المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌معاصي الأولياء   ‌ ‌السؤال شخص من الصالحين ومن المحافظين على الصلاة، - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٦٩

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صفات أولياء الله

- ‌معرفة أولياء الله

- ‌صفات أولياء الله مجملة

- ‌من أولياء الله أبو بكر الصديق

- ‌من صفات الأولياء الإخلاص

- ‌حقيقة الإخلاص

- ‌اعتقاد أن القدرة لله سبب للإخلاص

- ‌من صفات أولياء الله الرضا برسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً وقدوة

- ‌تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حب النبي وتقديمه على كل أحد

- ‌الحب والبغض في الله

- ‌سلامة الصدر للمسلمين

- ‌ترك الغل والحقد والحسد

- ‌حفظ أعراض المؤمنين

- ‌جليبيب وليٌّ من أولياء الله

- ‌صفاتهم في العمل والمعتقد

- ‌التزود بالنوافل بعد إتمام الفرائض

- ‌سلفية المعتقد

- ‌الدعوة إلى الخير

- ‌علماء أهل السنة رجال عامة

- ‌شباب أهل السنة أهل تحصيل للعلم الشرعي

- ‌عوام أهل السنة يحرصون على الفوائد

- ‌محبة الجماعة وكراهة الفرقة

- ‌العودة إلى الكتاب والسنة

- ‌القول بالحق

- ‌الأسئلة

- ‌كيف نغرس في أنفسنا صفات أولياء الله

- ‌المرأة تكون ولياً لله

- ‌معاصي الأولياء

- ‌الاستمرار على الطاعة

- ‌كرامات الأولياء

- ‌الأعراس في الإجازات

- ‌مخالطة غير المسلمين ومعاملتهم

- ‌حاجتنا للفكر

الفصل: ‌ ‌معاصي الأولياء   ‌ ‌السؤال شخص من الصالحين ومن المحافظين على الصلاة،

‌معاصي الأولياء

‌السؤال

شخص من الصالحين ومن المحافظين على الصلاة، ويقوم الليل أحياناً ويحرص على أفعال الخير، والدعوة إلى الله في حياته، ولكن يحدث منه تقصير في التأخر عن الصلاة أحياناً، وربما الغيبة في بعض المجالس، وبعض التقصير والتفريط في بعض الصغائر من الذنوب، فهل مثل هذا يكون ولياً من أولياء الله؟ وما علاج مثل هذه الظواهر وأظنها كثيرة، نسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعاً.

‌الجواب

أولاً: ليس الأولياء معصومين، فالولي يخطئ ويصيب، وقد يجهل بعض الحق، وقد يخطئ في الفرعيات، وقد يلتبس عليه بعض الأمور، وقد يكون عامياً، وقد ينقصه بعض الأدلة، وقد تشتبه عليه بعض الأمور، وقد يقع في بعض الكبائر أحياناً ويتوب، وقد تأتي منه الصغائر.

فالولي ليس معصوماً فليعلم ذلك، وهذا أصل مقرر عند أهل السنة والجماعة.

الأمر الثاني: أن الأولياء قسمان: مقتصدون، وسابقون بالخيرات، والذي يدخل الجنة في بعض الروايات التي رجحها شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم أنه يدخل الظالم في الجنة بعد أن يصفى، لقوله سبحانه وتعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر:32] والجمهور يقولون: يدخل الجنة المقتصد والسابق، والمقتصد هو الذي لا له ولا عليه، يأتي بالفرائض ويجتنب الكبائر، ولكن لا يتجنب المكروهات ولا يأتي بالنوافل، فهذا مقتصد لا يحب الفائدة وليس عليه دين.

وأما السابق بالخيرات فهذا رجل شق الغبار، وأصبح كالنجم المغوار، وكالسيل المدرار، فهو في المرتبة الأولى، إن كان في المصلين فهو في الصف الأول، أو الصائمين فهو أولهم، أو الذاكرين فلسانه لا يفتر، وفي المتصدقين يده مهملة في الصدقة وهذا مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أما نحن

لا تعرضن ذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

لكن نحبهم في الله عز وجل، عسى الله أن يحشرنا في زمرتهم هذا أمر.

وأما ما ذكرت أنك تأتي بهذه الأمور ولكنك تتأخر عن الصلاة، فهذه معصية وتنقص من ولايتك، ولكن لا تخرجك من دائرة ولاية الله عز وجل، لا زلت ولياً لكن بنسبة، فكل ولي له نسبة {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60] والولي قد يغتاب ويتوب، لكن أصفى الأولياء من لا يتأخر عن الصلاة ولا يغتاب فأنت بقدرك:{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60] وعلمك وعلم غيرك من الناس عند الله.

ص: 29