المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب وأدب الاختلاف

- ‌أسباب الاختلاف

- ‌البغي سبب للخلاف

- ‌الحسد سبب للخلاف

- ‌الكبر سبب للخلاف

- ‌التعصب لشخص أو لمنهج سبب للخلاف

- ‌ضيق الأفق سبب للخلاف

- ‌فساد التصور وضعفه سبب للخلاف

- ‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف

- ‌تغلب العاطفة على العقل سبب للخلاف

- ‌حب الخلاف لذاته سبب للخلاف

- ‌عدم التثبت سبب للخلاف

- ‌آداب الخلاف

- ‌من آداب الخلاف سماع الحجة

- ‌من آداب الخلاف إيراد الدليل

- ‌من آداب الخلاف الهدوء في الرد

- ‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق

- ‌من آداب الخلاف التواضع في الرد

- ‌من آداب الخلاف تحديد الخلاف

- ‌من آداب الخلاف التحاكم إلى أهل العلم والكتاب والسنة

- ‌من آداب الخلاف عدم التشفي بالأشخاص

- ‌من آداب الخلاف ترك الإزعاج ورفع الصوت

- ‌من آداب الخلاف تحديد التخالف تضادي أو تنوعي

- ‌من آداب الخلاف قصد الحق

- ‌من آداب الخلاف الإنصاف

- ‌الخلاف في الفروع يقبل فيه العذر

- ‌ابن تيمية من أكثر الناس احتراماً لخصومه

- ‌الأئمة الأربعة والصحابة لا يتعصبون

- ‌مسائل مهمة

- ‌تنبيهات حول الدروس والمسجد والآداب

- ‌الدعوة إلى الله أمانة في أعناقكم

الفصل: ‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف

‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف

السبب السابع من أسباب الاختلاف: إلزام مالا يلزم، تجد بعض المخالفين يقول: قال العالم الفلاني كذا وكذا، ويقصد به كذا وكذا، إذاً هو كذا وكذا مثل ماذا؟ مثل: رجل قال: من استمع للغناء ورضي به فهو فاسد، ومن كان فاسداً ورضي بالفساد في بيته فهو ديوث، ومن كان ديوثاً لا يدخل الجنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:{لا يدخل الجنة ديوث} إذاً فمن استمع الغناء فهو ديوث هذه قواعد مثل قواعد الهندسة، وهذا المطلوب إثباته أي: يركب الفتيا تركيباً، وهذا خطأ عند أهل العلم لأنه يلزم ما لا تلزم، أضرب مثلاً: تقول له: رحمة الله واسعة، والله غفور لذنوب العباد، فيقول: المرجئة يقولون: إن الله غفور لذنوب العباد، والمرجئة يستسهلون المعاصي إذاً أنت مرجئ، إذاً أنت مبتدع من المرجئة، فينزل عليك الحكم أول ما تأتيه، وهذا إلزام ما لا يلزم وليس بصحيح.

رد بعض الناس على بعض الدعاة فقال: يقولون: إن الإسلام ليس مسائل نقض وضوء، ولا نواقض وضوء ولا حيضاً، والخميني يقول: ليس الإسلام نواقض وضوء ولا حيضاً، إذاً هم مثل: الخميني إذاً فهم رافضة إذاً هم يشتركون مع الخميني، وهذا ليس بصحيح؛ لأن أهل السنة قد يشتركون في قدر نسبي مع أهل البدعة فمعنى العالم في الإسلام إذا قال: ليس الإسلام من الحيض ولا للنفاس ولا لنواقض الوضوء يعني معنى كلامه أنه دين شامل للحياة، قال تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162] ومعنى كلام الخميني أن هذا الدين بفرعيات ليس الذي هو شغل به بالناس، إنما المقصود: الحكم، فيلزم بعض الناس البعض بما لا يلزم وليس بصحيح، فإن الخوارج يوافقوننا أحياناً في بعض الجزئيات، واليهود يوافقوننا في بعض الجزئيات، والنصارى يوافقوننا في بعض الجزئيات، فاليهود والنصارى يوافقوننا أن الله موجود، ويخالفوننا في الرسالة والألوهية، بل ما أظن أنه ليس في العالم جنس إلا يتفق مع الجنس الآخر في شيء.

حتى الشيوعيون يوافقوننا أن هناك مؤثراً في الكون ونحن نقول: المؤثر هو الله، وهم يقولون: إنها الطبيعة المؤثرة.

ص: 9