المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب وأدب الاختلاف

- ‌أسباب الاختلاف

- ‌البغي سبب للخلاف

- ‌الحسد سبب للخلاف

- ‌الكبر سبب للخلاف

- ‌التعصب لشخص أو لمنهج سبب للخلاف

- ‌ضيق الأفق سبب للخلاف

- ‌فساد التصور وضعفه سبب للخلاف

- ‌إلزام مالا يلزم سبب للخلاف

- ‌تغلب العاطفة على العقل سبب للخلاف

- ‌حب الخلاف لذاته سبب للخلاف

- ‌عدم التثبت سبب للخلاف

- ‌آداب الخلاف

- ‌من آداب الخلاف سماع الحجة

- ‌من آداب الخلاف إيراد الدليل

- ‌من آداب الخلاف الهدوء في الرد

- ‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق

- ‌من آداب الخلاف التواضع في الرد

- ‌من آداب الخلاف تحديد الخلاف

- ‌من آداب الخلاف التحاكم إلى أهل العلم والكتاب والسنة

- ‌من آداب الخلاف عدم التشفي بالأشخاص

- ‌من آداب الخلاف ترك الإزعاج ورفع الصوت

- ‌من آداب الخلاف تحديد التخالف تضادي أو تنوعي

- ‌من آداب الخلاف قصد الحق

- ‌من آداب الخلاف الإنصاف

- ‌الخلاف في الفروع يقبل فيه العذر

- ‌ابن تيمية من أكثر الناس احتراماً لخصومه

- ‌الأئمة الأربعة والصحابة لا يتعصبون

- ‌مسائل مهمة

- ‌تنبيهات حول الدروس والمسجد والآداب

- ‌الدعوة إلى الله أمانة في أعناقكم

الفصل: ‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق

‌من آداب الخلاف ذكر جوانب الاتفاق

المسألة الرابعة من آداب الاختلاف: ذكر جوانب الاتفاق قبل الاختلاف، إذا أتيت إلى كافر وثني تريد أن تجادله في ألوهية الله عز وجل، ابدأ معه فيما تتفقان معاً عليه، قال الله عنهم:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان:25] تقول من خلق السماوات والأرض، قال: الله، تقول: أنا وأنت متفقان أن الله خلق السماوات والأرض، حسناً: فمن رزقنا ورزقك، يقول: الله، {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [يونس:31] فسوف يقول: الله، فتتدرج معه، ثم تقول: فمن يستحق العبادة بعد ذلك: ربما يجيبك بأحد جوابين إن استحقها الله -الحمد لله- وإن استحقها الوثن فقل: وثن لا يسمع ولا يرى ولا يرزق ولم يخلق فكيف يستحق العبادة؟! حينها سوف يجيبك، ثم تركز عليه بما تبدأ معه، رب قدير رحيم خبير بصير أيترك خلقه بلا رسل؟ فإن قال: لا، أصاب، وإن قال: نعم يتركهم هملاً فقد أخطأ فتبدأ معه في الحوار، فأول ما نبدأ نبدأ أولاً بما اتفقنا عليه كالنصارى الآن، قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:64].

أحد الناس في جنيف وهو أبو عمار تلا الآية وأمامه وفد اليهود وبعض وفود النصرانية من الدول الغربية وهو عند المكرفون وهو يتلوها وسمعتها بأذني قال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:64] ثم وقف، وقف حمار الشيخ في العقبة؛ لأن المسألة الكبرى هي التي بعد هذا الكلام وماذا بعد هذا الكلام؟ يحملها أبو عمار على أننا نصطلح، والله يقول:{أَلَاّ نَعْبُدَ إِلَاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران:64] فهذا ليس من هذا فبعض الناس يأخذ نصف الحجة وهي عليه لا له، ثم يترك الحجة وهذا مثل ما يقول يحيى بن سعيد القطان وقيل عبد الرحمن بن مهدي -وأظنه الصحيح- أهل السنة يكتبون مالهم وما عليهم، وأهل البدعة لا يكتبون إلا ما لهم.

تجد بعض أهل الهوى لا يكتب إلا ما هو له وأما ما هو عليه من الحجج يتركها، إذا نقل شيئاً من كتاب ورأى شيئاً ضده تركه وأهمله، أما أهل السنة فيكتبون ما لهم وما عليهم وهذا منهجهم.

ص: 17