المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التزود بالنوافل بعد إتمام الفرائض - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٦٩

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صفات أولياء الله

- ‌معرفة أولياء الله

- ‌صفات أولياء الله مجملة

- ‌من أولياء الله أبو بكر الصديق

- ‌من صفات الأولياء الإخلاص

- ‌حقيقة الإخلاص

- ‌اعتقاد أن القدرة لله سبب للإخلاص

- ‌من صفات أولياء الله الرضا برسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً وقدوة

- ‌تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حب النبي وتقديمه على كل أحد

- ‌الحب والبغض في الله

- ‌سلامة الصدر للمسلمين

- ‌ترك الغل والحقد والحسد

- ‌حفظ أعراض المؤمنين

- ‌جليبيب وليٌّ من أولياء الله

- ‌صفاتهم في العمل والمعتقد

- ‌التزود بالنوافل بعد إتمام الفرائض

- ‌سلفية المعتقد

- ‌الدعوة إلى الخير

- ‌علماء أهل السنة رجال عامة

- ‌شباب أهل السنة أهل تحصيل للعلم الشرعي

- ‌عوام أهل السنة يحرصون على الفوائد

- ‌محبة الجماعة وكراهة الفرقة

- ‌العودة إلى الكتاب والسنة

- ‌القول بالحق

- ‌الأسئلة

- ‌كيف نغرس في أنفسنا صفات أولياء الله

- ‌المرأة تكون ولياً لله

- ‌معاصي الأولياء

- ‌الاستمرار على الطاعة

- ‌كرامات الأولياء

- ‌الأعراس في الإجازات

- ‌مخالطة غير المسلمين ومعاملتهم

- ‌حاجتنا للفكر

الفصل: ‌التزود بالنوافل بعد إتمام الفرائض

‌التزود بالنوافل بعد إتمام الفرائض

أما الخصلة الخامسة من صفات أولياء الله: فهي حرصهم على إتمام الفرائض والتزود بالنوافل، الإسلام هو الفرائض والنوافل، فإذا رأيت الرجل يحافظ على الفرائض ويؤديها على أكمل وجه ويتزود بالنوافل، ويجتنب المحرمات فهو ولي من أولياء الله، هذه صفته قال تعالى:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:63].

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: {ما تقرب إلي عبدي بأحب ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به} .

وعلم من ذلك أن من مواصفات أولياء الله أنهم على قسمين: مقتصد وسابق بالخيرات، فالمقتصد من يحافظ على الفرائض ويجتنب الكبائر، والسابق بالخيرات من يحافظ على الفرائض ويتزود بالنوافل، ويجتنب الكبائر والمحرمات والمكروهات هؤلاء هم أولياء الله، وهذه صفتهم.

شباب يأتون للرسول عليه الصلاة والسلام فيقول شاب: {يا رسول الله! أريد مرافقتك في الجنة.

قال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك.

قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود} وفي لفظ: {فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة} .

وهناك حديث ضعيف أورده ابن الجوزي وغيره في صفة الصفوة أن معاوية بن معاوية الليثي توفي والرسول صلى الله عليه وسلم في معركة تبوك فأتى جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: {قم فصل على معاوية بن معاوية الليثي فقد حضر جنازته سبعون ألف ملك.

قال: ولم؟ قال: كان يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1 - 4] قائماً وقاعداً وعلى جنبه}.

من صفات أولياء الله عز وجل التزود بالنوافل، وذكر الله وبذكر الله تطمئن القلوب، وقال تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152] وقال تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45] وقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:190 - 191].

ومن صفاتهم أنهم يصومون النوافل، ذكر في ترجمة ابن العماد الحنبلي المقدسي أنه كان يصوم في شدة الحر، الناس يتوقون الحر بالمظلات ويسقط بعضهم على الأرض، وهو صائم في شدة الحر، فإذا ظن الناس أنه صائم؛ أخذ الكوب ووضعه على فمه -كما قال ابن رجب في الطبقات - حتى يظن الناس أنه يشرب وهو لا يشرب.

أي صدق مع الله؟! كان الواحد من السلف إذا أراد أن يتنفل أرخى الستار على نفسه.

ذكر ابن كثير أن الأوزاعي إذا جلس أمام الناس كان لا يبكي، فإذا خلا بنفسه بكى وبكى حتى يسمع جيرانه بكاءه من داخل البيت!

وكان ابن سيرين يضحك في النهار ويتمايل، فإذا أتى الليل بكى حتى يرثي له أهله من حالته، فهو بسام النهار بكاء الليل.

أولياء الله لا ينسون تلاوة القرآن، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر:29] هؤلاء أولياء الله، أولياء الله أهل صلاة الضحى وهي صلاة الأوابين حين ترمض الفصال.

ص: 17