المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌مفهوم الحب في الإسلام

- ‌أقسام الحب

- ‌المحبوبات في القرآن

- ‌لا تقدم ملاذ الدنيا وحبها على حب الله ورسوله

- ‌بطلان ادعاء الحب

- ‌المحبة تستلزم الطاعة

- ‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد

- ‌صور من محبة الصحابة لله

- ‌علامات محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيع النفس لله

- ‌الإقبال على الطاعات

- ‌قراءة القرآن

- ‌كثرة ذكر الله

- ‌تعظيم الشعائر

- ‌الحب الرخيص

- ‌حديث: (من عشق فعف) حديث باطل

- ‌من أمثلة الحب الرخيص

- ‌الأسئلة

- ‌الأخوة في الله وفضلها

- ‌أيهم أفضل قراءة القرآن أم الدعاء أم التسبيح

- ‌وجه التحريم في الأغنية

- ‌حكم الفنون الشعبية، وحكم المال الذي مصدره الغناء

- ‌شروط مزاولة الرياضة

- ‌السبيل إلى ترك الحب

- ‌حكم حب الوظيفة

- ‌توضيح في حب الجهاد

- ‌حكم الجلوس مع المتهاون بالصلاة

- ‌المعاصي سبب في سوء التحصيل العلمي

- ‌رجل يذكر الله ويأتي بكلام عن الحب والعشق

- ‌حكم الترديد خلف المؤذن في دورة المياه

- ‌حكم إطالة الإمام في الصلاة

- ‌نصيحة للدعاة

الفصل: ‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد

‌محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد

ومحبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم أعلى المطالب وأعظم المقاصد، فآخر ما تصل إليه من درجة العبودية أن تحب الله أكثر من نفسك وأهلك ومالك، ومن الناس أجمعين، وتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحب.

في صحيح البخاري قال عمر: {يا رسول الله! والله إنك أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال عليه الصلاة والسلام: لا يا عمر! حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك، فانتظر قليلاً ثم قال: والله -يا رسول الله- إنك أحب إلي من نفسي} فهذا هو منتهى الحب.

وفي الصحيحين عن أنس يقول عليه الصلاة والسلام: {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار} فمن وجد هذه الثلاث وجد حلاوة الإيمان ومنتهاه وأصله فهنيئاً له، ومن لم يجد ذلك فليبكِ على نفسه.

وحب الله من أعظم المقاصد والمطالب، يقول ابن القيم في الفوائد في قوله تعالى:{يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54] ليس العجب من قوله: (يُحِبُّونَه) فإن من أطعمك وكساك ومن خلقك ورزقك تحبه جبلةً وأصلاً، ولكن العجب من قوله:(يُحِبُّهُمْ) فالله خلقهم ورزقهم، وأعطاهم الأسماع والأبصار، ثم يحبهم سبحانه وتعالى، وأعطاهم النفوس ثم اشتراها منهم وأعطاهم الجنة ثمناً فكان الربح لهم.

أتى جبريل بصك أملاه الواحد الأحد ووقع فيه محمد: السلعة الجنة، والثمن أرواح المؤمنين، فتقدم من يشتري تلك السلعة فقدموا أرواحهم في بدر وأحد وارتفعت أرواحهم إلى الحي القيوم، فكلمهم الله كفاحاً بلا ترجمان:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111].

ص: 7