المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌لمز المطوعين من علامات النفاق: أنهم {يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة:79] المطوعين الباذلين - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢١٥

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌قاصمة الظهر

- ‌أنواع قواصم الظهر

- ‌أقسام النفاق

- ‌النفاق الاعتقادي

- ‌النفاق العملي

- ‌علامات المنافقين

- ‌قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم

- ‌اهتمامهم بأجسادهم دون قلوبهم

- ‌الخوف من الأحداث

- ‌تضجرهم من انتشار الخير

- ‌مراءاة الناس

- ‌لمز المطوعين

- ‌الاستهزاء بالقيم والمبادئ الإسلامية

- ‌الكسل في أداء الطاعة

- ‌المنافقون مرجفون

- ‌قلة ذكرهم لله

- ‌المنافقون ذوو ألسنة فصيحة وقلوب جاهلة

- ‌كبائر المعاصي قاصمة للظهر

- ‌الذنوب والخطايا المنتشرة اليوم

- ‌الأغنية الماجنة

- ‌الصورة الخليعة

- ‌الأسئلة

- ‌الطريق الموصلة إلى العلم

- ‌الكتب التي أخذ منها الدرس

- ‌حد الرياء وضابطه

- ‌هل هو منافق من لم يثب وثباً للصلاة

- ‌كيف يعرف الإنسان إيمانه

- ‌شروط جواز لعب كرة القدم

- ‌ماهية الرياء

- ‌المؤمن قد يصاب أحياناً بالرياء والنفاق

- ‌صور الشعور بالنقص وحكمها

- ‌من أشكال التحريف اللغوي المعاصر

- ‌حكم مشاهدة المصارعة على التلفاز

- ‌حكم المغازلة

- ‌دعوة الكفار إلى الإسلام

- ‌حتمية تنظيم المحاضرات والدروس

- ‌تعريف بالشيخ عائض وبعض قصائده

الفصل: ‌ ‌لمز المطوعين من علامات النفاق: أنهم {يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة:79] المطوعين الباذلين

‌لمز المطوعين

من علامات النفاق: أنهم {يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة:79] المطوعين الباذلين أنفسهم في سبيل الله، المتصدقين بأموالهم لرفع لا إله إلا الله، فالمنافق ليس همه إلا أن يلمز، وهذا مرض اجتماعي سرى وهو خطير، وقد بثته هيئة الإذاعة البريطانية في أخبارها دائماً وأبداً، يوم تقول:"التطرف المتطرفون" والتي نكتته وأوحته الصهيونية العالمية، فلذلك يلمزون المطوعين.

الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً في المسجد فقال للناس: تصدقوا في سبيل الله، وهذا كان لغزوة تبوك، لتجهيز غزوة العسرة، فأتى عبد الرحمن بن عوف بمال كثير، فوضعه ذهباً وفضة في المسجد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فقال عليه الصلاة والسلام:{آجرك الله فيما أعطيت، وبارك الله لك فيما أبقيت} فتغامز المنافقون في المسجد عندما صلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما أراد بهذا إلا رياء وسمعة.

ثم أتى فقير من الصحابة ما وجد شيئاً، فأخذ حفنة تمر في كفه ودخل بها، وقال: يا رسول الله! والله ما في بيتي من مال، ولا عرض، ولا درهم، ولا دينار، وإنما هذه الحفنة من التمر فخذها، قال عليه الصلاة والسلام:{آجرك الله فيما أعطيت، وبارك الله لك فيما أبقيت} فتضاحك المنافقون، قالوا: جيش كامل ماذا تغني عنهم حفنة فلان؟! سبحان الله!! ذاك ما سلم منكم، وهذا لم يسلم، فمن هو المصيب إذن؟!

لكن تولى الله عز وجل الجواب عليهم فقال: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة:79] إي والله! والله إذا سخر أكبت العبد وأذله وأخزاه: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:79]{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون:6] فلن يغفر الله لهم: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51].

ص: 12