المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله صلى الله عليه وسلم [فحج آدم موسى] - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٨

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌كيف نربي أطفالنا

- ‌هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

- ‌هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال في الصلاة

- ‌هديه صلى الله عليه وسلم مع الطفل عند الولادة

- ‌تسمية الطفل وآدابها

- ‌اختر لابنك الاسم الحسن

- ‌إياك وأسماء الكفرة

- ‌إياك والأسماء التي فيها تزكية

- ‌إياك وأسماءً فيها حزن وشؤم

- ‌من آداب التربية

- ‌المطعم الحلال

- ‌مداعبة الأطفال

- ‌المصاحبة

- ‌غرس الفضائل في نفسه

- ‌تجنيبه الرذائل

- ‌أن تختار له الأصحاب

- ‌الاهتمام بوقت الطفل

- ‌أمرهم بالصلاة

- ‌رجولة الطفل وأنوثة الطفلة

- ‌تربية الشعر وحلقه

- ‌رجولة الطفل

- ‌تعظيم الله في قلوبهم

- ‌الأسئلة

- ‌دلني على كتاب في السيرة

- ‌المرأة لا تؤم زوجها

- ‌طلاء الأظافر

- ‌تحريم القات عند العلماء

- ‌تفسير قوله صلى الله عليه وسلم [فحج آدم موسى]

- ‌قطع النافلة عند إقامة الصلاة

- ‌حكم النافلة وقت أذان الجمعة

- ‌التسوك باليسرى أم باليمنى

- ‌(صدق الله العظيم) بعد التلاوة بدعة

- ‌الحلف بالأمانة

- ‌قوله (في ذمتي)

- ‌حكم قول غشك الله ونحوها

- ‌معنى قوله تعالى: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ)

- ‌المقصود بقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي)

- ‌المقصود بقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)

- ‌حكم قراءة الفاتحة وراء الإمام

الفصل: ‌تفسير قوله صلى الله عليه وسلم [فحج آدم موسى]

‌تفسير قوله صلى الله عليه وسلم [فحج آدم موسى]

‌السؤال

كيف تفسر قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: {فحاج آدم موسى، فحاج آدم موسى} ؟

‌الجواب

هذا الحديث متفق عليه بين البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {التقى موسى وآدم} موسى عليه السلام نبي بني إسرائيل وآدم عليه السلام الذي هو أبونا، التقيا، أين التقيا؟ الله أعلم، قال بعضهم: في البرزخ، وقال بعضهم: في السماء، وهو الظاهر، لكن المقصود أنهما التقيا، فالتقى آدم وموسى وكان موسى شجاعاً جريئاً دائماً يحاور ويتكلم، ولذلك كلمه الله تكليماً ولم يكلم أحداً من الناس {فقال موسى لآدم: يا آدم! أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته خيبتنا وأخرجتنا من الجنة (يقول له: أكلت من الشجرة فخرجت فخرجنا معك، نحن في حياة المتاعب والذنوب والمعاصي والدموع والآلام والقلق والأرق بسبب أنك خرجت من الجنة) قال آدم: أنت موسى بن عمران الذي كلمك الله تكليماً واصطفاك بكلماته ورسالته وكتب لك التوراة بيده، بكم وجدت أن الله كتب علي الخطيئة؟ قال موسى عليه السلام: وجدتها في التوراة بأربعين سنة.

قال: أفتحاجني على شيء قد كتبه الله علي؟} فأتى محمد صلى الله عليه وسلم يتدخل بعد أن انتهى الحوار قال صلى الله عليه وسلم: {فحاج آدم موسى، فحاج آدم موسى، فحاج آدم موسى} أي: فغلب آدم موسى، فغلب آدم موسى، فغلب آدم موسى.

والقدرية يقولون: فحاج آدمَ موسى.

أي: يجعلون موسى هو الفاعل وآدم مفعول به، أي: أن الغالب موسى وقد كذبوا، حتى يقول بعض العلماء: يجادلون بين موسى وآدم كأنهم يجادلون بين جبري وقدري.

جل الله! وهذا لا نستدل به بالقضاء والقدر إلا في مسألتين:

مسألة المصائب: يقول ابن تيمية: نستدل بالقضاء والقدر في المصائب ولا نستدل به في المعايب.

يسقط ابنك من قصر ويتكسر تقول: بقضاء وقدر، وتمرض ابنتك فتقول: بقضاء وقدر.

لكن يسرق السارق في المعايب لا تقول: قضاء وقدر، ما لك سرقت؟ قال: قضى الله علي أن أسرق.

لا يصلي الفجر مع الجماعة فيقال له: ما لك لا تصلي؟ قال: قضى الله علي وكتب ألا أصلي.

سرق سارق في عهد عمر فقال: لمَ سرقت؟ قال: كتب الله علي أن أسرق، قال: علي بالسكين.

فأتوا بالسكين فقطع يده فقال السارق: لم قطعت يدي وقد كتب الله علي أن أسرق؟ قال: وأنا كتب الله علي أن أقطع يدك! فلا يستدل بالقضاء في المعايب، ويستدل به في ناحية أخرى إذا تاب الإنسان من الخطيئة وأقلع -وهذا ذكره ابن القيم - إنسان كان مسرفاً على نفسه، شاب كان غاوياً ثم اهتدى، قلنا: ما لك كنت غاوياً تتعاطى المخدرات؟ قال: كتب الله علي ثم تبت.

قلنا: صدقت -بعد أن يتوب- أما وهو في الخطأ فلا، فهذا هو معنى الحديث.

ص: 28