المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لمز الدعاة والاستهزاء بهم - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٠٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌عقبات في طريق الدعوة

- ‌أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعوته

- ‌اتباع الهوى

- ‌أبو جهل اتبع هواه

- ‌العاص بن وائل صده عن الله هواه

- ‌الكبر من المدعو

- ‌الكبر يمنع اليهود من الاسلام

- ‌جزاء المتكبرين

- ‌عامر بن الطفيل والتكبر

- ‌قصة عمير بن وهب

- ‌كثرة أهل الباطل وقلة أهل الحق

- ‌أهل الباطل دائماً أكثر من أهل الحق

- ‌إياك والفتور عن الدعوة

- ‌لا تغتر بكثرة الهالكين

- ‌جلساء السوء

- ‌أبو طالب وجلساؤه

- ‌الجلساء ثلاثة

- ‌من هم الثقلاء

- ‌فتور الدعاة

- ‌الدعوة في القرآن على قسمين

- ‌الدعوة في سن الشباب

- ‌الدعوة لا تؤثر على التحصيل العلمي

- ‌التكرار من أساليب الدعوة

- ‌انصراف الناس إلى الدنيا

- ‌ابن تيمية والملك

- ‌المال لأهل الهلع والطمع

- ‌الأسئلة

- ‌رثاء عبد الله عزام

- ‌ابن مكتوم لا يوصى إليه

- ‌الواجب نحو الأقارب الفاسقين

- ‌الجلوس مع المذنبين

- ‌كتب للقراءة

- ‌شروط ذهاب النساء إلى المستشفى

- ‌التحاكم إلى العادات القبلية

- ‌لمز الدعاة والاستهزاء بهم

- ‌أنا مصاب بالفتور

الفصل: ‌لمز الدعاة والاستهزاء بهم

‌لمز الدعاة والاستهزاء بهم

‌السؤال

ماذا أفعل في كل من يناديني بالمطوع، سواء استهزاءً أو مدحاً؟

‌الجواب

أولاً، احمد الله أن شرفك بأنك عبد له، الناس صنفان: مطوع أو عاص، هذا الذي يدعوك إن كان مستهزئاً، ويقول لك: مطوع فهو عاصٍ، لأنه يستهزئ بالمطوع، ومعناك أنك أطعت الله، فصرت مطوعاً، وقد يطلق عليه هو لكنه للشيطان، فإما أن يتطوع العبد للرحمن أو للشيطان، ولذلك يقول ابن تيمية: لا يسكن القلب إلا بإله، إما الله وإما آخر.

فاعلم ذلك وعليك وأنت أمامهم أن تتذكر ثلاث قضايا:

أولها: اعرف أن الله شرفك لأنك تؤذى في سبيله عز وجل، فسلفك في ذلك الأنبياء والرسل وقد قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2 - 3].

ثانيها: اعلم أنك مأجور، وأن أجرك على الله، وما يصيب المسلم من كلمة أو استهزاء أو نكد إلا كانت كفارة للسيئات ورفعاً للدرجات.

ثالثها: إذا قالوا لك هذا الكلام؛ فتبسم لهم وقل لهم قولاً حسناً فقد ذكر الله المتقين -عباد الرحمن- فقال في وصفهم: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان:63] قال عيسى بن مريم عليه السلام لحوارييه: كونوا كالنخلة ترمى بالحجارة فترد بالرطب.

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت

فإن جاوبته فرجت عنه وإن خليته كمداً يموت

وقال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] هذه القضايا التي أريد أن تفهمها مني.

ص: 35