المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا يكفرون بالكبائر - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الدعاة والورقة الرابحة

- ‌خطاب ابن باز للدعاة

- ‌من مظاهر محاربة الدين

- ‌حديث معاذ وموقف الدعاة أمامه

- ‌مميزات أهل السنة والجماعة

- ‌حب العلماء

- ‌عدم التعالم والتطاول على العلماء

- ‌معالم مدرسة أهل السنة

- ‌تتبع الدليل

- ‌البعد عن التكلف

- ‌محاربة أهل البدع والأهواء

- ‌علماؤنا مجتهدون لا مقلدون

- ‌الوسطية

- ‌الواقعية

- ‌الدعوة إلى الجماعة ونبذ الفرقة

- ‌ربانية المصدر

- ‌وضوح المبدأ والصدق في التعامل

- ‌عدم التثريب على المجتهد إذا أخطأ

- ‌الشمولية وقول الحق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌نبذ التعصب

- ‌لا تجتمع الأمة على ضلالة

- ‌خير الأمة علماؤها

- ‌الجهاد خلف كل بر وفاجر

- ‌مميزات عقدية

- ‌مبدأ الولاء والبراء

- ‌الاتباع ظاهراً وباطناً والكف عما شجر بين الصحابة

- ‌لا يكفرون بالكبائر

- ‌الإيمان يزيد وينقص، والنفع المتعدي أفضل من اللازم

- ‌أسباب بطء الغيث وانقطاع الرحمة

- ‌منع الزكاة

- ‌التعامل بالربا

- ‌ظلم العمال والأجراء

- ‌التمييز العنصري

- ‌قصيدة الوحي مدرستي الكبرى

الفصل: ‌لا يكفرون بالكبائر

‌لا يكفرون بالكبائر

وهذه المدرسة لا تكفر أهل الكبائر ما لم يستحلوها؛ خلافاً لمن زعم أن الدعاة يكفرون الناس ويبدعونهم {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور:16] الدعاة من برز منهم وأصبح إمام مسجد أو أصبح يسمع له أو يستطيع الفتيا ولو في صغائر المسائل لا أعلم أحداً منهم يكفر مسلماً، ولا يكفر صاحب كبيرة ما لم يستحلها، وتجد من يتنكت على هؤلاء الدعاة ويعلق عليهم ويستهزئ بهم، لم يدرس الشريعة سنة واحدة، بينما أقل واحد من هؤلاء الدعاة درس الشريعة ست عشرة سنة، فانظر إلى الحيف! وانظر كيف تعطي القضية إلى غير أهلها، حتى إنك تجد بعض الكتبة يكتب عن التطرف، ويحلل التطرف وهو لا يحسن الشريعة ولا يجيد أن يتكلم عن الشرع، حتى أن بعض المنافقين يقول: هؤلاء الدعاء يفهمون الدين بالمقلوب!

سبحان الله!! أتباع دين محمد يفهمون الدين بالمقلوب! الذين قرأوا المنهج الرباني، وتبحروا في علم الكتاب والسنة يفهمون الدين بالمقلوب! فمن إذاً يفهم الدين فهماً صحيحاً راشداً؟!

من هو إذاً الذي يقود الأمة ويوجهها؟ ويخرجها من الظلمات إلى النور؟

من يرفع علم التوحيد إلا علماء الأمة ودعاتها، ولكنَّ مقصدهم من ذلك -وهم يعرفون أنهم جهلة بهذا الشرع- أن يبطلوا ثقة الناس بالعلم والدعاة والعلماء.

أيها الإخوة! هذه نصيحة أقولها سراً ولا تخبروا بها أحداً!! والمجالس بالأمانات وليكن كلامنا بيننا أثابكم الله: على طالب العلم والداعية أن يكسب ثقة الناس؛ فإذا كسب ثقة الناس فقد كسب الحب والرشد والقبول، ويُكسب ذلك بالعمل وبالعلم، وباتباع مدرسة أهل السنة والجماعة، واحترام أهل العلم، وجمع الكلمة؛ فإذا حصل هذا فليقل ما شاء.

ويستطيع ذلك حين لا يكون فظاً غليظاً، فإنه إذا كان فظاً غليظاً لا يرافقه أحد، قال تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159] قال ابن المبارك:

وإذا صاحبت فاصحب ماجداً ذا عفاف وحياء وكرم

قوله للشيء لا إن قلت لا وإذا قلت نعم قال نعم

الموافقة في الخير، واللين، وهي مدرسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، هل رأيت ألطف منه عبارة؟! هل سمعت أحسن منه إشارة؟! هل سمعت أنه قدح أو نال أو جرح؟

لا هو على الباطل سيف مصلت، لكن مع إخوانه وطلابه، ومع الدعاة هو المدرسة الربانية، والتوجيه والرشد، واللطافة والحكمة والهدوء؛ تتمثل في هذه المدرسة التي هو إمامها، أثابه الله وحفظه ذخراً للإسلام والمسلمين.

ص: 28