المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحسد سبب للخلاف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب وأدب الاختلاف

- ‌أسباب الاختلاف

- ‌البغي سبب للخلاف

- ‌الحسد سبب للخلاف

- ‌الكبر سبب للخلاف

- ‌التعصب لشخص أو لمنهج سبب للخلاف

- ‌ضيق الأفق سبب للخلاف

- ‌فساد التصور وضعفه سبب للخلاف

- ‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف

- ‌تغلب العاطفة على العقل سبب للخلاف

- ‌حب الخلاف لذاته سبب للخلاف

- ‌عدم التثبت سبب للخلاف

- ‌آداب الخلاف

- ‌من آداب الخلاف سماع الحجة

- ‌من آداب الخلاف إيراد الدليل

- ‌من آداب الخلاف الهدوء في الرد

- ‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق

- ‌من آداب الخلاف التواضع في الرد

- ‌من آداب الخلاف تحديد الخلاف

- ‌من آداب الخلاف التحاكم إلى أهل العلم والكتاب والسنة

- ‌من آداب الخلاف عدم التشفي بالأشخاص

- ‌من آداب الخلاف ترك الإزعاج ورفع الصوت

- ‌من آداب الخلاف تحديد التخالف تضادي أو تنوعي

- ‌من آداب الخلاف قصد الحق

- ‌من آداب الخلاف الإنصاف

- ‌الخلاف في الفروع يقبل فيه العذر

- ‌ابن تيمية من أكثر الناس احتراماً لخصومه

- ‌الأئمة الأربعة والصحابة لا يتعصبون

- ‌مسائل مهمة

- ‌تنبيهات حول الدروس والمسجد والآداب

- ‌الدعوة إلى الله أمانة في أعناقكم

الفصل: ‌الحسد سبب للخلاف

‌الحسد سبب للخلاف

ومنها: الحسد؛ قال سبحانه وتعالى: {حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ} [البقرة:109] ما خلى جسد من حسد، والحسد يسري في أهل المهن والمتقاربون في السن والزملاء، والأقران فتجد أحدهم يخالف زميله لا لشيء إلا لأنه زميله فقط؛ يقول: الشيخ تجده يخالف الشيخ، والطالب يخالف الطالب، والمهندس يخالف المهندس، والطبيب يخالف الطبيب، والشاعر يخالف الشاعر، يقول الشاعر:

ولكل شيء آفة من ضده حتى الحديد سطا عليه المبرد

جعل الله لكل شيء آفة من ضده، فتجد الحديد هذا ما أقوى منه لكن عليه مبرد يقصمه.

يقول أحد الحكماء: ما أقوى شيء خلقه الله؟ قال: خلق الله سبحانه وتعالى الجبال، قالوا: ما أقوى من الجبال، قالوا: الحديد، قالوا: فما أقوى من الحديد، قال: الريح.

ولذلك يقول سبحانه وتعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف:25] وأثبت العلم الحديث أن الريح أقوى قوة، قالوا: ما أقوى من الريح، قال: الصمت، الصمت أقوى من الريح ولذلك يقول البردوني يحيي الرسول صلى الله عليه وسلم ويحيي دعوته:

بشرى من الغيث ألقت في فم الغارِ وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرار

بشرى النبوة طافت كالشذا سحراً وأعلنت في الدنا ميلاد أنوار

وشقت الصمت والأنسام تحملها تحت السكينة من دار إلى دار

المقصود: أن الحسد هو الذي يحمل بعض الناس على أن يخالف بغير حق، وهذا مذهب بني إسرائيل -والعياذ بالله- لأنهم أحسد الناس فقد ذكر الله تعالى ذلك:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء:54] وهذا سارٍ في الشباب ولو استقاموا.

قيل للحسن البصري أيحسد المؤمن، قال: ويلك أنسيت قصة أبناء يعقوب لما حسدوا يوسف عليه السلام، قال: إذا حسدت فلا تبغ، إذا حسدت أحداً فأخفهِ تسيء في قلبك، ولا تسيء بكلمة، لا تجرح عرضه، لا تسيء إليه بحركة غير مسئولة.

ص: 4