المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حجة واهية في عودة الشمس - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٢٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌مواقف من حياته عليه الصلاة والسلام

- ‌من البراهين والمعجزات

- ‌انشقاق القمر

- ‌نزول المطر

- ‌بركة الطعام القليل يوم الخندق

- ‌ضوابط محبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المتابعة

- ‌نشر السنة

- ‌كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌دروس من حديث سهل بن سعد

- ‌غنائم حنين وموقف الأنصار منها

- ‌صدق النبي وصراحته

- ‌وفاء الأنصار

- ‌ليس العطاء على قدر الإيمان

- ‌الأسئلة

- ‌سؤال عن درس البخاري

- ‌الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌هداية المبتدع (نصيحة)

- ‌قصة أثر بول النبي صلى الله عليه وسلم ضعيفة

- ‌قراءة الفاتحة بعد الدعاء للنبي أو الأموات

- ‌الصلاة على النبي تفريج للهموم

- ‌دعاء الفاتح وحكمه

- ‌تعلم العقيدة فرض عين

- ‌الحداثة

- ‌السنة عند أهل الفقه والحديث

- ‌سؤال عن اللحية

- ‌أسباب الانتكاس

- ‌حجة واهية في عودة الشمس

- ‌شفاء القرآن

- ‌موقف الإسلام من أبوي النبي عليه الصلاة والسلام

- ‌الاستهزاء باللحية

- ‌طلب الدعاء من الحي وأسباب نسيان القرآن

- ‌كشف الحجاب للمرأة

الفصل: ‌حجة واهية في عودة الشمس

‌حجة واهية في عودة الشمس

‌السؤال

هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله عز وجل أن يرجع الشمس من الغروب لكي يصلي بعض الصحابة العصر؟

‌الجواب

هذه القصة ذكرها الحاكم والطحاوي والبغوي وبعض أهل السير، قالوا: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه نام في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى غربت الشمس وما صلى العصر، فما استيقظ إلا وقد غربت الشمس، فقال: يا رسول الله ما صليت العصر، وقد غربت الشمس، فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم الله، فأعاد الشمس له حتى صلى العصر، وفي لفظ لهم: بل سأل علي رضي الله عنه وأرضاه ربه فأعاد له الشمس، وهذه القصة كذب، ولا يجوز إيرادها والاستدلال لها، وقد ردها ابن تيمية وابن كثير، وهذه القصة من الخرافات التي لام أهل العلم الحاكم صاحب المستدرك والطحاوي وأمثالهما على إيرادها.

وعلى كل حال؛ أبو تمام الشاعر ذكرها في قصائده ويثبتها ويقويها، لكن حججه كالزجاج إذا تكسر، لأنه شاعر، يقول:

فردت إلينا الشمس والليل راغمٌ بشمسٍ بدت من جانب الخدر تلمع

فوالله ما أدري علي بدا لنا فردت له أم كان في القوم يوشع

والصحيح: أن الله رد الشمس على يوشع، وهو كما قيل: غلام موسى الذي سافر معه، قال لغلامه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، فهذا الغلام كان نبياً رد الله له الشمس حتى قاتل والحديث صحيح، أما علي فلم يرد الله له الشمس، والقصة ليست بصحيحة ولا ثابتة عنه عليه الصلاة والسلام، ولذلك ذكرها ابن كثير في" البداية والنهاية " فقال: وقال شيخنا -يعني: ابن تيمية - إمام الأئمة هذه عادة الطحاوي أي: أن الطحاوي عادة لا يزيف القصص الزائفة، ثم نال ابن تيمية من الطحاوي قليلاً ولو أن الطحاوي حنفي محدث، وكذلك يفعل البغوي أحياناً، لكنهم تساهلوا، وقد لام الأئمة القاضي عياض رحمه الله على بعض القصص التي حشا بها كتاب" الشفا " حتى مرض" الشفا " وأصبح فيه حمى بسبب هذه القصص، ولو أنه من أحسن الكتب، حتى الذهبي لما ترجم للقاضي عياض، قال: وفي كتابه" الشفا " شيء، فعليك بـ دلائل النبوة للبيهقي؛ فإنه هدى ونور وشفاء لما في الصدور.

ص: 28