المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌مفهوم الحب في الإسلام

- ‌أقسام الحب

- ‌المحبوبات في القرآن

- ‌لا تقدم ملاذ الدنيا وحبها على حب الله ورسوله

- ‌بطلان ادعاء الحب

- ‌المحبة تستلزم الطاعة

- ‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد

- ‌صور من محبة الصحابة لله

- ‌علامات محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيع النفس لله

- ‌الإقبال على الطاعات

- ‌قراءة القرآن

- ‌كثرة ذكر الله

- ‌تعظيم الشعائر

- ‌الحب الرخيص

- ‌حديث: (من عشق فعف) حديث باطل

- ‌من أمثلة الحب الرخيص

- ‌الأسئلة

- ‌الأخوة في الله وفضلها

- ‌أيهم أفضل قراءة القرآن أم الدعاء أم التسبيح

- ‌وجه التحريم في الأغنية

- ‌حكم الفنون الشعبية، وحكم المال الذي مصدره الغناء

- ‌شروط مزاولة الرياضة

- ‌السبيل إلى ترك الحب

- ‌حكم حب الوظيفة

- ‌توضيح في حب الجهاد

- ‌حكم الجلوس مع المتهاون بالصلاة

- ‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي

- ‌رجل يذكر الله ويأتي بكلام عن الحب والعشق

- ‌حكم الترديد خلف المؤذن في دورة المياه

- ‌حكم إطالة الإمام في الصلاة

- ‌نصيحة للدعاة

الفصل: ‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي

‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي

‌السؤال

إني أعاني من سوء التحصيل العلمي، فهل للمعصية دور في ظلمة النفس، وكيف أجد حلاً لهذه المشكلة علماً بأني أحرص على القراءة والأذكار فما هو الحل؟

‌الجواب

نعم للمعصية دور في سوء هضم العلم، وهو من أعظم الأدوار، والله عز وجل نص على ذلك وقال:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282] فالواو هنا قيل: استئنافية ومتعلقة بما قبلها وهو الأحسن، وقيل: عاطفة متعلقة بما قبلها أو حالية، والحال أن الله سوف يعلمكم بإذنه سبحانه وتعالى، فمن اتقى الله علمه الله، والمعاصي ترين على القلب وتطمس الذكاء والنور والإشراق، وتجعل صاحبها متخلفاً، وأعظم ما أتى الناس منه المعاصي، قال مالك للشافعي:

إني أرى لك فهماً فلا تطفئ فهمك بالمعاصي، وقال وكيع للشافعي: لا تطفئ نور فهمك بالمعاصي.

فقال الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

ويحكي الذهبي عن أحد الصالحين: قال: نظرت نظرة لا تحل لي، فقال لي أحد الأولياء: أتنظر إلى حرام؟! والذي نفسي بيده! لتجدنّ غبها ولو بعد حين -أي نتيجتها- قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة.

وفي ترجمة ابن تيمية قال: إني لتعجم عليّ المسألة -أي: تصعب- فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله عليَّ.

ولا يفتح إلا التوبة والاستغفار والعودة إلى الله والطاعة، ولا يطمس الذكاء والمستقبل إلا المعصية.

فهي ظلمة في الوجه، وسواد في القلب، وضيق في الصدر والرزق.

وبالمقابل الطاعة نور في الوجه وبياض في القلب، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، والله ذكر المعصية في بني إسرائيل في جانب العلم:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:13].

وقد ذكر ابن تيمية في تحريف الكلام عن مواضعه قسمين: وهم العصاة قال: منهم الفسقة أهل الشهوات: يحرفون الكلم عن مواضعه في الطاعات، وأهل التأويل من أهل الشبهات وهم المبتدعون يحرفونها في الأسماء والصفات، وهذا واقع في الأمة، قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى، لأن النصارى عبدوا الله بجهل، فقال سبحانه وتعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد:27].

وقال في علماء بني إسرائيل: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:175 - 176] وقد يصل ذهن الإنسان إلى مثل ذهن الحمار، ودماغه مثل دماغ الحمار من كثرة المعاصي، قال سبحانه وتعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5].

ص: 28