الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب الاختلاف
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان هذا الدرس: الشباب وأدب الاختلاف:-
الشباب وأدب الاختلاف هو مجال هذا البحث في هذه الليلة، وسوف يكون بإذن المولى سبحانه وتعالى دروس تخص الشباب؛ كدرس الشباب والهمة العالية، الشباب والتأثير، الشباب والعزلة، الشباب والعلماء، نتكلم عن حديث من أحاديثه عليه الصلاة والسلام، فمنها: سنة الله في الاختلاف سبحانه وتعالى، ومنها أسباب الاختلاف: البغي، الحسد، الكبر، التعصب للأشخاص والمناهج، ضيق الأفق، فساد التصور وضعفه، إلزام مالا يلزم، غلبة العاطفة على العقل، حب الخلاف لذاته، عدم التثبت من الأقوال والأفعال.
أما أدب الاختلاف فمنها:
1/ سماع الحجة والرأي الآخر.
2/ إيراد الدليل.
3/ الهدوء في الرد.
4/ ذكر جوانب الاتفاق قبل الاختلاف.
5/ التواضع في الرد.
6/ تحديد الخلاف.
7/ التحاكم إلى أصحاب الأهلية في الحكم.
8/ الرد إلى الله ورسوله في المسائل الشرعية.
9/ تجنب النيل من الأشخاص والتشفي بهم.
10/ ترك الإزعاج ورفع الصوت والتهويل.
11/ معرفة أنواع الاختلاف أهو تضاد أم تنوع؟
12/ عذر المخالفين في أمور الشريعة.
13/ قصد الحق وطلبه.
14/ الإنصاف مع العدو ومع القريب.
15/ ثم بعض القضايا حول هذا المنهج والله الموقف إلى سواء السبيل.
اعلموا -حفظكم الله- أن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:118 - 119] قال بعض العلماء: وللاختلاف خلقهم، وبعضهم ألف في ذلك كتاباً يرى أن من سر خلق الخليقة الخلاف والذي يظهر أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق للعبادة -وهو الصحيح- فإن الله يقول:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] فخلقهم للعبادة لا للاختلاف، لكن من سننه سبحانه وتعالى في الكون، أنه ميَّز بين الأطعمة والأمزجة والألوان والمطعومات والمشروبات والأفكار، فجعل الحلو والحامض، والظلمة والنور، والليل والنهار، وجعل الحار والبارد {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد:4] ويقول سبحانه وتعالى في الأيام: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] وجعل سبحانه وتعالى من آياته التي تثبت تدبيره للكون سبحانه وتعالى وبديع صنعه، اختلاف الألسنة والألوان، فإن الله سبحانه وتعالى خالف بين ألسنة الناس ونطقهم وألوانهم، فتبارك الله أحسن الخالقين، فسبحان الذي يغير ولا يتغير.
إذاً فلابد أن يقع الاختلاف في الكون، ولا بد أن يقع في المجتمع الصغير، بدأ من الأسرة ثم القرية ثم المدينة ثم الشعب ثم الأمة ثم المعمورة، فلا بد أن يقف الإنسان أمام سنة الله سبحانه وتعالى في الاختلاف.
ما هو موقف الشاب المسلم المقبل على الله عز وجل لأننا في مرحلة كثر فيها المتجهون إلى الله، وكثر الجيل الذي عرف طريقه إلى القبلة، وعرف اتجاهه والحمد لله.
كل البرايا على أصنامها عكفت وقومنا عند باب الله قد عكفوا
في كفك الشهم من حبل الهدى طرف على الصراط وفي أرواحنا طرف
فقائدنا هو محمد عليه الصلاة والسلام، وبيتنا المسجد، ومطلبنا الجنة، وطريقنا الصراط المستقيم، ودستورنا وحي من السماء، وشيوخنا: أبو بكر وعمر وشاعرنا حسان، ومفتينا معاذ.
ماذا تريدون؟!
يريدون وجهه: {دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء، وترعى الشجر حتى يلقاها ربها} وهذه هي أمانة الجيل وهم في مرحلة يريدون فيها تنظير بعض المسائل؛ ليتجهوا إلى الله عز وجل وإلا فالعودة إلى الله فرضت نفسها على مستوى العالم، فكان لهذه القضية أهمية أوجبت على الدعاة أن يتكلموا عنها عن مسألة الاختلاف؛ لأنه يكثر التشاجر والردود والغضب والانفعالات التي إذا أعدتها إلى أصولها لا تجد لها مبرراً.