148].

ص: 21