المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌نصيحة للدعاة   ‌ ‌السؤال إن الدعاة مقتصرون في دعوتهم على بعضهم - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌مفهوم الحب في الإسلام

- ‌أقسام الحب

- ‌المحبوبات في القرآن

- ‌لا تقدم ملاذ الدنيا وحبها على حب الله ورسوله

- ‌بطلان ادعاء الحب

- ‌المحبة تستلزم الطاعة

- ‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد

- ‌صور من محبة الصحابة لله

- ‌علامات محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيع النفس لله

- ‌الإقبال على الطاعات

- ‌قراءة القرآن

- ‌كثرة ذكر الله

- ‌تعظيم الشعائر

- ‌الحب الرخيص

- ‌حديث: (من عشق فعف) حديث باطل

- ‌من أمثلة الحب الرخيص

- ‌الأسئلة

- ‌الأخوة في الله وفضلها

- ‌أيهم أفضل قراءة القرآن أم الدعاء أم التسبيح

- ‌وجه التحريم في الأغنية

- ‌حكم الفنون الشعبية، وحكم المال الذي مصدره الغناء

- ‌شروط مزاولة الرياضة

- ‌السبيل إلى ترك الحب

- ‌حكم حب الوظيفة

- ‌توضيح في حب الجهاد

- ‌حكم الجلوس مع المتهاون بالصلاة

- ‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي

- ‌رجل يذكر الله ويأتي بكلام عن الحب والعشق

- ‌حكم الترديد خلف المؤذن في دورة المياه

- ‌حكم إطالة الإمام في الصلاة

- ‌نصيحة للدعاة

الفصل: ‌ ‌نصيحة للدعاة   ‌ ‌السؤال إن الدعاة مقتصرون في دعوتهم على بعضهم

‌نصيحة للدعاة

‌السؤال

إن الدعاة مقتصرون في دعوتهم على بعضهم البعض، والشباب يرتكبون المعاصي الكبيرة، والدعاة محاسبون عنهم؛ لأنهم لم يذهبوا إليهم ولم يخرجوا إليهم في أماكنهم، فما رأيكم يا شيخ؟

‌الجواب

هذا السؤال فيه كثير من الحقيقة والحق، ومن أتى بالحق نقبله من أي رجل تكلم به، سواء كان قاصداً للخير بهذا السؤال أو مغرضاً لتنقيص الدعاة، والدعاة لا يقال فيهم كلمة عامة بالبخس أو بالوفاء، فهم بشر فيهم المحسن وفيهم المقتصد، وفيهم سابق بالخيرات، وفيهم الظالم لنفسه، ولكن خير الناس الدعاة:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33] وأعقل الناس الدعاة، وهذا على العموم -الجنس-.

أما ما ذكر الأخ السائل فهذا صحيح، فقد وجد أن الدعوة قد انحصرت في بعض الأمكنة والأزمنة وعلى المساجد، فيقوم الداعية بعد الصلاة في أناس ما أتوا إلا ليصلون فيقول لهم: صلوا فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، اتقوا الله في الصلاة، ولكن المقاهي والنوادي ممتلئة بالفسقة الذين يصدون عن بيوت الله، فهذا خطأ، والرسول صلى الله عليه وسلم دخل إلى الأسواق - سوق عكاظ وذي المجنة - وخطب بالناس ودعاهم، وذهب إلى مجتمعات اليهود، ودخل على المنافقين والمشركين ودعاهم إلى الله، فهذا واجب على الدعاة أن يتنبهوا إليه.

وبعض الناس يتوقف عن استخدام الوسائل في الدعوة، فلا بأس باستخدام الوسائل إذا كانت مصلحتها أعظم من مفسدتها، وهذا يقال في هذا الجانب ولا أحدد أي وسيلة، ولو كان بالكتابة في الصحف الرديئة فإني رأيت بعض الإخوة يحجم عنها ويقول: لا يكتب فيها؛ لأنها بوضع رديء وإذا تركت الكتابة في الصحف والدعوة في الصحف والمجلات أخذها أهل الباطل وسرحوا فيها كلمتهم، ونصروا فيها مبادئهم، وإذا تركت لهم الساحة فإنهم سوف يعيثون فيها فساداً:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251] فواجب الإخوة الدعاة أن يتصدروا وأن يصنفوا أنفسهم، فلا يصلح كل إنسان إلا لما خلقه الله له، فداعية يصلح للخطابة يوم الجمعة؛ فهذا حقه المنبر، وداعية في البادية وفي القرى لأنه يجيد لغة البوادي والقرى، وداعية يستطيع بفكره وصبره وعلمه أن يدخل النوادي والمقاهي، وداعية يكون صحفياً وأديباً فيكون -من هذا الجانب- كل واحدٍ على ثغرة، والله خلق الناس وكلٌ ميسر لما خلق له، ونوع طاقاتهم لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 32