المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التجمل والتنظف للجمعة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٩٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌خصائص الجمعة

- ‌حياة عبد الله بن المبارك

- ‌ابن المبارك وطريق الهداية

- ‌خوف ابن المبارك من الله وإنفاقه في سبيل الله

- ‌عمر يسأل الناس عن سبب تأخرهم عن الجمعة وهو على المنبر

- ‌التبكير للجمعة والغسل لها

- ‌كلام الخطيب مع المأمومين

- ‌معرفة حقوق أهل الفضل ورعاية حرماتهم

- ‌التطيب والادهان يوم الجمعة

- ‌سند الحديث وترجمة رجاله

- ‌التجمل والتنظف للجمعة

- ‌تخطي الرقاب

- ‌النافلة يوم الجمعة

- ‌تكفير الذنوب بالحضور يوم الجمعة وشروط ذلك

- ‌آداب الجمعة وخصائصها

- ‌خصائص تتعلق بالتهيؤ والتنظف وهي سبع

- ‌التبكير والقرب من الإمام

- ‌قراءة سورة الكهف

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من خصائص الجمعة

- ‌المشي إلى الجمعة وعدم الركوب

- ‌عدم إفراد الجمعة بالصوم

- ‌لباس يوم الجمعة

- ‌شرح حديث الحلة التي أراد عمر أن يشتريها النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌التجمل ليوم الجمعة وللناس

- ‌رفض النبي صلى الله عليه وسلم للحلة وما يحرم من اللباس

- ‌إعطاء المشرك وأهمية المشاورة

الفصل: ‌التجمل والتنظف للجمعة

‌التجمل والتنظف للجمعة

المسألة الأولى: ما هو الغسل؟ وماهو التطيب؟ وما هو التدهن؟ وما هو التنظيف؟ ألا تتداخل هذه الجمل؟

قال ابن حجر: لا تتداخل.

الغسل غسل الجسم، والتطهير تطهير الرأس، والتنظيف بأخذ الشعر والظفر من الجسم، والدهن إزالة شعث الرأس والتزين للجمعة، والطيب تغيير رائحة الجسم فهذه المعاني التي يريدها صلى الله عليه وسلم.

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يلبس للمناسبات حقها ولبوسها فإن كان صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه لبس عليه الصلاة والسلام ما تيسر من لباس، وإن أتى في الجمعة لبس الفاخر، يقول ابن عباس:[[خرج صلى الله عليه وسلم يوم العيد في حلة حمراء، فوالله ما رأيت أجمل منه]].

ويقول البراء بن عازب: {صلى بنا صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء ورأيت ساقيه كالجمارتين (قلب النخلة) من البهاء؛ فقرأ بنا والتين والزيتون، فوالله ما سمعت صوتاً أحسن من صوته} وقد قيل:

البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بوسها

وفي المعركة يلبس درعاً وربما لبس درعين ولذلك كان صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين وأعرف بحقائق الأمور، فمن أراد أن يقتدي فعليه بمحمد صلى الله عليه وسلم في لباسه وفي طعامه وفي شرابه.

وهديه في الجمعة أنه كان يلبس أفخر اللباس، حتى أنهم أهدوا إليه حلة لما رأوا منه العناية بلباس الجمعة -ولكنه حرمها- وقد كانت ترعد وتبرق وتزبد من حسنها ومن منظرها ومن زخرفتها، والصحابة ما كانوا يعهدون هذه الألوان رضوان الله عليهم، بل كانوا في فقر وفي حاجة ومشقة، وأما هذه فإنها لباس الملوك، فأتوا يلمسونها ويمشون أيديهم وأصابعهم عليها، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يتبسم، وعلم أن الدنيا تافهة وقال:{أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه} .

سعد بن معاذ هو الشهيد الكبير الذي اهتز له عرش الرحمن؛ أبو عمرو

وما اهتز عرش الله من موت هالك سمعنا به إلا لـ سعد أبي عمرو

يقول عليه الصلاة والسلام: أتعجبون من هذه؟ لمناديل المخاط التي ربما يبصق فيها -إن كان لأهل الجنة بصاق- أو يمسح -إن كان له عرق وهو الجشاء- فمناديله أحسن من هذه التي تفتخرون بها ثم أتت المناظرة الأدبية التي مرت معنا في السير.

إنما كان عليه الصلاة والسلام يلبس لباس الجمال، والذي أدعوكم في هذا الموقف إلى أن نجعل أحسن لباس للجمعة وقد مر هذا، واللباس الجميل هو ما تعارف عليه الناس في أي بلد أنه جميل، فعندنا هنا أن اللباس الجميل هي الثياب والبشت؛ فالإنسان إذا أتى الجمعة يلبس الجميل ولا ينبغي أن يختار لحضور المحافل لبس الجميل، وإذا أتى إلى الجمعة لبس الثوب العادي أو ثوب النوم.

ص: 11