المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌البعد عن التكلف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٦٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الدعاة والورقة الرابحة

- ‌خطاب ابن باز للدعاة

- ‌من مظاهر محاربة الدين

- ‌حديث معاذ وموقف الدعاة أمامه

- ‌مميزات أهل السنة والجماعة

- ‌حب العلماء

- ‌عدم التعالم والتطاول على العلماء

- ‌معالم مدرسة أهل السنة

- ‌تتبع الدليل

- ‌البعد عن التكلف

- ‌محاربة أهل البدع والأهواء

- ‌علماؤنا مجتهدون لا مقلدون

- ‌الوسطية

- ‌الواقعية

- ‌الدعوة إلى الجماعة ونبذ الفرقة

- ‌ربانية المصدر

- ‌وضوح المبدأ والصدق في التعامل

- ‌عدم التثريب على المجتهد إذا أخطأ

- ‌الشمولية وقول الحق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌نبذ التعصب

- ‌لا تجتمع الأمة على ضلالة

- ‌خير الأمة علماؤها

- ‌الجهاد خلف كل بر وفاجر

- ‌مميزات عقدية

- ‌مبدأ الولاء والبراء

- ‌الاتباع ظاهراً وباطناً والكف عما شجر بين الصحابة

- ‌لا يكفرون بالكبائر

- ‌الإيمان يزيد وينقص، والنفع المتعدي أفضل من اللازم

- ‌أسباب بطء الغيث وانقطاع الرحمة

- ‌منع الزكاة

- ‌التعامل بالربا

- ‌ظلم العمال والأجراء

- ‌التمييز العنصري

- ‌قصيدة الوحي مدرستي الكبرى

الفصل: ‌البعد عن التكلف

‌البعد عن التكلف

الثاني: مدرسة أهل السنة والجماعة التي ينادي بها سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز مدرسة ميسرة سهلة بعيدة عن التكلف والتعقيد، إنما دخل التعقيد يوم أتى الفلاسفة لا حيا الله مطلعهم.

يقول ابن تيمية: إن الله لا يغفل عن المأمون؛ لأنه ترجم كتب الفلاسفة.

ومن يوم بزغ علينا فجر المأمون وجد علم الكلام في العقيدة الصحيحة السلفية؛ عقيدة أهل السنة والجماعة.

أُتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ كما في السنن من حديث معاوية بن الحكم السلمي بجارية، فقال لها:{أين الله؟ فأشارت إلى السماء، فقال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة} .

ما أحسن العقيدة! ما أسهل العرض!

أتاه ضمام بن ثعلبة؛ كما في الصحيحين فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الآيات البينات؛ فأخبره صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، والله لا أزيد على ما سمعت ولا أنقص، أنا ضمام بن ثعلبة ثم ولى، أليس هذا تيسير؟ فيقول صلى الله عليه وسلم:{من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا} .

وفي مسند أحمد بسند جيد أن أبا جُريَّ الهجيمي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم من البادية، وانظر إليه صلى الله عليه وسلم يتكلم له بحالة البادية، وببيئة البادية، وبوضعه الاجتماعي، يقول البدوي: {من أنت؟ قال صلى الله عليه وسلم: أنا رسول الله! قال: من أرسلك؟ قال: الله.

قال: من هو الله؟}.

أسئلة جادة حارة ساخنة! والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتِ بتعريف الفلاسفة، المعقد؛ يقول ابن سينا: العقل الفعال.

وغيره يقول: المؤثر، عرف الله عز وجل نفسه لموسى حين كلمه كفاحاً، فقال له: يا موسى! {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه:14] وأعظم تعريف لله عند أهل السنة والجماعة أنه: لا إله إلا الله، وفي سورة محمد قال للرسول عليه الصلاة والسلام:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] أي: قبل أن تدعو، وقبل أن تعمل أو توجه أو تربي، وقبل أن ترشد:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] قال: أنت رسول من؟ قال: رسول الله.

قال: من هو الله؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يجيبه، لكن اسمع الإجابة الحارة المؤمنة الصادقة، قال:{أنا رسول من إذا أصابك قحط وأنت في الصحراء فدعوته كشف عنك، وأنا رسول من إذا ضلت عليك راحلتك وأنت في البادية فدعوته ردها عليك} فأسلم الأعرابي.

هذه عقيدة ميسرة يدعو إليها أهل السنة والجماعة، فهم يقدمون ميثاق التوحيد، ويدعون الناس إليه بصدق وإخلاص حتى يقوم الناس على منهج رباني.

فمن معالم هذه المدرسة: أنها ميسرة، قال تعالى: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه:1 - 2] ما فيها تقعر ولا تنطع ولا تعمق، تلقي العلم بسيطاً سهلاً حتى يفهمه الناس.

ومنهجه عليه الصلاة والسلام: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق:7]{وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف:157] بعث عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين.

ص: 10