المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المجاهدون الأفغان الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢١٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌تحريم التمييز العنصري

- ‌المجاهدون الأفغان

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى النساء

- ‌ما يستفاد من حديثه صلى الله عليه وسلم للنساء

- ‌الإسلام يهتم بالمرأة

- ‌واجب على المرأة أن تطلب العلم الشرعي

- ‌الحديث الأول عن تحريم التمييز العنصري وشرحه

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يغضب من أبي ذر

- ‌الجاهلية تطلق على عدة معانٍ

- ‌نبذة عن أبي ذر رضي الله عنه

- ‌قصة إسلام أبي ذر

- ‌أبو ذر يطلب الإمارة من رسول الله

- ‌ما يستنبط من حديث أبي ذر

- ‌العبد يذنب ولو كان من أولياء الله

- ‌الجاهلية والسفه قد تطرأان على كبير السن

- ‌الجاهلية أنواع

- ‌الحديث الثاني: (القاتل والمقتول في النار)

- ‌أصل حديث "القاتل والمقتول في النار

- ‌حلم قيس بن عاصم

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة فيما حدث بين علي ومعاوية

- ‌الحديث الثالث: (الظلم هو الشرك)

- ‌ما يستنبط من حديث ابن مسعود

- ‌نصوص الأحاديث التي تم شرحها

- ‌حديث أبي ذر

- ‌حديث أبي بكرة

- ‌حديث ابن مسعود

- ‌الأسئلة

- ‌معنى كلمة بياك

- ‌قصيدة في مدح عبد رب الرسول سياف

- ‌انحراف كثير من الشباب بعد الالتزام

- ‌الله تواب رحيم

- ‌أقل الوتر ركعة واحدة

- ‌الوصية بتقوى الله

- ‌فرق بين الدعوة وبين الفتوى

- ‌الخلاف بين علي ومعاوية

- ‌من الخرافات المنتشرة

الفصل: ‌ ‌المجاهدون الأفغان الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي

‌المجاهدون الأفغان

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً ومنيراً، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وسلم ما تضوع مسك وفاح، وما غرد حمام وصاح، وما شدا طير وناح، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الصائمين المصلين المجاهدين وسلم تسليماً كثيراً.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحي الله من حيانا.

إن السلام وإن أهداه مرسله وزاده رونقاً منه وتحسينا

لم يبلغ العشر من قول يبلغه أذن الأحبة أفواه المحبينا

آخيتمونا على حب الإله وما كان الحطام شريكاً في تآخينا

ولقد أحسنتم يوم قرأتم في صلاتكم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7] أنا أريد أن أتحدث عن المجاهدين الأفغان، فوافقني الإمام في قراءة هذه الآية وسبق لي البارحة أن تحدثت قبل الدرس عنهم؛ لأن العالم يقف مشدوهاً، شاخص الأبصار، وينظر إلى السجدات الإيمانية، وينظر إلى البطولات الإسلامية، ينظر إلى أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

في فتية من بني الأفغان ما تركت كراتهم للعدى صوتاً ولا صيتاً

قوم إذا قابلوا كانوا ملائكة حسناً وإذا قاتلوا كانوا عفاريتا

نعم إنه الإيمان، وإنه الإيمان الخالص، الذي يقول لأصحابه، قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، أتت روسيا الملحدة الكافرة الزنديقة تحارب الله من فوق سبع سموات، فخرج المتوضئون المصلون الصائمون المجاهدون يقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173 - 174] يذبحون الروس على الطريقة الإسلامية، وهذا جائز عند الناس أن يذبح الكافر على الطريقة الإسلامية، ومن قال لك: إن ذبحه حرام؟!

بل يجوز بالإجماع، بإجماع المجاهدين الأفغان، وفر الروسي وهو يجر ذيل الهزيمة والخيبة واللعنة:{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} [فصلت:16] واقترب فتح كابل فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا، بل كنا قوماً ظالمين.

أيها الإخوة! أيها الأبرار! أيها الصالحون! إن النصر يطلب من فوق سبع سموات: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران:160].

وقد جربنا مع إسرائيل أكثر من ثلاثين سنة، لكننا ما أخذنا النصر من فوق سبع سموات، طلبنا النصر من جنيف، فما أتى نصر، وطلبناه من هيئة الأمم المتحدة، فما أتى نصر، وطلبناه من مجلس الأمن، فما أتى نصر.

أما المجاهدون فقال لهم الناس: تعالوا إلى مجلس الأمن، قالوا: كفرنا بـ مجلس الأمن وآمنا بالله وحده، قالوا: تعالوا إلى جنيف، قالوا: كفرنا بـ جنيف وآمنا بالله وحده، تعالوا إلى هيئة الأمم المتحدة الظالمة المشاغبة، قالوا: كفرنا بـ هيئة الأمم المتحدة، وآمنا بالله وحده، فانسحب أعداؤهم.

فروا على نغم البازوك في غسق فقهقت بالكلاشنكوف نيران

يسعى فيعثر في سروال خيبته في أذنه من رصاص الحق خرسان

والآن تشرف طلعات الإيمان، ويشرف العلم، وتشرف طلعات خالد بن الوليد، وسعد وصلاح الدين.

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري

وإذا نزل القرآن والحديث والسنة والإسلام في الساحة، لم يبق مارد ولاجبار ولا عاتية ولا طاغية أبداً، بل ينصر الله من يشاء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7].

هذه مقدمة، وحديثنا الليلة.

ص: 2